نوهت الهيئة العامة للجمارك بأهميةالإقرار الجمركي للمسافرين من قطر والقادمين إليها والحالات التي تستلزم تعبئته وعقوبة الامتناع عن ذلك أو تقديم معلومات خاطئة....
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
- بحث آفاق تطوير نماذج لغوية في سياقات رقمية -وضع أسس معرفية تمهّد لمشروعات بحثية -اقتراح حلول تعليمية للمعالجة اللغوية اختتم مؤتمر «الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية»، أعماله، والذي نظّمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعد يومين من النقاشات العلمية المكثفة التي تناولت قضايا الذكاء الاصطناعي اللغوي في علاقتها بخصائص اللغة العربية، وبحثت آفاق تطوير نماذج لغوية أكثر قدرة على تمثيل العربية في السياقات الرقمية المعاصرة. وشدد مشاركون في المؤتمر، على أهمية بناء ذكاء اصطناعي يستند إلى مرجعية ثقافية عربية واعية، وتطوير ذكاء اصطناعي عربي فعّال يقتضي الجمع بين الفهم اللساني العميق للغة العربية، والإطار المعرفي المنظِّم، وبناء الموارد والأدوات الحاسوبية المفتوحة، بما يضمن تمثيلًا أدقّ لخصائص العربية في تطبيقات المعالجة الآلية والترجمة. وأسهم المؤتمر، في تعميق النقاش العلمي حول موقع العربية في التحولات المتسارعة التي يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي، ووضع أسس معرفية ولسانية تمهّد لمشروعات بحثية مستقبلية تعزّز التكامل بين اللسانيات والذكاء الاصطناعي في السياق العربي. -قراءة تحليلية وخلال الجلسة الرابعة للمؤتمر، بعنوان «المحاولات العربية في بناء النماذج اللغوية»، برئاسة يحيى الحاج، قدّمت هند الخليفة قراءة تحليلية شاملة في واقع النمذجة اللغوية الآلية للعربية، واستعرض أحمد عبد العلي المشهد البياني العربي، مشدداً على أهمية الحاجة إلى تكامل الموارد لتطوير نماذج أكثر تمثيلًا للعربية. وتناولت رفيف السيد الفجوة الرقمية التي تعيق تطوير أنظمة توليد لغوي عربية موثوقة. وانعقدت الجلسة الخامسة بالعنوان نفسه، برئاسة محمد بباه، وقدّم عزّ الدين مزروعي عرضًا لمنصة «الخليل» بوصفها بنية مفتوحة لتعزيز التحليل الصرفي والنحوي العربي. وناقش ربيع أمهز ورزان حلبي منصة «يليل» للتدقيق في اصطفاف النصوص والكلام، كما قدّم قصي أبو عبيدة نيابة عن فادي زراقط مداخلة حول تحسين أداء النماذج اللغوية الضخمة وخفض كلفة تدريبها وتشغيلها للعربية باستخدام تقنية إعادة استعمال الرموز. واختُتمت الجلسة بمداخلة محمود الحاج حول مدونة «عرب-جوبز» بوصفها موردًا لغويًا متعدد الجنسيات لإعلانات الوظائف العربية. -خصائص اللغة وانعقدت الجلسة السادسة بعنوان «توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية»، برئاسة خالد الجبر، وتناول إدريس الرشقاوي خصائص اللغة العربية وتحديات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعليمها للناطقين بغيرها، مقترحًا حلولًا تعليمية قائمة على فهم أعمق للمعالجة اللغوية. كما ناقش محمد إسماعيلي علوي توظيف الذكاء الاصطناعي في إعداد الموارد والبيانات التعليمية الموجّهة لتعليم العربية، فيما استعرض محمد حاج إبراهيمومجدي حاج إبراهيم تجربة تعليم العربية في ضوء السياسات التعليمية في ماليزيا. وقدّم عبد الله يوسفي دراسة حول معالجة الأخطاء التركيبية باستخدام النماذج اللغوية الضخمة. وفي الجلسة السابعة المخصصة لـ «الترجمة إلى العربية في نماذج الذكاء الاصطناعي»، برئاسة محمد الشيباني، ناقش نضال شمعون أثر الذكاء الاصطناعي في الترجمة العلمية وخصوصية اللغة العربية. وقدّم الطيب دبة مقاربة لسانية في توصيف عمل العلامات والقرائن النحوية بوصفها خلفية ضرورية لمعالجة مشكلات الترجمة الآلية. كما تناول مراد دياني تحوّلات الكتابة الرقمية المعززة بالذكاء الاصطناعي، فيما عرضت إسراء محيسن دراسة مقارنة حول قدرة نماذج اللغة الكبرى، مثل ChatGPT وQwen، على ترجمة الأمثال العربية مع الحفاظ على دلالاتها الثقافية. -مرجعية عربية وجاءت الجلسة الثامنة بعنوان «السياقات الثقافية والمعرفية في نماذج الذكاء الاصطناعي»، برئاسة محمد حسانطيان، حيث ناقش فوزي حراق قضايا الخصوصية والأمان في استخدام النماذج اللغوية الضخمة، وقدّم سعد عبد الغفار دراسة تطبيقية حول تتبع الانزياحات الدلالية الزمنية للمفاهيم الثقافية في العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مستندًا إلى بيانات معجم الدوحة التاريخي. وتناول بشير نصري الأبعاد السوسيولوجية والمعرفية للنماذج الذكية العربية، مشددًا على ضرورة بناء ذكاء اصطناعي يستند إلى مرجعية ثقافية عربية واعية، فيما عرض حمدي مبارك نموذج «فنار» للذكاء الاصطناعي.
280
| 25 ديسمبر 2025
- دعم كامل من الدولة للمشروع بداية من الفكرة وصولاً إلى الاكتمال - استبعدنا مواقع التواصل الاجتماعي لضمان الدقة والموثوقية - بناء المدونة والببلوغرافيا وتجميع المادة المرقمنة أبرز التحديات - المعجم يتميز عن غيره كونه تاريخياً - استخراج المعاني من بطون السياقات عبر 20 قرناً من تاريخ العربية يمثل معجم الدوحة التاريخي للغة العربية مشروعاً لغوياً علمياً رائداً اعتمد منهج التتبع الزمني لألفاظ العربية ومعانيها في سياقاتها الموثقة، عبر مراحل تاريخية متعاقبة. واستغرق إنجازه عدة سنوات من العمل البحثي الجماعي، القائم على بناء مدونة نصية واسعة، وضبط مصادرها، وتدقيق مادتها. من هنا، تلتقي الشرق، د. محمد العبيدي، نائب المدير التنفيذي للمعجم، ورئيس وحدة الببلوغرافيا، والذي يلقي الضوء على بدايات الفكرة، مروراً بالانطلاق، وصولاً إلى مرحلة الاكتمال، وما بينهما من تحديات، يرصدها في هذا الحوار، خاصة وأنه أحد مؤسسي المعجم، والمقترحين لفكرته. كما يتناول الحوار قضايا منهجية تتعلق بمصادر الاستشهاد، وحدود الاعتماد على النصوص القديمة والحديثة، وطبيعة التعامل مع النقوش واللغات السامية، ومعايير إدراج المادة المعجمية واستبعادها، إضافة إلى رؤية القائمين على المشروع في ما يخص اللغة المعاصرة، والبيئة الرقمية، وما يفرضه ذلك من تحديات تتصل بالدقة والتوثيق، وتالياً تفاصيل ما دار: ◄ ماذا عن البدايات الأولى لانطلاق فكرة مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ثم الانطلاق، إلى ما شهدته من مراحل تطور، وصولاً إلى الاكتمال؟ بدأت الفكرة عام 2011، إلى أن انطلق المشروع في عام 2013، برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومن وقتها، ظلت تتسارع الجهود، لإنجاز هذا المشروع، حيث كان حلماً بعيد المنال، وفكرة عالقة، لم تستطع المعاجم اللغوية، أو الجامعات، أو المؤسسات المختلفة في العالم العربي، أن تنجزها، أو أن تنجز مشروعاً مماثلاً لها. -تفرد المعجم ◄ وما الذي يميز هذا المعجم عن غيره من المعاجم الأخرى، ويجعله متفرداً؟ هذا العمل ليس كغيره من المعاجم، فالمعاجم الأخرى، كلها معاجم مكررة، باستثناء معجم «العين»، الذي أسس لتاريخ اللغة العربية، واستقاها من أفواه الأعراب، كما أن المعاجم الحديثة للأسف الشديد، لم تحمل جديداً، أو تميزاً. ولذلك، لو تصفحنا أي معجم من المعاجم الحديثة، أو الأخرى الصادرة في العصور الوسطى، لوجدناها لا تحمل جديداً، بل تكراراً لما كان قبلها. أما معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، فهو المعجم الوحيد في تاريخ اللغة العربية، الذي يستخلص المعنى من بطون السياقات، ولذلك، نجد أن أول خطوة في بناء هذا المشروع، وهذه المدونة الضخمة أنها امتدت على مدى 20 قرناً، في تاريخ اللغة العربية الغنية، في كافة المجالات، من كتب اللغة والتفسير والعقيدة، والطب والهندسة والفلسفة والمنطق، وصولاً إلى العصر الحديث، بما فيها الصحافة ومواقع الإنترنت، ذات القيمة. -منهجية العمل ◄ وماذا كان موقف المعجم من النقوش القديمة للغة العربية؟ لقد عدنا إلى نقوش اللغة العربية القديمة، وإلى نظائر اللغة العربية في اللغات السامية المختلفة، فهذه المادة تم جمعها، وتأريخها، ونسبنا كل منها لصاحبها، وكنا في ذلك أمام مسؤولية كبيرة بالطبع، وحرصنا على تدقيق كل نص، بالبحث في بطون الكتب، فكنا نبحث عن قائله، ثم نقوم بالتأريخ له، مع التحقق من صحة الكتابة، والضبط. كما كنا نقف على كثير من التصحيحات، والأخطاء، ثم بعد ذلك نخضع هذه المدونات إلى التاريخ والتوسيم، بمعنى تصنيفها وفق الجذور وتحت كل جذر، ووفق المشتقات والمداخل المعجمية، ثم تحت كل مدخل من هذه المداخل، كنا نجد أحياناً لبعض الألفاظ مئات أو ملايين السياقات. وبحثنا كذلك عن اللفظ في أول استعمال له، ثم النظر إلى مراد قائله، في هذه السياقات، وظللنا نبحث في عشرات أو مئات السياقات، للعثور على المعنى أو اللفظ الجديد، ثم نذكره. كما أننا لم نذكر الكلمة، ومعناها، كما اعتادت بعض المعاجم، ولكننا كنا نذكر تعريفاً مفصلاً، مضبوطاً بالشكل، لننتقل بعد ذلك إلى الشعر، الجاهلي قبل الإسلام، ثم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، متدرجين في ذلك، وصولاً إلى العصر الراهن، للبحث فيما ورد بالصحف من مقالات، إلى غير ذلك. -مصادر البحث ◄ هل يعني هذا أن فريق المعجم بحث في كل الكتب والمخطوطات؟ لقد تركنا المخطوطات، بينما ركزنا على جميع الكتب، وتركنا منها ما ليس له قيمة، أو قليل القيمة، أو ما كان اختصاراً. ◄مع الإشارة إلى وصول المعجم إلى الوقت الحالي.. كيف تعاملتم مع مواقع التواصل الاجتماعي؟ لم يتم إلحاق مواقع التواصل الاجتماعي في حقول المعجم، لما فيها من عدم الانضباط، وافتقارها للمعايير، وأحياناً الموثوقية، في عدم دقة ما يتم بثه، أو نشره، نتيجة تداخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بغرض إحداث ما يعرف بالتزييف العميق. -دعم الدولة ◄ كيف تنظرون إلى جهود الدولة في إنجاز هذا المشروع اللغوي الرائد؟ حقيقة، جهود قطر ليست غريبة عليها، فهي دائماً جهود داعمة ومتميزة، حيث تتبنى الدولة مثل هذه المشروعات الضخمة للغاية، فمنذ أن طرحنا فكرة المشروع، وجدنا حماسة وترحيباً ودعماً وتأييداً على الفور، واستمر هذا الدعم، دون أي تدخل في محتوى المعجم، إلى أن وصل المشروع إلى مرحلة الاكتمال، والاحتفال به. -تحديات المعجم ◄ ما هو التحدي الأبرز الذي واجه فريق المشروع في مراحل إنجاز هذا المعجم؟ التحدي الأكبر تمثل في بناء المدونة، إذ حرصنا قبلها، على بناء ببلوغرافيا قوية للغاية، وسعينا إلى جمع كل ما كُتب باللغة العربية، ثم قمنا بتصنيفه وفق الحقول، وما وجدناه متوفراً من مادة مرقمنة، جمعناه، وما كان غير مرقمن قمنا برقمنته، بكل ما رافقت هذه المراحل من جهود كبيرة. وكان ثمرة هذا الجهد، أن وضعنا أيدينا على آلاف الكتب، وأصبحت متاحة حالياً.
328
| 24 ديسمبر 2025
أكد باحثون ومختصون في الدراسات اللغوية أن اكتمال مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل محطة مفصلية في تاريخ الصناعة المعجمية العربية، بوصفه أول معجم يؤرخ لألفاظ العربية تأريخاً علمياً دقيقًا عبر العصور. ووصفوا في تصريحات خاصة لـ الشرق إنجاز المعجم بأنه ثمرة جهد مؤسسي طويل، جمع بين المنهج العلمي الصارم والتقنيات الرقمية المتقدمة، وأسهم في إعادة بناء الذاكرة اللغوية العربية على أسس موثوقة، مؤكدين أنه أول عمل معجمي يوثق تطور الألفاظ العربية تاريخياً، ويحدد تحولات دلالاتها واستعمالاتها في سياقاتها الزمنية والثقافية المختلفة. وقالوا إنه ثمرة سنوات طويلة من العمل الجماعي المنظم، الذي تكاملت فيه الخبرة اللغوية مع التقنيات الرقمية الحديثة، بما أتاح بناء قاعدة معرفية دقيقة وموثوقة، تعيد للغة العربية تاريخها المدون وفق منهج علمي معاصر، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الدارسين والباحثين والمؤسسات الأكاديمية. -حمد البنعلي: يضيء العالم باللغة العربية يؤكد الباحث حمد خالد البنعلي، المتخصص في اللغة العربية وآدابها، أن إطلاق معجم الدوحة التاريخي يعد بادرة طيبة ومهمة، كونه المعجم التاريخي والأول من نوعه للغة العربية، ما يميزه عن سواه من المعاجم، إذ لا يعنى فقط ببيان معاني الكلمات، إنما يزيد على ذلك ببيان المعاني التاريخية للكلمات، وذلك باستعراض تطور معاني الكلمات، عبر الزمن. ويقول إن المعجم بذلك، يبرز حياة الناس في السابق، كما يثري المستخدمين، بتعزيز ما لديهم من معارف، ويكسبها لهم، إن لم يكونوا على معرفة بها، ما يجعله معجم ثورة على ما سواه من معاجم، خاصة أنه يظهر في زمن تغولت فيه اللغة الإنجليزية، واشتد فيه الغزو الفكري، فجاء كالشمس، يضيء العالم باللغة العربية. ويضيف أنه بذلك كنز يتيح للباحثين ثروة معرفية هائلة، تشتمل على أكثر من مليار لفظة، ما يجع منصة ثرية، يمكن العودة إليها كما يتيح دخول اللغة العربية إلى المجال البحثي العالمي، فضلاً عما يتيحه من دخول تطبيقات الذكاء الاصطناعي. -سالم القحطاني: المعجم يعكس تراكماً معرفياً يصف الباحث سالم القحطاني، اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بأنه حدث علمي وتاريخي بارز، ويأتي بعد سنوات عديدة من العمل الدؤوب، والاجتهاد البحثي، وتكامل الجهود بين الباحثين، وتضافر الإمكانات الفكرية والمؤسسية لتحقيق هذا الغرض. ويقول: إن المعجم يأتي في سياق دعم اللغة العربية، التي هى جزء من هويتنا العربية والإسلامية، فالهوية ترتكز على ثلاثة أجزاء، هى الدين واللغة والتاريخ، ولذلك، فحينما تتحدث عن اللغة، فإننا نتحدث بذلك عن الركن الثالث للهوية، وإن كان يقال إن الهوية كلها عربية، ما يجعل هذا الاكتمال حدثاً مباركاً وعظيماً. ويتابع: إن فوائد هذا المعجم ستكون كبيرة للغاية، سواء بالنسبة للباحثين أو المعجمين أو الشعراء، أو غيرهم ممن له اتصال بالضاد، ويتحدث باللغة العربية، إذ هناك قرابة، 200 مليون شخص، يتحدثون بها كلغة أم، مشيداً باهتمام دولة قطر بإطلاق هذا المعجم، ودعمه ورعايته. ويتابع: إن المعجم يعكس تراكماً معرفياً امتد عبر سنوات من البحث والتدقيق، وأسفر عن إنجاز أصبح يُجنى ثماره بوصفه أحد أهم المشاريع المعاصرة في خدمة اللغة العربية، مشيراً إلى أن هذا المشروع يندرج في سياق دعم اللغة العربية، وأن العناية بها، يعني العناية بجوهر الهوية وحفظها. ويقول إن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية، وأداة علمية مرجعية ينتفع بها الباحثون، ودارسو اللغة، وكل المهتمين بالعربية والناطقين بها، لما يوفره من توثيق تاريخي دقيق للألفاظ ومعانيها عبر العصور. -د. أحمد درويش: ذاكرة شديدة الاستيعاب للكلمة العربية يصف د. أحمد محمود درويش، دكتوراه في النحو والصرف والعروض، منسق اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، المعجم بأنه ذاكرة شديدة الاستيعاب للكلمة العربية، فهو يسجل تاريخ استعمال الكلمة ودلالاتها وتاريخ تحولاتها البنوية والدلالية عبر عصور وقرون تبدأ من القرن الخامس قبل الهجرة وتنتهي إلى يوم الناس هذا، وكما يقال دوما: الدليل عنوان الحجة، لذا وجدنا أن كل عمل عملوه شهدت عليه النصوص المتتالية؛إظهارا للدقة، وإقرارا بالتواظيف المختلفة، والاستعمالات المتعددة. ويضيف أن الأمم المتحضرة هي التي تعتني بلغتها وتحفل بوجودها؛لأنها المترجمة عن عاداتها وتقاليدها وأيامها البائسة والبئيسة، ورأينا أوروبا قد حفلت بذلك كما حدث في ألمانيا التي أحدثت معجما تاريخيا لكلماتها امتد تاريخ الكلمات لنحو 400 عام، وها هي إنجلترا تبدع معجما للغتها يستغرق سبعة عقود بدءا من 1857 إلى عام 1928. ويشير د.أحمد درويش، إلى فوائد المعجم، ومنها جمع التراث الأدبي والديني والعلمي والثقافي المبثوث في النصوص المحكمة، وبيان المتقدم من الألفاظ من المتأخر، وهذا يظهر مثلا في ترتيب الألفاظ، وتبيان ذلك أن مفهوم الحضارة أسبق عن العرب من مفهوم الثقافة، والحكم أسبق من العدل، والسلطة أسبق من الدولة، ومن فوائده بيان التغيرات الدلالة التي طرأت على اللفظ وفق السياقات والنصوص. ويؤكد أن الفائدة الأسمى لهذا المعجم هي أن تكون الأمة قادرة على إضفاء طابع النظام على فكر الأمة في سيرورته التاريخية، وهذا يظهر في مرآة اللغة بوضع الأمور في نصابها ومواقعها التي هي أحق بها، كما أن المعجم موسوعي الثقافة، ففيه الأدب والبلاغة والتاريخ والسير والتصوف والتفسير وعلوم القرآن والجغرافيا والرحلات والحديث وأصول الفقه والطب والصيدلة.
224
| 23 ديسمبر 2025
في إجماع أكاديمي لافت، اعتبر عدد من أساتذة الجامعات أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل منجزًا علميًا استثنائيًا يعكس رؤية دولة قطر في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها المعرفي، مؤكدين أن تدشين المعجم يشكل محطة مفصلية في مسار العناية بالعربية، بوصفها وعاءً للهوية والحضارة، وأداةً قادرة على مواكبة تحولات العصر الرقمي. وأكد الأكاديميون لـ «الشرق» أن المعجم لا يقتصر على جمع المفردات، بل يقدم قراءة تاريخية معمقة للغة العربية، تتبع اللفظة منذ أول ظهور لها، وترصد تحولات دلالاتها وسياقات استعمالها عبر العصور، وهو ما يضع العربية في مصاف اللغات العالمية التي تمتلك معاجم تاريخية رصينة، ويمنح الدرس اللغوي العربي نقلة نوعية في المنهج والرؤية والأثر. وأشاروا إلى أن القيمة العلمية للمعجم تتعزز بما اعتمده من مدونات لغوية موثقة وفق أصول البحث العلمي، وبما قام عليه من جهد مؤسسي جماعي شارك فيه نخبة من علماء اللغة، معتبرين أن هذا النهج طويل النفس يرفع المعجم من مستوى الاستشهاد إلى مستوى التحقيق العلمي، ويجعله مرجعًا أساسياً للباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم. وشدد الأكاديميون على أن معجم الدوحة التاريخي يشكل دفعة قوية لإحياء اللغة العربية وتعزيز ارتباط الأجيال بها، من خلال تقديمها بصورة معاصرة وجاذبة، قابلة للتكامل مع التعليم والإعلام والفنون والتكنولوجيا، بما يحول اللغة من مجرد ذاكرة محفوظة إلى واقع معرفي حي، ويعزز حضورها في الحياة اليومية، ويكرسها ركيزة أساسية للهوية والانتماء في زمن التحديات الرقمية. -د. حنان الفياض:مشروع علمي يعيد تشكيل المشهد المعرفي العربي قالت الدكتورة حنان الفياض، عضو هيئة التدريس في جامعة قطر، إن تدشين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، صباح الاثنين 22 ديسمبر، معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يجسد قدرة دولة قطر على تقديم مشروع علمي رائد للأمة العربية، مؤكدة أن المعجم لا يمثل الخطوة الأولى لقطر في حفظ اللغة العربية وهويتها، لكنه يعبر بوضوح عن رؤية علمية قادرة على إعادة تشكيل المشهد المعرفي العربي. وأوضحت الفياض أن معجم الدوحة التاريخي يشكل نقلة نوعية في الدرس اللغوي العربي، لكونه أول مشروع عربي يتعامل مع اللغة بوصفها كائنًا تاريخيًا حيًّا، حيث يُعالج المدخل المعجمي باعتباره حدثًا زمنيًا لا مجرد جمع للمادة اللغوية، وهو ما يمنحه تميزًا نوعيًا في الرؤية والمنهج والأثر. وأضافت أن تأريخ المفردات، عبر تتبع اللفظة منذ أول ظهور لها، ورصد تحولات معناها وتوسعاتها التداولية أو انحسارها، يمثل جهدًا علميًا كانت اللغة العربية في أمسّ الحاجة إليه، خاصة في ظل ما يشهده الواقع المعرفي من تخبط، وتراجع في استخدام المفردات العربية، وتأثر الأجيال بصراع اللغات الأخرى. وأكدت الفياض أن الأهمية الخاصة للمعجم تعود كذلك إلى اعتماد مدونة لغوية موثقة وفق أصول البحث العلمي، ما يرفع قيمة الاستشهاد إلى مستوى التحقيق العلمي، فضلًا عن المنهج المؤسسي طويل النفس الذي اعتمد عليه المشروع، ومشاركة نخبة واسعة من علماء اللغة في العالم العربي، وهو أمر نادر في تاريخ المعاجم العربية التي غلب عليها الطابع الفردي. وختمت بالقول إن معجم الدوحة التاريخي ينجح في تحويل اللغة العربية من ذاكرة محفوظة إلى واقع معرفي حي، يخدم اللغة ويحفظ تاريخها، ويجعلها أقرب إلى مستخدميها، وأيسر لطالبيها، وأكثر قدرة على مواجهة محاولات التهميش. -د. طالب العذبة:معجم الدوحة التاريخي يحفظ للغة العربية هويتها قال الدكتور طالب محمد العذبة إن معجم الدوحة التاريخي يحفظ للغة العربية هويتها، ويعتبر خطوة جميلة في تحقيق الإرث العربي بصورة حديثة، خاصة أن هذا المعجم متطور يعرف الكلمات وتاريخها وسياقها الزمني بالإضافة إلى أنه يوسع مفهوم القراءة والمعاني للقارئ ويمكنه من الانتقال من زمن إلى آخر مع تطور الكلمة باللغة العربية الفصحى. وأضاف: «معجم الدوحة التاريخي أطلق في زمن يعاني من مواجهة تحديات التكنولوجيا، بحيث إن هناك تدفقا كبيرا للمعلومات في الفضاء الإلكتروني، ومع وجود هذا المعجم الحديث قد يسهم ذلك في جمع جميع الكلمات ويرصد تطور المفردة من زمن لآخر، وهنيئا لدولتنا الغالية قطر على هذا المعجم التاريخي». وأكد أن إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يعد محطة مفصلية في مسيرة العناية باللغة العربية، ومنجزا علميا رائدا يعكس وعيا عميقا بأهمية التوثيق التاريخي للغة بوصفها وعاء للهوية والحضارة. ولفت إلى أن هذا المعجم لا يكتفي برصد المفردة ومعناها، بل يؤرخ لها عبر سياقاتها الزمنية المختلفة، متتبعا تطور الدلالة والاستعمال منذ أقدم النصوص العربية، وهو ما يضع اللغة العربية في مصاف اللغات العالمية التي تمتلك معاجم تاريخية رصينة. وأوضح أن هذا المشروع العلمي الضخم يعكس المكانة التي وصلت إليها دولة قطر في دعم البحث العلمي والمعرفي، ويجسد رؤية ثقافية بعيدة المدى تستثمر في اللغة بوصفها ركيزة من ركائز النهضة الفكرية، مؤكدا أن معجم الدوحة التاريخي سيكون مرجعا أساسيا للباحثين والدارسين والمهتمين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم. - د. لطيفة المغيصيب: إضافة رائدة لترسيخ مكانة العربية في عصر الرقمنة ترى الدكتورة لطيفة المغيصيب رئيس قسم التربية الفنية في جامعة قطر، أن اكتمال «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية» وافتتاحه امس يمثل إضافة رائدة لدولة قطر، تعكس حرصها البالغ على ترسيخ مكانة اللغة العربية كلغة القرآن الكريم ووعاء الثقافة الإسلامية، ودعامة أساسية لتقدم الحضارة العربية في عصر الرقمنة والتكنولوجيا. وأشارت إلى أن هذا المشروع يعيد تأصيل روح العروبة، ويُمكِّن المثقفين والباحثين والمهتمين من التعمق في اللغة العربية بأساليب حديثة وجذابة ومعاصرة، تتناغم مع تطورات العصر وتلبي احتياجاته المتسارعة. وشددت د. المغيصيب على أهمية دمج مثل هذه المبادرات مع التربية الفنية والتعليمية، ليصبح المعجم أداة حية في الفصول الدراسية والورش الإبداعية، حيث يجمع بين التراث اللغوي والابتكار الرقمي لإثراء الخيال الثقافي لدى الشباب. واكدت أن هذا الإنجاز خطوة استراتيجية يُعد نحو بناء جسر بين الماضي اللغوي والمستقبل الرقمي، من خلال توفير منصات تفاعلية تتيح للأجيال الجديدة استكشاف كنوز العربية بطرق ممتعة، مما يعزز الارتباط العاطفي والفكري باللغة ويحولها إلى أداة إبداعية في مجالات الفنون والإعلام والتكنولوجيا - د. أحمد الساعي: المعجم دفعة قوية لإحياء اللغة وتعزيز الهوية أكد الدكتور أحمد الساعي، الأستاذ بكلية التربية في جامعة قطر، أن اكتمال مشروع «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية» يمثل خطوة مفصلية في مسار إحياء اللغة العربية وتعزيز حضورها في وجدان الأجيال الناشئة، لافتا إلى أننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى مبادرات منهجية تعيد تقديم العربية بصورة جاذبة، خاصة في ظل شيوع الانطباع الخاطئ بأنها لغة صعبة أو معقدة، بينما تتطلب في الحقيقة تهيئة بيئات تعليمية مناسبة وبعض التنظيم في طرق تعليمها واستخدامها. وأشار إلى أن هذا المعجم يرتقي باللغة العربية من خلال توثيق استعمالاتها التاريخية وإبراز ثرائها الدلالي، واستحداث أو تثبيت مصطلحات ذات أُلفة لدى المتحدثين، بما يحفظ للناطق العربي هويته اللغوية، ويسهم في بناء ذاكرة لغوية مشتركة بين أبناء الفصحى في مختلف الأقطار. وأوضح د. الساعي أن هذه المبادرة تشكل رسالة دعم معنوي قوية من الدولة لمكانة اللغة العربية، وتعطي دفعة جديدة لاستخدامها في التعليم والإعلام والبحث العلمي، بما ينعكس على إحياء العربية وانتعاشها من جديد بعد فترات من التراجع أو التهميش في بعض السياقات. وأضاف أن هذه المشاريع المعجمية تتكامل مع جهود أوسع في تطوير مناهج اللغة العربية، وإعداد معلمين مؤهلين، وتشجيع الإنتاج الثقافي والإعلامي الراقي باللغة العربية، حتى تتحول هذه المنجزات من مجرد مشروعات مرجعية إلى قوة فاعلة في الحياة اليومية للطلاب والشباب، تعزز ارتباطهم بلغتهم وتزيد من فخرهم بالانتماء إليها.
224
| 23 ديسمبر 2025
كرم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الخبراء والباحثين والمحررين الذين عملوا على إكمال مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في مختلف مراحل إنجازه، تقديرا لجهودهم العلمية وعطائهم البحثي وخدمتهم الكبيرة للغة العربية. وفي هذا السياق، أعرب المكرمون عن بالغ سعادتهم بتكريم سموه لهم، ورعاية سموه للمعجم، مؤكدين أن المعجم أسس لمسار جديد في العمل المعجمي العربي، من خلال اعتماده التأريخ الدقيق للألفاظ وربطها بتحولاتها الدلالية عبر العصور. ووصفوا المعجم بأنه عمل علمي مركزي يعيد بناء الوعي بتاريخ اللغة العربية ويضعه في إطار منهجي معاصر. مؤكدين أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يعد درة المعاجم اللغوية في العالم العربية، كما أنه يعد بداية النهوض الحقيقي للأمة العربية. -د. رمزي بعلبكي:دعم قطر للمعجم ذلل كافة التحديات وعن أبرز التحديات، التي واجهت مشروع المعجم، خلال مراحله، يحددها د.رمزي بعلبكي، رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في إثبات صحة تأريخ الكلمات، عند رصد شواهدها عبر القرون المختلفة، بهدف تحري الدقة، بالإضافة إلى صعوبة معرفة الزمن الحقيقي، الذي نشأ فيه استعمال الكلمات، والمواضع التي وردت فيها. لافتاً إلى أن أحد التحديات أيضاً، تعدد جذور كلمات اللغة العربية، إذ يرصد المعجم كل مفردة منها على حدة، ويحدد لها سجلاً يتضمن نشأتها ومعناها، ثم يرصد مراحل تطورها، والمصطلحات التي تولدت عن هذه المفردات. ويقول: إنه رغم كل هذه التحديات، إلا أن جهود دولة قطر لرعاية هذا المشروع، وتشجيعه واحتضانه، كان له الأثر البالغ في إنجازه، ولذلك يستحق أن يكون معجماً تاريخياً، يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر، لافتاً إلى أن ذلك ليس بجديد على الدوحة التي ترعى العلماء في مختلف المجالات، فضلاً عن المشاريع العلمية واللغوية الكبيرة، انطلاقاً من أن اللغة هي التي ينطلق منها أي مشروع نهضوي، مؤكداً أن أهم ما يميز العمل أيضاَ، تلك الأجواء التي صاحبت الاحتفال باكتماله، بعدما أصبح عملاً مميزاً. -د.مقبل الأحمدي:المشروع أثمر مدونة ضخمة تليق باللغة العربية يقول د.مقبل التام الأحمدي، رئيس وحدة التحرير المعجمي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، إن المشروع أثمر مدونة ضخمة لهذا المعجم، تليق باللغة العربية، ما يجعله إنجازاً حضارياً ومعرفياً يتجاوز حدود التوثيق اللغوي إلى إعادة بناء الذاكرة التاريخية للعربية، مشيراً إلى أن انجاز العمل على جهد جماعي دقيق. ويتابع: إن ثراء اللغة العربية، وما تزخر به من كلمات ومعان، كانت أحد أهم التحديات التي واجهت فريق التحرير، أثناء إنجاز هذا العمل، إذ أن مفرداتها تعد من أعظم اللغات في العالم، حيث تربو على ملايين الكلمات، ولذلك كانت هناك صعوبة في حصرها، غير أنه نتيجة للدعم السخي من دولة قطر، تم التغلب على هذا التحدي وغيره، لإتمام المشروع. ويلفت د.الأحمدي إلى أهمية استمرارية تحديث المعجم، فيما يطرأ علي كلمات اللغة من تطور، تتطلب تحديثاً لها، خاصة وأن المعجم التاريخي يكون اكتماله الحقيقي، يوم اكتمال مادته، ليتشكل شكله النهائي بعدها. ويقول: إن المعاجم السابقة للغة العربية، تعد معاجم لغة ومعانٍ، بينما معجم الدوحة، يعتبر معجماً تاريخياً، لرصده الألفاظ بحسب أقدم سياق لها، ثم متابعة كافة تطور دلالتها في المعاني، إلى آخر سياق وصلت إليه حالياً. -د.عز الدين البوشيخي:الدوحة التاريخي دُرة المعاجم اللغوية يصف د.عز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المعجم، بأن أهم ما يميزه، أنه تاريخي، وأن هذه الميزة هى بوصلة المعاجم التاريخية، والتي توفر معلومات تاريخية لكل لفظ ولكل معنى عبر استعمالها عبر خط الزمن، وهذه الخصيصة، وإن بدت سهلة المنال، إلا أن تحقيقها صعب للغاية، كونها تتطلب شروطاً، منها توفير مصادر للغة العربية ونصوصها، على مدى 20 قرناً، وتحويل هذه النصوص إلى مدونة لغوية، وكذلك جمع الألفاظ والجذور، لبناء مدخل لكل لفظ عبر رصد تحولاته الزمنية، إلى الانتهاء لبناء حياة لكل كلمة من كلمات اللغة العربية. ويثمن جهود دولة قطر في إنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، كغيره من المشاريع العلمية الكبيرة، التي تنجزها الدولة، وتوفر لها كافة إمكاناتها لإتمامها. ويقول إن العمل بدأ في العام 2013، بمشاركة أكثر من 500 خبير، إلى أن اكتمل إنجازه، والإعلان عنه خلال الحفل الذي أقيم اليوم، حيث تمكن عبر منهجية استند إليها، المشاركون في إعداده، قسموا خلالها تاريخ اللغة العربية، إلى ثلاث مراحل، الأولى تتعلق بأقدم نص موثق، يعود للعام 200 هجري، بينما ارتبطت المرحلة الثانية بالفترة من 201 إلى 500 هجرية، بينما تطرقت المرحلة الثالثة إلى الفترة من 501 إلى اليوم. ويتابع: إنه بين كل هذه المراحل، مراحل أخرى صغيرة، وأنه نتيجة هذه المنهجية التي اعتمدها المعجم، تم توفير مصادر لكل مرحلة، إلى أن تم تحويل هذه المصادر إلى مدونة مرقمنة، سهلة البحث، ليتم الانطلاق من هذه المدونة إلى مداخل معجمية لكل لفظ ومصطلح من ألفاظ اللغة العربية ومصطلحاتها، حتى تمكن المشروع من بناء قرابة 300 ألف مدخل معجمي ومدونة نصية، تحوي قرابة مليار كلمة. -د.علي الكبيسي:اكتمال المعجم يبعث على الفخر بإنجازه يؤكد د.علي أحمد الكبيسي، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن المشروع ظل منذ انطلاقته، مدعوماً من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأن رعاية سموه أسهمت في إتمام هذا المشروع، بعد عمل ضخم، عمل عليه فريق من المتخصصين في اللغة، فضلاً عن دور المحررين، والمراجعين، والمعتمدين، ما يضفي عليه مصداقية علمية كبيرة. ويقول د.الكبيسي: إن المعجم يقدم فكرة عن المعاني المتقاربة، سواء للفظة الواحدة، أو لعدة ألفاظ، كما يتيح استقراء الشواهد، سواء من القرآن الكريم، أو الحديث النبوي الشريف، أو الشعر، ما يعكس رصده لتطور الألفاظ في اللغة العربية، والوقوف عند كافة مراحل تطور الكلمات العربية، ما يجعله ثروة لغوية كبيرة. ويضيف أن اكتمال المعجم يبعث على الفخر بإنجازه على هذا النحو، بعدما استغرق قرابة 13 عاماً، لافتاً إلى أن أحد أهم مميزاته، رصده لتطور ألفاظ تطور اللغة العربية عبر الزمن، أي منذ أول استعمال لها، وحتى الوقت الحاضر، وتوثيق ذلك بالشواهد التي قيلت فيها، لتكون مصداقاً للمعنى الذي عُرفت به، حتى يكون المعنى مطابقاً لنفس اللفظ الوارد في سياقه، وبالتالي يستطيع من يتصفح هذا المعجم أن يلاحظ التطور الدلالي للكلمة العربية من خلال تواريخ استعمالها. -د.خالد الجبر:المعجم يمثل بداية النهوض الحقيقي للأمة يصف د.خالد الجبر، خبير لغوي (مُعتمد) بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المعجم، بأنه معجم خاص، بمعنى اختلاقه عن المعاجم العامة في اللغة العربية، والتي تبدأ من معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، حتى معجم تاج العروس، بجانب المعجم الكبير، والآخر الوسيط في اللغة العربية، والذي أخرجه مجمع اللغة العربية في القاهرة، أوائل عقد الستينيات في القرن الماضي. ويقول: لذلك، فإن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يختلف عن سائر المعاجم العربية في هذه الصفة، كونها معاجم عامة، لاتتضمن ترتيباً للألفاظ والمعاني بحسب السياقات التاريخية، مؤكداً أن معجم الدوحة تجاوز أيضاً المعاجم العربية الكلاسيكية كلها، في مسألة عصور الاحتجاج، حيث تبدو فيه شواهد خارجة عن عصور الاحتجاج. ويتابع: إن الشواهد في هذا المعجم، ممتدة من أقدم نص عربي، حتى عام 2023، وبالتالي فإن مفهوم عصور الاحتجاج، الذي كان قائماً وقيداً على اللغة العربية، ذات حين من الزمن، وسارت عليه المعاجم كلها تقريباً، لم توظف عصور الاحتجاج على الاطلاق، حتى 175- 200 هجرية، غير أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، تجاوز كل ذلك، حيث اعتبر كل من تكلم العربية، هو عربي، وأن العربية التي وردت على لسانه، هى عربية صالحة، ما دامت فصيحة، وهى عربية قابلة للاحتجاج بها. ويلفت د.خالد الجبر إلى ميزة أخرى لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، تكمن في أن هذا المعجم استقصائي، أي استقصى كل معاني الألفاظ في العربية، ورتبها ترتيباً تاريخياً، ولذلك اعتمد مدونة ضخمة للغاية، غير أنه لم يستقصِ كل كتاب أو كل ما كُتب ونُشر بالعربية في وسائل الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي. ويؤكد أن هذا المعجم، سيكون له ما بعده، لأنه يمثل بداية النهوض الحقيقي لهذه الأمة، والتي هى الآن في حالة تململ حضاري، ولذلك، فإنه وضع اللبنة الحقيقية والأولى لنهضة عربية تنويرية جديدة، وارتباطها بوحدة اللسان العربي، ما يجعله معجماً مختلفاً عن كل ما أنتجه العرب، والذين كانوا أسبق الأمم في إنتاج المعاجم، ما يجعل معجم الدوحة دُرة وقمة حقيقية للصناعة المعجمية العربية، ومن هذا الباب، فإن اللغة العربية اكتسبت بعداً جديداً وخاصاً بهذا المعجم، وتوحدت في لسان واحد، وبعد زمن ستبدو آثاره المستقبلية جلية. -د.عبدالسلام المسدي:إنجاز متفرد لحماية اللغة يؤكد د.عبدالسلام المسدي، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن اللغة العربية في حاجة ماسة إلى أن تتكامل مع تاريخها، وأن تزداد إشعاعاً في الزمن الراهن، خاصة وأنها من اللغات التي تحمل أمانة ثقيلة، كونها لغة القرآن الكريم، ولذلك تعتبر لغة متميزة تلقائياً، بشكل موضوعي، وليس بشكل حماسي. ويصف د. المسدي معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بأنه إنجاز متفرد، لاعتماده على مقومات، أبرزها الوصول إلى مستويات رفيعة في البحث، والتخصص الدقيق، ما يعكس أهمية اللغة العربية، ومقاربتها مع اللغات الأخرى. - د. محمد الطيان: ذاكرة العرب يوجه د. محمد حسان الطيان، عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الشكر إلى دولة قطر، لتوفيرها كافة أشكال الدعم والرعاية لإتمام هذا المشروع الكبير، الذي واجه الكثير من التحديات، نتيجة ضخامته، وكثرة مراجعه، التي تم الاعتماد عليها، حتى تتفجر المعرفة، في كل ما يتعلق بكلمات اللغة العربية. ويصف د.الطيان المعجم بأنه ذاكرة الأمة، معرباً عن سعادته بالعمل في هذا المشروع، منذ نشأته عام 2013، وإطلاعه على اعتماد المواد، انطلاقاً من ضرورة تمرير ما يتم تحريره ومراجعته، ثم اعتماده، لضمان الموثوقية للألفاظ، ووصولاً إلى توخي كافة أشكال الدقة. -د. رشيد بلحبيب: هدية قطر إلى الأمة في اليوم العالمي للغة العربية أكد د.رشيد بلحبيب، نائب المدير التنفيذي السابق لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ورئيس اللجنة العلمية للمعجم، أن المعجم بعد اكتماله يمكن وصفه بأنه هدية من دولة قطر إلى الأمة، وأن هذا الحفل يأتي متزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية، ما يضفي على الحفل ميزة أخرى. ويقول: إن المعجم سيتيح للقارئ العربي التعرف على أصل الكلمة في اللغة العربية، وسيرتها الذاتية، حينما استخدمت أول مرة، وصولاً إلى العصر الحاضر، كما يتيح التعرف على الألفاظ ودلالتها اللغوية، وكذلك التعرف على دلالتها الاصطلاحية، وعلى المفاهيم العلمية والحضارية، كما سيتيح للقارئ العربي المقارنة بين المعاني التطويرية للألفاظ في اللغة، وبين نظيراتها، فضلاً عما سيتيحه للباحث من استخلاص عدد من المشاريع العلمية الكبرى، من خلال هذا المعجم.
80
| 23 ديسمبر 2025
-وزيرة التربية والتعليم: قطر قادرة ومؤهلة لاحتضان مشروعات فكرية ونهضوية -د.سالم المالك: المعجم قيمة علمية رفيعة في خدمة اللغة العربية -د.عزمي بشارة: المعجم يسهم في تطوير التطبيقات العربية للذكاء الاصطناعي -د.محمود السيد: المعجم يتيح للباحثين إمكانات علمية جاءت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، للحفل، الذي نظمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تتويجاً لمسيرة هذا المشروع، الذي انطلق العمل عليه في عام 2013. كما جاء تكريم سمو الأمير المفدى، لخبراء معجم الدوحة التاريخي للغة العربية من العلماء والباحثين والمحررين، الذين أسهموا في إنجاز هذا المشروع المعجمي الرائد، تقديراً لجهودهم العلمية المتواصلة، وإسهاماتهم النوعية في إخراج هذا العمل المعجمي إلى حيز الاكتمال، وإيماناً بأن المعاجم التاريخية الكبرى لا تنجز إلا بتضافر الجهود، ضمن رؤية مؤسسية طويلة المدى. -إشعاع عالمي وحضر الحفل عدد كبير من المثقفين والباحثين والأكاديميين في قطر والعالم العربي، حيث شكل الحضور المتنوع مناسبة علمية جامعة، أكدت أن معجم الدوحة التاريخي بات مشروعاً عربياً ذا إشعاع عالمي، يضع اللغة العربية في قلب النقاشات اللسانية المعاصرة، ويعزز حضورها في البحث العلمي الدولي. وجاء الحدث تتويجاً لمسار علمي طويل امتد لعدة سنوات، أُنجز خلاله أحد أكبر المشروعات اللغوية العربية في العصر الحديث، وأحد المعاجم التاريخية القليلة عالمياً التي اعتمدت منهجاً علمياً دقيقاً في توثيق تاريخ الألفاظ العربية وتطور دلالاتها عبر العصور، انطلاقاً من أقدم النصوص العربية الموثقة، وصولاً إلى الاستعمالات الحديثة والمعاصرة. وعكس هذا الحضور، المكانة العلمية للمشروع وأهميته، إذ شارك فيه ممثلو منظمات إقليمية ودولية، ونخبة من علماء اللغة العربية، ورؤساء المجامع اللغوية العربية، إلى جانب كبار المستشرقين المهتمين بالدرس اللغوي العربي، فضلا عن أعضاء المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، وخبرائه وباحثيه الذين أسهموا في إنجاز هذا العمل المعجمي المميز. ويمثل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية محطة مفصلية في مسار البحث اللغوي العربي، إذ يقدم معجماً تاريخياً شاملاً يكشف عن تحولات الكلمة الدلالية والصرفية والاستعمالية على امتداد ما يزيد على عشرين قرناً. وتضمن الحفل كلمات لمسؤولين وعدد من الشخصيات العلمية والفكرية البارزة، أكدوا خلالها تفرد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ورصده لحياة الكلمة في سياقاتها الزمنية والمعرفية والحضارية. -بناء المعرفة وفي هذا السياق، أكدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، خلال كلمتها، المكانة المحورية لمعجم الدوحة التاريخي، ودوره الفاعل في دعم تعليم اللغة العربية، مشددة على أهمية الاستثمار في المشاريع اللغوية الكبرى، بوصفها ركيزة أساسية لبناء المعرفة، وصون الهوية الثقافية، وترسيخ مكانة اللغة العربية في الحاضر والمستقبل. وأوضحت أن اكتمال المعجم، لا يجب أن يقف عند حدود مشروع لغوي رائد، وهو كذلك، وإنما عليه أن يكون استهلالاً، وأرضاً خصبة لمشروع نهضوي أشمل، مشيرة إلى أن المعجم يمثل الجدية والاستمرارية، بالإضافة إلى القدرة على الجمع والتأليف، بعدما أصبح العمل الفكري الجاد والمستمر في العالم العربي، يعاني من غياب سوق رائجة له، في ظل ما يُطلق عليه الحالة الموسمية في المشهد الفكري والثقافي العربي. وأكدت سعادتها أن أهمية المعجم تكمن في عدة عناصر، منها جديته، وطبيعته التراكمية، علاوة على المؤسسة الحاضنة له، والتي تتمتع بغزارة الإنتاج، بالإضافة إلى زخم التأليف والترجمة والبرامج الأكاديمية. وقالت سعادة الوزيرة إن المعجم نجح في صهر التباينات بين المشتغلين عليه، في ظل اختلاف مشاربهم، وانتمائهم إلى مدارس فكرية متباينة، إلا أنهم اجتمعوا وعلى مدى أكثر من 10 سنوات في سبيل انجاز مشروع جامع ونافع، وضمن إطار منهجي، أسفر عن فتح آفاق معرفية، فريدة ورائدة، ظلت أجيال سابقة تحاول بلوغها، في عالم عربي مات فيه الحوار منذ زمن، نتيجة ما يعانيه من حالات استقطاب. وأضافت وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي أن اكتمال المعجم، يؤكد أن العلم رحب بين أهله، وما يزال ممكنا في الوطن العربي، في ظل توفر الموارد والمساحات الآمنة لحوار حقيقي، فضلاً عن الاشتباك المعرفي البناء، والمقاربات العلمية، والمشروعات الجادة والنافعة. وأكدت سعادتها أن الدوحة التي مدت ظلالها وارفة في الماضي، ليفد إليها مفكرون ومثقفون ومبدعون، قادرة ومؤهلة لتلعب دوراً خلال المرحلة المقبلة، لاحتضان مشروعات فكرية ونهضوية، تسهم في تحريك عجلة التاريخ، لصالح الأمة، ولصالح الإنسان المعاصر، الذي ترفض فطرته أن يكون سلعة اقتصادية. -منهجية المعجم ومن جانبه، شدد د.عز الدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، على الأهمية العلمية والمنهجية البالغة لهذا المشروع المعجمي الرائد، بوصفه ثمرة عمل مؤسسي تراكمي امتد لسنوات طويلة. ووصف المعجم بأنه يمثل مشروعاً علمياً جاداً، يتميز بعمقه المعرفي والتاريخي، ويهدف إلى حفظ الهوية اللغوية للغة العربية، ويعيد للأمة الثقة في ذاتها وفي قدراتها، ويحيي لديها الأمل في تحقيق طموحاتها الحضارية. وقال إن هذا الإنجاز يمثل ثمرة جهد علمي كبير، وتعاون ممتد بين نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في اللغة العربية، وأنه لم يكن مجرد مشروع لغوي تقليدي، بل رؤية معرفية شاملة تستهدف خدمة العربية وتوثيق تاريخها وتطور ألفاظها ودلالاتها عبر العصور. وتابع: أن العمل في المعجم واجه تحديات علمية ومنهجية كبيرة، نظراً لتعدد المصادر وتنوع الاستعمالات اللغوية، إضافة إلى الحاجة للتدقيق والتحقيق في المصطلحات في مختلف المجالات العلمية والمعرفية، مشيراً إلى أن الفريق حرص على تقديم مادة علمية دقيقة تلبي احتياجات الباحثين والمهتمين باللغة العربية. وأشاد د.البوشيخي بالدعم الكبير الذي حظي به المعجم، وأن هذا الإنجاز ما كان ليرى النور لولا تضافر الجهود والإيمان بأهمية خدمة اللغة العربية، مشدداً على أهمية مواصلة العمل والبناء على ما تحقق، حتى يظل المعجم مشروعاً متجدداً يخدم الأجيال القادمة. -قيمة علمية وبدوره، أكد د.سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، أهمية القيمة العلمية الرفيعة لمعجم الدوحة التاريخي، وبأهميته في المشهد الحضاري والثقافي واللغوي، عربياً ودولياً، مشيراً إلى ما يمثله المعجم من إضافة نوعية إلى الجهود الرامية إلى خدمة اللغة العربية. وأعرب عن تقديره لاحتضان دولة قطر لهذا المشروع، ولرعاية سمو الأمير المفدى له، في لفتة عكست عمق الاهتمام بالثقافة واللغة، مؤكداً استعداد المنظمة لخدمة المعجم بكل إمكاناتها، ليعم خيره الدول العربية والإسلامية كافة.وألقى د.محمود أحمد السيد، رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق، كلمة، أشاد خلالها بالدور المحوري لمعجم الدوحة التاريخي في توثيق تاريخ اللغة العربية، وخدمة البحث المعجمي واللغوي. ولفت إلى ما يتيحه المعجم من إمكانات علمية غير مسبوقة للباحثين والدارسين، داعياً إلى ضرورة الارتقاء باللغة العربية، والنهوض بها، والاستثمار فيها، بما يضمن لها استعادة مكانتها اللائقة في مجالات المعرفة والبحث العلمي. -بعد حضاري ومن جانبه، شدد د.عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على أهمية البعد الحضاري والمعرفي لاكتمال هذا المشروع اللغوي العربي الكبير، وما يحمله من دلالة واضحة على قدرة العمل العلمي العربي المؤسسي على إنجاز مشروعات معرفية استراتيجية طويلة الأمد. وشدد على أهمية مدونة معجم الدوحة التاريخي، وأنها لا تقتصر على خدمة الباحثين والمهتمين باللغة العربية، بل تتجاوز ذلك إلى الإسهام في تطوير التطبيقات العربية للذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، ثمن احتضان دولة قطر لهذا المشروع العلمي الوازن، داعياً إلى دعم المبادرات اللغوية والمعرفية التي تخدم اللغة العربية وتعزز حضورها في العصر الرقمي. -خدمة الضاد واختُتم الحفل في أجواء احتفائية عكست الاعتزاز بهذا الإنجاز العلمي العربي الكبير، والتطلع إلى ما يفتحه من آفاق جديدة في البحث العلمي وخدمة اللغة العربية، إذ أكد الحضور أن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية لا يمثل نهاية مشروع، بل بداية مرحلة جديدة في توظيف هذا المورد المعرفي في خدمة اللغة العربية ومستقبلها. وفي هذا الإطار، يسجل معجم الدوحة التاريخي للغة العربية باكتمال مشروعه، إسهاما نوعيا في إعادة بناء الوعي بتاريخ العربية، وترسيخ مكانتها لغة حية قادرة على التجدد، ومواكبة متطلبات العصر، والمشاركة الفاعلة في المشهد المعرفي العالمي.
604
| 23 ديسمبر 2025
- هذه مناسبة لشكر كل من ساهم في هذا المنجز الحضاري التاريخي أكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، يعزز بمادته الثرية تمسك شعوبنا بهويتها وانفتاحها على العصر ووسائله الحديثة بكل ثقة. وقال سموه، عبر حسابه الرسمي في منصة إكس: نفتخر في قطر باكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، الذي يعزز بمادته الثرية تمسك شعوبنا بهويتها وانفتاحها على العصر ووسائله الحديثة بكل ثقة. وأضاف صاحب السمو: وهذه مناسبة لشكر كل من ساهم في هذا المنجز الحضاري التاريخي الذي نعتبر اكتماله ومراحل إنجازه مظهرا من مظاهر التكامل العربي المثمر.
192
| 23 ديسمبر 2025
- توسيع دوائر الاستفادة من البوابة عبر الوسائل الحديثة والمتطورة - بوابة إلكترونية جديدة للمعجم بعد اكتماله - البوابة تتيح للمستخدمين مادة معجمية تاريخية - إبراز دور المعجم في تعزيز الحضور الرقمي للغة العربية شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفل اكتمال «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية»، وذلك صباح أمس (الإثنين) في قاعة «كتارا» بفندقي فيرمونت ورافلز الدوحة. جرى خلال الحفل عرض فيلم عن البوابة الإلكترونية الجديدة للمعجم، التي تتيح للمستخدمين مادة معجمية تاريخية، وتعكس دور المعجم في تعزيز الحضور الرقمي للغة العربية، وتوسيع دوائر الاستفادة منها عبر الوسائل الحديثة والمتطورة. وكرّم سمو الأمير المفدى الخبراء والباحثين والمحررين الذين عملوا على إكمال مشروع المعجم في مختلف مراحل إنجازه، تقديرا لجهودهم العلمية وعطائهم البحثي وخدمتهم الكبيرة للغة العربية. حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الوزراء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، والسادة رؤساء مجامع اللغة العربية والمهتمين بالثقافة العربية، وأعضاء المجلس العلمي للمعجم والخبراء والباحثين، وضيوف الحفل. -تفرد المعجم وقد أطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مشروع بناء معجم تاريخي للغة العربيّة في مايو 2013، بعد عام ونصف من المناقشات التفصيليّة بين نخبة من العلماء في ندوات الخبراء، وتكلّلت تلك الجهود بإنجاز معجم تاريخي للغة العربيّة يتضمّن زهاء 300 ألف مدخل معجميّ، ومدوّنة نصيّة تتألّف من نحو مليار كلمة، مُهيكلة ومُؤرّخة ومُوثّقة. وينفرد المعجم برصد ألفاظ اللغة العربيّة منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيّرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصيّة، متتبّعا الخط الزمني لهذا التطور. وتعرض البوّابة الإلكترونيّة للمعجم، موادّه، وتتيح البحث في المدوّنة النصيّة، كما تُقدّم عدة أنواع من الخدمات اللغوية والنصية والإحصائية. وشارك في بناء المعجم ما يزيد عن 500 من أساتذة الجامعات والخبراء والعلماء في عدد من الدول العربيّة، من قطر والأردن والإمارات وتونس والجزائر والسعودية وسوريا والعراق وفلسطين والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن. واستفاد أعضاء الفرق المعجميّة من دورات تدريبيّة وورش عمل، حيث تمكّن خبراء المعجم بفضل ذلك من توحيد منهجيّة العمل وفقًا لضوابط الدليل المعياريّ للتحرير المعجميّ الذي وضعته الهيئة التنفيذيّة، والقائم أساسًا على القرارات العلميّة التي اتخذها المجلس العلميّ، بعد مناقشات تفصيليّة ودراسات معمّقة. -خصائص المعجم ويتميز معجم الدوحة بأنه تاريخي، ما يجعله مختلفاً ومميزاً عن غيره من المعاجم اللغوية التي عرفتها العربية، وعرفها العرب في تاريخهم الطويل، وبالإضافة إلى كونه يجمع ألفاظ اللغة العربية ويوثقها، فهو يضع أيضاً الألفاظ على خط الزمن، ورصد التحولات التي طرأت على كل لفظة، من حيث اشتقاقاتها التصريفية، والمعاني التي أخذتها، أو من حيث تحولاتها إلى مصطلحات، وهو التحول الذي يرصده المعجم. كما يتميز المعجم، بأنه يستخرج الألفاظ من النصوص مباشرة، بينما تقتصر المعاجم الأخرى، على أخذ اللغة من الإعراب، أو من المعاجم السابقة، غير أنها لم تستطع الحصول على أكبر عدد ممكن من المفردات، كما يفعل معجم الدوحة، بحكم ما توافر لديه من النصوص التي لم تتوافر لغيره، ما يعني أن معجم الدوحة لديه وفرة في الألفاظ والمعاني. -صناعة معجمية ويتسم معجم الدوحة من ناحية الصناعة المعجمية، بكونه مبنياً على مدونة نصية، وهذا لم يحدث في غيره، لأنها لم تُبن على مدونة نصية، كما أنه نسقي في بناء مداخله المعجمية، فكل مفردة من مفرداته وُضع لها إطار موحد يتضمن اللفظة ووسمها ورأس التعريف، وتاريخ استعمالها، والشاهد الذي استعملت فيه، ومؤلف هذا الشاهد، والمصدر الذي يوثق هذه المعلومات، علاوة على تميز المعجم بالربط بين التعريف، وبين التوسيم. ويسهم المعجم - بما يملكه من مدونة لغوية ضخمة وبيانات موثقة، في تمهيد أرضية معرفية جديدة تسهم في تطوير التطبيقات اللغوية والبحثية، وفي دعم جهود بناء نماذج لغوية عربية في عصر الذكاء الاصطناعي.
176
| 23 ديسمبر 2025
انطلقت اليوم أعمال مؤتمر الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية، الذي ينظّمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك عقب اختتام حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية. ويشارك في المؤتمر على مدى يومين نخبة من الباحثين واللسانيين والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي والمعالجة الآلية للغة العربية من جامعات ومراكز بحثية عربية ودولية. ويأتي هذا المؤتمر في سياق التحولات المتسارعة التي يشهدها مجال الذكاء الاصطناعي، وما يثيره من أسئلة علمية ومنهجية تتعلّق بمكانة اللغة العربية في النماذج اللغوية المعاصرة، وبمدى قدرة هذه النماذج على تمثيل خصائصها اللسانية والدلالية والثقافية تمثيلًا دقيقًا. واستُهلّت أعمال اليوم الأول بجلسة افتتاحية خُصّصت لتأطير الإشكاليات الكبرى التي يتناولها المؤتمر، وتسليط الضوء على أهمية الربط بين البحث اللساني العربي وتطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما في ظل الحاجة المتزايدة إلى موارد لغوية موثوقة تُسهم في تطوير النماذج اللغوية العربية. وأعقب الجلسة الافتتاحية جلسة خاصة بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وركّزت مداخلاتها على الأسس اللسانية والمعرفية التي يقوم عليها المعجم، وعلى إسهاماته في إعادة بناء الفهم التاريخي للمعنى واللفظ في العربية. وقدّم الدكتور عبد الكريم جبل أستاذ العلوم اللغوية في جامعة طنطا بمصر، مداخلة بعنوان فقه اللغة في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وتناول فيها فقه الدلالة وتحولات المعنى، مبرزًا دور الشاهد التاريخي في نقض عدد من الأوهام الشائعة في الفهم اللغوي. كما ناقش الدكتور محمد الخطيب أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر وخبير لغوي مشارك في معجم الدوحة التاريخي، بنية الشاهد ومنهج التوثيق، مسلطًا الضوء على المعايير المعتمدة في صيانة النصوص داخل المعجم وأهمها اعتماد النص والحياد العلمي. وتناول الدكتور رشيد بلحبيب رئيس اللجنة العلمية في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، قضايا الإحياء والتفصيح في ضوء معطيات المعجم، في حين قدّم الدكتور حسن حمزة نائب رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي، قراءة مقارنة بين معجم الدوحة والمعجم الفرنسي التاريخي من حيث منهج تأريخ اللغة. كما رصد انتقال معجم الدوحة من مجرد أداة بحث إلى موضوع للبحث نفسه إذ كشف بعد اكتماله عن إمكانات بحثية واسعة ومشاريع علمية جديدة أسهمت في مراجعة كثير من المسلمات اللغوية. وشهد اليوم الأول انعقاد الجلسة الأولى بعنوان بيانات معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في خدمة الذكاء الاصطناعي، حيث ناقشت إمكانات توظيف البيانات المعجمية التاريخية في تطوير التطبيقات الذكية والنماذج اللغوية العربية. وتناول الدكتور عزّ الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي، ومحمد بباه، رئيس وحدة الحوسبة في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ومحمد رقاس خبير حاسوبي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، دور بيانات المعجم موردًا لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العربي حيث أكد البحث أهمية بيانات معجم الدوحة في تطوير الذكاء الاصطناعي العربي إذ توفر 300 ألف مدخل معجمي ومدونة نصية تقارب المليار كلمة. كما قدّم الدكتور محمد العبيدي رئيس وحدة الببلوغرافيا والمدونة في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، مداخلة حول تعزيز المحتوى الرقمي العربي بالموارد المعجمية في عصر الذكاء الاصطناعي، متخذًا من معجم الدوحة نموذجًا. وناقش الدكتور سامر الرشواني والدكتورة سمية الطنبولي الباحثان في مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة، تطوير خادم للذكاء الاصطناعي معزّز ببيانات المعجم لفهم أدق للنصوص القرآنية والحديث النبوي. كما شهد المؤتمر في الفترة المسائية ثلاث جلسات علمية من بينها جلسة حول الخصائص اللسانية للعربية وعلاقتها بالنمذجة الآلية، كما تم استعراض تطبيقات عربية في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي، في جلسة أخرى حيث ركّزت أوراقها على تقييم أداء النماذج اللغوية في معالجة العربية بمستوياتها المختلفة. وتميّزت جلسات اليوم الأول بنقاشات علمية معمّقة، عكست تنوّع المقاربات بين اللسانيات النظرية واللسانيات الحاسوبية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأبرزت الحاجة إلى تعزيز التكامل بين الباحثين في اللغة العربية ومطوّري النماذج الذكية، بما يضمن تمثيلًا أدق لخصائص العربية في النظم الحاسوبية المعاصرة. ومن المقرّر أن تتواصل أعمال المؤتمر غدا بمناقشة المحاولات العربية في بناء النماذج اللغوية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والترجمة، والسياقات الثقافية والمعرفية للنماذج الذكية.
146
| 23 ديسمبر 2025
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية أنمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية؛ هدية قطر لحاضر لغة العرب ومستقبلها، مشيداً بالدور الريادي الذي قامت به دولة قطر، وبدعمها المتواصل لهذا المشروع النهضوي. وكتب في منشور عبر حسابه بمنصة إكس اليوم الإثنين: معجم الدوحة التاريخي للغة العربية؛ هدية قطر لحاضر لغة العرب ومستقبلها كان يومًا مضيئًا في تاريخ اللغة العربية، يومًا تستريح إليه الذاكرة وتطمئن له الروح، بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مناسبة الإعلان عن اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، هذا المشروع الحضاري الكبير الذي طال انتظاره، وجاء اليوم شاهدًا على أن العربية ما زالت في قلب الاهتمام والرعاية. تشرفتُ بحضور هذه المناسبة الرفيعة، والاستماع إلى الكلمات التي سلّطت الضوء على عظمة هذا المنجز العلمي، وعلى الجهد الدؤوب الذي بذله العلماء والباحثون عبر سنوات طويلة من العمل المنهجي الرصين، والذين استحقوا كل تكريم وتقدير لما قدّموه من خدمة جليلة للغة العربية حاضراً ومستقبلاً. إن معجم اللغة العربية التاريخي ليس كتابًا يُضاف إلى رفوف المكتبات فحسب، بل هو ذاكرة اللغة العربية عبر العصور، يوثّق نشأة الألفاظ، وتحول دلالاتها، ومسيرتها في الفكر والعلم والأدب، ويضع العربية في مكانها اللائق بها في مصاف اللغات العالمية التي تمتلك معاجم تاريخية مرجعية، ويمنحها أدوات علمية راسخة لدخول عصر الذكاء الاصطناعي والمعرفة الرقمية بثقة واقتدار. وجدير بالإشادة الدور الريادي الذي قامت به دولة قطر، وبدعمها المتواصل لهذا المشروع النهضوي، وبالجهد المؤسسي والعلمي الكبير الذي اضطلع به معهد الدوحة للدراسات العليا، الذي جسّد نموذجًا يُحتذى في الجمع بين الرؤية الثقافية، والعمل الأكاديمي، والتخطيط طويل الأمد. تحية لقطر ولقيادتها الواعية لهذا الإنجاز العظيم الذي جعل من اللغة العربية مشروعًا للمستقبل لا مجرد تراثٍ للماضي، وتحية لكل عالمٍ وباحثٍ أسهم في إنجاز هذا العمل الخالد، الذي سيبقى علامة مضيئة في مسيرة العربية، وركنًا أساسًا في تعزيز مكانتها العالمية ومستقبلها.
278
| 22 ديسمبر 2025
أعربت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي عن فخرها واعتزازها باكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المشروع الذي تبناه ورعاه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وقالت في منشور عبر حسابها بمنصة إكس، مساء اليوم الإثنين: شهدتُ اليوم -بكل فخر واعتزاز -حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المشروع الذي تبناه ورعاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واحتضنه المركز العربي للأبحاث والسياسات وعمل عليه جمع من العلماء الأجلاء والخبراء الأفذاذ الذين ينتمون لـ15 دولة عربية. ولا يسعني في هذا السياق، إلا أن أشيدَ بالعمل العظيم الذي بُذل في تأليف المعجم، حتى جاء شاملاً ومتفرداً؛ ليمثل عصارة خبرات نخبة من علماء اللغة العربية والمفكرين والباحثين والمطورين، في ظل الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في إنتاج المعرفة؛ ليجسد التزام دولة قطر الراسخ بدعم اللغة العربية، وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي كأهم مكون للهوية الثقافية العربية والإسلامية. لقد آن الأوان للعمل العلمي الجادّ والاستثمار في المشروعات النافعة لبناء منظومة معرفية عربية متكاملة تفتح الآفاق لتفاعل اللغة العربية -كوعاءٍ لنقل وحفظ المعارف الإنسانية- مع اللغات الحية في العالم بكل ندية واقتدار، وتسهم في تشكيل المشهد المعرفي على المستوى العالمي. وأطلق المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مشروع بناء معجم تاريخي للغة العربية في 25 مايو 2013، وتكللت تلك الجهود بإنجاز المعجم الذي يتضمن 300 ألف مدخل معجمي، ومدونة نصية تتألف من نحو مليار كلمة، مهيكلة ومؤرخة وموثقة. ينفرد هذا المعجم برصد ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصية، متتبعاً الخط الزمني لهذا التطور. وتعرض هذه البوابة الإلكترونية مواد المعجم، وتتيح البحث في المدونة النصية، كما تقدم عدة أنواع من الخدمات اللغوية والنصية والإحصائية. وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أعلن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يوم الخميس 18 ديسمبر 2025 عن إطلاق بوابته الإلكترونية الجديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور العربية في الفضاء الرقمي، وتيسير الوصول إلى مادته المعجمية التاريخية عبر واجهة حديثة وأدوات بحث متقدمة تخدم الباحثين والمهتمين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم.
382
| 22 ديسمبر 2025
أكد عدد من اللغويين والخبراء في المعاجم المشاركين في إعداد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن اكتمال المعجم يشكل نقلة نوعية في تاريخ الصناعة المعجمية العربية، لما ينطوي عليه من منهج علمي صارم يعيد تتبع الألفاظ العربية في سياقاتها الزمنية والمعرفية منذ أقدم الشواهد الموثقة. وقال اللغويون والخبراء، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن معجم الدوحة يعد إنجازا حضاريا ومعرفيا يتجاوز حدود التوثيق اللغوي إلى إعادة بناء الذاكرة التاريخية للعربية، مؤكدين أن العمل على إنجازه اعتمد على جهد جماعي دقيق، وتكامل بين الخبرة اللغوية والتقنيات الحديثة، بما يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر. وعن البدايات الأولى لانطلاقة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أكد الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي للمعجم أن العمل بالمعجم بدأ في العام 2013، بمشاركة أكثر من 500 خبير إلى أن اكتمل إنجازه والإعلان عنه خلال الحفل الذي أقيم اليوم، مشيرا إلى أن المشاركين في إعداد المعجم استندوا على منهجية قسموا خلالها تاريخ اللغة العربية إلى ثلاث مراحل، الأولى تتعلق بأقدم نص موثق يعود للعام 200 هجري، وارتبطت المرحلة الثانية بالفترة من العام 201 إلى 500 هجري، فيما تطرقت المرحلة الثالثة إلى الفترة من العام 501 هجري إلى اليوم. وأضاف أنه بين كل هذه المراحل، مراحل أخرى صغيرة، وأنه نتيجة هذه المنهجية التي اعتمدها المعجم، تم توفير مصادر لكل مرحلة، إلى أن تم تحويل هذه المصادر إلى مدونة مرقمنة سهلة البحث، ليتم الانطلاق من هذه المدونة إلى مداخل معجيمة لكل لفظ ومصطلح من ألفاظ اللغة العربية ومصطلحاتها، حتى تمكن المشروع من بناء قرابة 300 ألف مدخل معجمي ومدونة نصية تحوي قرابة مليار كلمة. وحول أهم ما يميز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية عن غيره من المعاجم، أكد المدير التنفيذي أنه تاريخي، وأن هذه السمة هى بوصلة المعاجم التاريخية، والتي توفر معلومات تاريخية لكل لفظ ولكل معنى عبر استعمالها عبر خط الزمن، وهذه الخصيصة وإن بدت سهلة المنال، إلا أن تحقيقها صعب للغاية، كونها تتطلب شروطا، منها توفير مصادر للغة العربية ونصوصها، على مدى 20 قرنا، وتحويل هذه النصوص إلى مدونة لغوية، وكذلك جمع الألفاظ والجذور، لبناء مدخل لكل لفظ عبر رصد تحولاته الزمنية، إلى الانتهاء لبناء حياة لكل كلمة من كلمات اللغة العربية. وأشاد المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية بجهود دولة قطر في إنجاز هذا المعجم كغيره من المشاريع العلمية الكبيرة التي تنجزها الدولة، وتوفر لها كافة إمكاناتها لإتمامها. من جانبه، أكد الدكتور رمزي بعلبكي رئيس المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أنه رغم كل التحديات التي واجهها المعجم، إلا أنه تغلب عليها حتى أصبح العمل مميزا، مع الاحتفاء به، لافتا إلى أن أحد هذه التحديات، تعدد جذور كلمات اللغة العربية، إذ يرصد المعجم كل مفردة منها على حدة، ويحدد لها سجلا يتضمن نشأتها ومعناها، ثم يرصد مراحل تطورها، والمصطلحات التي تولدت عن هذه المفردات. وقال إن من بين التحديات التي واجهت فريق العمل، إثبات صحة تاريخ الكلمات عند رصد شواهدها عبر القرون المختلفة، بهدف تحري الدقة، بالإضافة إلى صعوبة معرفة الزمن الحقيقي، الذي نشأ فيه استعمال الكلمات، والمواضع التي وردت فيها. وأضاف أنه على الرغم من كل هذه التحديات، إلا أن جهود دولة قطر لرعاية هذا المشروع وتشجيعه واحتضانه، كان لها الأثر البالغ في إنجازه، ولذلك يستحق أن يكون معجما تاريخيا، يرسخ مكانة اللغة العربية في مسار البحث العلمي المعاصر، مشيرا إلى أن ذلك ليس بجديد على الدوحة التي ترعى العلماء في مختلف المجالات، فضلا عن المشاريع العلمية واللغوية الكبيرة، انطلاقا من أن اللغة هي التي ينطلق منها أي مشروع نهضوي. وأكد الدكتور علي أحمد الكبيسي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن اكتمال المعجم يبعث على الفخر بإنجازه على هذا النحو، بعدما استغرق قرابة 13 عاما، مشيرا إلى أن أحد أهم مميزات المعجم رصده لتطور ألفاظ اللغة العربية عبر الزمن، أي منذ أول استعمال لها وحتى الوقت الحاضر، وتوثيق ذلك بالشواهد التي قيلت فيها، لتكون مصداقا للمعنى الذي عرفت به، حتى يكون المعنى مطابقا لنفس اللفظ الوارد في سياقه، وبالتالي يستطيع من يتصفح هذا المعجم أن يلاحظ التطور الدلالي للكلمة العربية من خلال تواريخ استعمالها. وقال الكبيسي إن المعجم يقدم فكرة عن المعاني المتقاربة سواء للفظة الواحدة أو لعدة ألفاظ، كما يتيح استقراء الشواهد، سواء من القرآن الكريم أوالحديث النبوي الشريف أو الشعر، ما يعكس رصده لتطور الألفاظ في اللغة العربية، والوقوف عند كافة مراحل تطور الكلمات العربية، ما يجعله ثروة لغوية كبيرة. وأضاف أن المشروع ظل منذ انطلاقته، وهو يحظى بدعم ورعاية القيادة الرشيدة لدولة قطر، ما أدى إلى إتمام هذا المشروع بعد عمل ضخم عمل عليه فريق من المتخصصين في اللغة، فضلا عن دور المحررين والمراجعين والمعتمدين، ما يضفي عليه مصداقية علمية كبيرة. بدوره، أكد الدكتور مقبل التام الأحمدي رئيس وحدة التحرير المعجمي في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، أن ثراء اللغة العربية وما تزخر به من كلمات ومعاني، كانت أحد أهم التحديات التي واجهت فريق التحرير أثناء إنجاز هذا العمل، إذ أن مفرداتها تعد من أعظم اللغات في العالم، حيث تربو على ملايين الكلمات، ولذلك كانت هناك صعوبة في حصرها، غير أنه نتيجة للدعم السخي من دولة قطر تم التغلب على هذا التحدي وغيره لإتمام المشروع. وقال إن المشروع أثمر مدونة ضخمة لهذا المعجم تليق باللغة العربية، ما يجعله إنجازا حضاريا ومعرفيا يتجاوز حدود التوثيق اللغوي إلى إعادة بناء الذاكرة التاريخية للعربية، مشيرا إلى أن إنجاز العمل جهد جماعي دقيق. وشدد على أهمية استمرارية تحديث المعجم في ما يطرأ على كلمات اللغة من تطور، تتطلب تحديثا لها، خاصة وأن المعجم التاريخي يكون اكتماله الحقيقي يوم اكتمال مادته، ليتشكل شكله النهائي بعدها. وأكد أن المعاجم السابقة للغة العربية تعد معاجم لغة ومعاني، بينما معجم الدوحة يعتبر معجما تاريخيا، لرصده الألفاظ بحسب أقدم سياق لها، ثم متابعة كافة تطور دلالتها في المعاني إلى آخر سياق وصلت إليه حاليا. من جانبه، أكد الدكتور عبدالسلام المسدي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية أن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يعد إنجازا متفردا، لاعتماده على مقومات، أبرزها الوصول إلى مستويات رفيعة في البحث، والتخصص الدقيق، ما يعكس أهمية اللغة العربية ومقاربتها مع اللغات الأخرى. وقال إن اللغة العربية في حاجة ماسة إلى أن تتكامل مع تاريخها، وأن تزداد إشعاعا في الزمن الراهن، خاصة وأنها من اللغات التي تحمل أمانة ثقيلة، كونها لغة القرآن الكريم، ولذلك تعتبر لغة متميزة تلقائيا، بشكل موضوعي، وليس بشكل حماسي. بدوره، وصف الدكتور محمد حسان الطيان عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، المعجم بأنه ذاكرة الأمة، معربا عن سعادته بالعمل في هذا المشروع، منذ نشأته عام 2013، واطلاعه على اعتماد المواد، انطلاقا من ضرورة تمرير ما يتم تحريره ومراجعته، ثم اعتماده لضمان الموثوقية للألفاظ، ووصولا إلى توخي كافة أشكال الدقة. ونوه بالدعم الكبير من قبل دولة قطر وتوفيرها لكافة أشكال الرعاية لإتمام هذا المشروع الكبير، الذي واجه الكثير من التحديات، نتيجة ضخامته وكثرة مراجعه التي تم الاعتماد عليها، حتى تتفجر المعرفة في كل ما يتعلق بكلمات اللغة العربية.
140
| 22 ديسمبر 2025
خصائص عديدة يتميز بها معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في مقدمتها أنه معجم تاريخي، يتميز بوفرة الألفاظ والمعاني، ما يجعله مميزاً عن غيره من المعاجم التي سبقته. وفي حديثه لـ الشرق، يرصد د.عزالدين البوشيخي، المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، هذه الخصائص، وذلك على خلفية انتهاء المرحلة الثانية من المعجم، ليبدأ الأخرى الثالثة، التي تمتد من 501 للهجرة إلى اليوم، أي على مدى عشرة قرون، ويتوقع إنجازها في بضع سنوات. وعرج د. البوشيخي خلال حديثه مع الشرق على أبرز التحديات التي واجهها المعجم خلال المرحلة الثانية، بالإضافة إلى توقفه عند جوانب أخرى، ارتبطت بالمشاريع المرتقبة للمعجم، خلال الفترة المقبلة. وتالياً تفاصيل ما دار: ما أبرز ملامح المرحلة الثانية من مشروع معجم الدوحة التاريخي، والتي تم الانتهاء منها مؤخراً؟ هذه المرحلة تكمل المرحلة الأولى، وتحقق بذلك عشرة قرون من تاريخ الكلمة العربية، أي منذ القرن الخامس قبل الهجرة، إلى نهاية القرن الخامس بعد الهجرة، وهذه المرحلة معروفة بعصر التدوين، وبظهور الترجمة، وتطورها، وظهور مختلف معارف العلوم التي عرفتها الحضارة العربية والإسلامية، وازدهرت على إثرها، ويظهر ذلك بشكل اقتضائي في المعجم من خلال ما رصده من ألفاظ ومعان ومصطلحات ومفاهيم جديدة في مختلف الحقول والمعارف والفنون والعلوم، بالإضافة إلى رصده للتفاعل بين اللغة العربية واللغات المجاورة. كل ذلك تم رصده تاريخيًا، أي تم وضعه على خط الزمن، مكملاً بذلك الخط الزمني الذي تحركت عليه ألفاظ اللغة العربية في استعمال النصوص، لتكون بذلك المرحلة الثانية أنجزت 100 ألف مدخل معجمي، وأضيفت إلى 100 ألف مدخل معجمي في المرحلة الأولى، فأصبح لدينا الآن ما مقداره 200 ألف مدخل معجمي. تحديات المرحلة الثانية وهل كانت هناك ثمة تحديات، واجهت فريق العمل أثناء انجازه للمرحلة الثانية؟ المرحلة الثانية للمعجم، كانت لها تحدياتها الخاصة، ومنها الحصول على المصادر، بصيغتيها المصورة والنصية، وخاصة في مجال العلوم. ومن التحديات أيضاً، ما يتعلق بوفرة المصادر، وهذه الوفرة تنعكس في عدد كبير من السياقات، حيث انتقلنا من مدونة تبلغ عدد كلماتها 12 مليون كلمة إلى مدونة تبلغ 150 مليون كلمة، وهذا اقتضى مضاعفة عدد السياقات، للوصول إلى المعاني الجديدة داخلها، وبناء مداخل معجمية لكل معنى جديد. ومن بين التحديات، ما يتعلق بتطوير أدوات البحث داخل المنصة، وتطوير آليات هذه المنصة، وتوفير البيئة الحاسوبية التي تسمح للجميع بالعمل داخل بيئة حاسوبية واحدة، وعبر ضوابط موحدة، بالإضافة إلى تحد آخر، يرتبط بتطوير الدليل المعياري للتحرير المعجمي، الذي يتضمن الضوابط والقرارات العلمية التي يقرها المجلس العلمي، وتنعكس في دليل يستخدمه جميع المحررين بفهم وممارسة واحدة. خصائص المعجم وهل هناك ثمة مخرجات انتهى إليها المعجم بعد انتهاء مرحلتيه الأولى والثانية، بما يجعله متمايزاً عن المشاريع المعجمية الأخرى؟ خصيصة هذا المعجم تكمن في أنه معجم تاريخي، وكونه كذلك، يجعله مختلفًا ومميزًا عن كل المعاجم اللغوية التي عرفتها العربية، وعرفها العرب في تاريخهم الطويل. وبالإضافة إلى كونه يجمع ألفاظ اللغة العربية ويوثقها، فهو يضع أيضًا الألفاظ على خط الزمن، ورصد التحولات التي طرأت على كل لفظة، من حيث اشتقاقاتها التصريفية، والمعاني التي أخذتها، أو من حيث تحولاتها إلى مصطلحات، وهذا التحول ما يرصده المعجم. صناعة معجمية وهل يعني ذلك أن المعجم لا يتجاوز الإطار التاريخي؟ بالطبع، لأن عنصر التاريخ محدد لوقوع التحول، لكن هذا التحول يتم رصده أيضاً في الألفاظ، وهذا ما يميز معجمنا عن المعاجم الأخرى، لأنه يستخرج الألفاظ من النصوص مباشرة، أما المعاجم الأخرى، فهي مقتصرة على أخذ اللغة من الإعراب، أو من المعاجم السابقة، غير أنها لم تستطع الحصول على أكبر عدد ممكن من المفردات، كما يفعل معجمنا، بحكم ما توافر لديه من النصوص التي لم تتوافر لغيره، ما يعني أن معجم الدوحة لديه وفرة في الألفاظ والمعاني.كما أن معجمنا من ناحية الصناعة المعجمية، يتميز بكونه مبنيا على مدونة نصية، وهذا لم يحدث في غيره، لأنها لم تُبن على مدونة نصية، كما أنه نسقي في بناء مداخله المعجمية، فكل مفردة من مفرداته وُضع لها إطار موحد يتضمن اللفظة ووسمها ورأس التعريف، وتاريخ استعمالها، والشاهد الذي استعلمت فيه، ومؤلف هذا الشاهد، والمصدر الذي يوثق هذه المعلومات.ومن خصائص معجمنا أيضاً، الربط بين التعريف، وبين التوسيم، إلى غير ذلك من خصائص يتميز بها معجمنا، غير تلك المتوافرة في المعاجم الأخرى. هل يمكن القول إن هناك فترة زمنية سيتوقف عندها المعجم، أم أنه سيكون مفتوحاً، مع تطور الألفاظ إن صح التعبير؟ المعاجم بصفة عامة من حيث كونها تعكس قدرة المتكلم اللغوية على الاستعمال، فهي معاجم مفتوحة، وينبغي أن تظل كذلك، لأن اللغة تتجدد يوميًا دون أن نشعر، وكما هو معلوم فإن المعاجم العالمية تُجدد سنويًا، وتُصدر نسخًا محددة لكل معجم أو موسوعة لغوية.وهذا التحديث الذي يصدر كل سنة، إنما هو تحديث لما ينتج يوميًا من المفردات، فهناك لجان مختصة في المؤسسات المعجمية العالمية تقوم برصد ما ينتج في اللغة يوميًا من جديد، سواء في الألفاظ أو المعاني، أو المصطلحات والمفاهيم، وهذا الرصد الذي يُجرى يوميًا يُجمع ويُحدّث به المعجم في آخر السنة، فتصدر نسخة جديدة. وبالنسبة لمعجمنا، فإنه حين يصل من المرحلة الحالية إلى اليوم، فإنه ينبغي أن يظل مفتوحًا لرصد ما يستجد في اللغة من ألفاظ ومعان ومصطلحات ومفاهيم، وهذا أمر حيوي للغاية. معنى ذلك أن المرحلة الثالثة ستظل مفتوحة؟ بالفعل، المرحلة الثالثة ستمتد دفعة واحدة من 501 للهجرة إلى اليوم، أي على مدى عشرة قرون، ومن المتوقع إنجازها في بضع سنوات، لكن بعد هذا الانجاز ينبغي أن يظل المعجم مفتوحًا لمواكبة ما يحدث في حركية اللغة فيما يتعلق بالألفاظ التي تضاف إليها، أو الأخرى التي تُهمل وكذلك الحال بالنسبة للمعاني والمصطلحات. تفاعل المستخدمين ما مدى تفاعل المستخدمين مع البوابة الإلكترونية للمعجم؟ هناك تفاعل لافت، ونعول عليه، وبإمكان المستخدم أن يقدم لفظًا جديداً غفله المعجم بشاهد موثق، أو يقدم معنى أومصطلحًا جديدين، لأننا مهما عملنا ستظل معاني وألفاظا فائتة، ما يعني أن مجال الاستدراك مفتوح على مصراعيه. ونحرص على إخضاع المعجم لدراسات نقدية من عدة جهات من باحثين مهتمين بالشأن المجمعي، والدراسات اللغوية، وهذه الدراسات قيمة ونستفيد منها، ونرجو أن يزداد اهتمام الباحثين بهذا المعجم والاستفادة منه. ومن باب التفاعل، صدور المعجم في تطبيق خاص للهواتف المحمولة. وهل تم رصد نوعية وطبيعة المستخدمين للمعجم؟ ثمة تقرير شهري يُنجز عن استخدام المعجم والأعداد والجهات والدول والتقنيات المستخدمة له، كل هذا يتم رصده، وأستطيع القول إن المعجم يتم استخدامه في القارات الخمس، وفي قطر يستخدم بشكل واسع وجيد، وكذلك في كافة الدول العربية ودول العالم. وما الفائدة التي يمكن أن تعود على المجتمع القطري جراء هذا المعجم؟ للمعجم استخدامات مختلفة وواسعة، إذ يمكن استخدامه في جميع مراحل التعليم، كما أنه متاح للباحثين، ويمكن استخدامه لفئة واسعة من الباحثين في مختلف التخصصات، لذلك، فإن المعجم ليس موجهًا للغويين فقط، ولكنه موجه أيضاً للعلماء والباحثين والطلبة والدارسين في مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهذا يساعدنا فيما كتبه علماؤنا الأولون في مختلف التخصصات في أزمانهم، ويسمح لنا بفهم كيفية تطور المعاني والألفاظ والثقافات، والفكر العربي بصفة عامة. وهل ستتوقف مؤسسة المعجم عند بوابته الإلكترونية فقط، أم ستكون هناك مشاريع أخرى؟ قُدمت لمؤسسة المعجم عدة مشروعات من جهات مختلفة، ومع إتمام المرحلة الثانية للمعجم، نستطيع فتح الباب لمثل هذه المشروعات، وهي عديدة ومتنوعة. وهناك مشروع يربط بن المعجم وتعليم اللغة العربية للناطقين بها، والناطقين بغيرها، وهناك أيضاً مشروع يربط بين المعجم والإعلام، وذلك فيما يتعلق بمصطلحات الصحافة والإعلام، وكذلك مشروع يربط بين المعجم والقرآن الكريم في ألفاظه، وعدة مشروعات أخرى. دعم غير محدود ما رؤيتك لدعم قطر لهذا المشروع الكبير؟ منذ أن ظهرت الفكرة، وعُرضت على د. عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فإن دولة قطر سرعان ما تبنتها، بتقديم دعم غير محدود للمشروع، ماديًا ومعنويًا. والحقيقة، فإن دولة قطر بهذا الدعم تكون أهدت الأمة العربية هدية ثمينة للغاية، دون شروط، وبلا حدود، فشكرها واجب وحضاري وإنساني.
3553
| 23 يناير 2023
أكد الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية ، أن دولة قطر من خلال معجم الدوحة، تهدي للأمة العربية أكبر مخزون لألفاظ اللغة العربية في تاريخها كله، وان إنجاز المعجم سيشكل حين إتمامه نهضة لغوية وثقافية. وقال الدكتور البوشيخي في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية قنابمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام، إن أهمية المعجم ليس فقط بفضل ما سيتيحه من المعلومات الموثقة والخدمات المتنوعة بل بفضل ما أنجزه لفائدة الصناعة المعجمية والمصطلحية، وما قدمه من التدريب والتأهيل للباحثين الذين يتعاونون في إنجازه، في مستويات مختلفة ، موضحا أن المعجم يوفر مستخلصة من نصوص العربية المستعملة، واردة في شواهدها النصية، معروفة التاريخ والقائل والمعنى، معروفة التطور الذي لحقها والحقبة التي عاشتها، موثقة من مصادرها، وسيكون بذلك المعجم الحافظ للغة العربية، كما يوفر مدونة جامعة لنصوص العربية، مرتبة ترتيبا تاريخيا، قابلة للبحث بإمكانات متنوعة، مشيرا إلى ان كل ذلك يمكن استثماره بأشكال مختلفة في مجالي التعليم والبحث العلمي وبأوسع نطاق. و لفت إلى أن معجم الدوحة يعرض عبر بوابته الإلكترونية، كل ما يتم إنجازه حتى يعم النفع به: من مصادر المعجم، ومدونته النصية، ومداخله المعجمية، والدليل المعياري للتحرير المعجمي، وقرارات المجلس العلمي وتوصياته، والمقدمة المنهجية ، مضيفا أن النشر الورقي للمعجم سيكون /بمشيئة الله/ بعد إتمام مراحل متقدمة في الإنجاز، كإتمام عشرة قرون من تاريخ العربية أو أكثر. حيث يواكب حاليا النشر الإلكتروني لما ننجزه بشكل مستمر. وحول أهم ما تم إنجازه من معجم الدوحة التاريخي حتى الآن قال ، إن المركز العربي للأبحاث والدراسات في قطر أعلن عن مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في 25 مايو 2013 بمناسبة انعقاد الاجتماع الأول لمجلسه العلمي. وفي يوم 10 ديسمبر 2018 تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ،بإطلاق المرحلة الأولى من المعجم، الممتدة من أقدم نص عربي موثق إلى العام 200 للهجرة، عبر بوابة إلكترونية (www.dohadictionary.org) تضمنت زهاء مئة ألف مدخل معجمي، ومدونة لغوية جمعت نصوص العربية ومصادرها مرتبة ترتيبا تاريخيا، علاوة على عدد من أدوات البحث والخدمات اللغوية والنصية والإحصائية. وأكد ، أن إطلاق البوابة الإلكترونية شكل منعطفا مهما في تاريخ العربية كله إذ أصبح للغة العربية معجم تاريخي لأول مرة /حتى لو أنه لم تكتمل مراحله بعد/، وأصبحت عناصر إنجازه الأساسية متوافرة ، مشيرا إلى أن التقسيم المرحلي لبناء المعجم التاريخي هو تقسيم إجرائي محض، أملته ضخامة نصوص العربية الممتدة على مدى عشرين قرنا تقريبا والهدف منه هو رصد تاريخ الكلمة العربية منذ ظهورها في الاستعمال الموثق نصيا حتى عصرنا الراهن، وتتبع تطورها في مبانيها ومعانيها . وأوضح أن المرحلة الثانية من المعجم تمتد حتى العام 500 للهجرة، وبذلك يكون معجم الدوحة قد أرخ عشرة قرون لكلمات اللغة العربية من القرن الخامس قبل الهجرة إلى القرن الخامس الهجري، وفي الوقت ذاته يجري إعداد ببليوغرافيا المرحلة المفتوحة مع مدونتها النصية، الممتدة حتى عصرنا الراهن، تمهيدا لاستمرار تحرير مواد المعجم حتى إتمامه. وقال المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية ،إنه يتم تحديث مستمر للمعجم حيث يتم نشر المداخل المعجمية المحررة والمعتمدة من المرحلة الثانية في البوابة الإلكترونية بالتدريج بأن يقوم الخبراء باستكمال رصد تطور مباني الكلمة ومعانيها في سياقات ورودها في المدونة اللغوية، ويتولون بناء مداخل معجمية لها تحتوي معلومات تتعلق بتاريخ استعمالها وبوسمها الصرفي وتعريفها والشاهد اللغوي الواردة فيه وكاتبه ومصدره ، ثم يراجع خبير آخر مداخل المادة المعجمية، وبعد ذلك يقوم عضو من أعضاء المجلس العلمي بالنظر فيها مجددا لاعتمادها ، لتصبح جاهزة للنشر في البوابة الإلكترونية للمعجم. وبين، أن كل مادة من مواد المعجم المنشورة ستكون ممتدة في تاريخها إلى غاية 500 للهجرة حيث يستطيع القارئ أن يعرف مثلا كيفية تطور كلمات مادة /نهض/على مدى عشرة قرون بكل اشتقاقاتها ومعانيها ومصطلحاتها ومفاهيمها وألفاظها الأعجمية ونظائرها السامية. وحول وجود مراحل أخرى يسعى معجم الدوحة التاريخي لإنجازها ، قال بالتوازي مع العمل الجاري في المرحلة الثانية، يعكف الخبراء على إعداد ببليوغرافيا المرحلة المفتوحة الممتدة إلى عصرنا الراهن، مع مدونتها اللغوية ، ما يتيح رصد تطور كلمات اللغة العربية عبر خط الزمن، وتبين ما لحقها من التغير ، وحين إتمام ذلك، سيكون متاحا معرفة تطور كلمات العربية على مدى عشرين قرنا، ومعرفة ما ورد منها في النقوش، وما اقترضته من اللغات الأجنبية التي تفاعلت معها، ومعرفة نظائرها في اللغات السامية ، فضلا عن جمع أهم مصادر العربية ونصوصها في مدونة لغوية كبيرة تقدم خدمات متنوعة للعلماء والباحثين والطلاب. وحول أهم يميز معجم الدوحة التاريخي عن غيره من المعاجم خصوصا انه تم الإعلان مؤخرا عن إنجاز مشاريع عربية مماثلة ، أكد الدكتور عزالدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي في حديثة لوكالة الأنباء القطرية قناأن معجم الدوحة للغة العربية يختلف عن غيره من المعاجم اختلافا بينا ، وقال تم رصد تلك الاختلافات في المؤتمر الذي عقد بمناسبة إطلاق المرحلة الأولى من المعجم من أهمها أن معجم الدوحة يقدم تاريخ استعمال الكلمات ويقتضي ذلك لزوما جمع النصوص التي أنتجها المؤلفون بهذه اللغة، والتأكد من سلامتها نسبة ومتنا، ومعرفة تواريخ تأليفها، وترتيبها وفقا للتسلسل التاريخي، واستخراج كلماتها ومعالجتها وفقا لضوابط الصناعة المعجمية وللمنهجية التي تبناها المعجم ، مشيرا إلى أنه لا يوجد بديل عن ذلك سوى اعتماد المقاربة العلمية في كل ذلك رغم المشكلات الكبرى التي تحيط بتراثنا النصي العربي. وتابع، إن إعداد الببليوغرافيا مثلا لا يقتصر على جمع المصادر التي ألفت باللغة العربية في مرحلة محددة بل يواكب ذلك معرفة المصادر المشكوك فيها واستبعادها من مصادر المعجم وكذا معرفة الطبعات المفضلة للمصادر لاستبعاد الطبعات التجارية والرديئة حتى يتجنب المعجم إيراد ألفاظ وشواهد غير صحيحة، كما يواكب إعداد الببليوغرافيا معرفة تواريخ تأليف المصادر المعتمدة أو تواريخ وفيات الشعراء والمؤلفين على الأقل حتى يمكن ترتيب النصوص والألفاظ الترتيب التاريخي، ومعرفة السابق منها واللاحق، وقد يقتضي ذلك القيام ببحث تفصيلي للوصول إلى نتيجة بخصوص تاريخ تأليف مصدر أو تاريخ وفاة مؤلف، خاصة في الحالات التي تتعدد فيها الروايات وقد تتناقض. وأضاف ، هناك تفاصيل كثيرة حول أهم ما يميز معجم الدوحة تضمنها الدليل المعياري للتحرير المعجمي الذي أعدته الهيئة التنفيذية، وإلى مجمل القرارات والتوصيات التي أصدرها المجلس العلمي للمعجم ، مؤكدا ان معجم الدوحة التاريخي ليس تجميعا للمعاجم السابقة، ولا يؤرخ لكلمات العربية بالعصور الأدبية. وحول مدى اهتمام الباحثين العرب بهذا المعجم وتوفر إحصائيات توضح ذلك ، بين الدكتور البوشيخي أن الاهتمام بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية قائم في الجامعات والمدارس ومعاهد البحث ، موضحا أن ثمة أبحاث للدكتوراه جعلت موضوعها هذا المعجم ، حيث تفيد الإحصاءات أن استخدامه منتشر في البلدان العربية وأمريكا وأوروبا وكندا وغيرها على تفاوت، وباستخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة، وأن عدد الزائرين والزيارات في تزايد مستمر . وعن دور المعجم كمؤسسة علمية لحماية اللغة العربية وصونها في ظل الاستخدام المكثف للغات العالمية الأخرى خاصة مع احتفال العالم باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر الجاري، قال إن المهمة الرئيسية لدينا هي إنجاز معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وهذا الانجاز يساعد في حفظ ألفاظ اللغة العربية، وجمع أهم مصادرها، وتوفير نصوصها في مدونة لغوية، وتوفير معاجم فرعية بحسب المستويات التعليمية، ومعاجم مصطلحية بحسب المعارف والعلوم والفنون، ونشر الثقافة المعجمية في المدارس والمعاهد والجامعات ، وكل ذلك جزء لا يتجزأ من أعمال حماية اللغة العربية وخدمتها وتطويرها. وأشار إلى أن مؤسسة المعجم تقدم خدمات واستشارات لعدد من المؤسسات في دولة قطر ، مثل المشاركة حول إبداء الرأي في قانون حماية اللغة العربية الخاص بدولة قطر، والإشراف على إعداد تقرير دولي عن واقع استعمال اللغة العربية في دول مجلس التعاون الخليجي لفائدة المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، علاوة على تقديم استشارات لغوية لعدد من المؤسسات الأخرى .
2462
| 15 ديسمبر 2020
يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر غد سيمناره الأسبوعي في مقرّ المركز، وسيناقش فيه موضوع كيف صُنع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. من معضلة النص إلى دقة البناء، من تقديم الدكتور محمد عبد الفتاح الخطيب، الأستاذ المشارك وعضو الهيئة التنفيذية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية. يشار إلى أنّ المركز أطلق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية بتاريخ 10 ديسمبر الماضي، في حفل كبير في الدوحة بدولة قطر. ويعتبر المثقفون وخبراء اللغة العربية هذا الحدث مفصليًا في تاريخ المعاجم العربية، وربما العالمية. سيتناول السيمنار الحديث عن المعجم كيف تمّ؟ وبم تمّ؟ وبمن تمّ؟ وكيف لهذه الثلّة المرابطة من المعجميين أن تتجاوز تلك المعضلات؟ وما المنهج؟ وكيف استقام لهم هذا البناء الفريد في تراث العربية؟ وهو ما سيجيب عليه الدكتور محمد الخطيب جاهدًا لإيضاحه في المحاضرة
907
| 12 فبراير 2019
** المعجم التاريخي هدية الدوحة إلى الأمة جمعاء ** الأوساط الثقافية احتفت بالإنجاز الحضاري الذي أعاد للعربية مجدها احتفت الأوساط الثقافية والأدبية في العاشر من شهر ديسمبر بحدث تاريخي فريد يعتبر الأول من نوعه في تاريخ العرب والعربية وعلامة فارقة تسهم في حفظ إرث الأمة ولغتها، حيث عكس تدشين معجم الدوحة التاريخي للغة العربية إنجازا تاريخيا وحضاريا كبيرا يعيد للغة الضاد مجدها وزهوها ، وعصورها الزاهرة. حيث تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بإطلاق البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في الحفل الذي أقامه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في معهد الدوحة للدراسات العليا. وحضره نخبة من الأكاديميّين وعلماء اللغة العربيّة، وذلك لما يمثله المعجم من دلالة كبيرة باعتباره يجسد مشروع أمة، وحلم ينتظره آلاف المتخصصين في اللغة العربية. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى قد أكد في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر عقب اطلاقه للبوابة الالكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية أن معجم الدوحة هو الأول من نوعه في تاريخ العرب والعربية ، ويعد علامة فارقة ، وأشار سموه إلى أن معجم الدوحة يرصد تاريخ تطور ألفاظ لغتنا العربية. مبادرة غير مسبوقة جاءت هذه المبادرة غير المسبوقة لتؤكد اهمية مدى حرص قيادتنا الحكيمة والرشيدة للنهوض باللغة العربية، باعتبارها أحد أهم المكونات الحضارية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بهوية الأمة ووجودها وتراثها الخالد. حيث انفرد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بإنجازه وإعداده في مرحلته الأولى لزهاء مائة ألف مدخل معجمي، مرتّبة ترتيبًا تاريخيًّا من أقدم نقشٍ أو نص إلى عام 200 للهجرة، وهو عملٌ تأسيسي منفتح على المراحل الموالية، وقابل للتّحديث المستمر، ومفتوح أمام مشاركة العلماء والباحثين باقتراح التصويب والتعديل والإغناء. ويهدف اطلاق مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بفكرته ومفهومه وجدواه ومبادئه الموجهة إلى تحقيق نهضة لغوية شاملة، ليس لها مثيل، فبإنجازه تجمع ألفاظ اللغة العربية ونصوصها في مدونة لغوية الكترونية ستكون الأضخم على الاطلاق ، حيث ستحقق من خلال المعجم ، الكثير من النصوص العربية ، متنا وسندا ، وتدقق كثير من الألفاظ ومعانيها والمصطلحات ومفاهيمها ، وترصد التحولات البنيوية والدلالية الطارئة عليها ، وتواريخ استعمالاتها. شمس النهضة تشرق من الدوحة يحمل المشروع العصري اسم الدوحة كعنوان لنهضة جديدة تشرق أنوارها من قطر ، فقد كانت فكرة المشروع الذي أطلق في الخامس والعشرين من مايو 2013 من قبل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، قد جاءت بعد عام ونصف من المناقشات التفصيلية بين نخبة من العلماء في ندوات الخبراء ، ومنذ ذلك الحين والعمل مستمر في عدة مجالات ومستويات ، تأسيسا للقواعد وبناء للهياكل وتطويرا للمهارات وتجويدا للمنهج والمخرجات ومعالجة للإشكالات العلمية والتحديات ، بتعاون بين المجلس العلمي والهيئة التنفيذية للمعجم ، وقد تكللت تلك الجهود بإنجاز المرحلة الأولى من المعجم التاريخي للغة العربية ، الممتدة منذ أقدم نص عربي موثق إلى نصوص العام 200 للهجرة. تعزيز الهوية العربية ويلبي مشروع معجم الدوحة طموحات وتطلعات الملايين من أبناء الناطقين بلسان الضاد، ويعكس حرص الدولة على تعزيز الهوية العربية والنهوض بلغتها التي هي لغة القرآن الكريم، مثلما هو يمثل انجازا حضاريا مهما كبيرا للعرب ، حيث ينفرد هذا المعجم برصد ألفاظ اللغة العربية منذ بدايات استعمالها في النقوش والنصوص، وما طرأ عليها من تغيرات في مبانيها ومعانيها داخل سياقاتها النصية ، متتبعا الخط الزمني لهذا التطور ، وبالنظر إلى تاريخ اللغة العربية الطويل وضخامة حجم نصوصها ، يجري انجاز المعجم على مراحل ، الأولى المتضمنة زهاء مئة ألف مدخل معجمي ، يقدم عبرها عدة أنواع من الخدمات اللغوية والنصية والإحصائية . شارك في بناء المعجم قرابة 300 من أساتذة الجامعات والخبراء والعلماء في عدد من الدول العربية ، كما استفاد أعضاء الفرق المعجمية من دورات تدريبية وورش العمل ، وتمكن خبراء المعجم بفضل ذلك ، من توحيد منهجية العمل ، وفقا لضوابط الدليل المعياري للمعالجة والتحريري الذي وضعته الهيئة التنفيذية والقائم أساسا على القرارات العلمية التي اتخذها المجلس العلمي، بعد مناقشات تفصيلية ودراسات معمقة. من ناحية أخرى، تعد المرحلة الأولى من المعجم بمثابة مرحلة تأسيسية ستتلوها عمليات التنقيح والتصوييب والتحديث والاغناء والتطوير، حيث سيكون لجمهور الباحثين نصيب وافر في الرقي بهذا المعجم إلى المستوى الذي يلبي الحاجة ، ويليق بمكانة لغتنا العربية . حلم العرب وكان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة قد أعلن في الخامس والعشرين من مايو 2013 إطلاق مشروع معجم الدوحة التاريخي للغة العربية ، حيث أكد د. عزمي بشارة أهمية المشروع باعتباره حلم أجيال من اللغويين والخبراء العرب ، وحتى المستشرقين ، مشيرا إلى أن المشروع عربي وليس مشروع دولة ، وأنه مشروع نهضوي مؤسس على اللغة العربية من أجل تمكينها من التطور على هدى من التاريخ ، وفهم تاريخ الألفاظ العربية ودلالاتها ، مؤكدا أن أمة بهذا الامتداد التاريخي والحضاري من العيب ألا يكون لها معجم تاريخي. إنجاز المعجم وتقوم الخطة العامة لإنجاز المعجم على تقسيم تاريخ اللغة العربية تقسيما اجرائيا إلى خمس مراحل ، تمتد منذ أقدم نص عربي موثق إلى نصوص عصرنا الراهن ، حيث تقف المرحلة الأولى عند العام 200 للهجرة ، أما المرحلة الثانية فتقف عند العام 500 للهجرة ، فيما تقف الثالثة عند العام 800 للهجرة، وهكذا.. كما يرتبط بكل مرحلة بناء مدونتها اللغوية على أساس بيبلوغرافيا المرحلة، وفهرسة ألفاظها بصورة تكون فيها مجموعة من حزم اشتقاقية ومربوطة بسياقاتها، ومرتبة ترتيبا تاريخيا من الأقدم إلى الأحدث، ثم تخضع للمعالجة المعجمية فالمراجعة، فالتحرير، فالنشر بعد الاعتماد، كما تعمل بموازاة ذلك لجان وظيفية، كلجنة إعداد البيبلوغرافيا وتحديد أفضل طبعات المصادر ولجنة تدقيق تواريخ وفيات الشعراء والمؤلفين ومن في حكمهم، ولجنة النقوش ولجنة التأثيل.
757
| 02 يناير 2019
قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اليوم إن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يعتبر الأول من نوعه في التاريخ العربي وتاريخ اللغة العربية، مؤكدا أنه يمثل علامة فارقة كونه يرصد تاريخ تطور ألفاظ اللغة العربية، جاء ذلك من خلال تغريدة نشرها حضرة صاحب السمو اليوم من حسابه الرسمي خلال مشاركته في حفل إطلاق معجم الدوحة، حيث قال صاحب السمو: شاركت اليوم في حفل إطلاق معجم الدوحة التاريخي للغة العربية وهو الأول من نوعه في تاريخ العرب والعربية ويعد علامة فارقة حيث يرصد تاريخ تطور ألفاظ لغتنا العربية. أبارك للقائمين عليه ولأبناء العربية جميعاً هذا المنجز النهضوي المهم والكبير. الجدير بالذكر أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، قد أطلق صباح اليوم البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، في الحفل الذي أقامه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في معهد الدوحة للدراسات العليا. ويعتبر معجم الدوحة الذي بدأ العمل فيه منذ شهر مايو 2013 أول معجم يؤرخ لألفاظ اللغة العربية ومعانيها، وقد حظي المشروع بتوجيه ودعم من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى منذ كان وليا للعهد ضمن رؤية سموه في المحافظة على اللغة العربية وهوية الأمة.
897
| 10 ديسمبر 2018
مساحة إعلانية
نوهت الهيئة العامة للجمارك بأهميةالإقرار الجمركي للمسافرين من قطر والقادمين إليها والحالات التي تستلزم تعبئته وعقوبة الامتناع عن ذلك أو تقديم معلومات خاطئة....
13326
| 25 ديسمبر 2025
أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن إغلاق شركة إغلاقاً إدارياً لمدة شهر، لمخالفتها أحكام المادة (7) من القانون رقم (8) لسنة 2008 بشأن حماية...
8270
| 24 ديسمبر 2025
أعرب عدد من زوار سوق الوكرة القديم، مساء اليوم، عن استيائهم من الازدحام الشديد الذي شهدته مواقف السيارات في السوق. وأوضح مواطنون في...
7164
| 23 ديسمبر 2025
أعلنت وزارة التجارة والصناعة عن إطلاق خدمة توصيل المواد التموينية المدعومة إلى منازل المواطنين، وذلك بالتعاون مع شركتي رفيق وسنونو. تأتي هذه الخطوة،...
6652
| 23 ديسمبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
ينتهي عرض الخطوط الجوية القطرية للمسافرين على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال والدرجة السياحية حتى 31 ديسمبر الجاري مع خصم يصل إلى 25%،...
2960
| 23 ديسمبر 2025
بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برقية تعزية إلى أخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر...
2572
| 23 ديسمبر 2025
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تفاصيل جديدة عن أنماط حياة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وكبار مسؤوليه في روسيا وبعض الذين بقوا في...
2274
| 24 ديسمبر 2025