رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

3316

مركز "كوناكري قطر" أول مركز إسلامي في غينيا

05 يوليو 2015 , 02:33م
alsharq
محمد المراغي

يعد المركز الثقافي الإسلامي "كوناكري قطر غينيا" أول مركز إسلامي متكامل في جمهورية غينيا الافريقية، حيث شيد بتبرعات قدمتها عائلة الكعبي، متمثلة بالسيد ناصر محمد الكعبي والسيد سالم محمد الكعبي اللذين تعاونا مع أفراد العائلة للقيام بدعم مشاريع العمل الخيري في شتى بقاع المسلمين والدول الفقيرة بشكل خاص.
ويقع المركزعلى مساحة 2500 مترمربع ويضم كلية دراسات التربية الاسلامية، وكلية التربية الاسلامية، ومعهد الأئمة والخطباء الذي يقوم بتخريج 100 إمام وخطيب. بالإضافه الى مستشفى النساء الذي شيد على مساحة 1000 متر مربع ويتألف من 3 طوابق ويعتبر الوحيد في جمهورية غينيا، كما يحتوي المركز على عدة أقسام، منها مركز إيواء المسلمين الجدد، ومركز إيواء الايتام، مركز النساء للحياكة والخياطة، ومركز تعليم الكمبيوتر الذي دعم من قبل جامعة قطر بتبرعها بأجهزة كمبيوترات وكراسي دراسية للجامعة، بالإضافة إلى ذلك يضم المركز الاسلامي فرعا لمنظمة الدعوة الاسلامية.
وفي هذا السياق يشير السيد محمد الكعبي إلى مشروع المركز الاسلامي الذي أسس من خلال تبرعات افراد العائلة ضمن المشاريع الخيرية التي كان ينتهجها والدهم لدى عدة دول إسلامية لدعم الفقراء المسلمين، ويضيف الكعبي أنهم عندما هموا بتنفيذ المشروع بحثوا عن أرض تقع في وسط المدينة، حيث وجدوا الموقع المناسب واتفقوا مع صاحبها على السعر، الا ان السفارة الايرانية عندما علمت بالمشروع تدخلت وعرضت سعراً يفوق السعر المتفق عليه مع صاحب الارض بمبلغ يزيد على 20 الف ريال قطري، موضحاً الكعبي بأنه تحدث مع البائع وقال له بأنه لن يزيد على المبلغ المتفق عليه، وخيره ما بين العمل الخيري المحتسب لله سبحانه وتعالي او قبول العرض الايراني وبعد تفكير وضغوطات الأهالي وافق الرجل على العرض وتم شراء الارض وفق المبلغ المتفق عليه بين الطرفين، وكان هذا الأمر خيراً على المسلمين وخاصة مع تدخلات الآخرين من خلال الإغراءات التي قدموها، الا أن الأمر اصبح مع أهل الخير بفضل الله.
وقال الكعبي إن مشروع المركز الاسلامي الخيري شيد على مساحة 2500 متر بارتفاع ثلاثة ادوار، ويتسع لـ 800 طالب وطالبة بالإضافة الى أيواء 300 يتيم، ويتألف باقي اقسام المركز الثقافي الاسلامي من كلية الدراسات الاسلامية وكلية التربية، بالإضافة الى معهد الأئمة والخطباء الذي يقوم بتخريج 100 طالب سنوياً ومدة الدراسة فيه 4 شهور، حيث تخرج الى الآن دفعتان من الأئمة والخطباء، بالإضافة إلى ذلك يقوم المعهد بطرح دبلوم معتمد من وزارة الأوقاف الغينية لدراسة العلوم الشرعية بالنسبة للأئمه والخطباء والدعاة، حيث تبلغ مدة الدراسة فيه سنتين.
مستشفى وحيد
وأوضح الكعبي أن المشروع يضم مستشفى للنساء يعتبر الوحيد في غينيا وتم تشييده على مساحة 1000 متر مربع ويتألف من ثلاثة أدوار، الأول خصص كمستشفى عام فيه عيادات مختلفة وتضم 60 غرفة بعضها مخصص للعمليات الجراحية، وأما الدور الثاني للنساء والولادة ويضم 20 غرفة، والطابق الثالث خصص مكاتب إدارية وصيدلية، بالإضافة إلى قاعة محاضرات كبيرة لاستخدامها للاجتماعات والندوات الطبية. وأشار الكعبي إلى تعاون مؤسسة الشيخ عيد الخيرية التي أمدت المستشفى بأسرّة للمرضى، وكذلك مجمع المنصور الذي قدم أدوية ومعدات طبية ومستلزمات أخرى، وأشاد الكعبي بالدعم الكبير الذي تلقاه من الجهتين في سبيل تجهيز الأدوات المطلوبة للمستشفى الذي يعتبر السبيل الوحيد لعلاج المسلمين في هذه الدولة المسلمة التي تعاني من نقص حاد في خدمات البنية التحتية الأساسية. وأضاف الكعبي أن المستشفى يضم غرفا مخصصة للعمليات الجراحية والولادة وغرفا عامة، مشيراً الى أنه طالب المحافظ في المنطقة بتوظيف أطباء مسلمين، وكانت الاستجابة من قبلهم نحو توظيف الاطباء المسلمين الذين يتكفل بهم المركز الاسلامي القطري وبدراستهم وتأهيلهم وكذلك الكادر الطبي للمستشفى، منوهاً بأن المسلمين في غينيا يحتاجون للمساعدة والدعم من اهل الخير وخاصة أن ادنى المتطلبات غير متوافرة لديهم، مما يتطلب وقفة جادة نحوهم لمساعدتهم على توفير الخدمات الأساسية التي تمثل بنية تحتية لمشاريع صحية وتعليمية وأخرى يستفيد منها المسلمون نحو الاعتماد على ذاتهم في سبيل الحصول على الدخل المناسب الذي يساعدهم في معيشتهم نحو تحقيق الاستقرار لهم.
كلية المعلمين
ومن جانب آخر تعد كلية المعلمين التي أنشئت لدى المركز الاسلامي من الكليات التي تهتم بإعداد كوادر المعلمين والمعلمات المسلمات وفق احتياجات المنطقة التي تشهد نقصاً كبيراً للكادر المهني بالنسبة للدراسات الاسلامية الذي يعتبر اساس النهوض بالتعليم لدى اهل غينيا الاسلامية وخاصة أنها من الدول الاسلامية. حيث تقوم كلية المعلمين سنوياً بتخريج 100 طالب ليكونوا نواة لدعم التعليم الاسلامي لدى مدارس غينيا والتي تفتقد المعلمين المسلمين الذين يفتقدون كذلك الدعم من قبل الحكومة التي لا تملك الميزانية المطلوبة لتدريب الكوادر التعليمية المسلمة لتغطي كافه المجالات الدراسية التي تعتبر اساس التعليم الديني لدى المسلمين.كما تقدم كلية المعلمين للطلاب المسلمين ضمن خططها الدراسية دبلوما في الدراسات الاسلامية التي تعتبر من الدراسات المعترف بها من قبل وزارة الاوقاف الغينية التي قامت بدعم القيمة التعليمية والتي تعتبر اقل من البكالوريوس.
إفطار صائم
وكذلك يحرص القائمون على المركز الإسلامي في شهر رمضان وبشكل سنوي على إعداد مائدة الافطار للصائمين لتخدم 2000 مسلم غيني بشكل يومي طوال شهر رمضان، حيث تقام موائد الافطار داخل المركز وكذلك خارجها حيث تتم تغطية بعض المناطق القريبة والاسواق القريبة من المركز الذي يقع في وسط المدينة، ويجتمع المسلمون في شهر رمضان حول الموائد الرمضانية التي تعد من قبل المركز الاسلامي ويتم تجهيزها داخلياً بصورة تغطي اكبر عدد من المسلمين.
قوافل دعوية
ويتميز المركز الاسلامي القطري بإعداد البرامج الدعوية المتنوعة للمسلمين عبر برنامج ديني متكامل، يتألف من تحفيظ القرآن الكريم، وكذلك إطلاق قوافل دعوية نحو المدن والقرى الخارجية للعاصمة يتكفل بها المركز، حيث تقوم هذه القوافل بزيارة المناطق الغينية ونشر الدعوة الاسلامية وتأهيل السكان المسلمين نحو تعاليم الدين الاسلامي بالصورة الصحيحة، وخاصة أن معظم المناطق تفتقر للمساجد او الهوية الدينية بالرغم من أن غينيا تعتبر من الدول الافريقية الاسلامية، الا أن المرء يقف على الدعم الذي يعتبر ليس له أثر يذكر ويحتاج الى دعم اهل الخير لمواصلة تحقيق الاهداف التي وضعت وذلك لتقوية عناصر الدين الاسلامي لدى السكان الذين يعتبرون فرائس سهلة لعملية التبشير او التشيع الذي انتشر بسرعة وقوة لامثيل لها في ظل قلة الدعم.
قصة عمر
يعتبر عمر من الشخصيات الغينية المسلمة الذي جذب الانظار إليه مبكراً لدى المجتمع الغيني منذ طفولته وذلك لذكائه الحاد الذي ابهر به الإيطاليين من رجال التبشير بالرغم من أنه طفل، وجعلهم يتقربون منه وخاصة مع علامات النباهة التي تمتع بها عمر في ذلك الوقت وظهرت لتكتب مرحلة جديدة في حياته التي مزجت ما بين السعادة والشقاء.
وقد واجهه عمر الفقر وضعف الايمان وقلة الإمكانات الأسرية بالاستسلام لرجال "الفاتيكان" الذين داوموا على مراقبة الاشخاص المتميزين واقتناص الفرصة لضمهم للعمل في مهامهم التبشيرية التي امتدت نحو الدول الفقيرة في افريقيا على وجه الخصوص وذلك لحاجتهم الماسة. حيث استمر رجال "الفاتيكان" في رصد المتميزين الى ان وجدوا عمر في طريقهم الذي أبهرهم بإمكاناته الفريدة من حيث القدرة على التحدث والإقناع مما جعلهم يلهثون وراءه لإقناعه بأهميته وذكائه وخاصة أنه يمتلك القدرة على تغيير المفاهيم لدى الاشخاص وبكل سهولة وسرعة، مما جعل أهل التبشير لا يتركونه بسهولة وكانوا وراءه الى أن وقع في براثنهم السيئة بعد أن اقتنع بأن الاسلام الدين الخاطئ وعليه التغيير بعد أن شاهد المغريات العديدة التي وضعت أمامه، وخاصة أنه يعيش مع عائلته اوضاعا معدومة من الفقر والحاجة الماسة للمال.
الفاتيكان
وكانت الاوضاع الاجتماعية السائدة في غينيا سابقاً والى وقتنا الحالي فيها من الفقر والجهل الشيء الكثير مما كان سبباً في تحول عمر وآخرين من الدين الاسلامي الى المسيحية. وايضاً الحاجة وقدرة الإقناع لدى الإيطاليين جعلت أفكار عمر تتحول تدريجياً بأتجاه رجال الفاتيكان الذين قاموا بنقله لإيطاليا على وجه السرعة للعمل في خدمة بابا الفاتيكان لدى مدينة روما، حيث استمر عمر في ديانته الجديدة مدة طويلة فاقت العشرين عاماً، وقاموا حينها بتزويجه فتاة إيطالية وتخصيص راتب شهري له وكذلك منزل، إضافة لمنحه الجنسية الايطالية. واستمر عمر خلال هذه الفترة في خدمة البابا وفي خدمة التبشير الذي جعلة يضع طاقته الإيجابية بعد الحياة الجديدة نحو إقناع الناس البسطاء لدى غينيا ودول افريقية عديدة نحو الديانة المسيحية، حيث استطاع عمر تحويل قرى بأكملها نحو المسيحية بفعل استغلال ذكائه وقدرة الاقناع لديه لتحويل اعداد كبيرة نحو الديانة التي اعتنقها عمر قبلهم بالرغم من ذكائه.
وواصل عمر عمله في خدمة البابا والتبشير سنوات عديدة، واصبح حينها لديه 4 ابناء وحياة لها قيمتها تختلف كلياً عن وطنه، بالإضافة الي منحه امتيازات عديدة حولته لشخص آخر كان في السابق يشهد بالوحدانية ليصبح مبشراً للنصرانية. وكانت المشاهد الطفولية لدى عمر تسترد ذاكرتها بين الحين والآخر، الا أن حياته مع عائلته لم تجعله يستمد التفكير أكثر الى المدى البعيد من الذكريات لنشأته وأسرته المسلمة.
ضغوط التبشير
ومع الايام قام عمر بمراقبة البابا أثناء عبادته في مقره الى أن شاهده البابا الذي انفعل غاضباً من مراقبة عمر له أثناء العبادة، وسأله البابا لماذا تراقبني، فقال عمر إنني أريد مشاهدتك ماذا تفعل، فكان هذا الفعل ممنوعاً على القائمين في خدمة الفاتيكان من مراقبة البابا أثناء العبادة. وبعد هذه الواقعة استطاع عمر أن يتابع ويفتش عن الدين الاسلامي الى ان اهتدى للإسلام الذي جعله يسترجع دينه من جديد، واستمر عمر في إسلامه سراً ولم يبلغ به أحداً وحتى أسرته لم تدرك عن إسلامه اي شيء، واستمر على ذلك الى أن أعلن إسلامه امام أسرته ومن ثم ذهب للبابا معلناً إسلامة أمامه، مما أثارغضبه الذي تحول الى نار لدى سماعه عمر وهو يعلن إسلامه، ولم يلتفت عمر حينها للأمر ولم يتراجع عن موقفه الذي واجهه بطش رجال الفاتيكان الذين استخدموا معه كل الوسائل للرجوع عن إسلامه ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك.
وبعد هذه المواجهة الدينية قام رجال الفاتيكان بالضغط على عمر عن طريق تطليقه من زوجته ولم ينفع الأمر وأخذوا أطفاله ولم ينفع مع عمر هذا الفعل بالرغم من صعوبته وخاصة أنهم أسرته زوجة وأربعة اطفال، واستمروا على ضغطهم الى أن سحبوا منه كل شيء من المنزل والسيارة وحتى الجواز الايطالي وتم إبعاده من إيطاليا مثلما أخذ من غينيا.
مساجد قطر
ولم تكن الاحداث التي مرت على عمر بسيطة وخاصة أنه خسر كل شيء لمجرد إسلامه، وعندما رجع الى غينيا توجه عمر نحو المركز القطري الاسلامى الذي يعتبر من اكبر المراكز الاسلامية والرئيسية في غينيا، وتعرفوا هناك الى قصته التي جعلت من القائمين على المركز يتبنونه ليكون منبراً للإسلام عبر مدن وقرى غينيا الاسلامية، وبالفعل قام القائمون على المركز بتأهيل عمر نحو مبادئ الدين الاسلامي التي استجاب لها سريعاً، لينطلق بعد ذلك ضمن فريق القوافل الدعوية للمركز الاسلامي واستطاع في أولى جولاته أن يحول ثلاث قرى بأكملها الى الدين الاسلامي من خلال إقناعهم بما هو افضل لهم وهو الاسلام.
ومن خلال هذا الانتصار العظيم لم يطلب أهالي القرية من عمر الا بناء مساجد في القرى ليتمكنوا من العبادة فيها مثل المسلمين، وكان الطلب مستجاباً من قبل أهل قطر الخيرين الذين تبرعوا للمركز الاسلامي بتكفلهم ببناء المساجد على حسابهم، مما ادخل الفرحة على عمر والقائمين على المركز، كونهم استطاعوا تحقيق مطالب الأهالي ببناء المساجد لدى قراهم.
واصبح عمر المسلم شخصاً مؤثراً لدى المركز الاسلامي في غينيا، وخاصة لدى مشروع القوافل الدعوية التي يشارك من خلالها مع اخوانه المسلمين لنشر الدين الاسلامي في مختلف المناطق في غينيا وخارجها ضمن مشاريع دعوية تكفل بها المركز الاسلامي عبر مساعدات اهل الخير.
خدمة المسلمين
ومن جانب آخر يواصل المركز الاسلامي إقامة موائد الافطار السنوية التي شهدت ارتفاعاً في اعداد الصائمين، وخاصة أن دعم الدولة للمسلمين قليل في ظل إمكاناتها الضعيفة من الموارد المختلفة بالنسبة لاحتياجات السكان. ويقوم المركز الاسلامي القطري في غينيا باعتماد طاهيات يقمن بتجهيز الطعام يومياً للمنتسبين للمركز من الطلاب والدعاة والموظفين، بالإضافة لموائد الافطار المتفرقة التي تقام بفضل مساعدات أهل الخير الذين شاركوا مع عائلة الكعبي لتشييد المركز وتشغيله في خدمة الاسلام والمسلمين في غينيا التي تعتبر من الدول الاسلامية الفقيرة التي تفتقر للبنية التحتية والموارد الاساسية للمعيشة. كما قام المركز الاسلامي بشراء قطعة أرض مساحتها أكثر من 3000 متر مربع وتمت زراعتها بالشعير ليتم استغلال الانتاج في تلبية احتياجات المركز والفائض منها يتم طرحه في السوق للاستفادة من المال في دعم تكاليف المساعدات التي تقدم للمسلمين في غينيا.

مساحة إعلانية