رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

7762

الألواح الشمسية تفتح باباً للأمل أمام المعاقين في إدلب

17 سبتمبر 2021 , 07:05ص
alsharq
كراسي تعمل بالطاقة الشمسية في إدلب
إدلب - سونيا العلي

الحرب الدائرة في سوريا خلَّفت آلاف المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة

 كراسي تعمل بالطاقة البديلة تساهم في تسهيل حياة مصابي الحرب

 

 

بإمكانيات بسيطة تمكن سامي الأحمد (39 عاماً) من تذليل العقبات، والتعايش مع إعاقته، حيث لم يعد مضطراً لانتظار عودة ابنه من المدرسة، لمرافقته وجر كرسيه المتحرك، ومساعدته في الخروج من المنزل لشراء الحاجيات وزيارة مركز العلاج الفيزيائي الذي يتلقى به العلاج، وذلك بعد تمكنه من تركيب ألواح الطاقة الشمسية لكرسيه المتحرك، ما ساعده على المشي بها طوال النهار، دون مساعدة أحد، وعن ذلك يقول لـ"الشرق": "تعرضت لإصابة حربية في الرأس أثرت على جسدي وتسببت بإعاقتي، ولكن "الحاجة أم الاختراع ومصدر الإلهام"، حيث ألهمتني الإعاقة للاستفادة من الطاقة الشمسية في تحريك الكرسي الذي أصبح وسيلتي الوحيدة في التنقل، وبعد تطبيق التجربة أصبح بإمكاني التنقل بحرية طالما الشمس موجودة، وحتى في الليل أسير بواسطة ما خزنته المدخرات خلال ساعات النهار من طاقة الشمس".

خلفت الحرب الدائرة في سوريا منذ سنوات، آلاف المعاقين حركياً الذين يعتمدون على كراسي متحركة في التحرك والتنقل من مكان لآخر، ولكن مجرد الحصول على كرسي متحرك، ليس كافياً في إدلب بسبب انقطاع التيار الكهربائي النظامي، وشح كهرباء المولدات وغلاء تكاليفها، الأمر الذي دفع الكثيرين لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية في تحريك كراسيهم وضمان استمرارية الحركة.

سامي الأحمد النازح من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة إدلب يقول لـ"الشرق" بتفاؤل: "كنت في السابق أفضل البقاء في المنزل معظم الوقت، على الخروج ومواجهة الحياة، وأعيش مع كابوس عدم القدرة على الحركة، والخروج من المنزل بمفردي، لكن هذه الخطوة منحتني حافزاً للتأقلم مع إعاقتي، ووفرت عليَّ الوقت والمال، حيث بات بإمكاني الخروج من المنزل متى أريد لقضاء حوائجي وتدبير أموري الخاصة، وزيارة أصدقائي".

من جهته محمود الجمعة (41 عاماً) فني كهرباء من مدينة إدلب، قام بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لعدد من كراسي المعاقين في إدلب، يتحدث لـ"الشرق" عن التجربة بقوله: "أنعم الله على بلادنا بسطوع الشمس أغلب شهور العام، لذلك أردنا تحويل الطاقة المُستمدة من الشمس إلى طاقة كهربائية تحرك كراسي المعاقين، لحل مشكلة نفاد شحن بطاريات الكراسي المتحركة بسرعة، من خلال تركيب ألواح الطاقة الشمسية بأعلى الكرسي المتحرك، وبعد عدة تجارب تم الحصول على طاقة مستمرة لحركة الكرسي ما يتيح التحرك باستقلالية، وبالتالي تخفيف المعاناة المادية والنفسية عن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويشير الجمعة أنه يقوم بتثبيت لوحي طاقة شمسية من الجهة العلوية أو الجانبية للكرسي، مع تركيب دارة شحن وكابلات، إضافة إلى محولة كهربائية، ليتم شحنها بشكل دائم عبر تلك الألواح.

"لم أعد عبئاً على أحد" بهذه الكلمات عبرت الطفلة رولا الغزال (12 عاماً) عن سعادتها بالذهاب إلى المدرسة بكرسيها المتحرك، دون أن يتوقف بها فجأة في منتصف الطريق، واللجوء لطلب المساعدة من المارة لمساعدتها في الوصول إلى المدرسة أو المنزل، وعن ذلك تقول لـ"الشرق": "تعرضت لإصابة بشظية قذيفة في العمود الفقري منذ سنتين، ما أدى لإصابتي بالشلل، وبعد انقضاء فترة العلاج، استقر بي الحال على كرسي متحرك. وتبين رولا أن الإصابة لم تقعد طموحها وتمنعها من ارتياد المدرسة، سعياً لتحقيق حلمها بأن تصبح معلمة للأطفال، ولكن المشكلة كانت بنفاد شحن بطارية الكرسي المتحرك الكهربائي الذي حصلت عليه من جمعية خيرية"، وتضيف: "تصل إلينا الكهرباء عن طريق "المولدات" لمدة ساعة ونصف يومياً، وبالكاد أتمكن من شحن بطارية الكرسي لمدة نصف ساعة، بعد أن تنتهي أمي من تشغيل الأدوات الكهربائية للقيام بأعمال المنزل الضرورية من غسيل وتعبئة خزانات المياه وغيرها. وتشير رولا أن تركيب ألواح الطاقة الشمسية مكنتها من السير طوال اليوم دون توقف، والتخلص من عناء الحصول على شحن للبطارية التي سرعان ما تفرغ أثناء سيرها.

وتردف: "أشعر بالاستقلال والقدرة على التحرك دون مساعدة، وأصبح بإمكاني التجول بسهولة ويسر خلال ساعات النهار، فيكفي أن تكون الألواح المثبتة بأعلى الكرسي معرضةً لأشعة الشمس كي تملأ مدخرة الكرسي بالطاقة الكافية للمسير".

بالإرادة وروح الابتكار والسعي الدائم للتأقلم مع ظروف الحرب ساهمت الطاقة البديلة في تسهيل حياة المعاقين حركياً ومصابي الحرب في إدلب، حيث وجدوا من خلالها بارقة أمل للخروج من عزلتهم، والتعايش مع مرارة واقعهم.

مساحة إعلانية