أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن معاملة المجر للمهاجرين "غير مقبولة".. معبرا عن صدمته عندما شاهدت الطريقة التي عومل بها هؤلاء اللاجئون والمهاجرون. وكانت الشرطة المجرية قد استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد عدة مئات من اللاجئين الذين كانوا يحتجون على منعهم من دخول المجر من صربيا. وقال بان كي مون في بيان له بهذا الصدد "أن هؤلاء أناس يهربون من الحروب والاضطهاد، وينبغي معاملتهم برحمة وكرامة". ويأتي هذا التطور بعد أن أغلقت المجر هذا الأسبوع حدودها الجنوبية مع صربيا، وقطعت بذلك واحدا من أهم طرق دخول المهاجرين الى الاتحاد الأوروبي.

تزايد عدد اللاجئين الذين وصلوا مؤخرا إلى الحدود الألمانية النمساوية، حيث أحصت الشرطة وصول نحو 4600 لاجئ على المعبر الحدودي. وذكر متحدث باسم الشرطة الاتحادية، أمس الأربعاء، أن عدد اللاجئين الذين وصلوا أمس الأربعاء ارتفع بشكل واضح مقارنة بأول أمس الثلاثاء؛ حيث أحصت الشرطة الاتحادية نحو 3500 لاجئ فقط حتى أول أمس. وتم إلقاء القبض على 18 مهربا للبشر أمس. يشار إلى أن الكثير من اللاجئين جاءوا عبر الجسر الموصل بين مدينة زالتسبورج النمساوية والمنطقة الحدودية الألمانية فرايلاسينج بمقاطعة بافاريا العليا بولاية بافاريا الألمانية. وتم إيقاف مجموعتين كبيرتين هناك تضم كل منها 700 لاجئ، وأوضح المتحدث أن منطقة فرايلاسينج لا تزال تمثل بؤرة ساخنة حاليا. يشار إلى أنه يتم تسجيل اللاجئين حاليا في مراكز تجمع بالمنطقة، ويتم توزيعهم بعد ذلك إلى جميع أنحاء ألمانيا.

أجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتصالا هاتفيا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية الزيادة المستمرة لتدفق اللاجئين. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم الأربعاء، في العاصمة الألمانية برلين إنه تم الاتفاق على تكثيف التعاون في التصدي لأزمة اللجوء. وأشار إلى أنه تم التركيز خلال المكالمة على الأهمية الخاصة لمكافحة عمليات التهريب. ونقل زايبرت عن ميركل إشادتها "بالإنجازات التركية الكبيرة في توفير إقامة ورعاية لنحو 2 مليون لاجئ سوري حاليا" هناك. وأوضح المتحدث باسم ميركل أن كلا الزعيمين اتفقا على أن هناك حاجة لمساع قوية وتضامنية من المجتمع الدولي لتخفيف حدة الأزمة. وبالنظر إلى الوضع في سوريا، أوضح زايبرت أن ميركل وأردوغان اتفقا على أنه لابد من أن يكون هناك حل سياسي للنزاع بشكل عاجل وتكثيف المساعي لتحقيق ذلك. وعلى جانب آخر أشار زايبرت إلى أن المستشارة الألمانية أدانت هجمات حزب العمال الكردستاني المحظور ودعت للتناسبية في الإجراء الذي يتم اتخاذه ضد الجماعات الإرهابية.

تزايدت أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى الحدود الألمانية النمساوية مجددا بشكل واضح لتصل إلى 3500 لاجئ. وذكر متحدث باسم الشرطة الاتحادية في مدينة روزنهايم، الواقعة بولاية بافاريا الألمانية، أن هناك نحو 3500 لاجئ وصلوا إلى الحدود مع النمسا حتى الليلة الماضية.. موضحا أن الأعداد كانت تبلغ 1200 لاجئ تقريبا حتى أمس الأول الإثنين. وأضاف المتحدث أنه تم إلقاء القبض على 13 مهربا للبشر أمس. يشار إلى أنه تم نقل أغلب اللاجئين إلى نقطة تجميع بالمنطقة الحدودية فرايلاسينج بولاية بافاريا الألمانية، وتم توزيعهم من هناك على مراكز استقبال اللاجئين في الولايات الألمانية بأكملها.

دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ومستشار النمسا فيرنر فايمان، اليوم الثلاثاء، إلى عقد قمة خاصة للاتحاد الأوروبي الأسبوع القادم لبحث أزمة اللاجئين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين قالت ميركل، إن ألمانيا والنمسا والسويد وهي دول تحملت العبء الأكبر لموجة لاجئين من آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا لا تستطيع التعامل مع الموقف وحدها. وتراجعت ميركل فيما يبدو عن تهديد جاء على لسان وزير داخليتها الذي طالب بفرض عقوبات مالية على الدول الأعضاء التي لا تقبل نصيبها من اللاجئين. ودعت ميركل الى العودة إلى الروح الأوروبية قائلة "التهديد ليس الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق". ودافعت ميركل عن القرار الذي اتخذته ألمانيا في مطلع الاسبوع بفرض ضوابط على الحدود في مواجهة تدفق طالبي حق اللجوء قائلة إن هذه الضوابط هي لتسهيل تسجيل اللاجئين.

دعا نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الاقتصاد الألماني، زيجمار جابرييل، لزيادة المساعدات المالية لمراكز إيواء اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا وهي الأردن وتركيا ولبنان. وقال اليوم الثلاثاء في العاصمة الألمانية برلين "أؤيد جدا أن توفر أوروبا 1.5 مليار يورو مرة ثانية وتستثمرها هناك". وأشار نائب ميركل إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج توفير نفس المبلغ على الأقل من أجل تحسين سبل تجهير مراكز إيواء اللاجئين في هذه الدول. وتابع جابرييل قائلا: "يجب أن نمنح المواطنين هناك أفقا مستقبلية أفضل، وإلا سوف ينشأ هناك جيل ضائع". وأضاف أن اللاجئين يغادرون المخيمات في هذه الدول؛ لأنه ليس لديهم فرصة للعيش باستمرار أو العمل أو تلقي تدريب هناك. وأشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وغيره من المنظمات الإرهابية يجندون "النشء" هناك. وعن إعادة فرض رقابة على الحدود الألمانية، قال نائب ميركل إنه ليس هناك نوايا لوضع الحق في اللجوء في موضع شك أو تغييره، ولكنه أشار إلى أن إمكانات بلاده سوف تنتهي في وقت ما. ولهذا السبب أكد جابرييل أنه ليس هناك بدائل أخرى عن تأسيس "نقاط ساخنة" في اليونان والمجر وإيطاليا يتم تسجيل اللاجئين بها وتوزيعهم على دول الاتحاد الأوروبي منها.

أكدت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الثلاثاء، أن عدم الحسم بين الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى غرق المزيد من اللاجئين في مياه البحر المتوسط ودعت المنظمة إلى التوصل الى اتفاق و"تقاسم المسؤولية". وقال ليونارد دويل، كبير المتحدثين باسم المنظمة في إفادة صحفية في جنيف "مع تزايد الأخطار نخشى من أن عدم الحسم في أوروبا سيؤدي لمزيد من الوفيات في بحر إيجه.. القرارات التي اتخذتها عدة حكومات (أوروبية) بفرض قيود على الحدود سيكون لها تأثير مدمر جدا". وقالت ميليسا فلمينج المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، إن عددا قياسيا بلغ 20 ألف لاجئ دخلوا النمسا يوم الإثنين وانضم إليهم صباح اليوم 5500 آخرون. وأضافت أن المفوضية لا تزال تنصح بعدم إعادة اللاجئين إلى صربيا التي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع طلبات تسجيل اللاجئين أو العناية بهم.

استخدمت المجر اليوم الثلاثاء، عربة نقل مزودة بأسلاك شائكة لإغلاق نقطة دخول رئيسية على الحدود مع صربيا يستخدمها اللاجئون الطامحون في التوجه شمالا، وذلك مع دخول الإجراءات الجديدة لوضع حد لتدفق اللاجئين حيز التنفيذ. وكان عشرات الآلاف من المهاجرين، معظمهم من الفارين من الصراعات في سوريا والعراق، قد تمكنوا من دخول البلاد على مدار الأسبوعين الماضيين من خلال العبور فوق خط السكك الحديدية قرب روشكه، مستغلين آخر فجوة في سياج أقامته المجر على طول حدودها الممتدة لمسافة 175 كيلومترا مع صربيا. ووافقت الحكومة اليمينية برئاسة فيكور أوربان على إجراءات تتضمن القبض على المهاجرين الذين يخترقون السياج واحتجازهم. ومن المتوقع أن تعلن حكومة أوربان في وقت لاحق اليوم حالة أزمة، ما يمهد الطريق أمام البرلمان للسماح للجيش بدعم الشرطة على الحدود. وأعلنت الشرطة المجرية تجاوز عتبة الـ200 ألف مهاجر الرمزية لعدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد منذ مطلع العام الحالي، وذلك بعد دخول تشريع جديد أكثر تشددا حيز التنفيذ في البلاد اليوم. وفي تعداد نشر الثلاثاء، بلغ عدد المهاجرين الذين دخلوا الى المجر منذ الأول من يناير 200778 مهاجرا غالبيتهم العظمى عبر الحدود مع صربيا، وتابع القسم الأكبر من هؤلاء طريقهم غربا إلى أوروبا. وكانت بيانات أعلنتها الشرطة في وقت سابق من الصباح أفادت أن رقما قياسيا بلغ 9380 مهاجرا دخلوا إلى المجر الإثنين عشية بدء تطبيق اجراءات متشددة تمنع عبوره للحدود.

في ما يأتي ابرز الأرقام في أزمة اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا. كم عدد المهاجرين واللاجئين؟ عبر أكثر من 430 ألف مهاجر ولاجئ البحر المتوسط منذ يناير ولقي نحو 2748 حتفهم أو فقدوا، بحسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي نشرت في 11 سبتمبر الجاري. وقد وصل نحو 310 آلاف منهم إلى اليونان و121 ألفا إلى إيطاليا بحسب المنظمة الدولية للهجرة. من أين يأتون؟ تشير تقديرات المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة إلى أن السوريين يمثلون 50% من الذين عبروا المتوسط منذ بداية العام "و70% من الذين وصلوا إلى اليونان"، يتبعهم الأفغان 13%، ثم الاريتريون 8%، والنيجيريون 4%، والصوماليون 3%. وفي سوريا أوقع النزاع منذ مارس 2011 أكثر من 250 ألف قتيل وأرغم أكثر من نصف السوريين على الهرب من منازلهم: ثمانية ملايين منهم نزحوا داخل البلاد وأربعة ملايين لجئوا إلى البلدان المجاورة - تركيا، لبنان والأردن، فيما يحاول عدد متزايد منهم الذهاب إلى أوروبا الغربية. إلى أين يذهبون؟ خصوصا إلى ألمانيا التي قد تستقبل هذه السنة حتى "مليون" مهاجر بحسب نائب المستشارة سيجمار جابرييل، حتى وأن بقي توقع ثمانمائة ألف المعلن في منتصف أغسطس على حاله رسميا. وخلال الأسبوع الأول من سبتمبر وحده، سجلت ألمانيا 37 ألف لاجئ جديد. ما التوزيع المطروح للاجئين في الاتحاد الأوروبي؟ يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل مسالة توزيع 160 ألف لاجئ موجودين في المجر واليونان وإيطاليا على الدول الـ28 الأعضاء. وبحسب الحصص المقترحة من المفوضية الأوروبية والمرفوضة حتى الآن من قبل أربع دول في أوروبا الشرقية (المجر، بولندا، سلوفاكيا والجمهورية التشيكية) ستستقبل ألمانيا 31443 لاجئا وفرنسا 24031 وإسبانيا 14931. وأعلنت بريطانيا من جهتها نيتها استقبال 20 ألف لاجئ سوري على مدى خمس سنوات.

سدت مجموعة من الشرطة المجريين مرتدين خوذات اليوم الإثنين، المعبر الرئيسي غير الرسمي الذي يدخل من خلاله مهاجرون إلى المجر من صربيا. وتمركز عشرات من أفراد الشرطة تدعمهم عناصر أخرى من الشرطة الراكبة والجنود على شريط للسكك الحديدية، يستخدمه المهاجرون لعبور الحدود إلى الاتحاد الأوروبي، وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان.

أطلق الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، برنامجًا لدعم تركيا فيما يتعلق باستضافتها للاجئين السوريين، يشتمل على المساهمة في الخدمات التعليمية للأطفال السوريين، وتوفير مساعدات غذائية شهرية لعشرات الآلاف من اللاجئين في مخيماتهم. وأشاد نائب مندوب الاتحاد الأوروبي لدى أنقرة، "بيلا سزومباتي"، بسياسات تركيا بخصوص فتحها أبوابها أمام السوريين، منوها أنها تستضيف حاليا أكثر من مليوني لاجئي سوري، حيث صرفت 6 مليارات دولار في هذا الإطار. جاء ذلك في كلمته، خلال مراسم إطلاق البرنامج الذي يجري بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، وأعرب سزومباتي، عن شكره لتركيا على توفيرها "المأوى، والخدمات الصحية والتعليمية وإمكانية العمل" للسوريين.

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأحد، أن بلاده تستقبل دوما وسوف تظل تفعل نفس الشيء مع كل من ينطبق عليهم تصنيف لاجئين. وقال لافروف في مقابلة مع برنامج صنداي تايم الإخباري، الذي تبثه القناة الأولى الروسية "روسيا سوف تتحمل مسؤولياتها بموجب المعاهدات الدولية، نستقبل وسوف نظل نستقبل من ينطبق عليهم تصنيف لاجئين"، وأضاف لافروف "أحيانا، نفعل ذلك متجاوزين إطار المعايير التي يتم استخدامها، اعني لاجئين من أوكرانيا ولدينا نحو مليون من هؤلاء الأشخاص، من الملاحظ أن جزءا كبيرا منهم – ما يتراوح من ثلث إلى 50% - يطالبون منحهم الجنسية الروسية أو وضع دائم ما في بلادنا". وتابع "يتم إيواء الكثيرين منهم في منازل مواطنين ولكن هناك أيضا مراكز للاجئين في روستوف ومناطق أخرى، مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، يعتبر ذلك نموذجا يحتذي به".

قارنت الإعلامية خديمة بن قنة، بين تعامل وأخلاق أهل المجر شعبًا وشرطة وحكومة مع اللاجئين وتعامل الألمان. وقالت في تدوينة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مع أنهم أبناء قارة واحدة وعرق واحد وديانة واحدة وجيران، الفرق هو بين إرث الديمقراطية وإرث الاستبداد". وأضافت: "الاستبداد والقمع يشوهان سيكولوجية البشر لأجيال، والأنظمة الحرّة وحدها تصنع شعوباً حرة ومتحضرة، وهناك مَن يسأل بعدُ لم يَغلب علينا العنف والعدوانية؟!". وتابعت: "التغيير يبدأ من فوق، العَطبُ هناك والجموع تتبع".

أنقذت الشرطة النمساوية اليوم الأحد، 42 لاجئا بينهم 8 أطفال كانوا على متن شاحنة تنقل زهورا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء النمساوية "إيه.بي.إيه". ووصفت الوكالة الحالة الصحية للاجئين بأنها جيدة قياسا إلى الظروف التي كانوا فيها. وكانت الشرطة أوقفت الحافلة للتفتيش في إحدى الطرق السريعة بولاية النمسا العليا في منطقة أيسترزهايم القريبة من الحدود الألمانية. وألقت الشرطة القبض على 2 من المهربين، ووفقا للشواهد الأولية فإن الرحلة بدأت من المجر، ولم تتح بعد تفاصيل عن جنسيات اللاجئين.

عبر نحو 1500 لاجئ صباح، اليوم الأحد، الحدود النمساوية المجرية ووصلوا مدينة نيكلسدورف النمساوية. وتتوقع الشرطة في النمسا تدفق تيار متواصل من اللاجئين إليها خلال اليوم.. وأوضحت أنه لا يزال متوقعا وصول أعداد تتراوح بين 6 آلاف إلى 8 آلاف لاجئ على مدار اليوم. ويتم نقل اللاجئين على متن قطارات وحافلات في البداية إلى العاصمة النمساوية فيينا.. ويبدأ أغلب هؤلاء اللاجئين مواصلة السفر من هناك إلى ألمانيا. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية في تصريحات لوكالة الأنباء النمساوية، إنه لم يعد هناك اتصال مع السلطات المجرية منذ مساء أمس السبت. وأوضح أن هذا الأمر يزيد من صعوبة وضع تخطيط وتنظيم بعيد المدى.

أكد رئيس الوزراء التشيكي، بوهوسلاف سوبوتكا، اليوم الأحد، أن جمهورية التشيك لا يمكنها التراجع عن موقفها الرافض لفرض الاتحاد الأوروبي حصصا إلزامية من المهاجرين على الدول الأعضاء فيه. وأضاف في برنامج تلفزيوني حواري "أرى أنه من المستحيل التراجع (بشأن الحصص).. موقفنا ثابت".

شهدت ألمانيا التي تواجه تدفقا كبيرا للاجئين في السنوات الـ70 الأخيرة موجات هجرة كان معظمها مؤلما. - 1944-1950: 12 مليون نازح ألماني فاعتبارا من خريف 1944-1945، فر الألمان المقيمون في شرق أراضي الرايخ النازي وخصوصا في أراض انتزعت من بولندا، أمام تقدم الجيش السوفيتي، نزحت عائلات بأكملها في أجواء من البرد الجليدي سيرا على الأقدام. وبعد هزيمة ألمانيا في مايو 1945، قرر مؤتمر بوتسدام إعادة الالمان المقيمين على الأراضي التي أعيدت لبولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر والاتحاد السوفيتي ورومانيا، شرد بين 10 ملايين و12 مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا منهكين، قدر عدد الذين توفوا بين 400 ألف ومليوني شخص. تم ايواء اللاجئين في مخيمات ومراكز اقيمت على عجل وفي منازل سكان، وفي بعض المناطق كان هؤلاء "المعيدون" يمثلون ثلث السكان. وقد طغت الفظائع التي ارتكبها النازيون على صدمة اللجوء هذه ومنعت النظر إلى الألمان على أنهم ضحايا. -1950-1970: "العمال المدعوون" في "عقود المجد الثلاثة" كانت المعجزة الاقتصادية الألمانية "غرب البلاد" تحتاج إلى يد عاملة بسرعة، وقد أبرمت جمهورية ألمانيا الاتحادية في خمسينات القرن الماضي اتفاقات مع دول عدة -إيطاليا واليونان والبرتغال وتركيا- لتوظيف عمال. ووصل الرجال ومعظمهم من الشبان الذين لا يتمتعون بكفاءات كبيرة، للعمل في مصانع السيارات والمنتجات الكيميائية ومناجم منطقة الرور "غرب"، في 1973 عندما حدثت الأزمة الاقتصادية وأنهت هذا الوضع كان عدد هؤلاء "العمال المدعوين" كما يسمونهم في ألمانيا بلغ 2,6 مليون شخص. لكن أبناء وأحفاد هؤلاء المهاجرين أصبحوا جزءا من المجتمع مع أن نقص الاحترام لآبائهم وأجدادهم ترك ذكرى مريرة. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الأسبوع "علينا أن نستخلص العبر من دروس الستينات وإعطاء الأولوية المطلقة من البداية للاستيعاب". - 1989-1990 رسمت خطوط ألمانيا وأوروبا من جديد، فبعد سقوط برلين انتقل 750 ألف ألماني من الشرق ليستقروا في الغرب، في المجموع اختار 1,1 مليون شخص مغادرة ألمانيا الشرقية السابقة بين 1991 و2012. وفي ثمانينات القرن الماضي، بدأت المانيا الاتحادية استقبال المتحدرين من ألمانيا القادمين من الاتحاد السوفيتي "روسيا وكازاخستان" وكذلك من رومانيا، وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي إلى تسريع حركة الهجرة هذه، ومنذ 1989 وصل حوالي 3 ملايين من هؤلاء "العائدين" إلى ألمانيا. - 1992-1995: النزوح من يوجوسلافيا، كانت ألمانيا الوجهة الاولى للاجئين الهاربين من حروب يوغوسلافيا، في 1992 وحدها وصل أكثر من 400 ألف طالب لجوء، وحتى تلك السنة كان هذا الرقم قياسيا. ولم يتوقف النزوح من البلقان يوما وأن كانت فرص حصول مواطني هذه البلدان على وضع اللاجئ شبه معدومة.

دعا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الرقمية جونتر أوتينجر، لإعادة تنظيم الخدمات المقدمة لطالبي اللجوء في ألمانيا في ظل أزمة اللجوء الحالية. وشدد أوتينجر في تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد، على ضرورة تعديل هذه الخدمات بحيث يكون هناك تقارب معين في الخدمات في دول أوروبية أخرى. واستدرك أنه بالطبع لا يمكن أن تكون الخدمات المادية والعينية متطابقة تماما في الاتحاد الأوروبي. وقال "ولكننا بحاجة لتنسيق معين للخدمات المادية لطالبي اللجوء في أوروبا؛ لأن الاختلاف الشديد داخل الاتحاد الأوروبي قد يمهد لحوافر خاطئة ويثبت عدم معقولية التوزيع وفقا لحصة ثابتة على جميع الدول الأوروبية". وأعرب المفوض الأوروبي عن تأييده لـتطبيق نظام "حصص مرنة" عند توزيع اللاجئين المخطط له في أوروبا، وقال "لاسيما الدول الأصغر التي لديها خبرة محدودة في التعامل مع اللاجئين حتى الآن، لابد أن تحصل على وقت كاف حتى تنجز نظام الحصص بشكل فعلي". وتابع قائلا "عندما تثبت دولة أنه لا يمكنها توفير إقامة فورية للعدد اللازم من اللاجئين، ولكنها تعمل على إجراءات البناء الضرورية، يتعين على بروكسل والدول الأخرى الأعضاء حينئذ تحمل ذلك لفترة مؤقتة".

شهدت العاصمة البلغارية صوفيا، أمس السبت، مسيرة مؤيدة لاستقبال اللاجئين، طالب المشاركون فيها بإزالة الأسلاك الشائكة من المنطقة الحدودية المشتركة مع تركيا. وتجمع المتظاهرون المشاركون في المسيرة التي دعت إليها العديد من منظمات المجتمع المدني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بمنطقة سوق النساء بالعاصمة، التي يعيش فيها اللاجئون بكثافة، ثم سرعان ما جابوا شوارع العاصمة.

تظاهر حوالي 30 ألف شخص اليوم السبت في كوبنهاجن دعما لاستقبال اللاجئين، كما تفيد تقديرات الشرطة، في حين تقوم الدنمارك بتشديد قوانينها حول الهجرة، وكتبت الشرطة على حسابها في تويتر "يجرى كل شيء بانتظام وهدوء". وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة نشرت على فيسبوك للتضامن مع المهاجرين. وتقول وسائل الإعلام الدنمركية، أن الأشخاص الذين احتشدوا حملوا لافتات كتب عليها "أهلا وسهلا باللاجئين" و"أوروبا هي الجوار القريب لسوريا". وقد احتشد السبت في ستوكهولم أكثر من ألف شخص أيضا، للتعبير عن دعمهم لسياسة استقبال أكثر سخاء.