رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1352

كُتّاب لـ الشرق: الأعوام الثقافية.. بوابة الإبداع المحلي إلى العالمية

14 فبراير 2021 , 07:00ص
alsharq
طه عبدالرحمن

على مدى عقد من الزمان تقريبا، وقطر تقيم أعواما ثقافية مع عدة دول عالمية، بدأتها مع اليابان في عام 2012، لتتواصل حاليا مع أمريكا 2021، مروراً بالمملكة المتحدة 2013، والبرازيل 2014، وتركيا 2015، والصين 2016، وألمانيا 2017، وروسيا 2018، والهند 2019، وفرنسا 2020.

الشرق، من جانبها، حرصت على الوقوف على أهمية السنوات الثقافية للمبدع المحلي، وكيفية استفادته منها، إذ يشدد مبدعون على أهمية أن تكون هذه الأعوام فرصة لتعزيز الترجمة، وتبادل الخبرات والأفكار، فضلا عن أهميتها في تجاوز الانغلاق، والانكفاء على الذات، بما يسهم في انطلاق الإبداع المحلي في مختلف مجالاته الثقافية والفنية إلى آفاق ثقافية أرحب عالميا.

ولم يغفل المثقفون التأكيد على أهمية هذه الأعوام في إثراء المشهد الثقافي بمختلف مجالاته الإبداعية، وخاصة الشبابية، بما يسهم في الوقت نفسه في مد جسور التواصل والتعاون مع دول العالم.

د.أحمد عبدالملك: تثري إبداعات الشباب المحلي

يصف الروائي الدكتور أحمد عبدالملك، أستاذ الإعلام المشارك في كلية المجتمع، الأعوام الثقافية بأن "لها تأثيرا كبيرا على الحراك الثقافي لأي بلد، فهي تُثري تجارب وإبداعات الشباب المحلي، وذلك عبر التلاقي مع الثقافات الأخرى، وبما تُتيحه من فرص الالتقاء بكثير من المثقفين من خارج الوطن".

ويقول: "نحن في قطر، كانت لنا تجربة مع المهرجان الثقافي، الذي تشرفت برئاسة لجنته الإعلامية لأكثر من خمس دورات. وكنا نشارك فيه نماذج لثقافات الشرق والغرب، وهذا الزخم الذي توفر للمهرجان الثقافي، وتلك الأعوام الثقافية، يُثري من تجارب الآخرين، ويوسّع من مساحات الإطلاع والخيال ومواطن الجمال في تلك التجارب. كما أن الأعوام الثقافية توفر الكثير من التجارب للمثقفين القطريين، الذين يعيش أغلبهم وحدةً انفرادية، نظراً لمحدودية النشاطات الثقافية المحلية، أو تواضع بعضها".

ويتابع: إن "المبدع القطري يستفيد من تلك الأعوام، سواء في قضايا الكتابة أو الفنون التشكيلية، أو الفنون القولية وتلك اللامادية". ويقترح ضرورة تأسيس تلك الأعوام بطريقة محددة، وألا تنقطع؛ أو تكون مرتبطة بشخص معين، "وأقول ذلك من التجربة التي مررت بها، فأحيانا يكون هنالك مسؤول يحبّ الغناء أو الموسيقى، فنجد النشاطات تركز على الغناء والموسيقى، دون سائر الأشكال والأنماط الثقافية، والتي هي ملكٌ للمجتمع، وعلينا أن نعزز كافة الأشكال الثقافية، دون انتقاء".

ويشير إلى دور هذه الأعوام في تعزيز الانفتاح والتفاعل مع الآخر؛ قائلاً: "إننا نعيش عزلة ثقافية هذه الأيام، خصوصاً مع أزمة كورونا، فإنتاجنا القصصي أو الروائي، لا يكاد يخرج من دار النشر، ونحتاج لأبعد مدى، إلى التفاعل مع الآخر، ونلتقي مع إعلاميين وناشرين من الخارج، لنعرض إنتاجنا الثقافي، ونُعزز ثقافتنا بالاطلاع على الأنماط الثقافية الأخرى، وقد تُتاح الفرصة للمثقف القطري، خلال الأعوام الثقافية، أن يعمل على ترجمة أعماله، وهذا أمر مهم في قضية الانفتاح والتفاعل مع الآخر، فدولة قطر لها مكان مُميز في عالم الدبلوماسية والاقتصاد وقضايا الأمن والسلم الدوليين، ونحتاج أن يكون لها ذات الدور في المجال الثقافي".

د. علي الهاجري: السنوات الثقافية تعزز الإصدارات بلغات عالمية

الدكتور علي بن غانم الهاجري، كاتب ودبلوماسي، يعتبر الأعوام الثقافية "خطوة ذكية تسعى لتقارب أفلاك الثقافة الإنسانية، ولعلها إشارة إلى حجم وتطور وازدهار الثقافة في قطر وربطها، ووضع أرضية للتواصل والاحتكاك مع ثقافات عالمية وكبيرة، للتعرف على ركام الحضارات والتراكم الثقافي الغني للإنسان والبشر في كل بقاع المعمورة".

ويقول إن الأعوام الثقافية "تجعلنا إزاء تطور ثقافي كبير وشمولي، ليكون أمام نظر المبدع القطري، ليبدو وكأنه مشهد مستمر لتطور المجال الثقافي في قطر وازدهاره". ويروي شهادته على العام الثقافي قطر- الصين 2016، واصفا إياه بأنه "كان مميزا، من خلال العديد من الفعاليات والحوارات التي كانت تقام بصورة مميزة، تعبر عن روح الثقافة العربية عامة والقطرية خاصة".

ويبدي اعتقاده بأن "استخدام التكنولوجيا الحديثة وتعزيز الإصدارات بمختلف للغات أداة يجب استغلالها خلال الأنشطة المصاحبة للأعوام الثقافية، وكذلك استخدام الثقافة الرياضية كمحور أصيل في ثقافتنا القطرية، الأمر الذي يحقق الازدهار للثقافة القطرية، في ظل تطور مستوى الإبداع في قطر، والذي تعدى محيطنا الشرق الأوسطي لتصبح علامة على جبين المشهد الثقافي العالمي، وذلك بفضل النجاحات المتتالية خلال العقدين الأخيرين، في ظل ودعم القيادة الرشيدة الواعية".

ويصف د. الهاجري الثقافة المحلية بأنها غنية بالنجاحات المتتابعة، ما جعلها ركنا أصيلا لتطور الثقافة العربية خلال السنوات الماضية، فدولتنا ذات ريادة وتقدم في الإعلام بلا منازع، كما أنها صاحبة ريادة في الرياضة عربيا وعالميا، علاوة على تحقيقها للعدالة الاجتماعية، وهو ما أنتج ثقافة عالية للمبدع القطري، ووضع قطر بصورة مميزة على خريطة الثقافة العالمية بجهد وتألق واضح ومشرف".

علي المحمود: وجهتنا إلى الخارج لإبراز عمق ثقافتنا

الكاتب علي المحمود يقول: إن الأعوام الثقافية التي تقيمها الدولة لها تأثير إيجابي على المثقف المواطن، وعلى المسيرة الثقافية على أرض قطر من جوانب عديدة، منها الإعداد للفعاليات المتنوعة التي تتم إقامتها، وكذلك المكان المناسب والتهيئات المناسبة للحضور الجماهيري والإعلامي، بما ينعكس إيجاباً على مسيرة الحركة الثقافية داخل وخارج الدولة".

ويتابع: إن "ذلك يؤدي إلى تضاعف اللقاءات والراغبين في الحضور لإبراز ما لديهم من جوانب ثقافية وأنشطة متنوعة، وهذا يشكل لنا تحديا في قطر لاقتباس كل ما هو جديد لإثراء مختلف الجوانب الثقافية التي بدأنا نجني ثمارها، بعدما أنجزنا أرضية سليمة تساير طموحاتنا جميعاً كمسؤولين ومثقفين، بالإضافة إلى تلك القاعدة الجماهيرية القائمة على أرض قطر والتي تتابع كل جديد في هذا المجال".

ويلفت إلى أن "الثقافة منبع لا يمكن لأي فرد أن يستغني عنه، ولذلك على المبدع تطوير أدواته، فضلا عن المتلقي والذي عليه انتقاء كل ما هو مفيد من رواية وقصة ولوحة فنية وغيرها". مؤكدًا أن "الأعوام الثقافية لها دور كبير في تطوير هذا الرافد المهم في حياتنا جميعاً سواء في الداخل عبر الاستضافة أو الرحيل بثقافتنا إلى الخارج لاطلاعه على ما لدينا من ثقافة نعتز بها، تحمل ماضيا عريقا، وإنجازا حديثا يساير التطور في مختلف المجالات الثقافية".

سهام جاسم: السنوات الثقافية فرصة لتجاوز الانغلاق والانكفاء على الذات

الكاتبة سهام جاسم تؤكد أن الأعوام الثقافية تعد "من الأفكار المبدعة طرحاً وتنفيذاً لأنّها دعمت الثقافة في قطر بشكل كبير وملحوظ، كما أنها ذات حظوة خاصة لدي فهي تقدم لنا برنامجاً هادفاً تطرحه في كلّ عام يتضمن رسالةً فكرٍ وفن ساميتين وتوجهاً طيباً يعبر من خلاله كلّ عامٍ من هذه الأعوام الثقافية عن مكانة وعمق أثر الآداب والفنون بأنواعها المختلفة ويُسهم في إثرائها، إذ إنّ الانغلاق الثقافي والفكري والانكفاء على الذات يقودُ ثقافات الشعوب للاضمحلال والتردي ويُلقي بها في غيابة الجُب، بينما التبادل الثقافي والاطلاع على فكر وإبداع الشعوب الأخرى وتجاربها يضيفُ الكثير للمتلقين من الجهتين".

وترى الكاتبة سهام جاسم في السنوات الثقافية أنها "دعوة حضارية إنسانية راقية موجهة من قطر لدول العالم إذ يعدُّ هذا التبادل الثقافي بمثابة لغة السلام والتفاهم والود والتقارب بينها، وأجد ضمنها دعوة أخرى للمثقف والمبدع للخروج من محدودية النظرة المحلية فيما يقدمه من أدب وفن مُجتازاً بذلك حدوده الجغرافية المرسومة حول مُخيلته، فالتبادل الثقافي بين الشعوب يجعلنا نقف لنتساءل ما الذي قدمناه من قيمة ثقافية للشعوب الأخرى التي أبهرتنا وغمرتنا بثرائها الثقافي والمعرفي وتجدده ؟ وما الذي نحتاجه اليوم للنهوض بالفن والأدب لدينا ؟".

وتقول: إنه "بمجرد الإعلان عن العام الثقافي مع أيّ دولة من دول العالم تقفز إلى أذهاننا تلك الأسماء اللامعة ببريقها من الكُتّاب والفنانين لديهم، وهذا يعني أنّهم تركوا طابعاً ثقافياً فريداً في ذهن المتلقي حولهم في أنحاء العالم وليس في نطاقهم المحلي فقط مما يجعل المبدع في قطر يتطلع إلى أن يُبادل تلك الشعوب إبداعاً بإبداع وفناً بفن وأدباً بأدب بما يحمله من قيمه إنسانية رفيعة ومؤثرة ومُعززة بالتميز وقادرة على إحداث التغيير والتطوير فيما يقدمه من أعمال".

منى البدر: تفتح آفاقاً للتعاون الثقافي والفني

الفنانة التشكيلية منى البدر، كانت لها ثمة مبادرة تشكيلية خلال العام الثقافي قطر- أمريكا 2021 بتنظيم معرض "ماذا لو؟"، الذي تعتبره فرصة فنية لتبادل الأفكار والخبرات، والاطلاع على كيفية التعامل مع الجائحة عالميا برؤية فنية، فضلا عما عمل عليه المعرض من بث روح الأمل والعطاء وتوجيه رسائل إيجابية للمجتمع بلغات مختلفة الصيغة، وإن كانت متشابهة في الصورة البصرية".

من هنا، تؤكد الفنانة منى البدر أن "الأعوام الثقافية تفتح آفاقا للتعاون بين قطر ودول العالم، بما يثري المشهد الثقافي في مختلف مجالاته الأدبية والفنية ويسهم في الوقت نفسه في مد جسور الوصل بين الدول".

مساحة إعلانية