صحافة عالمية

234

صحيفة أمريكية: الماء ينفد من الشرق الأوسط

"المياه تنفد من الشرق الأوسط"، عنوان اختاره دانيل بايبس رئيس منتدى الشرق الأوسط لمقالته بصحيفة "واشنطن تايمز"، والذي راح يسلط فيها الضوء على أسباب مشكلة العجز المائي التي تواجه بلدان الشرق الأوسط وتداعياتها على النمو الاقتصادي في تلك الدول.

وإلى نص المقالة

حذر عيسى كلانتري، وزير الزراعة الإيراني السابق ومستشار للمياه والزراعة والبيئة لنائب الرئيس الإيراني مؤخرا من أن الأخطاء الماضية قد تترك إيران في مواجهة شرسة وغير مأمونة العواقب مع نقص إمدادات المياه بنسب قد تصل إلى 70%، أو ما يعادل 55 مليون من إجمالي عدد السكان في البلاد والبالغ 78 مليون نسمة، مت سوف يضطرهم إلى الهجرة الجماعية.

وثمة حقائق تدعم التنبؤ الذي أطلقه كلانتري: فبحيرة أرومية الإيرانية والتي تعد الأكبر في الشرق الأوسط فقدت ما نسبته 95% من مياهها منذ العام 1996، حيث انخفضت المياه بها من 31 مليار متر مكعب إلى 1.5 مليار متر مكعب.

ويقف أكثر من ثلثي المدن والبلديات في إيران على "شفا أزمة مياه" والتي من الممكن أن تسفر عن نقص حاد في إمدادات مياه الشرب.

وتعتمد ألاف القرى الإيرانية بالفعل على خزانات المياه، في الوقت الذي تتسبب فيه العواصف الترابية في تعطيل النشاط الاقتصادي وتدمير الصحة.

وليست إيران هي الدولة الوحيدة المهددة بمخاطر الأمان المائي، إذ ربما يضطر كثير من أقرانها في الشرق الأوسط إلى الهجرة الجماعية لنفس المشكلة. فالكثير من بلدان الشرق الأوسط تنفد المياه بها بسبب المشكلات الاجتماعية مثل النمو السكاني المضطرد والحكام الذين لا يتمتعون برؤية ثاقبة والحوافز الاقتصادية المشوهة وبرامج الرفاهية المدمرة للبنية التحتية.

مصر

لا يؤدي ارتفاع منسوب البحر فقط إلى إغراق المدن الساحلية المصرية، ولكن أيضا إلى تلويث دلتا النيل، واحدة من أكبر خزانات المياه الجوفية في العالم، فالحكومة الإثيوبية قد أدركت أخيرا الإمكانيات الهيدروليكية للنيل الأزرق الذي ينبع في بلادها وبدأت تبني السدود الضخمة التي قد تقلص من تدفق مياه النيل الواصلة إلى مصر.

غزة

فيما يُعرف بـ"الكابوس الهيدرلوجي"، تسبب تسرب مياه البحر والصرف الصحي في عدم ملائمة 95% من طبقة المياه الجوفية الساحلية غير ملائمة للاستهلاك الآدمي.

اليمن

يحصل كل شخص في اليمن على أقل من ربع جالون من مياه الشرب يوميا في الكثير من المناطق الجبلية، وفقا لما ذكره جيرهارد ليشتينثايلر أخصائي المياه.

وقال إيلان ولفسون المتخصص في المياه أيضا إن صنعاء "ربما تصبح أول عاصمة في العالم ينفد منها المياه".

سوريا

أهدرت الحكومة السورية 15 مليار دولار على مشروعات الري الفاشلة خلال الفترة من 1988-2000، وبين 2002 و 2008، جفت كل الآبار غير القانونية تقريبا البالغ عددها 420.000، وتراجعت موارد المياه الإجمالية بمعدل النصف، وهو ما ينطبق أيضا على إنتاجية الحبوب، ما تسبب في ترك نحو 2500 مزارع لأراضيهم .وبحلول العام 2009، قادت مشكلات المياه إلى فقدان أكثر من 800.000 وظيفة. وبحلول العام التالي، انهارت نظم الري القديمة في محفظة الرقة وجفت مصادر المياه الجوفية وهجر مئات الأشخاص القرى التي يقطنونها مع تصحر أراضيهم الزراعية ونفوق حيوانات الرعي الخاصة بهم،" وفقا لما ورد في تقرير بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

العراق

يتوقع خبراء أن يقل حجم المياه في نهر الفرات قريبا بقدار النصف. وفي العام 2011، تم غلق سد الموصل، أكبر سدود البلاد، بصورة كاملة بسبب عدم تدفق المياه على نحو كاف، واندفعت مياه البحر القادمة من الخليج العربي لتصل إلى شط العرب، لتتسبب المياه المالحة الناتجة في تدمير الثروة السمكية والدواب والمحاصيل.

وفي شمال العراق، أدى نقص إمدادات المياه إلى ترك القرى والتي دُفن بعضها تحت الرمال، وكذلك نقص في زراعية الشعير والقمح بنسبة 95%، وتراجعت زارعة أشجار النخيل من 33 مليون إلى 9 مليون شجرة.

باكستان

ربما تواجه باكستان، أحد أعضاء النادي النووي، نفادا كاملا للمياه بحلول العام 2022.

الكيان الصهيوني

تعد إسرائيل الحالة الاستثنائية الوحيدة في هذا الخصوص في الشرق الأوسط، فالبرغم من أن الكيان العبرية عاني منذ تسعينيات القرن الماضي من نقص في إمدادات المياه، لكنها استطاعت في التغلب التدريجي على تلك المشكلة بفضل عوامل عدة من بينها إعادة التدوير وإتباع طرق الزراعة الحديثة.

صورة من المقال