انتقل إلى رحمة الله تعالى كل من مبارك سعد مبارك الجفالي النعيمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحصه سعد مبارك الجفالي النعيمي طالبة في...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
* الشيخ حمد بن جاسم قام بدور محوري لإتمام المصالحة العراقية الكويتية * لن أنسى لقائي الأول مع سمو الأمير الوالد وتم في أجواء ودية متحررة من البروتوكول * طلبت من الرئيس صدام إعادة أرشيف الكويت لأهله كبداية لاستعادة أجواء الثقة والأخوة والمصالحة * قمت بـ"هندسة عكسية" لكسب ثقة الأمم المتحدة واستعادة الحاضنة العربية * فرنسا حذرت من أن اندلاع الحرب في العراق سيفتح باب الشرور في المنطقة * الأمم المتحدة تعتبر فشل جهود منع الحرب على العراق يوما أسود في تاريخ المنظمة * الولايات المتحدة أرسلت 30 عراقيا للتجسس على أقاربهم من علماء الذرة في العراق * الدبلوماسية العراقية أحبطت محاولة أمريكية لتحويل مسار منظومة العمل الرسمي العربية * رفضت بشدة تلميحات لوزراء في اجتماع الجامعة لتحميل العراق المسؤولية ومطالبة الرئيس صدام بالتنحي * عمرو موسى رتّب للقاء عاجل مع أحمد ماهر أكد لي فيه وقوف مصر إلى جانب العراق خلافا لما ذكرته "الأهرام " * فرنسا وروسيا والصين رفضت وضع آلية تلقائية لشن الحرب على العراق * قلت لوزيرة خارجية اليابان قلقكم من أمريكا وليس العراق فنحن لم نضربكم بالقنابل النووية * تأكدنا من وجود ضباط في المخابرات الأمريكية ضمن لجان التفتيش * بلير كذب وقام بتزوير وثيقة بادعاء أن العراق يدعم الإرهابيين بدلا من جماعات المعارضة * أول إطلالة لي كانت عبر قناة الجزيرة أدار الحوار: جابر الحرمي أعده للنشر : طه حسين- عبدالحميد قطب لم يكن سقوط بغداد واحتلالها في 9/4/2003 يوماً عادياً للأمة العربية، فهي أول عاصمة عربية يتم احتلالها مجدداً في القرن الواحد والعشرين. وما يحدث اليوم في الواقع العربي من تداعيات إقليمية، ومشاريع متعددة تتنافس للاستحواذ على حصص من أرضنا العربية في غياب أي مشروع عربي وتفكك للمنظومة العربية.. ما هي إلا نتاج التحول الذي حدث بسقوط بغداد. لكن هذا السقوط أو الاحتلال لم يأت فجأة، إنما جاء نتيجة خطأ تاريخي واستراتيجي ارتكبته القيادة العراقية في 2/8/1990 بإقدامها على جريمة غزو دولة الكويت الشقيقة، واستباحة سيادتها، والذي مثل ضربة لمنظومة العمل العربي، وأوجد فرصة سانحة لتدخل قوى أجنبية بالمنطقة، ومن ثم تدمير دولة بحجم العراق، ليسهل فيما بعد احتلالها، وهو ما حصل بعد سنوات من الحصار، فكان أن سقطت بغداد في أبرايل 2003. هناك الكثير الذي قيل وكتب عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وهناك الكثير أيضاً الذي قيل وكتب عن فترة الحصار، التي امتدت منذ 1991 إلى يوم سقوط بغداد في 2003.. ولكن من المؤكد أن من عاصر وعايش مرحلة غزو الكويت وسقوط بغداد، مروراً بفترة الحصار وتداعياتها وما تعرض له العراق من قصف متجدد، وهجمات تدميرية لأكثر من خمس مرات..، لديه ما يقوله. د. ناجي صبري آخر وزير خارجية للعراق في عهد صدام حسين الدكتور ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية للعراق في عهد الرئيس صدام حسين هو شاهد على مرحلة مفصلية عاشها العراق. ** حدثنا معالي الوزير عن رد الفعل الأمريكي بعد معركتكم مع الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية في مجلس الأمن، ماذا كان رد فعل الولايات المتحدة على إفشالك تحركاتها في مجلس الأمن ولماذا لم تفلح جهودك في وقف الحرب في النهاية؟ - تعرضت للمضايقة والاستفزاز أثناء المغادرة من مطار جي أف كنيدي حيث أخضعوني للتفتيش البدني، بعد علمهم بهويتي، وبالرغم من حصانتي الدبلوماسية. وقبلها حصل استفزاز مماثل في مطار موسكو عند توجهي إلى نيويورك على متن طائرة لشركة أطلنطا الأمريكية، حينما تعمد موظفوها الأمريكيون أن يفرغوا حقيبتي ويبعثروا محتوياتها على مصطبة الحقائب بعصبية واضحة. وقبل اتخاذنا قرار السماح بعودة المفتشين طلب عدد من وزراء الخارجية اللقاء بي في نيويورك. فالتقيت بالوزير الفرنسي دومينيك دوفيليبان والوزير الألماني يوشكا فيشر. وكلاهما ناشدني الموافقة على عودة المفتشين تنفيذا لقرارات مجلس الأمن. ثم التقيت في اليوم الثاني وزير خارجية كندا. كما التقيت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا السيدة زوما بناء على طلبي، ودار اللقاءان حول قضية العراق، ثم ذهبت للقاء وزيرة خارجية اليابان السيدة يوريكو كاواجوجي بناء على طلبها الذي أبلغتنا به قبل وصولي إلى نيويورك، وجدتها محاطة بعشرات المصورين اليابانيين، تصافحنا وابتسمت للكاميرات وجلسنا وإذا بها تبدأ وابلا من الكلام دون انقطاع وكأن شريطا مسجلا قد انفتح.. فقالت: "إن الشعب الياباني قلق من أسلحة الدمار الشامل العراقية" فقلت لها: "أنتم قلقون من أسلحة العراق؟" لم ترد الوزيرة على سؤالي وواصلت الحديث بذات الوتيرة، فقالت: "نحن قلقون من أسلحة العراق النووية" فقلت لها: "أخشى أن تكوني قد أخطأت العنوان، فنحن ليس لدينا أسلحة نووية ولا غيرها من أسلحة الدمار الشامل". واستمرت: "ونحن نطالبكم بالامتثال لقرارات مجلس الأمن والتخلص من أسلحتكم النووية والأخرى" قلت لها يا سعادة الوزيرة: "نحن لم نضربكم بالقنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي، أمريكا هي التي فعلت ذلك في الحرب العالمية الثانية"، فواصلت دون انقطاع.. فقلت لها: "لا جدوى من هذا اللقاء"، ونهضت فنهضت وصافحتني وابتسمت للمصورين! وبعدها ذهبت للقاء وزير خارجية أستراليا ألكزندر داونر الذي طلب مقابلتي، فبدأ الحديث بذات الجملة التي بدأت بها الوزيرة اليابانية. فقال: " نحن قلقون في أستراليا من أسلحة الدمار الشامل العراقية" قلت له: " سبحان الله، الآن جئت من لقاء مع وزيرة خارجية اليابان، ويبدو أن رسالة التعليمات الأمريكية التي وصلتها نفسها قد وصلتك أيضا".. فلم يتمالك نفسه من الضحك، فنهضنا وأنهينا الاجتماع. طبعا ضحك على نفسه. حملة لقرار جديد كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تستخدمان مسألة التفتيش ذريعة وسوطا تضرب به العراق. وبعد القرار العراقي بعودة المفتشين يوم 16 /9 /2002 أعلنت الدولتان أن قرار 1284 (1999) لا يكفي، بعد أن كانتا إلى ما قبل صدور قرارنا، تضغطان على العراق في كل المنابر الدولية لتنفيذه. وأعلنتا أن ثمة حاجة ماسة لتزويد لجان التفتيش بسلطات أكثر وأشد. وبدأت حملة واسعة لإصدار قرار جديد. فأصدر توني بلير رئيس حكومة بريطانيا ملفا يوم 24/9/2002 زعم فيه أن العراق يمتلك قدرات في جميع أسلحة الدمار الشامل وأن بإمكانه تحضيرها واستخدامها في غضون 45 دقيقة. ووصف ملفه بأنه ثمرة جهود حثيثة لأجهزة المخابرات البريطانية. لكن مصادر أمريكية وبريطانية أكدت بعد الغزو أن المعلومات التي وردت في ملف بلير (الموثق جدا) منقولة عن اثنتين من مقالات الصحف، وأنه ضم أجزاء كبيرة من ورقة بحثية لطالب كلية في بريطانيا عن العراق عام 1991، وقد نقلت بطريقة قص والصق بأخطائها الإملائية والنحوية! بل إن هذه المصادر كشفت عن قيام بلير بتغيير فقرات أخرى مما ورد في ورقة الطالب لكي يضفي عليها مسحة ملتهبة على حد تعبير المصادر(certain portions of the academic report were altered by the PM Tony Blair to make them more inflammatory. In one cited instance Blair changed "aiding opposition groups" to "supporting terrorists.") ونقلت واحدة منها تشير على ما يبدو إلى أن العراق كان:" يقدم المساعدة إلى جماعات المعارضة" فقام بلير بتغييرها إلى: " يدعم الإرهابيين".!! وكانت الدولتان في الحقيقة تعدان لمحاولة ثانية لدفع مجلس الأمن لإصدار قرار يجيز شن الحرب على العراق باسم الأمم المتحدة بعد أن وفقنا الله لإفشال الأولى في 16/9/2002. ومارست ضغوطا وحملة دبلوماسية واسعة من أجل ذلك. لكن قرار مجلس الأمن رقم 1441 الذي صدر في 8 /11 /2002 وكان أسوأ من كل ما سبقه من قرارات، لم يأت بما أرادته الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان عجزتا عن إقناع المجلس بإصدار قرار يضفي الشرعية الدولية على مشروعها وحليفتها بريطانيا بغزو العراق واحتلاله. فقد رفضت فرنسا وروسيا والصين وضع آلية تلقائية لشن الحرب على العراق من جانب أي دولة ترى العراق مقصرا في تلبية متطلبات نزع الأسلحة المحظورة. وهكذا أدى تعاون العراق وقراره الحاسم بإعادة المفتشين والنهج الجديد الذي اختطته الدبلوماسية العراقية في التعامل مع أجهزة الأمم المتحدة إلى إحباط المحاولة الثانية الخطيرة التي قامت بها الولايات المتحدة للحصول على غطاء دولي شرعي لنواياها العدوانية غير المشروعة. وأحبطت الدبلوماسية العراقية، رغم صعوبة الظروف وشح الإمكانيات وكثرة الضغوط، ثالث محاولة خطيرة للدبلوماسية الأمريكية والبريطانية لإصدار قرار دولي يضفي المشروعية على مخطط أمريكا وبريطانيا لغزو العراق. وقد سربت وكالة "ويكيليكس" الأمريكية رسالة رسمية سرية أمريكية عن هذا الاجتماع الشهير، ونشرتها قبل عامين. والرسالة مرسلة من البعثة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة إلى البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية والكونغرس ونقلت فيها ترجمة رسالتي إلى الأمم المتحدة قبل 5 أيام من اجتماع مجلس الأمن، واعتبرتها "ويكيليكس" ضربة استباقية من وزير الخارجية العراقي أجهضت استعراض "باول" ومحاولته إقناع المجلس بإصدار قرار الحرب على العراق ونشرتها تحت عنوان: " تسريب تقشعر له الأبدان: العراق يحذر من أدلة مفبركة قبل خطاب "باول" عن أسلحة الدمار الشامل". إعلان من 11807 صفحات كان مجلس الأمن قد طلب في قراره 1441 (8/11/2002) من العراق أن يقدم إعلانا كاملا وشاملا عن برامج الأسلحة العراقية خلال شهر، وقد قدمنا الإعلان المطلوب قبل يوم من الموعد أي يوم 6/12/2002، وضم 11807 صفحات. ورزمته دائرة الرقابة الوطنية العراقية في صناديق عدة وسلمته لمكتب لجان التفتيش في بغداد واحتفظت بنسخة منه موقعة من مكتب لجان التفتيش الدولية. ثم أرسله المكتب جواً في اليوم التالي إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في "فيينا"، وأرسل نسخة منه إلى مجلس الأمن في نيويورك. وقد سُلم إلى رئيس المجلس لذلك الشهر وهو سفير الولايات المتحدة لكي يأمر باستنساخه وتوزيعه على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر. لكن السفير الأمريكي تذرع آنذاك بأن أجهزة نسخ الأوراق في مقر الأمم المتحدة غير كافية لاستنساخ الإعلان! وأرسله إلى مقر البعثة الأمريكية لاستنساخه. فأعادت البعثة الأمريكية 4 نسخ من الإعلان وزعت على الدول الأخرى دائمة العضوية بعد أن حذفت أسماء الشركات الأمريكية والبريطانية التي كانت تتعامل مع العراق في ميادين التصنيع العسكري، وأبقت على أسماء الشركات التابعة للدول الغربية الأخرى. أما الدول العشر الأخرى غير دائمة العضوية فقد وزع الأمريكيون عليها نسخة من الإعلان مختصرة من 12 ألف صفحة إلى 3 آلاف صفحة فقط! الكل يعرف الحقيقة **وما موقف الدول دائمة العضوية؟ - بالطبع كانت للولايات المتحدة حصة الأسد في لجان التفتيش التي ترسل إلى العراق ولمن تختارهم أو تستخدمهم من مفتشي الدول الأخرى. ولكن الدول دائمة العضوية كان أيضا لديها مفتشون في لجان التفتيش، وبوسعهم أن يزودوا دولهم بحقيقة الأمر. وبالوسع القول إن كل الدول دائمة العضوية كانت تعرف منذ 1991 حقيقة ما يجري في العراق في هذا الميدان، وما الذي دمر. كان الجميع يعرف الحقيقة: أن العراق أصبح خاليا بعد 1991 من جميع أسلحة الدمار الشامل، وأن السلاح الوحيد المنجز آنذاك هو الكيماوي الذي كشف عنه العراق بنفسه في نيسان/ أبريل 1990 قبل الحرب ردا على تهديدات إسرائيل. وقد وضع مخزون الأسلحة الكيماوية بكامله وجميع مصانعها ومستودعاتها تحت تصرف المفتشين منذ أواسط عام 1991 وقامت بتدميرها تدميرا كاملا في العامين التاليين. وكان العلماء العراقيون قد نجحوا في تحضير بضع غرامات من الوقود النووي فأخذتها لجان التفتيش ونقلتها خارج العراق منذ عام 1991 وقامت بتدمير كل ما له صلة بالبرنامج النووي. وكان على لجان التفتيش بعد أن دمرت هذه الأسلحة والمرافق والمعدات وانتقلت إلى مرحلة المراقبة الدائمة كان عليها أن تبلغ مجلس الأمن بانتهاء ولايتها لكي ينفذ مجلس الأمن الفقرة 21 من قرار 687 للسماح للعراق بتصدير نفطه ثم الفقرة 22 لرفع بقية أشكال الحصار. لكنها بدلا من ذلك انتقلت إلى تفتيش الوحدات العسكرية والمراكز الأمنية ومنها إلى المكاتب وقصور الضيافة الرئاسية. ثم بقيت تلف وتدور في حلقات مفرغة عن تواريخ البرامج: من أتى بهذه القطعة ومتى وكيف ومن أين ومن فعل هذا ومن فعل ذاك، إلخ من الأسئلة التعجيزية. وكانوا لا يكتفون بالإجابات الشفهية حيث لا يتوافر توثيق لكل خطوة. بل كانوا يريدون الإجابات موثقة بوثائق رسمية مهما كانت الخطوة صغيرة وبسيطة. وكلما زودتهم الجهات العراقية بما يتوافر من وثائق، طلبوا أكثر مما يعلمون أنه غير موجود. وكل ذلك طبعا كان خارج ولايتهم بموجب قرارات مجلس الأمن، لكنهم كانوا يتمتعون بغطاء قوي من أمريكا وبريطانيا. التجسس على علماء الذرة ** قيل إن الولايات المتحدة حاولت التجسس على علماء الذرة العراقيين؟ - في الفترة التي انسحب فيها المفتشون من العراق ولم يعودوا، أي من نهاية 1998 حتى عودتهم في 27/11/2002، لم يبقَ للولايات المتحدة من يتجسس على العراق من الداخل، لذا حاولت أن تتحايل على هذا الأمر. فطلبت وكالة المخابرات المركزية، بالضغوط والابتزاز، من ثلاثين عراقيا مقيما في الولايات المتحدة ممن لديهم صلات قرابة مع العلماء العراقيين العاملين في برامج التسليح، التوجه إلى العراق ليتجسسوا على أقاربهم العلماء. وبالفعل ذهب هؤلاء وعادوا كلهم بتقارير تؤكد عدم استئناف برامج أسلحة الدمار الشامل في العراق. لكن الوكالة، حسب الكتاب، دفنت هذه التقارير. ** وكيف عرفتم بهؤلاء العراقيين الذين أرسلتهم الولايات المتحدة للتجسس على أقاربهم؟ - كشف هذه المعلومات الكاتب الأمريكي الشهير جيمز رايزن في كتابه حالة حرب (State of War: The Secret History of the CIA and the Bush Administration by James Risen) الذي صدر عام 2006 عن دار فري بريس وأشار إلى أحد هؤلاء وهي عراقية تعيش في ولاية كليفلاند وذكر المؤلف اسمها ومهنتها. كنا نشك في أن الكثير من المفتشين ومسؤوليهم جواسيس وليسوا مهنيين. وكنا نعلن ذلك فتنكر إدارات جهازي التفتيش أي اللجنة الخاصة أنسكوم ووريثتها أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالطبع الجهات الأمريكية والبريطانية. ولكن هذه الجهات اعترفت بعد الغزو علنا بأبرز من كان العراق يشك في هوياتهم وهما ديفيد كاي رئيس فريق التفتيش النووي عام 1991 ورجرد دولفر نائب رئيس لجنة التفتيش الخاصة بأنهما من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وزير الخارجية العراقي الأسبق في ضيافة الشرق 19 مارس ** كيف كانت جلسة مجلس الأمن التي عقدت في 19 /3/2003 قبل ساعات من شن العدوان؟ - عقد مجلس الأمن 3 جلسات، من 7 إلى 19 آذار/ مارس لمناقشة الوضع في العراق، وذلك كله في ضوء التهديدات والتحضيرات الأمريكية لشن العدوان، وكانت جلسة 19 هي الأهم بالطبع، لأنها كانت قبل ساعات من البدء بغزو العراق. وفي هذه الجلسة حضر بلكس رئيس لجنة أنموفيك للتفتيش وغاب البرادعي وأرسل تقريره الذي تحدثنا عنه في حلقة سابقة، وقد عارض معظم أعضاء المجلس توجه الولايات المتحدة وبريطانيا لشن الحرب على العراق، وطالبوا بإعطاء مهلة إضافية للمفتشين. ولخطورة الوضع كانت الجلسة على مستوى وزراء الخارجية. تحدث يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق فأبدى رفضه الشديد للحرب، وتحدث دومنيك دوفليبان وزير خارجية فرنسا آنذاك فأكد أن اندلاع القوة في هذه المنطقة غير المستقرة لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات والتصدعات التي يتغذى عليها الإرهاب." يوم أسود أما إيغور إيفانوف وزير الخارجية الروسي فقال: "لا نملك إلا أن نعرب عن أسفنا لما أقحم فيه العراق من مشاكل، لا صلة مباشرة لها بالقرار 1441 أو بقرارات الأمم المتحدة الأخرى بشأن العراق، وذلك في اللحظة التي أصبح فيها احتمال نزع السلاح من خلال عملية التفتيش أقرب إلى الواقع. إذ لا يخول أي قرار من تلك القرارات حق استخدام القوة في العراق، خروجا على ميثاق الأمم المتحدة، وإن أياً منها لا يخول إسقاط قيادة دولة بالعنف". واختتم كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة الجلسة قائلا: "إن هذا اليوم يوم حزين للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وإني لعلى يقين أن ملايين الناس في شتى العالم يشاطروننا هذا الإحساس بخيبة الأمل، وان شبح الحرب الوشيكة يفزعهم أشد الفزع". ** وهل كانت هناك محاولات عربية لحل الأزمة قبل تفاقمها؟ - الولايات المتحدة، في مخطط حملتها الحربية على العراق التي بدأت منذ عام 1990، سعت لعزل العراق عن محيطه العربي. كما حاولت ان تُفهم أشقاء العراق، ان الحرب عليه ستكون محصورة به ولن تكون لها أي تداعيات على المنطقة. وطبعاً هذا مجافٍ للواقع ولحقائق التاريخ والجغرافية. فالعراق عنصر أساسي في تحقيق وحفظ السلم والأمن والاستقرار في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي بحكم موقعه الاستراتيجي والمركزي واطلالتيه على الخليج العربي وبلاد الشام ومنها للبحر المتوسط. وهو أول دولة في التاريخ والدولة المؤسسة للحضارة الانسانية والرائدة للحضارة العربية الإسلامية. كل هذه الحقائق تجعل من المستحيل ألا يكون للحرب على العراق واحتلاله وتدمير الحياة الحديثة لشعبه تداعيات مباشرة خطيرة على المنطقة. وما تشهده المنطقة منذ محاصرة العراق والبدء بانهاكه عسكريا واقتصاديا عام 1990 وصولا الى غزوه واحتلاله عام 2003 خير دليل على هذا. جهود عربية كانت هناك جهود مخلصة من المملكة العربية السعودية لحل الازمة بين العراق والكويت قبل اندلاعها، وأعقبتها مساعٍ صادقة من المملكة الأردنية الهاشمية. وجميعها عملت أميركا على افشالها. بل ودفعت القيادة المصرية لحسم الموضوع في القمة العربية، واظهار موقف عربي متطابق مع الموقف الامريكي الذي لم يرغب في حل الأزمة سلميا. وقد خلف ذلك فتورا واضحا وبرودا كبيرا في علاقات العراق مع الدول العربية. وفي ظل الضغوط التي كانت تتعرض لها العراق، بقيت هذه الحالة، ولم تجر محاولات حثيثة لمعاجتها. البيت العربي ** بالعودة للمحيط العربي، كيف بادرت معالي الوزير لإحداث اخترق على صعيد العودة للبيت العربي؟ - جئت الى وزارة الخارجية من خارجها ودخلتها سفيرا في 8/6/ 1998، رغم اني عملت مستشارا لمدة خمس سنوات في السفارة العراقية في لندن في النصف الثاني من السبعينيات. وخلال فترة عملي سفيرا في النمسا وسلوفاكيا وممثلا للعراق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمات دولية أخرى اقتربت من أجواء وزارة الخارجية وهموم واهتمامات الدبلوماسية العراقية. ولكن بتعييني وزيرا للدولة للشؤون الخارجية في 18 /4 /2001 دخلت الى قلب الوزارة، وفي هذه الفترة التي امتدت أقل من 4 أشهر اتيح لي التعرف عن كثب وتفصيليا على أوضاع الوزارة ونقاط الخلل في أدائها لسياسة العراق الخارجية. وحينما توليت إدارة الوزارة في 4 /8 /2001 كانت الصورة واضحة أمامي. وكانت العلاقات العربية من أول اهتماماتي. فهذه العلاقات هي محور وجوهر سياسة العراق الخارجية. وكان علي أن أبدأ بعملية واسعة لتعديل مسار الاداء لكي تكون الوزارة أمينة وكفؤة في تنفيذها سياسة العراق الخارجية بما يخدم مصلحته الوطنية العليا. الجزيرة والدوحة بوابة العراق في ثالث يوم لتعييني وصل إلى بغداد الإعلامي العربي الكبير الأستاذ محمد كريشان على رأس فريق تلفزيوني من قناة الجزيرة لمقابلتي. وكانت هذه المقابلة مناسبة جيدة لي لكي أطرح التصور الجديد لمهمتنا في تنفيذ سياسة العراق الخارجية. وكانت باكورة تحركي العربي من دولة قطر. فبعد مباشرتي بمنصبي الجديد بنحو اسبوعين عقد في الدوحة مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي (المؤتمر الاسلامي سابقا). فجئت الى دولة قطر، والتقيت أنا والوزراء ، في حفل غداء، مع صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. فتصرف معي حفظه الله تصرفا ودياً يفوق التصرف البروتوكولي الاعتيادي، وبما ينم عن موقف أخوي صميمي من العراق وشعبه. بعد هذا بفترة وجيزة وصلتني دعوة من حكومة دولة قطر لزيارة الدوحة في شهر رمضان المبارك. فكانت أول زيارة ثنائية لوزير عراقي لدولة خليجية منذ عام 1990. خلال الزيارة اتصل بي سفيرنا في البحرين وقال لي ان جلالة ملك البحرين يدعوك لزيارة المنامة. فكانت زيارتي لدولة قطر البوابة لتحرك الدبلوماسية العراقية الجديدة نحو محيط العراق العربي. أرشيف الكويت ** في الدوحة ماذا كانت أجواء اللقاءات بينكم وبين سمو الأمير الوالد ووزير الخارجية؟ - تحدثنا عن قضية العراق وتطوراتها والعلاقات العربية وأهمية عودة العراق لمحيطه الخليجي والعربي. وكان الترحيب الذي حظيت به إشارة ود ومحبة وتقدير عميقة من دولة قطر للعراق ولشعبه. ثم ذهبت الى مملكة البحرين وأجريت مباحثات مماثلة في أجواء ودية صميمية مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ووزير الخارجية. وفي البحرين اتصل بي الشيخ حمدان بن زايد وكان وزيرا للخارجية آنذاك وقال لي ان دولة الامارات قررت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع العراق. هكذا بدأنا نتجاوز الأمور السلبية في علاقات العراق العربية بدءً من العلاقات العراقية - الخليجية. كل هذا التوجه طرحته على الرئيس صدام حسين رحمة الله عليه. فرحب به، وقرر ايقاف كل ما من شأنه ان يعكر أجواء العلاقات العربية العراقية. وبدأ يتحدث في لقاءاته وفق هذا التوجه. وأتذكر انه اتخذ قرارً بمنع أحد كبار المسؤولين من اللقاء بأي وسيلة اعلام عراقية او غيرها بعد أن تحدث سلبا عن إحدى الدول العربية بما يخالف التوجه الجديد للدبلوماسية العراقية في التعامل مع الدول العربية. بالطبع أول الامور التي كان يتعين علينا ان نعالجها بقايا ملف العلاقة مع الكويت، كان لدينا أرشيف الدولة الكويتي وهو بمثابة مركز الوثائق الرسمية الخاصة بالدولة الكويتية مثل وثائق وزارتي الدفاع والداخلية ودائرة الجنسية والديوان الأميري. وقد نـُقلت مع كثير من المواد التي أخذت الى بغداد وحفظت في مكان أمين حفاظا عليها من الضرر في الحرب التي كانت وشيكة. وأعيدت جميعها بعد وقف اطلاق النار في آذار/ مارس 1991. وقد بقي الارشيف ويضم أكثر من مليونين ونصف مليون وثيقة. فطلبت من زميلي المهندس محمود ذياب الاحمد وزير الداخلية ان نزور المكان الذي تحفظ فيه هذه الوثائق، واصطحبني الى أحد المراكز الأمنية لوزارة الداخلية للحفاظ عليه حيث كان كلف بالاشراف على حراسته ضابط برتبة عميد. استحصلت موافقة الرئاسة على اعادة الارشيف الكويتي الى أهله. وأخبرت الامين العام للامم المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية، ورتبت مع السفير فورنتسوف المقرر الدولي المسؤول عن المفقودين الكويتيين واعادة الممتلكات إليه. جانب من حوار د. ناجي صبري وزير الخارجية العراقي الأسبق إعادة الأرشيف إلى الكويت واختار الاخوان الكويتيون ان يتم تسليم الأرشيف على الحدود، وتم ذلك بمحضر واشراف دولي وعربي. ونشطنا مسألة البحث عن المفقودين باعتبارها مسألة انسانية، وقمنا باجراءات عديدة في المحافظات الجنوبية، وطرحت الأمر على الرئيس صدام حسين وقال لي أعلن ان الاخوة الكويتيين مرحب بهم ان يرسلوا وفدا الى العراق، واذا أرادوا ان يجلبوا سياراتهم معهم. وأنهم احرار في أن يدخلوا أي مكان رسمي مدني أو عسكري أو أمني، وهم يختارون الهدف وينطلقون اليه بدون ابلاغ الجهات العراقية. ونقترح عليهم ان يصطحبوا معهم مسؤولا عراقيا فقط لتسهيل دخولهم. واتفقنا مع السفير فورنتسوف على عقد اجتماعات مع الجانب الكويتي للنظر في موضوع المفقودين وعقد عدة اجتماعات في عمان. ومضينا على ذات النهج الى مؤتمر قمة بيروت في اذار/ مارس 2002 وكان ذروة الجهد الذي بذلته الدبلوماسية العراقية لتصيفة ذيول الازمة وتنقية الاجواء بين العراق وأشقائه العرب. وجلسنا في مباحثات ودية مباشرة انا والدكتور محمد الصباح وزير خارجية الكويت وكان اول لقاء رسمي عراقي بين العراق والكويت.. وجلسنا في باحة فندق فينيسيا في جلسة استمرت على فترتين كل فترة تقريبا ساعتين وبحضور كل وزراء الخارجية العربية والأمين العام للجامعة العربية وتحدثنا في كل الاشياء حتى أن الأمير المرحوم سعود الفيصل قال مازحا: " لماذا نحن موجودون اذا كان كل منكم يتحدث مع الآخر بصيغة أخي". وكان الدكتور الصباح مستجيبا وراغبا في تجاوز الخلاف. وبنينا على ذلك في إعداد قرار الصلح بين العراق والكويت، وأدى وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى دورا محوريا في إتمام المصالحة الكويتية العراقية الذي يعتبر قرارا مفصليا في حينه يعبر عن رغبة البلدين في تجاوز هذه الازمة. وفي بداية الجلسة الرسمية للقمة دخل رئيسا الوفدين السعودي والعراقي ولي العهد السعودي انذاك المرحوم الأميرعبدالله (ولي العهد آنذاك) ونائب الرئيس العراقي السيد عزة الدوري اجتماع القادة ممسكين بأيدي بعضهما البعض وسط تصفيق الحضور. وكانت اشارة جميلة على زوال أهم ما كان يعكر صفو العلاقات العربية. تنقية الأجواء واصلنا جهودنا وزرت معظم دول الخليج، والدول العربية الأخرى. ودعي نائب رئيس الدولة للقيام بجولة في المنطقة بدأناها بالبحرين ثم قطر والامارات وعمان. وقد أثمر الجهد الذي بذلناه لتنقية الاجواء العراقية - العربية في ان يحرم الولايات المتحدة من استخدام موقف منظومة العمل الرسمي العربية في دعوة مجلس الأمن لتمرير محاولاتها لشن الحرب على العراق باسم الأمم المتحدة. وكانت جميع قرارات المؤتمرات العربية الوزارية وتلك التي على مستوى القمة في الفترة التي توليت فيها مسؤولية وزارة الخارجية العراقية تطالب بانهاء الحصار وتتضامن مع العراق ضد التهديدات بالعدوان والحرب، وكان آخرها الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد بعد شن الحرب بأربعة أيام في القاهرة. ** لكن لعل معاليك تتحدث بقدر من الدبلوماسية ولا تريد التطرق الى دور الرئيس حسني مبارك في إظهار الرئيس صدام وكأنه معاند للمجتمع الدولي بتوجيه رسائل توحي بذلك وتهيئ الاجواء لغزو العراق وتلقي باللوم والتبعية على العراق؟ - هذا رأيك، وليس رأيي. ** مبارك في كل مرة كان يرسل رسائل يلقي فيها باللوم على العراق وهو يتحدث باسم النظام العربي الرسمي فهل كان أسير ضغوط أمريكية؟ ولا ننسى قمة 1990 حيث الدفع نحو الرؤية الامريكية؟ - أنا أتحدث عن الفترة التي توليت فيها المسؤولية، حيث التقيت بالرئيس حسني مبارك عدة مرات وكانت جلسات ودية ولم يبدِ أي موقف منتقد او معارض او مسيء للعراق على الاطلاق. طبعا كتب بعد الغزو الكثير عن الرئيس مبارك وانه أبلغ الأميركيين ان لدى العراق اسلحة محظورة. لا استطيع الا ان اتحدث عما لمسته بنفسي في لقاءاتي المتعددة معه. ** لكن لم يقدم على الدعوة لحل الخلافات العراقية العربية؟ - انا أسجل للحكومة المصرية موقفا ايجابيا عندما كان الامريكيون يضغطون على منظومة العمل الرسمي العربي لكي تتبنى موقفا يسهل للأميركيين أن يطلبوا من مجلس الامن شن الحرب على العراق باسم الشرعية الدولية. فعندما ذهبت الى مصر لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في يوم 9/11/ 2002، كان كولن باول قد دعا قيادة العراق للاستسلام. فشعرت ان هناك شيئا مريبا في اجواء التحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب بعد ان ظهرت مقالة في صحيفة الاهرام المصرية تشير الى هذا الجانب اشارة غير مباشرة. وتقول لماذا لاتتحمل القيادة العراقية المسؤولية وتساهم في حل الازمة. فأخبرت الامين العام للجامعة العربية بهواجسي حول احتمال قيام مصر بطرح الموقف الاميركي في الاجتماع الوزاري العربي واستنكارنا لمثل هذا الموقف واعتزامنا التصدي له. وقلت له هذا اجتماع لوزراء الخارجية العرب وليس اجتماعا تديره الولايات المتحدة، والجامعة تمثل ارادة الدول العربية ولا يجوز لها ان تمثل قرارات الولايات المتحدة، فنفى ذلك. وبعد ساعات قليلة اتصل بي سفيرنا السابق في القاهرة المرحوم الدكتور محسن خليل وقال ان وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر يريد مقابلتك وكانت المرة الاولى التي التقي به ثنائيا في مكتبه، وعبرت له عن الشيء نفسه. فنفى نفيا قاطعا ان تكون الدولة المصرية على هذا النهج. وفي الاجتماع لم ينطق الوزير المصري بأي كلمة تصب في هذا الاتجاه. ** وماذا دار في هذا الاجتماع؟ - كانت بداية الحديث من الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وتحدث عن الأزمة بشكل عام وضرورة تضافر الجهود لحلها. وقد خاطبته وتحدثت عن جهود العراق لحلها وتعاونه في تنفيذ القرارات الدولية. وكان الجو طبيعيا ووديا، لكن زميلا آخر انبرى في حديث تلميحي وغير صريح عن ضرورة تحلي القيادة العراقية بالمسؤولية والمساهمة في حل الازمة. وقد رد عليه السيد فاروق الشرع وزير خارجية سورية وأغلق الموضوع برمته. كنا بالطبع نجلس في قاعة الجامعة على شكل حذوة حصان مفتوحة على رئاسة الاجتماع تبدأ بموريتانيا من الشمال وتنتهي بالأردن من اليمين. فتحدثت مخاطبا الزملاء الوزراء وقلت: " يا اخوان كل الدول العربية من موريتانيا الى الاردن (وأشرت بيدي الى جلسة الوزراء) هل منكم دولة احتاجت رجالا ولم تجد رجال العراق أمامها؟ هل منكم دولة احتاجت مالا ولم يكن مال العراق أمامها؟ هل منكم دولة احتاجت سلاحا ولم يكن سلاح العراق امامها؟" فأومأ برأسه وزير الخارجية الموريتاني موافقا في اشارة لقيام العراق، بتحويل صفقة مدرعات مع الروس الى موريتانيا، وذلك لمساعدتها في التصدي لاعتداءات على أراضيها. قلت لهم:" لا نطلب منكم يا اخوان مالا ولا سلاحا ولا رجال. كل ما نحتاجه الا يأتينا ضرر من أي دولة عربية". وهكذا أحبطت بتوفيق من الله محاولة من الولايات المتحدة لتحويل مسار منظومة العمل الرسمي العربية الى دعم جهودها لاضفاء الشرعية الدولية لغزو العراق إحدى الدولة المؤسسة لهذه المنظومة. بالطبع امريكا أعلنت في ما بعد انه حتى لو تنحى الرئيس العراقي فانها ستدخل العراق. وكانت تريد ان تستسلم الدولة العراقية باستسلام قيادتها. لكن هذا ليس ديدن دولة العراق الوطنية ولا ديدن قيادتها. فليس من شيمة القيادة الوطنية العراقية وليس من شيمة القادة الوطنيين العراقيين أن يفروا الى بر الأمان ويتركوا دولتهم وشعبهم عرضة للغزو والعدوان والأذى والمحن. **يبقى المسار مع إيران وخلفية العلاقات العراقية الإيرانية وهو ما تبدأ به الحلقة القادمة ان شاء الله - يتبع..
4314
| 06 أبريل 2016
* فظائع وفضائح تضمنها ملف التعويضات ونهب منظم لثروات العراق 91-2003 * بوش الأب والابن تناوبا على قتل العراقيين وتعرضنا لـ 4 اعتداءات كبرى في عهد الديمقراطيين * لن ننسى تصريح أولبرايت بأن استمرار العقوبات يستحق وفاة نصف مليون طفل عراقي * البرادعي نفذ الأجندة الأمريكية وكذب على العرب والعالم وكان يبحث عن شيء يعرف أنه غير موجود * المجتمع المدني العربي تحدى الحصار بتسيير طائرات للتضامن مع الشعب العراقي * البرادعي لم يقل بأن العراق خال من أسلحة الدمار الشامل واكتفى بالقول إننا لم نجدها * تقرير البرادعي تلقفه الجنرال كولن بول لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشن الحرب * إدعاءات ووثائق مزورة قدمتها أمريكا للبرادعي لإعلانها أمام مجلس الأمن * أمريكا مارست التزوير للترويج لوثائق مضللة لم يستطع البرادعي إثبات صحتها * صفحات في التقرير كتبها كبير المفتشين أبو شادي تؤكد خلو العراق من الأسلحة لكن أخفاها البرادعي عمداً أدار الحوار: جابر الحرمي أعده للنشر : طه حسين- عبدالحميد قطب لم يكن سقوط بغداد واحتلالها في 9/4/2003 يوماً عادياً للأمة العربية، فهي أول عاصمة عربية يتم احتلالها مجدداً في القرن الواحد والعشرين. وما يحدث اليوم في الواقع العربي من تداعيات إقليمية، ومشاريع متعددة تتنافس للاستحواذ على حصص من أرضنا العربية في غياب أي مشروع عربي وتفكك للمنظومة العربية.. ما هي إلا نتاج التحول الذي حدث بسقوط بغداد. لكن هذا السقوط أو الاحتلال لم يأت فجأة، إنما جاء نتيجة خطأ تاريخي واستراتيجي ارتكبته القيادة العراقية في 2/8/1990 بإقدامها على جريمة غزو دولة الكويت الشقيقة، واستباحة سيادتها، والذي مثل ضربة لمنظومة العمل العربي، وأوجد فرصة سانحة لتدخل قوى أجنبية بالمنطقة، ومن ثم تدمير دولة بحجم العراق، ليسهل فيما بعد احتلالها، وهو ما حصل بعد سنوات من الحصار، فكان أن سقطت بغداد في أبرايل 2003. هناك الكثير الذي قيل وكتب عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وهناك الكثير أيضاً الذي قيل وكتب عن فترة الحصار، التي امتدت منذ 1991 إلى يوم سقوط بغداد في 2003، ولكن من المؤكد أن من عاصر وعايش مرحلة غزو الكويت وسقوط بغداد، مروراً بفترة الحصار وتداعياتها وما تعرض له العراق من قصف متجدد، وهجمات تدميرية لأكثر من خمس مرات..، لديه ما يقوله. الدكتور ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية للعراق في عهد الرئيس صدام حسين هو شاهد على مرحلة مفصلية عاشها العراق. * معالي الدكتور، هل اختلف التعاطي الأمريكي مع الملف العراقي ما بين حزبي الرئاسة الديمقراطي والجمهوري وخاصة أنه تعاقب على الإدارة الأمريكية أثناء أزمة العراق رئيسان أحدهما ديمقراطي "كلينتون" والآخر جمهوري "بوش"؟ - نحن لم نشعر بفارق بين الإدارتين فهناك 4 اعتداءات كبرى شنتها الولايات المتحدة على العراق في عهد الرئيس بل كلينتون بين بداية عام 1993 وبداية عام 2001، وواصلت الطائرات الأمريكية في عهده استباحة أراضي العراق. وفي عهده أصدر الكونغرس ما يسمى بقانون "تحرير العراق" وهو في الواقع قانون ينظم الجهود الأمريكية لتحرير العراق من أهله وسيادته وأمنه واستقلاله السياسي. واستمر في عهده استنزاف طاقات العراق ومحاصرته والفتك بشعبه. ولا ينسى العراقيون والمنصفون من التنظيمات الأهلية الأمريكية المناهضة للحصار تصريح وزيرة خارجيته مادلين أولبرايت بأن التمسك بسياسة العقوبات (أي الحصار) يستحق وفاة نصف مليون طفل عراقي كما تناوب الجمهوريون على قتل العراقيين. * وكيف كان تفاعل البيئة العربية معكم في هذه الفترة.. هل كان هناك تضامن فعلي أم ماذا؟ - الوضع العربي آنذاك كان على مستويين، رسمي وشعبي، والأخير متفاعل مع العراق ومع أزمته والصعوبات التي يلاقيها ويدفع باتجاه نجدة العراق ومساندته في مواجهة ظلم الحملة الحربية الأمريكية، وهو تفاعل صميمي وصادق، أما المستوى الرسمي فقرارات مجلس الأمن والضغوط الأمريكية والبريطانية الشديدة منعت حكومات الدول العربية من التفاعل التام مع العراق. المجتمع المدني العربي * وهل كانت هناك مبادرات عربية رسمية لفك الحصار والوصول للشعب العراقي الذي كان يعاني أشد المعاناة؟ - بعد عام 96 بدأت منظمات المجتمع المدني العربية تُسيّر رحلات إلى العراق في اختراق واضح للحصار المفروض على شعبه بقرارات مجلس الأمن وقوة السيف المسلط عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان أعضاء هذه الطائرات يأتون إلى العراق للتضامن مع الشعب العراقي، ولإشعاره أن الشعب العربي لن يقف متفرجا على مأساته . ورغم أن هذه الإجراءات كانت بسيطة، إلا أنها كانت تزعج الأمريكيين والبريطانيين كثيرا، لأنهم كانوا يعتبرون ذلك دلالة على انهيار الحصار. كذبة البرادعي * لكن البرادعي بعد أن عاد إلى مصر بعد ثورة 25 يناير حاول البحث عن شعبية وكان يردد أنه وقف ضد إرادة أمريكا وبريطانيا ولم يعطهم ما يستندون إليه في الغزو .. وأنه أعلن في مجلس الأمن أن العراق خال من أسلحة الدمار الشامل؟ - البرادعي لم يقل العراق خال من أسلحة الدمار الشامل، إنما قال "لم نجد" وهذه تعني أن هناك مسائل مخفية، تستوجب الضغط على العراق أكثر، وأن اللجنة الدولية يجب أن تستمر، بمعنى أنه يقول أنا فتشت بيتك فلم أجد أسلحة، لكن هذا لا يعني أنه خال، وربما تكون أخفيته في مكان ما . * وهل كان يقف ضد إرادة الأمريكيين كعربي يتضامن مع الشعب العراقي ويشعر بمأساته أو كان مثل جميع مديري الوكالة أداة لجهاز الاستخبارات الأمريكية؟ - إذا أخذنا في عين الاعتبار هو لم يكن لديه شيء، لأن الملف النووي الذي من المفترض أنه يفتش عنه أُغلق وانتهى منذ 92، لأن المنشآت النووية ليست شيئا صغيرا نستطيع أن نخفيه، عكس الكيماوي أو البيولوجي، الذي من الممكن إخفاؤه، وهناك الكثير من المفتشين غير عراقيين قالوا بكل صراحة "انتهى الملف النووي، وهذا الكلام عام 92". قبل العدوان * وكيف كان التقرير الذي قدمه البرادعي قبل العدوان؟ - البرادعي قدم تقريرا إلى مجلس الأمن يوم 9 يناير 2003 عن الإعلان الكامل والشامل الذي قدمه العراق يوم 6/12/2002 وضم 11807 صفحات تلبية لقرار مجلس الأمن 1441 الصادر قبل نحو شهر.وكان الإعلان شاملا لكل ما يتعلق ببرامج الأسلحة منذ البداية. قدم البرادعي تقريرا إلى مجلس الأمن يوم 9/1/2003 قال فيه نصا: " لم يقدم العراق حتى الآن معلومات جديدة ذات أهمية بشأن برنامجه النووي السابق لعام 1991، ولا بشأن أنشطته التالية خلال الفترة 1991-1998....الوثائق المقدمة لم تتضمن معلومات ذات علاقة باهتمامات وأسئلة الوكالة المعلقة منذ عام 1998، وعلى وجه الخصوص مسائل تصميم السلاح النووي والطاردات المركزية". ما قاله البرادعي تلقفه الجنرال كولن بول وزير الخارجية الأمريكي واستخدمه في عرضه المطوّل الشهير أمام مجلس الأمن يوم 5/2/2003 عندما كانت الولايات المتحدة تقوم بمحاولتها الثالثة لدفع مجلس الأمن لإصدار قرار يضفي الشرعية الدولية على مشروعها لغزو العراق واحتلاله فقال: " لقد طلبت عقد هذه الجلسة اليوم لغرضين، الأول هو دعم التقييمات الجوهرية التي أجراها السيدان بليكس والبرادعي.... حيث جاء في تقرير السيد البرادعي أن إعلان العراق المؤرخ 7 كانون الأول لم يقدم أي معلومات جديدة تتعلق بمسائل معينة كانت معلقة منذ عام 1998). البرادعي في طهران! وهكذا أعلن لمجلس الأمن في مراجعته لأوضاع التفتيش يوم 14/ 2/ 2003 ما نصه : " لم نجد حتى الآن أي دليل على القيام بأنشطة نووية أو ذات صلة بأنشطة نووية محظورة في العراق، غير أن عددا من المسائل ما زال قيد التحري ولسنا بعد في وضع يتيح لنا الوصول إلى استنتاج بشأنها". ومن الغريب أن البرادعي بعد عرض هذا التقرير ذهب في نفس الأسبوع إلى طهران، وهناك صرح: "لم ننجز بعد عملنا في العراق، وهم لا يتعاونون معنا تعاوناً تاماً". وفي 7/ 3 / 2003 حضر البرادعي جلسة مجلس الأمن لآخر مرة قبل الغزو وعرض تقريرا عن تقدم عمل الوكالة في العراق، خصص الجزء الأكبر منه للحديث عن ادعاءات ووثائق مزورة قدمتها له أمريكا وأمضى فترة طويلة في التحقق منها رغم سهولة الكشف عن تزويرها، مثل شراء العراق أنابيب الألمونيوم والمغانط لاستخدامها في أجهزة التخصيب بالطرد المركزي وشراؤه خامات اليورانيوم من النيجر، وأنهى كلمته بتأكيد حاجته لمزيد من الوقت واعتزامه مواصلة أنشطته التفتيشية، ودعا الدول إلى تقديم المزيد من المعلومات عن برامج العراق السابقة للتحقق منها قائلا: " بعد ثلاثة أشهر من عمليات التفتيش الاقتحامية لم نجد، حتى الآن، ما يدل أو يشير بشكل معقول إلى إحياء برنامج الأسلحة النووية في العراق ونعتزم مواصلة أنشطتنا التفتيشية". وبهذا أعطى البرادعي مبرراً لشكوك الولايات المتحدة وبريطانيا المفتعلة بوجود برامج عراقية محظورة، ولم يحدد أفقا لإنهاء عمله، وأنفق الكثير من الوقت والجهد والأموال العراقية للتحقق من وثائق مزورة وادعاءات باطلة كان يجب عليه أن يرفضها من أوّل وهلة. فمثلا الوثيقة المزورة التي تدعي استيراد العراق اليورانيوم الخام من النيجر في أواخر التسعينيات، والتي تحدث عنها بوش الابن في أكثر من مناسبة وضمّنها في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد في 2003، لم يكلّف البرادعي نفسه بأن يخضع الوثيقة للفحص الجنائي للتحقق من تزويرها الذي كان تزويرا يسهل كشفه . بدلا من ذلك أرسل للعراق فرق التفتيش واحدة تلو الأخرى وطالب العراق بتقديم نماذج تواقيع جميع قناصله في سفاراته خلال التسعينيات، واستدعى وكيل وزير الخارجية المتقاعد الأستاذ وسام الزهاوي المقيم آنذاك في الأردن لاستجوابه عن جولته في بعض الدول الإفريقية في عام 1999. واكتفى في كلمته أمام مجلس الأمن يوم 7/3/2003 بالقول: "إن الوثائق التي تشير إلى شراء العراق اليورانيوم من النيجر ليس لها أساس من الصحة". أمريكا تمارس التزوير لنتصوّر لو أن صفحة واحدة فقط من آلاف الصفحات التي قدمها العراق في إعلانه الشامل والنهائي في كانون أول/ديسمبر 2002 كانت تتضمن وثيقة مزورة أو معلومات مضللة، هل سيكتفي البرادعي وبليكيس ومن ورائهما حكومتا أمريكا وبريطانيا بهذا القول، أم أنهم سيقلبون الدنيا صراخا عن (تحدي العراق للمجتمع الدولي وتعمده الغش والخداع وانتهاكه قرارات مجلس الأمن إلخ) " ؟ أمّا عندما تمارس الإدارة الأمريكية ورئيسها التزوير علنا يغض الطرف عنهما. والشيء نفسه حصل مع ادعاء أمريكا شراء العراق المغانط لاستخدامها في جهاز التخصيب بالطارد المركزي، فهنا أيضا قال البرادعي إنه لم تتوافر لديه الأدلة على صحة هذا الادعاء لكنه لم يغلق المسألة بل وعد بأن "يبقى موضوع جهود العراق الشرائية محل تحقيق شامل وسيجرى المزيد من التحقق عما قريب". وقبل ساعات من الغزو، عقد مجلس الأمن جلسة، لم يحضرها البرادعي، لكن تقريره للمجلس أعاد التذكير بما اعتاد أن يسميه (المسائل المعلقة وعناصر القلق) في برنامج العراق النووي السابق، فقال: "منذ ديسمبر 1998 لم تكن هناك مسائل نزع سلاح غير محلولة في المجال النووي، لكن هناك عددا من المسائل ومصادر القلق عن برنامج العراق النووي السابق، وإن تقديم العراق لإيضاحات بشأنها سوف يقلل من درجة عدم التيقن في إكمال معرفة الوكالة وفهمها، وبالذات في مسألة عدم التيقن بشأن التقدم الذي أحرز في تصميم الأسلحة النووية وفي تطوير الطاردات المركزية وذلك بسبب نقص الوثائق الداعمة". تواطؤ البرادعي وثمة تصريح يكشف خلفية هذا التقرير يفصح بما لا يقبل الشك عن تواطؤ البرادعي مع المخطط الأمريكي لغزو العراق بعد الاجتماع بساعات. فقد ذكر كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية المصري الدكتور "يسري أبو شادي" أنه شارك في كتابة التقرير الذي قدمه البرادعي لمجلس الأمن، وقال: " كتبنا في التقرير أن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، وليس لديه القدرة، ولا يستطيع تصنيع السلاح النووي، وأوصينا بأن يخرج العراق من تحت البند السابع الخاص بالعقوبات، وقبل وصول التقرير إلى مجلس الأمن تغيرت اللغة والصياغة، وأن البرادعي هو السبب في تغيير التقرير قبل تسليمه إلى مجلس الأمن". ملجا العامرية ببغداد قصفته طائرات امريكية حرب 91 وحرقت فيه حتى الموت 355 من الشيوخ والنساء والأطفال مهمات التدمير ومن المفيد التذكير بأن مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب قرار مجلس الأمن 687 في 3/4/1991 هي تدمير المواد النووية في العراق أو إزالتها أو جعلها عديمة الضرر والقيام بأعمال التفتيش للتحقق من إعلانات العراق وإنشاء منظومة للمراقبة المستمرة لضمان امتثال العراق لالتزاماته. وقد أنجزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمات التدمير والتفتيش في العراق منذ عام 1992، وأعلن عن ذلك كبير المفتشين النوويين في الوكالة ورئيس فريقها التفتيشي الخبير الإيطالي السيد زفريرو يوم 2/9/1992 نصا: " أن برنامج العراق النووي يقف الآن عند نقطة الصفر". وفي تشرين الأول/أكتوبر 1993 وقّع الجانب العراقي مع الفريق النووي اتفاقا يقضي بغلق ملف التفتيش والبدء بمرحلة المراقبة المستمرة بقيام العراق بتسليم ملف مشتريات الطارد المركزي. وقد فعل العراق ذلك. وكان المفروض أن تبلغ الوكالة مجلس الأمن بهذه الحقيقة وتتوقف أنشطة التفتيش وتتحول جهود الوكالة إلى المراقبة المستمرة. لكن هذا لم يحدث حتى الغزو الأمريكي للعراق، لأن نهاية التفتيش وغلق ملف برنامج العراق النووي يعني فتح استحقاق رفع الحصار الشامل المفروض على العراق، ويعني أيضا وقف استخدام ذريعة أسلحة العراق النووية َغطاء للعدوان العسكري على العراق. مهمة غير منجزة ولذلك واصلت جميع تقارير البرادعي (ومن قبله بليكس) الحديث عن "مهمة غير منجزة وأسئلة معلقة ووثائق ناقصة ومصادر للقلق محتملة" وغالبا ما تنتهي بعبارة "لم نجد أدلة على أنشطة نووية محظورة حتى الآن". وواضح أن انتهاء التقارير بعبارة (حتى الآن) يعني أن المهمة مفتوحة للنهاية، وأن هناك إمكانية للعثور على أنشطة محظورة بمواصلة التفتيش. وفي تشرين الأول/أكتوبر 1993 وقّع الجانب العراقي مع الفريق النووي اتفاقا يقضي بأنه عند تسليم الجانب العراقي ملف مشتريات الطارد المركزي يغلق ملف التفتيش وتبدأ مرحلة المراقبة المستمرة. وكان المفروض أن تبلغ الوكالة مجلس الأمن بهذه الحقيقة وتتوقف أنشطة التفتيش وتتحول جهود الوكالة إلى المراقبة المستمرة، لكن هذا لم يحدث حتى الغزو الأمريكي للعراق، لأن نهاية التفتيش وغلق ملف برنامج العراق النووي يعني فتح استحقاق رفع الحصار الشامل المفروض على العراق، ويعني أيضا وقف استخدام ذريعة (أسلحة العراق النووية) غطاء للعدوان العسكري على العراق. لم يفعل ذلك البرادعي وحجته أسوأ وأكثر غرابة من فعله، حينما قال لتسويغ تنكره للحق والحقيقة ولولايته ولضميره أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجنة الخاصة المكلفة بإزالة برامج التسليح الكيماوية والبيولوجية والصواريخ هما مثل حصانين يقودان عربة واحدة ويجب أن يصلا معا إلى الهدف، وما دامت اللجنة الخاصة لديها المزيد من أعمال التفتيش فهو ملتزم بانتظار إنهائها عملها ! . اللجان الاقتحامية وكان البرادعي قد عمل على توسيع صلاحيات لجان التفتيش الاقتحامية بعد موافقة العراق يوم 16/9/2002 على عودة المفتشين وصدور قرار مجلس الأمن 1441 يوم 8/11/2002 . وكان يتذرع بأنها السبيل لكسب ثقة العالم بمصداقية التفتيش. فوافق العراق على مضض، فنشر البرادعي مفتشيه في طول البلاد وعرضها ومعهم أحدث الأجهزة للكشف عن أي نشاط نووي، وبدأ بنشر نظام للمراقبة الجوية ليس له في التاريخ مثيل للكشف عن كل ما يكمن فوق الأرض أو تحتها ويشمل ست مستويات تبدأ بالأقمار الصناعية فالطائرات ثابتة الجناح عالية الارتفاع وأخرى متوسطة الارتفاع وطائرات الهليوكوبتر وتنتهي بالطائرات المسيّرة منخفضة الارتفاع. معمل حليب الأطفال ببغداد قصفته طائرات امريكية بزعم أنه مصنع أسلحة كيماوية وبعد كل هذا يصرح البرادعي لصحيفة الغارديان البريطانية يوم 31/3/2010 قائلا إن جميع تقاريره حول ما أسماه بـ (نزع أسلحة العراق) في فترة التحضير للحرب على العراق صيغت بطريقة تجعلها "محصنة ضد سوء الاستخدام من قبل الحكومات" !!. ثم يزيد في مذكراته عن احتلال العراق أن هذه اللحظة كانت أسوأ يوم في حياته، وقال "كان ينبغي علي أن أصرخ أكثر" ! لا ندري ما الذي منعه من ذلك . لماذا صرخ العالم كله ضد عملية الغزو الأمريكي البريطاني الوحشية غير المشروعة لدولة العراق المستقلة ذات السيادة والمؤسسة للحضارة الإنسانية ورائدة الحضارة العربية الإسلامية ؟ ولماذا صرخ العديد من مسؤولي الأمم المتحدة الكبار من أبرزهم اثنان من مساعدي الأمين العام للأمم المتحدة الذين استقالا احتجاجا على ظلم الأمم المتحدة للعراق، وعشرات المسؤولين الغربيين بأعلى أصواتهم مستنكرين هذا الغزو، بينما لم يستطع البرادعي الحقوقي العربي المسلم أن "يصرخ" من أجل الحق والحقيقة. 11 ألف صفحة * ذكرت أن إعلان العراق النهائي مكون من أكثر من 11 ألف صفحة. ما الذي تضمنه تقرير بهذا الحجم؟ - الإعلان النهائي الكامل والشامل الذي أعده الخبراء العراقيون المختصون ويتضمن كل شيء بشأن برامج التسليح وبجميع التفاصيل، من نقطة البداية إلى تاريخ تقديمه، ويتضمن آلاف الوثائق والمستندات. * وماذا كان ردهم عليكم؟ - كانوا يقولون إن الإعلان العراقي لم يأتِ بجديد!. ما الجديد إذا كان هذا هو الواقع؟ ماذا عسانا أن نفعل لإرضائهم غير إبلاغهم بالحقيقة بكل جوانبها التفصيلية؟ لكنهم لم يكونوا يبحثون عن الحقيقة بل عن ذرائع لإطالة الحصار الإجرامي ولتوفير المسوغات للأمريكيين والبريطانيين لمزيد من الضغوط والاعتداءات وصولا إلى الغزو . * ولماذا صبرتم على هذا التعامل المستفز من قبل لجان التفتيش؟ - لأن سيف العقوبات والحصار الذي كان مسلطا على رقبة العراق، كان رهنا بإعلان لجان التفتيش أن العراق قد أنجز ما طلب منه، وأنه لم تعد لديه أي أسلحة أو مواد أو برامج محظورة بموجب قرار مجلس الأمن 678 ( 1991) . كان من شأن هذا الإشعار أن يفتح الباب لتنفيذ الفقرة 22 من هذا القرار التي تتيح للعراق معاودة تصدير نفطه، ويفتح الباب لتنفيذ الفقرة 21 من القرار نفسه ما يؤدي إلى رفع الحصار عن العراق أو تخفيفه. وكان الألوف من العراقيين يموتون كل شهر جوعاً ومرضا نتيجة استمرار الحصار وقصفا من طائرات أمريكا وبريطانيا. فماذا عسانا أن نفعل؟ وبمناسبة الحديث عن قصف الطائرات الأمريكية والبريطانية المتكرر للعراق أذكر أن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أجاب الصحفيين الذين تقاطروا عليه للاستفسار عن سبب الهجوم الجوي على بغداد في أوائل عام 2001 قائلا: "هذا أمر روتيني" ! . هكذا إذن، قصف عاصمة دولة أخرى مستقلة وذات سيادة والاعتداء على سكانها الآمنين أمر روتيني في عرف رئيس الولايات المتحدة التي تحتل مقعدا دائما في مجلس الأمن المكلف بحفظ السلم والأمن الدولي. إيران لم تحاصر * لكن إيران تعرضت لما تعرضتم له ومع ذلك فوّتت الفرصة حتى لا يحدث معها مثلما حدث معكم؟ - إيران لم تتعرض أبدا لمثل ما تعرضنا له، فلم تُشن ضدها حرب شاملة كما حدث مع العراق عام 1991 ولم تضرب بآلاف الصورايخ ست مرات في فترة وقف إطلاق النار كما ضُربنا، ولم يُفرض عليها حصار خانق شامل كالذي فرض علينا، ولم تطلق عليها رصاصة واحدة، ولم تتعرض لحرب استنزاف يوميا لما يزيد على 13 سنة تعرض فيها للقصف والتدمير يوميا حيث كانت تجوب سماءه الطائرات الأمريكية والبريطانية، وتختار ما تشاء من المواقع، والأهداف لكي تضربها. نظام شاذ * وماذا عن نظام التعويضات الذي فرضه مجلس الأمن، وهل بالفعل كان وسيلة لاستنزاف ثروات العراق؟ - كانت أول إشارة لموضوع التعويض عما تسبب به التدخل العسكري العراقي في الكويت من أضرار للكويت ولأطراف ثالثة قد وردت في قرار مجلس الأمن رقم 670 (1990) الذي حمل العراق المسؤولية القانونية وفق القانون الدولي . وعاد مجلس الأمن للتذكير به في قراره 686 (1991) . وقد أعلن العراق قبوله بتحمل المسؤولية القانونية عن التعويض وفق قواعد القانون الدولية المرعية. لكن قرار 687 (1991) جاء بنظام شاذ وغريب عن الممارسات المتبعة في القانون الدولي للتعويض في مثل هذه الحالات. فمنح مجلس الأمن نفسه بموجب القرار سلطة قضائية لنظر المطالبات والفصل فيها وهي سلطة لا يستحقها ولم يفوضه بها ميثاق الأمم المتحدة، لكونها من اختصاصات محكمة العدل الدولية . فالممارسات المتبعة في القانون الدولي تقضي بالحل الرضائي بين الدولتين المعنيتين، أو في حال الخلاف أن تذهبا إلى محكمة العدل الدولية وهي الذراع القضائية الأولى للتنظيم الدولي. وهكذا كانت لجنة التعويض التي أنشأها المجلس بموجب هذا القرار وترتبط به تمارس التسييس لقضايا قانونية بحتة بهدف إيقاع المزيد من الأذى بدولة العراق وإعاقة أي جهد لإعادة إعمار ما هدمته وخربته الحرب ومنعها من التفكير بالتنمية وبالتالي المزيد من إفقار العراقيين. وهكذا كانت ممارسات لجنة التعويضات توغل في منع العراق من ممارسة حقه في الدفاع عن نفسه أمام السلطة القضائية التي تولاها المجلس دون وجه حق. فلم تكن اللجنة تمنح العراق وقتا كافيا للتهيؤ للمرافعات، ولم تكن لديه آنذاك الموارد لكي يستعين بمحامين دوليين يردون عنه ادعاءات المطالبين. وبالكاد كان يدبر سفر خبراء قانونيين عراقيين إلى نيويورك للترافع عن العراق والرد في الوقت القصير أمامهم على ألوف المطالبات الكاذبة والمثيرة للسخرية. التعويض مرتين من ضمن العدد الكبير من هذه المطالبات ومن نماذج تعمد مجلس الأمن استنزاف موارد العراق وهدرها موافقته على الحكم بتكرار التعويض في 575 مطالبة أي الدفع مرتين عن المطالبة نفسها ! . وهناك سفارة دولة أجنبية في الكويت تخلصت من معدات عسكرية كانت تحتفظ بها فطالبت العراق بالتعويض، وسفير دولة أرسل أسرته لقضاء إجازة في أستراليا طيلة فترة الأزمة وطالبت دولته العراق أيضا بتحمل نفقات الإجازة الطويلة، وسفارات دول بعينها في بعض دول المنطقة وفي الأرض المحتلة طالبت العراق بتعويضها عما أنفقته في فترة الأزمة. والنماذج كثيرة على استنزاف موارد العراق . ومنها أن مجلس الأمن حكم للجنة الوطنية الكويتية للمفقودين بأكثر مما طلبته خلافا للمبادئ القانونية المتعارف عليها. حيث طالبت دولة الكويت بصرف مبلغ (, 452, 768 58 (دولار فحكم لها مجلس الأمن بـ(153, 462, 000) دولار أي أكثر من ضعف ونصف المبلغ الذي طلبته الجهة المدعية وهذه مخالفة صريحة للمبادئ القانونية فالمدعي هو من يقدر ضرره ومن يحدد المبلغ الذي يطلبه للتعويض عن هذا الضرر. بذخ * تكلمت وسائل إعلام آنذاك عن نجل كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وقالت إنه تلقى رشاوى في برنامج "النفط مقابل الغذاء" .. هل تحدثنا عن هذا الأمر؟ - ليس لدينا معلومات عن هذا الأمر غير ما نشر ولذلك لا يمكن أن نجزم فيه، لأن الأمور الإدارية والمالية للبرنامج لم تكن تحت تصرفنا، بل تحت إدارة الأمانة العامة للأمم المتحدة. ولكن كما قلت سابقا فإن موظفي أجهزة الأمم المتحدة في العراق وتلك المعنية بالعراق، كانوا يأخذون اللقمة من أفواه العراقيين، فيبذخون ويهدرون الأموال التي كانت تقتطع من موارد العراق وتُعطى لجيوش جرارة منهم . كانوا يعتبرون وجودهم في العراق "إجازة" للمتعة والرفاهية، ويحصلون على رواتب ضخمة . وقد كانت هذه اللجان ترفض مطالباتنا المستمرة بتشغيل العراقيين في أعمال مكاتب الأمم المتحدة في العراق خصوصا أن العراق مليء بالكفاءات . وكانوا يأتون بموظفي هذه اللجان والوكالات من خارج العراق، وكل ذلك طبعا من أموال الشعب العراقي الخاضع للحصار. معركة دبلوماسية * لكن كيف أدارت وزارة الخارجية العراقية هذه المعركة الدبلوماسية في مجلس الأمن وكيف سحبت البساط من تحت كولن بول لتضطر في النهاية واشنطن إلى خوض الحرب على العراق دون غطاء دولي وبالخروج على الشرعية الدولية؟ وكيف نجحت الدبلوماسية العراقية في نقل المعركة إلى نيويورك وإلى مجلس الأمن وكيف نجحت في تسديد ضربات دبلوماسية استباقية للمخطط الأمريكي؟ هذا ما سيجيب عنه معالي الدكتور ناجي صبري الحديثي في الحلقة القادمة غداً إن شاء الله.
1776
| 04 أبريل 2016
* 25 سنة من تاريخ العراق شكلت كابوساً على الشعب ما بين الحصار والاحتلال * احتلال الكويت خطأ استراتيجي جسيم ارتكبته القيادة العراقية وتلقفته الإدارة الأمريكية * 661 أشمل وأقسى قرار عقوبات يفرضه مجلس الأمن في التاريخ باعتراف الولايات المتحدة * مليون و720 ألف ضحية فقدها العراق من الحصار حتى الاحتلال بواقع 5 آلاف متوفى شهرياً * القضاء على جيش العراق رابع أقوى جيوش العالم كان مهمة أمريكا بعد الحرب الباردة * المجمع الصناعي العسكري الأمريكي خطط للتدمير الشامل لقدرات الدولة العراقية * تنسيق أمريكي - إيراني سبق حرب 1991 وانكشفت نوايا طهران بالاستيلاء على الطائرات * إيداع الطائرات الحربية لدى إيران خطأ استراتيجي آخر وقعت فيه القيادة العراقية بـ"حُسن نية " * واشنطن وجدت في أزمة العراق والكويت فرصتها الذهبية لتحقيق حلمها بخلق عدو خارجي * حملة شاملة هدفت لعزل العراق عن محيطه العربي والإسلامي ومنع أي حل إقليمي أو دولي للأزمة مع الكويت * تدمير شامل طال 8230 منشأة حكومية وصناعية ومدارس وجامعات ومراكز للطاقة و20 ألف وحدة سكنية في حرب 91 * حرب استنزاف ثلاثية شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد العراق منذ 91 حتى الغزو سنة 2003 * "الثورة الشعبانية " كانت حملة تخريبية لحرس الثورة الإيرانية تصدى لها الجيش العراقي وأسر منهم 186 ضابطاً * إيران هي من ضربت حلبجة بغاز السيانيد والطالباني اعتبره أسعد يوم في حياته * أكذوبة اضطهاد الشيعة خير من يرد عليها أبناء المذهب الجعفري المترحمون على أيام صدام * إمام بأحد مساجد النجف يؤكد أن "الأنبياء الوهميين" منعونا من النظر لصدام بموضوعية * لأول مرة في التاريخ نسمع أن بلداً نفطياً لا يسد ثمن نفطه ثمن استخراجه * مرجعيات دينية تناهض الهيمنة الإيرانية وترفض منطق الفتنة وتقف ضد الطائفية والأحزاب الشيعية أدار اللقاء: جابر الحرمي أعده للنشر: طـه حسين — عبد الحميد قطب لم يكن سقوط بغداد واحتلالها في 9/4/2003 يوما عاديا للأمة العربية، فهي أول عاصمة عربية يتم احتلالها مجددا في القرن الواحد والعشرين . وما يحدث اليوم في الواقع العربي من تداعيات اقليمية، ومشاريع متعددة تتنافس للاستحواذ على حصص من ارضنا العربية ـ في غياب اي مشروع عربي ـ وتفكك للمنظومة العربية .. ما هي الا نتاج التحول الذي حدث بسقوط بغداد. لكن هذا السقوط أو الاحتلال لم يأت فجأة، إنما نتيجة خطأ تاريخي واستراتيجي ارتكبته القيادة العراقية في 2/8/1990 باقدامها على جريمة غزو دولة الكويت الشقيقة، واستباحة سيادتها، والذي مثل ضربة لمنظومة العمل العربي، وأوجد فرصة سانحة لتدخل قوى اجنبية بالمنطقة ، ومن ثم تدمير دولة بحجم العراق ، ليسهل فيما بعد احتلالها ، وهو ما حصل بعد سنوات من الحصار ، فكان أن سقطت بغداد في ابرايل 2003 . هناك الكثير الذي قيل وكتب عن الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وهناك الكثير ايضا الذي قيل وكتب عن فترة الحصار، التي امتدت منذ 1991 الى يوم سقوط بغداد في 2003، ولكن من المؤكد ان من عاصر وعايش مرحلة غزو الكويت وسقوط بغداد، مرورا بفترة الحصار وتداعياتها وما تعرض له العراق من قصف متجدد، وهجمات تدميرية لأكثر من خمس مرات ..، لديه ما يقوله. الدكتور ناجي صبري الحديثي، آخر وزير خارجية للعراق في عهد الرئيس صدام حسين هو شاهد على مرحلة مفصلية عاشها العراق. لم يأت د. ناجي صبري الحديثي فجأة إلى وزارة الخارجية، أو ينزل اليها بـ " الباراشوت "، بل شغل العديد من المناصب الاعلامية والثقافية والسياسية، فقبل ان يتولى منصب وزير الخارجية في 2001، كان وزير الدولة للشؤون الخارجية، وقبلها كان مديرا للإعلام الخارجي ووكيلا لوزارة الثقافة والإعلام ومستشارا في ديوان رئاسة الجمهورية وسفيرا في وزارة الخارجية، وبالتالي كان حاضرا في المشهد العراقي بكل تفاصيله الدقيقة. د. ناجي صبري متحدثا خلال الحلقة الأولى "الشرق" استضافت د. ناجي صبري الحديثي عبر سلسلة من الحوارات الوثائقية لأصعب مرحلة يعيشها العراق في تاريخه والتي تمتد لنحو 22 عاما، 12 عاما فترة الحصار وهي الممتدة من 1991 الى 2003، ثم مرحلة الاحتلال من 2003 الى 2013. حوارات وثقت لأول مرة عبر شخصية عراقية مسؤولة ، قرار غزو دولة الكويت وما تلا ذلك .. وفترة الحصار وتداعياتها .. وقرارات مجلس الامن .. ولجان التفتيش والادوار التي لعبتها .. ووكالة الطاقة الذرية ودورها في غزو العراق .. والمحيط العربي وعلاقاته مع العراق .. وكيف بدأت اطلالة العراق على محيطه الخليجي.. ومن هي الدولة التي كانت المحطة الاولى للانفتاح على الخليج والعالم العربي .. وابرز المحطات في الاجتماعات الوزارية العربية .. واجتماعات مجلس الامن .. ثم قرار الغزو الذي اتخذته اميركا وتبعتها بريطانيا دون غطاء اممي .. وصولا الى سقوط بغداد ..واختفاء الجيش العراقي .. ثم بدء المقاومة وكيف تشكلت .. وفي كل هذه المراحل ماذا كان موقف الرئيس صدام حسين .. وهل هرب بسقوط بغداد ام لعب ادوارا في مقاومة الاحتلال الاميركي .. فصول متعددة نتناولها في سلسلة حلقات تنشرها "الشرق" على لسان د.ناجي صبري الحديثي آخر وزير خارجية للعراق في عهد صدام حسين ... وفيما يلي نص حوار الحلقة الأولى.. ** في البداية نرحب بك معالي الدكتور ونشكر لك استقطاع وقت مهم لتسليط الضوء على المشهد العراقي بعد 13 عاما على الاحتلال الأمريكي وقبلها 12 سنة أخرى من الحصار، هي 25 سنة من تاريخ العراق من المعاناة. دعنا نبدأ من 1990 وما قبلها.. كيف كانت الصورة حول العراق؟ وما الذي دفع العراق الى ارتكاب خطأ احتلال الكويت وخلفيات المشهد آنذاك؟ - أولا نبدأ من المشهد الكلي، من البيئة الدولية عام 1989 التي بدأت تشهد تحولا خطيرا، من النظام ثنائي القطبية الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وتزعمته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وذلك بعد انهيار الامبراطورية الشيوعية السوفيتية في ذلك العام وتفكك محورها الاتحاد السوفيتي نفسه في العامين التاليين. تـُوج هذا التحول في اليومين الثاني والثالث من كانون الاول/ ديسمبر عام 89 باتفاق الطرفين الرئيس السوفيتي جورباتشوف والرئيس جورج بوش الأب على إنهاء الحرب الباردة. وكان لهذا التحول آثار وانعكاسات خطيرة على العراق. فالمؤسسة العسكرية الأميركية تحالفت مع المؤسسة الصناعية فيما عرف بالمجمع الصناعي العسكري الذي بلغ مكانة هائلة ونفوذا كبيرا في الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة الى الحد الذي جعل الرئيس دوايت ايزنهاور يخصه بالاسم محذرا في خطاب الوداع عند انتهاء فترة رئاسته يوم 17 كانون الثاني/ يناير عام 1961 من مخاطر تغوله وطغيانه على الحريات المدنية في أميركا، رغم انه نفسه دخل البيت الأبيض من نافذة المؤسسة العسكرية بعد قيادته جيوش أميركا والحلفاء في أوروبا في الحرب العالمية الثانية. وطوال الحرب الباردة كان النظام السياسي الأميركي يعبىء الموارد ويخصص الأموال اللازمة للصناعة العسكرية لتطوير الأسلحة ويحشد الجهود لمواجهة الاتحاد السوفيتي، الخصم الأول للولايات المتحدة ولـ (العالم الحر). وبعد انتهاء الحرب الباردة وجدت المؤسسة العسكرية الأميركية بلا خصم تواجهه وتعبئ الموارد وتشغّل لمواجهته ماكينتها العسكرية لإنتاج المزيد من الأسلحة المتطورة. وكما قال كولن باول الذي عينه الرئيس الأميركي جورج هـربرت بوش (الأب) عام 1989 رئيسا للأركان "فجأة وجدنا أنفسنا في حالة انعدام وزن" بعد غياب الخصم السوفيتي. لذلك كانت تبحث عن عدو خارجي للولايات المتحدة تعبىء لواجهته الموارد وتواصل من أجل مواجهته والتفوق عليه صب المليارات في ماكينة الصناعة العسكرية. أما الانعكاس الثاني فيكمن في الحرص الشديد للادارة وعموم الأوساط المتنفذة في الولايات المتحدة على استثمار الفرصة التاريخية لانتهاء نظام القطبية الثنائية بانتهاء الحرب الباردة، من أجل فرض نظام أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة وحرمان القوى الكبرى الأخرى مثل القوى الأوروبية الغربية الكبرى والصين من التفكير بنظام متعدد الأقطاب. فوجدت الولايات المتحدة في أزمة العراق والكويت ضالتها وفرصتها الذهبية لتحقيق حلمها بخلق عدو خارجي تعبىء له الموارد والجهود وتحشد البلاد لمواجهته من جهة، ولتزعم النظام الدولي الجديد بقوة السلاح من جهة أخرى. في عام 1989 لاحت بوادر أزمة بين البلدين الشقيقين الجارين العراق والكويت وتطورت في النصف الأول من عام 1990 حيث اشتكى العراق في أثناء مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في بغداد في شهر آيار / مايو عام 1990 من إجراءات اتخذتها حكومة الكويت الشقيقة وأضرت بمصالحه الوطنية. وجرت محاولات عربية صادقة لتسوية الأزمة قامت بها المملكة العربية السعودية استمرت حتى نهاية شهر يوليو/ تموز. وليس ثمة مجال هنا للخوض في تفاصيل المواقف التي أصبحت من الماضي. ثم تصرف العراق في رد فعل خاطىء بقرار الغزو أو التدخل العسكري يوم 2 آب /أغسطس 1990. فاستثمرت الولايات المتحدة هذه الفرصة لتحقيق حلمها في جانبيه أو هدفيه: العثور على الخصم المنشود، وفرض زعامتها على النظام العالمي بقوة السلاح الذي ستستخدمه ضده في حرب أقرب للحروب العالمية. وثمة هدف ثالث، لاستثمار هذه الفرصة، لا يقل أهمية وخطورة، أتاحته هوية هذا الخصم العربية الاسلامية ومواقفه القومية المعروفة وغير المهادنة في التعامل مع اسرائيل .. هذه المواقف التي كانت موضع استياء شديد من كثير من الأوساط المتنفذة في الولايات المتحدة، رغم العلاقات الطبيعية أو الاعتيادية على المستوى السياسي بين البلدين، والطيبة والمتينة على المستوى التجاري في عقد الثمانينيات الذي سبق الأزمة. وفي مقدمة هذه الأوساط تلك المتصلة اتصالا وثيقا باسرائيل التي كانت تحلم بتدمير العراق أو انهاكه وانهاء دوره ومكانته المؤثرة في المنطقة مدفوعة بخصومة تاريخية تعود لآلاف السنين. وهذا الخطأ الذي وقعت فيه القيادة العراقية كان خطأ استراتيجيا جسيما تلقفته الادارة الامريكية في هذا المفصل التاريخي المهم وللأسباب التي أوضحناها. ففي خلال بضع ساعات فجر الثاني من اغسطس / آب عام 1990 اجتمع مجلس الأمن وأصدر القرار 660 الذي الذي أدان الاجراء العراقي في فقرته الأولى وطلب منه الانسحاب غير المشروط في الفقرة الثانية. وبهذا القرار قفز مجلس الأمن مباشرة الى الفصل السابع، خلافا لما ينص عليه الميثاق من ضرورة التدرج بالاجراءات عند وقوع أي نزاع يقرر المجلس أنه مما يهدد الأمن والسلم الدولي ومن حرص على اتباع كل السبل المتاحة لحل الخلاف بالطرق السلمية. * لماذا لم ينسحب الرئيس صدام في اليوم التالي ويفوت الفرصة وينهي الغزو؟ - العراق أعلن يوم 3 / 8 امتثاله للقرار وحدد يوم 5/ 8 موعدا لسحب قواته من الكويت، وبالفعل بدأ في اليوم الخامس بسحب قواته من أراضي دولة الكويت، بشهادة السفير الامريكي جوزيف ويلسون. لكن الولايات المتحدة وزعت في اليوم التالي للغزو مباشرة أي يوم 3/ 8 مشروع قرار لفرض العقوبات والحصار على العراق. ونتيجة لذلك تصرف مجلس الأمن خلافا لما ينص عليه الميثاق في فصله الأول من حرص على حل الخلاف بالطرق السلمية. فلم ينتظر المجلس رد العراق ولم يشجعه بعد إعلانه اعتزامه الانسحاب من الكويت على تنفيذ قراره هذا. بل اتجه في اليوم الرابع لاندلاع الأزمة أي يوم 6 آب/اغسطس لإصدار القرار 661 الذي اعتبرته امريكا نفسها (على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها جيمي روبن) أشمل وأقسى قرار عقوبات في التاريخ، والذي منع العراق من تصدير أي سلعة أو استيراد توريد أي سلعة ومنع دول العالم من أي تعامل مالي أو تجاري مع العراق. وكان بحق حصار شامل لا سابق له في التاريخ على الدولة العراقية. حملة كونية ** لكن الغزو العراقي للكويت تبعه تدمير القوى العراقية خلال انسحابها من الكويت وفرض الحصار وبداية انهيار الدولة والجيش.. ألم يكن له من الأفضل الانسحاب مبكرا؟ - لا يمكن أن تعيد عقارب الساعة للوراء أو تغير مسار الأحداث الآن. هذا ما جرى. قد كان الغزو خطأ استراتيجيا كما ذكرت، والولايات المتحدة استثمرته الى أقصى الحدود لشن حملة حربية كونية على العراق استمرت من ذلك الشهر حتى نهاية عام 2011 وقامت على عدة مسارات: مسار سياسي — دبلوماسي بدأت بقرار مجلس الأمن 660 يوم 2/8 وتضمن تسخير مجلس الأمن مطية لسياستها وحملتها الحربية ضد العراق، وعزل العراق عن محيطه العربي والاسلامي، ومنع أي حل اقليمي أو دولي للأزمة. والمسار الثاني مسار اقتصادي بدأ بقرار 661 أي قرار الحصار وتضمن الكثير والاجراءات التي فرضتها على العراق بموجب القرار 687 في 3/ نيسان/ابريل 1991 وتداعياته الخطيرة المتمثلة بالتعويضات وأعمال التفتيش وغيرها. والمسار الثالث مسار عسكري بدأ بالاجراءات العسكرية التي بدأتها الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا يوم 7 / 8/ 1990 باستخدام البحرية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية للاعتداء على السفن العراقية ومضايقتها في الخليج العربي، ومن ثم بفرض الحصار الجوي بقرار مجلس الأمن 665 في 25 اغسطس / آب وبعده بشهر بقرار 670 لفرض الحصار البحري وصولا الى قرار شن الحرب على العراق رقم 678 في 29/ 11/ 1990. وكانت حربا تدميرية شاملة لكل جوانب الحياة والتقدم في العراق، حيث بلغ عدد المنشآت الحكومية التي دمرت تدميرا كاملا 8230 منشأة مثل المدارس والمعاهد والكليات والمصانع ومراكز توليد الطاقة الكهربائية وتصفية وإسالة الماء ومراكز تصفية النفط والاتصالات والبث الاذاعي والتلفزيوني في كل أنحاء العراق. كما بلغ عدد المنشآت التي تضررت ضررا جزئيا، أكثر من 2000، اضافة الى ما يزيد على 20 ألف وحدة سكنية وتجارية أهلية. وبعد توقف هذه الحرب في نهاية شهر شباط/فبراير 1991، اطلقت الولايات المتحدة وحليفاتاها بريطانيا وفرنسا منذ اليوم الأول من آذار/ مارس حرب استنزاف دامت حتى يوم الغزو عام 2003. وقد انسحبت فرنسا منها عام 1996. فكانت الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية تنتهك حرمة الأجواء العراقية يوميا فتنتقي ما تشتهي من الأهداف العسكرية لتدميرها وفي كثير من الأحيان كان طيارو هذه الطائرات يتسلون باسقاط مشاعل نارية من محارق طائراتهم على مزارع العراقيين وخصوصا أيام الحصاد حيث تكون مئات الهكتارات من مزارع القمح والحبوب الأخرى سهلة الحرق بعود ثقاب. واستمرت هذه الحالة حتى الغزو عام 2003 وتخللتها ستة اعتداءات كبرى بالقذائف الجوية والصواريخ بعيد المدى بدأت في آذار/ مارس 1990 وكان آخرها على بغداد بداية عام 2000. وكانت الحلقة الأخيرة في المسار العسكري حرب الغزو والاحتلال في 19 / 3/ 2003 وما تلاها من اعمال عسكرية في العراق حتى الانسحاب المذل الذي نفذته القوات الغازية يوم 31/ 12/ 2011 تحت جنح الظلام هربا من المقاومة الوطنية العراقية الباسلة. د. ناجي صبري، وزير الخارجية العراقي الأسبق ** إذن كانت مرحلة جديدة في تاريخ العراق بعد هذا التدمير؟ - الأمم المتحدة أرسلت بعثة في 10 آذار/ مارس 1991 برئاسة الدبلوماسي الفنلندي مارت أهتساري (الحائز على جائزة نوبل والذي تولى رئاسة فنلندا عام 1994) وصفت الحالة في العراق بعد جولة وتقص لمدة 7 أيام بأنها أشبه بأحداث يوم القيامة وأن المجتمع العراقي الذي كان يعتمد على المكننة بشكل كبير أعيد بعد هذه الحرب الى ما قبل الثورة الصناعية. وكان حجم التدمير ونوعية المؤسسات التي دمرت تدللان على قصد ورغبة مسبقة في تدمير دولة العراق. ** ما حقيقة ما قيل ان السفيرة الامريكية أبرل غلاسبي التقت الرئيس العراقي قبل الغزو وأبلغته أن أمريكا لن تتدخل في حال وقوع أي اشكال بين العراق والكويت؟ هل ورطت أمريكا العراق؟ - محضر اللقاء نشر، وقالت فيه السفيرة إن أمريكا لا شأن لها في التدخل في الخلافات العربية — العربية. وقيل إن القيادة العراقية فسرت ذلك بأن الولايات المتحدة لن تتدخل إذا تحرك العراق باتجاه الكويت. لم أكن في موقع قرار في ذلك الوقت يمكنني من معرفة ما جرى، كنت مديرا عاما في وزارة الثقافة والاعلام ورئيس تحرير للصحيفة الرسمية الناطقة باللغة الانجليزية آنذاك. لكن السيد طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك الذي حضر اللقاء، نفى فيما بعد أن تكون القيادة قد فهمت كلام السفيرة على أنه ضوء أخضر للتدخل. تدخلات إيرانية ** بعد مارس 1991 وقعت احتجاجات سميت (الثورة الشعبانية) فما حقيقة هذا المشهد؟ - ماحدث أن الآلاف من حرس الثورة الايرانية تسللوا عبر الحدود الى داخل المحافظات العراقية في جنوب العراق، في وقت لم تكن للعراق أي قوات على الحدود، وكان متعذرا على وحدات الجيش العراقي والقوات الأمنية القليلة التي نجت من الضربات الشديدية للقوات الأميركية والحليفة التحرك لتأمين المدن والحدود حيث دمرت كل طرق المواصلات والجسور في جنوب العراق. فكان من السهل على إيران أن تدفع بالآلاف من قواتها الى داخل العراق. وبدأ هؤلاء يضربون وحدات الجيش العراقي المنسحبة من الكويت ويضرمون النار في المنشآت العراقية خصوصا التي تعنى بالأحوال الشخصية والهويات الثبوتية للمواطنين من دوائر الجنسية أو الأحوال الشخصية أو حتى دوائر المرور وبدأوا بحرق المستشفيات والمدارس وصوامع الغلال ومراكز الشرطة والمقرات الادارية وغيرها. كانوا يزعمون انه "تحرك داخلي وانتفاضة" وغير ذلك من التوصيفات المسيسة المضللة المقصودة. وبعد أن توليت وزارة الخارجية في 2001 علمت ان لدينا في السجون العراقية 186 ضابطا من حرس الثورة الايرانية ممن قادوا الارهابيين الايرانيين الذين تسللوا الى داخل العراق مباشرة بعد وقف إطلاق النارفي أول آذار/ مارس عام 1991، وقاموا بأعمال التخريب والارهاب في مدن جنوب العراق وجنوب العاصمة. وقد استطاعت القوات العراقية القبض عليهم، بعد أن تمكن الآخرون من الفرار قبل وصول القوات العراقية. طبعا لم يكن لدى العراق أي أسرى حرب ايرانيين من حرب الثماني سنين في الثمانينيات، باستثناء أسير واحد هو النقيب الطيار اليشكري الذي أسقطت طائرته داخل الاراضي العراقية قبل عشرة أيام من يوم 22 أيلول/ سبتمبر عام 1980 وهو اليوم الذي رد فيه العراق ردا حاسما على سلسلة متصلة من الأعمال الحربية والاعتداءات الجوية والبحرية والبرية الايرانية بدأت يوم 4 أيلول / سبتمبر 1990. وكانت ايران تعتبر يوم 22 /9/ 1990 في دعايتها تاريخ بدء الحرب بين البلدين وتحمل العراق مسؤولية بدئها. فالعراق أسقط هذه الطائرة الحربية الايرانية لدى قيامها بقصف أهداف عراقية داخل الأراضي العراقية أبقاه في الأسر دليلا حيا على من بدأ الحرب والعدوان. وقد أطلق العراق هذا الطيار الأسير عام 1997 في صفقة تبادل مع أسرى عراقيين لدى إيران. خطأ استراتيجي آخر ** في المشهد الإقليمي لايمكن تجاوز سنوات الحرب العراقية — الإيرانية وتوابعها، صحيح أن امريكا كانت تبحث عن عدو، فكيف تناغمت رغبات طهران في تصفية الحسابات مع العراق مع رغبة الولايات المتحدة في القضاء على قدرات العراق؟ - القيادة العراقية تصرفت بـ "حُسن نية" مع القيادة الايرانية، وأطلقت يوم 12 /8 /1990 سراح كل الاسرى الايرانيين باستثناء الطيار اليشكري، وأودعت الطائرات الحربية العراقية 144طائرة أمانة لدى ايران. وكانت ايران في المباحثات مع العراق في تلك الفترة التي سبقت حرب 1991 تشجعه على عدم التشدد وعدم الانسحاب من الكويت. ** لكن ألا يعد ذلك خطأ استراتيجيا آخر بعد غزو الكويت؟ - نعم، تستطيع أن تقول هذا خطأ، فما أعقب حرب 1991 مباشرة من غزو هذه القطعان من حرس الثورة الايرانية لأراضي العراق في الجنوب وقيامهم بأعمال الارهاب والتخريب والقتل، يكشف ان الموقف الايراني كان مخادعا. وزادت ايران على ذلك حينما سطت على الطائرات العراقية المودعة لديها على سبيل الأمانة. ** موقف غريب ان يتم وضع اهم قطاع من السلاح في دولة كانت تحاربكم 8 سنوات؟ - نعم، سطت ايران على الطائرات العراقية وهي مودعة لديها وفق اتفاق مع الجهات الايرانية وكانت هناك زيارة لنائب رئيس الدولة الى ايران وتم الاتفاق على ان تودع الطائرات الحربية العراقية في ايران، وبعد الحرب ارسلت آلافا من الحرس الثوري لاجتياح الاراضي العراقية وسطت على الطائرات ونقضت الاتفاق. وقد كشف احد اقطاب المعارضة للحكم الوطني (السيد جواد الخالصي) في برنامج تلفزيوني بثته قناة الرافدين بعد الاحتلال بعنوان "في سبيل الشيطان"، أن السيد محمد باقر الحكيم الذي كان قائد مايسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية اجتمع مع قيادات المجلس الاعلى في ايران في أواخر عام 1990 وأبلغهم بان "الولايات المتحدة ستقدم على عمل كبير وخطير في المنطقة ونحن يجب ألا نعارض او ننتقد هذا العمل، بل نؤيده.. وان هذا ليس رأيي فقط وانما رأي الجمهورية الاسلامية ورأي الشرع" وكان يشير الى الحرب التدميرية التي كانت الولايات المتحدة وحليفاتها تعد لشنها على العراق بداية عام 1991. والمجلس الأعلى هو المنظمة التي أسستها ايران عام 1981 لتكون اطارا لجمع العناصر المؤيدة لها وتدريبها على السلاح وتنظيم مساهمتها في حربها على العراق. وعينت قائدا لها بروجردي احد كبار مسؤولي النظام. تنسيق إيراني - أمريكي ** اذن كان هناك تنسيق امريكي ايراني للإيقاع بالعراق؟ - نعم، وأصبح التنسيق بينها وبين الولايات المتحدة للهجوم على العراق مكشوفا. ** في هذه المرحلة كان أعلن جورج بوش عن سياسة الاحتواء المزدوج فهل أرادت ايران الدفع بالكرة في ملعب العراق؟ - كان هناك تنسيق ايراني امريكي سبق حرب 1991 على العراق، وتمثل ذلك في التسليح الأمريكي لايران الذي انكشف في فضيحة ايران غيت، وكذلك في صفقات التسليح الاسرائيلي لايران بالتنسيق مع الادارة الامريكية. واتضح ذلك على نحو جلي بعد الحرب، بتجميع المعارضين للعراق ودعمهم وتنظيمهم بالتنسيق مع الامريكان. منع الحل العربي ** ما حقيقة الموقف العربي، ولماذا فشلت المساعي العربية في إقناع العراق بالانسحاب من الكويت وتجنيب المنطقة ويلات الحروب؟ - كان هناك جهد امريكي كبير لمنع العرب من حل الأزمة سلميا بين الشقيقين، وكان هناك إصرار على الحرب. ورغم ان السعودية قامت بجهود صادقة قبل الأزمة لتسوية الخلاف، والاردن قام بجهود صادقة لتسوية الأزمة بعد اندلاعها، الا ان وزير الدفاع الأمريكي دِيك تشيني زار مصر وبصحبته الجنرال نورمان شوارزكوف قائد القيادة المركزية الأمريكية المسؤولة عن المنطقة الممتدة من باكستان الى المغرب. وقيل آنذاك ان تشيني دفع الرئيس حسني مبارك للتخلي عن مبدأ الحل السلمي والتسوية الأخوية للأزمة بين العراق والكويت، في مؤتمر القمة الطارئ الذي عقد في القاهرة بعد أيام من اندلاع الأزمة. وبذلك نفذ رغبة الولايات المتحدة بألا يكون هناك حل اقليمي للأزمة.. وأفشلت مبادرتين من الرئيس الفرنسي ميتران ومن الرئيس السوفييتي جورباتشوف، بمعنى أنه لا دخل لأحد في التعامل مع هذه الأزمة وانها هي وحدها المسؤولة عن ادارتها. ** ما الذي قلب المعادلة بين العراق والولايات المتحدة وهي كانت اقوى مما بين واشنطن وطهران؟ - هذه فرضية غير صحيحة. كانت العلاقات بين العراق والولايات المتحدة في الثمانينيات اعتيادية في الجانب السياسي رغم وجود اختلافات واسعة في الموقف من القضايا العربية وكثير من القضايا الدولية وهو أمر طبيعي. وكانت العلاقات طيبة ومتينة في الجانب التجاري وكان هناك ألوف المبتعثين من الحكومة للدراسة في الجامعات الأمريكية. كان العراق يستورد الأرز والسيارات وغيرها من أمريكا بكميات كبيرة، وكانت الأخيرة تستورد كميات ضخمة من النفط العراقي. ولكن لم تكن هناك علاقات تحالف سياسي أو تعاون عسكري. فالعراق كان تسليحه روسي. وحاول العراق تنويع مصادر سلاحه من بعض الدول المصنعة من غير الولايات المتحدة أو حليفتها بريطانيا. بينما كشفت المصادر الأمريكية نفسها عن عمق صلات التعاون العسكري بين ايران والولايات المتحدة في أثناء الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات. فكانت فضيحة ايران غيت التي كشفت عن قيام الولايات المتحدة بتصدير اسلحة الى ايران بصورة مباشرة. كما انكشفت فضيحة تزويد اسرائيل النظام الايراني بالاسلحة. وتحدث عن ذلك تفصيليا السيد ابو الحسن بني صدر اول رئيس للجمهورية الايرانية في احدى مقابلاته. ولم تعد هذه الفضائح خافية على أحد. وهناك تشويه متعمد فالذين خدموا مخطط الولايات المتحدة لاحتلال العراق وجاؤوا يهرولون خلف الدبابة الامريكية هم من يروجون دعايات كاذبة عن علاقة العراق بالولايات المتحدة أيام الثمانينيات والتي لا تتعدى في حقيقة الأمر ما أوضحته. جانب من الحلقة الأولي لوزير الخارجية العراقي الأسبق في الشرق حلبجة ** سنوات الحصار شهدت قرارات دولية وبداية عمل لجان التفتيش وغارات جوية زادت مأساة العراق سوءا فكيف كانت تلك الفترة؟ وما اثير من استخدام القيادة العراقية للسلاح الكيماوي ضد الاكراد؟ - ايران هي التي اثارت موضوع مدينة حلبجة، وهي التي ضربت المدينة بالاسلحة الكيماوية. والعراق لا يمتلك غاز السيانيد القاتل الذي ضربت به المدينة. وقد اثبت هذه الحقيقة وفد كيماوي زار العراق وايران عام 1988 واجرى فحوصات مخبرية لعينات من التربة والأشجار والأعشاب والجثث واجرى مقابلات مع الجرحى في الجانبين. وخلص الى أن ايران هي التي ضربت المدينة بالغازات الكيماوية المهلكة وثبت ذلك بتقرير رفع الى الأمم المتحدة وكان الفريق برئاسة الخبير الكيماوي الاسترالي دان، الذي عاد الى العراق رئيسا لفريق مفتشين كيماوي عام 1991 وقد التقى به اللواء المهندس حسام محمد امين رئيس دائرة الرقابة الوطنية المشرفة على أعمال التفتيش عن برامج الأسلحة. وروى له ثانية ما جرى وزوده بنسخة من التقرير الذي كان مودعا في وزارة الخارجية. وقد أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا عن الحادثة تسربت منه فقرات الى صحيفتي واشنطن بوست وهيرالد تربيون في 4 /5/ 1990. وأكد هذا التقرير ان ايران هي التي ضربت حلبجة بغاز السيانيد المهلك. كما أكد هذه النتيجة المحلل المختص بشؤون العراق وايران في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والاستاذ المتقاعد في كلية الحرب الامريكية ستيفن بليتيير (CIA Analyst Stephen Pelletiere). وقالت مصادر كردية ان الضربة تمت بالتنسيق مع جلال الطالباني بقصد الصاق التهمة بالحكم الوطني وتشويه سمعته. وقيل ان الطالباني كان يقول عندما ضربت حلبجة بالكيماوي (هذا اسعد يوم في حياتي). سنعتذر لصدام يوما ** دور المرجعيات الشيعية في التعبئة هل هو رد فعل لاضطهاد مزعوم من صدام للشيعة؟ - حكاية الاضطهاد المزعومة خير من يرد عليها أبناء العراق خصوصا من المحافظات الوسطى والجنوبية من معتنقي المذهب الجعفري ومنهم شخصيات سياسية قريبة من الأحزاب الحاكمة وشيوخ معممون. فلا يمر اسبوع دون أن ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مقالات وأشرطة مصورة لمن ذكرتُ تترحم على العهد الوطني وما كان العراقيون كلهم بدون استثناء ينعمون به من خير وأمن وأمان وعدالة وحزم وصرامة في التعامل مع الفساد والمفسدين. بعضهم يخاطب السياسيين الحاكمين من الأحزاب المؤيدة لايران علنا وبأشرطة مسجلة ان "كذا الذي كان يلبسه صدام يشرفكم". بل ان تظاهرة انطلقت في مركز محافظة كربلاء قبل بضع سنوات هتف فيها عشرات من الشباب العراقي " بالروح بالدم نفديك يا صدام". وتتكرر في وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات للشيخ أياد جمال الدين يعبر فيها عن أفكار مماثلة ومنها مقابلة تلفزيونية خاطب فيها المسؤولين السياسيين قائلا "اعطني شيئا عملتموه.. كسرة وجه، عيب، عيب وخزي، انا أستحي ان أقول هذا الشارع عمله صدام وهذه المدرسة بناها صدام وهذه البناية بناها صدام، وانتم لا شيء". دعني هنا اقتبس لك من مادة بقلم رجل دين وإمام جمعة في أحد مساجد محافظة النجف بعنوان "هل سنعتذر لصدام يوما؟" وانتشرت كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية في وسائل التواصل الاجتماعي، ويستهلها بالتأكيد على كرهه الشديد للرئيس صدام حسين ويكرر التهم الدعائية المعروفة، ثم يقول مخاطبا الأحزاب السياسية (الشيعية) الحاكمة "منعتنا الصورة الذهنية عن (انبياء كاذبين ووهميين) ان ننظر لصدام بموضوعية. منعنا (العمى الارادي) ان ندرك أن بغداد في عهده واحدة من أجمل مدن العالم، وأن العراق دولة اقليمية مؤثرة، وأن الاقتصاد العراقي مستقر، واللص والسارق يُعلـَّق على أعواد المشانق، وأن الزراعة في العراق تدعمها الدولة، وأننا انتقلنا من الوقوف صفوفا طويلا لأجل الحصول على (طبق بيض) الى تصدير البيض والطماطة والفواكه والاسمنت.. وكان في العراق شركة للصناعات الالكترونية وأخرى للأجهزة الدقيقة، وكان العراقي ليس مهددا بالانقراض فالدولة تمنح الشاب سلفة زواج تعفيه منها تدريجيا عند تسجيل أول ولادة جديدة لتصل الى 5 آلاف دينار اذا كان عمر الشاب الذي يروم الزواج أقل من 22 سنة، وأن التعليم مجاني والعلاج مجاني، والشوارع غير منقسمة الى نصفين نصف للسلطة ونصف للشعب وإنها متاحة للجميع.. ولم نكن نرى ان الوزير أو المحافظ لا يتبعه العسكر أو أساطيل السيارات المصفحة، وإن أكثر من نصف قادة البعث وقادة الحكومة كانوا شيعة!! لم نكن نرى ذلك. كنا نرى وجه الطاغية فجا ويحيط به من كل مكان ألغازٌ ومخابئ سرية ويعمل على تسميم الغذاء والدواء، رغم أننا نرى كبار السن من المصابين بالامراض المزمنة يستلمون شهريا علاجهم من العيادات الشعبية بثمن بخس قدره خمسمائة دينار فقط!! وهو علاج يكفي لشهر بل أزيد من شهر.! لم نكن نريد أن نفهم ان محمد مهدي صالح وزير تجارة صدام قد نظم البطاقة التموينية للعائلة العراقي وأصبح كل فرد يستلم حصته الشهرية بانتظام والويل كل الويل لمن يتلاعب بقوت الشعب فيما استورد وزير تجارتكم (الداعية المؤمن) عبد الفلاح السوداني كل فاسد من الغذاء ومسرطن، وفرّ بما سرقه من قوت الشعب بعد أن كفله رئيس الحكومة. وزير خارجية صدام كان (الكربلائي سعدون حمادي) ووزير خارجيتكم (الكربلائي ابراهيم الجعفري) وشتــّان بين الكربلائيـَين، فذاك يتكلم بلغة دبلوماسية وبلباقة ولياقة، وهذا يتكلم بلغة المجانين وبثرثرة لا هوادة فيها.. لم نكن نريد أن نفهم أن سعدون حمادي شخصية سياسية بامتياز وعقل سياسي، ومن الدواهي أن يُـقارن بالجعفري الأشمط المعتوه!. وكان وزير نفط صدام (الشيعي عصام عبد الرحيم الجلبي) ووزيركم الشهرستاني أو عادل عبد المهدي المنتفجي أو غيره وشتـّان ما بين مفاوضات الجلبي النفطية ومفاوضات (الشمر الثاني) التي أضاعت الثمن والمثمن، ولأول مرة في التاريخ نسمع أن بلدا نفطيا لا يسد ثمن نفطه ثمن استخراجه، والفضل في ذلك يعود للعبقري الشهرستاني!!... هتفت امرأة عراقية رافعة العملة النقدية التي تحمل صورة صدام قائلة "صدام خلافك ذلينا"، بعد أن رأت دولة اللجوء تسقيهم الماء من مياه الآبار فعفا صدام عمن يعود الى العراق بعد هذه الأهزوجة. ولم تهتز ضمائركم وأنتم تجلبون الموت للعراقيين من البر والبحر والجو.. ولم يخالجكم الخجل وأنتم ترونهم غرقى في بحر إيجة أو ضالين ضائعين في عواصم الدنيا ومطاراتها. أي بتنا نعيش حياة الذل حينما ابتعدنا عن العراق الذي تتزعمه. ماذا قدمتم للاسلام؟ للتشيع؟ للوطن؟.... وانتم بهذا تمهدون لعودة صدام رمزا وطنيا... أنتم أيها الحمقى لا تمهدون للمهدي ولا لدولته... انكم تمهدون لعودة البعث وليس هذا ببعيد في وطن يقوده الأغبياء والمجانين ومن لصق بهم عار التأريخ". أما بشأن المراجع فعدد كبير منهم يناهض الهيمنة الايرانية ويرفض منطق الفتنة ويقف ضد الأحزاب السياسية (الشيعية) ومن أبرزهم الشيخ محمود الحسني الصرخي والبغدادي وغيرهما. وأفضل ان يجيب على هذا السؤال الاوساط في جنوب العراق، افتح وسائل التواصل الاجتماعي ستجد عشرات المقالات والاخبار والتقارير كلها تترحم على الرئيس صدام حسين وعلى الحكم الوطني وتقول اننا لم نظلم في عهد الرئيس صدام حسين وتكيل باللائمة على ايران وأحزاب ايران ولا افضل الدخول في هذه المسألة كثيرا.
4754
| 02 أبريل 2016
تدرس الحكومة العراقية مقترحات لبيع 600 ألف عقار منها أكثر من 1000 من قصور الرئيس الراحل صدام حسين، وذلك بهدف توفير إيرادات لسد عجز الموازنة. وقالت صحيفة "المدى" اليوم الخميس، عن نواب في اللجنة المالية بالبرلمان، أن الحكومة يمكنها الحصول على 150 مليار دولار من بيع هذه العقارات. وقال النائب مسعود حيدر، عضو اللجنة إن على الحكومة "وضع آليات للبيع بطريقة لا تسمح للأحزاب والشخصيات المتنفذة من الاستحواذ على تلك الأملاك بأثمان بخسة، وذلك من خلال حصر هذه الأملاك وتقييمها قبل بيعها في مزادات علنية". فيما قالت النائبة ماجدة التميمي عضو اللجنة، إن الحكومة مطالبة "بإصدار قوائم بعدد العقارات وعن طبيعة الأشخاص الذين يشغلون بعضها بالإيجار".
3020
| 28 يناير 2016
تعتبر كوريا الشمالية، تجربتها النووية الأخيرة "حدثا ضخما" يمنحها قدرة ردع كافية لحماية حدودها من أي قوى معادية بمن فيها أمريكا. وفي تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية، قالت كوريا الشمالية، إن ما جرى للرئيس العراقي الراحل صدام حسين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي هو مثال على المصير المحتوم الذي ينتظر كل نظام يوافق على التخلي عن برنامجه النووي، مضيفة أن "التاريخ يظهر أن قوة الردع النووي هي السيف الأمضى لإحباط أي عدوان خارجي". الجدير بالذكر أن كوريا الشمالية، أعلنت الأربعاء الماضي، أنها أجرت بنجاح تجربة نووية جديدة هي الرابعة لها، مؤكدة أنها استخدمت فيها قنبلة هيدروجينية في سابقة من نوعها، الأمر الذي شكك فيه العديد من الخبراء لأن قوة القنبلة الهيدروجينية أكبر بكثير من نظيرتها الذرية. وأكد النظام الكوري الشمالي في تعليقه أن الوضع الدولي اليوم يشبه "قانون الغاب" حيث البقاء للأقوى فقط.
913
| 09 يناير 2016
كشف المترجم العراقي فراس أحمد، أسرار سقوط بغداد، وما أعقبها من أحداث دامية، تتوالى، بعد 12 عاماً على الاحتلال الأمريكي للعراق، إضافة إلى خبايا السقوط المدوي للتجربة الأمريكية في العراق. لم تكن عودة أحمد إلى منزله في بغداد سهلة، كما توقع، إذ وجد أنّ منزل والده قد تحوّل مقراً لإحدى المليشيات المسلّحة الممولة إيرانياً، بعد ترك أشقائه له بسبب وضع المليشيات اسم أحمد ضمن قائمة المطلوبين بتهمة العمالة والتآمر، ما اضطره إلى المبيت في منزل خالة له عدّة أيام، قبل أن يقرر مغادرة العراق من غير رجعة هذه المرّة. ليلة سقوط صدام يكشف أحمد بعض خبايا ليلة القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي نفّذته قوة خاصة من مشاة البحرية "المارينز" استقدمت من قاعدة عسكرية للمهمات الصعبة في ولاية فرجينيا لاعتقال القادة العراقيين الخمسة والخمسين المطلوبين آنذاك، بحسب ما يؤكّد أحمد. وفي حديث لأحمد مع صحيفة العربي الجديد، يقول: "بعد يومين من اعتقال صدام حسين جرت حفلة في قصر الرحاب للقادة الأمريكيين، وكنت موجوداً لغرض الترجمة، إذ كانوا بانتظار سياسيين عراقيين، وعلمت أن الرجل لم يكن في حفرة، وأن الرواية التي أعلنتها الولايات المتحدة كانت مزيفة، وأن صدام كان داخل سرداب محصن تحت الأرض، بُني فوقه منزل ريفي متواضع اتخذه مقراً له ومكاناً للاجتماع بعدد من المساعدين له، وتم الاستدلال على مكانه بسبب خيانة مرافقه الشخصي الذي اعتُقل وأبلغ الأمريكيين عن مكان وجوده". وتابع: "السرداب أو الغرفة التي اعتقل فيها صدام حسين كانت تحوي قطعتي سلاح خفيف وسريراً وسجادة صلاة ومصحفاً وبعض الأطعمة المجففة وعلبة تبغ، ولم تحصل مقاومة من قبله، إذ أطبق على المكان عشرات الجنود وبدؤوا بضرب الباب بأقدامهم، عندها فتح صدام الباب فألقوا مباشرة قنابل مخدرة في المكان أفقدت الرجل وعيه". إفقاد صدام هيبته ولفت فراس أحمد إلى أنّ ضابطاً برتبة نقيب في الجيش الأمريكي أبلغه أن "الهدف من رواية الحفرة والتقاط صورة له مع حفرة وجدوها قرب المنزل تستخدم لوضع مضخة الماء المنزلية، كما اعتاد العراقيون في المدن التي ترتفع عن نهر دجلة، كان لإفقاد الرجل هيبته ومكانته". ويضيف أن "الجنود الأمريكيين تصرفوا في هيئة "صدام" بينما كان مخدراً بالغاز، ولما اقتنعوا بالهيئة التي أرادوها التقطوا الصور وأرسلوها إلى واشنطن مباشرة". وتمكنت قوات أمريكية خاصة من اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين في 13 ديسمبر 2003 خلال عملية أطلقت عليها الفجر الأحمر، غرب مدينة الدور في محافظة صلاح الدين. ويروي المترجم فراس أحمد، بحسب الصحيفة، تجربته التي تكشف الكثير من الأسرار، قبل مغادرته بغداد إلى أربيل للعودة من حيث أتى، إلى واشنطن، ويقول: "مع الأسف أنا أعود الآن إلى الذين دمروا بلادي (الولايات المتحدة)، لكن لا حيلة لدي، العراق لم يعد بلداً صالحاً للعيش، الكل يقتل الكل، والمدنيون هم الحلقة الضعيفة". ويضيف: "بعد كل تلك السنوات لا يزال العراقيون يستخدمون بنى تحتية موجودة قبل الاحتلال، ومن حقهم أن يتساءلوا أين مئات المليارات التي كانت في خزينة العراق؟ وأين أموال النفط؟ وأين أموال الدول المانحة؟". وحول أسرار سقوط بغداد، يقول أحمد: "ليس عندي الكثير، لكن الذي توصلت إليه أن الخيانة لعبت دورها، والأمريكيون حالفهم الحظ أو أن القدر أراد ذلك للعراق".
8200
| 14 ديسمبر 2015
اعترف قائد العمليات الأمريكية الاستخباراتية خلال حرب العراق الفريق مايكل فلين، بأن غزو هذا البلد العربي كان خطأ فادحا سيجلب عقابا قاسيا. معتبرا، أنه لو لم تقم الولايات المتحدة بغزو العراق لما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وقال فلين، في حديث لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية، أمس الأحد، إن "ذلك كان خطأ فادحا، فمهما كان صدام حسين قاسيا كان القضاء عليه غير صحيح، والشيء نفسه يخص القذافي في ليبيا التي باتت اليوم دولة فاشلة". وأضاف الجنرال الأمريكي، أن "الدرس التاريخي الكبير يتلخص بأن غزو العراق إستراتيجيا كان قرارا سيئا، بشكل لا يصدق، ولن يكون التاريخ متساهلا إزاءنا". وكان الفريق مايكل فلين قد خدم منذ عام 2004 حتى 2007 في أفغانستان والعراق، حيث ترأس المخابرات الأمريكية بالاشتراك مع قيادة العمليات الأمريكية الخاصة، وتولى عمليات البحث عن أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق ومؤسس "داعش". وقال فلين، إن الولايات المتحدة كانت دائما تسعى إلى القضاء على الرأس، معولة على أن خلفه سيكون أضعف، إلا أن ذلك لم يكن صحيحا، إذ حل بدل أسامة بن لادن والزرقاوي أبو بكر البغدادي "الأكثر دهاء وخطرا"، والذي رفع مستوى الأزمة الإقليمية إلى مستوى حرب طائفية عالمية. معتبرا أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما أوقفت ومن ثم أخلت سبيل البغدادي العام 2004، "كنا أغبياء جدا، إذ لم نفهم حينها مع من نتعامل".
1257
| 30 نوفمبر 2015
كانت (الشرق) ولا تزال في طليعة الصحف العربية والعالمية التي تميزت بالاهتمام التام بالحدث وتخصيص أكبر مساحة من الصفحات له وتوخي الدقة والصدق في الوقوف مع العدل والحق بكل إصرار ووضوح، فعندما احتل نظام الرئيس العراقي صدام حسين الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، كانت (الشرق) أول جريدة في الوطن العربي تصدر طبعة مسائية خاصة في يوم الغزو، تضمنت كل التفاصيل والأخبار. ولم تترك (الشرق) احتفال قطر بالانتصار الرياضي الكبير والإنجاز الباهر والحدث الأبرز عربيا وعالميا بنجاحها في أوائل شهر ديسمبر 2010 في الفوز باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، دونما تخلد هذه الذكرى العزيزة والغالية على قلوب القطريين والعرب، عبر اصدارها المسائي الذي أفردت فيه (الشرق) مساحات واسعة مع صور لحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وأعضاء لجنة الملف يعبرون عن فرحتهم بالإنجاز الباهر الذي تحقق. العدد المسائي الخاص لغزو الكويت وعندما بايعت قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرا لها، أصدرت (الشرق) عددها المسائي في الخامس والعشرين من يونيو 2013، تحت عنوان (قطر: من أمير العز إلى أمير الوفاء)، وكانت بمستوى هذا الحدث التاريخي من تاريخ أمتنا العربية، لتوثقه وتنقله إلى الشعب القطري والعالم أجمع، حيث استطلعت في هذا الإصدار التاريخي المتميز، مشاعر أهل قطر ورؤيتهم لقائدهم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أحبوه وألفوا وجوده بالقرب منهم، يتنازل عن الحكم لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ليتسلم الراية بفضل ما اكتسبه سموه من الأمير الوالد من خبرات تراكمية في شؤون إدارة البلاد. • احتلال الكويت: في الثاني من أغسطس عام 1990 يوم غزو نظام الرئيس العراقي صدام حسين للكويت، ودخول جحافل جيشه لهذا البلد الآمن الوديع، كان أول ما قامت به جريدة الشرق، إصدارها عدداً مسائياً يبسط الحقيقة أمام الناس في قطر، وينتشلهم من الذهول وينبههم إلى الخطر الداهم، وكان هذا العدد المسائي التاريخي وغير المسبوق في تاريخ الصحافة القطرية والعربية، هو التغطية الأولى السباقة في الوطن العربي، ومنذ ذلك اليوم، وبعد عودة (الشرق) إلى الصدور بعد توقف دام ثلاثة عشر يوماً، قررت (الشرق) أن تتبنى قضية الكويت من منطلق صادق وشريف، وأخذت على عاتقها أن تتحدى حسابات العدوان والاحتلال التي قامت على أن الرفض للغزو سيكون زوبعة سرعان ما تهدأ ويخضع الجميع للأمر الواقع، حيث خصصت (الشرق) أكثر من نصف صفحات الجريدة الست عشرة للقضية الكويتية، ووقفت بالمرصاد لكل أكاذيب وأضاليل وحيل وألاعيب الاحتلال العراقي الماكر المخادع، ورفعت شعار دحر الغزاة بالقوة، وتلقين الغازي درسا يكون عبرة له ولغيره، وسارت (الشرق) على هذا الطريق بكل ثبات واصرار، حتى أطلق عليها القراء اسم (جريدة المعركة) حيث تعدى موقفها الخبر والتعليق والرأي إلى اصدار الملاحق وتنظيم المعارض وإقامة الندوات وإصدار الكتب والمشاركة في كل الأنشطة الداعمة لقضية الكويت، كما أسهم السيد مشرف عام التحرير في صحيفة (الشرق) آنذاك الأستاذ ناصر محمد العثمان بقلمه وفكره ورأيه وحماسه، من خلال الكتابة اليومية المستمدة من سير الأحداث والمرتكزة على الثوابت والقناعات التي آمن بها، حيث قام بنشر الكثير من المقالات التي كتبها في العديد من الصحف العربية بالتزامن مع نشرها في (الشرق)، بالإضافة إلى نشره سلسلة من اللقاءات والتحقيقات والحوارات خلال زيارته الميدانية لمنطقة (الخفجي) بعد المعركة التي دارت فيها بأيام، وأبلى فيها جنود قطر البواسل البلاء الحسن، وبعد أن دخل الكويت المحررة في رابع يوم التحرير، لتكون (الشرق) من أوائل الشهود على ما خلفه الاحتلال العراقي من مظالم وتجاوزات ودمار وتخريب. * الفوز بكأس العالم: ولم تترك (الشرق) احتفال قطر بالانتصار الرياضي الكبير والانجاز الباهر والحدث الأبرز عربيا وعالميا بنجاحها في أوائل شهر ديسمبر 2010 في الفوز باستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، دونما تخلد هذه الذكرى العزيزة والغالية على قلوب القطريين والعرب، عبر اصدارها المسائي الذي أفردت فيه (الشرق) مساحات واسعة مع صور لحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وأعضاء لجنة الملف يعبرون عن فرحتهم بالإنجاز الباهر الذي تحقق، كما أفردت مساحات واسعة أخرى رصدت من خلالها مشاعر الفخر والاعتزاز التي سادت شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشعب العربي وكل شعوب منطقة الشرق الاوسط، فرحا بالإنجاز الذي حققته دولة قطر باسمهم، كما نقلت تهاني قادة دول العالم وشخصياته البارزة التي انهالت على قطر فرحا بالانجاز القطري العربي الاسلامي الشرق أوسطي. * تولي الشيخ تميم: وعندما بايعت قطر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرا لها، أصدرت (الشرق) عددها المسائي في الخامس والعشرين من يونيو 2013، تحت عنوان (قطر: من أمير العز إلى أمير الوفاء)، وكانت بمستوى هذا الحدث التاريخي من تاريخ أمتنا العربية، لتوثقه وتنقله إلى الشعب القطري والعالم أجمع، حيث استطلعت في هذا الإصدار التاريخي المتميز، مشاعر أهل قطر ورؤيتهم لقائدهم سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أحبوه وألفوا وجوده بالقرب منهم يتوارى عنهم بعد أن تنازل عن الحكم لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبينت أن هذه الخطوة التي تفردت بها قطر ستلهم الجميع المعاني والقيم السامية والأفعال البطولية، التي لا يرقى إليها إلا القليل من الرجال على مر العصور. كما نقلت (الشرق) في اصدارها المسائي المتألق، آراء عدد كبير من الاعلاميين والكتاب والمهندسين والقياديين والاداريين بهذه المبادرة التي ستؤثر على الوضع القيادي على المستوى العربي، واعتبروها نقطة فارقة في التاريخ السياسي للعصر الحديث والسابقة الأولى من نوعها على مستوى دول الخليج والعالم العربي التي تعطي العالم درسا في الديمقراطية والممارسة السياسية الرشيدة وطرق انتقال السلطة، ويستكمل فيها جيل الشباب مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها قطر وتحقيق رؤية قطر 2030 التي تبني جسرا بين الحاضر والمستقبل وتهدف إلى جعل قطر بلدا متقدما دائم الازدهار. كما استعرضت (الشرق) عبر تقاريرها المفصلة الانجازات الكبيرة لعهد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني محليا وخارجيا وعلى مدى 18 سنة شهدت فيها قطر تحوّلات جسيمة وهامة لا تُحصى ولا تُعد، ومنها: التنمية الشاملة.. الديمقراطية والممارسة الشعبية.. حرية الإعلام.. الأمن والاستقرار.. الرخاء والازدهار.. الدستور والإصلاح.. حقوق الإنسان.. حقوق المرأة كاملة في التعليم والعمل والمساواة والمشاركة السياسية.. علاقات خارجية قوية ومتينة.. الإسهام الفاعل في حل الأزمات وإشاعة السلم والأمن الدوليين، نشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين الأديان والحضارات وغير ذلك الكثير من الانجازات التي ما زالت ماثلة للعيان.
2225
| 01 نوفمبر 2015
اعتبر رئيس الوزراء الإماراتي، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ان بداية التدهور الكبير والفوضى في المنطقة كانت مع غزو العراق، وحل جيشه. وقال في لقاء مع مجلة "نيوز ويك" الأميركية، ان أي خلل جسيم في الجغرافيا السياسية في المنطقة، لا تكون عواقبه الوخيمة فردية؛ فكل من ظن ان صدام حسين وقع في أخطاء، أدرك بعد غزو العراق أن مأساة هذا البلد العربي ستحدث أضرارا لكل المنطقة. وبين ان هذه الأضرار، لا يمكن الخلاص من آثارها حتى بعد عشرات السنين؛ حيث أن غزو العراق فتح المجال لخطاب وجماعات طائفية إقصائية، تلاها رد فعل تكفيري ارهابي، ثم فوضى تقودها أحزاب وجيوش صغيرة امتد تأثيرها لأكثر من مكان".
655
| 31 أكتوبر 2015
يعيش شبيه، إلى حد ما، بالرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، والرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، في حفرة منذ 25 سنة، كإنسان العصر الحجري، بعيداً عن كل المستجدات وكل الكائنات، سوى كلب اسمه "بارون" يرافق دورة حياته اليومية، وثعلب صغير وجده في البرية فاصطحبه ليربيه، والباقي لأنطونيو فرانسيسكو كالادو، هو كما لطرزان الغابات في الأفلام. ولم تنتبه صحف البرازيل لقصة أنطونيو فرانسيسكو كالادو، إلا الثلاثاء الماضي، فقط، والسبب أن قاضياً زاره برفقة محامين وصحفيين واثنين من الأطباء، أحدهما نفساني، ليتأكد من صحة ما وصل صداه إليه من شقيقة "رجل الحفرة" التي لجأت إلى القضاء بعد وفاة والدها، ليفصل في إرث تركه لها ولشقيقتها ولأخيها الذي حفر "بيته" بنفسه ليعيش فيه، رافضاً كل مغريات القرن الـ21. وأمضى القاضي نصف يوم تقريباً يدرس مع الطبيبين حالة أنطونيو كالادو الصحية، عضوياً ونفسانياً، حتى يتخذ بشأن حصته من الميراث حكماً قانونياً. ونقلت صحيفة برازيلية، تفاصيل الحياة اليومية لرجل بالكاد يرى شخصاً أو أكثر يمر كل عام بالمكان الذي يعيش فيه، ويتمتع الرجل بذكاء طبيعي، مكنه من العيش وحيداً طوال هذه المدة، "إلا أن هناك إشكالات نفسانية". ومن الإشكالات أن "رجل الحفرة" الذي أخبر القاضي بأنه "يتحدث أحياناً إلى البرق والرعد"، مصاب بنوع من "الشيزوفرينيا" المحتدمة عليه من قلة وعيه للواقع الذي يعيشه، وقلة تواصله مع الآخرين وشدة عزلته التي جعلته "يشعر بهلوسات وإيمان مزيف" وحيداً في منطقة معزولة وشائكة، إلى درجة أن سائق السيارة التي نقلت القاضي قادها أكثر من ساعة ليصل إليها، وفوقها اضطر القاضي للمشي صعوداً مسافة 1000 متر تقريباً ليصل إلى حيث يقيم "رجل الحفرة" مع ثعلبه وكلبه، فاكتشف بعد الحوار معه أن "حديثه مشتت، يتحدث قليلاً عن كل شيء، وغير موزون. واخترع الرجل طريقة منع بها مياه الأمطار من التسرب إلى الحفرة الضيقة، مع أن مدخلها انحداري، وفي الوقت نفسه تمكن من "اختراع" طريقة أخرى للاحتفاظ بماء المطر للشرب، ولغسل أدوات مطبخية يستخدمها، "مع أنه لم يغسل القدر الذي يطبخ فيه منذ 10 سنوات تقريباً.
4941
| 30 أكتوبر 2015
أكد المرشح الأوفر حظا للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، اليوم الأحد، انه لو ظل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الحكم لكان العالم اليوم أفضل حالا. وأضاف ترامب أن "الناس هناك تقطع رؤوسهم، يتم إغراقهم، الوضع هناك الآن هو أسوأ بكثير من أي وقت مضى في ظل حكم صدام حسين أو القذافي". وقال المرشح الرئاسي خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" عندما سئل عما إذا كان يعتبر أن العالم كان ليكون أفضل اليوم لو بقي صدام حسين ومعمر القذافي في الحكم أجاب الملياردير الجمهوري "حتما نعم!". وأوضح، "انظروا إلى ما حدث، الوضع في ليبيا كارثة، الوضع في العراق كارثة، الوضع في سوريا كارثة، الشرق الأوسط برمته كذلك، كل هذا انفجر"، في عهد الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون. وقال "نحن نعيش في العصور الوسطى، إننا نعيش في عالم خطر وفظيع بشكل لا يصدق"، مضيفا، "عقيدة ترامب بسيطة: أنها القوة، إنها القوة، لا احد سيعبث معنا، جيشنا سيكون أقوى".
1477
| 25 أكتوبر 2015
عرضت قناة الجزيرة فيلماً وثائقي مدعوماً بمئات المستندات والوثائق الرسمية أعده برنامج "الصندوق الأسود" عرض أسراراً لأول مرة عن تاريخ رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذى حكم العراق بالنار والحديد بذريعة "محاربة الارهاب" وفرض حكماً سلطويا قمعياً وهو لا يزال يتصرف وكأنه زعيم البلاد، فرغم أنه فقد كل مناصبه السياسية الرسمية، فإنه ظل رجل الظل الأقوى القابض على مفاصل الدولة. وقد ظهر في الفيلم أبرز المحطات التاريخية في حياة المالكي الظاهرة منها والخفية، بدءاً من انضمامه إلى صفوف حزب الدعوة عام 1968، ثم توليه رئاسة اللجنة الجهادية للحزب في الخارج، وهي التي خططت لضرب المصالح العراقية في الداخل والخارج، وانتهاء بما يتعلق بحقبة حكمه في العراق. فبداية المالكي في حزب الدعوة الذي يحكم العراق الآن، والذي هو في الأساس تنظيم سياسي شيعي، نشأ في العراق عام 1957 وتبنى فكرة الاسلامي السياسي، وطرح أفكاراً حركية مباشرة للاستحواذ على الحكم في العراق. الوثائق تكشف مسؤولية المالكي عن دخول تنظيم الدولة الإسلامية وانتشاره في العراقويعتبر محمد باقر الصدر المرجع الشيعي البارز هو المؤسس الفعلي لحزب الدعوة، وقد برز الصدر كمفكر شيعي بجذور عربية، يطمح لاقامة دولة اسلامية شيعية في العراق، مما جعل الكثير من شيعة العراق يتحلقون حوله، بعد أن رأوا فيه السيد والمرجع، الامر الذى ادى لاستحواذ حزب الدعوة على مكانة مهمة في الاوساط الشيعية العراقية، ولاقت افكاره رواجاً بين الشباب العراقي المنتمى للمذهب الشيعي، والمتطلع لدور سياسي في العراق. ففي حقبة المالكي ارتفع صوت الطائفية في 2006 وشهد العراق صراعا عنيفا، حصد أرواح آلاف العراقيين، وأدركت واشنطن أن رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم الجعفري غير قادر على قيادة المرحلة وبحثت عن بديل واستقر رأيها على المالكي لوجود توافق بين القيادات السياسية الشيعية عليه. عمليات التصفية سعى المالكي خلال ولايته الأولى إلى تكريس الطائفية داخل العراق إقصاء وقتلا، حيث أدار فرقا للقتل والاعتقالات تأتمر بأوامره، وأنشأ سلسلة من السجون السرية تدار من قبل المليشيات الشيعية تسببت بمقتل 75 ألفاً بينهم 350 عالماً و80 طياراً عبر معلومات وفرها المالكي للموساد والحرس الثوري. وقد تمكن فريق التحقيق من الحصول على عشرات الوثائق السرية المسربة، جميعها تتعلق برئيس الوزراء العراقي إبان فترة حكمه، وبعضها صادرة عن مكتبه وتحمل توقيعه الخاص. الوثائق المسربة ذات طابع أمني تتعلق بأحداث أمنية وقعت في عهده، شملت التعذيب والسجون والقتل على الهوية والإعدام خارج إطار القانون والاختفاء القسري. وكلها صنفت جرائم ضد الإنسانية مورست بحق الشعب العراقي وتحت إشراف المالكي نفسه بعيدا عن وزارة العدل. ربما يكون رجل إيران الذي دعمته معارضا وحاكما، وربما يكون رجل الولايات المتحدة التي أتت به إلى سدة الحكم، وأيا كان فإن المالكي لا يزال هو صاحب النفوذ المطلق في العراق. هيمنة المالكي فتحت ذريعة محاربة الإرهاب وبقبضة أمنية مشددة، هيمن المالكي على العراق ليخضعه لسلطة الفرد المطلق طوال فترة حكمة لتستمر بعد خروجه. من بين الوثائق ما يكشف عن مسؤولية المالكي في دخول تنظيم الدولة الإسلامية وانتشاره في العراق. ففي تقرير صادر عن لجنة تحقيق برلمانية عليا تمت التوصية بإحالة نوري المالكي إلى القضاء العراقي باعتباره المتهم بتسليم الموصل لتنظيم الدولة دون قتال في يونيو 2014. ويعود نجاح المالكي في إحكام قبضته الأمنية على العراق إلى مليشيا شيعية تخضع لأوامره مباشرة، ويقول رئيس لجنة العراق في البرلمان الأوروبي الأسبق ستراون ستفنسون في هذا الصدد إن هناك 32 ألف موظف عراقي إيراني معظمهم فروا من نظام الرئيس الراحل صدام حسين إلى ايران وقامت هيئة الحرس الثوري الإيراني بتمويلهم وإرسالهم إلى العراق عقب سقوط النظام في 2003 ليشغلوا مناصب حساسة في الجيش والمؤسسات العامة. وكشف أن لديه قائمة بأربعمائة شخصية تشغل مناصب عليا، بعضها تعمل في مكتب المالكي وأخرى تبوأت مناصب عليا في الجيش، مشيرا إلى أن النظام بكامله تم الاستيلاء عليه من طرف طهران بينما ظل الغرب يتفرج. حزب الدعوة ويكشف التحقيق كيف شكل حزب الدعوة الإسلامي ذو الجذور الشيعية (1957) المنطلق والبداية بالنسبة لمسيرة المالكي السياسية بعد أن انضم إليه عام 1968. وكيف ساهمت الظروف والأحداث في صعود نجم المالكي بعد وصول صدام حسين إلى سدة الحكم في العراق وآية الله الخميني في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وانتقال حزب الدعوة إلى الحضن الإيراني وتبنيه العمل المسلح. المالكي هيمن على العراق ليخضعه لسلطة الفرد المطلق طوال فترة حكمة بذريعة محاربة الإرهاب.. وقاد الجناح المسلح لحزب الدعوة ونفذ اغتيالات وتفجيرات في العراق والكويت ولبنانففي أعقاب إعدام زعيم الحزب محمد باقر الصدر في 1980 من قبل النظام العراقي حدث انقلاب في مسيرة الحزب الذي قرر تشكيل جناح مسلح لمواجهة النظام ورموزه. وتم تشكيل اللجنة الجهادية بقيادة المالكي هدفها مصالح العراق في الداخل والخارج، كانت عملية جامعة المستنصرية في بغداد في 1980 باكورة أعمالها العسكرية بمحاولة اغتيال طارق عزيز أحد قيادات حزب البعث آنذاك. في غضون ذلك انطلقت الحرب العراقية الإيرانية وفيها تعاظمت عمليات الحزب داخل العراق وانضم عدد من عناصره إلى صفوف الجيش الإيراني في قتال الجيش العراقي. حكومة طائفية بعد سقوط صدام، عاد المالكي إلى العراق بعد أكثر من عشرين عاماً في الخارج تحت المظلة الأمريكية وعاد حزب الدعوة إلى ممارسة العمل السياسي. تم اختياره من قبل الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر لشغل منصب نائب رئيس لجنة خاصة لاجتثاث عناصر حزب البعث، وهنا لمع نجم المالكي في عالم السياسة. وتحت ذريعة محاربة البعث، تمت تصفية عدد من الشخصيات من طرف المالكي بهدف إقصائهم من أي دور سياسي في العراق مستقبلاً، وقد أدار نور المالكي فرقا للموت والاغتيال تأتمر فقط بتوجيهاته. المالكي استغل 500 مليار دولار من أموال النفط والضرائب لتصفية خصومةوقد رصدت وثيقة عرضها الفيلم أكثر من 2000 شخص احتجزوا في سجون سرية ترتبط مباشرة بمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، بل ولقد أنشاء سلسلة كاملة من السجون السرية، تم تمويلها باموال الضرائب العراقية، ومعظم هذه السجون تدار من قبل المليشيات الشيعية المعروفة بوحشيتها واستباحتها للقتل وسفك الدماء خارج أطار القانون. وقد كشف مبعوث الامم المتحدة الى العراق ان معظم العراقيين يؤخذون الى سجون سرية ثم يختفون تماماً، ولا تعلم عائلتهم عنهم شيئا، وهكذا دون أي تهمة. كما أن وثائق "ويكيلكس" كشفت أيضاً أن هناك اكثر من 100 مقر عسكري تابع للمالكى، وبعيد كل البعد عن سيطرة الاحتلال الامريكي للعراق بل وعدم تدخله في أحكام الإعدام وإجراءات التصفية التى تمارسها حكومة المالكي، والذى يجعل من ذلك رخصة للمالكي ومليشياته للقتل والابادة. فخلال ولاية المالكي الأولى بلغ عدد القتلى جراء عمليات العنف خمسة وسبعين ألفاً ومائتين وأربعةً وتسعين قتيلاً، معظمها كانت اغتيالاً بهدف الاقصاء والترهيب، غير أن اغتيال ثلاثمائة وخمسين عالماً نووياً عراقيا، وثمانين ضابط طيران بقيت لغزاً شغل الشارع العراقي، لكن معلومات كشفتها وثائق بأن المالكي وفّر السير الذاتية لهؤلاء العلماء العراقيين وطرق الوصول إليهم بغرض تصفيتهم وسلمت لفرق موت تابعة للموساد الاسرائيلي وايران، وهو ما يكشف عن تواطؤ واضح بين المالكي والموساد الإسرائيلي والحرس الثوري الايراني، بل إن هناك وثائق كشفت عن تصفية شخصيات برلمانية عراقية. وقد كشف الفيلم أيضاً عن عرض المالكي رشوة مالية لصحفي اجنبي في مقابل ان يكف الصحفي عن كشف جرائمه، لكن الصحفي ابلغ الوسيط بانه لن يصمت إلا بعد أن يُعتقل المالكي ويقدم للمحاكمة. وتربعت العراق في عهد المالكي في قائمة الدول الاكثر فساداً، حيث اختفت اكثر من 500 مليار دولار من عائدات النفط واموال الضرائب ابان فترة حكمه، انفقها على مليشياته وفرق الاغتيال والتى معظمها تقودها قيادات ايرانية. ففى مارس 2010 خاض العراقيون معركتهم الانتخابية وخاض اياد علاوي الانتخابات وفاز حزبه برئاسة الوزراء إلا ان المالكي لم يقبل بالنتائج، وطالب الولايات المتحدة بعدم قبول نتائج الانتخابات وقد كان.
1714
| 23 أكتوبر 2015
أكد رئيس أول حكومة عراقية بعد سقوط نظام صدام حسين، ورئيس حركة الوفاق الوطني العراقي، إياد علاوي، أن قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإلغاء منصبه كنائب لرئيس جمهورية العراق بأنه، ليس دستوريًا ولا قانونيًا، ولا يتناسب مع التوافق الوطني. وقال علاوي في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته، اليوم الإثنين، إنه علم بقرار إلغاء منصبه من خلال موقع الحكومة على شبكة الإنترنت، موضحا أن "العبادي نشر القرار بموقع رئاسة الوزراء، وكأن موقعه هو الجريدة الرسمية، وهذا ذكرني بأسلوب صدام حسين، عندما كان يجتمع مع وزير أو مسؤول بينما الإذاعة تبث قرار إقالته، أو إحالة هذا الوزير إلى التقاعد". واعتبرا علاوي قرار إلغاء العديد من المناصب الحكومية أن ذلك "تقشف وليس إصلاحات، ولا يطال أصل المشكلات والأزمات في العراق". وأوضح أنه حتى الآن ليس هناك أي فرق، بين حكومتي نوري المالكي والعبادي، ففي عهد المالكي خسرنا الموصل، أنا لا أقول هو المسؤول، والقضاء هو الذي يجب أن يحدد مَن المسؤول عن خسارة الموصل، وفي عهد العبادي خسرنا الرمادي.
419
| 14 سبتمبر 2015
توفى الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين، "وطبان إبراهيم الحسن"، بعد ظهر اليوم الخميس، داخل أحد سجون العاصمة بغداد، "إثر مرض عضال" أعلنت وزارة العدل العراقية، اليوم الخميس. وقال مدير الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الإصلاح العراقية، التابعة لوزارة العدل، وسام الفريجي، إن "المتوفى من مواليد "1952"، وهو أحد رموز النظام المباد، وشغل مناصب عدة، منها وزيرا للداخلية، وأدين بجرائم ضد الإنسانية، وحكم على إثرها بالإعدام شنقا حتى الموت من قبل المحكمة الجنائية العليا". وأضاف الفريجي، أن "المدان كان يعاني من عدة أمراض، وكان يخضع للعناية الطبية من قبل اللجان الصحية المختصة في دائرة الإصلاح، إضافة إلى متابعة حالته الصحية، وإرساله إلى المستشفيات المختصة". وتابع بالقول إن "حالته تأزمت اليوم، وجاءت وفاته بعد توقف مفاجئ في القلب، وتم تحويله إلى مستشفى الطب العدلي في بغداد، لاستكمال الإجراءات الصحية القانونية". وسبق أن أعلن قبل أكثر من شهر، عن وفاة طارق عزيز، وزير الخارجية في عهد صدام حسين، بعد تدهور حالته الصحية في مستشفى بمدينة الناصرية جنوبي البلاد.
3814
| 13 أغسطس 2015
وصل ظهر اليوم السبت، جثمان وزير الخارجية العراقي الأسبق، طارق عزيز، إلى كنيسة العذراء الناصرية في منطقة الصويفية بالعاصمة الأردنية عمّان، للصلاة عليه قبيل تشييعه لمثواه الأخير. وأقام طقوس الصلاة الجنائزية على روح عزيز مطران الكنيسة الكاثوليكية مارون لحام، وسط حضور مئات المسيحيين العراقيين، والأردنيين المؤيدين لحزب البعث. ولدى إنزال التابوت من سيارة الإسعاف، جرى رفع صور طارق عزيز إلى جانب صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، من قبل الحضور. وشارك "شبيبة حزب البعث العربي الاشتراكي" الذين كانوا يرتدون لباسًا مموهًا، وأطلقوا هتافات تصف طارق عزيز بـ"الشهيد"، وسط حضور إعلامي لافت. وكان جثمان طارق عزيز وصل إلى المركز العربي الطبي وسط العاصمة عمان، في حدود الساعة الثانية من فجر اليوم السبت، بالتوقيت المحلي، وقد لف تابوته بالعلم العراقي. ووافقت الحكومة العراقية على نقل جثمان طارق عزيز إلى الأردن، شرط ألا يتم له أي مراسم تشييع، أو مظاهرات، أو ترديد شعارات وهتافات، من المطار إلى المقبرة المخصصة لدفنه.
1305
| 13 يونيو 2015
وصل جثمان "طارق عزيز" وزير الخارجية العراقي في عهد الرئيس السابق "صدام حسين"، في تابوت ملفوف بالعلم العراقي إلى المركز العربي الطبي وسط العاصمة عمان، في حدود الساعة الثانية فجر اليوم السبت، بالتوقيت المحلي. وعقب وصول جثمان "عزيز" إلى مطار الملكة علياء الدولي، قال نجله "زياد"، إن دفن جثمان والده سيتم في مدينة مأدبا "30 كم جنوب العاصمة عمان" ظهر اليوم السبت.
823
| 13 يونيو 2015
وصل إلى مطار الملكة علياء الدولي جنوبي العاصمة الأردنية عمّان، مساء الجمعة، جثمان طارق عزيز وزير الخارجية العراقي في عهد الرئيس السابق صدام حسين، وسط حراسة أمنية مشددة. وذكرت مصادر ملاحية بأن جثمان عزيز سيتم نقله للمركز العربي الطبي في عمّان في ليتم دفنه يوم غد السبت، وقال زياد طارق عزيز نجل المسؤول العراقي السابق أن دفن جثمان والده سيتم في مدينة مأدبا ظهر يوم غد السبت. وكان حسين كاظم المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل العراقية أوضح في وقت سابق من اليوم الجمعة، أن "بعض الإجراءات حالت دون نقل الجثة، يوم أمس الخميس، من بغداد إلى الأردن"، وأضاف: "ما أُشيع عن تعرض جثة عزيز إلى عملية اختطاف في مطار بغداد عارٍ عن الصحة". وكان الأردن أعلن، السبت الماضي، موافقته على دفن طارق عزيز، داخل أراضيه بطلب من عائلة الفقيد، التي تقيم في الأردن منذ عام 2003. ووافقت الحكومة العراقية على نقل جثمان طارق عزيز إلى الأردن، شرط ألا يتم له أي مراسم تشييع، أو مظاهرات، أو ترديد شعارات وهتافات، من المطار إلى المقبرة المخصصة لدفنه.
678
| 13 يونيو 2015
لم تمنع المحاذير الدبلوماسية والقلق من تأثر علاقة الأردن مع الحكومة العراقية الحالية، وما يرتبط بها من مصالح سياسية واقتصادية لم تمنع الأردنيين سواء سياسيين أو إعلاميين أو حتى مواطنين من إظهار تعاطفهم واحتفائهم بـ"طارق عزيز"، مستشار الرئيس العراقي صدام حسين الذي أوصى قبل وفاته أن يدفن في الأردن. وحفلت وسائل الإعلام الأردنية ومواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن مآثر ومواقف الرجل الذي كان في يوم من الأيام الواجهة الحضارية لإحدى أكبر الدول في الشرق الأوسط. كما خرجت تصريحات من سياسيين ومسئولو أحزاب تشيد بمواقف الراحل وقدراته الدبلوماسية، معتبرين أنه لم يعامل بالسجن بطريقة إنسانية مع أنه لم يكن عليه أي تورط في قضايا سفك دم أو شبهات فساد وكان حريا أن يعامل مثلما عومل وزير الإعلام العراقي الأسبق الصحاف الذي سمح له بمغادرة العراق.
2246
| 08 يونيو 2015
وافقت عمّان اليوم السبت، على دفن طارق عزيز، نائب رئيس وزراء العراق ووزير خارجيته في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، داخل الأراضي الأردنية. في سياق متصل، قال السفير العراقي في عمّان جواد هادي عباس، "أبلغنا الحكومة الأردنية بموافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على تسليم جثمان طارق عزيز لأهله في الأردن، بشرط أن لا يتم له أي مراسم تشييع أو مظاهرات أو ترديد شعارات أو هتافات من المطار إلى المقبرة المخصصة لدفنه"، واعتبر عباس أن موافقة رئيس وزراء بلاده على دفن عزيز في بلد آخر، "مظهرا من مظاهر الديمقراطية"، على حد تعبيره. وأعلن يحيى الناصري محافظ "ذي قار" جنوبي العراق، أمس الجمعة، عن وفاة طارق عزيز، الذي شغل منصب وزير الخارجية، ونائب رئيس مجلس الوزراء، في عهد نظام الرئيس السابق صدام حسين الذي أطاح الاحتلال الأمريكي بحكمه عام 2003. وقال الناصري "أن طارق عزيز، توفي في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية، ظهر أمس الجمعة، جراء نوبة قلبية حادة، وأضاف أن عزيز نقل عقب إصابته بالنوبة من سجن الناصرية المركزي "المعروف باسم سجن الحوت"، إلى مستشفى الحسين، حيث فارق الحياة.
1219
| 06 يونيو 2015
يوم حار في الخليج العربي، حيث منتصف الصيف في شهر أغسطس، تستعد الطائرات الحربية الرابضة أعلى مدرجات المطارات في العراق إلى الإقلاع، في الوقت نفسه يرتدي الدبلوماسي العراقي طارق عزيز، حلته ويتجول في أروقة الأمم المتحدة ليقود المفاوضات مع الغرب حول تسوية الحرب التي عُرفت فيما بعد باسم "حرب الخليج الثانية"، أو حرب الكويت عام 1990. أصبح منذ ذلك الحين اسم طارق عزيز متداولًا في وسائل الإعلام العالمية، وزيرًا لخارجية العراق في عهد صدام حسين، خاصة بعد الموقف الذي اتخذه عندما رفض قبول رسالة تحذر من حتمية الحرب وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لصدام حسين، خلال اجتماعه في جنيف مع وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر. ميخائيل يوحنا، المولود عام 1936 بالقرب من مدينة الموصل في شمال العراق لأسرة كاثوليكية كلدانية متواضعة، حيث كان يعمل والده نادلًا في مطعم، كان المسيحي الوحيد في قيادات نظام صدام حسين، بعد أن أصبح اسمه طارق عزيز، وهو نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، ووزير الخارجية الأسبق وواحد من أشهر مسؤولي حكومة صدام حسين على الصعيد الخارجي. بدأت علاقة "ميخائيل يوحنا" بصدام حسين في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي من خلال عضويتهما بحزب البعث الذي كان محظورًا في ذلك الوقت، وكان يمارس العمل السياسي السري بهدف الإطاحة بالنظام الملكي المدعوم من بريطانيا، ودرس "ميخائيل" الأدب الإنجليزي في جامعة بغداد، وتولى مهام إعلامية في الانقلاب الأول لحزب البعث عام 1963، والذي دام 10 أشهر فقط، حيث عمل في الجهاز الإعلامي التابع للحزب وخلال هذه الفترة غيَّر اسمه إلى طارق عزيز. طلاقته في الإنجليزية وولاؤه المطلق للرئيس الراحل صدام حسين، كانا السببين الرئيسيين في قربه من النظام العراقي السابق، حيث عين عزيز وزيرًا للخارجية في عام 1983، حيث نجح خلال فترة قصيرة في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي حينذاك رونالد ريجان في البيت الأبيض عام 1984 بعد قطيعة دامت أكثر من 17 عامًا، كما عين وزيرًا للإعلام في عام 1970، ونجا من محاولة اغتيال في عام 1980. في عام 2010 أصدرت محكمة عراقية حكمها على طارق عزيز بالإعدام بعد إدانته باضطهاد مجموعات دينية، وكان قد سبق أن حكم عليه في العام السابق بالسجن 15 عامًا لإعدامه 42 تاجرًا عراقية اتهموا بالتلاعب في أسعار الغذاء، بينما كان العراق تحت عقوبات دولية، ليتوفى اليوم في أحد السجون العراقية بعد تردي حالته الصحية، عن عمر ناهز الـ79 عامًا.
3894
| 05 يونيو 2015
مساحة إعلانية
انتقل إلى رحمة الله تعالى كل من مبارك سعد مبارك الجفالي النعيمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحصه سعد مبارك الجفالي النعيمي طالبة في...
17132
| 26 أكتوبر 2025
أكد المهندس عبد الرحمن اليافعي، استشاري هندسي أول، أن دولة قطر تعد سباقة في حماية الأفراد المتواجدين في الفضاء الرقمي، فقد أصدرت دولة...
14044
| 25 أكتوبر 2025
قالت وزارة الداخلية إنه بالإشارة إلى الحريق الذي اندلع في عدد من مراكب الصيد الراسية بفرضة الوكرة، فقد أظهرت المعاينة الفنية وما تم...
13340
| 26 أكتوبر 2025
انتهت مهلة الشهرين التي حددتها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية. وكانت الإدارة العامة للمرور قد أمهلت، في...
9162
| 27 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أعلنت شركة ودام الغذائية ودام (شركة مساهمة عامة قطرية)، عن تكبد صافي خسارة بلغت 117.2 مليون ريال لفترة الأشهر التسعة الأولى من العام...
4612
| 26 أكتوبر 2025
أعلن تطبيق شقردي المتخصص في توصيل طلبات الطعام داخل المملكة العربية السعودية، عن توقف نشاطه بشكلٍ رسمي بعد 6 سنوات من العمل. وأفاد...
4174
| 25 أكتوبر 2025
قام سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الداخلية وقائد قوة الأمن الداخلي (لخويا)، بتكريم عدد من الذين أبدوا تعاونًا...
3160
| 26 أكتوبر 2025