رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد محلي

2780

طارق ذياب نجم منتخب تونس السابق في حوار لـ الشرق: نقول للمصطادين في المياه العكرة.. لقد فات الأوان

17 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
طارق ذياب
اجرى الحوار: محمود النصيري

لا يمكن الحديث عن مشاركة نسور قرطاج في بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 دون التذكير بالجيل التاريخي لمنتخب تونس الذي حقق اول انتصار عربي وافريقي في تاريخ البطولة وذلك على حساب منتخب المكسيك القوي بنتيجة 3-1 وهو ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم الى زيادة عدد المنتخبات في حصة القارة الافريقية في النسخة التي تلت المونديال الارجنتيني.

وفي هذا السياق استضافت الشرق أحد ألمع نجوم المنتخب التونسي خلال مشاركته في مونديال 1978، والوزير السابق للشباب والرياضية في بلاده الكابتن طارق ذياب والذي يعد من المحللين القاريين في قنوات بي ان سبورتس. والذي تحدث في حوار حصري للشرق عن نجاح دولة قطر في تحقيق الحلم العربي باستضافة اول مونديال في الوطن العربي، كما اشاد ذياب بجاهزية قطر للحدث واستعدادها لالهام العالم بمعايير حديثة ومتطورة للغاية في مستقبل الاستضافات معربا عن استيائه من الحملات المغرضة التي استهدفت هذه الاستضافة التاريخية للمونديال.

وتحدث طارق ذياب ايضا عن حظوظ العنابي وبقية المنتخبات العربية في البطولة بالاضافة الى توقعاته لطرفي النهائي والعديد من المواضيع الاخرى.

وإلى تفاصيل الحوار:-

في البداية كيف ترى مدى جاهزية قطر لبطولة كأس العالم المرتقبة؟

كل العالم اصبح يعلم جاهزية قطر القصوى لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، كل شيء جاهز، وسيكون الابهار السمة الاولى، لا سيما وان كل الجماهير التي زارت قطر خلال الايام القليلة الماضية قد اعربت عن مدى اعجابها وانبهارها بمدى جاهزية البلد المستضيف لهذا الحدث.

كما ان انجاح هذا الحدث هو تحد كبير بالنسبة للقطريين ونجاح الاستضافة هو نجاح لكل العرب لأن قطر الآن تتكلم باسم كل الوطن العربي، لذا فإن القطريين بذلوا جهودا وتضحيات كبيرة للوصول الى هذه اللحظات التاريخية.

كيف تفسر إذن الحملات الغربية ضد الاستضافة القطرية والعربية للبطولة؟

مونديال قطر اكد ان هناك الحاقد والحاسد وهناك من لا يرغب في تنظيم قطر لهذه البطولة على ارض العرب، لكن لا بد من التأكيد ان القيادة القطرية تحدت كل هذه الحملات من خلال الانجازات على ارض الواقع.

بعض المنتقدين ارادوا اخذ البطولة الى طريق اخر لكن قطر اهتمت بالانجازات والبنية التحتية وهذه فطنة من المسؤولين، لأن البعض اراد عرقلة مسيرة النهضة القطرية التي شملت كافة المجالات، كما انه لا احد كان يؤمن بأن قطر ستكون قادرة على احتضان كأس العالم بهذه الطريقة وهذه الجاهزية التامة قبل انطلاق الحدث.

ما لم نكن نتوقعه هو التوقيت الذي استعرت فيه هذه الهجمة الشرسة، لكن نقول للمصطادين في المياه العكرة، لقد فات الأوان، قطر ستلهم العالم بأحدث المعايير التنظيمية لبطولات كأس العالم في المستقبل.

ما رأيك في الفعاليات الترفيهية التي اعدتها قطر لضيوف البطولة؟

اليوم كأس العالم ليس حكرا على كرة القدم فقط هناك صحوة اقتصادية وثقافية وتجارية، اليوم قطر تستقبل الجماهير الى جانب اللاعبين والمنتخبات المشاركة، الجماهير تريد التعرف على ثقافة كل بلد وتراثه وعاداته، لذا فإن الاحتفالات في انحاء قطر ستشكل تجربة استثنائية لن يكررها التاريخ.

في بعض البطولات السابقة لم يكن هناك اهتمام كبير بالفعاليات المصاحبة والانشطة الترفيهية، لكن قطر اهتمت بأدق التفاصيل. ومن هنا يبدأ النجاح التنظيمي القطري.

اما على الجانب الاقتصادي فإن كل المرافق التي سيتم استخدامها من طرف ضيوف البطولة ستساهم في انتعاش الدورة الاقتصادية، كما ان المسؤولين القطريين يعطون اهمية كبرى للجماهير الوافدة وهذا نابع من حنكة وذكاء المسؤولين في قطر وشغفهم بكرة القدم والرياضة بصفة عامة.

 

البعض ينتقد قطر فقط على مساحتها الجغرافية وصغر حجمها مقارنة بالدول التي سبقتها في تنظيم البطولة؟

الملاعب الثمانية بطابعها العربي الاصيل والتي صمم اغلبها مهندسون قطريون وعرب تعطي فكرة عن قطر وعن المنطقة العربية، كما تعطي فكرة عن الدولة الصغيرة التي ازعجتهم بانجازاتها.

قطر راهنت على البشر، ولا يجب ان يكون لديك 50 مليون نسمة من اجل تحقيق الانجازات، لأن قطر فيها افضل المدارس والجامعات وتهتم كثيرا بتطوير كفاءاتها البشرية.

اغلب الزوار سيتفاجؤون لأنهم لا يعرفون قطر، واليوم سيعرفون ان هذه الدولة المسلمة والعربية نجحت فيما عجزت عنه بعض الدول الغربية العظمى.

كما ان الشعب القطري محظوظ ان القيادة تعشق الرياضة والرياضيين ومخلصون لوطنهم وقدموا الكثير من التضحيات لتكون الراية الوطنية مرفوعة في كافة المحافل الدولية والاقليمية، لذا فإن القيادة الناجحة والذكية تؤثر على نجاح مستقبل دولة قطر.

كما ان اختيار المساعدين هو من صميم تحقيق هذه الانجازات بالنظر الى تواجد عدد كبير من الكفاءات القطرية التي ساهمت في انجاح المسار الذي انطلق منذ 12 عاما.

كيف استعدت قنوات بي ان سبورتس لتغطية هذا الحدث التاريخي؟

بي ان سبورت هي "نمبر وان" في العالم وليس المنطقة العربية فحسب، وهي مكسب كبير حافظت عليه قطر وطورته الى الافضل، وبالنسبة لي فإن الاموال لا تكفي لاقامة شبكة قنوات رياضية قوية ومنتشرة في شتى انحاء العالم.

ولا بد من التأكيد اليوم انه من الصعب بلوغ المستوى العالمي الذي وصلت له شبكة قنوات بي ان سبورت، نحن جاهزون لتغطية الحدث عبر العديد من الاستوديوهات التحليلية والبرامج المباشر التي ستبدأ منذ الصباح بمشاركة افضل المحللين العالميين والعرب، وستكون التغطية على اعلى المستويات.

كيف تقيم تعامل الاعلام المحلي مع اقتراب الحدث المونديالي؟

التعامل الاعلامي القطري في قمة الاحترافية، وكل وسائل الاعلام تعي جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، لذا فإن الجميع مواكب للحدث من صحافة مكتوية ومسموعة ومرئية ومواقع الكترونية، والجميع يبذل جهودا كبيرة لانجاح هذا الحدث لأن الجميع يعلم ان النجاح يبنى على التفاصيل الدقيقة، والمواطن والمقيم يعملون لانجاح هذا المونديال.

كيف ترى تجربة المشجعين مع تقارب المسافات بين الملاعب ومختلف المرافق الاخرى للبطولة؟

في مونديال البرازيل كانت الجماهير تتنقل من مدينة الى اخرى لمتابعة مباريات منتخباتها عبر الطائرات، اما الآن فالجماهير ستتنقل بالمترو لحضور اكثر من مباراة في اليوم الواحد، ورغم ان هناك تخوفا من الاكتظاظ، الا ان ذلك سيعزز التلاحم الثقافي للجماهير الاوروبية والعربية واللاتينية والاسيوية والافريقية ايضا، لأن مونديال قطر يشكل فرصة لا تتكرر لتقارب الشعوب، في هذا الشهر سنعيش الحلم الذي لم نكن نتوقع حدوثه قبل الآن.

كأس العالم ليس منافسة كروية فقط هو فرصة لبناء العلاقات والاستمتاع باالتنوع الثقافي للجماهير من شتى انحاء العالم.

ما حظوظ المنتخبات العربية في البطولة؟

على الورق كل المجموعات صعبة لكن كل شيء ممكن، ان شاء الله تتوفق المنتخبات العربية في تحقيق افضل النتائج.

 

ألا تعتقد ان وجود الجماهير العربية سيشكل عامل دفع للمنتخبات الاربعة؟

فعلا هناك جمهور عربي كبير سيتواجد خلف منتخباتنا الاربعة، والجمهور سيكون عامل مساعدة للمنتخبات العربية من اجل تحقيق النتائج الايجابية.

كما ان المباريات الافتتاحية ستكون مفاتيح العبور للمنتخبات الاربعة، لذا فالمطلوب من كل المنتخبات تحقيق افضل النتائج لإسعاد الجمهور العربي من المشرق الى المغرب.

ما رأيك في الانتقادات التي تعرض لها جلال القادري مدرب منتخب تونس خلال اعلان القائمة النهاية للاعبين المشاركين في المونديال؟

الخيارات ليست سهلة وارضاء الجميع غاية لا تدرك، واهم شيء ان اللاعبين الاساسيين موجودون، وخيارات القادري لا تستحق الانتقادات الحادة التي وجهت لها لأنها خيارات منطقية، ومن تم اقصاؤهم لا يغيرون شيئا في مسيرة الفريق.

هل يعاني منتخب تونس من ازمة على مستوى حراسة المرمى.

كل الفرق في تونس تعاني من ازمة في حراسة المرمى، وفي بطولة بحجم كأس العالم ليس هناك خيار اما ان تكون او لا تكون، صحيح انه ليس لدينا حارس بمستوى الواعر وعتوقة وبومنجيل وغيرهم من الاسماء الكبرى، لكن في الوقت الحاضر دحمان الافضل ويستحق التواجد في التشكيلة الاساسية.

 

ما حظوظ منتخب تونس في المجموعة الرابعة؟

كل المجموعات صعبة، وفي كأس العالم التحضيرات تكون على اعلى المستويات،

الدنمارك حاليا من افضل 5 منتخبات في اوروبا، وفرنسا بطل العالم في روسيا.

مجموعة تونس صعبة للغاية، نتمنى ان يكون المنتخب التونسي قد حققق الاستفادة من مباراة البرازيل، وان شاء الله يجد المدرب جلال القادري التشكيلة المثالية وطريقة اللعب المناسبة خلال المواجهات الثلاث بدور المجموعات.

ألا ترى ان توقيت الخسارة في مباراة البرازيل لم يكن مناسبا؟

في 1978 لعبنا ضد هولندا وخسرنا برباعية نظيفة، وحققنا بعدها افضل مشاركة في تاريخ تونس، الاهم هو الاستفادة من الخسارة لأنها مفيدة اذا اراد المدرب استغلالها كدرس فني ونفسي.

من هو المنتخب الذي تعتقد انه قادر على التواجد في النهائي؟

البرازيل والارجنتين هما الاكثر ترشيحا للوصول الى النهائي، لديهما نجوم كبار ينشطون في اكبر الاندية الاوروبية، كما ان البرازيل لم تخسر الا في مناسبة واحدة منذ 35 مباراة اما الارجنتين فلم تتعرض للخسارة منذ 35 مباراة على التوالي.

من هو المنتخب الذي تعتقد انه سيكون الحصان الاسود للبطولة؟

الاوروغواي منتخب يمتلك العديد من اللاعبين المميزين، كما ان صربيا كذلك تمتلك فريقا جيدا، اما ألمانيا فهو فريق مخيف ولا ننسى كرواتيا وصيف مونديال روسيا.

العنابي قادر على التأهل والجمهور العربي كلمة السر

أكد طارق ذياب أنه لا خيار أمام العنابي غير الفوز في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور، لاسيما وأن الفريقين يعرفان بعضهما البعض ولاعبي كلا المنتخبين تعود على الحضور الجماهيري الكبير، قائلاً: "نتمنى أن يتجاوز أعضاء المنتخب القطري رهبة المباراة الافتتاحية، وإن شاء الله سيقدمون افضل ما لديهم. صحيح ان كل الاحتمالات واردة لكن فيليكس سانشير يعرف المنتخب جيدا، والعنابي فريق وليس منتخبا، لأن اللاعبين يعرفون بعضهم لأكثر من 8 سنوات عاشوا خلالها كل التحديات". مشيراً إلى أن الجمهور العربي الكبير الذي سيكون متواجدا في المدرجات لمؤازرة وتشجيع المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في البطولة، سيكون لهم كلمة السر لتحقيق نتائج جدية.

القطريون أبهروا العالم بالبنية التحتية للمونديال

أشاد نجم المنتخب التونسي السابق طارق ذياب، بما أنجزته قطر من بنية تحتية على مدار السنوات الماضية، وهو ما جعل زوار قطر ينبهرون بمدى التطور الكبير للبلد المستضيف مقارنة بما قبل 12 عاما.

وأكد أن الدولة شيدت 8 ملاعب، منها 7 ملاعب من نقطة الصفر، على أعلى المستويات العالمية، وبأشكال هندسية ترسخ كرم الضيافة العربي، مما يجعل هذه النسخة فريدة من نوعها لدى الجماهير العالمية التي تواصل القدوم إلى قطر للاستمتاع بهذه البطولة المونديالية.

وقال: "لا بد من الحديث أيضا عن جاهزية الملاعب التدريبية المنتشرة في كافة انحاء البلاد بالاضافة إلى سهولة التنقل التي تضمنها شبكة مواصلات متطورة. ولا بد من التذكير بأننا خضنا في ملاعب دون المستوى في السنوات التي لعبنا فيها بطولات بحجم كأس العالم لكرة القدم". فالقطريون جهزوا كل شيء لانجاح هذه التظاهرة ان شاء الله سنشاهد مستوى جيدا على المستوى الفني، خاصة وأن هذه البطولة تقام في منتصف الموسم بالنسبة للمنتخبات الكبرى بأوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، بما يؤكد الجاهزية البدنية والفنية للاعبين".

مساحة إعلانية