رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

360

المدير العام لمنتدى الدوحة: المنتدى سيركز في نسخة 2025 على السياسات والدبلوماسية والتنمية الإنسانية

03 ديسمبر 2025 , 04:40م
alsharq
الدوحة - قنا

أكدت السيدة مها الكواري المدير العام لمنتدى الدوحة أن نسخة 2025 من المنتدى المقرر انطلاقها السبت المقبل، السادس من شهر ديسمبر الجاري، ستركز على ثلاثة محاور أساسية هي السياسات والدبلوماسية والتنمية الإنسانية، لافتة إلى أنه ينعقد وسط مشهد عالمي مضطرب، حيث يواجه العالم أوضاعا متأزمة في العديد من مناطقه ويشهد توترات سياسية وضغوطا مجتمعية وتغيرات تقنية متسارعة أصبحت تداعياتها تطال الجميع.

ونوهت السيدة الكواري، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن منتدى الدوحة 2025 وشعاره "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، سيجمع قادة الرأي وصناع السياسات من أجل الانتقال من الوعود والتصريحات إلى طرح الحلول العملية واتخاذ الخطوات الملموسة التي من شأنها أن تنتج الأثر المنشود.  

وفيما يخص المحاور التي سيركز عليها المنتدى، أوضحت أنها تشمل السياسات والدبلوماسية والتنمية الإنسانية، مشيرة إلى أنه على الصعيد السياسي تواجه العديد من الحكومات حول العالم نزاعات سياسية وهشاشة اقتصادية وتحديات في تحقيق الحوكمة ليوفر منتدى الدوحة في هذا السياق لقادة الرأي وصناع السياسات المشاركين منصة تتمتع بالحيادية والمصداقية، بما يتيح لهم معالجة القضايا الملحة وتعزيز التعاون الدولي، بما يضمن إبقاء العدالة والاستقرار في صميم عملية صنع القرار العالمي.

وبينت أنه على الصعيد الدبلوماسي فإن المنتدى يوسع نطاق المشاركة في أعماله بما يتيح له تجاوز قيود السياسات التقليدية، مع الاستعانة من خلال ذلك بالقوة الناعمة للرياضة والثقافة والحوارات متعددة التخصصات لإعادة بناء الثقة.

أما من الناحية الإنسانية فقالت إن المنتدى سيسلط الضوء على القضايا الملحة التي تؤثر في حياة الناس اليومية، مثل انعدام المساواة في قضايا التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، وذلك على نحو يعطي الأولوية لحفظ الكرامة الإنسانية، مشيرة إلى أن منتدى الدوحة وعلى مدى أكثر من عقدين، أصبح منصة عالمية رائدة للحوار.

وذكرت في هذا السياق، أن العدالة تأتي في صميم جدول أعمال المنتدى لهذا العام، وأنه يتعين ترجمتها إلى سياسات تعاونية وخطوات ملموسة وحلول عملية، موضحة أنه بالتعاون مع مجموعة من الشركاء العالميين البارزين، فإن جلسات المنتدى تتمحور حول قضايا السلام والأمن، والمرونة الاقتصادية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة، والصحة العالمية ونزاهة الإعلام.

وأعربت عن ثقتها في أن تكون هذه النسخة من منتدى الدوحة، من أبرز نسخ المنتدى منذ انطلاقه قبل أكثر من عقدين، مشيرة إلى أن أكثر من 6000 مشارك قد سجلوا أسماءهم في نسخة هذا العام، كما أن هناك زيادة ملحوظة في عدد المشاركين الدوليين الذين اختاروا الحضور إلى الدوحة بمبادرات شخصية، فضلا عن الزيادة الكبيرة في إبداء الاهتمام بالمنتدى من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي، ما يؤكد اتساع النطاق العالمي للمنتدى.

وأوضحت السيدة الكواري أن المنتدى يشهد في هذه النسخة أيضا زيادة في عدد الوفود الرسمية التي أكدت مشاركتها في أعماله، بالإضافة إلى مشاركة عدد أكبر من صناع السياسات رفيعي المستوى، وعدد أكبر من المتحدثين، وأكثر من 100 وفد رسمي مقارنة بـ53 وفدا في نسخة العام الماضي، إلى جانب عقد 125 جلسة، في حين يبلغ عدد المتحدثين 471 متحدثا.

وفي سياق استعراضها للمشاركات في المنتدى، بينت الكواري أن ما يميز نسخة هذا العام هو عمق المشاركة التي سيشهدها المنتدى، والتي تتجلى في ثلاثة أمور هي التمثيل الإقليمي الأوسع لضمان مشاركات أوسع في المنتدى، والزيادة في حضور ومشاركة وزراء الخارجية لا سيما وأنهم المسؤولون عن ترجمة الرؤى والأفكار والسياسات إلى أفعال وخطوات ملموسة، هذا إلى جانب زيادة مشاركة المؤسسات الدولية والمنظمات متعددة الأطراف، بما يرسخ مكانة منتدى الدوحة باعتباره منصة لتعزيز مبادئ الحوكمة العالمية وتنسيق الشؤون الإنسانية والخطط التنموية.

وفي إجابة على سؤال حول ضمان ترجمة حوارات المنتدى إلى خطوات ملموسة وسياسات مؤثرة، أكدت السيدة مها الكواري المدير العام لمنتدى الدوحة الحرص على توفير أنماط وصيغ متنوعة من الحوارات واللقاءات، فبالإضافة إلى الجلسات المفتوحة، يستضيف المنتدى نقاشات مغلقة، تتيح لصناع السياسات والخبراء التحدث بصراحة واستكشاف الحلول والخطوات العملية وسط أجواء من المكاشفة.

ويشمل ذلك إجراء نقاشات معمقة حول احتياجات قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، وكذلك الأوضاع في كل من السودان واليمن، كما سيتم تنظيم ورش عمل حول التكنولوجيا التطبيقية، مثل ورشة عمل الذكاء الاصطناعي والوساطة، التي تجمع الوسطاء وصناع السياسات وخبراء التكنولوجيا، وحوارات أكثر تكاملية بين القطاعات، بهدف ترجمتها إلى نتائج ملموسة.

وردا على سؤال يتعلق بكيفية دعم منتدى الدوحة لعلاقات التعاون بين الدول المشاركة، أكدت السيدة الكواري أن المنتدى يمثل منصة رائدة للحوار أثبتت على مدى سنوات حياديتها ومصداقيتها، ما يجعله بمثابة جسر للتواصل يمكنه أن يجمع حتى بين الدول ذات التباينات السياسية والجغرافية والأيديولوجية.

وتابعت "ندعم بناء الثقة من خلال تنظيم الاجتماعات الثنائية، والاتصالات خارج القنوات الرسمية، والشراكات المستمرة على مدار العام، ولقد وسعنا هذا العام أيضا نطاق المشاركة من خلال المبادرات التواصلية التي قمنا بها في كل من آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، وقد أتاحت لنا هذه الجهود فرصا جديدة للحوار وتعزيز التفاهم بين الأقاليم"، مضيفة "قمنا أيضا بتطوير أنماط جلساتنا النقاشية، ففي العام الماضي، حرصنا على الجمع بين وجهات النظر المتعارضة، وهذا العام، أضفنا أصواتا من مجتمعات متضررة بشكل مباشر - أو مستفيدة - من السياسات قيد النقاش، ومن شأنه ذلك أن يعزز من المصداقية وعمق النقاشات والتواصل". 

وكشفت السيدة مها الكواري أن منتدى 2025 سيستضيف الاجتماع العاشر لمجموعة مشاورات الشرق الأوسط التابعة لمؤتمر ميونيخ للأمن، والتي انطلقت للمرة الأولى في نسخته للعام الماضي وهي توفر مساحة غير رسمية ولكنها ذات موثوقية عالية للحوار حول القضايا والملفات ذات الحساسية في منطقة الشرق الأوسط.

كما بينت أنه سيتم خلال نسخة هذا العام من المنتدى إطلاق العديد من الشراكات الاستراتيجية الجديدة التي من شأنها أن تعزز أثره العالمي طويل الأمد، مضيفة "تعزز شراكاتنا مع المنتدى الاقتصادي العالمي، والمجلس الأطلسي، ومؤسسة جيتس، ومعهد تشاتام هاوس، ومؤتمر ميونخ للأمن، والمعهد الياباني للشؤون الدولية، والمعهد الجنوب إفريقي للشؤون الدولية، ومؤسسة أوبزرفر للأبحاث، ومركز الصين والعولمة، قدرتنا على قيادة الحوارات حول مواضيع مثل حل النزاعات وحوكمة الذكاء الاصطناعي والتحول الاقتصادي والصحة العالمية".

وتطرقت السيدة الكواري في الحوار إلى الكيفية التي يستقطب بها المنتدى الشباب، وقالت "نستبق المنتدى الرئيسي، بعقد النسخة الشبابية 2025، والتي تقام بالتعاون مع مناظرات قطر، ما يعكس حرص منتدى الدوحة على ضرورة إشراك الشباب في الحوارات العالمية وفي مسارات رسم السياسات المستقبلية".

ونوهت إلى أن هؤلاء القادة من الشباب وصناع التغيير، ينضمون إلى نقاشات المنتدى الرئيسي للتواصل مباشرة مع صناع السياسات، إضافة إلى دمج آراء الشباب في الجلسات النقاشية، لا سيما تلك المتعلقة بالتكنولوجيا والمساواة والمناخ مع تقديم تدريبات عملية لهم، مثل ورشة عمل معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث حول التفاوض ما بين الثقافات.

وأشارت إلى أن برنامج جدول الأعمال يغطي مجالات الأمن الإقليمي والدبلوماسية والتحول الاقتصادي والتماسك الاجتماعي والتكنولوجيا ويبحث عناوين مثل "ثروة الأمم الجديدة: كيف يعيد رأس المال الإنتاجي تشكيل الجغرافيا السياسية والمالية العالمية" و"إيران والبيئة الأمنية الإقليمية المتغيرة"، علاوة على استكشاف مستقبل العمل الإنساني وأمن التجارة والحوكمة الرقمية.

ورحبت المدير العام لمنتدى الدوحة بالمشاركين من أكثر من 150 دولة، منهم عدد من الرؤساء، و19 وزير خارجية، فضلا عن قادة منظمات دولية وخبراء عالميين، وكبار القادة من المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة جيتس ومؤسسات عالمية كبرى، وغيرهم من القادة المؤثرين في مجالات ومنظمات أخرى، وممثلين عن قطاع الأعمال والمجتمع المدني، مشددة على أن تنوع المشاركين سيضمن إطلاق حوارات عالمية وشاملة.

وأشارت إلى أنه في ظل المناخ الجيوسياسي الراهن، يتطلب ضمان وجود جلسات متوازنة ومتعددة المناطق جهودا تعاونية دقيقة، مؤكدة أن هذه التحديات عززت الالتزام بالتميز والشمولية والحياد.

وفي إجابة عن سؤال آخر حول النتائج المتوقع أن يخرج بها المنتدى، قالت السيدة الكواري "إن الهدف يتمثل في تحويل الحوار العالمي من مجرد تبادل للرؤى والأفكار إلى نتائج ملموسة وخطوات عملية، وإلى توليد أفكار وبناء شراكات جديدة ودعم أطر سياسات عملية".

واختتمت السيدة مها الكواري المدير العام لمنتدى الدوحة حوارها الخاص مع "قنا" بالتأكيد على أن "قيمة منتدى الدوحة تكمن في قدرته على الجمع بين أصحاب الأصوات الذين قد لا يلتقون دون الفرصة التي يعطيها المنتدى، وفي إيجاد مساحة للتفاهم المشترك يمكن من خلالها طرح الحلول التعاونية عبر اللقاءات التي قد تضم أصواتا متنافرة مع الحرص على إحراز المزيد من التقدم على طريق بناء عالم أكثر عدلا وأمنا واستدامة".

مساحة إعلانية