رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

427

بريطانيا: استطلاع رأي يظهر تقدم ستارمر على جونسون

06 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
لندن - هويدا باز

تشكل الانتخابات المحلية التي انطلقت أمس في بريطانيا أول اختبار حقيقي للمصير السياسي لحزب المحافظين الحاكم منذ تولي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مقاليد الحكومة في 24 من يوليو من عام 2019، وقد تؤدي إلى بداية إنهاء حكم حزب المحافظين للمملكة المتحدة، مع توقعات بخسارته للمئات من المقاعد في المحليات من أعضاء الحزب الحاكم.

وتأتي هذه الانتخابات وسط تصاعد موجة من المعارضة الشعبية القوية بسبب موجة الغلاء الشديدة وارتفاع أسعار النفط والغاز التي لم تشهدها البلاد منذ خمسينيات القرن الماضي، بجانب العديد من الأزمات السياسية التي تعرض لها الحزب الحاكم وعلى رأسها فضيحة "Party Gate" والتي أدانت رئيس الوزراء بكسر القواعد الاحترازية التي كان معمولا بها خلال فترة الإغلاق العام بسبب الجائحة، وإقامة عدد من الحفلات في مقر رئاسة الوزراء، وتصاعد حدة موقف بريطانيا من الأزمة الأوكرانية وازدواجيتها في التعامل مقارنة مع القضية الفلسطينية.

* أول سابقة

اعتبرت فضيحة "Party Gate" أهم ما يشغل الناخبين حيث وصفها العديد من الناخبين البريطانيين بأنها خيانة قام بها رئيس الوزراء بحق جميع البريطانيين، حيث منعهم من اللقاءات وقام هو بعقد الحفلات، ورغم حصول رئيس الوزراء على غرامة جراء هذه الحفلات إلا أن البريطانيين يرون أنها لا يزال عارا عليه القيام بها، ووصفت بأنها أول سابقة من نوعها يدان فيها رئيس وزراء وهو لا يزال في الحكم بهذه التهمة، ومع اعتراف رئيس الوزراء واستقالة عدد من أعضاء الحزب الحاكم جراء هذه الفضيحة يبقى أثر هذه الفضيحة قائما بين البريطانيين، مما قد يجعلهم لا يثقون في الحزب الحاكم، ويتوجهون إلى اختيار حزب العمال المعارض، والذي زادت شعبيته خلال الآونة الأخيرة لمواقفه القوية من العديد من الأزمات السياسية التي مرت بها البلاد.

* موجة الغلاء

توالت أزمة ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية وتبعها ارتفاع أسعار الطاقة بكافة أشكالها في السوق البريطاني، بصورة غير مسبوقة وذلك منذ أكثر من 30 عاما مضت، كما أدى ذلك إلى ارتفاع معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى معدل له منذ ثلاثة عقود، وذكر مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية "ONS" أن معدل التضخم سجل في أبريل الماضي ارتفاعا ضخما تعدى 8 %، بعد أن سجل في يناير الماضي معدل 5.5 %، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتبعه ارتفاع حاد في أسعار الملابس والأحذية والأثاث، مما شكل ضغطا على ملايين العائلات البريطانية، وتوجه الكثيرين إلى بنوك الطعام للحصول على احتياجاتهم اليومية، كما أن العديد من كبار السن أصبحوا غير قادرين على دفع فواتير الكهرباء والغاز، وتوقع الاقتصاديون أن يظل معدل التضخم في تزايد، حتى تتحرك الحكومة للتدخل.

* الأزمة الأوكرانية

جاء الغزو الروسي لأوكرانيا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لتكون القاضية لحزب المحافظين، حيث ظهرت الازدواجية في التعامل مع الأزمة الأوكرانية والقضية الفلسطينية وكلاهما لهما نفس الظروف، كما أظهر جونسون ولاءه التام لأوكرانيا متناسيا شعبه الذي يعاني جراء هذه الحرب من نقص في المواد الأساسية وارتفاع حاد في أسعار الطاقة، ورغم تأثير الأزمة الشديد على البريطانيين العاديين من حيث نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعار الطاقة وتبعاتها، إلا أن بوريس جونسون تصدر المشهد الغربي المدافع عن الشعب الأوكراني، وأصبح اليد التي يبطش بها الغرب في وجه الروس الغزاة لأوكرانيا، ومع استمرار أزمات ندرة المواد والاحتياجات اليومية جراء الحرب الأوكرانية إلا أنه لا يزال الغرب وفي مقدمته المملكة المتحدة يضغط ضد روسيا، مما أصبح المشهد يثقل كاهل الحكومة البريطانية بالعديد من الالتزامات تجاه الشعب الأوكراني وسط الأزمات التي يعيش فيها البريطانيون.

* لم تفعل ما يكفي

وفي أول تصريح له ذكر رئيس حزب العمال المعارض السير كير ستارمر أن الحكومة الحالية لم تفعل ما يكفي لتخفيف الضغط على ميزانيات العائلات في بريطانيا، عبر المساعدة على مواجهة ارتفاع تكاليف الطاقة والغذاء، وأضاف أن الحكومة قامت بزيادة الضغط على الأفراد والشركات عبر فرض مزيد من الضرائب ومنها التأمين الوطني، وأشار إلى أن حزب العمال لديه خطة عاجلة للخروج من الأزمة وهي الدعوة لإنشاء ميزانية طارئة تساهم في مساعدة الأفراد على المعيشة بشكل إنساني.

ومن ناحيته ذكر وزير العمل والمعاشات التقاعدية في حكومة حزب العمال جون أش ورث أن المعاش التقاعدي الحكومي يعاني من أكبر خفض حقيقي له منذ 50 عاما، موضحا أنه لا يجب التفاخر بمجانية استخدام المواصلات العامة لأصحاب المعاشات التقاعدية حيث إن ذلك نظرة نرجسية وغير مرتبطة بالواقع.

* صدمة الانتخابات

أما رئيس حزب الأحرار الديمقراطيين السير إد ديفي فقد ذكر في تصريحه للصحفيين في لندن أن حزبه سوف يسعى إلى محاولة التواصل مع البريطانيين وإعطاء المساعدة المتوفرة لتخطي هذه الأزمات المعيشية الصعبة، وأوضح أن الانتخابات المحلية التي تجرى في كل من إنجلترا وويلز وأسكتلندا وشمال أيرلندا سوف تحدث صدمة توجه إلى حزب المحافظين عندما يفقدون العديد من مقاعدهم المحلية في هذه المناطق الهامة بالنسبة لهم، وأشار إلى أن بوريس جونسون أصبح غير لائق لقيادة البلاد وهو بحاجة إلى ترك مقعده، حيث لا يمكن تحمل رئيس وزراء مخالف للقانون بجانب وزير لرفع الضرائب.

* رسالة الانتخابات

وفي كلمتها أمام عدد من مؤيديها في أسكتلندا ذكرت رئيسة الحزب الوطني الأسكتلندي والوزيرة الأولى في أسكتلندا نيكولا ستورجيون أن الانتخابات اليوم سوف تضع رئيس الوزراء البريطاني تحت ضغط حقيقي للتحرك الآن ومساعدة العائلات خلال هذه الأزمة الوطنية، وأكدت أن حزب المحافظين نفدت أعذاره لمواجهة أزمة غلاء المعيشة التي صنعوها بأنفسهم والتي تلحق الضرر بالعائلات في جميع أنحاء أسكتلندا، وأضافت قائلة إن الشيء الوحيد الذي سوف يجعل حزب المحافظين يقف وينتبه هو عندما يخسر العديد من المقاعد في الانتخابات ويكون وجوده على المحك، لذلك هذه الانتخابات ذات أهمية بالنسبة لجميع البريطانيين.

* قوة المعارضة

ومع أول مؤشرات سوف تظهر نتيجة هذه الانتخابات المحلية سوف تكشف عن مدى قوة المعارضة العمالية في الشارع البريطاني، وتحيي الدعوات من داخل حزب المحافظين نفسه لإبعاد بوريس جونسون عن مقعد رئاسة الوزراء، بهدف تنصيب قائد جديد قبل الانتخابات العامة التي من المتوقع أن تجري في يناير من عام 2025، وتوصل استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة مترو البريطانية، إلى أن حزب العمال قد يفوز بأغلبية المقاعد في إنجلترا ويفوز الحزب الوطني في أسكتلندا، ويحافظ حزب العمال على سيطرته على مقاطعة ويلز، وأشار الاستطلاع الذي أجري على 8 آلاف شخص أن رئيس الوزراء البريطاني يتأخر عن رئيس حزب العمال، حيث اختار 57 % من البريطانيين حكومة على رأسها حزب العمال بقيادة السير كير ستورمر، بينما اختار 43 % من البريطانيين حكومة برئاسة رئيس الوزراء الحالي، كما تقدم رئيس حزب العمال أيضا على رئيس الوزراء الحالي مسجلا درجات أعلى في مجالات مثل سهولة التواصل مع الأفراد وقيادة الفريق وصياغة السياسات الفعالة واتخاذ القرارات في الأزمات والقيام بعمل رئيس الوزراء بشكل عام، وبجانب هذا الاستطلاع ذكر الدكتور باتريك دايموند مدير معهد مايل إند الإحصائي أن حزب العمال أصبح مهيأ لأداء أفضل بكثير من حزب المحافظين في الفترة المقبلة.

مساحة إعلانية