رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

298

ثمنت دعم وزير الثقافة لبرنامج «مصمم كتب الأطفال»..

أسماء الكواري لـ "الشرق": نبني جيلاً قطرياً من مبدعي المستقبل

11 سبتمبر 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

- هدفنا إنتاج 500 قصة للأطفال وتحويلها إلى تطبيق إلكتروني

- الموسم الجديد للبرنامج يركز على جغرافية قطر

- إصداراتنا إرث للطفولة وضمان وصولها للجمهور

- أطفالنا يؤلفون ويرسمون ويسوّقون كتبهم بأنفسهم

- نعد لمكتبة إلكترونية لتشجيع الصغار على القراءة والإنتاج

في قلب المشهد الثقافي القطري يطل برنامج «مصمم كتب الأطفال» بوصفه مشروعاً ، يحول الطفل من متلقٍّ إلى مبدع كامل الأدوات، من كتابة ورسم وتسويق لعمله الأدبي.

هذا المشروع، الذي أطلقه مركز أدب الطفل بإشراف مديرته السيدة أسماء بنت عبداللطيف الكواري، لا يكتفي بتعليم مهارات الكتابة والرسم ، بل يؤسس لجيل قطري جديد، يصنع إبداعه، كما يصنع مستقبله، متمسكاً بالهوية القطرية، ما يعكس أن البرنامج يغرس في نفوسهم الثقة، ليقفوا أمام الجمهور، لتقديم إنتاجهم بأنفسهم.

في حوارها لـ "الشرق"، تكشف السيدة أسماء الكواري تفاصيل البرنامج، وتشرح مساره منذ بدايات فكرته عام 2022 حتى تحوله إلى مشروع متكامل لصناعة الكاتب الصغير، وإنتاج يتوق مبدعوه إلى الاحترافية، متمسكين بهويتهم الأصيلة، وتالياً تفاصيل ما دار:

◄ ماذا عن طبيعة برنامج «مصمم كتب الأطفال»؟ وأين يقف حالياً؟

بداية، أؤكد أن أطفال البرنامج تشرفوا باحتفاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خلال زيارة سموه لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ 33، وكان ذلك تشريفاً لنا جميعاً في هذا البرنامج، الذي يقف على أعتاب العام الرابع، ودخول موسمه السادس، ويهدف إلى تنمية قدرات الإبداع لدى الأطفال، وتعزيز مهاراتهم في مخاطبة الجمهور والحديث عن قصصهم بثقة، انطلاقاً من حرص مركز أدب الطفل على تقديم سلسلة من الأنشطة الإبداعية التي تعرّف الطفل بالمراحل المتكاملة لتصميم الكتاب، بدءاً من الرسم، مروراً بالتأليف والمراجعة وصولاً إلى النشر والتسويق، وعرض الكتاب من خلال الأطفال أنفسهم.

كما يهدف البرنامج إلى إعداد جيل قطري قادر على إنتاج كتب مبتكرة وجذابة، وفق منهج تأليفي ومبتكر وأصيل، نابع من مركز أدب الطفل.

    - المبدع الصغير 

◄ لكن هناك بعض البرامج المشابهة.. فما الذي يميز هذا المشروع عن غيره؟

 برنامجنا، يعد فكرة أصيلة للمركز، حيث نقوم بإنجازه بتقنيات جديدة تجعل الطفل، هو المؤلف والرسام والمسوّق لعمله الإبداعي، ليصبح المشروع منظومة متكاملة لبناء الإنسان المبدع.

◄ ومتى انطلقت الفكرة؟ وكيف تطورت إلى برنامج متكامل؟

 بدأت الفكرة عام 2022، وتبلورت عملياً في العام التالي، حيث تحولت من تصور نظري إلى مشروع فعلي، فمنذ تأسيس المركز ونحن نعمل على هذه الرؤية بصور مختلفة، حتى اكتملت ملامحها وتم إطلاقها رسمياً عام 2023.

◄ وما أبرز مراحل البرنامج التدريبية؟

 يمر البرنامج بـ 12 مرحلة، تبدأ بالتدريب على كتابة القصة للأطفال وفق منهج حصري، وتعد المرحلة الأولى هي الأصعب، ويتعلم فيها الطفل صياغة ورسم القصة بأسلوب معبر، بعدها تأتي مرحلة ترجمة القصة بأسلوب الطفل نفسه، ثم مرحلة الإخراج الفني وصولاً إلى الطباعة وتدريب الطفل على تقديم قصته أمام الجمهور.

◄ وكيف تطور البرنامج من حيث عدد المشاركين والإنجازات؟

 بدأنا بأول ورشة تجريبية ضمت ثمانية أطفال ، ثم ارتفع العدد من 28 طفلاً، إلى 72، ثم 80، حتى وصلنا إلى مشاركة 150 كاتباً أنتجوا نحو 188 كتاباً.

وحرصنا خلال كل مرحلة على ترسيخ الهوية القطرية عبر تضمين المفردات المحلية، كما أشركنا أولياء الأمور ليكونوا شركاء لنا في العملية الإبداعية.

◄ وهل حقق البرنامج حضوراً خارج قطر؟

 تطور المشروع ليشارك الأطفال بإنتاجهم في معارض عربية للكتاب في كل من عمّان، والكويت، والرياض، ومسقط، ومهرجان الشارقة لكتاب الطفل، ومثل هذه المشاركات لم يسبقنا إليها أي مشروع مماثل بهذا التكامل، ما يعكس قوة البرنامج وأثره وأصالة فكرته.

كما كانت لنا مشاركات قوية في معرض الدوحة للكتاب في النسخ الثلاث الأخيرة، والمشاركة في فعاليات اليوم الوطني للدولة، و«إكسبو الدوحة»، إضافة إلى مشاركات الأطفال الفردية في المدارس والمبادرات الذاتية.

◄ وما المستهدف من البرنامج خلال المستقبل؟

 نسعى إلى الوصول لإنتاج 500 قصة من إنتاج الأطفال خلال العامين المقبلين، وتحويل إنتاجهم إلى تطبيق إلكتروني يتيح لنظرائهم متابعتها، كما سيشهد الموسم الحالي إضافة ورش متقدمة في رسم القصص المصورة «الكوميكس»، وذلك بالرسم اليدوي للفئة العمرية الأكبر، حتى يتقن الطفل أساسيات هذه المهنة قبل الانتقال إلى التقنيات الرقمية.

◄ برأيكِ... ما أبرز المكاسب التربوية والثقافية للبرنامج؟

 البرنامج لا يقتصر على تعليم الكتابة والرسم، بل يؤسس لجيل قادر على التفكير الإبداعي، حيث يمنح الأطفال الثقة لعرض أعمالهم، ويغرس جذور الموهبة بأسلوب مهني، فالقصص المنتَجة تعكس الثقافة القطرية وحياة المجتمع، وتربط بين الماضي والحاضر بأسلوب يقدمه الطفل نفسه إلى أقرانه، وهو ما نعتبره من أقوى أشكال التعليم الإبداعي، التي تعزز مهارات عديدة للأطفال، فضلاً عن الترجمة، والإلقاء، وبناء الشخصية، وعناصر أخرى، لذلك يسهم البرنامج في زيادة عدد المؤلفين والإنتاج الفكري لدولة قطر، لنكون بذلك قدمنا خدمة وطنية ببناء الإنسان وتطوير الفكر.

     - دعم وزير الثقافة 

◄ كيف تقيّمين تعاون المركز مع وزارة الثقافة في تنفيذ البرنامج؟

 يحظى البرنامج بدعم مباشر من سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، والذي نعتبره الداعم الحقيقي والرئيسي، فسعادته يتبنى المشروع منذ بدايته، ليس فقط بالدعم، ولكن بطرح سعادته أفكاراً نوعية لتطوير البرنامج، وهو ما أكسبه شمولية وتأثيراً بشكل أكبر. 

ويكفينا أن البرنامج يحظى بدعم سعادة الوزير، إذ وفر له فرص الظهور في فعاليات كبرى مثل «درب الساعي» ومعرض الكتاب ومشاركة الأطفال بالمشاركات الرسمية لوزارة الثقافة كضيف شرف، وهذا الدعم يبرز أهمية البرنامج وتأثيره في المجتمع، ويعكس أن الوزارة شريك أساسي وفاعل للبرنامج.

◄ ما المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأطفال للمشاركة في البرنامج؟

 المعيار الأساسي هو أن يكون المشارك طفلاً لديه الاستعداد لخوض التجربة، ونؤمن بأن كل الأطفال يمتلكون طاقات إبداعية، لذلك نعتمد مقابلات شخصية لقياس جاهزيتهم ، حتى لو كان عمر الطفل سبع سنوات فقط، فالهدف هو التأكد من مدى تقبّله لخوض مراحل البرنامج.

◄ وهل هناك ثمة متابعة للمواهب بعد انتهاء مشاركتها في البرنامج؟

المتابعة مستمرة، إذ كان من مخرجات البرنامج مشاركات نوعية، أبرزها مشاركة 13 طفلاً في معرض الرياض للكتاب، بدعم مباشر من سعادة وزير الثقافة، إلى جانب المشاركة في معارض عربية أخرى.

وهذه التجارب أتاحت للأطفال فرصة بيع كتبهم والتفاعل مع الجمهور، وفي هذا العام، جمعنا المشاركين في فعالية للجمهور بجزيرة «جيوان»، ما أتاح تجربة مختلفة للأطفال.

ومن اللافت ، أننا وجدنا أطفالاً يمتلكون استعداداً للوصول إلى مرحلة الاحتراف، وهذا يعكس نجاح البرنامج في الجمع بين «متعة التجربة» و«متعة البناء»، كما كان حضور إنتاج الأطفال في المكتبات المدرسية داعما للطفل أكاديمياً ونفسياً وحافزاً تعليمياً للطفل.

◄  وما دور دار «نبجة» للنشر في هذا البرنامج؟

 دار «نبجة» هي الشقيق الإستراتيجي للمركز، حيث تتولى نشر إصدارات الأطفال، وإذا كنا في المركز نتبنى التدريب والإشراف على مراحل البرنامج، إلا أن الدار تسهم في إخراجه للنور، ما يجعل إصداراتنا إرثاً للطفولة، لاهتمامه بالمضامين، وإعداد الطفل المبدع.

     - الموسم الجديد 

◄  ..وماذا عن الموسم الجديد للبرنامج؟

 الموسم الجديد للبرنامج، سيبدأ لاحقا من الشهر الجاري، وسوف يستمر سبعة أشهر، وسنركز على الأطفال الأصغر سناً ، عبر موضوع «مناطق قطر» لتعريفهم بجغرافية الدولة، أما الفئات الأكبر فسوف يتناولون موضوعات الثقافة الاجتماعية القطرية مثل «السنع» و«المجالس» عبر فن «الكوميكس»، بما يعكس الهوية الوطنية بأسلوب محبب للأطفال.

◄ ما تقديركِ لانفتاح المشروع على المجتمع المحلي والمؤسسات المختلفة؟

 الأطفال المشاركون بالبرنامج منتسبين للمدارس، وفي ذلك نتعاون مع جهات وطنية عديدة على رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومؤسسة قطر، وجهات أخرى منها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وقناة الريان التي تعد حاضنة إعلامية للمشروع، كما يشارك الأطفال في قراءة قصصهم باللغتين العربية والإنجليزية، ما يحدث تفاعلاً بينهم وبين المؤسسات المختلفة، ونحرص على عدم إرهاق الأطفال أو الضغط عليهم، لإدراكنا بأن لديهم مهام دراسية.

◄ وكيف يوازن البرنامج بين الإبداع الشخصي وترسيخ الهوية القطرية؟

 نمنح الطفل حرية اختيار الشخصيات التي يرسمها، وتوجيهه لاختيار شخصيات تنتمي إلى الثقافة القطرية، كما نتيح له تطوير القصة بما يعبر عنه شخصياً، وما نراه من نتائج إبداعية على أرض الواقع تعكس نجاح الفكرة وجدواها.

◄ ما أبرز المبادرات والمشاريع المقبلة للمركز؟

 نعمل على أكثر من مشروع متوازٍ، إلى جانب برنامج «مصمم كتب الأطفال»، إذ أطلقنا برنامج «روّاد المكتبات» لتعريف الأطفال بالمكتبات العامة وأساليب القراءة ، ويمتد لعام كامل، ويتضمن تشكيل مجموعات قراءة ومتابعة دورية للأطفال.

كما سنطلق مكتبة إلكترونية، لتشجيع الأطفال على القراءة والإنتاج، انطلاقاً من حرصنا على أن تكون برامجنا ذات استمرارية ومتصلة ببعضها، لتأسيس جيل قارئ ومبدع قادر على إنتاج محتوى أصيل.

 

اقرأ المزيد

alsharq "روح الفيتنام" تتألق في كتارا

افتتح السيد سيف سعد الدوسري نائب المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ومدير إدارة الموارد البشرية، معرض... اقرأ المزيد

46

| 10 سبتمبر 2025

alsharq نائب رئيس الوزراء يكرم الفائزين بـ«جائزة الأخلاق»

-الخطاطون الفائزون لـ الشرق:قطر تتمتع بدور بارز لتحفيز الخطاطين بإنتاج أعمال قيمية -فوز 5 خطاطين عالميين وسط منافسة... اقرأ المزيد

142

| 10 سبتمبر 2025

alsharq الفنانة التشكيلية والباحثة خولة المناعي لـ "الشرق": «سيرة ومسيرة» يوثق رحلتي الفنية لأكثر من ربع قرن

- «سانجة أمي» تلامس القلوب مع اختلاف الشعوب والأجناس - أعمالي تنحاز للتراث وتتكيف مع الحداثة - لوحات... اقرأ المزيد

68

| 09 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية