تشهد منطقة آسيا والمحيط الهادئ، غدا الأربعاء، كسوفا للشمس يختلف مدى رؤيته بين كلي في إندونيسيا وجزئي في البلدان الواقعة إلى الشرق والغرب منها. وفي إندونيسيا ولدى ملايين السكان في تلك المنطقة، سيتحول النهار إلى ليل مظلم عندما يحجب القمر نور الشمس عن الأرض أثناء مروره بينهما. وسيظهر الكسوف بشكل كلي في إندونيسيا على مدى حوالي 4 دقائق، في حين يتوقع أن تصل مدة الكسوف بشكل كامل إلى 4 ساعات. وسيكون قاطنو أجزاء من أستراليا وجنوب شرق آسيا قادرين على مشاهدة ذلك الكسوف، كما سيكون مرئيا في هاواي في ليل يوم الثامن من مارس. ولن يتمكن سكان الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا من رؤية الكسوف لأن الليل أصلا يكون قد حل في تلك المناطق.

رغم ظهور تنبؤات عالمية بقرب نهاية العالم مع وصول القمر إلى أقرب مسافة من الأرض، وتحوله إلى ما يعرف بـ"القمر الدامي"، لتحوله إلى اللون الأحمر، ومن ثم خسوفه، إلا أن وكالة الفضاء الأميركية ناسا دحضت الفكرة، معتبرة انها خرافات. ناسا رفضت إخراج ما حصل ليلة الأحد الاثنين عن سياقه الكوني والعلمي، حيث أنها تكررت للمرة الرابعة خلال عامين، وهي الظاهرة التي يشار إليها باعتبارها "الرباعيات"، في حين أن خسوف القمر الدامي ظهر أخر مرة عام 1982، وستتكرر الظاهرة مرة أخرى عام 2033. وإذا ما أراد البعض الإيمان بما قاله بعض الأفراد الذين يصدقون مزاعم نهاية الكون بالتزامن مع تلك الظاهرة، فإن أحداً منا لن يتمكن من مشاهدة القمر الدامي مرة أخرى. أما هؤلاء الذين يتبعون طوائف غريبة، ويروجون لنهاية العالم بسبب تكرار هذه الظاهرة، فإن غالبيتهم زعماء لجماعات تعيش على هامش الأديان الأصلية، أو أنها جماعات ذات آراء متطرفة منبثقة من الأديان السماوية. وأصدرت الكنيسة المورمونية، المعروفة باسم "كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة"، بيانات لطمأنة أتباعها، البالغ عددهم 15 مليوناً، بعدم القلق من هذه الظاهرة، خصوصاً بعدما أثارت المؤلفة جولي راو (وهي مورمونية متشددة) المخاوف بين أفراد الطائفة بشأن اقتراب العالم من نهايته. المسلمون في مكة ومعظم بقاع الأرض صلوا صلاة الخسوف، التي أمر بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فقد شرعها بعد ان ظن الناس في عصره أن الشمس كُسفت لموت ابنه، وعندها أكد أن الشمس لا تكسف والقمر لا تخسف من أجل موت احد، وشرع للناس الصلاة. وبادر كثيرون بتصوير الظاهرة، ونقل ما سجلته كاميراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

حاز المصور لوك جاميت على جائزة أفضل مصور فلك لهذا العام، بعدما حصلت المناظر الطبيعية المذهلة التي تظهر الكسوف الكلى للشمس في منطقة القطب الشمالى، التي التقطها على أفضل صورة فلكية لعام 2015. وتم الإعلان عن الجائزة خلال حفل أقيم في مرصد جرينتش الملكي، وتغلب المصور الفرنسي على أكثر من 1000 مصور من الهواة والمحترفين من مختلف دول العالم، وكانت الجائزة 2500 جنيه أسترليني. وقد تمكن المصور لوك جاميت من التقاط هذه الصور المذهلة فى 20 مارس 2015 عندما كان واقفا على حافة ارتفاع ثلجى 100 متر فوق وادى متجمدة فى الأراضى النرويجية سفالبارد، وكان القمر تراجع أمام الشمس لخلق الكسوف الكلى، وتمكن من تسجيل هذه اللحظة. وأكد مدير المرصد أن الكسوف الكلى للشمس واحد من أبرز الظواهر الفلكية لهذا العام وعبر عن مدى جمالها المصور الفرنسى، ووفقا لصحيفة theguardian البريطانية فإن المسابقة ضمت عددا كبيرا من الصور المبهرة، واشترك فيها عدد كبير من كبار المصورين المحترفين فى العالم.

شهد العالم اليوم الجمعة، كسوفا كليا للشمس، لكن الكثيرين من سكان النصف الشمالي للكرة الأرضية حرموا من مشاهدته بوضوح بسبب الأحوال الجوية غير المؤاتية. ولم يشاهد سوى بعض المحظوظين في أرخبيل منعزل في القطب الشمالي، وآخرون كانوا على متن طائرة هذه الظاهرة بوضوح، وخيبت آمال الكثيرين ممن كانوا يأملون التفرج على القمر وهو يكسف جزئيا الشمس بسبب سوء الأحوال الجوية. وكان من المرتقب معاينة هذا الكسوف في أوروبا، وشمال غرب إفريقيا، وآسيا، ومنطقة الشرق الأوسط، لكن الغيوم، وليس القمر، هي من حجبت الشمس عن الأنظار في أغلبية الحالات. وأثارت هذه الظاهرة الفلكية، الحماس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول الصور مع بعض التعليقات الساخرة أحيانا، وكتب أحد مستخدمي "تويتر" في فرنسا، "كسوف بين غيمتين، ثم كسوف آخر". وأضاف مستخدم ثان من بريطانيا "لحسن الحظ أن الأمر قد انتهى، فالمرة المقبلة التي سيحدث فيها كسوف من هذا القبيل في بريطانيا، سنكون قد فارقنا هذا العالم جميعنا". وفي لندن حيث كان من الممكن مشاهدة الكسوف بنسبة 84 %، تجمع نحو 500 شخص في متنزه "ريجنتس بارك"، وتجهز البعض منهم بتلسكوبات متطورة، في حين حمل البعض الآخر أدوات بسيطة يدوية الصنع. وكان أحد رجال الشرطة يعير نظاراته الواقية، لكن الأحوال الجوية السيئة عكرت الفرحة في العاصمة البريطانية، وفي فرنسا أيضا، حيث لم تتسن رؤية الكسوف إلا في شمال شرق البلاد.

تشهد أوروبا على وجه الخصوص ظاهرة كسوف الشمس المنتظرة غدا الجمعة، لكن سكان عدة مدن عربية سيتمكنون من ملاحظة الكسوف لدقائق. ففي 20 مارس سيحجب القمر نور الشمس كليا لفترة وجيزة، في شريط على شكل نصف دائرة في جرينلاند، وكلما تم الابتعاد عن هذه المنطقة كان الكسوف أقل. وقال بيان صادر عن مركز الفلك الدولي، إن أجزاء من العالم العربي ستشهد الكسوف، هي أقصى شمال السعودية وبلاد الشام ومعظم العراق، والأجزاء الشمالية من الدول العربية الإفريقية عدا السودان وجزر القمر. والمدن العربية التي ستشهد الكسوف هي عرعر السعودية وبغداد وعمان والقدس والقاهرة ودمشق وبيروت وطرابلس وتونس والجزائر والرباط ونواكشوط، حسب بيان المركز. وهذا عاشر كسوف كامل للشمس في القرن الحادي والعشرين، وأول كسوف في عام 2015، وسيحصل في يوم اعتدال الربيع الذي تنتقل خلاله الشمس من نصف الكرة الجنوبي إلى نصفها الشمالي. وحذر مركز الفلك الدولي من النظر مباشرة نحو الشمس وقت الكسوف، مشيرا إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تلف في العين، من الممكن أن يصل إلى درجة العمى الدائم.

تشهد أجزاء من العالم العربي كسوفا جزئيا للشمس، الجمعة المقبل، الذي سيتزامن مع حدثين فلكيين آخرين، حسبما ذكر مركز الفلك الدولي في أبو ظبي. ومن المناطق العربية التي ستشهد الكسوف، أقصى شمال السعودية وبلاد الشام ومعظم العراق وجميع الدول العربية في قارة إفريقيا، ما عدا السودان وجزر القمر. وتجدر الإشارة إلى أن الكسوف لن يكون ملحوظا من المناطق الواقعة بالقرب من خط نهاية الكسوف الجنوبي، وهذا يشمل جنوب بلاد الشام والسعودية والعراق ومعظم مصر. وسيشاهد الكسوف ككسوف جزئي أيضا من قارة أوروبا ومعظم شمال آسيا، إلا أن هناك مناطق ستشاهد الكسوف ككسوف كلي، وهي مناطق تقع في نطاق صغير بالقرب من القطب الشمالي. وسيتزامن الكسوف مع حدثين، أولهما الاعتدال الربيعي الذي سيحدث في نفس اليوم، والثاني هو وقوع القمر في أقرب نقطة إلى الأرض في ذلك الشهر.

من المقرر خلال عام من الآن أن يتحرك القمر قبالة الشمس، مما يؤدي إلى إظلام الأرض لعدة دقائق، لكن الكسوف الكلي للشمس لن يحدث في كل الأماكن في المعمورة. وتعد جزر فارو، وهي أرخبيل يتمتع بالحكم الذاتي ويتبع التاج الدنماركي، وجزر سفالبارد النرويجية، هي الأماكن الوحيدة التي ستشهد هذه الظاهرة. ومن المقرر أن يحدث الكسوف في 20 مارس 2015، وتستمر مدة الإظلام الكلي دقيقيتين و18 ثانية، وبهذه المناسبة تخطط السلطات لإقامة مهرجانات في سائر أنحاء الجزر أثناء وعقب كسوف الشمس، تعزف خلالها الموسيقى المحلية، مع تقديم أطباق الطعام التقليدية.

شهدت سماء الدوحة مساء اليوم الأحد كسوفا جزئيا للشمس، هو الأخير في العام الجاري 2013، وقد بدأ الكسوف في 4:19 مساء بتوقيت الدوحة، واستمر حتى غروب الشمس عند 4:52، واستغرق الكسوف مدة 33 دقيقة، وبلغت نسبة الاحتجاب من قرص الشمس في الدوحة 37% أي حوالي ثلث قرص الشمس. وقال الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني رئيس قسم الفلك بالنادي العلمي القطري ورئيس اللجنة الإستشارية في الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك لـ "بوابة الشرق" : قد تم رصد الكسوف من منطقة المزروعة منذ بدايته حتى غروب الشمس، وقد كانت هناك بعض الغيوم التي حجبت الشمس لفترة 8 دقائق وبعدها بدأت الغيوم تبتعد عن الشمس حيث تم أخذ صور رائعة لكسوف الشمس الذي استمر حتى أثناء غروب الشمس. الجدير بالذكر ان الكسوف الذي حدث اليوم هو "كسوف هجين"Hybrid Solar Eclipse وظهر الكسوف في بعض المناطق "كليا" Total Solar Eclipse وفي بعض المناطق شهد كسوفا "حلقيا" Annular Solar Eclipse بينما شهد الكسوف في مناطق أخرى "جزئيا" Partial Solar Eclipse، وسبب ذلك ان القمر يحجب كل قرص الشمس في المناطق التي يمر ظل القمر من خلالها بينما يشاهد الكسوف جزئيا في المناطق القريبة من مواقع الكسوف الكلي، وعندما يحدث الكسوف الكلي للشمس عند وجود القمر في نقطة الاوج أي في ابعد نقطة له عن الأرض فان قرص القمر يظهر من الأرض اصغر نسبيا من حجم القمر المعتاد لذلك فعند حدوث الكسوف في هذه الفترة لا يغطي قرص القمر كل قرص الشمس بل تظهر اطراف قرص الشمس حول القمر على شكل حلقة مضيئة لذلك يسمى حلقيا. وقد بدأ الكسوف الكلي قبل دخول القمر نقطة الاوج لذلك يغطي قرص القمر كل قرص الشمس، وبعد بداية الكسوف الكلي بفترة وجيزة يكون القمر قد دخل نقطة الاوج أي في ابعد نقطة له عن الأرض فيصبح الكسوف حلقيا، والمناطق الواقعة بالقرب من المناطق التي تشاهد الكسوف الكلي والحلقي تشاهد الكسوف جزئيا. وكسوف الشمس من الظواهر الفلكية المثيرة والجميلة، وتحدث عندما يكون القمر في مرحلة الولادة أي في بداية الشهر الجديد حيث يكون القمر على خط واحد بين الشمس والأرض، حيث يحجب القمر اشعة الشمس عن مناطق معينة على سطح الأرض فيحدث كسوف الشمس، لذلك فلا يجوز على الاطلاق ربط الكسوف بالكوارث والاحداث على الأرض كما كانت تفعل الحضارات القديمة التي تجهل حقيقة الكسوف وحارب الدين الإسلامي الحنيف هذه المعتقدات القديمة. وتتسبب كسوف الشمس أضرارا للعين عند النظر المباشر لأشعة الشمس في فترة الكسوف دون اتخاذ الاجراءات الوقائية الملائمة لأنه يتسبب في حرق الشبكية في العين والاصابة بالعمى الدائم، كما ينصح بعدم استخدام وسائل غير ملائمة لمتابعة الحدث كصور الاشعة والنظارات الشمسية.