رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1515

مختصون نفسيون واجتماعيون لـ الشرق: 67 % من ممارسي الرياضة محميون من الأمراض النفسية

09 فبراير 2022 , 06:25ص
alsharq
هديل صابر

للعام الثالث على التوالي، وبرغم التحديات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19» على العالم بأسره، أحيَّت دولة قطر اليوم الرياضي في نسخته الحادية عشرة في بادرة غير مسبوقة، متبنية شعار «الرياضة..حياة»، تأكيداً على أهمية الرياضة بل وضروريتها لمقاومة تبعات الجائحة على الصحتين الجسدية والنفسية، دون إغفال حزمة من التدابير التي أصدرتها وزارة الصحة العامة ضمن بروتوكول الرعاية الصحية الذي تزامن مع اليوم الرياضي، لضمان ممارسة الرياضة ضمن أعلى المعايير الصحية التي تحقق أعلى مستويات الأمان، لحماية صحة المشاركين والمنظمين عن طريق الحد من مخاطر العدوى.

واستنادا إلى الشعار الذي تبنته الجهة المنظمة لليوم الرياضي «الرياضة.. حياة»، أكدَّ عدد من الأطباء والمختصين النفسيين لـ «الشرق»، أهمية الرياضة وخاصة في ظل جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19» الذي حلَّ ضيفاً ثقيلاً منذ قرابة العامين ونصف العام، بهدف تحسين المزاج، والتصدي للجائحة من الجانب النفسي، مؤكدين من خلال دراسات وأبحاث علمية حديثة أنَّ الممارسين للرياضة بصورة منتظمة كانوا على قدرة في مواجهة الوباء قبل الإصابة وخلالها وبعدها، مما يثبت دورها –أي الرياضة- في تحسين الصحة النفسية، لمواجهة ضغوط الحياة، مثمنين الجهود التي تبذلها الدولة في رفع وعي المجتمع بأهمية الرياضة، من خلال المساحات الخضراء، وتوفير الأجهزة الرياضية في الحدائق، فضلا عن تخصيص صالات تضمن الخصوصية للسيدات، للدلالة على أسبقية الدولة في سعيها نحو تغيير وعي المجتمع تجاه الرياضة واعتبارها في سلم أولويات المواطن القطري وكل من يقيم على أرض قطر، لافتين إلى أنَّ الإصرار على تنظيم فعاليات اليوم الرياضي وسط حزمة من التدابير والإجراءات الاحترازية معادلة صعبة نجحت في تحقيقها قطر.

محمد كمال: تعزز المناعة وتتصدى للضغوط الحياتية

عدد السيد محمد كمال - باحث وأخصائي علم نفس اجتماعي بمركز خاص -، أهمية الرياضة للصحة النفسية، التي تصل إلى تحسين المزاج، كما أنها تسهم في حماية الإنسان من الزهايمر، وتعزز من المناعة، إلى جانب تحسين علاقة الإنسان مع الآخرين، بل وقدرته على إقامة علاقات اجتماعية صحية، كما أنها تسهم في زيادة احترامه لذاته، كما أنَّها رديف للنجاح إلى حد ما، حيث إنَّ الممارسين للرياضة بصورة منتظمة لديهم القدرة أكثر من غيرهم على تحقيق أهدافهم لإيمانهم بقدراتهم وإمكانياتهم.

وشدد السيد محمد كمال على أهمية الرياضة في مواجهة فيروس كورونا، وتخفيف الضغوط الملازمة للفيروس، حيث إنها تعتبر إكسير الحياة، في أن يتمتع الشخص بصحة جسدية وصحة نفسية قادرة على مواجهة الضغوط الحياتية والأمراض ذات المصدر النفسي.

د. خالد المهندي: الرياضة بروتوكول علاجي للاكتئاب والقلق

اعتبر الدكتور خالد المهندي استشاري نفسي بالخدمات التأهيلية بمركز دعم للصحة السلوكية-، أنَّ شعار اليوم الرياضي «الرياضة..حياة»، شعار ينم عن ذكاء من تبنى هذا الشعار في ظل جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19»، مؤكداً أنَّ هذا الشعار يأتي في توقيت مناسب وبالغ الحساسية سيما وأنَّ الجائحة أثرت على الكثيرين ليس جسديا بل أثرت على صحتهم النفسية، وأسهمت في أن تطفو على السطح جملة من الأمراض كالاكتئاب، القلق، الخوف والتوتر، والتي جميعها يتم علاجها من خلال ممارسة الرياضة.وأضاف الدكتور خالد المهندي قائلا «إنَّ الصحة الجسدية والصحة النفسية وجهان لعملة واحدة، فكلتاهما قادرتان على التأثير على بعضهما البعض إما سلبا أو إيجابا، لذا عندما تكون الصحة النفسية في تمام صحتها تتأثر الصحة الجسدية، خاصة أنَّ الكثير من الأمراض كالاكتئاب والقلق والخوف تؤثر على الصحة الجسدية بصورة أو بأخرى، لذا تنظيم اليوم الرياضي لهذا العام مع التأكيد على الإجراءات الاحترازية خلال هذا اليوم، منح الكثيرين الأمان، للخروج والمشاركة في هذا اليوم، الذي يسهم في تغيير العقل المجتمعي بدور الرياضة وتأثيرها على الصحة النفسية في المقام الأول». وأكدَّ الدكتور خالد المهندي أنَّ 67 % من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لديهم وقاية من الوقوع في فخ الأمراض النفسية، داعيا كل من يشكو من الاكتئاب، الخوف، القلق والتوتر أن يتبنى الرياضة كمنهج حياة لتحسين الصحة النفسية.

ظبية المقبالي: الرياضة منهج حياة

دعت السيدة ظبية المقبالي - خبير اجتماعي بمركز خاص - إلى ممارسة الرياضة في كل حين، لأهميتها ودورها في ظل جائحة فيروس كورونا «كوفيد - 19»، لاقتلاع أفراد المجتمع من فخ الخوف والقلق والاكتئاب هذه الاعتلالات التي باتت رديفا لجائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى أنَّ من يمارس الرياضة عليه أن يحيِّد الضغوط والمشاكل اليومية التي تواجهه حتى يستفيد الاستفادة القصوى من الرياضة، ليصل إلى مرحلة الصفاء الذهني، الذي سيساعده على مواجهة المشكلات والضغوط بعقل متفتح المدارك.

وأشادت السيدة ظبية المقبالي باختيار شعار اليوم الرياضي «الرياضة..حياة»، للتأكيد على أن الرياضة عمل لا ينتهي بيوم أو يومين، فوصف الرياضة بالحياة يدلل على مكانتها، وعلى اهتمام القيادة الحكيمة بتعزيز دور الرياضة ليس فقط التعامل معها كمبادرة، بل التعامل مع الرياضة أنها منهج حياة، وممارسة ضرورية حتى يستطيع أفراد المجتمع مواجهة الجائحة، وغيرها من الضغوط الحياتية الناتجة عن الأمراض وعن ضغوطات الحياة، لاسيما وأنَّ الاحتفال باليوم الرياضي لهذا العام يأتي ودولة قطر تستعد لاستضافة كأس العالم 2022، إذ يعتبر رسالة لكل العالم أنَّ دولة قطر على قدر المسؤولية، وقادرة على احتضان أعتى الفعاليات الرياضية رغم الجائحة التي ألمت بالعالم إلا أنها تمسك العصا من المنتصف، فمع إقامة الفعاليات كانت هناك حزمة من الإجراءات الاحترازية، والبروتوكول الصحي الذي أقرته وزارة الصحة العامة، لتحقيق أعلى معايير الأمان الصحي لجميع المشاركين والمنظمين، بهدف تحقيق رؤية قطر الوطنية بأهمية الرياضة مع عدم إغفال الجائحة التي تتطلب الحذر من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية المعمول بها من استخدام أقنعة الوجه الواقية، والتباعد الجسدي إلى جانب توفير المعقمات والمطهرات لمنح جميع المشاركين الآمان وتشجيعهم على المشاركة في اليوم الرياضي.

د. طارق العيسوي: دور فاعل في مواجهة الأزمات والجوائح

رأى الدكتور طارق العيسوي - استشاري نفسي بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة-، أنَّ شعار اليوم الرياضي «الرياضة..حياة» يترجم الرسالة التي يرغب في أن توصلها القيادة الحكيمة للمواطنين والمقيمين على أرض قطر، على أهمية الرياضة، واعتبارها منهج حياة، لاسيما في ظل جائحة كورونا، والتأكيد على دور الرياضة في مواجهة الأزمات والجوائح، خاصة وأنَّ الجائحة في بدايتها أثرت نفسيا على فئات بعينها، كان علاجهم يتطلب تشجيعهم ودعوتهم لممارسة الرياضة، لمواجهة الآثار السلبية الناتجة عن الإغلاقات، والحجر الصحي.وأكدَّ الدكتور طارق العيسوي أنَّ الرياضة ذات تأثير على استمرار عجلة التنمية والتطور، كما أنَّ تأثيرها على الصحة الجسدية، وبالتالي خفض نسب الإصابة بالأمراض المزمنة التي تؤثر بالتالي على إنتاجية الموظف بسبب تكرار الإجازات المرضية، وتوفير مليارات على الدولة بسبب العلاجات والأدوية، كما أنَّ اليوم الرياضي يسهم في إعادة برمجة عقل أفراد المجتمع القطري حول أهمية الرياضة ودورها في تعزيز الصحة النفسية، وخفض الانحرافات السلوكية، وتقوية المناعة التي تعود بالنفع على مقاومة الأمراض ومن بينها الإصابة بفيروس كورونا «كوفيد - 19».

مساحة إعلانية