رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1031

قصة الطباخ المصري، أشهر محلل سياسي بالفضائيات! (صور)

17 سبتمبر 2017 , 06:00م
alsharq
وكالات

بسرعة كأن لديه شخصيتين يتحرك المحلل المصري الشهير حاتم الجمسي، لغرفة في المطعم، حوَّلها لغرفة أخبار متقنة مملوءة بالخرائط، لا يمكن لأي مشاهد أو حتى إعلامي محترف اكتشاف أنها غرفة "غسيل الصحون".

لا يمكن لوم حاتم الجمسي، المحلل الذي يظهر على العديد من القنوات المصرية، على أنه في الأصل صاحب مطعم وطباخ ماهر، ولكن ما يجب التوقف عنده كيف، ولماذا أخفى هذا الأمر، ليس عن المشاهدين فقط، بل عن الإعلاميين الذين يعمل معهم، وكيف تكشَّف الأمر؟.

من يومٍ لآخر، يتصل حاتم الجمسي بجمهورٍ يتابع قنوات الأخبار يبعد آلاف الكيلومترات عنه، ويدلي بآرائه عن السياسة الأمريكية في بثٍّ مباشر من نيويورك يُذاع على التلفزيون المصري.

عندما ينتهي البث، يترك سماعتي أذنيه، ويفتح باب الأستوديو الذي أعده بنفسه، ويعود إلى وظيفته النهارية، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي كشفت قضية الرجل، التي لاقت اهتماماً كبيراً في مصر موطنه.

يملك الجمسي متجر أطعمة بسيطة يُدعى لوتس في حي ريدجوود بمنطقة كوينز في نيويورك، وهو مكان معروف بشطائره اللذيذة، واختياراته المتعددة من البيرة المصنعة يدوياً، ومالكه الكريم الودود.

لكنَّ قلةً من زبائنه (وغالباً لا أحد من مشاهديه في مصر) يعرفون أنَّ الرجل الذي يُعِد شطائر البيض، ويُجري حديثاً قصيراً مع زبائنه من وراء منضدته، هو الرجل نفسه الذي يظهر على البرامج التلفزيونية الإخبارية المصرية الشعبية، ويتحدث مطولاً في مواضيع عدة، بدايةً من سياسة الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أزمة كوريا الشمالية.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإنه بعد أن تحدث مراسلٌ مع الجمسي عن حياته المهنية المزدوجة، قرر أن يشارك الجمهور قصته للمرة الأولى.

وقال الجمسي (48 عاماً)، وهو يحتسي القهوة في متجره الصغير بشارع سينيكا في صباحٍ قريب: "ما أخافه بشأن انكشاف حقيقتي هو أنَّهم قد يقولون إنَّه مجرد بائع شطائر، كيف يتحدث عن هذه القضايا الكبيرة؟ لكنَّني أيضاً رجلٌ متعلم، وكوني بائعاً للشطائر هو أمرٌ لا يخالف القانون".

وأضاف: "انظروا إلى ما أقوله، فله مصداقية كبيرة".

بدأ الجمسي في مهنة البث المباشر العام الماضي 2016، وذلك بعد وقتٍ قصير من كتابة مقال رأي لمؤسسة إخبارية مصرية توقَّع فيه فوز دونالد ترامب، في نوفمبر، في الوقت الذي كانت فيه مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون لا تزال متفوقةً على ترامب، بما يقرب من 20 نقطة في استطلاعات الرأي.

وكان قد كتب مقالات رأي عديدة على مرِّ السنين، معظمها كهواية.

إلا أنَّ المقال الذي تنبأ بانتصار ترامب، لفت انتباه شخصٍ ما في قناة نايل تي في المصرية الحكومية، الذي كان يتطلع إلى إجراء حوارٍ مع مصري أمريكي حول الانتخابات.

سار الحوار بصورةٍ جيدة، وبدأ مقدمو البرامج يتهافتون على الجمسي من بعدها، وكلٌّ منهم يحاول توسيع شهرته الصحفية في بلدٍ معروف باحتجاز الصحفيين.

انتقل الجمسي الذي كان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية من محافظة المنوفية في شمالي مصر إلى بروكلين في عام 1999، لدراسة تعليم اللغة الإنجليزية كلغةٍ ثانية في جامعة سانت جونز. وليدعم نفسه مادياً، تولى وظيفة مُعِد أطعمة بسيطة بأحد المتاجر الكبيرة في جنوب مانهاتن.

كان يعمل هناك في عام 2003 عندما دخلت المتجر امرأة، وهي طبيبة نفسية من شيكاغو كانت على وشك أن تعود إلى ديارها في ذلك الشهر، وطلبت شطيرة.

وروى الجمسي ما حدث، قائلاً إنَّها طلبت: "خضراوات إضافية". وبعد ذلك ذهبا لمحل البيتزا المجاور، وقال: "كنتُ أعرف أنَّني لو تناولت البيتزا معها مرةً ثانية، فسوف نتزوج".

وتناولا البيتزا مرةً ثانية بالفعل. ولينيت غرين والجمسي متزوجان منذ 13 عاماً، ولديهما طفلان، فايزة (12 عاماً)، وعمر (8 أعوام).

اشترى الجمسي المتجر القائم في كوينز قبل نحو أربع سنوات، ووسط قوالب الجبن واللحوم الباردة، بدأ في تكوين رؤية خاصة به عن الروح الأمريكية.

مساحة إعلانية