رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1080

يتسابقون لعمل الخير..

الجالية الإسلامية في فرنسا .. استحضار الأوطان في رحاب رمضان

19 مايو 2018 , 08:30ص
alsharq
باريس- الشرق- مريم بومديان

رمضان فرصة لدعم صلة الرحم وتوطيد العلاقات مع الأهل في المهجر

تحرص الجالية الإسلامية المقيمة في فرنسا على الاحتفال بشهر رمضان الكريم كما اعتادوا على الاحتفال به في بلدانهم العربية والاسلامية قبل أن يستقروا في فرنسا، فبجانب تجهيز المساجد لاستقبال رمضان بتعليق الزينات والرايات وصيانة المرافق لاستيعاب المصلين التي تتزايد أعدادهم خلال شهر رمضان لا سيما في صلاة التراويح، تحرص الأسر المسلمة على التلاقي والتزاور خلال شهر رمضان وإقامة موائد الإفطار الجماعية ودعوة الجيران والاقارب والأصدقاء للالتفاف حولها، ويشارك في المائدة الجميع، فتتحول إلى كرنفال للأطعمة الشعبية العربية يتداخل فيها تراث المشرق العربي بمغربه، وتتسابق ربات البيوت في إعداد أطباقها التي تعلمتها في بلدها الأصلية لتقدمها للأصدقاء وكأنها "تذكرة سفر" ليحلق بطعمها الجميع في رحاب الوطن الذي غادروه لكنه لم يغادرهم.

مساجد تتزين

وقال الحسن المحمودي، إمام مسجد "الرحمن" بباريس لـ"الشرق"، إن الجالية الاسلامية في باريس تستعد منذ أول شعبان من كل عام لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث يتبرع المصلون بالأموال لصيانة المساجد وتزيينها استعدادا لاستقبال شهر رمضان، حيث يضع كل مصلِ ما يقدر عليه من مال في صندوق تبرعات المسجد، وتقوم لجنة من القائمين على شؤون المسجد بفتح الصندوق آخر أسبوع في شهر شعبان، ويتم انفاق هذه الأموال على صيانة مرافق المسجد وتزيينه بالسجاد والأضواء الجديدة، ويشارك المسلمون وأطفالهم في مراسم تحضير المسجد لاستقبال رمضان، وكل له عمل يقوم به ليشعر بسعادة الشهر الكريم، وخلال شهر رمضان يصبح المسجد ملتقى الأحباء، نصلي الفروض الخمسة به، ونقيم صلاة التراويح، وبعدها نلتف حول إمام المسجد لنردد الابتهالات الدينية والأذكار حتى الساعات الأولى من الصباح، كما نقيم مائدة إفطار للمحتاجين وحتى غير المحتاجين، نلتف حولها جميعا بعد صلاة المغرب، ويحضر كل مصلِ معه من الأطباق "طعام وحلويات وعصائر" ما يستطيع أن يشارك به، وهذه الطقوس يحرص عليها أغلب المسلمين المقيمين في فرنسا للوصل مع الله وحنينا إلى الوطن، فداخل المسجد تجد جميع الجنسيات تقريبا "مغربي وجزائري وتونسي ومصري وليبي وسوري ولبناني... إلخ" الجميع ملتفون حول بعضهم، الجميع يتسابق لتقديم الخير، والتقرب إلى الله والحديث عن رمضان في بلده، إنها أجواء روحانية ووطنية بامتياز يهديها لنا رمضان كل عام.

موائد عامرة

وأضافت رقية آيت حسن، مغربية مقيمة بباريس، أن رمضان فرصة نستغلها كل عام لدعم صلة الرحم وتوطيد العلاقات مع الأهل في المهجر والأصدقاء من مختلف الجنسيات، يجمعنا رمضان حول موائد عامرة نعدها مجتمعين كلا حسب الأطباق الشعبية في بلاده، فنحن المغاربة نعد "الحريرة والرفيسة والكسكس" وكذلك الحال بالنسبة للجزائريين والتوانسة، أما المصريين فيجهزوا لنا "المحشي والأرز المعمر والمكرونة بالبشاميل والملوخية والبامية"، والسوريين يعدوا لنا "الكبة والمحاشي والشيك برك والجدرة"، والهنود والباكستانيون يعدون لنا أطباقهم الشهيرة "دجاج المهراجا، والكباب الهندي والبرياني والمصالا"، وكل يوم يكون الافطار عند أحد العائلات، حيث يجتمع الرجال "الأصدقاء والاقارب وزملاء العمل" ويضعوا جدول الإفطار، كل واحد منهم يحدد اليوم الذي يناسبه، ونقوم نحن النساء بالتواصل فيما بيننا لنحدد مهام كل سيدة، والطبق الذي ستشارك به في المائدة، سواء كان طبقا رئيسيا أو مقبلات وسلطات وحتى الحلويات والعصائر، ومع بداية رمضان نلتقي جميعا كل يوم في منزل أحدنا، ونلتف جميعا حول المائدة نتذوق أطباق بعضنا، ويدور الحديث حول المائدة عن ذكريات الوطن، وعن مائدة الافطار والطقوس والعادات والتقاليد، وكأن مائدة الافطار فرصة لنحلق جميعا في أوطاننا، تنتعش الذاكرة بذكر الأحباب، وتستمتع الحواس بأطايب الطعام، بعدها نصلي ونقرأ القرآن جماعة، ونشاهد التلفزيون ونتسامر حتى الساعات الأولى من الصباح.

ذكريات الأوطان

وأضاف إبراهيم الفضالي، تونسي مقيم في باريس، أن شهر رمضان شهر عبادة، نستغله لنتقرب إلى الله، وأيضا لنمد جسور الود مع الأصدقاء والأقارب والزملاء العرب والمسلمين المقيمين في فرنسا، ويعد رمضان فرصة أيضا لبناء صداقات جديدة بين العائلات، فنلتقي بمسلمين من مختلف الجنسيات على موائد رمضان في بيوت الأقارب والأصدقاء الذين نزورهم كل يوم، حيث اعتاد المسلمون في فرنسا على زيارة بعضهم البعض خلال شهر رمضان سواء على الافطار أو السحور أو بعد الافطار، فنحن الجالية المسلمة في فرنسا نستغل شهر رمضان الفضيل لنأتنس ببعضنا ونحيي رمضان الوطن في قلوبنا، وكأننا بقصد أو بدون نعود إلى أوطاننا بذكرياتنا وبقلوبنا، فأغلب حديثنا حول مائدة رمضان العامرة بالأصدقاء والأقارب والجيران، يكون عن أوطاننا وعاداتنا وتقاليدنا وذكريات الطفولة، وأيضا في المساجد نعيش في رحاب الله نصلي ونذكر الله ونثني على خير خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونتذكر أوطاننا.

مساحة إعلانية