أعلنت وزارة الأعلام السورية، اليوم الخميس، عن البدء بإدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك المحاصر منذ يونيو الماضي. وذكرت الوزارة، أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك بدأ، وسيتم نقل الحالات المرضية الحرجة من المخيم بعد ظهر اليوم. ونقلت عن رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية الشيخ محمد عمر، أن إيصال المساعدات تم بالتعاون والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والمنظمات الإنسانية. يذكر أن مخيم اليرموك، الواقع جنوب العاصمة دمشق، الذي يسيطر المعارضون على غالبية أحيائه، حوصر منذ يونيو من قبل القوات النظامية السورية، وناشدت الأمم المتحدة جميع الأطراف في البلاد، تسهيل سرعة توفير المساعدات الإنسانية لـ 18 ألف شخص محاصر في المخيم.

يعيش نحو 20 ألف شخص ظروفا مأسوية في مخيم اليرموك في جنوب دمشق، والمحاصر منذ يونيو، ما يدفع العديد منهم للاقتيات من لحوم الحيوانات الشاردة، ويقول علي، وهو من أحد سكان المخيم، عبر الإنترنت، "كنت انظر إلى قطة في الشارع، وانأ أفكر بذبحها". ويضيف هذا الشاب الذي كان طالبا جامعيا عند اندلاع الأزمة منتصف مارس 2011، "العديدون هنا (في اليرموك) قاموا بذبح القطط والكلاب وتناولوها، حتى إن البعض ذبحوا حمارا، احد الرجال قتل كلبا، لكنه لم يجد أي لحم لسلخه عن عظامه، لأن الكلب نفسه كان هزيلا من شدة الجوع". ويتابع بحسرة "ما كان غير ممكنا تخيله قبل أشهر قليلة، بات أمرا طبيعيا".

عبر المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين "الأونرا" كريس جونيس، عن خيبة أمله، إزاء تخلي النظام السوري عن الوفاء بتعهداته، بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية لمخيم اليرموك، مشيراً إلى أن كمية المساعدات التي دخلت المخيم قليلة جداً. وأفاد جونيس، اليوم الثلاثاء، أن الوكالة تمكنت خلال الأسبوع الماضي، من إدخال بعض المساعدات إلى المخيم المحاصر، رغم مواجهتها لصعوبات شتى، مضيفاً أن التركيز يتم في هذه المرحلة على تأمين حاجات الحياة الأساسية، كحليب الأطفال، ولقاحات شلل الأطفال، و المواد الغذائية الأساسية. و أوضح جونيس، أن الوكالة أسعدها إعلان الحكومة السورية في 18 ديسمبر، موافقتها على قيام الأونرا بإدخال مساعدات، تتضمن موادة غذائية للمخيم، لكن هذه السعادة تلاشت و تحولت إلى خيبة أمل، بعد تخلي الحكومة السورية عن تنفيذ ما تعهدت به، لضمان إيصال تلك المساعدات. و أشار جونيس، أن مجموع ما تم إدخاله من مساعدات منذ 18 ديسمبر، لا يتجاوز 138 سلة غذائية، مع العلم أن كل سلة غذائية تكفي عائلة مؤلفة من 8 أشخاص لعشرة أيام فقط، وأضاف: "أن الكميات التي أرسلتها الوكالة كانت قليلة بشكل مخيف، في ظل وجود 18 ألف مدني لم تصلهم مساعدات منذ 6 أشهر".

أفاد ناشطون حقوقيون، باستشهاد 6 لاجئين فلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية جراء استمرار الهجمات والحصار على مخيمات اللاجئين في سوريا. وقالت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في بيان صحفي، اليوم الجمعة، إن المهندس الفلسطيني، أسامة عمر أبو هاشم "70 عاماً"، قضى تحت التعذيب في سجون الأمن الجوي بمدينة حلب، بعد اعتقال دام شهرين كاملين دون أن تتمكّن عائلته من معرفة مكان احتجازه حتى تلقّت خبر إعدامه. وأوضحت أن المهندس أبو هاشم، يعد أحد أبرز رموز اللاجئين الفلسطينيين في شمال سوريا، وقد ترأس "الجمعية الخيرية الفلسطينية" في حلب لعدة سنوات، وعُرف بنشاطه في المجال الإغاثي والإنساني، مؤكدةً أنه لم يُعرف له أي انتماءات حزبية أو فصائلية. وأشار البيان، إلى استشهاد اللاجئيْن صبحي السودي "55 عاما" وسعيد الفواز "70 عاما"، نتيجة إصابتهما بالجفاف بسبب نقص التغذية وانعدام الرعاية الطبية بسبب الحصار المشدّد المفروض، من قبل قوات الجيش النظامي السوري. كما قضى المسن خالد مصطفى كريم بعد أخراجه من مخيم اليرموك، فيما استشهد الشابان ثائر فاعوري وأحمد طلاع، جرّاء قصف استهدف مخيم درعا.

طالبت شخصيات فلسطينية، منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بالعمل الجاد لإعادة الاعتبار لقضية اللاجئين الفلسطينيين، مستنكرين ما وصفوه بـ"إهمال" المستوى الرسمي الفلسطيني لأزمة اللاجئين في مخيم اليرموك بسوريا. وأكدوا خلال ندوة نظمها معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية بعنوان اليوم الخميس، "مخيم اليرموك، بين سندان اللجوء ومطرقة الجوع"، أن منظمة التحرير الفلسطينية مقصرة في نصرة قضايا اللاجئين في الشتات وخصوصا سوريا. وشارك في الندوة السياسية كلا من ممثل "لاجئو سوريا بغزة" نجيب العيماوي، و يوسف المدلل رئيس قطاع اللاجئين بوزارة الخارجية في غزة ، و رامي عبده مدير المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان. وطالب نجيب العيماوي جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية منها، والحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله التحرك بشكل عاجل وفعلي لرفع الحصار عن مخيم اليرموك الذي يموت فيه الأطفال والنساء جوعا. وفي سياق متصل أعرب رامي عبده عن قلقه إزاء ما يحدث في اليرموك من تدمير وحصار وانتهاك لحقوق الإنسان، وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين لم تأخذ مساحة من الرأي العام الدولي بالمقارنة بالقضايا الأخرى التي تشكل القضية الفلسطينية نظرا لوجود مخطط لتصفية هذه القضية من بعض الدول.

دخلت أول دفعة مساعدات غذائية اليوم السبت، إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق السبت، بحسب ما أفاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي. وقال عبد الهادي في اتصال هاتفي "تم إدخال أول دفعة من المساعدات الغذائية بنجاح إلى المخيم صباح اليوم، وهي عبارة عن شاحنة محملة بـ300 طرد، وبدأ التوزيع على سكان المخيم" الذي يخضع منذ نحو عام لحصار عسكري تفرضه القوات النظامية.

حذرت مسؤولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم الجمعة، من أن العقبات التي تضعها القوات السورية أمام وصول المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك يمكن أن تشكل جريمة حرب. وقالت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في بيان أن "حجم سؤ التغذية وعدد الذين ماتوا بسببه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة غير معروفين بدقة". وأضافت "لكن من الواضح تماما أن الوضع في اليرموك "قرب دمشق" يائس تماما وهناك مدنيون يموتون جراء ذلك. يبدو أن القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها تفرض عقابا جماعيا على المدنيين في اليرموك". وأكدت بيلاي أن "منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مدنيين في حاجة ماسة لها يمكن أن يشكل جريمة حرب". وذكرت المفوضة العليا بان القانون الدولي يطالب إطراف النزاع بمنح حرية العبور لكل قوافل المواد الغذائية الأساسية والملابس المرسلة للأطفال اقل من 15 عاما والحوامل أو حديثي الوضع وان تسمح بمرور أي قافلة أدوية أو معدات صحية. وحتى ديسمبر 2012 كان أكثر من 160 إلف لاجئ فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك الواقع جنوب مدينة دمشق. وقد فر معظمهم بعد دخول مجموعات المعارضة المسلحة إلى المخيم حيث شنت القوات الحكومية هجوما عليها.

استهجن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزّت الرّشق بشدَّة الأصوات التي لا تزال تخرج بين الحين والآخر المتهمة لحركة حماس "بهتانا وزورا" ودون دليل بأنّ لها أذرعاً مسلحة في مخيم اليرموك؛ والتي كان آخرها ما صرّح به أحمد المجدلاني مبعوث منظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا. وجدّد الرّشق في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، التأكيد على موقف حركته الواضح بعدم التدخل في أيّ شأن داخلي لأيّة دولة عربية كانت وإسلامية. ووصف اتهامها بذلك بأنَّه "محاولة يائسة لتشويه الحركة ومنهجها المقاوم، لن تؤثر فيها، ولن تفلح في جرّها إلى مهاترات تحرفها عن بوصلتها الموجّهة دوماً للاحتلال الغاصب". وأضاف "لا وجود لأي مسلّح للحركة في مخيم اليرموك، واتهامها بذلك هو من قبيل المزاودات السياسية الرّخيصة". وتابع بالقول: "إنَّ مخيم اليرموك يئنّ تحت وطأة الجوع القاتل، وينتظر من الجميع إيجاد حلّ عاجل يوقف الحصار بدلَ إلقاء التهم المعلبة جزافاً، والتي لا تخدم قضية اللاجئين بل تعمّق من أزمتهم وتطيل أمدها".

شارك، ظهر اليوم الجمعة، الآلاف من الفلسطينيين في مسيرة جماهيرية حاشدة رفضًا للمفاوضات مع الاحتلال وخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وكذلك تنديدا بمواصلة حصار مخيم اليرموك للاجئين في سوريا. جاء ذلك بدعوة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حيث انطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرات من كافة مساجد مدينة غزة وتجمعت غرب المدينة حيث كانت كلمة مركزية للحركة بحضور عدد من قادة الفصائل الفلسطينية. ووصف الدكتور سامي أبوزهري الناطق باسم الحركة في كلمته ما يتعرض له مخيم اليرموك من حصار بأنه "جريمة القرن"، مطالبة بإنهاء الحصار فورا عن المخيم وإدخال المساعدات له. وطالب بتجنيب المخيمات الفلسطينية الصراع في سورية، داعيا إلى خروج كل المسلحين من المخيم وإنهاء حصاره من الداخل والسماح بإدخال المواد الغذائية لهم. وأعرب أبو زهري عن أسفه أن يتم حصار مخيم اليرموك في ظل المصمت العربي والدولي والأممي، مشيرًا إلى أن "المخيم يتعرض لمؤامرة كبيرة لإنهاء التواجد الفلسطيني في سوريا كما تم قبل ذلك في العراق".

وكأنه مكتوب على الجباه الفلسطينية أن الموت مكتوب عليكم في أي مكان، فعلى الرغم من أن الأزمة سورية، فإن الضحية فلسطيني، فهنا "مخيم اليرموك" الذي بات شاهد عيان على أسوأ عملية حصار وتجويع، يدفع سكانه من الفلسطينيين في سوريا ثمنها من حياتهم وحياة أطفالهم بعد وفاة 50 محاصرًا تحت وطأة الجوع والمرض، في خضم حرب لا يعلم مداها سوى الله. أنشئ مخيم اليرموك عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويعد اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا. حملة عسكرية في منتصف شهر يناير عام 2012 بدأت حملة عسكرية على المخيم بعد تقدم قوّات المعارضة من الأحياء الجنوبيّة في دمشق، واستمر الوضع هادئًا نسبيا طيلة عامي 2012 وحتى شهر سبتمبر من عام 2013، حيث قامت قوات النظام السوري بمحاصرة 20 ألف لاجئ فلسطيني هم من بقوا داخل المخيم، لكنه الآن محاصر، بشكل كامل، منذ أكثر من 180 يومًا على التوالي. ووصف المتحدث باسم الأونروا، كريس جونيس، الوضع الحالي داخل المخيم بقوله: "أطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، يضطرون لتناول علف الحيوانات، بسبب الحصار الخانق". وذكر "جونيس" أن الأطفال يتناولون خضروات بائتة، ونباتات وتوابل تذوب في الماء، ما يؤدي إلى إصابتهم بفقر الدم، وأمراض العظام، حيث يعيشون في المخيم، الذي انقطعت عنه الكهرباء، منذ نحو عام، لافتا إلى أن الأهالي يشعلون أثاثا منزليا أمام الخيام من أجل التدفئة. ولفت المتحدث باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن شبكة المياه في المخيم تعمل ثلاثة أيام في الأسبوع، بمعدل أربع ساعات يوميا. وعلى صعيد التحركات الدولية، كشف عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في وقت سابق أن القيادة الفلسطينية اقترحت عملية أمنية لإدخال المساعدات لأهالي المخيم، ولكن الرئيس السوري بشار الأسد رفضها، بدعوى "الخوف من ارتكاب الجماعات المسلحة المحاصِرة للمخيم مجزرة بحق سكانه". كما اعتصم عشرات المقدسيين، مساء أمس الخميس، بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، دعمًا لأبناء الشعب الفلسطيني في "مخيم اليرموك" بسوريا. شهداء الجوع ورفع المشاركون من الأطفال والنساء والرجال، صور "شهداء الجوع" في مخيم اليرموك، ولافتات منددة بالحصار على المخيم الذي أدى إلى مقتل العشرات من سكان المخيم، وجرى خلال الاعتصام جمع العديد من المساعدات العينية لإغاثة المخيم. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد طالب في مطلع الشهر الجاري جميع الأطراف بتسهيل دخول المواد التموينية إلى "مخيم اليرموك" لإنقاذ سكانه. وانطلقت في عدة مدن عربية وأوروبية حملة للضغط على الرأي العام العربي والعالمي من أجل بذل الجهود لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها من بقي من سكان المخيم، وتتضمن الحملة التي تنظم تحت شعار "أنقذوا مخيم اليرموك" عدة وقفات احتجاجية تشارك فيها عدة حركات وتجمعات أهلية مستقلة. كانت اليرموك، تأوي أكثر من 160 ألف لاجئ فلسطيني، وفي يناير 2012، وفي الأشهر التي تلت ذلك، تسبب النزاع المسلح بفرار ما لا يقل عن 140 ألف لاجئ، وذلك في الوقت الذي قامت فيه جماعات المعارضة بتأسيس وجود لها في المنطقة، فيما تسيطر القوات الحكومية على محيط المخيم.

علمت "قدس برس"، أن قافلة المساعدات الغذائية التي حاولت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إدخالها إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، قد عادت أدراجها دون أن تتمكن من دخول المخيم، بسبب تعقد الوضع الأمني داخل المخيم. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة أنه لم يدخل اليوم الإثنين، إلى مخيم اليرموك للاجئين أي نوع من المساعدات الغذائية أو الإنسانية من أي جهة، بعد أن عادت قافلة "الأونروا" أدراجها، حيث كانت تضم ست شاحنات محملة بالمواد الغذائية. وقد توجهت قافلة "الأونروا" اليوم إلى مخيم اليرموك بناء على اتفاق توصلت إليه مع الحكومة السورية يتيح إدخال عدد من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والذين قضى ستة وأربعين منهم بسبب الجوع. يشار إلى أن مخيم اليرموك في جنوب العاصمة السورية دمشق يعاني من حصار مشدد بسبب المعارك الدائرة في سورية بين القوات النظامية والمعارضة، حيث تسبب ذلك بحدوث مجاعة تهدد حياة الآلاف من سكانه، لا سيما الأطفال وكبار السن، حيث يفتقد المخيم للغذاء والدواء وحليب الأطفال.

دعا "المنتدى الفلسطيني" والجالية الفلسطينية في المملكة المتحدة إلى اعتصام، مساء بعد غد الأربعاء، أمام مقر الحكومة البريطانية في العاصمة لندن تضامنا مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا، وللضغط على لندن للتحرك من أجل إنهاء الحصار على المخيم وتحييد الفلسطينيين عن الأزمة السورية. وأوضح مدير مجلس العلاقات "الفلسطينية ـ الأوروبية"، عرفات ماضي، في تصريحات لـ"قدس برس": "الهدف من الاعتصام أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن يأتي لإثارة الرأي العام الدولي ووضعه أمام مسؤولياته من أجل التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك". وأضاف: "الاعتصام المزمع، هو جزء من تحرك دولي يعتزم الفلسطينيون القيام به في مختلف دول القارة الأوروبية لتعريف الرأي العام بما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في سوريا". وتابع: "هناك وثيقة دولية نسعى لتوقيعها على مستوى البرلمان الأوروبي للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على مخيم اليرموك وتحييد الفلسطينيين ويلات أي صراع داخلي في سورية وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لهم"، على حد تعبيره.

حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، مجددا من خطورة الوضع الإنساني المتردّي في مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية "دمشق"؛ نتيجة الحصار الخانق المفروض عليه منذ عدة أشهر. وقالت "الأونروا" في بيان، اليوم السبت، إن نحو 30 شخصا غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ قضوا جوعا بسبب الحصار التام المفروض على المخيم منذ سبتمبر الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من 20 ألف شخص معظمهم فلسطينيون، إضافة لعائلات سورية يعانون داخل هذا المخيم من وضع مأساوي. وأوضح البيان، أن أطعمة مخصصة للحيوانات أصبحت أكلات دائمة للأطفال داخل مخيم اليرموك، منوها بأن شاحنات تحمل مساعدات تتوجه يوميا إلى المخيم، وما إن تتخطى الحاجزين الأول والثاني حتى تتعرض لإطلاق نار بوصولها للحاجز الثالث. وقالت الأونروا، إن الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إقامة ممر إنساني آمن يكون بمنأى عن أطراف النزاع في سوريا، وذلك من أجل التوصل لإدخال المواد الحيوية للمخيم، والسماح لمن يرغب في مغادرته بطريقة آمنة"، داعية الأطراف المتنازعة في سوريا إلى احترام الالتزامات الأخلاقية والقانونية.

اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، ما يجري في مخيم اليرموك هو "نكبة ثانية لا يجوز السكوت عليها". وأكد البرغوثي "إن ما يعانيه أبناء شعبنا في مخيم اليرموك من موت وجوع وتهجير يعيد إلى الأذهان ما تعرضوا له أبان جريمة النكبة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 48". ودعا إلى "إنهاء معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في سوريا، خاصة في مخيم اليرموك وتجنيبهم ويلات الحرب والصراع التي هم ليسوا طرفا فيها وعدم استخدامهم وقودا لأهداف فئوية ومصالح خاصة". وقال البرغوثي "إن أبناء شعبنا في مخيم اليرموك يتعرضون لمأساة حقيقية تتمثل بعمليات القتل والاستهداف والتشريد والجوع والحصار، وأنهم باتوا في ظروف صعبة تتهدد حياتهم بعد أن قضى العديد منهم جوعا". وطالب النائب الفلسطيني، جميع الجهات "بتحمل مسؤولياتهم لإنقاذ حياة أبناء شعبنا الذين يموتون جوعا وبردا والعمل على إيصال أدنى مقومات الحياة لهم"، مشيرًا إلى أن أكثر من 150 ألف فلسطيني هجروا من مخيم اليرموك وأن حوالي ألفي شخص آخر قتلوا خلال الأحداث الدائرة هناك.

نظمت حركة "حماس"، اليوم الجمعة، تظاهرة شمال قطاع غزة للتضامن مع مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا الذي يتعرض لحصار شديد أسفر عن وفاة 15 شخصا على الأقل بسبب الجوع. وانطلق المشاركون في المسيرة بعد أداء صلاة الجمعة إلى مسجد الخلفاء في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وهم يحملون يافطات تدعو لفك الحصار عن اليرموك كتب على إحداها "أنقذوا اليرموك قبل فوات الأوان". ودعا مشير المصري، النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، إلى "فك الحصار فورا عن أبناء شعبنا في مخيم اليرموك، وتحييده عن حالة الصراع والاحتقان الموجودة في سوريا". وأضاف: "إننا كشعب فلسطيني في غزة لن نتخلى عنكم مهما كانت الظروف حولنا برغم الحصار من العدو الإسرائيلي". ومنذ سبتمبر، توفي 15 شخصا على الأقل بسبب الجوع في المخيم الذي يخضع لحصار شديد منذ أن سيطر عليه مقاتلو المعارضة قبل أكثر من عام. ومن جهة ثانية، نظمت حركة الجهاد الإسلامي مسيرة في مدينة غزة رفضا لخطة التسوية التي يطرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إطار جهود المفاوضات التي يبذلها بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

الوضع المتشظي في أنحاء سوريا تعدى مرحلة الخلافات السياسية والحرب الطاحنة بين ظالم ومظلوم ، أو بين طاغية وشعب مغلوب على أمره، ليبلغ مداه حالة من التردي في الأوضاع الإنسانية طالت كل مكونات الشعب السوري المجيد فأضحى حاله بين جريح و لاجئ ونازح وطريد وجائع وشهيد.وهذه المرة تطل حالة البؤس برأسها من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين في سوريا، "يقع بالقرب من العاصمة دمشق"، والذي أصبح بفعل الحرب الشعواء التي تشنها الحكومة السورية على كافة مدن وقرى وريف سوريا بلا إستثناء، أصبح كذلك ملاذاً لعدد كبير من السوريين الذين يعيشون مع أشقائهم الفلسطينيين فيه تحت وطأة الجوع والموت بعد أن ضربت قوات الأسد حصاراً محكماً عليه لمنع وصول المساعدات الإنسانية لإغاثة سكانه، حيث منعت دخول الغذاء والماء والدواء والوقود ووقود التدفئة والغاز وقطعت عنه كذلك الكهرباء، ليصبح المخيم بعد ذلك مرتعاً للجراثيم والأوبئة والأمراض القاتلة التي تلتهم سكانه يوما بعد يوم، ليتحول المخيم إلى تراجيديا حزينة تروي مأساة شعبين.بجانب الحالات المأساوية التي يعيشها الشعب السوري بصورة عامة وسكان المخيم بصورة خاصة، تغطي أفق الإنسانية مأساة أطفال هذا المخيم الذين يعيشون أوضاعاً لا تسُر، الأطفال في مخيم اليرموك يأكلهم الجوع ويلتهم أعضاءهم وينهش أجسادهم، وتستفرد بهم الأمراض والأوبئة ليصبحوا بذلك عرضة للموت، وآلة القتل والحصار تدور عجلاتها على أجساد البشر لاتفرق بين كبير وشاب وصغير وطفل أو بين رجل وإمرأة، كل هذه المشاهد التراجيدية الحزينة يشاهدها العالم بصمت مؤلم، لتؤكد الأكذوبة الكبرى التي يتمشدق بها المجتمع الدولي "البحث عن إرساء قواعد الديموقراطية والحرية والكرامة للإنسان" ... إستمرار الحصار الذي فرضته حكومة النظام السوري على المخيم أدى إلى نفاد كل المواد الغذائية والدوائية، وإنقطعت عن المخيم كل أسباب الحياة الإنسانية، وسدت في وجه سكانه كل الأبواب الإنسانية لم يجدوا حلاً لمحاربة الجوع سوى أن يقتاتوا على الأعشاب التي تنمو في البيوت والشوارع وأصبحوا يأكلون أوراق الشجر، واذا أصابهم المرض يقفون مكتوفي الأيدي أمامه وينتظرون الموت في ظل إنعدام الدواء وأسباب العلاج...مأساة سوريا و"مخيم اليرموك" تعتبر وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وكل دعاة الإنسانية في ظل صمتهم المؤلم حيال إيجاد الحلول إن لم يكن على المستوى السياسي فعلى المستوى الإنساني.. وجراء هذا الموقف العالمي السلبي سيظل "مخيم اليرموك" ينزف وينزف إلى أن تتحقق أمنيات السلام وتتنزل على سوريا نعمة الأمن والأمان وتعود الإنسانية إلى أرض الشام .. أرض التاريخ والحضارات الأصيلة ومهد البطولات والأمجاد.

تفاقمت الأزمة الإنسانية في مخيم اليرموك بدمشق المحاصر، مما أدى إلى تسجيل حالات وفاة، لا سيما بين الأطفال بسبب الجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية إن وجدت. ولم تنجح التظاهرات ولا المساعي الدبلوماسية في فك حصار المخيم المستمر منذ يوليو الماضي والذي أدى إلى انقطاع الطعام والكهرباء والمياه وحتى الدواء عنه. وأدى الحصار أيضاً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حال توفرها، فوصل سعر كيلو الأرز إلى 6000 ليرة سورية أي ما يعادل 42 دولارا. وفشل مساعي إقناع النظام بالسماح بدخول بعض المواد الغذائية للمحتجزين داخل المخيم دفع ببعض الناشطين إلى إطلاق حملة إلكترونية تحت شعار "أنقذوا مخيم اليرموك". وتوفر الحملة قاعدة بيانات كاملة عن أرقام المحاصرين والنازحين من المخيم إضافة إلى القتلى والمصابين. ومن المقرر أن تتسع رقعة هذه الحملة التي قرر القيمون عليها ألا تبقى أسيرة الفضاء الإلكتروني والعالم الافتراضي، ليُخَصَّص يوم إعلاميّ كامل للمخيم في 11 يناير الجاري.

اعتصم عشرات الناشطين وحقوقيين وسياسيين، ظهر اليوم السبت، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في العاصمة الأردنية عمان، تحت شعار، "أنقذوا مخيم اليرموك"، وذلك تضامنا مع سكان المخيم الذي مات 15 منهم بسبب الجوع ،نتيجة للحصار الذي يتعرضون له من قوات النظام السوري، في العاصمة السورية دمشق. ورفع المعتصمون، وبينهم أطفال، لافتات طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ أبناء مخيم اليرموك قبل أن يقضي عليهم الجوع، مرددين هتافات أعربوا خلالها عن رفضهم لحصار الجوع المفروض على الفلسطينيين من سكان اليرموك. وأكد المعتصمون، أنه يجب أن يكون هناك موقف عربي إسلامي موحد من أجل إنقاذ القاطنين في المخيم، والذين مضى عليهم سنة وهم يعيشون تحت الحصار الغاشم الذي فرضته عليهم قوات النظام. وقال الناشط بسام محمود، إن هذا الاعتصام، هو أبسط ما نقدمه لإخواننا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يواجهون الموت جوعا تحت سمع ونظر العالم، دون أن يتحرك الضمير الإنساني لإنقاذهم. وأضاف: "بالرغم من هؤلاء الذين يعيشون في مخيم اليرموك، لا ناقة لهم ولا جمل في الحرب الدائرة في سوريا، فلماذا يتم فرض عليهم هذه الظروف القاسية ويموت الكثيرون منهم جوعا دون أن يجدوا من يتحرك لإنقاذهم؟ فهل يتركون حتى يقضى الواحد منهم تلو الأخر ثم نتباكى عليهم بعد ذلك؟

دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، جميع الأطراف إلى تسهيل دخول المواد التموينية إلى مخيم اليرموك في سوريا، لإنقاذ حياة سكان المخيم، كما حث الأطراف التي تعيق وصول هذه المساعدات على العمل الفوري على إدخالها. وأوضحت الرئاسة الفلسطينية في بيان أصدرته، اليوم الجمعة، أن منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية تبذلان كل الجهود المطلوبة من أجل حل مشكلة الحصار على المخيم. ولفت البيان، إلى إرسال القيادة عدة وفود إلى دمشق لهذا الغرض، ومنها وفد برئاسة عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني مؤخرا، لمتابعة قضية فك الحصار وإدخال المساعدات عبر المنظمات الدولية إلى المخيم. ودعت منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية، جميع الجهات المعنية في سوريا إلى وضع حد لهذه الحالة المأساوية غير المسبوقة، التي أدت إلى سقوط ضحايا من المخيم، وفيهم عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا جوعاً. وأكد بيان الرئاسة أن القيادة الفلسطينية ستبذل المزيد من الجهود بما فيها كشف المعلومات حول الأسباب التي تعترض فك الحصار عن المخيم، داعية الفلسطينيين في المخيم الذين صمموا على رفض تهجيرهم مرة أخرى، إلى الصمود والصبر مع إدراكها لصعوبة الأوضاع والحاجة إلى جهد موحد للتغلب عليها. وكان الرئيس عباس، أصدر يوم السبت الماضي، تعليماته بإدخال مواد تموينية فورا إلى مخيم اليرموك في سوريا، نتيجة الظروف الصعبة التي يتعرض لها سكان المخيم.

أكد ناشطون فلسطينيون في سوريا، استشهاد 5 لاجئين في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، جرّاء عمليات القصف التي تعرّض لها المخيم خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأوضحت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في بيان اليوم الأربعاء، أن القصف الذي استهدف حي العروبة في مخيم اليرموك، أسفر عن استشهاد 4 لاجئين فلسطينيين. وأشارت المجموعة، إلى تواصل عمليات القصف والهجمات التي تستهدف كافة المخيمات الفلسطينية في الأراضي السورية، والتي تتزامن مع تشديد الحصار عليها وخاصةً اليرموك الذي يدخل يومه الـ 120 على التوالي محاصراً من قبل قوات الجيش السوري. ونوه البيان، إلى أن الاتفاق الأخير لتحييد المخيمات الفلسطينية عن دائرة الصراع الدائر في سوريا لم يُطبق حتى اللحظة، بسبب تبادل الاتهامات بين الجيشين النظامي والحر. وفي سياق متصل، أكّدت المجموعة أن السلطات اللبنانية تواصل منعها دخول عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى أراضيها، مطالبة الجهات المختصة بالتحرك لإنقاذهم وإدخالهم إلى لبنان.