رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

3484

طفلات فلسطينيات في غزة يتسلحن بحفظ القرآن

01 يوليو 2021 , 07:00ص
alsharq
غزة - حنان مطير

لا يخفى على أحدٍ كم كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وحشيًا، سواء ذلك الأخير أو ما سبقه من اعتداءات ثلاثة، فطائرات الاحتلال ودباباته وبوارجه لم تفرق بين مدني وعسكري ولم تتراجع صواريخ جيشه عن قصف كل ما يمكن أن يطاله حقدهم وشراستهم.

أطفال غزة كانوا أكثر من عانى من ويلات العدوان وما زالوا يعانون من آثاره، فمن نجا منه بدنيًا لم ينجُ نفسيًا، ومن قرّر منهم أن يتجاهل الألم صادفه في كل شارعٍ يمكن أن يمر به في قطاع غزّة.

ذلك الأمر جعل الكثير من أطفال غزة يلجؤون للمساجد مستثمرين فرصة الإجازة الصيفية والانتهاء من مرحلة التعليم الإلكتروني التي لم ترق للكثيرين. لجؤوا للمساجد من أجل حفظ القرآن الكريم والتسلح به.

"الشرق" في طريقها إلى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزّة التقت بالأختين ملاك وتسنيم المقيد، 15 عامًا، 14 عامًا، وهما في طريقهما للمسجد فكانت مناسبة للحديث معهما.

 

 

*تثبيت الحفظ

ملاك ترتدي جلبابها الجميل وتسنيم ثوبًا فلاحيًا مطرزًا بالخيوط التراثية الحمراء، فكانتا تبدوان كزهرتين كلما مرّتا من تحت شجرة ظل كبيرة، تزيّنتا باتّزانٍ وثقة ووقارٍ يجذب الناظرين، وينعكس على محياهما نورًا جميلاً، حيث كانتا ذاهبتين صباحًا إلى المسجد لتسميع بعضٍ من سور القرآن الكريم وتثبيت حفظه فكلتاهما حافظتان لكتاب الله، وكلتاهما أيضاً متفوقتان في مدرستيهما.

تقول ملاك لـ"الشرق": "صحيح أننا نحفظه لكننا إن تركناه فترةً سننساه، لذلك فقد جئنا لإعادة تثبيته عساه يكون لنا شفيعًا يوم القيامة".

وتروي: "حين بدأنا بحفظ الكتاب الكريم كنا في سن الخامسة، وحين وصلنا عمر التاسعة أتممنا الحفظ، وفي تلك الفترة نلنا الكثير من المكافآت المعنوية والمادية من والدي ومن المدرسة والمسجد".

لقد جعل والداهما حفظ القرآن الكريم أساسًا في حياتهما، بل ان حفظَه أكثر الأمور التي اتفقا عليها في أسرتهما، ولم يتركا أمرَ حفظِه اختياريًا في العائلة، فهو منهاج حياتهم الأساس كما تقول ملاك.

وتوضح تسنيم أن القرآن الكريم كان أنيسهم في العدوان الأخير على قطاع غزّة وملجأهم وقت شدّتهم، خاصة بعد أن قصف الاحتلال بيت جيرانهم الملاصق لبيتهم، تقول: "لقد عشنا في أجواء مليئة بالرعب والذعر، وكان الموت يحوم حولنا، لم نتخيل أبدًا أننا سننجو، حيث تجمعنا في بيتٍ واحدٍ ورحنا نتلو القرآن بيقين وخشوع حتى زال الهم وانتهى القصف، وبقينا أحياءً".

وتبين: "من بعد هذا الذعر الذي عشناه، قررت أنا وأختي أن نعيد تثبيت القرآن الكريم في عقولنا، فإننا إن تركناه لفترة لا بد وأننا سننساه لا سمح الله".

*صديقات الأخلاق

أما ملاك التي لو تصادف في أيام دوامها امتحانًا متعلقًا بالمدرسة وامتحانًا آخر متعلقا بالمسجد وبحفظ سور القرآن فإن اهتمامها وتركيزها الأكبر يكون خاصًا بالمسجد، ولذلك فإن الله يكرمها دومًا بالتميز الدراسي وفق حديثها لـ"الشرق".

إنها تمتلك الكثير من الصديقات، فهي لم تجعل معيار اختيار صداقاتها خاصة في مدرستها قائم على الفتيات الأكثر تفوقًا في الدراسة إنما على الأكثر أدبًا وأخلاقًا، تقول: "الأخلاق أولًا ثم العلم"، وتضيف: "بابتسامة وكلمات لطيفة أنصح صديقاتِي في بعض الأمور ومن أهمها الالتزام بالحجاب الشرعي، وليس الحجاب القائم على الموضة فقط، فيتقبلن ذلك بحب ويقتربن مني أكثر لأنني لست فظةً في النصيحة بفضل الله".

*رحلة تشجيعية

في ذات الطريق التقت "الشرق" بالطفلة لطيفة مطر وجنى موسى، إنهما صديقتان وجارتان بعمر العاشرة تذهبان سويا للمسجد فهو لا يبعد كثيرًا عن بيتيهما، تلتقيان بحب ومرح وهما ترتديان لباس الصلاة الطويل المُزين برسومات وردية لم تمنعهما من التعثر كلما أسرعتا الخطوات.

كانت كل منهما تقبض بيدها على سبعة شواقل، وعن هذا تقول لطيفة :"إنها رسوم رمزية جهزناها لحجز مقعد يضمن لنا المشاركة في رحلة ينظمها المسجد للبنات اللواتي يسعين لحفظ القرآن الكريم كنوع من التشجيع، ونحن من أولئك البنات".

وتضيف: "حتى لو لم تكن هناك رحلة فإنني مصممة على حفظ القرآن الكريم شيئًا فشيئًا"، ثم تبتسم وتتمتم بصوت منخفض "الحفظ أحسن من التعليم الإلكتروني".

كانتا سعيدتين بذلك النوع من التشجيع الخاص بالرحلة، خاصة أن الرحلة جاءت بعد فترة بسيطة من العدوان الأخير على قطاع غزة وفق قول لطيفة والذي علّم بقسوته في قلبيهما ككل أطفال القطاع، هذا ما قالته لطيفة، ذاتها التي اعتبرت أن الاستشهاد سيكون راحة من الحياة المليئة بالقصف وأصوات الطائرات.

بنفس طريقة التمتمة قالت وقد بدا أنها لا تريد أن تُسمعنا ما ينتابها من مشاعر أكدت كم كان القصف في العدوان الأخير مؤذيًا نفسيًا لمن نجوا منه: "لو استشهدنا أحسن من هذي الحياة اللي كلها قصف".

أما جنى فرأت أن حفظ القرآن أفضل ما يكون في تلك الفترة، فقد جاء بعد الانتهاء من التعليم الالكتروني المزعج والانتهاء من العدوان المجرم، لم تختلف عن صديقتها.

*حلم زيارة الأقصى

فيما طفلة ثالثة كانت قادمة إلى المسجد برداء الصلاة أيضا واسمها مريم وادي، إنها في الثامنة من العمر لكن شغف حفظ القرآن بدا زائداً على سنوات عمرها القليلة، فهي كما توضح "للشرق" ترى والديها مُداوِمَيْن على قراءة القرآن في البيت ما جعلها تعشق كلماته وتشتاق لحفظها، وتزداد فخراً بهما.

وبالرغم من صغر سنها إلا أن زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه من أكبر أحلامها، لم تفكر أبداً حين سألتُها عن ذلك الحلم فقد نطق قلبُها قبل لسانها وابتسمت عيناها قبل شفتيها.

وتخبر مريمُ "الشرقَ" أنها في العدوان الأخير على غزة "لم أتوقف عن الاستغفار وقراءة السور القصيرة رغم دموعي التي لم تكن تتوقف، فقد كان القصف قريبًا جدًا منا، وتمنيت وقتها أن أكون حافظة للقرآن كله حتى إن استشهدت دخلت الجنة بدون أي حساب".

كلمات كانت نابعة من طفلة صغيرة لكنها تحمل في ثناياها الكثير من المشاعر، التي تشاركها فيها كل طفلات فلسطين وتحديدًا قطاع غزة.

تركنا الصغيرات ومن نافذة المسجد بدا مشهد الأطفال عظيمًا حين كانوا يرددون خلف المُحفّظ، فليست الصغيرات فقط هنّ من قررن حفظه بل كثير من الذكور لهم نفس القرار.

اقرأ المزيد

alsharq برنامج الأغذية العالمي يدعو لفتح جميع المعابر لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في غزة

دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى فتح كافة المعابر مع قطاع غزة المدمر من أجل توسيع... اقرأ المزيد

88

| 05 نوفمبر 2025

alsharq ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار الفلبين إلى 46 قتيلاً

أعلنت السلطات الفلبينية ارتفاع حصيلة قتلى الإعصار كالماغي الذي ضرب البلاد إلى 46 شخصا، بينهم ستة أشخاص أفراد... اقرأ المزيد

90

| 05 نوفمبر 2025

alsharq وفاة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني

أعلن اليوم عن وفاة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق عن عمر ناهز 84 عامام. وذكرت أسرة ديك... اقرأ المزيد

126

| 04 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية