رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

571

"الشرق" تشهد أفراح غزة بجني "البترول الأخضر" رغم الحصار

15 أكتوبر 2013 , 12:00ص
alsharq
غزة - ريما زنادة - محمد جمال:

لأزرع في الأرض شجرة زيتونِ...وهذا شعارك يا فلسطين... أزرع السمسم وأحصد القمح...وعمّر أرضي أرض الزيتونا...الله يجمعنا بفي الزيتونا... يا شجرة الزيتون يا زينة الأشجار.. يا أمـــنا الحنون... يا بهجة الأنظار... بارك يا ربي شجر الزيتونا...زيتون بلادي ما أحلى حباته...ما أزكى طعمه وما أغلى زيتاته...بهذه الكلمات تغنى بها الشعراء وأخذت أصوات العائلات الغزية تنشد بنشاط وحيوية وهي تداعب سواعدها أشعة الشمس بخيوطها الذهبية...وهم يجنون حبات الزيتون...فشجرة الزيتون بالنسبة لهم الشجر الذي ينمو على أفئدتهم قبل أن ينمو على أراضيهم...فهي لهم الصمود والتراث ومواجهة الإحتلال...هذا جعلهم يربونها مثلما يربون أبنائهم بين أحضان أناملهم الحنونة... فهي قصة عشق بل أكثر بكثير زرعه الأجداد في أفئدة الأبناء والأحفاد على أوتار غصن الزيتون..".الشرق" تربعت بين أغصان الزيتون وحباتها التي عكست بزيتها لونها الذهبي عبر التقرير التالي:

عائلة الزيتون

ما أجملها من أوقات تشمر بها العائلة الفلسطينية عن سواعدها مابين الصغير والكبير وكل واحد منهم يكون عوناً للآخر في رحلة جني الزيتون فهي الشجرة التي تتهافت عليها العائلات الفلسطينية في جنيها بأناملهم الحنونة فهذا بالنسبة لهم يمثل الكثير من الكلمات والمعاني التي تربوا عليها...حيث أوضح حاتم محمد شكري لـ"الشرق"، أن موسم الزيتون بالنسبة له ولعائلته عرس يشعر بمتعه كبيرة في جنيه رغم التعب.

وذكر، أنه يعمل على اصطحاب زوجته وأطفاله ووالدته لجني الزيتون، فهو يغرس في أطفاله حب الأرض وشجرة الزيتون خاصة أنها شجرة غير عادية بالنسبة للإنسان الفلسطيني فهي شجرة مباركة وترمز للصمود والتمسك بأرض فلسطين.

وعبر، عن سعادته حينما خرج بالصباح الباكر في يوم إجازته حتى يستطيع جني الزيتون حيث يعمل على فرش مفارش من البلاستيك أسفل كل شجرة زيتون وبعد ذلك يعمل على إنزال حباتها القريبة من أنامله، أما البعيدة فإنه يستعين بالسلم للوصول إليها ويتم إسقاطه على المفارش.

وتابع بحديثه:" بعد الانتهاء من إنزال حبات الزيتون يتم العمل على تجميعها وغسلها جيداً بحيث يتم تنظيفها من الشوائب ويسبق ذلك فرز الزيتون الأسود عن الأخضر.

وأشار، إلى أنه جزء من المحصول يتم عصره في المعصرة إلى زيت زيتون وصناعة الصابون، والبعض الأخر يتم إعداده للأكل.

زيتون الجرجير

وعن الطرق الفلسطينية المشهورة في إعداد الزيتون للأكل تحدثت بذلك والدته الحاجة "أم حاتم" لـ"الشرق" والتي جاءت مع نجلها وأطفاله لتشاركهم في متعة جني الزيتون، قائلة:" إعداد زيتون الجرجير يتم من خلال دق حبات الزيتون ويتم وضع عليه الملح والليمون والفلفل ولمدة أيام قليلة يكون جاهز للأكل".

أما عن الطريقة الأخرى لإعداد الزيتون فكانت باستخدام البيض البلدي حيث أكملت حديثها قائلة:"يتم إعداد ماء وخلطه بالملح والتأكد من أن كمية الملح مناسبة من خلال استخدام بيض بلدي فحينما تطفو جزء من البيضة فهذا يدل على أن الملح مناسب فيتم وضعه على الزيتون ووضع معه قطع الليمون والفلفل الأخضر الحار، وعادة يحتاج إلى ما يقارب 15 يوماً ليكون جاهز للأكل أو أكثر بقليل.

عرس الزيتون

من جهته عبر وزير الزراعة في حكومة غزة المهندس علي الطرشاوي، عن فرحته ببدء موسم قطف الزيتون وعصره.

وقال في تصريح حصلت "الشرق" على نسخة منه،: إن" شجرة الزيتون هي رمز من رموز الصمود الفلسطيني على أرضنا التي تمتاز بكثافة أشجار الزيتون"، ولفت، إلى أن الوزارة بصدد زيادة المساحة الزراعية من شجر الزيتون في قطاع غزة، وبحث سبل زيادة الإنتاج على أرض غزة،والعمل على دعم الإنتاج المحلي، وتوقع، أن تبلغ المساحة الإجمالية من أشجار الزيتون في قطاع غزة (36450 دونماً)، والمساحة المثمرة(21550 دونماً)، والمساحة غير المثمرة (15000دونماً).

وأشار بتوقعه، إلى أن يصل إجمالي إنتاج الزيتون لهذا الموسم حوالي(10.000طن) وقد يكون لدينا فجوة أكثر من %50، وبين أنه إذا لجأت إلى الاستيراد فإنها ستجلب الكميات المطلوبة من منتج الضفة الغربية، الذي يقاوم إعتداءات العدو الصهيوني المتكررة بحقه، ودعا جميع أبناء الشعب الفلسطيني إلى حماية أشجار الزيتون، وثمارها التي تعد رمزاً لفلسطين وأهلها الصامدين على أرضها.

قد تنتهي أيام جني "البترول الأخضر" والإستعداد للعام المقبل لموسم جني جديد لكن لا يمكن لقصة العشق أن تنتهي بين الإنسان الفلسطيني وأرضه التي رويت عطشها بدمائها الطيبة.

مساحة إعلانية