رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3472

عشرات القتلى في صفوف الجيش والشرطة في هجمات مسلحة

أجواء حرب في سيناء

17 أكتوبر 2017 , 08:23ص
alsharq
سيناء - وكالات:

تعزيزات عسكرية ضخمة وطائرات إسرائيلية تشارك في العملية

سقط عشرات القتلى والجرحى من الجنود ورجال الشرطة المصريين في المعارك الجارية لليوم الخامس على التوالي في سيناء التي تعيش أجواء حرب حقيقية من قصف جوي مكثف وانفجارات واشتباكات إلى جانب دوي صافرات الإسعاف واستنفار عسكري وتحرك واسع للآليات العسكرية.

تواصلت لليوم الخامس على التوالي، الاشتباكات في مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، وسط ارتفاع في أعداد قتلى وجرحى الأمن المصري. وبحسب البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عن الجانب المصري، سقط أكثر من 50 قتيلا وجريجا في صفوف قوات الجيش والشرطة، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا.

وأصبحت مدينة العريش أكثر البؤر الساخنة في مصر، فيما يتكتم الجيش المصري، على حجم خسائره، وتظهر بياناته أعدادا محدودة من قتلاه.

وبسبب تدهور الوضع الأمني في مدن شمال سيناء، رفعت حالة الطوارئ الأمنية إلى القصوى على مستوى جميع الارتكازات وبالمقرات الأمنية داخل مدينة العريش، وقررت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى، ما يعزز صحة التقارير المتداولة عن تكبد الجيش المصري خسائر فادحة في المعارك المشتعلة منذ الخميس الماضي.

وذكر شهود عيان أن تعزيزات عسكرية ضخمة وتحليقا مكثفا للطائرات استمر لساعات عقب سماع دوي انفجارات وأصوات اشتباكات في محيط عدد من الأكمنة والارتكازات الأمنية بسيناء، وأن طائرات إسرائيلية شاركت في العملية، وأن تلك الاشتباكات دارت حول 5 مناطق تقريبا، بينها منطقة بلعة ومحيط قرية الوفاق برفح، وكرم القواديس، وتزامن ذلك مع تحرك عشرات الآليات من معسكر الزهور بالشيخ زويد لإسناد قوات الجيش المتواجدة هناك، كما انقطع التيار الكهربي عن مناطق واسعة بشمال سيناء.

وقالت مصادر أمنية وطبية أمس إن 8 من رجال الشرطة والمدنيين قتلوا، وأصيب 17 آخرين، في اشتباكات جرت صباح امس، وسط مدينة العريش، بين قوات الأمن ومسلحين تابعين لجماعة «ولاية سيناء». واستهدف الهجوم، 3 كمائن، وقوة تأمين كنيسة ماري جرجس في العريش، وفرع «البنك الأهلي» (حكومي) في المدينة، وتمكن المهاجمون من الفرار بعد الاستيلاء على أموال من خزينة البنك. وأفادت المصادر، أن رجال الشرطة الذين قتلوا، منهم (أمين شرطة محمد عبدالعظيم محمد 35 عاما، ومساعد شرطة محمد خطاب، ورقيب شرطة عبدالله محمد من قوة تأمين فرع البنك الأهلي)، بينما قتل أحد موظفي البنك، وفق صحف مصرية.

لكن بيان وزارة الداخلية المصرية قال إن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة لقوا مصرعهم وأصيب آخرون في هجوم شنه متشددون على نقاط أمنية وبنك بمدينة العريش كبرى مدن محافظة شمال سيناء امس الاثنين.

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان إن "مجموعات من العناصر الإرهابية المسلحة" استهدفت تمركزات أمنية مكلفة بتأمين منشآت مهمة بشارع رئيسي في العريش وأطلقت النار على قوات الأمن وفجرت عبوات ناسفة. وأضافت أن الهجوم شمل استهداف فرع أحد البنوك بالمنطقة باستخدام أسلحة نارية وعبوات ناسفة.

وأسفر الهجوم حسب البيان عن "استشهاد ثلاثة من رجال الشرطة ووفاة أحد أفراد الأمن الإداري بالبنك ومواطنة تصادف تواجدها داخل البنك وإصابة عدد من المواطنين المتواجدين بالمنطقة". وذكر البيان أن المسلحين استولوا على مبالغ مالية من خزينة البنك. وأضاف أن قوات الأمن أبطلت مفعول عبوات ناسفة خارج البنك.

وقال شهود إن خمس سيارات دفع رباعي تقل كل واحدة منها أربعة مسلحين هاجمت قوات أمنية تتمركز بالقرب من كنيسة مار جرجس وفرع البنك الأهلي الوطني بالعريش. وقال علاء لطفي وهو صاحب أحد المحلات بالمنطقة "المسلحون ظلوا يطلقون النار بشكل عشوائي في الشارع وكأنهم يحتفلون وبعضهم رفعوا راياتهم السوداء وتجولوا في الشوارع لأكثر من 20 دقيقة ثم اختفوا". وكان الجيش قال إن ستة جنود قتلوا في هجمات على نقاط عسكرية في شمال سيناء أمس الاول الأحد.

وقال بيان الجيش المصري، إن القوات المصرية "نجحت بالتصدي لمحاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس بشمال سيناء أسفرت عن مقتل 24 فردا إرهابيا وإصابة فرد آخر وتدمير عربتي دفع رباعي تستخدمهما العناصر الإرهابية".

وأضاف البيان،: «استشهاد ستة أفراد من قواتنا»، وفق المتحدث العسكري المصري. وفي وقت لاحق أفادت «بي بي سي» بارتفاع حصيلة قتلى الجيش المصري في هجوم «كرم القواديس»، شمال سيناء، إلى 9 قتلى. لكن مواقع إخبارية تابعة لتنظيم ولاية سيناء قالت إن 14 عسكريا بالجيش المصري قتلوا في الهجوم.

ويأتي الهجوم بعد ساعات، من هجمات عنيفة، بدأت منذ الجمعة الماضي، واستخدم فيها عشرات المسلحين سيارات مفخخة وقذائف هاون وسترات ناسفة، في الهجمات التي استهدفت عدة نقاط أمنية.

وتعد كمائن قوات الجيش والأمن المصري، صيدا ثمينا للتنظيمات المسلحة، كونها كمائن «ثابتة» وليست «متحركة» ما يسهل من رصدها ومراقبتها، فضلا عن كونها في مناطق صحراوية مكشوفة لعدة كيلومترات، وليست في وضع جغرافي مميز يمنحها ميزة نسبية عند مواجهة الخصم، كما أنها لا تتمتع بغطاء جوي يوفر لها التأمين الكافي.

وتنشط في محافظة شمال سيناء، عدة تنظيمات أبرزها أنصار بيت المقدس الذي أعلن في نوفمبر 2014 مبايعة تنظيم داعش، وغيّر اسمه لاحقا إلى ولاية سيناء. وخلال السنوات الأخيرة، نفذ هذا التنظيم هجمات مكثفة على مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن في شبه جزيرة سيناء؛ ما أسفر عن مقتل المئات من أفراد الجيش والشرطة.

وفي أغسطس الماضي فقط، بلغ عدد ضحايا الجيش والشرطة في سيناء، جراء هذه الهجمات، 25 قتيلا، و34 مصابا، وفق بيانات نشرها «المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية».

ويدفع الجيش المصري بخريجين جدد يؤدون فترة التجنيد إلى البؤر الساخنة في سيناء، دون دراية بطبيعة الموقع، أو خبرة قتالية، أو تدريب نوعي، ما يزيد من حجم خسائره في مواجهة تنظيمات مسلحة على درجة كبيرة من الخبرة القتالية.

مساحة إعلانية