رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

348

بوركينا فاسو لم تعد عامل استقرار بغرب إفريقيا

02 نوفمبر 2014 , 02:56م
alsharq
باريس، القاهرة – بوابة الشرق، وكالات

أصبح الخبراء لا ينظرون اليوم إلى بوركينا فاسو، البلد الصغير المحصور بين مالي وساحل العاج والنيجر والذي يتخبط في أزمة، كبلد أساسي، بعد أن كان في الماضي عامل استقرار في غرب إفريقيا.

ويقول فيليب هوغون المتخصص في القارة الإفريقية إن "بوركينا وبليز "كومباوري" بشكل خاص، كانا يلعبان دور الوسيط في العديد من الأزمات الإفريقية"، مستذكرا خصوصا أزمة ساحل العاج، لكنهما اليوم "فقدا المبادرة"، كما هو الحال في ملف مالي بعدما استعادته الجزائر التي أصبحت "الوسيط الأساسي".

وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن "البوركينابيين خرجوا من الوساطة المالية".

واستفاد الحسن وتارا من تدخل بليز كومباوري الذي تنحى عن منصبه بعد أن حكم البلاد 27 سنة نزولا عند ضغط الشارع والمعارضة، في ملف ساحل العاج.. كما أن الرئيس السابق اضطلع خلال السنوات الأخيرة بدور الوسيط في تسوية عدة عمليات خطف غربيين في منطقة الساحل بفضل شبكة اتصالاته الكثيفة.

زعزعة الاستقرار

يرى اريك دينيسي مدير مركز الأبحاث الفرنسي حول الاستخبارات أن في المجال العسكري "لن يكون" لزعزعة استقرار بوركينا فاسو المستعمرة الفرنسية سابقا، "تأثير" كبير على مكافحة الإرهاب التي تقوم بها فرنسا بشكل خاص والولايات المتحدة بدرجة نسبية في منطقة الساحل.

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن في إطار الانتشار العسكري الجديد لعملية "برخان" (3 آلاف رجل موزعين على تشاد وموريتانيا ومالي والنيجر وبروكينا فاسو) منذ أغسطس في منطقة الساحل، تنشر فرنسا 100 رجل من الوحدات الخاصة مدعومة بمروحيات على أراضي بوركينا و"لم يبق سوى بعض العسكريين" هناك إذ إن معظم القوات التي كانت منتشرة تشارك في "عمليات كبيرة" في مالي ضد المقاتلين الإسلاميين.

واعتبر إريك دينيسي أنه "إذا واصلت فرنسا تمسكها بموقف محايد كما يبدو مرجحا جدا، فإن ليس هناك مخاطر من استهداف المصالح الفرنسية".

النيجر وتشاد

أضاف دينيسي أن بوركينا فاسو أصبحت واحدا من مواقع الانتشار الفرنسي، موضحا أن "هناك عناصر من القوات الخاصة في كل مكان" في النيجر التي تحولت إلى "منطقة مركزية"، مذكرا بأن باريس فضلت إقامة قيادة أركان عملياتها في تشاد.

وأوضح دينيسي أن "بوركينا فاسو ما زالت تقوم بدور لكن نظرا للانتشار شهدت مالي وبوركينا تخفيفا في العديد من القوات، بينما أعيد التركيز على النيجر وتشاد".

واعتبر فيليب هوغون أن "النيجر وتشاد قد ترتديان اليوم أهمية أكبر" و"إذا حصل طعن في دور بوركينا كعامل في هذا الانتشار فستظل هناك إمكانية الانتقال إلى مناطق أخرى".

فرنسا

وتلزم الحكومة الفرنسية التي أبدت موقفا شديد التحفظ منذ بداية الأزمة في بوركينا مراعاة للحليف القديم كومباوري، لهجة حذر وترقب.

وقبل أن يعلن الرئيس انسحابه من الحكم أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، يوم الجمعة الماضي، عن الأمل في أن يتخذ كومباوري "القرارات السليمة".

واكتفى هولاند بالقول إن "فرنسا ستساهم في التهدئة" وذلك بعد أن شجع في رسالة أرسلها مطلع أكتوبر إلى نظيره البوركينابي على الاستمرار في النشاط على الصعيد الدولي بدلا من التشبث بالبقاء في الحكم.

وقال مسؤول فرنسي طالبا عدم ذكر اسمه "لقد توقفنا عن الإطاحة بالحكومات في إفريقيا".. مضيفا: "نرتكز على كل الفاعلين، وقد لعبت لبوركينا دور وسيط "ساحل العاج ومالي وغينيا"، وقدمت الكثير من الخدمات للمنطقة" و"ليس هناك أي مبرر لأن لا نواصل العمل مع هذا البلد" إذ تبلورت سلطة جديدة شرعية لتخلف بليز كومباوري.

مساحة إعلانية