رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

995

قدمت معلومات جديدة حول تعقب المطلوب الأول في العالم

التايمز تروي القصة الكاملة لملاحقة البغدادي

02 نوفمبر 2019 , 08:26م
alsharq
الدوحة - الشرق

هؤلاء فقط من كانوا يعرفون تحركات المطلوب الأول..!

هذه قصة المسؤول الأمني الذي فقد الثقة في التنظيم وأوشى بمكان البغدادي

أرملة أحد كبار مساعدي البغدادي قدمت معلومات لا تقدر بثمن

 

 

قدمت صحيفة تايمز البريطانية رواية جديدة حول تعقب ومقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في قرية باريشا أقصى شمال سوريا على بعد ثلاثة أميال فقط من الحدود مع تركيا.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، بحسب ترجمة الجزيرة، أنه في وقت متأخر من مساء 27 أكتوبر الماضي قطع صوت المروحيات حديث وضحك العائلات التي تجمعت معا بعد العشاء، وفي حين كان أبو مصطفى (جار البغدادي الذي لم يكن يدري بهوية جاره) يركض خارجا رأى رجالا مسلحين على الأرض وهم يطلقون النار على سرب المروحيات.

وقال أبو مصطفى إن "الرعب الحقيقي بدأ في تلك اللحظة"، مذكرا بالصواريخ التي بدأت تسقط على المقاتلين على بعد أمتار فقط من منزله الذي كان قد اتخذه ملاذا قبل ستة أشهر هربا من قصف النظام السوري.

ولم تكن لدى أبو مصطفى أي فكرة عن أنهم وبعد ثلاثة أشهر فقط من انتقال عائلته إلى باريشا سيصبحون جيرانا لأكثر رجل مطلوب في العالم، أبو بكر البغدادي (46 عاما).

وشهدت تلك الليلة آخر لحظات البغدادي في الحياة، إذ حاصره كلب عسكري أمريكي في نفق تحت الأرض، قبل أن يفجر سترة ناسفة كان يرتديها ويقتل نفسه واثنين من أطفاله. وفوق الأرض، كان الشخص الذي يثق به البغدادي والذي خانه يشاهد أفراد قوات الكوماندوز التابعة لقوة دلتا الأمريكية يحملون أجزاء جثة البغدادي إلى طائرة مروحية.

* تحركات البغدادي

يعتقد منذ فترة طويلة أن البغدادي كان يختبئ في منازل آمنة على طول الحدود العراقية السورية، ومعظمها في العراق حيث ولد. وفي يناير الماضي سافر إلى آخر معاقل تنظيم داعش وهي بلدة باغوز الحدودية السورية، لكنه غادرها قبل المعركة النهائية التي سقطت فيها البلدة في مارس الماضي معلنة نهاية الدولة على الأرض.

وكان الكثير مما يعرف عن تحركات البغدادي قد جاء من أسرى التنظيم، وأبرزهم أم سياف، وهي أرملة أحد كبار مساعدي البغدادي الذين أسرتهم أمريكا في سوريا عام 2015. وكانت أم سياف التي حكم عليها بالإعدام من قبل محكمة كردية في العراق قد كشفت معلومات لا تقدر بثمن عن عائلة البغدادي والدوائر الداخلية وكيفية تحركاته، ورغم ذلك فإن معلوماتها عن تحركاته الدقيقة أصبحت قديمة.

وبحسب الصحيفة، فقد عهد البغدادي بترتيب تحركاته إلى دائرة داخلية صغيرة فقط، تقلصت مع نمو الخوف والشكوك، وكان من بينهم أبو حسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم والمساعد المقرب ومسؤول الأمن الذي ظل اسمه مجهولا، هذا المسؤول هو المفتاح الذي كشف قضية البغدادي. ورغم أقدمية المسؤول الأمني فقد عومل أقرباؤه بقسوة من قبل تنظيم داعش، الأمر الذي قوض ثقته في التنظيم، وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية اللواء مظلوم عبدي قد قال عن هذا المسؤول إنه "لم يعد يؤمن بمستقبل التنظيم"، وأراد أن ينتقم من "داعش" والبغدادي نفسه.

* خبر غير عادي

وفي وقت مبكر من هذا العام، اتصل المسؤول عبر وسطاء بقوات سوريا الديمقراطية، وفي أبريل الماضي تطوع بأخبار غير عادية تفيد بأن البغدادي قد انتقل إلى إدلب، وهي محافظة خاضعة إلى حد كبير لسيطرة منافس لتنظيم داعش وهو "هيئة تحرير الشام" التي كانت تطارد عناصر من التنظيم وقتلت أكثر من مائة منهم.

بعد ذلك، كلف المسؤول الأمني بتأمين منازل آمنة للبغدادي، ونظرا إلى أن البغدادي لا يستخدم وسائل الاتصال الإلكترونية فقد كان على المسؤول أن يقابل البغدادي شخصيا لمناقشة الترتيبات الأمنية والتحركات، وكان حراس البغدادي يرسلون لنقل المسؤول بالسيارة إلى مكان زعيم "داعش".

وفي يوليو الماضي نفذ البغدادي آخر تنقلاته إلى مجمع مبانٍ خارج بلدة باريشا، وكان هذا المجمع الذي بني العام الماضي سكنا لأبو محمد الحلبي أحد كبار القادة، ويعتقد أن البغدادي ذا اللحية المميزة لم يغادر المجمع بعد وصوله.

وفي تلك الفترة، زار المسؤول الأمني المنزل مرات عدة، وحفظ هندسة المنزل المعمارية عن ظهر قلب، بما في ذلك النفق الذي كان مدخله مخبأ في الداخل. واستغرق الأمر أشهرا عدة حتى يقنع المتعاملون مع المسؤول الأمني من قوات سوريا الديمقراطية حلفاءهم الأمريكيين بأنه شخص موثوق، ونجح المتعاملون في إقناع الحلفاء بعد أن تم تهريب قطعة من الملابس الداخلية للبغدادي وتمت مطابقة الحمض النووي لعينات أخذت عندما كان البغدادي سجينا أمريكيا في أحد المعسكرات بالعراق في 2004.

*تفاصيل العملية

وأفاد المسؤول الأمني بأن البغدادي كان على وشك الانتقال إلى منزل آمن في جرابلس شرقا، مما استدعى قادة عسكريين أمريكيين لطلب موافقة ترامب على العملية. وفي منتصف ليلة السبت الماضي أقلعت ثماني طائرات مروحية من طراز بلاك هوك وتشينوك تدعمها مروحيات أباتشي الهجومية من قاعدة أربيل والأسد الجوية في العراق إلى مركز انطلاق في سوريا. وأقلعت ست طائرات مسيرة مسلحة من طراز ريبر وطائرات مقاتلة من موقع آخر، وتم وضع خمسة طرادات ومدمرات صواريخ موجهة على أهبة الاستعداد في الخليج.

وجلبت أصوات المروحيات المقاتلين المحليين وهم يركضون اعتقادا منهم أن هجوما من النظام قد بدأ، وأطلقوا النار على الطائرة، ورد الأمريكيون وقتلوهم جميعا. وبعد الهبوط انتشرت قوات الكوماندز لتطويق المجمع، ودفعت المدنيين إلى الوراء بينما اندفع جنود كوماندوز دلتا وزرعوا الجدار بالمتفجرات، وفجروا حفرة، ودعا مترجم يتحدث العربية غير المقاتلين إلى الاستسلام، وهرب 11 طفلا ورجلان. وقتلت نيران الأمريكيين خمسة مسلحين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، بينهم أربع نساء يعتقد أنهن زوجات وأقارب البغدادي.

وتبع الكلب العسكري كونان رائحة البغدادي -الذي كان يصطحب معه اثنين من أطفاله- إلى مدخل النفق، حيث فجر حزامه الناسف وانفصل رأسه، ونظر إليه أحد جنود الكوماندوز وبعث رسالة فورية "هذا هو البغدادي".

وبقيت القوات المهاجمة على الأرض لمدة ساعتين قبل الإقلاع تجمع خلالها أجزاء جسد البغدادي وأجهزة الحاسوب المحمولة، وأجهزة التخزين الإلكترونية والهواتف، وسلمت الأطفال الآخرين إلى راعٍ محلي، وطلبت منه نقلهم بعيدا.

وقامت بتحميل المروحيات بالغنائم، وهما سجينان يعتقد أنهما أبو محمد وابنه، والمسؤول الأمني، وبعد الإقلاع أطلقت الصواريخ لتسوية المجمع السكني بالأرض. وتم نقل أجزاء جثة البغدادي إلى سفينة بحرية في الخليج يعتقد أنها حاملة الطائرات "يو أس أس لويس ب. بولير" لدفنها في البحر، تماما كما تم التخلص من رفات بن لادن في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وعادت القوات الأمريكية إلى قواعدها في العراق.

مساحة إعلانية