رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

3051

مؤلف مسرحية "حلاق الأشجار" لـ الشرق: تجربتي مع فرقة الوطن حدثٌ مفصلي

08 سبتمبر 2019 , 07:02ص
alsharq
حاورته هاجر بوغانمي

المخرج إبراهيم لاري نجح في ترجمة مفردات العمل إلى مشهدية بصرية

حين كتبت نص "حلاق الأشجار" وجدت نفسي أسبح في مياه صافية

تعاقدت مع فرقة الوطن على تقديم نص آخر للأطفال هو "بنت الصياد"

كرمت فرقة الوطن المسرحية مؤخراً الشاعر والكاتب المسرحي العُماني عبدالرزاق الربيعي مؤلف مسرحية الأطفال "حلاق الأشجار"، التي تتواصل عروضها بنجاح على خشبة مسرح قطر الوطني وسط حضور جماهيري مبهر.

كان عبدالرزاق الربيعي وصل إلى الدوحة الخميس الماضي بدعوة من فرقة الوطن المسرحية لتكريمه في أول تعاون بينهما، ومناقشة المشاريع القادمة، وكان من بين الحضور الفنان ناصر يوسف الحمادي رئيس الفرقة، ولفيف من الفنانين والمسرحيين.

كما أتاحت الزيارة للربيعي مشاهدة عروض مسرحية "حلاق الأشجار"، والتقى خلالها المخرج إبراهيم لاري والممثلين خالد الحميدي، ووفاء عباس، ويوسف الحداد، وسلمان سالم، والعنود، وسعود المطوع، ومشعل الجاسم، وفيصل الجاسم، وحسن المندني، ويارا، وآمنة، وجمانة، وسارة، وإبراهيم المالكي، وعبدالهادي قصاب، معربا لهم عن سعادته بنجاحهم في تجسيد العمل الذي كان طافحا بالحياة.

"الشرق" كانت في الموعد والتقت مؤلف "حلاق الأشجار" عبدالرزاق الربيعي، فكان الحوار التالي:

 

* كيف وجدت العرض على خشبة مسرح قطر الوطني؟

** كلّ كاتب مسرحي يسعد عندما يرى كلماته تقف على خشبة المسرح، والشخوص التي رسمها تتحرّك أمام الجمهور، وهي تمارس حياتها، وقد تحوّلت من رموز صوتية مجردة إلى لحم، ودم، وفعل درامي، فكيف يكون الحال وقد وقفت كلماتي على خشبة مسرح قطر الوطني الذي وقف عليه كبار المسرحيين، وقدّمته فرقة لها منجزها، ومكانتها بين الفرق المسرحية الخليجية، هي فرقة الوطن، التي أوكلت مهمة الإخراج لمخرج شاب أثبت في عمله الإخراجي الأول أنه يمتلك طاقة عالية على صنع فرجة مسرحية هو المخرج إبراهيم لاري.. لكل هذه الأسباب فقد كانت سعادتي لا توصف.

* ما أبرز ما لفت انتباهك في طريقة إخراج العمل وأداء الممثلين وتفاعل الجمهور معه؟

** الذي لفت انتباهي هو أن المخرج إبراهيم لاري، اجتهد وهو يتصدى لنص صعب يحمل رسائل تربوية عديدة وقام بإيصالها بقالب مشوّق جاذب للطفل، مستعينا بفريق يمتلك مواهب صقلها بالتدريبات على الأداء الجسدي، واستنطق الجماد، فكانت الأشجار تتكلم، وتحس وتغضب، وتتألم، وجاء السينوغرافيا مبهرا، نقل الجمهور إلى أجواء غابة، فنجح في ترجمة مفرداته إلى مشهدية بصرية.

* لماذا اخترت الكتابة للطفل؟

** الكتابة للطفل متعة توفّر لكلِّ من خاض غمارها، وجرى في مضمارها، فرصة استحضار أجواء الطفولة، ببياضها المطلق، وجمالها الآسر، وأغانيها، ورقصاتها، ومن خلالها يستطيع الكاتب أن يفتح نافذة مضاءة على جمال الحياة، فيعبّ من كؤوسها المترعة بالعذوبة، ويمكنه النظر للعالم بعين الدهشة، وهكذا كان شعوري حين كتبت نص "حلاق الأشجار"، إذ وجدت نفسي أسبح في مياه صافية، نقيّة من الشوائب، مستدعيا الكثير من الحكايات الشعبية، والمفارقات المحبّبة للطفل، وقد سكبت كلّ ذلك في نص بطله حطّاب يذهب إلى الغابة ليجمع الخشب برفقة ابنته التي ترغب باستكشاف عوالمها الخفيّة، ومن خلال تلك الرحلة يكتشف الكثير من أسرار الحياة، لتكون دروسا له، ولسواه من زملائه، والجمهور الذي أتمنّى أن يستمتع، وهو يتابع رحلة الحطّاب، أو "حلّاق الأشجار" في غابة السحر، والجمال، والمتعة البصريّة، والسمعيّة متلقّفا ما يبثّه فريق العرض من رسائل جماليّة، وتربويّة لا تخفى عليه.

* كيف تقيّم هذه التجربة المسرحية على المستوى الشخصي، وهل تعتبرها بداية لأعمال قادمة مع فرقة الوطن المسرحية وغيرها من الفرق؟

** لا يمكنني وصف تجربتي مع الفرقة في عرض "حلاق الأشجار" إلّا بالحدث المفصلي، لتقديم عروض لا تقف عند النخب المثقفة، وتتعدى ذلك لتصل إلى الجمهور العريض، فمعظم النصوص التي كتبتها قدّمت في مهرجانات عربية ودولية، وبعضها حصد جوائز، لكنّ الوصول للجمهور الواسع بقي حلما بعيد المنال في ظلّ إيماني بالمسرح الجاد، كون المسرح واجهة تثقيفة جمالية لها شروط فنية لا يمكن التنازل عنها تحت أيّ ظرف من الظروف، فشكرا لفرقة الوطن التي حقّقت لي هذا الحلم، والشكر موصول للأستاذ الفنان صالح المناعي الذي مدّ جسور التواصل بيني والفرقة، بعد أن اطلع على نصوصي، فكان همزة وصل جميلة بيننا، أما عن الشق الثاني من سؤالك، فالعرض هو بداية تعاون بيني والفرقة، التي شرّفتني بعضويتها، وقد تعاقدت معي على تقديم نص آخر للأطفال هو "بنت الصياد" الذي أدرج ضمن برامج الفرقة المقبلة.

مساحة إعلانية