رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2117

الفوتوغرافية غادة المولوي لـ الشرق: العبرة بمن يمسك الكاميرا لا بنوعها

01 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
حوار: سمية تيشة

لا يقتصر شغف المصورة الفوتوغرافية غادة ناصر المولوي بالتصوير الفوتوغرافي على فضولها وحبها للاستكشاف، بل تحاول أيضا بعدستها الفاحصة رصد أسرار الجمال في الأماكن والطبيعة وتجسيده في لقطة تحكي هذا الشغف وهذا الفضول.

اكتشفت الفنانة الواعدة ولعها بالتصوير في سن مبكرة، وقد اكتسبت بمرور السنوات خبرات متنوعة، وبدأت تكرس جهدها وتركيزها على التصوير الفوتوغرافي في استوديوها الخاص، حيث تعد المشاعر والتجارب اليومية المصدر الأول الذي يلهم أعمالها، ومن خلالها تحاول الفنانة استكشاف الاستثنائي الكامن في المشاهد العادية ورصد اللحظات الفريدة التي تتوه في زحمة الحياة اليومية، في حين تستلهم من أعمال المصورين العظماء المبادئ التي تسير عليها.

دربت المولوي عينها خلال الدراسة الجامعية على رؤية العالم كعمل فني هائل ومتشابك، فأصبحت في حالة بحث مستمر عن الدهشة في الأشياء التي صنعها الإنسان لاستكشاف جمال خصائصها وموسيقى الهندسة الداخلية في تصميمها ومظهرها وألوانها، فـ :" رؤية الأشياء بعدسات وزوايا غير اعتيادية تكشف القصص المجهولة".

وحسبما تقول لـ الشرق فإن التصوير الفوتوغرافي يعد مغامرة استكشافية مليئة بالدهشة، تذكي جذوة فضولها وشغفها وتحفزها لمواصلة البحث، مما تحرص في هذه الرحلة على الانتباه واستيعاب اللحظات البسيطة المشحونة بالمشاعر الصامتة والاستماع عبر عدستها المرهفة لنبض الأشياء وحكاياتها المليئة بالشجن.

*تملكين موهبة التصوير الفوتوغرافي.. حدثينا كيف استطعتِ اقتحام هذا العالم؟

- بدأتُ كهاوية منذ كان عمري 13 عاما، حيث كنتُ أصور المحيطين بي، وكان لديّ شغف كبير بتوثيق اللحظات العائلية، ومع الدعم الكبير الذي حصلته خاصة من والديّ من توفير البيئة المناسبة، والإمكانيات التي تلزمني، أصبح الموضوع أكبر من هواية تمارس فقط، وما زاد شغفي أكثر للتصوير هو سفري إلى بريطانيا من أجل إكمال تعليمي، وآنذاك ركزتُ أكثر على التصوير، وخضت العديد من الدورات في المجال لتطوير قدراتي وإمكانياتي، حتى وجدتُ نفسي متمكنة أكثر في التصوير والتقاط الصور الفوتوغرافية.

* لماذا اخترتِ التصوير دون غيره؟

- بالنسبة لي أعتبر التصوير نوعا من أنواع التعبير عن الحرية بدون أي قيود، فيما أعتبره وسيلة إبداعية بلا حدود، فالتصوير يمنحني فرصة للنظر إلى الأشياء بمنظور جديد في الحياة اليومية التي نعيشها، وقد لا يرى ذلك الشخص العادي، تعودتُ أن تكون الكاميرا بين يدي، حتى أرى من خلالها الحياة بمنظور آخر، والمصور المحترف يحول أي شيء إلى عمل فني، وأكثر ما يسعدني في هذا المجال إثارة التساؤلات في نفس المتلقي وإتاحة الفرصة أمامه للتفكير والتأمل، وهذا الشعور يمنحني السعادة بأنني بلغتُ هدفي.

تجربة فريدة

*شاركتِ مؤخرا في معرض اكستنشنز مع مصممة المجوهرات غادة البوعينين.. حديثنا عن المعرض وعن هذه التجربة؟

- مشاركتي في معرض "اكستنشنز" تجربة لا توصف، وتعد الأولى من نوعها، لا سيّما وأن المعرض يجمع بين التصوير والمجوهرات، بالتعاون مع مصممة المجوهرات غادة البوعينين التي تتلخص رؤيتها ما بين جسد الإنسان والجسد المادي، إذ تعد المجوهرات طبقة أخرى للجسد، كما أن الجسد يعد قالبا للمجوهرات، فيما أروي أنا هذه القصة بعدستي من خلال التقاط مجموعة من الصور الاستكشاف الصلة بين التصوير الفني وشكل فني آخر وهو فن المجوهرات ووسع إبداعها، ولله الحمد حظي المعرض بإقبال كبير من قبل متذوقي الفن والتصميم لأنه يعد الأول من نوعه في الدولة.

* نعيش اليوم زمن التكنولوجيا والمتغيرات السريعة.. هل تجدين أن الصورة أداة مهمة في تغيير المجتمعات؟

- الصورة تغني عن ألف كلمة، وأغلب المصورين الذين حضرتُ معهم الدورات التدريبية يتفقون أن التصوير لغة عالمية، يتفاعل معها أي شخص مهما كان كبيرا أو صغيرا، ويتفاعل معها، بل ويتأثر بها، على عكس اللغات المكتوبة التي تختصر على فئة معينة، وتحتاج إلى إلمام تام باللغة المكتوبة.

*الأغلب يملك جهازا هاتفا خاصا به العديد من المميزات فيما يتعلق بالتصوير.. كيف يمكن التفريق بين المصور المحترف والهاوي؟

-بالنسبة لي كمصورة، أرى أن التصوير شغف ويعتمد على مدى ما يبذله المصور من جهد واجتهاد من أجل تحقيق رسالته والولوج في عمق النفس البشرية، فالتصوير غير متعلق بنوع الكاميرا أو حجمها، إنما متعلق بالشخص الذي خلف هذه الكاميرا وشغفه الكبير بفكرته وكيفية تطبيقها على أرض الواقع، والحقيقة أود هنا أن أشير إلى أن المصور يحتاج إلى العمل في بيئة مناسبة بعيدة عن الضغوطات النفسية والجسدية التي قد تواجه أي شخص في الحياة، لأن التصوير فن ويحتاج إلى صفاء الذهن.

صقل المهارات

* كل تجربة يخوضها المصور يتعلم فيها.. أبرز تجربة مررتِ بها في هذا المجال؟

- كل يوم أعيش تجربة تضيف لي وتصقل من مهاراتي، وتجربتي المميزة معرض "اكستنشنز"، حيث إنني لأول مرة أعمل على مدار ثلاثة شهور، حتى يخرج العمل بدقة وحرفية، تعاملتُ من خلالها مع مصممة المجوهرات غادة البوعينين، وعلى الرغم أن المجال مختلف إلا أن هناك نقاطا عديدة جمعتنا، لاسيما وأن غادة البوعينين تملك حسا فنيا كبيرا، لذا أعتبر هذه التجربة من أهم التجارب التي عشتها وأكسبتني الكثير من الخبرات والمهارات، والحقيقة كل تجربة أعيشها تعلمني وتزيد من خبرتي، وحاليا أعمل مع مجموعة من العملاء ومختلف الماركات وكل تجربة لها نكهتها الخاصة.

*متى سنرى معرضاً فنياً شخصياً لأعمالك ؟

-بعد تجربتي الأخيرة مع غادة البوعينين مصممة المجوهرات والتشجيع الذي وجدته والتفاعل الكبير مع المعرض والصور المعروضة، إلى جانب التفاعل الكبير الذي حظيت به صوري في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "إنستغرام"، بالتأكيد أصبح لديّ طموح كبير بإقامة معرض شخصي يحتضن أعمالي الفنية، ويتيح لي الفرصة بالتواصل مع الفنانين والوسط الفني في قطر، وبإذن الله سأسعى إلى ذلك والتوفيق من الله.

تجنب التقليد

* ما النصيحة التي توجهينها لكل من يود أن يخوض تجربة التصوير الفوتوغرافي؟

-نصيحتي لأي شخص يملك موهبة ما، عليه أن يسعى ويجتهد ويبحث عن الشغف الذي بداخله، ويحاول أن يترجم هذا الشغف على أرض الواقع، في حين عليه أن يتعلم ويكسب العديد من المعارف والمهارات وألا يكتفي بما لديه، ويحاول قدر المستطاع أن يطور من نفسه خاصة إذا كان في المجال الفني، لأن هذا المجال يحتاج إلى تطوير مستمر، والأهم من ذلك كله من الضروري أن تكون لدى الشخص الرغبة لمواصلة المشوار وأن تكون لديه بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره، بعيدا عن التقليد والتكرار لأن ذلك لن يضيف له شيئاً.

مساحة إعلانية