يستعد 45 شاباً قطرياً وخليجياً للمشاركة في رحلة فتح الخير من شاطئ كتارا إلى بنادر الخليج، والتي تستغرق قرابة شهر، بدءً من اليوم الجمعة 22 نوفمبر على أن تعود في 18 ديسمبر تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني. وقد استعد طاقم المحمل "اليزوة" لهذه الرحلة، حيث تعرف كل فرد منهم على مهامه الرئيسية أثناء الرحلة وأخذ تدريباته الكافية استعدادا لرحلتهم التاريخية. 45 شاباً في البداية التقت "بوابة الشرق" بالنوخذة حسن عيسى الكعبي الذي سيقود محمل فتح الخير من شاطئ كتارا إلى بنادر الخليج، وقد أكد استعداد "يزوة" المحمل لهذه الرحلة مشيرا إلى مشاركة 45 من الشباب لخوض هذه التجربة لافتا إلى انه قد تم توزيع جميع المهام على الطاقم كما تم تدريبهم عليها، إلى جانب تقسيمهم إلى فرق لتقوم كل فرقة بأداء المهام المطلوبة منها. أما محمد جاسم الكعبي، مساعد النوخذة فقد أكد الانتهاء من كافة التجهيزات وأن المحمل على أتم الاستعداد للقيام بهذه الرحلة خاصة مع وجود شباب متحمس لخوض هذه التجربة، حيث تم تدريبهم على المهام التي سيتولونها أثناء الرحلة، مشيرا إلى أن مهمته متابعة خط سير المحمل عن طريق البوصلة والخرائط وبالطريقة التقليدية التي كان الآباء والأجداد يبحرون بها في الماضي. وأكد سيف عيسى السليطي، أنه يتولى مهمة متابعة "آلة" المحمل، ومنها الشراع الذي هو جزء من هذه "الآلة" مشيرا إلى انه قد تم الانتهاء من كافة التجهيزات، وتم تأمين "آلة" المحمل والتأكد من أدائها بشكل عملي إلى جانب تدريب الطاقم المساعد في التحكم في "آلة" المحمل.

ينطلق محمل "فتح الخير" اليوم، الجمعة، من شاطئ كتارا إلى بنادر الخليج في رحلة تاريخية قرابة شهر حيث سينطلق المحمل اليوم الجمعة 22 نوفمبر وسيعود في 18 ديسمبر مع احتفالات اليوم الوطني. ومن المقرر إقامة حفل جماهيري لتوديع المحمل بالطريقة التقليدية نظرا لأهمية هذه الرحلة التي سوف تحيي تراث الأباء والأجداد في السفر والتنقل على المحامل الشراعية بالطريقة التقليدية. وبهذه المناسبة، ومع انطلاق الرحلة يصدح "صوت قطر" الفنان عيسى الكبيسي بأغنية جديدة تؤرخ لهذا الحدث الذي يربط الحاضر بالماضي ويعيد استكشاف "بنادر" الخليج بأغنية تراثية جديدة نجح الشاعر والإعلامي القطري حسن المهندي في رسم أبياتها بأسلوب شيق ورائع، مستحضرا من خلالها أيام الغوص ورحلات "الدشة" من أجل البحث عن اللؤلؤ في "هيرات" الخليج العربي، فيما تم اعتماد لحن من التراث القطري لها يتماشى وهذه المناسبة. هذا وقد وصل محمل فتح الخير أمس لشاطئ كتارا وقد رسى "بندر" على الشاطئ وذلك لاستكمال كافة التجهزيات والاستعدادت قبل انطلاقته المقررة اليوم. رحلة الإعلاميين وانطلق الإعلاميون في رحلة بحرية على متن محمل "فتح الخير" يوم أمس وذلك بهدف تعريف الإعلاميين بهذا المحمل التقليدي من حيث المكونات والمهام الموزعة على "اليزوة" اي بحارة السفينة واجراءات الأمن والسلامة وطريقة الملاحة التقليدية التي سوف تعتمد أثناء هذه الرحلة التاريخية.

شرّف حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مهرجان كتارا الثالث للمحامل التقليدية حيث شهد انطلاق الرحلة التاريخية لمحمل فتح الخير من بندر شاطئ كتارا متوجها في رحلة ستشمل بنادر الخليج لتكون الكويت أولى وجهاته وسط حضور جماهيري كثيف. ورافق سموه عدد من كبار مسؤولي الدولة من بينهم معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق وسعادة السيد صلاح بن غانم ناصر العلي وزير الشباب والرياضة وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث. وكان في استقبال سمو الأمير الوالد سعادة السيد عبد الرحمن بن صالح الخليفي رئيس المؤسسة العامة للحيّ الثقافي كتارا وسعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة. وقبل انطلاق هذه الرحلة التاريخية الأولى استأذن نوخذة محمل فتح الخير السيد حسن بن عيسى الكعبي من سمو الأمير الوالد لبدء رحلته التي ستنطلق من شاطئ كتارا ابحارًا إلى محطتها الأولى بالكويت ثم السعودية فمملكة البحرين، ليتوجه محمل " فتح الخير" بعد ذلك إلى سلطنة عمان فالإمارات إلى أن يعود إلى الدوحة يوم 18 ديسمبر المقبل للمشاركة في احتفالات دولة قطر باليوم الوطني. وانطلقت رحلة محمل فتح الخير وسط الأهازيج الشعبية التي يرددها البحارة خلال رحلات الغوص والصيد المصحوبة بالعرضة والنهّام وأدّتها الفرق الشعبية لشحذ عزيمة البحارة وتحفيزهم وشدّ أزرهم في صورة واقعية حيّة تحيي الإرث الثري لأهل قطر وعلاقتهم الوثيقة بالبحر وما يتعلق به من عادات وتقاليد أصيلة وقيم إنسانية لا تزال تنتقل عبر الأجيال. وقام سموه بجولة شملت المحامل التقليدية المشاركة في مهرجان كتارا الثالث للمحامل التقليدية والتي كانت ترسو على بندر شاطئ الحي الثقافي وسط تفاعل وترحيب حار من الجماهير الغفيرة التي احتشدت على جنبات شاطئ كتارا لتحية سموه الذي بادلهم التحية والحب بروح ومشاعر أبوية صادقة.كما حيّا سموه بصفة خاصة مجموعة من الوجهاء وكبار السن في قطر الذين حضروا للسلام على سموه. من جهة أخرى،عكس الحضور الجماهيري الكبير الذي شهده الحي الثقافي كتارا العلاقة الحميمة التي تربط أهل قطر بالبحر فقد توافد جمهور غفير لتوديع محمل فتح الخير إلى جانب متابعة الفعاليات المختلفة من عروض المحامل التقليدية وعروض القرية التراثية والحرف البحرية.

أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن رحلة فتح الخير تعتبر إحياء لتراث الآباء والأجداد فقد كانت الحياة في الماضي تعتمد بشكل كبير على البحر وقد كان الأجداد يخرجون فترات طويلة إلى البحر سواء للغوص على اللؤلؤ أو السفر او بغرض التجارة فيمكثون اشهرا طويلة في البحر ومن هنا فإن هذه الرحلة تأتي في سياق إحياء تراث الآباء والأجداد. ولفت سعادته الى أن الرحلة قد جمعت دول مجلس التعاون الخليجي فالرحلة سوف تمر على جميع بنادر الخليج ونجحت كتارا في تحقيق هدف التواصل ما بين أبناء الخليج من خلال احياء التراث الخليجي البحري فالرحلة تعتبر نوعا من الارتباط الحاضر بالماضي هذا الماضي الذي عاشه الأجداد في الخليج فالرحلة فرصة للعودة إلى التاريخ والتراث المشتركين لدول الخليج. واشار إلى انه قد تواصل مع وزراء الثقافة في دول الخليج بخصوص رحلة فتح الخير وقد وجد كل الترحيب والتقدير من اصحاب السعادة وزراء الثقافة في دول الخليج لهذه الرحلة التي ستمر على كل دول الخليج. ونوه إلى أنه قد جرت الاستعدادات في دول الخليج لاستقبال محمل فتح الخير خلال رحلته التاريخية إلى بنادر الخليج التي سوف تحتفي بالرحلة وأما في قطر فإن الجميع سوف ينتظر عودة المحمل مع احتفالات اليوم الوطني.

يصل محمل فتح الخير محطته الأولى في الكويت، صباح غدا الثلاثاء، ومن المنتظر أن تنظم وزارة الثقافة الكويتية حفلا خاصا لاستقبال المحمل بعد أربعة أيام من انطلاقه من كتارا. وكان "فتح الخير" قد انطلق يوم الجمعة 22 نوفمبر وعلى متنه 45 شابا قطريا وخليجيا في رحلة تاريخية تستغرق 27 يوما حيث سيعود في 18 ديسمبر مع احتفالات اليوم الوطني. ويمر فتح الخير الذي انطلق من كتارا على بنادر الخليج فقد كانت الكويت المحطة الأولى ثم سينطلق المحمل إلى السعودية ثم البحرين وبعدها سينطلق في رحلة طويلة إلى عمان ثم الإمارات التي ستكون المحطة الأخيرة لفتح الخير.