أعلنت كلية طب وايل كورنيل في قطر عن إعادة هيكلة منهج الكلية عبر إدماج برنامج ما قبل الطب وبرنامج الطب في برنامج واحد متسق يمتد لستة أعوام. وبذلك لن يتعين على طلاب الكلية الحصول على قبول منفصل للانتقال من مرحلة برنامج ما قبل الطب الممتد لعامين إلى مرحلة برنامج الطب الممتد لأربعة أعوام كما كان الحال في السابق.وستُطبق بدلاً عن ذلك عملية قبول واحدة لتحديد المقبولين ببرنامج الطب الموحَّد الممتد لستة أعوام، وسيتم تقييم طلاب الكلية على امتداد مراحل دراستهم المختلفة أخذاً في الاعتبار معايير دقيقة مختلفة تشمل أداء الطالب أكاديمياً والمهنية التي يُظهرها والتزامه بمهنة الطب. وسيحصل طلاب الكلية الذين ينهون برنامج الأعوام الستة بنجاح على شهادة "دكتور في الطب" من جامعة كورنيل، وهي مماثلة تماماً للشهادة التي ينالها الطلاب المتخرجون من جامعة كورنيل العريقة في الولايات المتحدة الأميركية.وأشاد الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر، بالبرنامج المدمج الجديد منوهاً بمزاياه العديدة لطلاب الكلية قائلاً: "يطبق البرنامج المدمج الجديد المعايير الأكاديمية الصارمة والمنهج المعتاد في برنامج ما قبل الطب وبرنامج الطب، غير أنه أكثر مرونة وهو ما يصب حتماً في منفعة ومصلحة طلابنا ويُعِدُّهم بالشكل الأمثل لمهنة الطب".وتابع قائلاً: "نحن على عتبة عهد جديد على صعيد الطب وتعليم الطب معاً يتسم بسرعة التطورات العلمية وازدياد عدد التخصصات الدقيقة. وحرصنا من خلال البرنامج المدمج الجديد على مواءمة منهج الكلية مع طبيعة المرحلة القادمة بحيث يحصل كل طالب على الدعم والتعليم المناسبين له، لتضمن الكلية تخريج أفواج أطباء بارعين قادرين على تحقيق التميز في مهنة الطب التي تشهد تحولات وابتكارات تقنية متلاحقة في القرن الحادي والعشرين".ومن بين أهداف المنهج المدمج الجديد ترسيخ المكانة والسمعة المرموقتين لكلية طب وايل كورنيل في قطر بعد أن تخرَّج منها أطباء متميزون حصلوا على القبول من برامج إقامة الأطباء في نخبة من المستشفيات العريقة في العالم، منها على سبيل المثال لا الحصر مستشفى جونز هوبنكز، مستشفى نيويورك بريسبتريان، كليفلاند كلينيك، ومؤسسة حمد الطبية.ويستفيد طلاب كلية طب وايل كورنيل في قطر من آليات عديدة من الدعم الأكاديمي والشخصي ومن النسبة العالية للأساتذة والمحاضرين مقارنة بعدد الطلاب، ممّا يسمح لكل طالب بنيل حقه من التعليم والاهتمام بما يتوافق مع قدراته الفردية.وختم الدكتور شيخ تعليقه بالقول: "نحن واثقون أن هذه التدابير ستسهم بالارتقاء بأداء طلابنا أكاديمياً، مثلما سيجتذب البرنامج المدمج الممتد لستة أعوام المزيد من الطلاب لدراسة الطب بالكلية. هذه لحظة مهمة في مسيرة كلية طب وايل كورنيل في قطر ونتطلع إلى تحقيق الدفعة القادمة من طلاب الكلية النجاح المنشود مع البرنامج المدمج الممتد لستة أعوام".كما أشارت كلية طب وايل كورنيل في قطر إلى أن الطلاب المتقدمين للالتحاق الآن ببرنامج ما قبل الطب بالكلية سيُنظر في طلباتهم تلقائياً للالتحاق ببرنامج الأعوام الستة المدمج وأنها ستنشر المزيد من التفاصيل عن البرنامج الجديد عبر موقعها على الإنترنت.

حققت سبع باحثات متدربات إنطلاقة راسخة في مجال بحوث الطب الحيوي بعد تخرجهن من البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين في كلية طب وايل كورنيل في قطر. يستمر البرنامج لستة أشهر ويتيح للملتحقين به فرصة اكتساب مجموعة متكاملة من مهارات البحوث العلمية من خلال العمل عن قرب مع أعضاء الهيئة التدريسية من ذوي الإنجازات والخبرات العالمية بمختبرات الكلية المضاهية لأفضل المختبرات البحثية في العالم.وفي حفل تسليم الشهادات للمتدربات، شدَّد الدكتور خالد مشاقة العميد المشارك للبحوث في كلية طب وايل كورنيل في قطر، على أهمية البرنامج لما يتيحه من تجربة بحثية تطبيقية قيّمة تمهد الطريق لمستقبل واعد لكافة الملتحقين به. وتوجّه بالشكر إلى الدكتور محمد آل ثاني، مدير الصحة العامة في المجلس الأعلى للصحة الذي كان من بين الحاضرين، على الدعم المتواصل الذي يقدمه المجلس للبرنامج.المهارات الأساسيةوممّا قاله الدكتور مشاقة: "يكتسب الباحثون المتدربون الملتحقون بالبرنامج نطاقاً عريضاً من المهارات الأساسية التي سيحتاجونها حتماً في حال التحاقهم بمهن بحثية، بدءاً من مهارات البحوث العملية والتطبيقية ووصولاً إلى تصميم المشاريع البحثية وإدارة البحوث. وأتطلع بكل ثقة إلى الإسهامات القيّمة التي ستقدمها هذه المجموعة من الباحثات المتميزات في دعم قطاع بحوث الطب الحيوي الآخذ بالتوسع في قطر". الدفعة الرابعة تمثل الباحثات المتدربات المتخرجات الدفعة الرابعة من الباحثين المتخرجين من البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين الذي يستمر من شهر يناير إلى شهر يوليو سنوياً في كلية طب وايل كورنيل في قطر. وخريجات فوج هذا العام هن: أميرة السعدون، غادة سعيد مبارك، سارة ناصر آل ثاني، عايدة أحمد، نور سعد الهاجري، آمنة آل ثاني وعليا صالح السليطي. بناء القدرات البشريةمن جانبه، أشاد الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر بالباحثات المتدربات ومثابرتهن، منوهاً بأهمية البرنامج الذي يجسد أحد أهم أوجه التزام كلية طب وايل كورنيل في قطر ببناء القدرات البشرية في مجال البحوث العلمية بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.وقال الدكتور شيخ في هذا السياق: "لا تقتصر رسالة الكلية على تخريج أفواج الأطباء المتميزين فحسب، بل تشمل أيضاً الإسهام بإعداد الأجيال المؤهَّلة التي ستعتمد عليها قطر في تحقيق رؤيتها الجريئة والفريدة بأن تكون من بلدان العالم الريادية على صعيد البحث والتطوير. وبإكمال هذا البرنامج المكثف تكون الباحثات المتدربات قد أثبتن جدارتهن بالانضمام لجيل جديد من العلماء الباحثين، وأتوجه بالتهنئة الصادقة لكل خريجة وأبارك لهن جميعاً".18 باحثاً قطرياًوبتخريج الدفعة الجديد يكون عدد الباحثين المتخرجين من البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين 18 باحثاً وباحثة منذ أن أطلقت كلية طب وايل كورنيل في قطر البرنامج المذكور عام 2011. ويشرف على البرنامج كل من ياسر حسين منسق برنامج تدريب المواطنين القطريين وشيخة القحطاني منسقة البرنامج بالكلية، وسبق للاثنين أن تخرَّجا من البرنامج نفسه.استكشاف أبعاد التجربة البحثيةوقالت الباحثة المتدربة نور الهاجري التي تحمل درجة جامعية في العلوم الحيوية الطبية من جامعة قطر: "استفدنا كثيراً من استكشاف أبعاد التجربة البحثية عن قرب، ونحن اليوم أكثؤ قدرة على اختيار المسارات المهنية الأنسب لنا. إنني مهتمة شخصياً بالبحوث العصبية الوراثية وأتطلع لإجراء بحوث في هذا المجال في المستقبل، واكتسبت من خلال البرنامج المهارات التي ستساعدني لتحقيق ذلك" يُذكر أن البرنامج التدريبي في بحوث الطب الحيوي للمواطنين القطريين يهدف لاستقطاب الخريجين القطريين الجُدد المهتمين بالعمل كعلماء مختبرات بحثية، أو كباحثين في الدراسات الإكلينيكية أو الطبية الحيوية، غير أنه قد يقبل طلبات حَمَلة الدرجات الجامعية غير العلمية. وستبدأ كلية طب وايل كورنيل في قطر بقبول طلبات الالتحاق بالدورة المقبلة من هذا البرنامج في خريف 2014 على أن يتم تحديد المواعيد والإعلان عنها عبر الصفحة التالية في موعد أقصاه سبتمبر 2014. http://qatar-weill.cornell.edu/research/programs/program3.html

يستعد أربعة طلاب "قطريون" من مدارس ثانوية للسفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لزيارة أبرز المختبرات البحثية في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك، بعد فوزهم بمسابقة كتابة المقال السنوية "الأيدي الشافية" التي تنظمها كلية طب وايل كورنيل في قطر للسنة السابعة على التوالي. وكانت المنحة تُقدم لثلاثة فائزين سنوياً، ولكن بسبب الإقبال الهائل من طلاب المدارس الثانوية في قطر ونجاح التجربة، تقرّر تقديم أربع منح هذا العام. شارك بمسابقة هذا العام التي حملت عنوان "من أجل حياة مفعمة بالصحة"، 54 طالباً وطالبة من 18 مدرسة، حيث فاز كل من فهد سعد السويدي (مدرسة ناصر بن عبدالله العطية الثانوية المستقلة للبنين)، مي ناصر السبيعي (مدرسة ديبيكاي الثانوية للمهن الصحية)، نجلاء عبدالعزيز آل ثاني (أكاديمية الأرقم للبنات)، نوف علي المزروعي (أكاديمية المها للبنات). أما الجائزة فهي رحلة مدفوعة بالكامل لمدة أسبوعين إلى نيويورك لخوض تجربة معرفية ثرية من خلال زيارة المختبرات البحثية المرموقة في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك ومرافقة نخبة من أطباء وايل كورنيل المتميزين في عدد من أشهر مستشفيات نيويورك. وبهذه المناسبة، قال الدكتور رشيد بن دريس العميد المساعد لشؤون استقطاب الطلاب والتواصل المجتمعي والبرنامج التأسيسي في كلية طب وايل كورنيل في قطر: "إن تجربة العمر التي سيخوضها الطلاب الفائزون بالمنحة لا تُقدر بثمن. وسيلتقي الفائزون بنخبة من الأكاديميين والباحثين المعروفين عالمياً ممن يديرون ويعملون بمختبرات بحثية متخصصة، وأنا واثق أن هذه التجربة ستكون ملهمة لهم إلى أبعد الحدود، وسيجدون بها الحافز الأكبر للتفكير جدياً بمهنة الطب والبحوث العلمية عامة". خضعت المقالات المشاركة للتحكيم من قبل لجنة من أعضاء هيئة التدريس في كلية طب وايل كورنيل في قطر، وأُعلنت أسماء الفائزين خلال حفل أقيم بمقر الكلية بحضور الدكتور جاويد شيخ عميد كلية طب وايل كورنيل في قطر والمشاركين وذويهم وأصدقائهم. وقد نوّهت لجنة التحكيم بعدد من المشاركين الواعدين كما تسلَّم كل مشارك بالمسابقة شهادة تقدير. وخلال حفل تسليم الجوائز، تحدثت طالبة الطب آمنة أميني (دفعة عام 2016) عن تجربتها في كلية طب وايل كورنيل في قطر وأعطت الطلاب المشاركين فكرة عامة عن طبيعة الدراسة بالكلية. وفي مقالها الفائز، تطرّقت الطالبة مي ناصر السبيعي للقضايا الصحية التي باتت تمثل مشكلة حقيقية بين سكان قطر، لا سيما السكري والسمنة، وقالت بعد إعلان فوزها: "بالرغم من أن قطر أغنى دولة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد، ما زالت تشهد العديد من القضايا الصحية التي تجعلنا نتذكر أن أعظم ثروة حقيقية هي الصحة، وهذا ما تطرقت إليه في المقال". وأما الفائز فهد سعد السويدي، بدأ التفكير بدراسة الطب بعد وفاة أحد أصدقائه بمرض السرطان، وقال إنه يتطلع لمعرفة المزيد عن مهنة الطب وطبيعة دراستها خلال رحلته إلى نيويورك. فيما قالت الفائزة نجلاء عبدالعزيز آل ثاني إنها ستتقدم للالتحاق بكلية طب وايل كورنيل في قطر في أقرب فرصة ممكنة، تماماً مثل بقية الفائزين. وتحدثت نجلاء في مقالها الفائز عن تأثر الفرد بالمجتمع، وقالت بعد تسلمها جائزتها: "أعتقد أن هذه القضية هي ذاتها في بلدان الخليج، فاضطرابات الأكل النفسية وفقدان الشهية للطعام والاكتئاب تعود إلى الضغوط التي يمارسها الآخرون، وكلما تحدثت إلى الآخرين عن تلك القضايا يرجعون السبب إلى الضغوط المجتمعية". يُذكر أن مسابقة كتابة المَقال السنوية "الأيدي الشافية" موجَّهة حصرياً للطلاب القطريين بالمرحلة الثانوية، وتتحمل كلية طب وايل كورنيل في قطر تكلفة سفر وإقامة أحد الأبوين لمرافقة الفائز أو الفائزة بمنحة أطباء المستقبل الصيفية إلى نيويورك.

رصدت دراسة أجرتها كلية طب وايل كورنيل شملت تحليل دي إن آيه لمواطنين قطريين، تغيُّرات جينية قد تساعد الأطباء في تحديد تدابير معينة للحدّ من انتشار العديد من الأمراض الوراثية المُضنية. وحدَّد باحثون من كلية طب وايل كورنيل في قطر وكلية طب وايل كورنيل في نيويورك، بالتعاون مع باحثين آخرين من جامعة كورنيل في إيثاكا ومؤسسة حمد الطبية، 37 متفاوتة جينية في 33 جينة من المعروف أنها تتسبَّب بستة وثلاثين مرضاً مختلفاً، منها أمراض مُوهِنَة مثل التليُّف الكيسي، والأنيميا المِنْجَلِيَّة، وحَثَل العضل (أو ضمور العضلات). وتمهد الدراسة المهمة الطريق لمزيد من الفحوص الشاملة المنصبّة على عدد من الأمراض الوراثية بما قد يسهم بشكل ملموس في الحدّ من الإصابة بها.وضَع المشروع المعنون "تَسَلْسُل إكسوم يحدد متفاوتات الاخطار المحتملة للأمراض الوراثية المِنْدَلِيَّة واسعة الانتشار في قطر"، تَسَلْسُلَ دي إن آيه لمائة من المواطنين القطريين يمثلون ثلاث مجموعات فرعية إِثنية رئيسة في قطر هي: البدو (يُرمز إليهم بالاختصار Q1 في سياق الدراسة)، ذوو الأصول الفارسية- جنوب آسيوية (يُرمز إليهم بالاختصار Q2)، وذوو الأصول الأفريقية (يُرمز إليهم بالاختصار Q3). ومن خلال تحليل إكسوم كل فرد منهم - ويُقصد بالإكسوم تلك الأقسام المهمة من الدي إن آيه المتضمِّنة للشِّفْرَة التي تُتَرْجَم إلى بروتينات - ومن ثم مقارنتها بالبيانات الجينية للمشاركين بالمشروع الجينومي الألفي العالمي (1000G)، تمكَّن الباحثون من تحديد المتفاوتات التي تتسبَّب بالأمراض الوراثية بين المواطنين القطريين.وانصبَّ البحث على الأمراض المعروفة باسم الأمراض المِنْدَلية، نسبة إلى غريغور مندل (1822 - 1884)، العالِم الذي يُلقب بأبو علم الوراثة، ويُقصد بالأمراض المِنْدَلية تلك الأمراض الناجمة عن طفرة جينية أحادية، وهي الأمراض التي توصف أيضاً بالأمراض أحادية الجينة.أتت الدراسة الاستقصائية التي قادَها الدكتور خالد فخرو باحث مشارك ما بعد الدكتوراه في الطب الوراثي في كلية طب وايل كورنيل في قطر والدكتور خوان رودريغيز فلوريس من كلية طب وايل كورنيل في نيويورك بمشاركة باحثين آخرين، في إطار مجموعة من المشاريع البحثية التي يقودها الدكتور رونالد كريستال رئيس قسم الطب الوراثي في كلية طب وايل كورنيل في نيويورك، عن الخريطة الجينومية للقطريين. وقُبلت الدراسة للنشر بالدورية المُحكَّمة Human Mutation، حيث ظهرت في نسختها الرقمية لشهر ديسمبر 2013 وستظهر في نسختها الورقية في يناير 2014.زواج الاقاربوعن أهمية الدراسة، تحدَّث الدكتور رونالد كريستال قائلاً: "يتألف الجينوم البشري من قرابة 3.2 مليار حرف من حروف شِفْرَة الحمض النووي، وتتولى نسبة تناهز 2 % منها مهمة تشفير البروتينات الفعلية وهي موجودة في الأقسام المعروفة باسم الإكسومات. والأمراض المِنْدَلية أو أحادية الجينة هي الأمراض الناجمة عن تغيُّر في حرف واحد من بين 3.2 مليار حرف. ولمثل هذه الدراسة الاستقصائية أهمية خاصة بالنسبة لبلد كدولة قطر نظراً لانتشار زواج الأقارب على نطاق واسع، الأمر الذي يتسبّب في تواتر مثل هذه الأمراض أحادية الجينة".تمثل الفحوص الطبية للمُقبلين على الزواج إحدى الوسائل المتّبعة للحد من احتمال إصابة الأبناء بأمراض أحادية الجينة، إذ يخضع الطرفان لفحوص للكشف عن أي متفاوتة جينية، عند أحدهما أو كليهما، قد تتسبب بإصابة أبنائهما في المستقبل بأمراض وراثية معينة. وقد لا يُصاب الأبوان بتلك الأمراض، ولكن قد يقومان بنقلها إلى أبنائهما بسبب جينة مُتنحِّية.وفي هذا السياق قال الدكتور كريستال: "تُصاب كافة شعوب العالم بالأمراض، ومنها شعب قطر، ولكن ما تختلف به قطر هو وجود تلك المتفاوتات الجينية التي تقتصر على شعبها ومدى تواترها. ومن خلال رصد تلك المتفاوتات الجينية واتخاذ التدابير الملائمة قد ننقذ القطريين من العديد من الأمراض المُضنية التي يعاني كثيرون الأمَرَّين بسببها، وأقصد بذلك أمراضاً مثل التشوهات الدماغية الخِلْقِيَّة وداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والعمى والصَّمم والأمراض الالتهابية وغيرها الكثير. ورغم أن العديد من تلك الأمراض ليست شائعة، غير أن هناك من يُصابون بها بالفعل، علماً بأنه لا يتوافر حتى هذا اليوم علاج ناجع لعدد منها، كما أن بعضها يتسب بمعاناة حقيقية للمريض وأسرته على السواء".وفي الوقت الراهن تقتصر فحوص ما قبل الزواج في قطر على أربع متفاوتات جينية من أصل 37 متفاوتة جينية رصدتها الدراسة، وقد تتعزز كثيراً أهمية وفاعلية تلك الفحوص في حال إدماج بقية المتفاوتات الجينية التي أتت على ذكرها الدراسة.وعن التطبيقات العملية المحتملة للدراسة، قال الدكتور كريستال: "الفحوص الطبية الشاملة مهمة للغاية قبل عقد القِران لأنها تجعل الطرفين على دراية بأي محاذير جينية محتملة قد تنقل أمراضاً وراثية مُضنية إلى أبنائهما. ومن البدائل أيضاً فحص البويضات المُخصَّبة لرصد أي متفاوتات جينية قبل زرعها في الرَّحم".ولفت الدكتور كريستال إلى بُعْد مهم آخر لتلك الفحوص قائلاً: "قد يكون للفحوص المُحَسَّنة أهمية وقائية أيضاً، أي تنبيه الأشخاص بالمخاطر المنطوية في حال عدم تغيير أساليب حياتهم غير الصحية. وعلى سبيل المثال، عندما أُخبر شخصاً ما أن تحليل الدي إن آيه أظهر قابليته للإصابة بتراكم اللّيبيدات - الكوليسترول والدهون الثلاثية التي قد تتسبَّب بأمراض القلب والأوعية الدموية - عندئذ قد يلتزم بحمية غذائية صحية وتمارين بدنية منتظمة للحد من تلك المخاطر".مختبرات عالية الجودةاستعانت الدراسة الاستقصائية موسَّعَة النطاق بأحدث جيل من التقنيات المتقدمة التي تتيح للباحثين تحليل كمية مهولة من البيانات الجينية. وتملك كلية طب وايل كورنيل في قطر مختبراً للبحوث الجينومية بمعاييرعالمية رفيعة يشرف عليه الدكتور جويل مالك، مدير مختبر الجينوميات وأستاذ الطب الوراثي المساعد بالكلية، ويستعين بالمختبر وتجهيزاته الفائقة الباحثون المهتمون بعلم الجينوم.ويشير الدكتور كريستال إلى المختبر قائلاً: "قطر رائدة في المنطقة في دراسة علم الجينوم، ولعلّ من أبرز الأمثلة الجلية، مختبر الجينوميات في كلية طب وايل كورنيل في قطر الذي يشرف عليه الدكتور جويل مالك ويتألف من أحدث التقنيات في العالم. نحن أمام نقلة تقنية هائلة وفارقة، فبينما تقيَّدنا في السابق بدراسة الاختلال الواحد تلو الآخر، وكانت العملية تستغرق فترة ليست بالوجيزة لكل اختلال، يمكننا اليوم دراسة كافة الاختلالات في الوقت ذاته وبسرعة وفاعلية مذهلتين".من جهته، أعرب الدكتور فخرو عن قناعته بأن البحوث قيد التنفيذ في كلية طب وايل كورنيل في قطر ستمهّد الطريق لعهد جديد من البحوث الوراثية بالمنطقة،وقال: "يمثل المشروع الجينومي الألفي العالمي أكبر مورد مفتوح المصادر من نوعه في العالم. ورغم أن المهمة المُعلنة للمشروع عند تدشينه كانت تحديد التسلسل الجينومي لألف شخص، نجح المشروع في تحديد التسلسل الجينومي لأكثر من 2500 ألف شخص حتى يومنا هذا. ورغم ضخامة وأهمية المشروع نجد أن العرب غير مُمثَّلين به فعلياً، الأمر الذي يعوق الباحثين المهتمين بدراسة علم الوراثة فيما يتصل بشعوب منطقة الخليج".وتابع الدكتور فخرو قائلاً: "لذا نحن نعمل في كلية طب وايل كورنيل في قطر لتطوير قاعدة بيانات جينومية خاصة بنا وثيقة الصلة بالقاطنين بالمنطقة، وقد نجحنا بالفعل في تحديد التسلسل الجينومي الكامل لمئة شخص، فيما يتواصل مشروع آخر هو تحديد التسلسل الإكسومي لألف شخص. وستمنح قاعدتا بيانات المشروعَيْن المذكورين الزخم اللازم لدعم البحوث الوراثية بالمنطقة".وكانت مصادفة علمية لافتة عندما كشفت عملية رسم الخريطة الجينومية للمواطنين القطريين عن معلومة غير معروفة عن المتفاوتات الجينية التي تؤثر في السكان من أصول أفريقية حول العالم. ففي دراسة منفصلة أشرف عليها الدكتور كريستال، ركز الباحثون على تحوّل في الجينة ApoE التي تؤثر في جعل الأوعية الدموية أكثر عُرضة، وبنسبة مقلقة، لتراكم مستويات من الدهون غير الصحية المعروفة باسم الدهون الثلاثية في الدم، وهو الأمر الذي ينجم عنه أمراض مثل أمراض القلب وداء السكري والسكتة الدماغية. وكان يُعتقد في السابق أن متفاوِتَة الجينة ApoE، المعروفة باسم R145C، شديدة الندرة، غير أن الدراسة التي أشرف عليها الدكتور كريستال توصلت إلى أن هذه الطفرة أكثر شيوعاً مما كان يُعتقد، وتصيب مَن هُم من أصول أفريقية جنوب الصحراء أكثر من غيرهم بكثير.وأكَّد الدكتور كريستال أهمية تلك النتائج قائلاً: "لهذه النتائج مضامينها المهمة بالنسبة للأفريقيين وذوي الأصول الأفريقية أينما كانوا حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية. وقد سعدنا كثيراً في كلية طب وايل كورنيل أن نحقق اكتشافاً علمياً في قطر ستكون له منفعته على صحة سكان نيويورك، حيث يقع الحَرَم الأم للكلية".

أنشأ الطالب شهريار خان من كلية طب وايل كورنيل في قطر، والطالبة خنساء خوصا من جامعة حمد بن خليفة "الصندوق الخيري لجامعة حمد بن خليفة"، وذلك بهدف مساعدة الاطفال الايتام والمحتاجين ورعايتهم.. ويأتي هذا المشروع الخيري في اطار التقارير التي تؤكد أن هناك ما يزيد على 200 مليون طفل يتيم يعيشون في شتّى بقاع العالم، والكثير منهم في أمس الحاجة للمساعدة، وإن ما يبشر بالخير أننا نحظى في عالمنا هذا بوجود أناس يهتمون بمد يد العون والمساعدة لهؤلاء الأيتام. و يمثل الصندوق الخيري لجامعة حمد بن خليفة مبادرةً طموحة، تسمح للطلاب والطالبات من جميع أنحاء المدينة التعليمية، بتقديم يد العون للمحتاجين من خلال إقامة المشروعات الخيرية، مثل "حملة كفالة اليتيم" وحملة "هيا لنبنيَ مدرسة". وتعد هذه المبادرة امتداداً للمؤسسة الخيرية المعروفة سابقاً باسم "مؤسسة المدينة التعليمية الخيرية"، وهي صندوق غير حكومي وغير ربحي، يعمل تحت لواء جمعية "قطر الخيرية"، وتتولى إدارتها لجنة تنفيذية مكونة من أعضاء ممثلين عن الأفرع الجامعية الشريكة لجامعة حمد بن خليفة. من جهته يشعر شهريار خان، طالب بالسنة الثالثة في كلية طب وايل كورنيل في قطر وأحد مؤسسي الصندوق، بشغف كبير حيال مساعدة الأطفال في الدول الفقيرة، حيث قال: "لقد ابتغينا من وراء إنشاء هذا العمل الخيري رعاية الأيتام في شتى ربوع العالم". ويقوم الطلاب في إطار حملة كفالة اليتيم بدفع مبلغ ثابت من المال شهرياً، مع تولي أحد المسؤولين بكل جامعة مهمة جمع المال وإرساله للصندوق الخيري، ويشير خان إلى اضطلاع هؤلاء المسؤولين بتذكير المتبرعين للإسهام بما تجود به أنفسهم من أموال شهرياً. وقال خان: "يمثل الصندوق الخيري لجامعة حمد بن خليفة مبادرة طلابية بالكامل، نقوم خلالها بدعوة أصدقائنا وذوينا لمد يد المساعدة للمحتاجين في شتى أنحاء العالم. مشيراً إلى أن الصندوق الخيري نجح حتى الآن في كفالة 20 طفلاً يتيماً من 10 دول مختلفة، تضم كينيا والسودان والصومال وسوريا وفلسطين وباكستان. هيا لنبنيَ مدرسة أما فيما يتعلق بحملة "هيا لنبنيَ مدرسة"، فيقوم الصندوق بتنظيم عدد من الفعاليات على مدار العام لبناء مدرسة في إحدى الدول الفقيرة. ففي حملته لعام 2012 — 2013، قرر الصندوق بناء مدرسة في بوركينا فاسو، وتم جمع الأموال اللازمة لهذا الأمر من خلال بيع القمصان التي صمّمها طلاب من المدينة التعليمية، بالإضافة إلى إحياء الحفلات والمهرجانات التي جذبت الطلاب للمشاركة في جمع الأموال من خلال الألعاب المسلية، وغيرها من الأنشطة الممتعة. وقال أحد أعضاء اللجنة التنفيذية ممثلاً عن جامعة تكساس إي أند أم في قطر: "كل ما يشغلنا عند متابعة الأخبار هو الاهتمام بالمستجدات السياسية نفسها، دونما النظر إلى حال هؤلاء الذين يمرون بأزمات في شتى أنحاء العالم. لذا، اتخذت قراري بالمشاركة في هذا البرنامج من أجل مساعدة الشعوب التي تعاني تبعات الصراعات، فلطالما شغل هذا الأمر بالي".