رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

170

تعكس مشروعاً سردياً في قلب الأدب العربي..

"الشرق" ترصد الروايات القطرية المرشحة لجائزة كتارا

03 سبتمبر 2025 , 06:56ص
alsharq
جائزة كتارا للرواية العربية
❖ طه عبدالرحمن

في مشهد أدبي يزداد نضجاً واتساعاً على مستوى الإبداع القطري، تواصل جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة أداء دورها بوصفها منصة كبرى لاختبار جدارة النصوص وعمق التجارب السردية في العالم العربي.  وفي ذات النسخة، لم يأتِ تأهل الروايات القطرية إلى القائمة القصيرة، مجرد صدفة، بل انعكاسا لتحول نوعي يشهده المشهد الروائي القطري، حيث يندفع الكتّاب القطريون إلى خوض تجارب إبداعية أكثر عمقاً ووعياً، تزاوج بين الخصوصية المحلية والقضايا الإنسانية عموماً.

من هنا، يكشف وصول هذه الأعمال إلى مرحلة متقدمة من المنافسة عن نصوصٍ تتجاوز البُعد التقريري إلى فضاء التجريب السردي وبناء شخصيات متشابكة، ولغة تحمل طموحاً جمالياً يليق بمستوى التحدي. 

ومن جانبها، تسلط "الشرق" الضوء على عدد من الروايات القطرية المتأهلة للفوز بجائزة كتارا للرواية العربية، لمعرفة خلفياتها الفنية والفكرية، وللوقوف على ملامح مشروع سردي يعلن عن نفسه بثقة في قلب خريطة الرواية العربية، لما يحمله من رؤى وأساليب جديدة في بناء الحكاية وإعادة قراءة الواقع، ما يعكس حيوية المشهد الروائي القطري.

- د. هدى النعيمي: «زعفرانة» الأولى خليجياً لرصد أحداث تاريخية

 تضم فئة الرواية المنشورة القطرية المرشحة للفوز بجائزة كتارا، رواية «زعفرانة»، للكاتبة الدكتورة هدى النعيمي، التي تؤكد أن الرواية تدور حول حدث تاريخي مهم جدا من أحداث منطقة الخليج العربي، وهو ما كان في ستينيات القرن العشرين في ظفار، وهى منطقة ذات طبيعة جبلية في جنوب سلطنة عمان، والحدث هو ثورة ظفار التي تحولت إلى حرب استمرت لأكثر من عشر سنوات، اشتركت فيها الطائرات والمدافع في قصف الثوار المحاربين على الأرض، وعانى منها أهالي ظفار الويلات حتى حطت الحرب أوزارها في النصف الأول من سبعينيات القرن، وأثرت هذه الأحداث على كامل منطقة الخليج العربي.

وتلفت إلى أن الشخصية الأساس في الرواية، هي امرأة من شمال قطر، «فزعفرانة تنشأ في قرية على ساحل البحر، تتزوج من رجل من ظفار، ثم ترحل معه إلى بلد غريب في طبيعته الاجتماعية والجغرافية، وتعاني معه، وهو أحد القادة في الثورة، كما تعاني وأولادها الثلاثة كل المعاناة، حتى يرحل الأولاد إلى أقاصي الأرض، لتأخذ الرواية المتلقي إلى القاهرة وعدن والعراق وزنجبار ثم السويد.

وتحدد د. هدى النعيمي أهمية الرواية في كونها أول رواية خليجية غير عمانية تتحدث عن هذه الأحداث، «وجاءت بعد قراءات ومراجعات كثيرة جداً لعدة سنوات قضيتها في القراءة، والبحث في تاريخ ثورة ظفار وأثرها».

وتعرب عن أملها في الفوز بجائزة كتارا، شأنها في ذلك شأن أي مبدع، لما للجوائز من أثر طيب، وإيجابي في تشجيع المبدعين على الاستمرار وعلى تقديم أفضل ما لديهم من أجل منافسة شريفة وحرة، كما أنها تُمنح من خلال لجان مختصة، تقدم الروايات الفائزة لطيف من القراء الذين ينتظرونها كل عام وعندما تصير الثقة في لجان التحكيم كبيرة، فإن القارئ غير المختص، يلجأ لقراءة الروايات الفائزة، كما أن أقلام النقد والتحليل أيضا تأخذ الروايات الفائزة على محمل الجد، وتتناولها بالنقد الأكاديمي والانطباعي، وهذا أقصى ما يطمح له الكاتب.

- عبدالعزيز الشيخ: «حوبة عتيق».. رواية من التراث الشعبي

تضم قائمة فئة الروايات القطرية لجائزة كتارا للرواية العربية، والمؤهلة للفوز، رواية «حوبة عتيق» للكاتب عبدالعزيز الشيخ، الذي يصفها بأنها رواية حقيقية من التراث الشعبي القديم، «سمعتها من أحد الوجهاء وأعجبت بها ووفقت بأن أخرجها على شكل رواية تحفظ جزءاً من هذا التراث الشعبي القديم للجيل الحالي».

ويلفت إلى أن عنوان الرواية، هو العنوان الأصلي من التراث، كونها قصة من عبق الماضي تحكي عن حقبة الظلم والطغيان والعبودية التي تعرض لها الإنسان. مؤكداً أن الرواية حصلت على رضا واستحسان الجمهور، وكانت الأعلى مبيعاً في معرض الدوحة للكتاب 2024، وجار ترجمتها إلى اللغة الفارسية، لنشرها في وسط جمهور أوسع وأشمل. ويصف الجوائز بأنها تشكل عنصراً محورياً في إثراء المشهد الثقافي، حيث تُعد دافعاً قوياً للمبدعين في مجالات الأدب والفنون والمسرح والسينما والتراث وغيرها، كونها تكرّس الاعتراف بالجهد وتدفع نحو الابتكار والجودة حينما تقوم على أسس عادلة وشفافة بين المتنافسين، وبالتالي فإنها تُسهم في خلق بيئة تنافسية صحية تُشجع على التميز والتطوير المستمر في المشهد الثقافي. ويقول: إن الجوائز تكتشف وتبرز أسماء لم تكن معروفة من قبل، وهذا بالتالي يُساهم في تجديد الدماء في الساحة الثقافية وفتح آفاق جديدة أمام الشباب والمواهب الصاعدة.

 

- فاطمة المهندي: «أنهار غير آسنة» تحاكي طموحات الفتيات

 من بين الروايات القطرية المرشحة للجائزة، تأتي رواية «أنهار غير آسنة» للكاتبة فاطمة المهندي، التي تؤكد أنها منذ نعومة أظافرها، وهى شغوفة بحب القراءة والكتابة، وأنها بدأت تدريجياً في الكتابة منذ أن كان عمرها ثماني سنوات، «ففي ثنايا الكتب وطي الصفحات هناك عالم آخر، لا وجود للملل فيه، ولا عجب أن الوحي الكريم بدأ عهده مع أمتنا بكلمة أقرأ».

وتقول: خلال فترة دراستي كنت أحرص على شراء الكتب القيّمة ذات المواضيع الغريبة عن ثقافتي ليتسع إدراكي بالعالم، حيث لم أكن أستطع السفر إلى مختلف أقطار الأرض إلا عن طريق القراءة، ففي ثنايا الكتب يستطيع القارئ الهروب إلى زوايا فيها الصدق والاحتواء بعيداً عن الانتقاد أو مواجهة من يعارضه في المعتقد أو المنطق، والكثير من المثقفين يكتشفون نفوسهم وتزدهر عقولهم في انتقاءات الكتب، وأنا واحدة منهم.وتضيف أنها بعد عدّة سنوات من القراءة، شعرت بأنه حان الوقت لتنتج ثمرة ثقافتها ومشاعرها على شكل رواية، فكانت الأوراق التي تكتب عليها كأجنحة تحملها إلى ذكريات سحيقة بعضها مبهج والآخر مؤلم، وكانت الكلمات جسوراً تعبر بها إلى بحور الإبداع والإلهام والخيال الأدبي.وتلفت إلى أن بطلة رواية «أنهار غير آسنة» تحاكي طموحات الفتيات في مقتبل العمر نحو إكمال تعليمهن واكتشاف آفاق جديدة في الحياة، «ففي غضون كتابتي للرواية كنت أتنقل بين طياتها كما يتنقل المهاجر بين محطاته، وأرتشف الأمل من سطورها كما يرتشف العطشان من قطراته، فأزداد يقيناً بأن روايتي ستكون الملاذ لمن يظن نفسه وحيداً في مجابهة معترك الظروف، فتكون القصة بالنسبة له كصديق لا يخون».وتعرب الكاتبة فاطمة المهندي عن سعادتها بتأهل روايتها إلى قائمة فئة الرواية المنشورة القطرية. واصفة الجوائز بأن لها أثرا كبيرا على المؤلفين، خصوصاً في زمن أصبح الكتاب به غريباً وتم استبداله بوسائل التواصل الاجتماعي، موجهة الشكر للقائمين على الجائزة ولوزارة الثقافة لجهودها المميزة في نشر الكتب والإبداع وتشجيع المؤلفين من كافة أنحاء العالم ودور النشر.

- عبدالله فخرو: «فصل إعداد القتلة» روايتي في أدب الفانتازيا

من بين الروايات المتأهلة للقائمة القصيرة لجائزة كتارا، في فئة الروايات القطرية المنشورة، رواية «فصل إعداد القتلة»، للكاتب عبدالله فخرو، واصفاً إياها بأنها رواية تصور عالماً ديستوبياً خيالياً، تدور أحداثه حول مهرجان تنافسي يدعى «فصل إعداد القتلة»، وهى الرواية الأولى له في أدب الفانتازيا، وأنها تضم شخصيات عديدة، وتعد رحلة مشوقة تبدأ من المهرجان، إلى نهايته.

ويوضح أن القصة تبدأ برسالة مثيرة، وهى «الخريج المتميز، يسعدنا أن نخبرك أنه تم قبولك للانضمام في النسخة العاشرة من مهرجان فصل إعداد القتلة، إما العيش كبطل ينضم إلى القوات الخاصة أو الموت محطماً حلمك ومستقبل عائلتك».

ويقول: إن الخريّج يتحول هنا من شخص عادي إلى مشارك في منافسة مميتة، حيث تختبر مهاراته القتالية وسط أجواء مشحونة بالتحدي والغموض، بسبب الحروب وبعد كارثة انفجار إشعاعي، تنقسم المملكة إلى ثلاث مناطق تحت إمرة العاصمة «لومينار»، إلى أن يتم اختيار فائز ليلتحق بجيش العاصمة. ويصف الكاتب عبدالله فخرو تأهل روايته للقائمة القصيرة بجائزة كتارا، بأنه خبر أسعده للغاية، إذ يسعى منذ عدة أعوام إلى الترشح لهذه الجائزة، لما تمثله الجوائز عموماً من دعم للمبدعين في مختلف المجالات، يتجاوز الدعم المادي إلى الآخر المعنوي، واصفاً جائزة كتارا بأنها تشهد إقبالاً وتطوراً لافتاً نسخة بعد الأخرى.

- نادية العتيبي: «ذاكرة الروح» بوابتي لعالم الحكاية والأدب 

 تشمل فئة الروايات المنشورة القطرية بقائمة جائزة كتارا للرواية العربية، رواية «ذاكرة الروح» للكاتبة نادية العتيبي، التي تعرب عن سعادتها بتأهل روايتها الأولى لقائمة القصيرة لجائزة كتارا، لافتة إلى أن العمل يمثل بدايتها في عالم الحكاية والأدب، حيث يركز على حكاية أم فهد الجدة المتمردة في فكرها ورؤيتها للأشياء وصراعها النفسي مع الآخر في رسم ملامح لوجودها وأن يصبغ معنى لكيان ترفضه، كما تسلط الضوء على بعض الأفكار المجتمعية المتعلقة بالضرر النفسي حين يتم مقارنة الأخوين وتفضيل أحداهما على الآخر وعن مفاهيم الرجولة، الأنوثة، الولادة والأمومة، الصداقة والجيرة مع من يَتشاركون معنا لحظات الفرح والحزن.

وتقول الكاتبة نادية العتيبي: إن الرواية تحمل جانباً نقدياً اجتماعياً لبعض الأفكار وجانبا آخر يركز على علاقة الإنسان بذاته وعلاقته مع الغير، واصفة الجوائز الأدبية بأنها في غاية الأهمية، حيث تشجع المبدعين وتظهر لهم التقدير على جهودهم ومساهمتهم في الحراك الثقافي المحلي، وأن كتارا سباقة دائماً في دعم ومساندة جيل الشباب الصاعد مواطنين كانوا أم مقيمين.

اقرأ المزيد

alsharq شبكة الجزيرة تفوز بجوائز «سيغنال» للبودكاست

فازت شبكة الجزيرة الإعلامية بعدد من جوائز «سيغنال» المتخصصة في المحتوى الصوتي لعام 2025، منها ثلاث فضيات وبرونزيتان.... اقرأ المزيد

122

| 21 أكتوبر 2025

alsharq عبدالله النعمة لـ "الشرق": متاحف مشيرب.. إرث من التاريخ يعزز الابتكار

- إطلاق كتابين يوثقان تاريخ وعمارة متاحف مشيرب نظمت متاحف مشيرب، أمس، مؤتمراً، بمناسبة ذكراها السنوية العاشرة، وذلك... اقرأ المزيد

54

| 21 أكتوبر 2025

alsharq متاحف مشيرب.. 10 سنوات من الحفاظ على التراث والابتكار المعماري في قطر

احتفلت متاحف مشيرب، اليوم، بمرور 10 سنوات على تدشينها كأحد أهم المؤسسات المعنية بالتراث والهوية والإبتكار المعماري في... اقرأ المزيد

110

| 20 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية