رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

576

استشهاد صحفية فلسطينية برصاص الاحتلال

02 يونيو 2022 , 07:00ص
alsharq
الصحفية الشهيدة غفران وراسنة
رام الله - وكالات

شيّع مئات الفلسطينيين، جثمان الشهيدة غفران هارون حامد (31 عاما) التي استشهدت جراء إصابتها برصاصة في الصدر جراء إطلاق النار عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مخيم العروب شمال الخليل بالضفة الغربية.

وانطلق موكب تشييع الشابة غُفران وراسنة، من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، إلى مسقط رأسها بلدة شيوخ العرّوب، شمالي المدينة. واضطر المشيعون لإنزال الجثمان من سيارة الإسعاف، وحمله على الأكتاف، لتجاوز بوابة حديدية على مدخل مخيم العرّوب، المحاذي لبلدتها، تغلقها قوات الاحتلال.

وبالتزامن مع وصول المشيعين، بادرتهم قوات الاحتلال بالقنابل الصوتية وبالغاز المسيل للدموع، وفق شهود عيان.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت في بيان استشهاد الشابة غُفران "استشهدت إثر إصابتها برصاصة أطلقها عليها جنود الاحتلال قرب (مخيم) العرّوب شمال الخليل". وأضافت إن الرصاص "اخترق صدر الشابة من الجهة اليسرى، وخرجت من الجهة اليمنى". وقالت مواقع إخبارية فلسطينية، إن الفتاة وراسنة، حاصلة على شهادة جامعية في الإعلام من جامعة الخليل، وسبق أن عملت صحفية في وسائل إعلام محلية. وقالت والدة الشهيدة غفران وراسنة إن ابنتها خرجت في الساعة السابعة والنصف صباحا إلى عملها في إذاعة محلية، مضيفة أنها لم تعلم باستشهاد غفران إلا بعد أن أخبرها أهالي الحي باستهدافها من قبل قوات الاحتلال عند مدخل مخيم العروب.

وذكرت مصادر محلية أن الشابة وهي أسيرة محررة كانت تمر من أحد الحواجز عندما استهدفتها قوات الاحتلال بالرصاص عند مدخل المخيم. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال أعاقت طواقمه عن الوصول للشابة المصابة عند مدخل مخيم /العروب/، وتم تسليمها للطواقم الطبية بعد نحو 20 دقيقة من إصابتها، قبل أن تنقل للمستشفى الأهلي ليعلن عن استشهادها بعد ذلك.

وبعد الإعلان عن استشهاد الأسيرة المحررة غفران هارون وراسنة، اندلعت مواجهات عنيفة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين على مدخل مخيم العروب في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد وأفادت مصادر محلية وشهود عيان، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتلت أسطح منازل المواطنين، وأطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت تجاه الشبان الفلسطينيين، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

* تنديد بجرائم الإعدام

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، على حسابه بموقع فيسبوك: "مثلما أعدموا الصحفية شيرين أبو عاقلة بالأمس (11 مايو)، فإنهم يعدمون اليوم خريجة الصحافة والأسيرة المحررة الشابة غفران هارون وراسنة برصاصة في الصدر".

ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ما وصفه بجريمة قتل الأسيرة المحررة غفران وراسنة، وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها، وطالب المجتمع الدولي بتفعيل القرارات الدولية القاضية بمقاطعة إسرائيل ومعاقبة الجناة.

وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عما وصفته بجريمة إعدام الشابة وغيرها من جرائم الإعدامات الميدانية. وأكدت الوزارة أن الشهيدة -التي زعم الاحتلال أنها حاولت طعن أحد الجنود عند مدخل مخيم العروب- كانت في طريقها إلى عملها من دون أن تشكل أي خطر. ورأت الخارجية الفلسطينية أن الحادث امتداد لمسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال. كما استنكرت التعليمات والإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية والتي قالت إنها تسهل على جنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي على المدنيين الفلسطينيين.

وحذرت الوزارة من مغبة التعامل مع شهداء الإعدامات الميدانية بوصفهم أرقاما في الإحصاءات أو كأمور باتت اعتيادية لأنها تتكرر كل يوم ولا تستدعي وقفة من قانون أو ضمير أو أخلاق أو مبادئ.

 بيانات من الفصائل

ونعت حركة حماس الأسيرة المحررة الشهيدة غفران وراسنة، وأكدت حماس -في بيان صحفي- أن جرائم الاحتلال المتصاعدة والتغول على الدم الفلسطيني لن يزيداها إلا تمسكا بخيار المقاومة الشاملة بكل الوسائل لانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في الحرية والعودة. واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي إقدام قوات الاحتلال على إعدام الشهيدة غفران وراسنة، وحمّلت -في بيان لها- سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة. كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الإعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال واعتداءاته، داعية للرد الشعبي والوطني بكل الأشكال على جرائم الإعدام الميداني بحق أبناء الشعب الفلسطيني. ورأت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن إعدام الأسيرة المحررة غفران وراسنة جريمة حرب تتطلب من المجتمع الدولي تقديم قادة الاحتلال لمحاكمات دولية.

وأكدت لجان المقاومة الشعبية أن جريمة إعدام الشهيدة وراسنة استمرار للنهج العدواني العنصري للاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل على حواجز الموت الصهيونية في شوارع الضفة المحتلة. وذكرت مواقع فلسطينية محلية أن الشهيدة أسيرة سابقة في سجون الاحتلال، وأطلق سراحها قبل نحو شهرين. وتفيد معطيات وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قتل منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة 59 فلسطينيا، بينهم 11 تقل أعمارهم عن 18 عاما، و5 نساء.

 تقاعس المجتمع الدولي

على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن عزوف المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية عن تحميل حكومة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن انتهاكاتها وجرائمها بات يشجع الكيان الإسرائيلي على التمادي في تنفيذ المزيد من مشاريعه الاستعمارية التوسعية، وارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين.

وقالت الوزارة، في بيان: إن عدم رغبة المجتمع الدولي في وضع حد نهائي لإفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب، يوفر لدولة الاحتلال الحصانة والحماية ويكرسها كدولة فوق القانون، كما أن تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته الخاصة بالقضية الفلسطينية واستبدالها بعبارات وصيغ مجاملة فارغة من أي مضمون عملي، أو إطلاق وعود غير مرتبطة بسقف زمني لتنفيذها، أصبح جزءًا لا يتجزأ من لعبة إدارة الصراع، وتوفير المزيد من الوقت لسلطات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية.

وأدانت الوزارة، في بيانها، اعتداءات الميليشيات والعصابات الاستيطانية الإرهابية على المواطنين الفلسطينية ورعاة الأغنام في /مسافر يطا/ وتدمير محاصيلهم الزراعية. وقالت: "إن ما حصل من اعتداءات للمستوطنين في قرية /الجوايا/ وبحماية قوات الاحتلال جزء لا يتجزأ من التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الاحتلال، لطرد وتهجير الفلسطينيين من كامل /مسافر يطا/ وتخصيصها لصالح الاستيطان، في مشهد استعماري عنصري بات يسيطر على حياة الفلسطينيين وواقعهم في الضفة الغربية المحتلة، وبشكل خاص في القدس وعموم المناطق المصنفة (ج)، وهو ما يحدث يوميًّا في الأغوار ومناطق جنوب وغرب نابلس والخليل وبيت لحم وقلقيلية وغيرها، وهو ما يترافق أيضًا مع عمليات هدم منازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص، كما حدث هذا اليوم في العيسوية بالقدس المحتلة".

وأكد البيان أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه ومقدساته من انتهاكات وجرائم إسرائيلية متصاعدة، هو نتيجة مباشرة لوجود الاحتلال والاستيطان وغياب عملية سلام حقيقة ومفاوضات جادة وفقًا لمرجعيات السلام الدولية.

استخفاف إسرائيلي

من جهتها، أكدت جامعة الدول العربية، أمس، أن مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه، تعكس استخفافها بالقانون والشرعية الدولية، وبإرادة المجتمع الدولي، وبالمبادئ والقيم الإنسانية.

وعبّرت الأمانة العامة لجامعة العربية، في بيان، عن إدانتها للجريمة النكراء التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإعدام الميداني المتعمد للإعلامية الفلسطينية غفران وراسنة، مشيرة إلى أن هذه الجريمة النكراء تؤكد إصرار جيش الاحتلال على استهداف الإعلاميين في انتهاك جسيم للقانون، وتحدي إرادة المجتمع الدولي.

وأضافت: "هذه الجريمة الجديدة تأتي في إطار الإرهاب الرسمي الممنهج، وسلسلة الجرائم الدموية التي يقترفها الاحتلال، إمعانًا في عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته، واستهتارًا بدمائه على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، دوله، وشعوبه، ومنظماته بما فيها محكمة الجنايات الدولية، ومجلسا الأمن وحقوق الإنسان، صاحبة الاختصاص والمسؤولية في وقف هذه الجرائم المتواصلة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي".

وحمّلت الجامعة العربية، في بيانها، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اليوم، وسلسلة الجرائم الطويلة التي يرتكبها جيش الاحتلال، والعصابات الإرهابية للمستوطنين بقرار رسمي حكومي، كما أكدت على مسؤولية المنظمات والهيئات الدولية المختصة بالشروع في إنفاذ قراراتها ذات الصلة، وفي إقامة العدالة الدولية بنفس المعايير والفعالية، التي يقرها القانون والمواثيق الشرعية الدولية.

كما أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على ضرورة الانتهاء من المعايير المزدوجة، والكيل بمكيالين، التي تركن إليها سلطات الاحتلال، وتمس جوهر النظام الدولي وقدرته على تحقيق العدالة وحفظ الأمن والسلم العالميين.

مساحة إعلانية