رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1473

فلسطينيون لـ الشرق: اعتداءات وحشية لتهجير 2200 فلسطيني يصرون على الصمود

09 أكتوبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الخليل- حنان مطير

بات الشعور بالأمان والاستقرار أمرًا مستحيلًا في حياة أهالي الضفة الغربية، فهم يتوقعون من المستوطنين الصهاينة الاعتداء عليهم في أي لحظةٍ، خاصة وأن اعتداءاتهم إجرامية وحشية يستخدمون فيها السكاكين والحجارة، وذلك بحماية جيش الاحتلال المدجج بالأسلحة الرشاشة والذي لم يتوانَ عن اعتقال المواطنين وإطلاق قنابل الغاز لتفرقة كل من يحاول المقاومة والرد أو الدفاع عن نفسه وأهله وبيته.

ففي عدة تجمعات سكانية وخِرَب تركزت في المفقرة، واللتواني، ولاصيفر، وأم الطوبا في مسافر يطا جنوب الخليل اعتدى المستوطنون على الأهالي الفلسطينيين، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين والاختناق ومنهم الطفل محمد بكر حمامدة ذي الأربع سنوات من خربة المفقرة والذي كان نائمًا ساعة أن اقتحم المستوطنون المنطقة وضربه أحدهم بحجرٍ في رأسه ما أدى لكسر في جمجمته.

يقول جده أبو أشرف حمامدة "للشرق": "حاصرنا المستوطنون وجيش الاحتلال نحن الرجال، وذهبوا إلى البيوت يفسدون في كل شيء، وحين تمكنا من العودة كانت النساء تصرخ وكل ظنها أن محمد مات".

ويضيف: "بفضل الله أنه لم يمت لكنه أصيب بكسر في الجمجمة ونقطتين من الدم على المخ، وحين اقترب الإسعاف لنقله حاول المستوطنون منع إسعافه".

يعلق أبو أشرف: "إنهم مجرمون عنصريون لا يملكون ذرة رحمة، يعيشون على القتل والتهجير". وأكّد رئيس المجلس القروي لمنطقة التوانة محمد ربعي أن المستوطنين في مستوطنتَي "خافات ماعون" و"أفيغاي" المقامتَين على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية هم عصابات مُخصّصة ومتدربة على العربدة.

وكذلك أصيب الشاب صهيب الحمامدة طعنًا بالسكين، وحطم المستوطنون عددا من مركبات الأهالي وألواحا للطاقة الشمسية وهي المغذي الوحيد للمنطقة بالكهرباء، واقتلعوا عشرات الأشجار وأتلفوا المزروعات.

وقال فؤاد العمور منسق لجنة "الحماية والصمود في جبال جنوب الخليل ومسافر يطا" "للشرق": "بعد انتهاء المستوطنين من أعيادهم تجمع قرابة 80 مستوطنًا في المفقرة وهاجموا منازل المواطنين في الظهيرة، في الوقت الذي يكون فيه غالبية الرجال في أعمالهم خارج مسافر يطا، عدا عن عدد قليل يصل إلى 8 من رعاة الأغنام".

ويضيف:" قام المستوطنون باستدراجهم بتخطيط منظم من خلال التحرش بهم وقتل عدد من الأغنام وهي مصدر رزقهم، ثم ذهبوا إلى البيوت فكسروا النوافذ وأتلفوا فيها ما أتلفوا ودمروا المركبات والجرارات الزراعية والمزروعات وعاثوا في المنطقة فسادًا كبيرًا حتى أصيب الطفل محمد في رأسه وهم نائم في بيته".

وأوضح العمور أنه من ناحية سياسية يُخطر على المستوطنين دخول المنطقة ولكنهم اعتادوا على العربدة خاصة في ظل حماية جيش الاحتلال، والمقفرة هي إحدى قُرى الكهوف وتقع على أطراف مدينة يطا جنوب مدينة الخليل، كانت "إسرائيل" تسعى منذ عقود لتهجير وتدمير سكانها، بينما يُظهر سكانها صمودًا وتحملًا عاليين ويبقون.

باقون رغم الاعتداءات

ويرفض المواطنون مغادرة منازلهم رغم الظروف المعيشية القاسية التي فرضها عليهم الاحتلال، فيمنع الربط بالبنية التحتية للمياه، ويمنع الربط بالبنية التحتية للكهرباء، ويمنع البناء بما في ذلك العيادات والمدارس وملعب للأطفال، كما يمنع تعبيد أو تجديد طرق الوصول بينها، ولذلك يضطر السكان للعيش في المغارات والكهوف حتى لا يتركوا أرضهم.

وتقع خربة المفقرة بين ثلاث مستوطنات، الأقرب إليها مستوطنة "أفيغال" التي تتميّز بمبانيها العصرية والحديثة والتي تمتد وتتوسع على حساب أراضي المواطنين بالتالي، فإنّ سلطات الاحتلال تطمع بالخربة وتسعى إلى طرد أهاليها والسيطرة على أراضيهم وسرقتها لصالح تلك المستوطنات.

ومسافر يطا هي عبارة عن 19 تجمعا فلسطينيا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وخصصت سلطات الاحتلال منذ الثمانينات معظم أراضيها وضمنها 14 تجمعا كمناطق عسكرية مغلقة لأغراض التدريب العسكري أو ما يُسمى مناطق إطلاق النار.

ونتيجة لذلك أصبحت التجمعات التي تعيش فيها عرضة لسلسلة من السياسات والممارسات التي قوضت أمن السكان وزادت من تردي ظروف معيشتهم وارتفعت مستويات الفقر والاعتماد على المساعدات الإنسانية. وباتت هذه التجمعات عرضة لخطر التهجير القسري، حيث طرد الاحتلال في عام 1999 معظم السكان من المنطقة ودمر أو صادر معظم منازلهم وممتلكاتهم.

ويحاول الاحتلال ومستوطنوه تهجير 16 خربة في مسافر يطا، تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب، ويقطنها نحو "2200" فلسطيني يصرون على الصمود والبقاء على أراضيهم.

مساحة إعلانية