رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1838

مختصون لـ الشرق: الأطفال ضحايا التفكك الأسري والمشكلات الزوجية

14 مايو 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ محسن اليزيدي

أكد العديد من المواطنين والمختصين من خلال استطلاع أن الأطفال هم أولى ضحايا التفكك الأسري وأنهم ضحية المشاكل العائلية والأسرية على مستوى البيت، ولأن البيت هو الركن الأساسي في حياة الطفل فيمكن أن نساعده لكي ينشأ في أسرة غير مفككة تتحدى كل الظروف والمشاكل من أجله لتجنب الآثار الجانبية التي يقع ضحيتها الأطفال بسبب المشاكل الزوجية ونتائجها مثل الطلاق والصراع على حضانة الأولاد بين الزوجين..

    الانفصال كارثة على الأطفال

أكدت المحامية سها المهندي على أهمية معالجة الآثار السلبية للتفكك الأسري، حيث إن ضحاياه هم من الأطفال في المقام الأول، ومن خلال عملي لسنوات في مهنة المحاماة رأيت الكثير من الحوادث والقضايا التي كانت نتائجها كارثية على الأطفال بسبب انفصال الزوجين والمشاكل العائلية، ومؤخرا عايشت قصة مأساوية كان ضحيتها أطفال أبرياء، وذلك عندما حضر إليَّ أحد الآباء وطلب مني أن أرفع دعوى حضانة لرؤية أطفاله المتواجدين في حضانة والدتهم بعد الانفصال، وبعد أن اتخذنا الإجراءات القانونية اللازمة وصدور حكم المحكمة بالسماح للأب برؤية أطفاله في منزله لاحظ موكلي (والد الأطفال) أن أبناءه يعانون من إصابات متفرقة في أجسادهم تبدو للوهلة الأولى وكأنها كدمات أو حروق، وعلى الفور تم أخذهم للمستشفى لعمل الفحوصات اللازمة وبعد الفحص وصدور تقرير الطبيب الشرعي الذي أفاد أن الأطفال مصابون بحزام ناري، وعلى أثر ذلك ذهبنا إلى مركز الشرطة لفتح بلاغ جنائي في الواقعة بتهمة الإهمال المتعمد الذي تعرض له الأطفال الصغار أبناء موكلي، وبما أن تقرير الطبيب الشرعي أفاد أن الإصابات كانت نتيجة الإهمال، ولهذه الأسباب فإننا ننصح ونحذر الآباء والأمهات ألا يستعجلوا في اتخاذ قرار الانفصال وأن الحياة تتطلب مزيدا من الصبر والتحمل لبناء أسرة سعيدة وأن الانفصال ليس هو الحل الأمثل لجميع المشاكل الزوجية خاصة إذا كان بين الزوجين أطفال.

    الطلاق يؤدي لطريق مسدود

قالت الدكتورة هلا السعيد الطبيبة والمعالجة النفسية إن التفكك الأسري هو حالة مستمرة من عدم الاستقرار والاضطراب العاطفي لدى العائلة، حيث يكثر الصراع والجدل والمشكلات بين الأبوين في العائلات التي تعاني منه ويكون ذلك بشكل مؤذٍ قد يصل الأمر إلى ارتفاع الصوت أو العنف الجسدي واللفظي في بعض الأحيان، ويمتد تأثير هذه المشكلات على الأولاد في كثير من الأحيان فقد يقوم أحد الوالدين بتعنيف الأطفال أو الصراخ عليهم أو ضربهم نتيجة الكثير من الضغوطات الناتجة عن المشكلات العائلية، ويترك مفهوم التفكك الأسري في عقل الطفل الكثير من المشكلات التي تؤثر على صحته النفسية وتقود وتوفر لهم بيئة للانحراف والسلوكيات السيئة في ظل انشغال الوالدين بالمشكلات، وغياب الاهتمام وأن عدم التركيز على التربية السليمة للطفل والتفكك الأسري يعدان أحد أخطر المشكلات الاجتماعية التي ينعكس تأثيرها سلبًا على أفراد العائلة خصوصاً الأطفال والمجتمع كذلك، وينتج عن هذا ضغط عاطفي يؤثر على الصحة العقلية للأطفال ويؤثر على نموهم بشكل سليم وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى انحرافهم نحو أفعال وسلوكيات عدوانية تؤذي المحيطين بهم.

وفي سياق الموضوع طرحت الدكتورة سؤالا: هل يمكن للأطفال النجاة من انفصال الأب والأم؟ وقالت إن الطلاق هو الوصول للطريق المسدود لا يوجد خيار آخر

وبمشاكل الزوج والزوجة في بعض الأحيان، يكون الطلاق النهاية الوحيدة المنطقية لعلاقة زوجية مؤلمة، وطوق نجاة أخيرا لأحد الزوجين أو كليهما، لكنه يظل حلا صعبا يتردد الكثير من الأزواج عند اللجوء إليه، خوفا من تأثير الطلاق على الأبناء وما أريد توضيحه كطبيبة نفسية ومرشدة أسرية بأن الطلاق سواء جاء ليضع حدا لرحلة طويلة من الخلافات والنزاعات المستمرة دون توقف، أو جاء مفاجئا، فإنه يشكل خسارة كبيرة للأبناء، خاصة مع الضغوط الناتجة عن التغيرات المصاحبة له، حيث يفقد الأبناء عادة إمكانية التواصل اليومي مع أحد الوالدين مما يؤثر على ارتباطهم به. من ناحية أخرى، قد يعاني الطرف الحاضن للأبناء من ضغوط أكبر، ويجد صعوبات في الموازنة بين الضغوط والعمل ومسؤوليات الأبناء الإضافية، وهو ما قد يؤثر على قدرته على دعمهم.

   عرضة للاستغلال والابتزاز

وأشار عبدالله اليافعي أن الطفل الذي يعيش حالة من التفكك الأسري يواجه صعوبةً في التواصل والتفاهم مع والديه ويبدأ بفقدان الثقة فيهما، وقد ينتقل الطفل للثقة بالغرباء، وفي المقابل قد يجعله ذلك عرضةً للاستغلال والابتزاز من قبل أشخاص سيئين ومنحرفين، وقد يقود هذا الطفل لأفعال منحرفة، حيث يشعر الطفل الذي عاش تجربة التفكك الأسري بأنه أقل قيمة وأهمية من زملائه الذين عاشوا تجربة العيش في بيئة أسرية سليمة، حيث سيشعر بنوع من العار والخجل والأسف. وأضاف اليافعي أن الأمور لا تقف عند هذا الحد، حيث يسيطر على الكثير من الأطفال في عمر المدرسة الشعور بالذنب ولوم الذات، وقد يتوهم بعض الأطفال أنهم السبب في الطلاق بسبب خطأ ارتكبوه أو سوء سلوك قد بدر منهم.

    الضرر يلحق كل الأسرة

قال الأستاذ محمد الحيدر المختص في علم النفس الإيجابي إن النقطة التي لا يلتفت إليها الكثير بأن الأطفال ليسوا هم الضحايا الوحيدين من التفكك الأسري، وأن الوالدين ليسوا دائما هم السبب في هذا التفكك. نعم يمكن أن يكون الأطفال هم أكثر الضحايا ضررا ولكن يجب أن نلتفت بأن التفكك الأسري قنبلة موقوتة تؤدي إلى أضرار وخيمة تؤثر على الأسرة كلها، لأنها يمكن أن تصيب في بعض الأحيان الأسرة الممتدة. هناك حاجة إلى تسليط الضوء على أثر الخلافات على الأسرة كلها وأن الجميع يخرج خاسرا، ولذلك يجب أن يكون هناك هدف مشترك ألا وهو استقرار الأسرة لأن الاستقرار الأسري يؤثر بالنفع على كافة أفراد الأسرة وأثره كبير وواسع على مستوى عافيتهم النفسية الاجتماعية والجسدية. رسالتي ليست فقط للأب والأم ولكن الجد والجدة والعمة والخال بألا يساهموا في صناعة التفكك الأسري، بل يجب أن يساهموا في صناعة الاستقرار الذي يعود على الجميع بالمنفعة.

مساحة إعلانية