رياضة

282

لاودروب يهزم لموشي في "شوط المدربين"

لا يخفى على احد الدور الذي يلعبه المدربون في المباريات النهائية في عالم كرة القدم ومنها مباراة لخويا امام الجيش في نهائي كأس قطر التي أقيمت أمس، ومنذ الإعلان عن التشكيل كانت نوايا كل مدرب واضحة من خلال الاعتماد على عناصر القوة لديه وأيضا اللعب على عناصر الضعف بالفريق المنافس، وفي الوقت الذي حافظ فيه صبري لموشي مدرب الجيش على تشكيل فريقه حيث دفع بنفس مجموعة اللاعبين الذين بدأوا مباراة الدور نصف النهائي أمام السد يوم الأحد الماضي، كان لاودروب مدرب لخويا أمام أكثر من تغيير بفريقه أمام إصابة أكثر من لاعب مثل يوسف المساكني ولويس مارتن وكذلك استبعاد محمد موسى خشية تعرضه للإجهاد حيث فضل الدفع باللاعب محمد عبدالله تريسور في مركز الظهير الأيمن بدلا من محمد موسى لاسيما وان الأول لن يشارك في المباراة القادمة للفريق بدوري أبطال آسيا أمام النصر السعودي بداعي الإيقاف ولهذا فكر لاودروب في الدفع به أساسيا أمس بينما كان موسى خارج التشكيل لتوفير جهده للمباراة الآسيوية، وهذا يوضح ان مدرب لخويا كان يفكر في أكثر من اتجاه ولم يكن تركيزه الأساسي على مباراة أمس، وكذلك فإن لاودروب احتفظ بجواره على مقاعد البدلاء باللاعب فلاديمير من اجل الدفع به في الوقت المناسب، وهو ما حدث بالفعل.

ورغم الأفضلية التي منحها الكثير من المتابعين لصالح لخويا قبل المباراة، إلا أن الجيش بدأ المباراة بشكل هجومي سعيا وراء خطف هدف مبكر وهذا الأمر بالتأكيد حدث بناء على رغبة المدرب لموشي من اجل فرض سيطرته المبكرة على المباراة، ومن ثم فرض أسلوب لعبه على لخويا.

بداية جيدة للموشي

بعد مرور الربع ساعة الأولى من المباراة كانت الأفضلية على مستوى المدربين من نصيب لموشي الذي استطاع قراءة منافسه بصورة جيدة من خلال الانتشار الجيد للاعبيه وعدم ترك مساحات أمام أصحاب السرعات بين لاعبي لخويا، وفي المقابل كان لاودروب غير قادر على بث الحماس بين لاعبيه مما جعلهم يلعبون على رد الفعل دون وجود الخطورة المتوقعة من لاعبي لخويا أمام وداخل منطقة جزاء الجيش.

الربع ساعة الثانية لحق لاودروب بنفسه وأعطى تعليمات صريحة للاعبين بعد الإفراط في التراجع إلى الخلف من اجل العودة للسيطرة على وسط الملعب وهو ما حدث بالفعل مع زيادة تحركات علي عفيف وبوضيف وكذلك مساندة نام تاي هي لزميله سباستيان سوريا في خط الهجوم مع ظهور إسماعيل محمد في الصورة بعدما كان شبه غائب في النصف الأول من الشوط الأول، وفي المقابل لم يستطع لموشي إيجاد الحلول للعودة للسيطرة على منطقة المناورات مرة أخرى واضطر إلى أعطاء لاعبيه تعليمات بالتراجع إلى الخلف قليلا للحد من خطورة لخويا الذي كان قريبا في هذه الدقائق من مرمى الجيش.

عشوائية.. ولكن!

العشوائية كانت السمة الغالبة على طريقة اللعب التي طبقها كلا المدربين في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول حيث غابت الفعالية تماما وظل اللعب محصورا وسط الملعب اغلب الوقت بدون وجود ما يستحق الذكر من جانب مدربي الفريقين.

وعلى ما يبدو فإن كل منهما وجد أن لاعبيه نسوا تماما التعليمات المكلفين بها قبل بداية المباراة ولهذا فضل كل منهما الصمت التام والجلوس على مقاعد البدلاء مع اللاعبين ربما لشعورهم بأنه لا جدوى من الحديث مع اللاعبين انتظارا لوقت الاستراحة بين شوطي المباراة لعل وعسى يتغير الحال وينجح كل مدرب في مساعدة فريقه على هز الشباك!.

شوط المدربين

إذا كانت القاعدة المتعارف عليها في كرة القدم هي أن الشوط الأول هو شوط اللاعبين، والشوط الثاني شوط المدربين، فإننا ووفقا لهذه القاعدة انتظرنا ما سيقدمه كل مدرب لفريقه، ومع نزول لاعبي الفريقين إلى ارض الملعب كانت الأسماء كما هي في الشوط الأول بدون تغيير، ولهذا فإن لموشي ولاودروب فضلا التأني في إجراء التبديلات انتظارا لسيناريو النصف الثاني من المباراة، ومرت الربع ساعة الرابعة في المباراة بدون جديد يذكر سوى انه كثر فيها توقف اللعب لسقوط اللاعبين للإصابة أكثر من أي وقت مضى من المباراة، مما افقد المباراة سرعتها، وهذا التوقيت الأقل فنيا في المباراة، وبدا واضحا أن المباراة تحتاج إلى تدخل المدربين، ولكن السؤال كان متى يحدث ذلك؟.

لموشي ولاودروب بدأ القلق يظهر عليهما كثيرا، وكان كل منهما يفكر في كيفية البحث عن مخرج يساعده على خطف هدف والحصول على اللقب، وانتظر الجميع كيف سيكون التدخل من جانب كلا المدربين في ظل القناعة بأن مجموعة اللاعبين الموجودين على ارض الملعب ربما ليس لديهم أي شيء من اجل تغيير النتيجة!.

ورقة فلاديمير

لموشي كان البادئ بالتغيير عندما دفع باللاعب ياسر أبو بكر بدلا من محمد مونتاري عند الدقيقة 67 في محاولة لتنشيط وسط الملعب عن طريق منح فاجنر مساحة هجومية أكثر والاستفادة من انطلاقات أبو بكر، ورد عليه لاودروب بإشراك فلاديمير فايس بدلا من علي عفيف عند الدقيقة 72، وانتهت الربع ساعة الخامسة في المباراة مثل الـ 60 دقيقة السابقة دون هز الشباك، وأصبح ربع ساعة الأخيرة من المباراة يمثل الأمل لكل من لموشي ولاودورب في الوصول إلى الهدف الأساسي وهو الفوز بالكأس، ولكن في الكثير من الفترات كان متابع المباراة يشعر بأن الاتصال مفقود بين المدربين واللاعبين داخل الملعب لأن إيقاع اللعب من جانب الفريقين ظل على وتيرة واحدة منذ بداية المباراة وحتى الدقيقة 75.

وقبل وصول قناعة لدى الجميع بأن الفريقين سيلعبان ركلات ترجيح لحسم اللقب، كان لخويا على موعد مع هز الشباك برأسية سباستيان سوريا قبل 11 دقيقة على النهاية، وتدخل لموشي لإنقاذ فريقه من الخسارة بالدفع باللاعب عبدالقادر الياس راس الحربة بدلا من عبدالرحمن أبكر المدافع من اجل الهجوم بأكبر عدد من اللاعبين، وهذا التغيير من جانب لموشي يحسب له على العكس من التغيير الأول الذي لم يأت بأي جديد للجيش.

وفي الوقت الذي كان لاودروب يفكر في تأمين الفوز للخويا تعرض احمد ياسر للإصابة، مما جعل المدرب يدفع بالمدافع دامي تراوري بدلا منه.

أفكار المدربين وتدخلاتهم كانت حاسمة في الدقائق الأخيرة سواء من جانب لموشي لإدراك التعادل أو من جانب لاودروب للحفاظ على تقدمه من خلال تكثيف الدفاع والاعتماد على المرتدات.

وكان واضحا استفادة لخويا من مشاركة فلاديمير على العكس من لموشي مدرب الجيش الذي أجرى 3 تغييرات بينهم التغيير الأخير بمشاركة عبدالرحمن منصور بدلا من يوسف مفتاح، وهو التغيير الثاني بخط دفاع الفريق عقب التأخر بالهدف، ولكن كل هذه التغييرات لم تأت بجديد على الإطلاق ليتفوق لاودروب على لموشي ويقود فريقه إلى خطف كأس قطر هذا الموسم.