رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
دراسة قطرية تثمن موقف الدوحة من الأزمة السودانية

حصل الباحث سالم علي حسن مدعث الهاجري علي الماجستير بدرجة امتياز من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عن رسالته البحثية التى حملت عنوان "السياسة القطرية تجاه السودان منذ 1995". وناقشها أمام لجنة علمية تكونت من الدكتور مصطفي علوي سيف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتور جمال محمد السيد ضلع أستاذ ورئيس قسم السياسة والاقتصاد بمعهد البحوث والدراسات الافريقية، (مشرفان وعضوان)،والاستاذة الدكتورة نورهان الشيخ استاذ ورئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية (عضوا)، والدكتورصبحي قنصوة استاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية (عضوا). حضر مناقشة الرسالة نخبة من المهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي من قطر ومصر واصدقاء الباحث وزملاؤه. اثنت لجنة المناقشة على الجهد الذى بذله الباحث في الرسالة والحصول على الدرجة من جامعة القاهرة علي وجه الخصوص حيث عرض عليه من قبل جامعات اجنبية التقدم لنيل الماجستير غير انه فضل ان يحصل عليها من جامعة القاهرة العريقة ، كما بذل الباحث جهدا كبيرا في تنقية الرسالة واعادة مراجعتها حتي وصلت لشكلها النهائي ، ويقدر للباحث اختياره للموضوع المهم علميا وسياسيا وهو مؤشر علي جدية الباحث وحرصه علي الحصول علي القاب علمية في المستقبل ،كما يقدر للباحث اطلاعه علي قراءات علمية كثيرة استعان بها بما يظهر استعداده لقراءة معظم المصادر المتاحة بشأن موضوع الرسالة. واضافت اللجنة ان الباحث لديه رغبة في التعلم والاستزادة من المعرفة من خلال لغة مفهومة وصياغة جيدة مؤكدين ان قطر لها دور هام علي المستوي الدولي . سياسة خارجية حكيمة أشار الباحث الي ان الدراسة سعت الي تحليل السياسة الخارجية القطرية منذ تولي سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثان مقاليد الحكم في قطر عام 1995، ويرجع اختيار الباحث لهذه الفترة لمجموعة أسباب أولا:ان عام 1995شهد تحولا في السياسة الخارجية القطرية وذلك بعد تولي سمو الامير الوالد الشيخ حمد مقاليد السلطة في دولة قطر، وثانيا طبيعة الوضع في السودان والذي شهد تعقيدا عقب تولي جبهة الإنقاذ الحكم في عام 1989، إضافة الي الظروف التي تتسم بتنامي الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي ووجود مشكلات اقتصادية كالجفاف والمجاعة والتضخم والبطالة، فضلا عن الضعف الذي شاب العلاقات الخارجية السودانية. حاول الباحث رصد اخر التطورات والمستجدات المتعلقة بموضوع الدراسة، خصوصا في ظل حركة الاحتجاجات التي شهدتها بعض البلدان العربية وتصاعد موجات التغيير عقب ثورات الربيع العربي، والتغير الأيديولوجي الذي طرأ علي العديد من الدول العربية ، وما صاحبه من تغير السياسة للقطرية تجاه هذه البلدان عقب حركات الاحتجاجات. واستعرض الباحث تأثير الدور القطري علي الساحة الاقليمية والدولية علي حد سواء منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي وبالتحديد مع تولي سمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثان الحكم في البلاد فقد عمد الي ادخال العديد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية ،فضلا عن تبنيه سياسة خارجية نشطة واكثر فاعلية علي الصعيد الدولي وهو الامر الذي ادي الي ترسيخ المكانة القطرية في المحافل الدولية والاقليمية.وقد تزايد الدور القطري في المنطقة حيث انغمست قطر في العديد من القضايا والازمات الموجودة في المنطقة العربية ،وبرزت كفاعل دولي قوي ،بل وتبنت سياسة خارجية مستقلة لعبت من خلالها دورا بالغ الاهمية في المنطقة العربية لاسيما بعد ماعرف بثورات الربيع العربي فبرزت تلك السياسة من خلال عملية الوساطة القطرية في العديد من الازمات والقضايا. مظاهر التطور والتغيير وذكر الباحث ان الدراسة تهدف الي استكشاف محددات السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان والعوامل المؤثره فيها ورصد وتحليل مظاهر التطور والتغيير الذي طرأ علي السياسة القطرية تجاه السودان خلال الفتره محل الدراسة،وابرز العوامل التي حددت هذا التغير،سواء تلك النابعة من البيئة الداخلية والإقليمية أوالدولية.ومحاولة التوصل للتحديات التي تواجه دولة قطر في تحقيق اهداف سياستها الخارجية ،والتعرف علي عملية صنع وإدارة السياسة الخارجية القطرية ورصد التغيرات التي طرأت عليها تجاه السودان.ومحاولة فهم حقيقة الموقف القطري من الازمات والاشكاليات السودانية.ومعرفة أدوات تنفيذ السياسة الخارجية القطرية بصفة عامة واتجاه السودان بصفة خاصة. مشكلة الدراسة انطلقت إشكالية الدراسة من السعي إلي رصد وتحليل السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان، والوقوف علي المحددات الأساسية التي تحكم هذه السياسة، خاصة أن هناك العديد من المتغيرات والأحداث التي شهدتها الدولة القطرية بعد تولي سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثان مقاليد السلطة وأثرت في سياسة قطر الخارجية، وما تلي ذلك علي الصعيد الإقليمي من وقوع العديد من الأحداث و الحركات الاحتجاجية في المنطقة وأدي ذلك إلي إعادة رسم خريطة القوي السياسية في المنطقة وإعادة تشكيل للقوي الفاعلة والمؤثرة في الإقليم. ومن هذا المنطلق سعت الدراسة إلي الإجابة علي تساؤل رئيسي مفاده: كيف يمكن تحليل توجهات السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان منذ عام 1995، مع تولي سمو الامير الوالد الحكم في البلاد. وتفرع عن هذا التساؤل الرئيسي عدد من الأسئلة الفرعية المرتبطة بمشكلة الدراسة التي تمثلت في ماهية ابعاد وتوجهات السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان منذ عام 1995.،وكيف اثر التغير في النظام الدولي علي السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان؟وما اهداف ومصالح السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان؟ وكيف يتم تقييمها وما ادواتها وهل تعتمد تلك السياسة علي القوة الناعمة ام القوة الصلبة؟ تناولت الرسالة موضوع الدراسة من خلال أربعة فصول استعرض الفصل الأول محددات السياسة القطرية تجاه السودان منذ عام1995 وجاء الفصل الثاني تحت عنوان اهداف ومصالح السياسة القطرية الخارجية تجاه السودان منذ عام1995 ،وتناول الفصل الثالث عملية صنع وتنفيذ السياسة القطرية الخارجية تجاه السودان منذ عام1995 اما الفصل الرابع جاء بعنوان الدور القطري في تسوية المشكلات السودانية التطبيق علي دارفور . محددات السياسة القطرية حاولت الدراسة رصد وتحليل السياسة الخارجية القطرية تجاه السودان من خلال دراسة محددات تلك السياسة بصورها المختلفة ،فضلا عن اهداف وطبيعة تلك السياسة،وكذلك عملية صنع وتنفيذ السياسة الخارجية لدولة قطر،إضافة الي دور هذه السياسة تجاه السودان ،وقد كشفت الدراسة ان النجاح الذي حققته السياسة الخارجية القطرية في حل كثير من الازمات الإقليمية يرجع الي مجموعة من العوامل الأساسية تتمثل في : - توافق الإرادات الإقليمية والدولية ،خاصة الامريكية علي القضية التي تقوم قطر بدور الوساطة فيها،ولعل التميز القطري يتمثل في اختيار القضايا التي تتوافق او تتطابق أحيانا الارادات والخرائط الإقليمية والدولية بشأنها. - وقوف قطر علي مسافة واحدة من مختلف الفرقاء السياسيين والمذهبيين واحتفاظها بعلاقات جيدة مع كل اللاعبين الفاعلين داخل الدولة محل الوساطة.- - انحصار مصلحة قطر في إنجاح عملية الوساطة ذاتها؛ولعل ماساهم في نجاحها هو دخولها بعد محاولات دول لها مصلحة مع هذا الطرف او ذاك، ومن ثم تنحاز ولايمكن ان يكون تدخلها مشروعا للحل رغم قدرتها الهائله ووزنها الكبير. وساطة قطرية فاعلة خلصت الدراسة الي عدة توصيات اختصرها الباحث في النقاط التالية : 1- قيام سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة عقب توليه مقاليد الأمور في قطر عام 1995، إلي إحداث تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية القطرية، فقد كانت عملية صنع القرار لدولة قطر آنذاك تتوزع بشكل أساسي بين الأمير وبعض معاونيه. 2-اعتمدت قطر سياسة خارجية متميزة رغم صغر حجمها وهذا يرجع في شق كبير منه إلي طبيعة التفاعلات السياسية، ورغبة القيادة السياسية المتمثلة في سموه، والذي حاول أن يضع صورة ليبرالية إيجابية للحكم بهدف رئيسي متمثلآ في بناء سياسة خارجية نشطة سار عليها من بعده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى. 3- رسمت قطر سياستها الخارجية ببراعة من خلال الاعتماد علي دبلوماسية الوساطة، وقد هدفت من خلالها إلي تدعيم مركزها في الإقليم عبر رسم صورة الوسيط المحايد الذي يمكن الاعتماد عليه، والمهتم بالسلام والاستقرار في المنطقة.- 4--تدخل قطر في الصراعات والأزمات المشتعلة في المنطقة العربية، جاء في شق كبير منه للرغبة في نزع فتيل الأزمة، أو تخفيف التوتر، وليس بالضرورة حل صراع. 5-التوجه نحو السودان جاء في سياق استراتيجية خارجية لقطر تقوم علي الرغبة في تعظيم دورها الإقليمي وتعويض حجمها الإقليمي. 6-تدخلت قطر في أزمة دارفور وأدت إلي توقيع اتفاق سلام ومنح عدد من المساعدات المالية لسكان دارفور للتنمية وإعادة الإعمار، حيث اعتمدت قطر علي العنصر الاقتصادي لتنشيط سياستها الخارجية، فعمدت إلى استخدام آلية الاستثمارات الأجنبية. 7- نجحت قطر في احتواء أزمة دارفور رغم فشل العديد من القوي الإقليمية التي تدخلت في النزاع مما يدل علي أهمية الوساطة القطرية.

1596

| 25 أكتوبر 2015