رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

180

كبير المذيعين في قناة الإخبارية السعودية أحمد آل زاهر لـ "الشرق": الزيارات هي الجسر الحقيقي للتقارب المهني وتوحيد الرؤية الإعلامية

14 أكتوبر 2025 , 06:25ص
alsharq
أحمد آل زاهر في حواره لـ "الشرق"
❖ حاورته هاجر بوغانمي

- معايير اختيار المذيع الإخباري لم تتغير لكن الصرامة خفَّت 

- نطمح إلى تفعيل تبادل الزيارات بشكل أكبر في الفترة المقبلة

- عندما أطلقنا إذاعة الإخبارية اكتشفنا جمهورًا نَهِمًا للأخبار

- أعود إلى السعودية محمَّلًا بتجربة مهنية وإنسانية غنية

في إطار الرؤية المشتركة بين المؤسسة القطرية للإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، الرامية الى تعزيز جسور التواصل وتبادل الخبرات بين الإعلاميين في دول مجلس التعاون، استضافت إذاعة قطر مؤخرا كبير المذيعين في قناة الإخبارية السعودية ورئيس قسم المذيعين بمركز الأخبار الأستاذ أحمد آل زاهر. هذه الزيارة حملت في طياتها الكثير من الود والمهنية، وجسدت المعنى الحقيقي للتبادل المعرفي والترابط الأخوي بين الأشقاء، حيث تعرف أحمد آل زاهر على بيئة العمل في إذاعة قطر، وشارك في تقديم عدد من البرامج والنشرات والمواجيز، كما نقل الى زملائه في قطر خبرته التي تمتد لعقدين من الزمن، وتجربة إذاعة الإخبارية الفرع الإذاعي من قناة الإخبارية.

ولأن التواصل الإعلامي لا يتوقف عند حدود الأثير، فقد زار أحمد آل زاهر مقر جريدة (الشرق)، حيث كان في استقباله الزميل جابر الحرمي رئيس التحرير، في لقاء ودي تناول أهمية هذه الزيارات في نقل المعارف والخبرات، وتوحيد الجهود من أجل تحقيق وحدة الرسالة الاعلامية في الخليج والمنطقة العربية.

وأعقب اللقاء هذا الحوار الذي تحدث فيه آل زاهر عن زيارته لإذاعة قطر، وانطباعاته عن التجربة التي خاضها، كما تناول الحوار رؤيته لمستقبل الإعلام الخليجي في زمن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.. 

    - تبادل إخباري 

◄ ما الغرض من هذه الزيارة، وما الإطار الذي تأتي فيه؟

هذه الزيارة هي امتداد لمشروع التبادل الإخباري بين دول مجلس التعاون، وهو مشروع قديم وعريق يشمل الإذاعة والتلفزيون معًا، ويقوم على تبادل الزيارات والتجارب بين المذيعين وفِرَق التحرير، لتعزيز المعرفة بآليات العمل في المؤسسات الإعلامية المختلفة، وتأتي زيارتي اليوم من هذا المنطلق، لا سيما بعد إطلاقنا إذاعة الإخبارية وهي إذاعة حديثة العهد. فأحببت أن أنقل تجربتنا إلى الزملاء في قطر، والحمد لله لقيت صدى طيبًا وترحيبًا كبيرًا.

◄ كيف وجدت أجواء العمل في إذاعة قطر، وما الذي أثار انتباهك؟

 أجواء العمل هنا مفعمة بالحيوية والتنظيم. شاركتُ في تقديم البرنامج الصباحي "الحياة" إلى جانب الزميلة بدرية حسن، كما قدمت موجز الحادية عشرة صباحا، ونشرة الواحدة والنصف ظهرا وغيرها من النشرات. أكثر ما شدّني هو سلاسة التحرير ودقته، والتنوع الجميل في الأخبار، خاصة في النشرة الرئيسية. في صالة التحرير شعرت وكأني بين زملاء أعرفهم منذ سنوات، فالتناغم واضح، والروح المهنية عالية.

    - مسيرة إعلامية 

◄ ماذا حملتَ معك من خبرة إلى زملائك في قطر، وماذا حصدت من هذه التجربة؟

  مسيرتي الإعلامية بدأت كمذيع متعاون، ثم متفرغ، حتى دخلتُ ميدان الأخبار الذي أعتبره مدرسةً تلو أخرى. واكبت المدرسة التقليدية، ثم التطوير الذي حصل في نشرات الأخبار في القنوات السعودية، ومنها إذاعة السعودية التي شهدت تحديثا في الخط التحريري وفي سياسة الأخبار وطريقة تناولها، فكانت تجربة مهمة استفدنا منها الى أن وصلنا الى قناة الإخبارية التي انتقلت إليها منذ عام أو أكثر، وكانت تجربة جديدة مع الأستاذ فارس بن حزام الذي أحدث نقلة نوعية في القناة، وأيضا إذاعة الإخبارية التي أتت بفكرة منه، وهي تابعة لقناة الإخبارية وكلها تتبع مركز الأخبار في هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية. 

في هذه الزيارة نقلتُ للزملاء في إذاعة قطر ما حققناه من تطور في الأداء الإخباري، من حيث التحرير، والهوية الصوتية الخاصة بالإذاعة الإخبارية. وفي المقابل، وجدت لدى الزملاء في قطر أسلوبًا راقيًا في إعداد الأخبار، مختصرًا ومباشرًا، يسهل على المذيع أداؤه ويمنح الخبر قوة الحضور.

ومثل هذه الزيارات تُعمّق الروابط بين الإعلاميين في الخليج، وتفتح آفاقًا للتعاون والتكامل في الرسالة الإعلامية العربية. فالإعلام الجديد، كما رأينا في تغطية الحرب على غزة، قادر على تغيير الرأي العام العالمي وتوجيهه نحو الحقيقة، لذلك نحن بحاجة إلى توحيد الرؤية الإعلامية وتعزيز التعاون في هذا المجال.

    - تقارب إعلامي 

◄ هل نتوقع في المرحلة القادمة زيارات مماثلة بين إذاعة قطر وإذاعة الإخبارية في السعودية؟

  بالتأكيد، فالبرنامج قائم ومفتوح. نطمح إلى تفعيل تبادل الزيارات بشكل أكبر في الفترة المقبلة، ليس فقط بين الإذاعات، بل أيضًا بين التلفزيونات والصحف. هذه الزيارات هي الجسر الحقيقي للتقارب المهني والإعلامي بيننا.

◄ لقب "كبير المذيعين" يسبق اسمك دائمًا، ما قصته؟

  هو في الأساس رتبة وظيفية تعكس سنوات الخبرة، فقد أمضيت ما يقارب عشرين عامًا في العمل الإعلامي. بدأت رحلتي من اختبار لاختيار المذيعين بين سبعة وعشرين شابًا، وكنتُ الوحيد الذي اجتاز التجربة بنجاح. بعدها عملتُ مراسلًا ميدانيًا ومعدًّا للتقارير، ثم قارئًا للمواجيز، إلى أن وصلتُ إلى قراءة النشرة الرئيسية في القناة السعودية، وهي مسؤولية لا تُمنح إلا للمذيعين الكبار.

تشرفت بالعمل إلى جانب أسماء لامعة مثل الأساتذة: حامد الغامدي، سفر الشهراني، محمد خيري، وجبريل أبو دية. واليوم أواصل المسيرة في قناة الإخبارية، وهي قناة متخصصة تحت مظلة هيئة الإذاعة والتلفزيون، أشارك من خلالها في تغطيات القمم والمهرجانات والفعاليات الكبرى، كما شاركت في برامج سياسية وأخرى منوعة أغنت تجربتي كثيرًا.

   - معايير النجاح 

◄ تحدثت عن اختيار المذيع الإخباري في الإذاعة السعودية. هل ما زالت المعايير التي اجتزت بها ذلك الاختبار قائمة؟

 المعايير لم تتغير في جوهرها، لكن الصرامة خفّت قليلًا. في الماضي كانت التجارب الطويلة شرطًا أساسيًا قبل الظهور على الهواء، أما اليوم فالثقة بالمذيع الشاب أصبحت أكثر حضورًا. رأينا زملاء شبابًا صعدوا بسرعة لأن لديهم الموهبة والتمكن، فقط احتاجوا من يؤمن بهم.

◄ في ظل الطفرة الرقمية والبث المرئي، أين يقف الراديو اليوم؟

  رغم كل هذا الزخم التقني، لا يزال للراديو جمهوره الكبير، بل والمخلص. في السعودية مثلًا، هناك محطات إذاعية تحظى بمتابعة واسعة. وعندما أطلقنا إذاعة الإخبارية لم نتوقع هذا الإقبال، لكننا اكتشفنا جمهورًا نَهِمًا للأخبار.

أعتقد أن سرّ استمرار الإذاعة يكمن في مواكبة التطور: التجديد في المحتوى، وتنوع البرامج، والتفاعل مع اهتمامات المستمعين. أما البرامج التقليدية فقد انتهى زمانها، فالإذاعة اليوم يجب أن تنبض بإيقاع العصر.

   - الخطاب الإعلامي 

◄  برأيك، هل ما زالت الإذاعة تؤدي دورها في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة؟

 لكل وسيلة إعلامية دورها. إذاعة قطر مثلاً هي النسخة السمعية من تلفزيون قطر، فهي ذات طابع منوع لا يقتصر على الأخبار، أما الإذاعات الإخبارية المتخصصة فهي المعنية بنشر الأخبار العاجلة لحظة بلحظة، وفي إذاعة الإخبارية الخبر العاجل يذاع مباشرة على الهواء. 

◄ كيف ترى دور القنوات الإخبارية العربية في ظل التحديات الراهنة؟

 لا يوجد إعلام محايد في العالم، فكل وسيلة تخدم توجه الجهة التي تمولها أو تمثلها. من هنا تأتي أهمية أن تكون رسالتنا العربية خالصة لمصالحنا، وأن نوحد خطابنا الإعلامي ليعبر عن رؤيتنا وقضايانا. 

   - طاقات إعلامية 

◄ وماذا عن اتحاد الإذاعات العربية ودوره في تطوير العمل الإعلامي؟

 الاتحاد يمتلك الإمكانيات والدعم الكافي، ويقدم فرصًا كبيرة للتدريب والتطوير. لكن المشكلة أننا نحن (المؤسسات الإعلامية) مقصرون في المشاركة والتفاعل. هناك دورات وبرامج مخصصة للمحررين والمعدين والفنيين، ومع ذلك لا يحضرها إلا عدد قليل.

خلال وجودي في قطر استمعت الى عدد من البرامج الإذاعية، ودهشت من جودة الطرح وجمال الأسلوب، وأدركت أن لدينا طاقات كبيرة تستحق أن تُستثمر.

◄ بعد هذه التجربة، ماذا ستحمل معك إلى السعودية؟

 أحمل معي الكثير من الود والتقدير. وجدت في قطر حفاوة لا تُنسى، وإخوةً قبل أن يكونوا زملاء. قطر بلد جميل يستحق الزيارة مرة ومرتين وثلاثًا. سأعود محمّلًا بتجربة مهنية وإنسانية غنية، وبذكريات ستبقى مركوزة في الوجدان.

مساحة إعلانية