عربي ودولي

459

السبسي يزور قطر مايو المقبل

التوقيع على 13 اتفاقية بين قطر وتونس خلال زيارة الصيد الأخيرة

نقلة نوعية فى العلاقات القطرية-التونسية بعد انعقاد اللجنة العليا

قطر ثاني مستثمر عربي وعالمي فى تونس

تنسيق أمني تام بين قطر وتونس من خلال اللجان المشتركة

المواقف القطرية تجاه العمليات الإرهابية في تونس نبيلة

قطر تضمن حقوق العمال والقوانين الأخيرة خير دليل

كشف سعادة صلاح الصالحي، سفير الجمهورية التونسية في الدوحة، أن فخامة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي سيزور قطر في مايو المقبل. وقال إن الفترة الأخيرة شهدت زيارات على اعلى مستوى من وزراء ورؤساء مؤسسات ورجال اعمال من الجانبين اضافة الى الزيارات المبرمجة بين البلدين من أجل دفع العلاقات وتطويرها إلى اعلى المستويات.

وأضاف في لقاء مع الصحفيين بمناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده التي تحتفل بها السفارة مساء الغد، أن هناك اتفاقيات عديدة تم التوقيع عليها خلال زيارة الحبيب الصيد رئيس الوزراء التونسي الأخيرة للدوحة ، حيث شهدت الزيارة توقيع ١١ اتفاقية على مستوى الحكومات واتفاقيات اخرى على مستوي رابطتي رجال الأعمال فى البلدين ، أي حوالى ١٣ اتفاقية فى المجمل. وأشار إلى أن هناك مجموعة أخرى من الاتفاقيات جارى التفاوض على صياغتها وتضم تقريبا كافة المجالات مثل النقل والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والتراث وغيرها من المجالات.

وعن العلاقات القطرية التونسية أكد السفير الصالحي أنها قديمة وراسخة، حيث شهد العام الماضي نقلة نوعية فى علاقاتنا خاصة بعد انعقاد اللجنة العليا المشتركة وزيارة رئيس الحكومة التونسية للدوحة والتوقيع على العديد من الاتفاقيات التى تشمل مجالات متنوعة من التعليم والثقافة والتدريب والزراعة والامن والجمارك. كما تم التاكيد خلال هذه اللجنة على ضرورة دفع العلاقات الثنائية فى الجانبين المالى والتجاري بعد أن تراجع حجم التبادل التجاري عقب احداث الثورة فى تونس، منوها إلى انه بدأ في الصعود من جديد، حيث وصل العام الماضي الى أكثر من ٥٠ مليون دينار تونسي بما يعادل ٢٥ مليون دولار.

وشدد على أن علاقات قطر المهمة مع تونس لم تتأثر بتغير الحكومات، وإنما هى علاقات مع دولة وشعب بغض النظر عن الحكومات وتواصل الدعم القطري قبل الثورة وبعد الثورة، والأرقام تؤكد ان الدعم القطري لتونس ليس له علاقة بطبيعة الحكومات الموجودة.

مستثمر كبير

وأوضح السفير التونسي بأن قطر هى ثاني مستثمر عربي فى تونس وفى عام ٢٠١٤ اصبحت ثاني مستثمر عالمي بعد فرنسا من حيث حجم الاستثمارات فى تونس ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين ووصل حجم المساعدات المالية او السندات منذ الثورة حتى العام الماضي اكثر من مليار دولار. علاوة على وجود العديد من المشاريع الاستثمارية الاخرى ، ملمحا إلى أن اكبر الشركات القطرية العاملة فى تونس هي شركة اوريدو وبنك قطر الوطني والديار القطرية التى تنفذ مشروع منتجع سياحي كبير فى مدينة توزو فى الجنوب التونسي بقيمة ٨٠ مليون دولار ومن المتوقع الانتهاء منه عام ٢٠١٨.

وفيما يخص صندوق الصداقة أشار السفير الصالحي إلى انه انطلق عام ٢٠١٣ بتمويل ٩٧ مليون دولار بهدف خلق فرص عمل داخل البلاد وبدأ في تحقيق هذه الاهداف بالفعل حيث تم توفير فرص عمل لحوالى ٥٦٠٠ فرد من خلال تنفيذ الف مشروع ، موضحا أن المستهدف مضاعفة عدد المنتفعين من هذه المشروعات ١٠ مرات بحلول عام ٢٠١٨ بحيث يصل عددهم الى حوالى ٥٠ الف فرد من خلال اضافة المزيد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتشمل كافة المناطق التونسية. وأكد أن صندوق الصداقة القطري يعد تجربة رائدة فى مجال التشغيل ونعتبره نموذج ناجح لعلاقات البلدين.

وجهة عالمية

وعن العمالة التونسية فى قطر قال ان عدد الجالية التونسية فى قطر تضاعف حوالى ٥ مرات من ٤ الاف نسمة فى ٢٠١٠ الى ٢٠ الف العام الماضي وذلك وفقا لتعليمات سامية بالانفتاح على الكفاءات التونسية التى تعمل فى كافة المجالات ويؤكد هذا الانفتاح وجود وكالة تعاون فنى تونسية ولديها مكتب فى السفارة منذ سنوات والعام الماضي اضفنا اليها مكتب التشغيل والعمل المستقل اضافة الى المكتب الخاص بوكالة الاستثمار الخارجي وايضا ملحق اجتماعي جديد يمثل وزارة الشئون الاجتماعية التونسية بالخارج لرعاية مصالح الجالية، وهذا يدل على ان هناك عناية واهتمام بأبناء الجالية التونسية خاصة مع تضاعف عددها اضافة الى المستهدف القطري بمضاعفة هذه الأعداد الى ما يقرب من ٤٥ الف خلال الخمس سنوات القادمة .

وأشار السفير التونسي إلى أن أكثر المجالات التى تعمل بها الجالية التونسية فى الدوحة هى التعليم والطاقة والصحة والرياضة والاعلام والهندسة اضافة الى نوع جديد من العمالة لم يكن موجود من قبل والخاص بمجال المبيعات والخدمات حيث اصبحت قطر وجهة للعمالة التونسية. وتابع بقوله :"نتيجة الاقبال على العمل فى قطر خلق نوع جديد من الجالية المقيمة هنا تسمى اصحاب الوضعيات الهشة وهم من يعملون برواتب بسيطة او من لم يتحصلوا على عمل او وضع قانوني تام وليس لدينا ارقام محددة ربما مئات الحالات ونخشى تفاقم هذا العدد وقمنا بعمل عدد من الاجراءات الاولية بالدعوة الى التثبت فى منح التاشيرات من البداية لتفادي عقود العمل الوهمية وهناك مقاربة قطرية تخص هذا الشان لجميع الجاليات وليس التونسية فقط".

إنجاز قانوني

وأكد أن السفير التونسي قطر تتخذ عدة خطوات لمواجهة ذلك بطريقة ناجعة والقوانين الجديدة الخاصة بالإحاطة بالجاليات ونظام حماية الاجور ودفعها عبر البنوك وفى هذا الاطار حاولنا عمل نفس الشئ فى تونس ونعمل حاليا على فكرة المصادقة الالكترونية على عقود العمل قبل التأشيرات ما يوفر رقابة مشتركة على مكاتب ووكالات العمل ويحمي حقوق العامل وصاحب العمل .

وأوضح الصالحي أن هناك مبادرة مشتركة بين السفارة وبعض المؤسسات القطرية فى القطاعين العام والخاص للإحاطة بمجموعة افراد الجالية التونسية من أصحاب الوضعيات الهشة ممن كانوا ضحية عمليات التحايل وعقود العمل الوهمية عبر تأهيل إضافي لهم فى اللغات والكمبيوتر والتسويق بحسب تخصصاتهم ثم مساعداتهم على ايجاد فرص عمل.

وحول التشريعات العمالية الجديدة في قطر، قال إن تلك الخطوة تخدم سوق العمل وكافة الجاليات في قطر ، وتقدم مزيد من الوضوح والشفافية في العلاقة بين العمال وصاحب العمل ، وأيضا حماية الأيدي العاملة وتوفير أقصى درجات الأمن الوظيفي لهم، حيث يتم تحويل كافة الرواتب إلى البنوك في القانون الجديد وتوفير ظروف مناسبة للعمل، وكذا الحرية في التنقل بين المؤسسات، وتقنين وضعيتهم في قطر، وكل ذلك يوفر أعلى درجات الحماية للعمال وأيضا صاحب العمل.

العمالة في قطر

وفيما يخص التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين في مكافحة الارهاب أكد السفير التونسي أن العلاقات الأمنية بين قطر وتونس متميزة، حيث توجد العديد من الاتفاقيات واللجان ، فعلى سبيل المثال عقد العام الماضي اللجنة العسكرية المشتركة ، وهناك تبادل للخبرات والمعلومات ، علاوة على المساعدات التي تقدمها قطر لتونس في المجال الأمني. والحقيقة نجد أن المواقف القطرية تجاه ما يجري في تونس من عمليات ارهابية وخلاقه هي مواقف نبيلة وجيدة حيث تدين كل تلك العمليات وتعلن دوما عن تضامنها مع تونس حكومة وشعبا.

وشدد على أن السياحة الخليجية الى تونس دون المستوى المطلوب ، وربما يعود ذلك لطبيعة السوق السياحي في تونس الذي هو موجه لدول الجوار من ناحية، وأوروبا من ناحية أخرى، معربا عن أمله بأن تحدث زيادة في أعداد السائحين القطريين والخليجيين بصورة عامة إلى تونس في الشهور والسنوات المقبل.

وحول الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها وبداية تنفيذها قال السفير صالحي إن قطر اتخذت خطوات المصادقة على 7 اتفاقيات تم التوقيع عليها في اجتماعات اللجنة العليا الأخيرة، وسيتم بداية التنفيذ قريبا ان شاء الله، ملمحا إلى أن رجال الأعمال القطريين مهتمون للغاية بالاستثمار في تونس، حيث تم عقد لقاءات بينهم ورجال الأعمال في تونس وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات. وأضاف بأن قطر تستورد من تونس التمور وزيت الزيتون وبعض المنتجات الزراعية ، وبعض الأدوات الكترونية ، والخدمات التكنولوجية والتقنيات.

وحول تأثير الملف الليبي الملتهب على تونس أوضح الصالحي أن المشهد الليبي يؤثر بشدة على تونس، باعتبار تقارب الشعبين وتجاورهما. ولذلك فتونس تعتبر ما يجري في ليبيا هو شأن تونسي، وهذا لا يعني أننا نتدخل في المشهد الليبي. بل نحاول أن نمد يد المساعدة لجميع الأطراف هناك وتقريب وجهات النظر بينهم حتى يتمكنوا من النهوض بدولتهم. وهناك الآن مسار دولي لدفع تلك الاطراف الى الحلول السلمية وهذا تطور مهم على الساحة الليبية. وهنا يجب التأكيد على أن تونس ضد التدخل العسكري في ليبيا وفرض الحلول بالقوة.