رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2092

مطاردة الأسرى تلهب المقاومة الفلسطينية في الضفة

18 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الزبيدي داخل محكمة الاحتلال
هاجر العرفاوي

تواصل قوات الاحتلال عمليات تمشيط واسعة في أنحاء مختلفة، لاعتقال الأسيرين المطاردين أيهم كمامجي ومناضل نفيعات، اللذين فرا في السادس من سبتمبر الجاري، عبر نفق حفراه مع أربعة أسرى آخرين من داخل زنزانتهم إلى خارج سجن جلبوع الأشد حراسة، قبل أن يعاد اعتقال أربعة منهم يومي الجمعة والسبت الماضيين. وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت عدة قرى غرب جنين، كما حاصرت منزلي الأسيرين كمامجي ونفيعات في مدينة جنين، بأكثر من 30 دورية وآلية عسكرية وقامت بتفتيشه واستجواب أفراد العائلة، محذرة إياهم من التواصل مع الأسير المطارد أو تقديم مساعدة له.

وعقب تصريح الأسيرين محمود ومحمد عارضة في سجن الجلمة، بأن الخطة الأساسية للأسرى الستة كانت الهرب من سجن جلبوع في اتجاه الضفة الغربية ومن هناك الوصول إلى مخيم جنين، أعلن عشرات المسلحين الفلسطينيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، استعدادهم لأي عدوان إسرائيلي محتمل. ولا يزال مصير النفيعات وكمامجي غامضا، في حين تمكنت السلطات الإسرائيلية من القبض على الأسرى الأربعة الآخرين.

* توحد الفصائل

ورغم الانقسام السياسي بين فصائل المقاومة الفلسطينية، تشكلت لأول مرة منذ سنوات غرفة عمليات مشتركة في مخيم جنين، تضم الأجنحة العسكرية لكل من حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي، تحسبا لأي اقتحام قد يقوم به الجيش الإسرائيلي. ونقلت الأناضول من داخل مخيم جنين، أن عشرات المسلحين يجوبون الأزقة، واضعين أقنعة تحمل شعارات الفصائل التي ينتمون إليها، في استعداد تام لصد أي اعتداء للجيش الإسرائيلي. ونقلت الوكالة أيضا، أن المسلحين هم شباب تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، ومن أسر مناضلة، ومنهم من وصل من الضفة الغربية تحسبا لأي معركة.

* مسيرات الغضب

ومنذ إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الأربعة، انطلقت مسيرات ووقفات بمخيم جنين، لمساندة الأسرى الفارين وتنديدا بإعادة اعتقال بعضهم. وفي وقت سابق، رشق المتظاهرون حاجز الجلمة العسكري القريب من جنين بالحجارة والعبوات الحارقة، بينما اندلعت في الضفة الغربية مواجهات بين شباب فلسطينيين وجيش الاحتلال، تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين. والأحد الماضي شهدت بلدات جنين وطوباس والأغوار الشمالية بالضفة الغربية، إضرابا شاملا، عقب دعوات القوى الوطنية والإسلامية للتضامن مع الأسرى ورفضًا لانتهاكات الاحتلال بحقهم.

ويشهد المخيم حالة غضب واستنفار لصد أي هجوم محتمل منذ منتصف الشهر الماضي، حيث قتلت قوات الاحتلال 4 مقاومين خلال اقتحامهم للمخيم. وتصاعدت حدة التوتر مع إعادة اعتقال زكريا الزبيدي، وتعرضه للتعذيب خلال التحقيق. وفي 2020 شهدت مدينة جنين اعتداءات من قبل جيش الاحتلال على مدار 10 أيام، مخلفة أكثر من 50 قتيلا ودمرت حوالي 150 بناية كليا وشرد حوالي 435 عائلة، كما قُتل خلال الاشتباكات 23 جنديا إسرائيليا على يد المقاومين.

* عملية تطهير

من جهته، هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، خلال مقابلة مع «القناة 12» الإسرائيلية، باقتحام مدينة جنين في حال وصل إليها أي من الأسيرين الفارين، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال على أهبة لاقتحام المدينة بقوات كبيرة من أجل اعتقالهما، حتى لو كان ذلك على حساب التأثير على باقي مناطق الضفة الغربية أو قطاع غزة. وقال كوخافي، إن التحقيق مع الأسير زكريا زبيدي، أظهر أن الأسرى خططوا للذهاب إلى جنين ومن المحتمل أن يكون أحد الأسرى على الأقل قد وصل بالفعل إلى هناك ويتلقى المساعدة، مضيفا أن "الخطط موجودة،" وإذا زاد حجم الهجمات التي تنطلق من مدينة جنين أو المخيم، "فقد يكون من المحتمل إجراء عملية تطهير في هذه المنطقة".

* الأسير البطل

وفي سياق متصل، وصفت الصحفية والناشطة السياسية الإسرائيلية أورلي نوي، في تدوينة على حسابها بفيسبوك، الأسير المعتقل زكريا الزبيدي بالبطل. وكتبت الصحفية في مقال لها بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني، "في غضون ساعة من نشري تدوينة عن شخصية زكريا الزبيدي، أحد السجناء الفلسطينيين الستة الذين فروا مؤخرًا من سجن جلبوع وأحد الأربعة الذين تم القبض عليهم لاحقًا، حظرني فيسبوك مدة 3 أيام بحجة انتهاك إرشادات مجتمعه". وأثار دعمها العلني للأسير الفلسطيني موجة غضب بين الإسرائيليين، لكن ذلك لم يفاجئها وأصرت على اعتبار الزبيدي ورفاقه مناضلين من أجل الحرية لا إرهابيين، كما تصر على تقديم السياق الذي انبنى عليه مسار الزبيدي البطولي المأساوي في الحياة. وقالت في المقال، إنها وصفته بالبطل في المنشور الذي حذفه فيسبوك، ليس فقط لأنه يحارب من أجل حرية شعبه، ولكن أيضًا لأنها ترى أن كل فلسطيني ينجو من الاحتلال ويصر على الاستمرار في الحياة هو بطل حتى وإن لم يرم حجرًا واحدًا ضد الاحتلال الإسرائيلي.

مساحة إعلانية