رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة

1124

صلابة الأسود تصطدم بأقوى هجوم

14 ديسمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
منتخب المغرب
محمود النصيري

فاجأ منتخب المغرب كل عشاق كرة القدم بمستواه الرائع الذي قدمه خلال المباريات الخمس الماضية والتي أكد خلالها أنه من المنتخبات القادرة على التصدي لكبرى المنتخبات العالمية، لا سيما بعدما نجح في الإطاحة بثلاثة منتخبات كانت في البداية من أبرز المرشحين للتتويج باللقب المونديالي وهي منتخبات بلجيكا ثالث مونديال روسيا 2018، الذي فاز عليه بثنائية دون رد في دور المجموعات ومنتخب إسبانيا بطل العالم في مونديال جنوب أفريقيا في 2010، والذي تفوق عليه بركلات الترجيح بنتيجة 3- 0 بعد انتهاء الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل بدون أهداف قبل أن يلتحق البرتغال بقائمة الضحايا المغربية في ربع النهائي بعدما خسر أمام الأسود بهدف وحيد سجله يوسف النصيري برأسية باغتت الحارس البرتغالي.

كما نجح الركراكي في ترسيخ مفهوم العائلة داخل غرفة تبديل الملابس الخاصة بأسود الأطلس أصبحنا نرى قيما جميلة داخل التشكيلة قوامها التضامن والتآزر ونكران الذات، فالكل مستعد للتضحية من أجل مصلحة الجماعة ومنصهر داخلها قلبا وقالبا، ولا فرق بين اللاعب الأساسي ولاعب دكة الاحتياط، وهذا الجانب الذهني ساعد كثيرا في تحقيق النتائج الإيجابية في انتظار إنجاز أسطوري جديد قد يكون على حساب الديوك الفرنسية اليوم في نصف النهائي المونديالي.

كما ستشهد قمة اليوم العديد من الثنائيات التي ستكون بمثابة معارك طاحنة بين لاعبي المنتخبين على غرار أشرف حكيمي مع كيليان مبابي ويوسف النصيري في مواجهة فاران وجيرو أمام جواد الياميق بالإضافة إلى المنافسة الكبيرة على دكة البدلاء بين طموح وليد الركراكي وخبرات ديديه ديشامب الحاصل مع منتخب بلاده على لقب مونديال 1998 كلاعب و2018 كمدرب.

 

هدف وحيد

لم تهتز شباك المنتخب المغربي سوى مرة واحدة فقط في أربع مباريات لعبها في المونديال، ويعد أقوى خط دفاع في البطولة حتى الآن، وهو ما يعزز حظوظ المغاربة في المواجهة المرتقبة أمام منتخب فرنسا صاحب اللقب بمونديال روسيا 2018، حيث يعول المدير الفني لأسود الأطلس، وليد الركراكي، على صلابة خط دفاعه وتألق حارس مرماه المميز ياسين بونو، الذي لعب دورا حاسما في وصول منتخب بلاده إلى هذا الدور المتقدم من بطولة كأس العالم لأول مرة في تاريخ البطولة.

صلابة واندفاع

يتطلع وليد الركراكي إلى مواصلة التعويل على الخط الخلفي للأسود من أجل إيقاف القوة الهجومية للفرنسيين بقيادة جيرو ومبابي، حيث سيدخل أبناء الركراكي التحدي الجديد بنقاط قوة عديدة، أصبح الجميع يخشاها من كبار اللعبة في العالم، ولعل أهمها الالتزام التكتيكي والدفاعي الصارم والقتالية على الكرة وكسب الصراعات الثنائية. حيث شهدت مباراتا إسبانيا والبرتغال فوز سفيان أمرابط بما نسبته 100 بالمائة في المواجهات الثنائية الأرضية في رقم يغني عن كل تعليق.

كما أن المسافة بين الخطوط قليلة جدا، وأيضا بين اللاعبين. في الحالة الدفاعية تكون المسافة قليلة جدا فيصعب على الخصم التمرير والاختراق وتسجيل الأهداف وهو ما يعطي الأفضلية لأبناء وليد الركراكي من أجل مواصلة تطبيق الفلسفة المغربية في مباراة اليوم.

الديوك.. نجاعة هجومية

يتصدر المنتخب الفرنسي قائمة أقوى خط هجوم بين المنتخبات الأربعة المتأهلة لنصف نهائي كأس العالم حيث سجل لاعبو الديوك 11 هدفاً منذ انطلاق مسيرتهم بالمونديال.

وبدأ منتخب فرنسا مشواره في دور المجموعات بالفوز على أستراليا بنتيجة 4 -1، ثم فاز على الدنمارك 2- 1، وخسر من تونس 0- 1، ليتأهل في صدارة مجموعته برصيد 6 نقاط، وفي دور الـ 16 فاز على بولندا بنتيجة 3-1، وفي ربع النهائي فازت فرنسا على إنجلترا بنتيجة 3-1.

ويعول منتخب فرنسا على عدة أسلحة هجومية على غرار كيليان مبابي هداف البطولة إلى حد الآن برصيد 5 أهداف وجيرو وجريزمان بالإضافة الى عثمان ديمبيلي، حيث يعتبر هذا الرباعي بمثابة السلاح الفتاك في هجوم الفرنسيين، وبالإضافة إلى السرعة والفنيات الفردية التي يتميز بها الشاب مبابي والتي جعلته يحطم الكثير من الأرقام القياسية رغم صغر سنه، فإن انطوان غريزمان بات صانعاً للألعاب أكثر منه مساهماً مباشراً في الهجوم، حيث ساهم إلى حد الآن في صناعة ثلاثة أهداف بالمونديال، كما يمتلك الهداف التاريخي للمنتخب الفرنسي أوليفيه جيرو دورا أساسيا في الهجوم الفرنسي بعد نجاحه في تسجيل 4 أهداف الى حد الآن، كما أن اللاعب عثمان ديمبيلي يعد واحدا من الحلول الهجومية بعدما ساهم في صناعة هدفين في المونديال وهو ما يؤهله للتواجد في مباراة اليوم أمام الأسود.

 

الالتزام التكتيكي

من أهم نقاط القوة في المنتخب المغربي هي اللعب الجماعي والالتزام التكتيكي، بالإضافة إلى التقارب الشديد بين خطوط الفريق الثلاثة، وعلاوة على ذلك، يتمتع المنتخب المغربي بفعالية كبيرة في خط الهجوم بقيادة يوسف النصيري وحكيم زياش.

وسيعمل المنتخب المغربي على تحجيم خطورة المنتخب الفرنسي سواء من الأطراف أو العمق عن طريق تضييق المساحات بالإضافة إلى الالتزام التكتيكي وتحديدا عند التحول من الدفاع للهجوم أو العكس.

كما يعد ثلاثي وسط الملعب المتمثل في سفيان أمرابط وسليم أملاح وعز الدين أوناحي أحد أهم العناصر الرئيسية في تجاوز المغرب عقبة البرتغال، وسيكون هذا الثلاثي متأهبا للقيام بنفس الدور في مواجهة الديوك الفرنسية لإفشال كل محاولات الاختراق من العمق أو على الأطراف.

قدرة على المباغتة

تضع جماهير المغرب آمالا عريضة على قدرة الثلاثي الهجومي حكيم زياش وسفيان بوفال ويوسف النصيري، على صنع الفارق أمام منتخب فرنسا الذي يعد من أكثر المنتخبات استقبالا للأهداف بين الأربعة الكبار حيث استقبلت شباكه خمسة أهداف خلال المباريات الخمسة التي لعبها في البطولة حتى الآن.

ومما لا شك فيه أن المغرب سيعول في مواجهة اليوم على حكيم زياش كمفتاح لشن هجمات على الخصوم بامتلاكه رجلا يسرى مذهلة تمريرا وتسديدا، وكذا رؤيته التكتيكية الواسعة لأطراف الملعب. ويتمتع زياش بمساندة من واحد من أفضل اللاعبين في العالم في مركز الظهير الأيمن: أشرف حكيمي، رغم أن هذا الأخير عانى من الرقابة اللصيقة طيلة المباريات السابقة. كما أن فنيات ومراوغات سفيان بوفال تبقى خيارا مهما لخلخلة دفاعات الخصوم، إضافة إلى حيوية يوسف النصيري المعروف بلعبه الكرات الرأسية بإتقان.

مساحة إعلانية