ثقافة وفنون

757

حضارات وثقافات آسيا تبهر الحضور في مهرجان الآسيان بكتارا

اختتمت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا السبت فعاليات مهرجان الآسيان الذي تواصل طيلة ثلاثة أيام على الواجهة البحرية للحي الثقافي كتارا حيث افتتحه مساء الخميس الماضي سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة بحضور أصحاب السعادة سفراء رابطة دول الآسيان في الدوحة(أندونيسيا والفلبين و تايلاند وماليزيا وبروناي وفيتنام و سنغافورة) إلى جانب أصحاب السعادة سفراء كل من المملكة العربية السعودية و مملكة البحرين و تركيا و بولندا و عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة.

وشهد المهرجان منذ يومه الأول حضورا جماهيريا غفيرا من مختلف الجنسيات حيث أتاح لهم الحي الثقافي كتارا الفرصة للتعرف على ثقافات دول جنوب شرق آسيا و مدّ جسور التواصل إليها.

وكان سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي قد أكّد في الكلمة التي ألقاها عند افتتاحه للمهرجان أنّ كتارا اعتادت أن تقترب من الجميع لتكون محطة التقاء لكل الثقافات من مشارق الأرض ومغاربها حيث سبق أن استضافت مهرجانات وفعاليات متنوعة مثل المهرجان الإفريقي والإكوادوري والأسبوع الثقافي الفلسطيني و المغربي والتركي بالإضافة إلى اليوم الأثيوبي والمهرجان الهندي وفعاليات أخرى من إيران ومالدوفا وأوزباكستان واسكتلندا والأرجنتين وغيرها.

و قال الدكتور السليطي إنّ مهرجان الآسيان مهرجان غني بفعالياته وأنشطته على مدار ثلاثة أيام حيث يتيح للجمهور معايشة التجربة من خلال التنقل بين الموسيقى الفلكلورية والرقصات الشعبية، وأجنحة المشغولات و الحرف والصناعات اليدوية، والمأكولات التقليدية، بالإضافة إلى أجنحة تعرض أهم المعالم السياحية في تلك البلدان.

ومن جانبه ثمن سعادة السفير الأندونيسي رئيس لجنة تنظيم مهرجان الآسيان السيد دادي سيف الهادي جهود كتارا في التعريف بثقافات دول جنوب شرق آسيا لدى الجمهور الموجود على أرض قطر مشيدا بما تقوم به من مساعي للاهتمام بمختلف الثقافات مؤكدا أنّ المهرجان يحتوي على عروض متنوعة من شأنها أن تفتح نافذة نحو دول الاسيان و تساهم في التعريف بإرثها الحضاري و الثقافي.

وكان الافتتاح قد تميز بحضور حرم عدد من أصحاب السعادة السفراء بما يعزز على أرض الواقع مجهودات الحي الثقافي كتارا في أن يكون ملتقى الثقافات و الشعوب و نقطة يتبادل فيها الجميع المعارف وتجاربهم الثقافية.

و احتوى المهرجان على عدد من الأجنحة التي قدمت فيها الدول المشاركة ما تتميز به من خلال معروضات و أعمال فنية و مشغولات يدوية الى جانب اجنحة متخصصة في تقديم الاطباق الشهية والتي خصصت لها مساحة كبيرة على أرض المهرجان والتي جذبت الكثيرين لتذوقها خاصة من الجنسيات غير الآسيوية حيث تميزت هذه الأطباق ببهاراتها و طريقة طبخها المعروفة في بلدانها و التي جعلتها مختلف عن غيرها من الأطباق.

كما حازت الاجنحة المتخصصة في عرض الألبسة التقليدية الاندونيسية على اقبال الكثيرين خاصة من السيدات حيث قدمت هذه الاجنحة معروضات جميلة بألوان زاهية و خامات راقية. هذا إلى جانب جناح خاص بتقديم معلومات و إرشادات سياحية لكل من تستهويه زيارة ربوع دول الاسيان لقضاء الإجازة لما تتميز به من جمال ساحر في طبيعتها و عاداتها و تقاليدها.

و كان جمهور متنوع طيلة الأيام الثلاثة على موعد منذ السادسة مساء الى قرابة العاشرة مساء مع عدد من العروض الفلكلورية لمجموعة من الفرق الفنية والفلكلورية قدمت خلالها صورة عن الثقافة الجنوب شرق آسيوية تفاعل معها الحضور بالتصفيق والهتافات حيث افتتحت هذه العروض بفقرة قدمت خلالها طفلتين من سنغافورة معزوفات على البيانو والكمان أبهرتا الجمهور الذي حياهما بالتصفيق الحار و التشجيع.

و تتالت بعد ذلك اللوحات الفلكلورية لكل دولة من الدول المشاركة حيث أدت فرقة فلبينية لوحة عن العرس الفلبيني و الذي تميز بالرقصات الخفيفة و الرشيقة بين أعواد الخيزران التي أحدثت إيقاعا جميلا تفاعل معه الحضور.كما تابع الحضور عرضا لفرقة رقص ماليزية أبهرت الحاضرين و التي عكست التنوع العرقي في ماليزيا و ذلك من خلال الملابس التي كان يرتديها العارضون و تعرف الجمهور على جمال إيقاع الموسيقى الأندونيسية حيث تميز العرض برشاقة الأداء من خلال الحركات المتناسقة بالمراوح اليديوة التقليدية التي تميزت بأشكالها و ألوانها الجذابة حيث بدين كفراشات في حقل زهور.كما استمتع الحضور بجمال الرقص التايلاندي و السنغافوري و الفيتنامي ومن بروناي دار السلام مما جعل الحفل بمثابة رحلة أسطورية ساحرة أخذتهم الى جزء من هذا العالم لطالما تميز بإرثه الثقافي و الحضاري و جمال طبيعته.

و عبر الحضور الذي واكب مختلف فعاليات مهرجان الاسيان2015 عن سعادته بما شاهده من عروض شيقة ومبهرة حيث أكدت احدى الحاضرات من اندونيسيا السيدة كوكو كاتما جاتما أنها سعيدة بأن يتعرف الجمهور في قطر على ثقافة بلادها وهي اليوم تشعر بالاعتزاز لما شاهدته من أشياء جميلة عكست تراث بلادها الغني على مر العصور.وقالت انها قد حرصت على القدوم للمهرجان بلباسها التقليدي صحبة أبنائها ليشعروا بالفخر و الاعتزاز.

ومن جانبها قال السيد فرديريك من فرنسا إن مهرجان الاسيان هو ثاني مهرجان يحضره في كتارا بعد اليوم الاثيوبي وهو سعيد بالتجانس بين الشعوب مبديا اعجابه بالحي الثقافي كتارا الذي استطاع أن يجمع ثقافات متنوعة ومختلفة في مكان واحد.

و قالت سهير محمد من مصر التي واكبت عروض المهرجان صحبة أبنائها:أحببت ان تكون عطلة نهاية الاسبوع مختلفة و فعلا كان اختياري موفقا بقدومي للحي الثقافي كتارا حيث استمتعت بالعروض التي قدمت في هذا المهرجات و التي كانت في غاية الروعة و الجمال فلطالما تمنيت ان اذهب في رحلة الى ماليزيا أو تايلاند فكان مهرجان الاسيان في كتارا فرصة للتعرف على هذه الدول.