رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

172

بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني للدولة.. والأول من نوعه

الشرق ترصد كنوز التراث بعيون قطرية في المكتبة الوطنية

15 ديسمبر 2025 , 05:00ص
alsharq
طه عبدالرحمن

  • الفنانون: استحضرنا الماضي بلغة الحاضر
  • استلهمنا أعمالنا من كنوز المكتبة التراثية  

في فضاء تتقاطع فيه الذاكرة مع الخيال، أطلقت مكتبة قطر الوطنية، أول معرض فني من نوعه، بعنوان "التراث برؤية فنية: إبداعات فنانين قطريين"، وذلك برعاية سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى حضور عدد من الفنانين، والمهتمين بذائقة الفنية.

ورصدت الشرق، خلال جولة بالمعرض، أهم ما يتميز به، حيث يشكل تجربة غير مسبوقة في المشهد الثقافي القطري، باستلهام سبعة فنانين قطريين المصادر التاريخية التي تزخر بها المكتبة التراثية في مكتبة قطر الوطنية، وعبروا عنها بأعمال فنية، استحضرت الماضي، بكل عراقته، والحاضر بكل تطوره.

ويضم المعرض أعمالاً للفنانين القطريين: منى البدر، ومنيرة العبيدلي، وعبد الله المطاوعة، وشريفة المناعي، وجابر حنزاب، والشيخ مبارك ناصر آل ثاني، وزينب الشيباني، حيث يقدم كل منهم قراءة فنية خاصة للمصادر التراثية، تربط بين مقتنيات المكتبة والمشهد الإبداعي المعاصر.

ويؤكد الفنانون أن زياراتهم للمكتبة التراثية شكلت منطلقاً أساسياً لأعمالهم، لما تزخر به من مخطوطات وكتب نادرة وصور تاريخية، تم توظيفها في أعمال تستحضر الماضي بكل عمقه، والحاضر بما يحمله من تحولات وتطور.

ويمتد المعرض حتى نهاية شهر أبريل المقبل، مقدماً نموذجاً جديداً في علاقة المؤسسات الثقافية والمعرفية بالفن، من خلال توظيف المقتنيات التاريخية، من خرائط قديمة، ومخطوطات نادرة، وصور تاريخية، ضمن أعمال فنية تعيد طرح مفاهيم المكان والهوية والاستمرارية بلغة بصرية معاصرة.

د. حمد الكواري:

المعرض امتداد للرسالة المجتمعية للمكتبة

يقول سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، إن تنظيم المكتبة للمعرض، يتزامن مع احتفالات اليوم الوطني للدولة "والذي يذكرنا بجهود الأجداد في بناء الوطن، وإرساء قواعده الراسخة، ليظل قوياً، فضلاً عما تذكرنا به ذات المناسبة، من حداثة، يعكسها التطور الذي تشهده الدولة، وهو ما انعكس على ما تعيشه قطر حالياً من حيوية في تنظيمها للعديد من الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى، بكفاءة عالية".

ويضيف سعادته لوكالة الأنباء القطرية/قنا/، أنه في ظل هذا الزخم، يأتي تنظيم المكتبة لهذا المعرض، انطلاقاً من رسالتها المجتمعية، عبر إسقاط الفنانين زيارتهم للمكتبة التراثية، والتي تعد دُرة مكتبة قطر الوطنية، في أعمال فنية، تعكس المصادر التاريخية التي تضمها المكتبة التراثية، ما أنتج الفنانون على إثره أعمالا متميزة، تربط بين الماضي والحاضر، لافتاً إلى استمرار دور المكتبة في تحفيز الفنانين لإنتاج أعمال فنية أخرى متميزة.

هوسم تان:

الفن وسيلة للحوار الثقافي

تؤكد السيدة هوسم تان، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، أن المعرض يجسد هذا المعرض التزام المكتبة الراسخ بالحفاظ على التراث وربطه بالمشهد الثقافي المعاصر من خلال التعبير الفني الإبداعي.

وتقول: إنه من خلال المزج بين المصادر التاريخية وروح الإبداع الحديث، يبرز معرض "التراث برؤية فنية" قدرة الفنانين القطريين على محاورة الماضي واستلهامه لفتح آفاق جديدة لحوارات ثقافية ثرية في المجتمع.

عائشة الأنصاري:

تراثنا ذاكرة تنبض بالحياة

حول أهمية المعرض، تؤكد السيد عائشة حسن الأنصاري، رئيس قسم المجموعات التراثية في مكتبة قطر الوطنية، أنه "بإتاحة مجموعاتنا التراثية للفنانين، نمهد الطريق لظهور أشكال جديدة من الإبداع المستلهم من مقتنيات تاريخية أصيلة. ويبرهن المعرض على أن الإتاحة الهادفة للمصادر الأولية تُثري التعبير الفني وترتقي به. فعندما يتفاعل الفنانون مباشرة مع هذه المصادر، تتكشف لهم تفاصيل وقصص وعناصر بصرية تقدح زناد أفكار ووجهات نظر جديدة".

وتقول إن المعرض يؤكد مجدداً أن "تراثنا الثقافي لا يزال ذاكرة تنبض بالحياة وتواصل دورها في إلهام الحوار ومد جسور التواصل الثقافي".

نوف الهيدوس:

المقتنيات التراثية مصدر إلهام

تشير السيدة نوف خالد الهيدوس، أخصائي تسويق رقمي بإدارة العلاقات العامة والاتصال بالمكتبة، إلى أن الأعمال المعروضة هي ثمرة تفاعل مباشر بين الفنانين والمقتنيات التراثية، التي شكلت مصدر الإلهام الأساس لكل عمل فني.

وتوضح أن المعرض يضم سبعة أعمال فنية، بواقع عمل واحد لكل فنان قطري، نجحت في دمج الماضي بالحاضر ضمن صياغات بصرية تعكس تنوع الرؤى والأساليب الفنية.

منى البدر:

"أصداء التراث".. ذاكرة بحرية

توضح الفنانة التشكيلية منى البدر أن عملها الفني "أصداء التراث" جاء نتيجة تفاعلها المباشر مع مقتنيات المكتبة التراثية، لاسيما المصادر المعنية بالتراث البحري، حيث استحضرت من خلاله دور النهام في رحلات الغوص على اللؤلؤ، سواء في لحظات العمل أو فترات الترفيه التي كان فيها الغناء وسيلة للتخفيف من مشقة الرحلة، لافتة إلى أن العمل يجسد الحوار الممتد عبر العصور بين ثقافة قطر العريقة وهويتها المعاصرة، كما يبرز كيف تنتقل الحكايات والتقاليد من جيل إلى آخر، حفاظاً على التراث الأصيل، واحتفاء بالتقدم الذي يُبنى عليه.

منيرة العبيدلي:

وطن يبحر نحو التطور

تبين الفنانة التشكيلية منيرة العبيدلي أن عملها "صدى البحر – قطر: الماضي والحاضر" يستلهم العلاقة العميقة التي تربط قطر بالبحر، وأنها في هذا العمل الفني المستوحي من عمق الصلة الأبدية التي تربط قطر بالبحر، تعيد تصوير الغواص بحثاً عن اللؤلؤ كجسر يربط بين ضفتي التراث والحداثة، فتغدو شبكة اللآلئ المضيئة رمزاً للذاكرة التي تنسج خيوطها من روايات التراث وتستمد قوتها من اعماق البحر.

وتقول إن العمل تعكس تعانق المراكب الشراعية التقليدية مع منظر أفق المدينة الحديث، والذي يرمز إلى رحلة وطن يبحر نحو التطور، بجذوره الضاربة في التاريخ وآفاقه المفتوحة على الحداثة في سلاسة وثبات، لافتة إلى أنها استخدمت في عملها ألوان الأكريليك على القماش.

عبد الله المطاوعة:

العمارة تعكس جماليات العمارة التقليدية

يؤكد الفنان التشكيلي عبد الله المطاوعة أنه استلهم عمله الفني من قسم "قطر عبر الزمن" في المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، حيث يجسد قصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، بما يحمله من عناصر معمارية ونقوش جصية تعكس جماليات العمارة القطرية التقليدية.

ويشير إلى أنه انطلق في عمله من رؤيته كفنان ومهندس في الوقت نفسه، بهدف دمج رموزاً بصرية مستوحاة من متحف قطر الوطني، في تناغم بصري يربط الماضي بالحاضر، ويؤكد استمرارية الهوية الثقافية وحرص الدولة على صون التراث القطري العريق.

مساحة إعلانية