رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2344

أبو محمد.. بسطة رزق ورصيد صدق

02 يوليو 2021 , 07:30ص
alsharq
غزة - حنان مطير

يبيع الفلافل والفول والحمص في أحد شوارع مشروع بيت لاهيا

 

 

يقف أبو محمد عفانة -54 عامًا- أمام بسطته الصغيرة في محله ببلدة بيت لاهيا الواقعة شمال قطاع غزة، يضع أقراص الفلافل في الزيت، يقلبها بهدوء، فيما عيون الأطفال من حوله لا تفارق أقراص الفلافل الشهية، كلٌّ ينتظر دوره في الحصول على حصته مقابل مبلغ بسيط من المال ليكون إفطارهم في ذلك الصباح الجديد.

يقول أبو محمد لـ"الشرق": "ما أشهى تلك الوجبة حين تتناولها صباحا في أجواء ودية هادئة، فوجبة الفلافل مع الفول والحمص وبعض المخللات إلى جانب كوب من الشاي الساخن من أشهى الوجبات التي اعتاد عليها الكثير من الغزيين".

ويضيف: "في ظل العدوان الأخير على غزة أقفلت محلي الصغير وشعرت بأن الحياة تتوقف، فما أجمل العمل في ظل الهدوء والاستقرار، ما أجمل الحياة والسلام والعمل مهما كان بسيطا".

أمام تلك البسطة يعيش أبو محمد فهي مصدر رزقه وقوت يومه، يعلق: "أعيش عزيزًا كريمًا بأبسط الإمكانات ولا أمد يدي لأحد، ومن تلك البسطة علمت أولادي حتى تزوجوا".

قبل ذلك كان أبو محمد يعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان الوضع المادي ممتازا لكن العمل مع المحتل هو ذل بكل ما للكلمة من معاني، ذلك ما قاله أبو محمد لـ"الشرق" وواصل: "أكبر مذلة كانت الانتظار في طابور طويل وتفتيشك والنظر في أوراقك قبل الدخول لأرضك بتصريح من مُحتلِّها".

اليوم يقضي يومه على هذه البسطة يبيع الفلافل والفول والحمص في أحد شوارع مشروع بيت لاهيا الحيوية، يحكي: "أحب ضجيج الحياة وحركة الناس من حولي وصوت الأطفال وأصوات السيارات وإن كانت عالية ومرهقة فهي توحي بالحياة والعمل والنشاط".

ويكمل: "أعمل بحب مهما كان العمل بسيطا فما من بديل غيره وإنني قانع بما كتب الله لي، أما رصيدي في الحياة فهو حب الآخرين لي وحبي لهم، وصدقي معهم، ويكفيني أن أترك ابتسامة على وجوه الأطفال الذين يأتون ليشتروا مني كل صباح حين ألاطفهم وأمازحهم ببعض الكلمات ولا أوفر وقتًا أو جهدًا في تقديم بعض النصائح لهم، فيسعدون ويشعرون بالقرب".

مساحة إعلانية