رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

296

انطلاق أعمال المؤتمر العالمي "القرآن والمعرفة الإنسانية" في الدوحة

01 أكتوبر 2025 , 04:35م
alsharq
الدوحة - قنا

انطلقت اليوم في الدوحة أعمال المؤتمر العالمي السنوي الأول: "القرآن والمعرفة الإنسانية"، و"ملتقى كتاب الأمة الأول"، الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتعاون مع مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، على مدار يومين.

وحضر الحفل سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وفضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير الشمري نائب رئيس محكمة التمييز، وعدد من الشخصيات العلمية والمسؤولين.

وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، قال سعادة الدكتور عمر بن محمد الأنصاري رئيس جامعة قطر: إن أهمية المؤتمر تكمن في بناء الوعي المعرفي الإنساني في ضوء هداية القرآن الكريم؛ لكونه وحيا إلهيا ونبراسا معرفيا وقيميا للإنسانية، يحمل في طياته الأوامر والنواهي والإرشادات والتوجيهات التي تشمل جميع مجالات الحياة.

وأوضح سعادته، أن للقرآن هدايته التامة في التربية والنفس والاجتماع والاقتصاد والسياسة والإدارة وسائر المجالات الإنسانية، لا سيما على مستوى ترشيد المعرفة الإنسانية وإصلاحها وتوجيهها وتنوير طريقها إلى ما فيه صلاح الإنسان والعمران والكون، باعتبار هذه الثلاثية مهمة في تحقيق تعمير الأرض وتحقيق مقاصد الشرع في الخلق، حيث يوطن المعارف الإنسانية بما يتناسب مع هويتنا الإسلامية والعربية.

وبدوره، قال سعادة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف إن المؤتمر يساهم في الجهود التي تبذل لاستئناف الدور العظيم، الذي كانت تضطلع به المعرفة القرآنية في ترشيد علوم الإنسان ومناهجه، وربط الباحثين بها منهجا وغاية.

وأكد أن "ملتقى كتاب الأمة الأول" يسلط الضوء على سلسلة "كتاب الأمة" التي أصبحت تشكل إرثا ثقافيا وفكريا قطريا عريقا، وقد مضى على تأسيسها وانطلاق مسيرة عطائها أكثر من أربعة عقود من الزمان، تم خلالها العمل على تحقيق أهدافها المنشودة لإعادة بناء الشخصية المسلمة، وإحياء مفهوم فروض الكفاية وأهمية التخصص، والمساهمة في بناء النخبة الراشدة متخذة من معرفة الوحي مرجعية ومصدرا لذلك.

وأوضح أن المناسبتين تعكسان مدى التزام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالدور المعرفي والثقافي والفكري، الذي تضطلع به لتحقيق أبعاد قوله تعالى: "وجاهدهم به جهادا كبيرا".. جهاد بالكلمة، والفكر، والعلم، والمعرفة.

ومن جهته، أكد الدكتور بدران بن لحسن مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، أن المؤتمر يأتي ضمن إطاري التجسير والتوطين، اللذين يسعى لتحقيقهما المركز، مبينا أن "التجسير" يهدف إلى التشبيك المعرفي بين العلوم المختلفة لمعاجلة القضايا الإنسانية والاجتماعية بصورة متكاملة دقيقة.

وأضاف أن إطار "التوطين" يسعى إلى إعادة النظر في العلوم والمعارف والنظريات المعاصرة بما يتلاءم مع هويتنا الدينية والثقافية وينسجم مع السياقات الاجتماعية والضرورات المنهجية والتطبيقية، بما يضمن إفادة المجتمع منها. 

ويهدف المؤتمر إلى استعادة مركزية القرآن الكريم في صناعة الخطاب المعرفي الإنساني والاجتماعي المعاصر، بما يجسر العلاقة بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، ويربط الباحثين من مختلف التخصصات الاجتماعية والإنسانية بالقرآن؛ لاستثماره في ترشيد الظواهر الإنسانية والاجتماعية المختلفة، كما يهدف إلى تشجيع الباحثين من التخصصات الشرعية إلى التفاعل المنهجي مع العلوم الاجتماعية والإنسانية وتوطينها في ضوء الهداية القرآنية.

ويهتم المؤتمر في دورته الحالية بالبحث في دور القرآن الكريم في ترشيد المعرفة الإنسانية عبر أربعة محاور تشمل: العلوم التربوية، والاجتماعية، والنفسية، والاقتصادية، وذلك من منطلق كون القرآن الكريم كتاب هداية للبشرية كافة، بما فيها العلوم والمعارف المختلفة.

وقد سعت البحوث المقدمة والتي بلغت 19 بحثا علميا، إلى الاستفادة المنهجية العلمية من الهداية القرآنية في معالجة القضايا المتعلقة بالحقول المعرفية المذكورة.

ويستمد الملتقى أهدافه الرئيسة من أهداف سلسلة "كتاب الأمة" (الثوابت)، التي أعلنتها منذ صدور عددها الأول.. فهو يهتم بالنظر في إصدارات السلسلة، وعطائها المتنوع، والبحث في مدى التزامها بأهدافها التي حددتها لنفسها، ونجاحها في تحقيقها، ومدى اعتمادها معرفة الوحي (الكتاب والسنة)، مرجعية لها ومصدرا وهاديا ودليلا في طروحاتها ومعالجاتها للمشكلات التي تواجه الأمة، ومحاولاتها الإجابة عن التساؤلات الأكثر إلحاحا، على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي بشكل خاص.

وتبحث أعمال الملتقى الأول، التي تتضمن ثماني أوراق (بحوثا وتعقيبات)، إسهامات "كتاب الأمة" في أربعة مجالات رئيسة تتمحور حول: إعادة تكوين شخصية المسلم في ضوء القيم الإسلامية وإعادة البناء الفكري لدى المسلم المعاصر وتجديد الوعي لدى المسلم المعاصر في ضوء معرفة الوحي وبناء النخبة.

وخلال أعمال اليوم الأول للمؤتمر، بحثت جلسات نقاشية مدى العلاقة بين القرآن الكريم والمعرفة النفسية من مختلف الأبعاد والاتجاهات والزوايا، وقد تخللت هذه الجلسات أسئلة ومناقشات من المشاركين والحضور.

كما تناولت البحوث المقدمة في هذه الجلسات دور القرآن في تأصيل المعرفة النفسية وتطبيقها، والتلقي القرآني للمعرفة النفسية في ضوء علم النفس الإيجابي، والتأسيس القرآني لمفهوم الوعي اللاإرادي مقابل اللاوعي الفرويدي في التحليل النفسي، ودور القرآن في معالجة سيكولوجية تضخم الأنا في الفرد والمجتمع، وغيرها من المواضيع.

وعلى مستوى الملتقى، تمت مناقشة إسهامات "كتاب الأمة" في مجالين: إعادة تكوين شخصية المسلم في ضوء القيم الإسلامية، وإعادة البناء الفكري لدى المسلم المعاصر.

 

مساحة إعلانية