رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

748

د. عبد الحميد مُلهي لـ الشرق:وفد حوثي زار الرياض الشهر الماضي بحثاً عن مسار للتسوية

03 أبريل 2017 , 09:12م
alsharq
أجرى الحوار: عبدالحميد قطب

د. عبد الحميد مُلهي مستشار أول رئاسة الجمهورية اليمنية لـ الشرق:

"عاصفة الحزم" أعادت الثقة المسلوبة للمواطن العربي وحققت أهدافها بأداء مدروس

خطاب عبدالملك الحوثي استعداد ضمني لقبول أية مبادرة للتسوية والتصالح

الظروف المستجدة في اليمن لم تمكن الحوثي من إخفاء مشاعر الانكسار

قيادة التحالف الأكثر كفاءةً والتزاماً بمعايير قواعد الاشتباك مقارنة بتدخلات أخرى

صالح شجع الحوثيين على التحول لميليشيات مسلحة ليستفيد من الدعم الإيراني

التحالف يعتمد نمط حرب الاستنزاف وإرهاق الخصم وتعريته وقضم عناصر قوته

أداء الحكومة الشرعية العشوائي يجعلها نقطة ضعف كبيرة في سياق معركة وجودية

توقعات بمواجهات مسلحة بين طرفي الانقلاب بعد استيلاء الحوثي على مؤسسات الدولة

الضربات الجوية المركزة على معسكرات ومخازن الانقلابيين شلت قدراتهم بالكامل

طهران ترغب في تسوية الملف اليمني بما يضمن لها مكاسب في أماكن أخرى

الانقلابيون تجمعهم المصالح والدفاع عن المكاسب الشخصية التي لم يكونوا يحلمون بها

أكد الدكتور عبد الحميد مُلهي مستشار أول رئاسة الجمهورية اليمنية، أن عبدالملك الحوثي حاول أن يتسم بالثقة والتحدي في خطابه الأخير، وأنه أقر مسبقاً بما ينتظر جنوده من هزيمة في محافظة الحديدة، وبقية الساحل العربي.

وأعتبر مُلهي في حوار مع الشرق، خطاب الحوثي موجها مباشرة إلى السعودية ودول الخليج، وأنه يحمل في طياته استعداداً ضمنياً لتقبل أي مبادرة للتسوية والتصالح، منوهاً إلى زيارة قام بها وفد حوثي يضم شخصيات عسكرية ومدنية إلى السعودية، قبيل إلقاء خطابه.

واعتبر مُلهي "عاصفة الحزم" أنها كانت قراراً إستراتيجياً وفارقاً في التاريخ العربي المعاصر، وشكلت مفاجأةً كبرى لجميع الأطراف، وأعادت الثقة المسلوبة للمواطن العربي.

واستبعد مُلهي تحرير العاصمة صنعاء الآن، خاصة في ظل وجود ممانعة دولية لا ترغب بأن يحقق التحالف نصراً عسكرياً حاسماً وناجزاً، بل يودون انطلاقاً من استراتيجياتهم، الحفاظ على جماعة الحوثي كمكون سياسي مشارك في السلطة المتعددة الأطراف مستقبلاً.

وإلى نص الحوار..

*بداية ما تقييمك لخطاب عبدالملك الحوثي الأخير الذي أذيع الأسبوع الماضي في ظل وصف البعض له بأنه خطاب تصالحي؟

** لقد أراد عبدالملك الحوثي، كما توحي ظاهر عباراته، أن يجعل خطابه تعبوياً، متسماً بالثقة والتحدي، لكنّ الظروف المستجدة في عموم الساحة اليمنية وفي الساحة الدولية، لم تمكنه من إخفاء مشاعر المرارة والانكسار والإحباط، بحيث انعكس ذلك في الكم الهائل والحاد من الاتهامات والشتائم والتهديدات والوعيد للمخالفين والخصوم، في الداخل والخارج، وأقر مسبقاً بما ينتظر جنوده من هزيمة في محافظة الحديدة، وبقية الساحل العربي، معللاً ذلك بأن المعركة بقيادة أمريكا نفسها.

وقد حاول الحوثي أن ينفي علاقة إيران بما يجري في اليمن، وأن علاقتهم بها لا تعدو كونها علاقة احترام وتقدير وتعظيم لدولة إسلامية جارة.

وشخصياً أعتبر هذا الخطاب الموجه مباشرة للمملكة ودول الخليج تحديدا، خطاباً تصالحياً، ونوعا من التطمين بأنه وجماعته يحملون هم اليمن فقط، وإعلان ضمني عن استعداده لتقبل أي مبادرة للتسوية والتصالح، بدءا بملف الاسرى، وهي نفس الأفكار التي حملها وفد عسكري ومدني من جماعته الأسبوع الماضي الى السعودية.

ولكن تبقى مصداقية هذا الخطاب على المحك، بالنظر الى تجارب سابقة.

"عاصفة الحزم" قرار إستراتيجي

*بعد مرور عامين على عملية "عاصفة الحزم" كيف تقيم اداءها؟

**أعتقد أن عاصفة الحزم، كانت قراراً إستراتيجياً وفارقاً في التاريخ العربي المعاصر، وشكلت مفاجأةً كبرى لجميع الأطراف، داخلياً وخارجياً، وأعادت الثقة المسلوبة للمواطن العربي، بامتلاك الإرادة والقدرات، والمهارات المهنية العالية، لتحقيق الأهداف المشروعة، بدقة ملحوظة وبأقل الخسائر..

وبعيداً عن الضجيج الإعلامي الموجه، فإن المراقب المنصف سيلاحظ أن عمليات العاصفة هي الأكثر كفاءةً والتزاماً بمعايير قواعد الاشتباك، مقارنة بما شاهدناه من فظاعات وانتهاكات للأمريكيين في العراق وأفغانستان واليمن.

وبعبارة موجزة ومفيدة أعتقد شخصياً أن العاصفة تحقق أهدافها بأداء مدروس ومثير للدهشة.

* هل تعتقد أن العاصفة على مدار السنتين حققت أغلب أهدافها ودمرت مقدرات الانقلابيين العسكرية؟

** بكل تأكيد، فإن الضربات الجوية المركزة على المعسكرات ومخازن الأسلحة والذخائر قد شلت قدرات الانقلابيين، خصوصاً مع تعدد حروب الاستنزاف التي تنفذها المقاومة في اكثر من جبهة، حتى تحولت معارك الانقلابيين إلى حالات الدفاع، وتشبث بالمواقع بغرض أن تكون أوراق مساومة في أي تسوية سياسية قادمة، تؤمن لهم البقاء ضمن الترتيبات المستقبلية، وتضمن لهم عدم إخضاعهم للمساءلة، ورفع العقوبات الدولية.

كما أصابت عاصفة الحزم المشروع الإيراني الكبير في مقتل، وسيطرت على أكثر من 80 % من الأراضي اليمنية واعادت الشرعية، وإنزاح معظم الخطر على الأمن القومي الخليجي، وذهبت السكرة التي رافقت انقلاب 21 سبتمبر2014م، ودفنت أحلام التوريث، وعودة الهيمنة الإمامية برداء جديد عنوانه ولاية الولي الفقيه، والأهم من هذا أن الجيوش والأسلحة التي كدسها صالح وسلمها لجماعة الحوثي قد ضعفت وبُعثرت إلى حد كبير.

ممانعة دولية ضد تحرير العاصمة

* لكن البعض يتهم العاصفة بالفشل خاصة بعد مرور عامين على انطلاقها ولم تستطع تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الانقلابيين؟

** يبدو لي من خلال متابعاتي الحثيثة أن التحالف لا يرغب في اقتحام العاصمة صنعاء الآن، وإنما يضيق الخناق عليها، حتى يجبر الانقلابيين على التسليم، خاصة في ظل وجود ممانعة دولية لا ترغب بأن يحقق التحالف نصراً عسكرياً حاسماً وناجزاً، بل يودون انطلاقاً من استراتيجياتهم، الحفاظ على جماعة الحوثي كمكون سياسي مشارك في السلطة المتعددة الأطراف مستقبلاً.

كذلك هناك تخوف من تمترس الانقلابيين بين سكان العاصمة، وصعوبة الحسم وربما يؤدي ذلك إلى انبعاث العصبيات المذهبية والعرقية والمصلحية، من قبل الشرائح المختلفة وما حولها، واصطفافها مع الانقلابيين، مما قد يؤخر الحسم ويخلق وضعاً إنسانياً مأساوياً يجلب معه تعاطفا دوليا من شأنه أن يرفع سقف مطالب الانقلابيين مقابل انهاء الازمة.

فالتحالف بقيادة المملكة، يعتمد كما يبدو نمط حرب الاستنزاف، وإرهاق الخصم وتعريته والقضم التدريجي لعناصر قوته.

وبالتالي فان مرور عامين على عاصفة الحزم ليس بالكثير، خصوصاً أن مشروع تفتيت المنطقة وإعادة رسم الخرائط السياسية قد استغرق إعداده والتهيئة له عقوداً، من قبل الغرب وإيران.

تخلي إيران عن الحوثي

* على ذكر إيران.. هل يمكن لها أن تتخلى عن الحوثيين؟

** إن إيران تحاول جاهدة من خلال وكيلها المكلف بشؤون المنطقة، حزب الله اللبناني، تشجيع الحوثيين على الصمود بأي ثمن والمناورة بقبول التسوية السياسية، ريثما تستجد ظروف تغير المعادلات، وتبقيهم بما تبقى من قوتهم، لكن في المقابل من ذلك تهدف طهران كما يبدو من ذلك إلى أن تكون أي تسوية للملف اليمني ضمن صفقة تحقق لها مكاسب في مناطق أخرى.

الاستيلاء على مؤسسات الدولة

* برأيك إلى أي مدى يؤثر استيلاء الحوثي على مؤسسات الدولة مستقبلاً؟

** إن جماعة الحوثي ليست مجموعة متجانسة، فالعقائديون منهم يمثلون أقلية، والأغلبية الباقية تجمعهم المصالح والدفاع عن المكاسب الشخصية التي لم يكونوا يحلمون بها.

وهناك بين مراكز القوى والأجنحة التي تتكون منها الجماعة صراعات على المصالح، ولكن وحدة القيادة المتمثلة في المرجع الأعلى توحدهم، إضافة إلى الخوف الشديد من الخصوم الحاقدين عليهم، والمتربصين بهم حسداً من استئثارهم بالمكاسب.

وقد عمدت جماعة الحوثي إلى إحكام قبضتها على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية، بما في ذلك الجامعات والمدارس والمساجد والمؤسسات الاهلية، وضخوا الآلاف من أنصارهم وأسرهم في تلك المؤسسات، ومنحوهم درجات ورتبا عالية جداً، في حين يفتقر اكثرهم إلى المؤهلات والخبرات الضرورية.

وبطبيعة الحال فإن عملية إحلال كوادر الحوثي في المؤسسات جاء على حساب حلفائها من اتباع المخلوع، وكانت هذه المسألة من الأسباب الرئيسية التي فجرت الخلافات والمهاترات الإعلامية بينهما، ويتوقع كثيرون أن مواجهات مسلحة دامية وماحقة قد تندلع في أي لحظة بين الطرفين، ولذلك يحرصون حالياً على تسخين الجبهات واستمرار حشد المقاتلين من أبناء القبائل، منعاً لأي تطورات، قد تؤدي إلى اللجوء للسلاح لحسم خلافاتهم.

* هل تعتقد تخلي جماعة الحوثي عن مكاسبها حال أي تسوية سياسية؟

** مما لاشك فيه أن جماعة الحوثي سيصرون في حال الاقتراب من تسوية سياسية، على عدم المساس بمكاسبهم، وهذا في حد ذاته قضية كارثية، أعظم من أي كارثة أخرى، لن تتمكن أي سلطة مشتركة مستقبلاً إنجاز أي شيء في ظل استمرار هذه الترتيبات، لذا لابد أن تستعد الشرعية والتحالف للتخلص من مخلفات سياسات الانقلابيين خلال حكمهم.

أداء عشوائي للحكومة الشرعية

*بعض التقرير تصف أداء الحكومة الشرعية بالضعيف والبطيء.. هل تتفق مع ذلك؟

** لا شك أن الحكومة الشرعية تواجه شبكة معقدة من الصعوبات والتعقيدات، داخلية وخارجية، ولكن هذا لا يمنع القول ان أداءها ضعيف للغاية، وغير فعال، ويتسم بالعشوائية وعدم الكفاءة، ما يجعلها نقطة ضعف كبيرة جداً في سياق معركة وجودية مصيرية، متعددة الأوجه والمسارات.. ويشهد على ذلك ما تعيشه المناطق الجنوبية، الخاضعة لإدارتها من فوضى أمنية وإدارية، وفساد وإهمال، جعلتها عرضة لعبث التشكيلات المسلحة الخارجة عن الدولة، سواء ما يسمى بالقاعدة أو داعش، ناهيك عن انعدام الخدمات وغياب أجهزة الضبط والقضاء، بحيث باتت تلك المناطق وأحوالها محل تندر الخصوم، يضاف الى ذلك حالة الشلل التي يتصف بها جهاز العلاقات والشؤون الخارجية والاعلام، وسوء إدارة المفاوضات، والتعامل مع المبادرات والمواقف الدولية.

العاصفة والأمل

*أخيراً ماذا يأمل اليمنيون من العاصفة والأمل؟

** المؤمل والمرجو أن تتحقق مطالب اليمنيين بعودة الدولة ومؤسساتها ومقدراتها وسلاحها إلى الشعب اليمني، ليختار بإرادته الحرة وعبر صناديق الاقتراع من يحكمونه، وفقاً لما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وعدم الخضوع للضغوط الدولية، خصوصاً تلك التي لا تريد خيراً للمنطقة، وألا تؤول الأمور إلى تسوية مشوهة، تبقى على الميليشيات المسلحة بسلاح الدولة، وهو أمر إن حصل فسوف يستمر عدم الاستقرار المهدد لأمن ورخاء وكينونة دول الخليج.

ولعل دروس هذه السنوات قد علمتنا أن صيانة أمن واستقرار دول الخليج تتطلب إدماج اليمنيين في منظومة الخليج، سواءً الحالية أو منظومة جديدة أكثر فاعلية.

ولقد كانت المملكة وجميع دول الخليج العربية أمام خطر وجودي حقيقي ماحق، وبموازاة ذلك كان اليمنيون، وخصوصاً فئة الشباب يتحسرون على مشروع التغيير الذي توافقت عليه كافة الشرائح في مؤتمر الحوار الوطني، حيث جاء انقلاب تحالف صالح - الحوثي ليعيد عجلة التاريخ إلى الخلف، حقبا وليس شهوراً.

اقرأ المزيد

alsharq مشاريع الطاقة الشمسية في قطر.. طاقة خضراء في أعماق الصحراء

في ظل العديد من التحديات العالمية المتصلة بالتغيرات المناخية، يبقى البحث عن مصادر جديدة لطاقة نظيفة ومستدامة مسعى... اقرأ المزيد

236

| 28 يوليو 2025

alsharq منها البطارية والزيت.. 6 نصائح ذهبية للحفاظ على سلامة سيارتك في فصل الصيف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف بشكل متزايد، تتعرض السيارات لضغوط تضاعف من خطر تعطلها، مما يتطلب... اقرأ المزيد

2822

| 06 يوليو 2025

alsharq للمسافرين.. تعرف على الوقت المناسب لحجز أرخص تذاكر الطيران

مع بدء موسم إجازات المدارس والسفر لقضاء العطلات الصيفية يزداد البحث عن أرخص تذاكر الطيران لتقليل التكلفة خاصة... اقرأ المزيد

6102

| 05 يوليو 2025

مساحة إعلانية