رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
يوسف بن محمد المعضادي لمجلس "الشرق": فضلت خدمة بلادي على العمل في أمريكا

يوسف بن محمد جاسم المعضادي .. رجل من زمن السواعد السمر يتحدث عن وطراً مضى قائلاًًً: النفط غيَّر حياتنا إعلان نهاية عصر اللؤلؤ جاءنا في هير القليل طلبوني للعمل في أمريكا ورفضت وفضلت خدمة بلادي !! لم تكن لدينا كهرباء ولا مكيفات ولا ثلاجات !! الماء يبرد في الحب .. وننام فوق السطوح وعلى العريش المقاهي كانت تسلينا في ذلك الزمان الكندري كان يجلب المياه من عين القعود في القيظ ندخل الغوص .. وفي لصفري نجلب التمر من البصرة البدو كانوا يبيعون حطب السمر والسمن والحليب والماشية لولا لطف الله لأهلكتنا الحفارة ومتنا تحت الطين والزيت !! علموني صنعة ميكانيكا الرك وكيفية الحفر فأتقنتها أكلنا الجراد وكانت مطبوخة مع العقارب !! يوسف بن محمد بن جاسم المعضادي رجل عصامي، أحد رجال الزمن الجميل ، مات أبوه وعمره عشر سنوات ، واضطر للعمل لكي يعيل عائلته ، ركب للعمل على ظهر السفن مع أخيه ، ثم انتقل للعمل في عدة سفن، ودخل الغوص ، وسافر للبصرة والفاو وذلك لجلب المواد الغذائية والتمر العراقي ، وبعد كساد اللؤلؤ انتقل للعمل بشركة النفط وعمل في (الرك) برج الحفر ، كان أحد السواعد السمر الذي نجح في عمله بالتنقيب عن البترول ذلك رغم الخطورة الكبيرة ، عرض عليه المسؤول الانتقال للعمل في أمريكا لكنه رفض وفضل قطر رغم إغراء الراتب الكبير ، وهو من عمال النفط المتخصص في الميكانيكا ومن الذين كانوا يمثلون طبقة جديدة في المجتمع وبحكم عملهم في الشركة فقد اكتسبوا خبرات في الميكانيكيا كذلك اكتسبوا نوعا من الانفتاح بسبب احتكاكهم بالإنجليز والهنود. الشرق سبرت أغواره وكان هذا اللقاء الذي يتحدث عن ماضينا الجميل.. سوق واقف كان محل ولادتي ولدت في منطقة سوق واقف قلب الدوحة عام 1931 م ، لم تكن لدينا مدارس نظامية في تلك الفترة ، وإنما درست منذ الصغر القرآن الكريم عند المطاوعة أذكر منهم حسن مراد ، كانت الحياة بسيطة وليست معقدة ولكنها جميلة ، كانت الألفة والمحبة تسود بين أبناء الفريج الواحد، ورغم صعوبة الحياة وقساوتها، تجد الابتسامة لدى الجميع والقناعة بما رزقهم الله ، وكان الجيران يتبادلون الأكل والمواد الغذائية ويتساعدون مع بعضهم البعض ، كان لدينا (خبازين) من إيران ويقومون بعمل الخبز الإيراني على الحطب ، كان ينام في الغرفة الواحدة أكثر من ثمانية أشخاص يفترشون الأرض ، وكنا سعداء وقانعين بذلك ، وكان في كل غرفة (بازجير) يدخل منه الهواء ، ودرايش (نوافذ ) وروشنة لوضع الأغراض. أما في ليالي الصيف الحارة فننام في (الوارش) فوق السطح ونستمتع بالطل ( الندى) ، أو على العريش وهو مكان مرتفع في وسط البيت يعمل من الخشب حماية من حرارة الجو وخوفاً من لدغ الزواحف مثل العقارب والثعابين. لا .. كهرباء .. والمياه تأتي عند طريق الكندري لم يكن هناك في تلك الفترة كهرباء ، وإنما كانت المياه تجلب لنا من ( عين القعود) بمشيرب بواسطة ( الكندري) حيث يحمل الماء في تنكتين معلقتين في طرف خشبة من البامبو يحمله على كتفيه ويوصله للبيوت وكانت أجرته عبارة عن مبلغ زهيد ( أربع آنات ) ، وكذلك تأتينا من روضة الخيل وعين مياه في نعيجة ، أو يأتينا الماء من مريخ بواسطة الحمير ، ثم تطوّر الأمر إلى جلب الماء بواسطة السيارات ثم التناكر ثم تم عمل برك مياه في كل فريج ، وكانت أغلب بيوت الدوحة في السابق يتواجد فيها بئر ماء والذي يطلق عليه (الجليب) وذلك لغسيل الملابس والصحون وسقي الماشية لأن ماءه مالح، كان لدينا دجاج في البيت وكذلك أغنام وبقر . وأذكر في تلك الفترة لم يكن لدينا ثلاجات وإنما يرفع الأكل في مرفاعة معلقة على خشب تتدلى بواسطة الحبال يوضع عليها الأكل في أواني وكان الأكل طازجاً ، لم تكن لدينا مزارع للخضار و إنما تجلب من الخارج ، أما البيض فهو طازج ولدينا دجاج حيّ نذبح منه حسب الطلب ، وكنا نملح السمك في الماضي ونجففه، كما أن الماء يوضع في إناء من الفخار مثل ( ليحله) وهي كبيرة نوعا ما أو (الحب) أو ( البرمة) وهي صغيرة ، كنا في أيام الشتاء الباردة نسخن الماء على النار ونغتسل به ، وكذلك نضع الخشب على ( الدوّه) المنقلة لنشعلها لكي تقينا من برودة الجو . كما أنه لا توجد لدينا خزانات للثياب ،وإنما عبارة عن (غدان) تعلق عليها الملابس وهو عبارة عن خشبة طويلة مربوط طرفيها بحبل . مقاهٍ عديدة وسوق خاص للبدو كان سوق واقف يعج بالحركة والنشاط وكل شيء تحتاجه يوجد بالسوق ، وقد سميّ بسوق واقف نظراً لأن بعض البائعين ليس لديهم محلات و يبيعون المواد وهم واقفون عند مداخل السوق الكبير ، وكان يفصل سوق واقف الخريس وهو عبارة عن ساب ( جدول مائي ) وعندما يأتي موسم الأمطار يمتلئ ويطفح بالمياه ، وكذلك عند سقيّ البحر (المد) يأتي ماء البحر لهذا الساب . أذكر في شهر رمضان المبارك كان السوق يعج بالحركة والنشاط والكل يستعد لهذا الشهر الكريم ، ولم يكن لدينا في تلك الفترة كهرباء وكان الناس بالليل يستخدمون (البوجلي) اللمبة اليدوية ويشع النور في جميع أطراف السوق ، أنه منظر جميل ورائع. ومن الأشياء الجميلة التي أتذكرها كانت هناك مقاهٍ متعددة تزخر بالرواد حيث يتسلون بلعب الكيرم والورق والدومينو والدامة وشرب الشاي والبعض يفضل تدخين القدو الذي يوضع على فوهته الجمر والتتن ، أذكر منها قهوة عبدالله غانم وهو عراقي ، وقهوة عبدالنبي وهو أحسن واحد يسوي (باجه) في الدوحة ، وأنا أفضل الجلوس في قهوة معرفي لأن أصدقائي كانوا فيها نسولف ونتسلى ، كما أذكر كان هناك سوق خاص بالبدو يأتون على ظهر مطاياهم (الجمال) ويبيعون حطب السمر ، والسمن ، والحليب ، واليقط والماشية . كذلك كان هناك سوق للحدادين الذين يقومون بعمل أنواع الحدادة اليدوية وأغلبهم من البحارنة ، وآخر للصفارين الذين يصفرون ويلمعون الجدور والأواني المعدنية ، وسوق الندافين الذين يندفون القطن لعمل الفراش والطراريح والمساند ، وسوق للخياطين وسوق الحراج. أكلنا الجراد مطبوخ مع العقارب !! أتذكر في موسم الجراد كنا نذهب ليلا لصيد الجراد ، وكان معي ولد نايم ويعقوب الماس وعبدالله العطشان وجمعنا كمية كبيرة ووضعناها في خياش، وقام العطشان بطبخه في الليل ، وعندما أكلنا منها في الصباح وجدنا معها عقارب وقبان (نوع من الخنافس)، وقلت لهم هذا ما يضر ، وأكلنا منه بعد تجفيفه لأن طعمه لذيذ . العمل في البحر رغم صغر السن فقضيت جل عمري فيه قضيت أغلب عمري أشتغل في البحر لأنه كان مصدر الرزق الوحيد لأهالي قطر ، بعد وفاة والدي وحاجة الأسرة الماسة للدخل ، توكلت على الله وتركت المطوع وكان عمري عشر سنوات ، وقمت أبحث عن عمل وقالوا لي (اشلك في البحر وأهواله ورزقك على السيف ) لكنني لم أقتنع بالكلام وكنت متحمساً للعمل ، وقد وجدت وظيفة على ظهر السفينة مع النوخذة سعد بن حمد الواوي (البدر) وكان معي أخي جاسم المعضادي ، كما عملت مع محمد الجفيري الذي يملك ( جالبوت) نوع من أنواع السفن التقليدية ، وكنا نذهب للبصرة والفاو في أيام لصفري ونجلب أفخر أنواع التمور لأن فيها كثير من النخل ويوضع التمر في الرطيلي ومن أنواعها الخضراوي والبرحي وطعمه لذيذ . كما دخلت مع النوخذة سلطان بن علي البدر ، وكان المبلغ الذي يدفع لنا حسب التساهيل وأذكر أول مبلغ حصلت عليه في المطراش (60) روبية ، كما وجدنا اللؤلؤ وكنا نسميه(قماش) وبخاصة في حالة العسيري وقد بعناها بسبعمائة روبية ، وقد اشتراها من عندنا علي بن حسين الصلات ، وكان يشتري منا حاجي علي الماجد وكذلك الدرويش . ظهور اللؤلؤ الصناعي قضى على مهنة الغوص !! أذكر كنا في عرض البحر وبالتحديد في منطقة هير (القليل) جهة لفان ، وفجأة رأينا محمد بن جبر العسيري ينادينا بأعلى صوته ليخبرنا أن الموسم خلاص انتهى ، وذلك بسبب ظهور اللؤلؤ الصناعي في اليابان وأنه يملي الأسواق وبسعر رخيص ، وأن اللؤلؤ الطبيعي انخفضت قيمته ، لقد كان وقع الخبر علينا قاسياً وأصبنا بصدمة قوية خاصة بعدما أصيب موسم اللؤلؤ بالكساد ، وجلسنا نفكر إلى أين نذهب ليس لدينا مصدر رزق آخر ، وقد طلب مني أخي جاسم أن أذهب للعمل معه في شركة نفط قطر . في الشركة برعت في الرك !! في عام 1946 ذهبت لمكتب الشركة لطلب وظيفة عند صالح المانع ، وكنت ضعيف البنية وصغير السن ، وتم تحويلي للمسئول (موللر) الذي قال لي سيتم تعيينك (هوز بوي) ، وقلت له ما هي الوظيفة ، فقام المترجم البحريني فقال لي عملك هو تنظيف وتعديل أسرة الانجليز ، ورفضت بشدة وقلت هاذي شغلة (حريم) وليست رجال !!. وعندما علم بأنني أشتغل بالبحر تمت تجربتي وأحضر لي حبلا طوله ثلاثة أمتار ، ثم ستة أمتار فأنهيت ما طلب مني ، وبعده أعطاني واير ( أسلاك) وقلت له يحتاج لمعدات ، ونجحت في التجربة ، ووافق على ذلك مستر مولر الذي ذهبت معه وتدربت على كيفية تركيب بيبات حفر الرك والمقاسات لكل بئر وهي عملية صعبة وتحتاج للتركيز وإلى بال طويل، لكنني ركزت معهم بشدة وتعلمت أصول المهنة لأنها تحتاج تفكير ، في البداية طلب مني العمل في الرك رقم (4) وأتذكر كان يعمل معي خمسة عمال منهم بلال ووليد وضيف الله وكانت بنيتهم قوية وأجسامهم كبيرة وهم رجال أشداء تعتمد عليهم وقت الشدة ، وقبل ذلك قام الجيولوجيون بعمل مسح وبفحص طبقات الأرض وتم تحديد مكان الحفر . أتذكر كنا نسكن بجانب الحفار ( الرك) وننام جماعة في (البرستي) بدون مكيفات ، وكان عندنا طباخ خاص يقوم بطبخ الأكلات القطرية وخباز تنور، وكان الطعام يكفينا ويشبعنا ، أما الأمريكان والانجليز فيسكنون في (الكمب) في مدينة دخان ، كان أول راتب تقاضيته في الشركة (75) روبية في الشهر ، ثم مع مرور الوقت وكسب خبرة زاد الراتب حسب نوعية العمل ويعتمد على المسئول عن كل قسم ، وقد عملت في كثير من آبار الحفر ننقب عن البترول في كل أنحاء قطر وكانت عملية صعبة وشاقة ومرهقة ولكنني كنت سعيدا بذلك . كنا ننزل الدوحة لقضاء يوم كامل مع الأهل في بعض الأحيان مرة بعد قضاء حوالي 22 يوما في العمل ، ثم تغير الوضع فأصبحنا نذهب يوم الخميس من كل أسبوع ونرجع يوم الجمعة ، ونركب مجموعة كبيرة من العاملين في سيارة انترناش ، وإذا كان العمل كبيراً ويحتاجنا نتأخر حسب حاجة العمل ، ثم تطور الأمر وأعطونا سيارة خاصة تنقلنا. وابتدأ المشوار الصعب وأتذكر في عام 1947 م جلسنا حوالي ستة شهور في تجهيز أدوات الرك ( الحفار) ، وكيفية وضع البيبات مختلفة الأحجام لكل مهمة ، وتدربنا على ذلك جيداً من أجل الاستعداد للمهمة الصعبة وهي الحفر في أعماق غزيرة لاستخراج الزيت من طبقات الأرض السفلى ، وتوكلت على الله وركبت فوق على (الرك) مرتدياً أدوات السلامة مثل الخوذة والحذاء واللبس وحزام لكي يقيني من الوقوع ، وبدأت أنزل البيبات بعمق (9000) متر تحت الأرض ، وبعد فترة اشتغلنا وظهر (الزيت) في الرك رقم (4) وفرحنا بظهوره ، لكن كان الضغط قويا جداً . كنا نقوم بالتنقيب عن البترول في عدة مناطق أذكر منها فويرط بالقرب من جبل فويرط ووجدنا فيها بترول ومن واقع خبرتي في العينة التي تم معاينتها بأنه من النوع الجيد ، ولكن لا أعلم سبب عدم استمرار الشركة في التنقيب عنه ، كنا ننتقل بالطائرة فويرط والمناطق الأخرى من مطار دخان . كما أنه من واقع احتكاكنا مع الانجليز والأمريكان تعلمنا اللغة الانجليزية بالممارسة وبخاصة التي تتعلق بأسماء الأدوات والمعدات الميكانيكية ، وتوسعت مداركنا وتغيّرت حياتنا وانفتحنا على العالم وأصبح الناس يحترمون طبقة الموظفين الميكانيكيين ، وكان أهل الدوحة يستقبلوننا بكل حفاوة عند وصولنا قادمين من دخان . لولا العناية الإلهية لكنا في عداد الأموات!! من الذكريات المؤلمة والتي كدنا بسببها أن نكون في عداد الأموات لكن الله أنقذنا منها ، وهي عندما شب حريق في الرك رقم 35 بالقرب من أم باب ، ومن شدة الضغط وتعطل أحد المضخات وقوة الدفع انفجر البيب وظهر الزيت مع الطين بقوة إلى الأعلى وكنا نحن فوق البرج ومن شدته وقعنا جميعاً من فوق ، وغطتنا طبقة من الزيت والطين ، وعلى الفور تم إنقاذنا في مستشفى دخان وتم إزالة الزيت والطين من أجسادنا . عرضوا عليّ العمل في أمريكا فرفضت من أجل قطر ومن الذكريات في تلك الحقبة الجميلة ، ونظراً لإخلاصي وخبرتي في العمل وفهمي للأمور الفنية الدقيقة ، حيث أخبرت الأمريكي ( مستر.. لي) بأن (رأس الحفار) متعطل وكان يدور في الخالي ، فقال كيف فهمت نحن نحتاج لوقت طويل لاستخراجه من البئر وإذا طلع كلامك (خطأ) سيتم (تفنيشك) يعني إنهاء خدماتك وأصررت على ذلك رغم نصيحة الذين كانوا يعملون معي عن التراجع في كلامي ، وبعد استخراجه وجد رأس الحفار متعطل ، وقام بضمي من الفرحة لأنني فاهم في عملي . وبعد ذلك عرض عليّ (مستر لي ) العمل في تكساس بأمريكا ، وأغراني براتب شهري كان خيالياً حوالي عشرة آلاف دولار مع سكن خاص في غرفة مفردة ، ولكنني رفضت الطلب المغري رغم زيادة الراتب بعد استشارة أخي جاسم الذي أيضا رفض الفكرة لأنني أحب أخدم بلادي، كما عرضت عليّ شركة شل العمل بها لكنني بقيت وفياً لشركة نفط قطر.

6281

| 05 أبريل 2018

رمضان 1438 alsharq
الملا: فخور بالشباب القطري الذي تعجّ به المساجد في التراويح

شهر رمضان بالنسبة إلى ضيفنا هو شهر البركة والخير، وهو "أيام معدودات" كما ذكر في القرآن الكريم، أما المسلم فشبهه بالعدّاء الذي عليه أن يفوز بمغفرة من الله ورضوان، كما شبهه بالطالب المجتهد الذي عليه أن يجتهد لكي يحصل في نهاية السنة الدراسية على مجموع جيد. نشأ السيد عبد العزيز عبد الرحمن علي الملا، الخبير التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي، في منطقة سوق واقف، وترعرع فيها، وله فيها صور من الحياة لا تنسى. فقد كان والده تاجرا، وكانت عائلته وفيرة العدد، إلا أن ذلك لم يمنع "الوالد" من تلقين أبنائه حب الخير، وإكرام الضيف، والتوادد، فيما كانت الوالدة حريصة على صلاة أبنائها ودراستهم.. في لقائه مع (الشرق) تحدث السيد عبد العزيز الملا عن ذكريات رمضان في الطفولة، وعن الغبقة، والمجالس ودورها التثقيفي، فكان الحوار التالي.. كيف تصف لنا رمضان في الماضي؟ كان رمضان ولا يزال شهرا مميزا بخصوصيته الدينية والاجتماعية والروحانية. كنا نحن الأطفال نستقبل الشهر الفضيل بفرحة عارمة، أشبه بفرحة العيد، وكنت أذهب كل ليلة مع صبية الحي الى شاطئ البحر الذي يبعد بضعة أمتار عن بيتنا، فنلعب ونمرح، وعندما يؤذن لصلاة الفجر، نتحول الى المسجد فنصلي ثم نعود الى البيت، وفي الصباح نذهب الى المدرسة. كان المدرس يستقبلنا في اليوم الأول من رمضان بالتهاني، ويسألنا من منكم صائم؟ فيرفع كل واحد منا يده وهو يقول: أنا يا أستاذ. فيبارك لنا جميعا. وبعد أن نتعرف إلى مكان سكناه، نقوم بإحضار وجبة الإفطار إلى بيته، ويستمر ذلك طيلة الشهر الكريم. في منتصف رمضان نبدأ بالاستعداد للعيد، فنشتري "غترة" و"قحفية" و"نعالا"، أما الثوب فهو موكول إلى الخياط، ويتم الاحتفاظ بتلك الأغراض حتى صباح عيد الفطر. ماذا عن الأكلات الشعبية التي كانت تسجل حضورها على مائدة رمضان؟ الأكلات الشعبية هي ذاتها الموجودة في كل دول الخليج، أما أشهر أكلة في قطر فهي المكبوس، والشيلاني، والمموش، والبرنيوش.. كما كانت هناك الغبقات التي مازالت موجودة الى اليوم، وتتم غالبا بطريقتين، إما أن يقوم كل شخص يوميا بإحضار وجبة أو طبق ويستمر ذلك حتى آخر يوم من رمضان، أو أن يجمع صاحب المجلس المال ويقوم بإحضار الوجبات يوميا. كانت الحياة بسيطة جدا، والجميل في تلك الحياة أن الأم تسهر حتى ساعات متأخرة من الليل في انتظار أبنائها، فتعد لهم السحور، وتقوم بإعداد وجبة البلاليط مع البيض، أو الخبز الطازج مع الحليب، وهي وجبة خفيفة تناسب كبار السن، أما نحن فالشهية مفتوحة، ونأكل ما يتم طبخه. من عادات شهر رمضان كذلك تبادل الأطباق، وكانت عملية التبادل تمر عبر منفذ صغير في الجدار الفاصل بين بيت وآخر، وكانت الأطباق تقتصر على الأكلات المعروفة في ذلك الوقت، ومع مرور الوقت أصبحت المائدة القطرية أكثر تنوعا. حدثنا عن المساجد في الماضي؟ تعرف قطر في الماضي بكثرة المساجد، حيث كان في كل حي مسجدان أو ثلاثة، وكانت في ساحة المسجد حصى صغيرة تسمى الصبان، وفي الداخل يوضع السجاد الذي نصلي عليه وهو سجاد بسيط، وعندما يحين موعد صلاة الفجر يصعد المؤذن الى المنارة فيؤذن بصوت عال ليسمعه كل الجيران، فتستيقظ الأم وتوقظ أفراد الأسرة لتناول السحور، ثم نذهب الى المسجد لصلاة الفجر، علما بأن والدتي كانت حريصة على أمرين اثنين هما: الصلاة والدراسة، بالرغم من أنها أمية. وماذا عن المسحر؟ كان المسحر يتجول في الفرجان وهو يحمل طبلته، فيتبعه الأطفال فرحين وهم يرددون معه الأهازيج التي كان يقولها لإيقاظ النائم. أما وسيلة التنقل التي كان يستعملها في الماضي فهي الحمار، ثم بعد ذلك أصبح يتنقل في شاحنة صغيرة (بيكاب)، يرافقه السائق، وعندما يصل الى الأزقة يضرب الطبلة بقوة حتى يسمعه الجميع، فيستيقظوا للسحور، وقبل نهاية رمضان يمر على جميع البيوت فيعطونه هدايا وهي عبارة عن نقود، وأرز، وحلويات.. ولكل فريج مسحر. هل كانت برامج التلفزيون في رمضان تستهويك؟ في الماضي لم يكن التلفزيون منتشرا، وكانت أغلب البرامج تتراوح بين الأفلام والبرامج الخاصة بشهر رمضان، وكانت هناك أهزوجة مصرية شهيرة يحفظها الصغار ويرددونها وهي "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو".. وكان لدينا ما يعرف باسم "الحية بية"، وهي علبة صغيرة توضع بها حبوب ومع اقتراب نهاية رمضان يقوم الأطفال بإلقاء تلك الحبوب في البحر في دلالة على توديع الشهر. ما الذي كان يميز سوق واقف في تلك المرحلة؟ سوق واقف كان عبارة عن دكاكين وممرات، وكان تلك الدكاكين والمطاعم تفتح أبوابها بعد المغرب على مدى ساعات الليل، وكان أكثر ما يعرف في هذا السوق الشاي الأحمر والخبز الطازج، أما المطاعم الشامية فتنتشر في شارع الكهرباء، وهو الشارع المضاء في السوق، فيتجمع الناس حول تلك المطاعم لتناول ما لذ وطاب من الأكلات السورية والفلسطينية وغيرها. كيف تقضي يومك في رمضان؟ أقضيه في التعبد وقراءة ما تيسر من القرآن، وبعد الإفطار وصلاة التراويح ألتقي مع الأصدقاء في المجلس، فنتبادل أطراف الحديث حول آخر المستجدات في المنطقة، ونناقش الوضع الراهن، ثم نتناول الغبقة، قبل أن يعود كل واحد منا إلى بيته. كلمة توجهها للشباب في هذا الشهر الفضيل؟ واظبوا على استغلال الأيام القليلة القادمة في العبادة والتقرب الى الله، وأنا فخور بالشباب القطري الذي تعجّ به المساجد في صلاة التراويح، وهو ما يدل على أن هناك صحوة إسلامية كبيرة، تدعو الى الفخر والاعتزاز.

3818

| 10 يونيو 2017

محليات alsharq
التميمي لـ"الشرق": الأمير الوالد عروبي الهوى تبنى منذ صغره تحرير الجزائر

المربي الفاضل فائق فارس سلطان التميمي يفتح قلبه لـ"الشرق" ويبوح بأسرار الزمن الجميل: الأمير الوالد عروبي الهوى تبنى منذ صغره تحرير الجزائر لا أنسى مشهد المدرجات وهي تهتز بأنشودة قطر بنت الصحراء وصلت الدوحة الثالثة فجراً وفاجأتنا حرارة قوية عند فتح باب الطائرة درّست في 6 مدارس وسكنت البدع وراتبي 540 روبية الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود افتتح مدرسة قطر النموذجية تم تكليفي بعمل أزاهير الربيع في استاد الدوحة كنت شاهد عيان على افتتاح ملعب الدوحة عند زراعته لعبت في المعارف كرة قدم وطائرة عشقت الخور.. وياليتني أعيش باقي عمري في المدينة التي شهدت ولادة أبنائي بنتي ولدت في الخور.. والآن أصبحت عضوة بالبرلمان الأيرلندي فائق فارس سلطان التميمي من الرعيل الأول والمدرسين الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى للتعليم في قطر وبخاصة الحركة الرياضية والكشفية وأسهم في تخريج أجيال عديدة من الطلاب الرياضيين الذين أصبحوا يشار إليهم بالبنان، له علاقات كبيرة مع عدد كبير من طلاب وأهل قطر، جاء للدوحة من الخليل شابا يافعا يبلغ من العمر (18 عاما)، عمل مدرسًا في عام 1959 في مدرسة العروبة وتنقل في عدة مدارس وطاب به المقام في مدينة الخور.. تم إنهاء خدماته عام 1994م، رغم أنه لم يتجاوز (55) عامًا.. بقي في البلد التي عشق ترابها وعاش فيها وأنجب أولاده وبناته أبى أن يفارقها.. وبقيّ وفيًا لها.. وتمنى أن يعيش في مدينة الخور.. عبر هذه السطور.. يتذكر الأيام الجميلة وكيف كانت قطر الماضي.. ويشيد بقطر الحاضر والمستقبل. في ليلة حارة وصلت للدوحة أتذكر وصلت للدوحة عبر مطار بيروت الدولي على متن طائرة الخطوط اللبنانية واستغرقت الرحلة ثماني ساعات كانت غاية في الصعوبة وتعبنا من كثرة المطبات الهوائية طوال الرحلة، ووصلنا الثالثة فجرًا وعندما فتح باب الطائرة إذ برطوبة عالية وبهواء حار جدًا يدخل علينا ونحن غير معتادين على الحرارة العالية وقلنا الله يعينا على القادم، وكان مبنى المطار متواضعا جدًا، ويحرسه شرطي وبعد إنهاء إجراءات الوصول استقبلنا مندوب من الوزارة وفي سيارة بيك آب نقلنا للسكن الكوارتر في منطقة البدع وهو بيت خليفة الربان ومكون من حوالي (13) غرفة، في هذا السكن الخاص بالمدرسين أتذكر كنت مشرفا على (الميز) تموين الأكل ويعطوني (40) روبية إضافية كل شهر، وفي رمضان كنت أقوم بالطبخ وتجهيز فطور رمضان وكان المدرسون مسرورين بذلك. فائق التميمي يتحدث للزميل محمد المهندي توقيع العقد للعمل مدرس تربية رياضية بعد وصولي للدوحة قمت بتوقيع عقد مع وزارة المعارف وعينت مدرس تربية رياضية براتب قدره (540) روبية، وتم تعييني في مدرسة العروبة، البدع قريبة من السكن، ومازلت أحتفظ بصورة من ذلك العقد، وبدأت نشاطي مع الطلبة وكان الإقبال على الرياضة كبيرًا وبدأت أدربهم على أساسيات كرة القدم وكرة الطائرة والسلة وكانوا متجاوبين ويحبون حصة الرياضة، من العروبة انتقلت لمدرسة صلاح الدين الأيوبي وكان مديرها فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، وكان وكيل المدرسة حسن الدرهم، وتعاونت مع الأستاذ عمر الخطيب وكونا فرق كرة القدم والطائرة وكنا من أقوى المدارس الابتدائية في قطر. حضور الملك سعود بن عبد العزيز افتتاح مدرسة قطر النموذجية بعدها انتقلت لمدرسة قطر النموذجية وأتذكر المدرسة من طابقين وفيها أقواس وتم رسم خريطة العالم كبيرة وقام بتصميمها مدرسو الاجتماعيات، الأستاذ حلمي القط من مصر، وسالم الجعبري من فلسطين، وتم تكليفي مع الأستاذ جمال مجاهد بعمل الملاعب الرياضية، حيث أنشأنا ملعبا لكرة القدم، وملاعب كرة السلة واليد والطائرة أسفل ولها مدرجات وكانت تقام عليها مباريات بطولة المدارس عصرا، وحصص الرياضة المدرسية، وكان مدير المدرسة الأستاذ علي شحاتة الذي أتذكر أنه كان يدرس المرحوم الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني في غرفته الخاصة. أتذكر افتتح المدرسة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته لدولة قطر عام 1961، وقمنا بعمل احتفال رسمي لاستقباله وزينا المدرسة بالأعلام القطرية والسعودية. سمو الأمير الوالد كان من الطلاب النجباء من الذكريات الجميلة التي لا أنساها كان يدرس في قطر النموذجية وبالتحديد في الصف الخامس (1) صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الله يطول في عمره، وكان من الطلاب النجباء وكان مفعما بالحيوية والحركة والنشاط ويهتم بالأدب والثقافة ويحب الرياضة وكان يكره الاستعمار ويحث على وحدة الصف العربي وطرد المستعمرين من الجزائر وكان هو رئيس قسم الجزائر، وقد كتب في تلك الفترة في مجلة مدرسة قطر النموذجية الشهرية مقالًا عن الجزائر وتحريرها من المستعمر، وكان ذا أفق واسع ونظرة ثاقبة في تلك الحقبة، أتذكر كان معه في الفصل كل من: الشيخ عبد العزيز بن خليفة آل ثاني وعبد اللطيف سعد المانع، وسلطان الغانم، رستم حاجي باقر وعبد الله ذياب وأحمد الخلف وحسين جعفر وحسن علي حسين الصلات وأيوب محمد وحسين هاشم وعبد الله شكري، وإسماعيل زينل. كان سموه من الطلاب المجتهدين الذين يحرصون على التحصيل العلمي والتزود بالثقافة والمعرفة بهمة ونشاط. شاركت في المهرجانات الرياضية من الأمور التي يجب ذكرها خلال حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي هي إقامة المهرجانات الرياضية والتي تشارك فيها مدارس قطر وتقام على استاد الدوحة، وقد تم تكليفي بالقيام بتدريب الأزاهير وبالفعل قمت بتدريبهم في مدرسة قطر النموذجية، وعملنا حركة على شكل زهرات الربيع في منتصف الملعب تفتح وتغلق وحولها عشر حلقات، وكان عدد الطلاب المشاركين (350) طالبًا، وأعجب كبار المسؤولين بهم وكان يومها الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني حاكم قطر في مقدمة الحضور ومعه الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني وزير المعارف. استاد الدوحة قبل زراعته ومن الذكريات الجميلة هي القصة الحركية للطلاب وكانت ملابسهم ملونة وجميلة وكانوا ينشدون على موسيقى الجيش.. قطر.. قطر بنت الصحراء.. أفدي ثراك بضيّ عينيّ.. سماك صافية زرقاء.. وخير أرضك عاد إليّ.. بترولك العربي خير ضياء.. ينير ركب المدنية. وهذه الأنشودة تفاعل معها الجماهير واهتزت معها مدرجات الاستاد كما قدم الطلبة وبعض المدرسين خلال المهرجان تمثيلية حركية تحكي قصة تحرير الجزائر.. ومثل فيها طلاب ومدرسون وكنت أنا من ضمن الممثلين في تلك القصة، وتم إحراق دبابة العدو.. كما ألقيت قصائد تمجد في الثورة الجزائرية وفلسطين وكان مهرجانًا رائعًا. وأتذكر اشتركنا في افتتاح استاد الدوحة بعد زراعته وأقمنا استعراضات ومباراة رياضية جمعت بين فريق النصر أشهر فريق في تلك الحقبة وبين فريق المعارف المدجج بالمدرسين، وتم تكريمنا بميداليات تذكارية ومازلت أحتفظ بها من ضمن الذكريات الجميلة، ولعبت مع فريق المعارف مدافعا في كرة قدم على استاد الدوحة، وكذلك كرة طائرة. علاقتي بالحركة الكشفية كنت من ضمن المدرسين الذين لهم عشق خاص بالحركة الكشفية فقد حضرت أول معسكر كشفي أقيم في قطر بمنطقة (سمسمه) وكان ناجحًا، كما شاركت في المعسكر الكشفي الثاني بزكريت على البحر، وأتذكر في هذا المعسكر اكتشفنا خامة فنية ذا صوت جميل ورخيم وبرز نبوغه في عالم الغناء الطالب جابر جاسم من منطقة (الخطيّة) في دخان، وأصبح بعد ذلك مطربا مشهورا في دولة الإمارات، كما حضرت المعسكر الكشفي الثالث في منطقة الزبارة وكان جميلا جدًا، ثم واصلت حضوري في المعسكر الكشفي الرابع الذي أقيم في وادي (العقدة) بالقرب من الخور، وكذلك الخامس في رأس أبوعبود كإداري واستمريت في الكشافة حتى عام 1971 م، ثم تركتها. العروض الاستعراضية أتذكر في الستينيات ذهبنا إلى دبي بوفد من طلاب قطر تم اختيارهم من وزارة المعارف مكونة من (10) طلاب يمثلون مدارس قطر المختلفة وكنت أنا مسؤول عنهم وحضرنا مهرجانا رياضيا لأن منهج دبي هو نفس منهج قطر، وأتذكر كانت وزارة المعارف توفد مدرسين من قطر إلى دبي ويعطون من يسافر (150) روبية زيادة على الراتب لأن قطر تدعم التعليم في دبي، ومن الطلاب الذين سافروا معنا أتذكر.. علي سلطان العلي سفير قطر في القاهرة سابقا ومحمود الصلات. في الخور تغيّرت حياتي من عازب.. وأصبحت متزوجًا رغم أنني كنت محبوبا من الجميع في الدوحة ولكن القدر والصدفة قادتني لمدينة الخور الجميلة، فقد تزوجت عام 1965 من غزة وجئت للدوحة وتم تعيين زوجتي مدرسة اجتماعيات بالخور، وتم استدعائي من قبل مسعد فرغلي بوزارة المعارف وطلب مني الانتقال للخور لعمل مركز رياضي لتدريب الشباب وتم زيادة راتبي (150) روبية، وكنت مترددًا في البداية لأنني عشت في الدوحة وتأقلمت على أجوائها ولي فيها علاقات كبيرة، ولكن توكلت على الله وقبلت المهمة، وقد توفقت كثيرًا في الخور وكونت مجموعة شبابية واعدة من الطلاب في كرة القدم والسلة والطائرة، أتذكر كان هناك ملعب كرة سلة، الأبراج أسمنتية والأرضية رملية، وعملنا ملعب طائرة وتنس طاولة وأصبح هناك حراك رياضي متنوّع وقد فازت مدرسة الخور الإعدادية ببطولة كرة السلة على مدارس قطر في الستينيات ومنحونا الكأس، وأتذكر اللاعبين وهم: حسين الأنصاري وسعيد المسند وحمد حمدان ومحمد جاسم المريخي وجابر عبد الله البنعلي (الحاج)، كما أقمت مهرجانا رياضيا جميلا حضره أولياء أمور الطلبة وكان ناجحًا ويقام لأول مرة في مدينة الخور. ومن المواقف التي أتذكرها أنني درست لمدة شهر مادة التربية الإسلامية بسبب غياب المدرس وعدم إيجاد البديل للصف الرابع والخامس بطلب من مدير المدرسة يوسف عبد المقصود، وأثناء ذلك دخل على مفتش التربية الإسلامية الشيخ عبد المعز عبد الستار ووجدني بالملابس الرياضية في حصة الشرعية فاستنكر ذلك وقال: مدرس رياضة وتدرس شرعية قلت نعم أنا حليت لكم مشكلة، تفضل اختبر الطلاب وشوف نتيجة تدريسي، وقام بتسميع الطلاب فوجدهم كلهم حافظين قال لي: ما سر ذلك لقد كنت أفضل من مدرس التربية الإسلامية، وكان جوابي له كنت اشترط على الطلاب اللي يحفظ السورة سيلعب رياضة فحفظ الطلاب المقرر عليهم من السور القرآنية والفقه والحديث، فقال فكرة جميلة وشكرا لك والله يوفقك. الكشافة قديما من الذكريات الطريفة قدمنا مسرحية بالخور وهي (جابر عثرات الكرام) ومثلت فيها دوران الأول الوالي، والثاني دور الخادم الأسود وقام مدرس الرسم بصبغي باللون الأسود، وتفاعلت الجماهير معها، وكان يتواجد هناك المرحوم الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني وقال لمدير المدرسة يوسف عبد المقصود من هذا الرجل القوي المفتول العضلات الأسمر فقال هذا مدرس رياضة.. فضحك وقال: “كنت أبغي أضمه عندي يشتغل حرس في بيتي”. ومن أحلى الذكريات هو ولادة أغلب بناتي وأولادي في مدينة الخور وكان هذا فألا حسنا عليّ، وبنتي التي ولدت في الخور تزوجت وذهبت لأيرلندا ومنحت الجنسية وأصبحت الآن عضوة مجلس البرلمان، وأولادي كلهم يعملون في مجالات مختلفة في قطر. كنت أمني النفس أن أعيش في مدينة الخور وأقضي فيها بقية عمري نظرا لطيبة ومحبة أهلها الذين يمتازون بكرم الضيافة ومجالسهم مفتوحة للجميع ويحبون عمل الخير مثل باقي أهل قطر. مدرسة اليرموك محطتي الخامسة بعد الخور انتقلت لمدرسة اليرموك وهي محطتا الخامسة وعينت ضابط، وكانت مدرسة اليرموك مشهورة بشغب الطلاب وعدم انتظامهم، وقد استعملت معهم الشدة وكذلك الدبلوماسية وبعد فترة أصبحت هناك علاقات وانتظمت المدرسة وانتهى الشغب الطلابي لأن أغلب الطلاب في سن ومرحلة المراهقة ويحتاجون لنوعية معينة من التعامل وكيفية توجيههم. المحطة الأخيرة مدرسة جاسم بن حمد ثم كانت مهمتي السادسة والأخيرة في مدرسة الإمام الشافعي الذي تم تغييرها لمدرسة جاسم بن حمد، بناء على طلب من ناصر الدرويش مدير إدارة الشؤون الاجتماعية لضبط النظام فيها وكان ذلك عام 1988، واستمررت في العمل حتى عام 1994م، بعدها تم إنهاء خدماتي من قبل وزارة التربية والتعليم رغم أنني لم أتجاوز الـ54 عامًا، ورغم ذلك رضيت واقتنعت وبقيت في بلادي قطر التي عشت فيها وسأستمر باقي عمري لأنها عزيزة علي ولي فيها ذكريات عديدة. شكرًا قطر.. على التكريم لقد حصلت على تكريم من قبل وزير التربية والتعليم الشيخ محمد بن حمد آل ثاني عبارة عن شهادة تقدير وساعة قيمة تقديرا لخدمتي الطويلة في وزارة التربية والتعليم والتي قضيت سنوات عمري أدرس طلابها، وأنا سعيد جدًا وأفتخر عندما أرى طلابي وهم في مراكز قيادية كبيرة في قطر فمنهم الوزير والمهندس والطبيب والسفير والمدير وفي مختلف المجالات. قطر تشهد نهضة وطفرة كبيرة وخلال فترة إقامتي شهدت قطر نهضة وطفرة نوعية كبيرة في كل المجالات قادها حضرة صاحب السمو الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ووضع قطر في مصاف الدول المتطورة وأصبحت لها مكانة عالمية، ثم جاء صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأكمل المسيرة التنموية على خطى والده. استضافة قطر 2022 أسعدنا نحن كمقيمين على أرض قطر الغالية ومن مؤسسي الرياضة استضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وستشهد هذه النسخة تطورًا كبيرًا واستضافة غير مسبوقة وأعجبني تصميم الملاعب القطرية العالمية وفرحت باستاد البيت الذي يقع في مدينة الخور وهو مستوحى تصميمة من البيئة القطرية وهو عبارة عن (بيت الشعر)، وتشهد الدوحة هذه الأيام حركة نشطة في العمران وإنهاء مشاريع المونديال وكذلك عمل البنية التحتية ومترو الأنفاق، وميزة قطر وجود مطار عالمي وسهولة المواصلات وارتباطها بشبكة عالمية واسعة والملاعب في المدن قريبة من بعضها خلاف بقية الدول وسيكون تنظيم قطر رائعا، والله يوفقهم وأتمنى أن أحضر مباريات المونديال إذا كان في العمر بقية.

13557

| 13 أبريل 2017

محليات alsharq
"ذكريات شوارعنا" .. معرض فني يوثق تاريخ مشيرب

عتبر نسخة مصغرة من بيت "محمد بن جاسم" وأعده طلاب "لندن الجامعية" حافظ علي: صور المعرض تعكس ثراء إرثنا القطري أعاد طلاب كلية لندن الجامعية المعالم الحيوية التي مرت بها منطقة مشيرب في قطر كمركز تجاري، وذلك من خلال معرض "العودة إلى مشيرب – ذكريات شوارعنا" الذي تم افتتاحه مساء اليوم، في بيت محمد بن جاسم بمتاحف مشيرب، جزءا من المبادرة السنوية بالبرنامج التطبيقي لطلاب الماجستير في المتاحف والمعارض. ويوثق المعرض، الذي يستمر حتى 27 يونيو المقبل، تاريخ المدينة ومراحل تطورها، حيث يعتبر نسخة مصغرة من بيت محمد بن جاسم والذي يشكل وجهة ثقافية مهمة تثري ثقافة المجتمع، ويستعرض حكايات سكان مشيرب وسماع أحاديثهم عن المنشآت التي تم تشييدها لأول مرة في المنطقة. ويقدم "العودة إلى مشيرب" مجموعة مختارة من الأشياء المتداولة في هذه المنطقة والروايات الشفوية من ذكريات شخصية من هذا الحي التجاري السابق، من خلال عمل قصص مقتطفة ومستوحاة من الطابع الانتقائي لهذا الجزء من الدوحة. وأوضح السيد حافظ علي، رئيس متاحف مشيرب، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المعرض، أن معرض "العودة إلى مشيرب – ذكريات شوارعنا" يوثق مجموعة من ملامح المشهد الثقافي لمدينة الدوحة ويجسد صورًا حية تحاكي وتعزز الإرث المحلي والتراث القطري الغني، قائلا: "يأتي هذا المعرض الذي تم الإعداد له وتنظيمه من قبل طلاب كلية لندن الجامعية بالتعاون مع فريق العمل لدينا في متاحف مشيرب (مشيرب العقارية)، ليوثق مجموعة من ملامح المشهد الثقافي لمدينة الدوحة ويجسد صورًا حية تحاكي وتعزز إرثنا المحلي وتراثنا القطري الغني. كما يستعرض تاريخ وذكريات ماضي منطقة مشيرب ويمثل صورة مصغرة عن مرحلة التطور العمراني والنمو الذي طرأ على مدينة الدوحة، بالإضافة إلى تسليطه الضوء على مجموعة متنوعة من الأشخاص والشركات ممن عاشوا وعملوا في هذه المنطقة، وكم يسعدنا في هذه المناسبة أن نعبر عن فخرنا واعتزازنا دومًا بالتعاون المستمر والعمل المشترك مع إدارة كلية لندن الجامعية ومع فريق مميز من الشباب، كان لالتزامهم بالمشروع أبعد الأثر في تمكيننا من توثيق قصص مهمة وفي تعريف أفراد المجتمع عن تاريخنا الغني بالروايات الشفاهية، التي نقلها ممن عايشوا تلك الحقبة في الماضي وعاشوا في هذه المنطقة"، متمنيًا من الجميع زيارة المعرض واستكشاف جميع تفاصيله والاستماع إلى روايات وذكريات أولئك الذين جعلوا من هذه المنطقة مكانًا مميزًا بالفعل، كما دعا المهتمين إلى التجول بين أروقة البيوت التراثية في متاحف مشيرب التي أصبحت بدورها الوجهة الثقافية الجديدة التي تجسد تاريخنا وتراثنا العريق والمنصة التي نستطيع من خلالها تطوير ودعم قادة المستقبل. من جانبه قال الدكتور سام إيفانز، رئيس كلية لندن الجامعية قطر: "المشروع المقام عن طريق الطلبة يعتبر حاسما ومكونا من برامج دراسية تسعى إلى سد الفجوة بين نظرية المتاحف وتطبيقها، ويتيح هذا المشروع لطلابنا، الذين يخضعون لتدريب تخرج صارم لمزيد من الاحتراف أو لإدخال مهنة المتاحف داخل قطر أو بالخارج، الفرصة الفريدة لتنفيذ المعرفة المكتسبة في البرنامج، والعمل بالتعاون مع أحد المتاحف. وقد كان تفاني الموظفين في المشروع والتزامهم بتعليم الطلاب وتطورهم المهني المستمر عاملًا أساسيًا في جعل هذا المشروع تجربة مثمرة وناجحة للطرفين". وقال إنه على مدى الأشهر القليلة الماضية كان لدى فريق طلاب الماجستير هذا العام فرصة لاستكشاف وإجراء البحوث التنظيمية حول مجموعة التحف ومحفوظات التاريخ الشفوي في متاحف مشيرب، والذي مكنهم من تنظيم المعرض المؤقت الذي يكمل نطاق صالات العرض الدائمة في بيت محمد بن جاسم، والذي تم ترميمه ليشكل وجهة ثقافية مهمة تثري ثقافة المجتمع، مشيدًا بالبيوت الأربعة التي تعكس خلفية تاريخية بارزة لدولة قطر وتعتبر مساحة مهمة للمجتمع للاطلاع على الذكريات والتعرف على مختلف جوانب الحياة في الماضي".

1082

| 04 أبريل 2017

تقارير وحوارات alsharq
عبدالله مراد الجابر لـ"الشرق": أنا أول من أدخل الخلوة الشرعية للسجون

لا يوجد مظاليم في سجون قطر يا زين الدوحة أيام زمان كنت أشرف على البحوث التي يقدمها الضباط لمعهد الشرطة كان للأعياد والمناسبات رونق خاص كنا نذهب للريان لأكل الكستر والمحلبية نصيد الجراد في الليل ونطبخه الصباح ونأكله في المدرسة والدي مفتش في الجمارك وعمي مطوع شيوخ وجدي لأمي أول سائق قطري في المظاهرات كنا نكسر الدكاكين ونأخذ البرميت والعلوج وزارة الداخلية حققت تطوراً كبيراً في مجال تسهيل الخدمات عبد الله يوسف حسن مراد الجابر من الشخصيات القطرية التي أعطت للوطن في المجال الشرطي، أنهى دراسته الجامعية في بغداد، وعمل في سلك الشرطة لمدة (21) سنة وتدرج من ملازم ثاني حتى وصل إلى رتبة مقدم، شارك في دورات عديدة تخص عمله، وقدم بحوثا في الكشف عن الجريمة وأمن الصناعات، عمل في التحقيقات، وعمل في المؤسسات العقابية، وهو أول من أدخل الخلوة الشرعية في سجون قطر، عمه حسن مراد هو مطوع الشيوخ، ووالده عمل في الجمارك (50) عامًا وجده لأمه حسن الحساوي أول سائق سيارات قطري، وعمه أحمد مراد هو شاعر ومعلم وأمين صندوق الجمارك، عبر الشرق يروي لنا ذكريات الزمن الجميل. الجسرة محل ولادتي: ولدت في منطقة الجسرة قرب مصلى العيد في 28 /11/1952 م، كانت الحياة بسيطة في منطقة الجسرة وكان الترابط والألفة والمحبة تسود بين أهل المنطقة، وكان هناك تواصل اجتماعي بين الجميع، أتذكر كان بيتنا جميلا وكبيرا وفيه حوش كبير أيضًا، كان لدينا في البيت غنم ودجاج وأيضًا سدرة كنار كما في أغلب البيوت القطرية وشجرة بمبر، كنا في الصيف ننام فوق السطوح، كانت لدينا كهرباء ولكن لا يوجد مكيفات، كنا نذهب قرب برج الساعة يوم الإثنين ونستمع بعزف الفرقة الموسيقية العسكرية حيث كانت تعزف أنغامها. دراستي في الوسط وخالد بن الوليد: في عام 1958 درست في مدرسة الوسط الابتدائية التي كانت قريبة من صيدلية بهزاد بجوار دوار البنك العربي، بعد ذلك انتقلنا لمدرسة الوسط الثانية وهي في مشيرب والتي أصبحت فيما بعد مدرسة آمنة محمود، ثم انتقلنا لمدرسة قطر النموذجية وقد درسنا من الأساتذة الأفاضل أحمد منصور، وأحمد ذياب وعبد الحميد الخفاجي، بعدها تحولت المدرسة إلى إعدادية وأكملت دراستي فيها، أتذكرها جيدًا كانت تتكون من طابقين والصفوف فيها جميلة، وبها خريطة الوطن العربي تتوسطها نافورة، وكانت ملاعب السلة واليد والطائرة تحت ننزل لها بالدرج وفيها مدرجات للمشجعين وكانت تشهد بطولات قوية بين المدارس، وكذلك يوجد ملعب كرة قدم وكانت توزع علينا الملابس الرياضية بالمجان، شاركت في الحركة الرياضية التي تقيمها وزارة المعارف في استاد الدوحة قبل زراعته، ولعبت كرة القدم في الدرجة الثانية لنادي العروبة. كانت لنا رواتب وملابس وغذاء: أتذكر في ستينيات القرن الماضي كانت وزارة المعارف تصرف لنا رواتب قيمتها (45) ريالا في الشهر تساعدنا على تحمّل الأعباء وتحفزنا على الدراسة، كما خصصت لنا ملابس شتوية وصيفية، ووزعت علينا أحذية وغترة ماركة ستوفل، ولا أنسى كنا نذهب لقسم التغذية في القسم الداخلي ونتغدى هناك ثم نوصل الدراسة، بعدها اقتصر على إعطائنا كيس به سندويشات وفاكهة وعصير، ثم في عام 1966 تم إلغاء كل ذلك. حسن عبد الله مراد مطوّع الشيوخ: أطلق اسم مطوع الشيوخ على عمي حسن عبد الله مراد وذلك لتدريسه القرآن لأبناء الشيوخ بالريان، فقد درس الشيخ محمد بن حمد آل ثاني والشيخ خالد بن حمد آل ثاني، ودرس أميرنا السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله، وكان يدرس في مدارس الريان ودرس صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويصلي بهم في المسجد أمام وكان خطيبًا، كان يتنقل بالسيارة يوميا من الدوحة للريان، توفي رحمه الله يوم الجمعة من عام 1970 أمام باب مسجد الشيوخ بالجسرة. حسن الحساوي أول سائق قطري: من الذكريات التي لا أنساها هو جدي لأمي حسن الحساوي هو أول سائق قطري يقود السيارة وهي ماركة فورد عند الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، ونفرح كثيرًا عندما كنا نركب معه في السيارة ونروح البر ونشوف الروض ونتفقع، ونستأنس عندما نشاهد مدن وقرى قطر، وكذلك كان يأخذنا لحديقة الحيوانات، وكذلك مزارع الريان فكنا نستمتع بذلك. الجابر مع عدد من أفراد أسرته والدي اشتغل في الجمارك: كان والدي يعمل في الجمارك بميناء الدوحة القديم وكان يفتش على السفن التي تحمل البضائع، واستمر في عمله (50) عامًا، كنت أذهب معه وأشاهد السفن المحملة بالضائع والأغنام والجمال، وكذلك الفواكه ومنها المانجو وأتذكر كان ربان السفينة يعطني الهامبه العمانية (المانجو) لأنني صغير، وكنت استمتع بأكلها. كما أن عمي أحمد عبد الله مراد الشاعر والمدرس كان يعمل أمين صندوق الجمارك ويجمع الفلوس من السفن القادمة والرسوم على البضائع. نشارك في مناسبات الأعياد والكرنكعوه والأفراح: من العادات القديمة والجميلة هي التوصل والمودة بين أهل قطر فكل يسأل عن حال الآخر ويساعده، ونحن يوم الخميس ليلة الجمعة (نجسم) لقمة الجمعة ونوزعها على الجيران وعلى الفقراء، وكذلك في المناسبات وكنت أفرح كثيرا عندما أروح أمر على البيوت وأوزع من بيتنا سواء الهريس أو الساقو أو الفواكه أو العيش وغيرها. كنا أيام الكرنكعوه نستعد قبلها بفترة ونجهز الأكياس، وفي الليل نقوم بالمرور على البيوت ويعطونا الحلويات (البرميت) والمكسرات، وكنا نتنافس من يحصل على أكثر، وكنا في قمة سعادتنا خاصة عندما نغني كرنكعوه كركاعوه عطونا الله يعطيكم.. وأيضا في منتصف شعبان هناك (النافلة) واللي يوزعون فيها الزلابيا والحلوى والساقو واللقيمات وغيرها ابتهاجا بقرب شهر رمضان المبارك. وأتذكر رمضان أيام زمان كان جميلا جدا ونستعد له خاصة أن أكلاته مختلفة فيتم فيه الهريس والثريد والساقو واللقيمات والنشا ويكثر فيه أكل اللحم، وكان كل بيت يوزع على البيوت الأخرى الجيران والأقارب، وكنا نشارك في هذه المهمة. أتذكر قبل موعد الإفطار كنا ننتظر المؤذن لأنه ما كان فيه ميكرفونات، ونخبر الأهل بموعد الإفطار، كذلك كنا نستمتع (بالوارده) وهو عبارة عن مدفع يوجد أمام قصر الحاكم عند دوار الساعة وكان يطلق قذيفة لونها أحمر وصوت المدفع قوي وذلك من أجل أن يسمعه الناس ويفطرون عليه. كنا نستأنس إذا أكلنا (الغبقة) وتجمعنا مع بعض، وموعدها قبل الثانية عشرة، وكنا نتسحر على صوت المسحر، وما أحلى السحور مع الأهل والأقارب. وما أجمل (المسحر) وهو الرجل الذي يلف في الفريج ويمر بجوار البيوت ويوقظ الناس بقرعه على الطبل وكذلك ينشد الابتهالات ويذكر الله ويقول (اصحى يا نايم وحد الدايم)، وكنا ونحن شباب نرافقه وندعي معه، وقبل ختام الشهر يقوم الناس بإعطاء المسحر بعض النقود أو الرز كل ما تجود به نفسه والموجود عندهم. ومن أجمل الأشياء كنا نقرأ القرآن ونختمه وتجد كل البيوت تفعل ذلك الكل منهمك في قراءة القرآن وعمل الختمات ونستفيد من وقت الفراغ في مايشغلنا ويقربنا إلى ربنا. أما في شارع الكهرباء فيشهد خلال أيام رمضان نشاطا كبيرا وحركة لا تتوقف، وتقضي فيه أجمل وقتك بالليل، حيث تعج بالحركة والنشاط وتواجد الناس بكثرة فهناك المطاعم اللبنانية والهندية والعربية والإيرانية التي تقدم الكباب والسندويشات، وهناك من يعمل القطايف، وكان عمي عبد العزيز مراد يسوي أحلى كباب وتحصل الناس عليه زحمة يأتون من كل مكان، وتفتح المتاجر أبوابها في شارع الكهرباء حتى ساعة متأخرة من الليل. كنا نصلي التراويح 20 ركعة وكنا مرتاحين رغم طول الصلاة لكنك تجد الراحة والطمأنينة وأنت تستعد لأداء الصلاة فتلبي الجديد وتتعطر وتتدخن وتؤدي الصلاة جماعة. في العيد كنا نذهب للريان لأكل الكستر والمحلبية: من الذكريات الجميلة كنا في يوم العيد نذهب لزيارة الأهل والأقارب والجيران مع مجموعة من الشباب ويعطونا عيدية ونحن كنا صغار نتنافس على من يجمع أكثر، وكنا نتجمع نحن شباب الفريج ونذهب في تاكسي لقصر الحاكم الشيخ أحمد بن علي آل ثاني في تلك الفترة بالريان ونأكل العيش واللحم، وأكثر ما تشدنا هي المحلبية والكستر لأنها ما كانت موجودة عندنا في ذلك الزمان، كما يعطونا خمسة روبيات عيدية، وبصراحة نستانس ونقوم بصرفها على التاكسي وعلى شراء المفرقعات (الشراخيات) لأننا كنا نستمتع بفرقعتها، كما كنا نحضر العرضات القطرية، وكذلك أفراح الباكستانيين، وكنا في العيد نستأجر السياكل من عند الحضارم. في الليل نصيد الجراد ونأكله في المدرسة من الأمور الجميلة في تلك الفترة كنا في الليل نذهب مع جدي حسن الحساوي لصيد الجراد ونجمعه ثم نضعه في (خياش) أكياس كبيرة، ثم يقوم الأهل بطبخه في الصباح ونشره حتى يجف فوق سطح، وبعد ذلك نأكله وطعمه لذيذ ومقرمش، كنا نضعه في مخبانا (جيوب) ثيابنا ونذهب للمدرسة ونأكله ونوزعه على زملائنا الطلبة وكانوا يتلذذون بأكله. ومن ذكرياتنا كنا نذهب لصيد الطيور بطريقة (الحبال) بالفخ وهو صناعة محلية ممتازة ونشغل وقت فراغنا بالصيد مع الشباب لأنه لم تكن لدينا في تلك الفترة ألعاب وكومبيوتر مثل هذا الزمن. صوت العرب يحفزنا ونقوم بالمظاهرات كان الناس شغوفين بسماع راديو (صوت العرب) من مصر، وكنا نتابع الثورات العربية عبره ونسمع الأخبار، وكنا نتجمع مجموعات لسماع خطب جمال عبد الناصر الثورية، وكذلك أغاني أم كلثوم، كنا نؤيد الثورات العربية ضد الاستعمار، سواء ثورة الجزائر أو مصر وحتى نكسة عام 1967م، وهذه تحفزنا وتغرس فينا الحماس والتأييد ونقوم بالمظاهرات في الشوارع، ونجمع التبرعات وكانت يومها مدن قطر تتبرع عبر الشعب وكذلك الحكومة. أتذكر كنا نحن صغارا ونذهب معهم ونكسر الدكاكين علشان نأخذ برميت أو حلويات أو علوج زهيدة الثمن ولكن لا نمد يدنا على الفلوس. بغداد كانت خطوتي الجامعية: درست في جامعة بغداد في أوائل السبعينيات على نفقتي الخاصة، لأنني رفضت الذهاب للدراسة بالسعودية تخصص محاسبة لظروف خاصة بي، وذهبت للدراسة في لبنان ولكن نشبت الحرب عام 1973 وكانت الأجواء خطرة وبذلك عدنا للدوحة، وذهبت للوزارة لابتعاثي إلى بغداد لإكمال دراستي ورفضت الوزارة، وقررت مواصلة الدارسة في بغداد، ودرست على حساب دولة الإمارات أبو ظبي حيث وافق على بعثتنا ودراستنا في تلك الفترة أحمد خليفة السويدي وأنهيت دراستي وخيروني بين العمل في الإمارات أو العمل في قطر، وقد اخترت العمل في بلادي قطر، وأنا أشكرهم على ذلك. ذكرياتي في بغداد كانت جميلة حيث الحضارة والتاريخ والثقافة، وبلاد الرافدين من أجمل البلدان التي زرتها وكانت معاملتهم معنا ممتازة ويرحبون بنا في كل مكان، وأكلت السمك المسقوف على ضفاف نهر دجلة والتمن والباجة والأكلات الشعبية العراقية لذيذة جدًا. الأول على دورة انعاش ضباط الشرطة استاد الدوحة كان للمباريات والمهرجانات والخطابات استاد الدوحة كان مسرحا لاستضافة الأحداث الرياضية والمهرجانات، كانت تقام عليه مباريات كرة القدم بين الأندية القطرية والخارجية مع أندية من خارج قطر ومنتخبات، وكانت تقام عليه مباريات كرة اليد، وشاركنا في مهرجان الحركة الرياضية وكنا نلبس ملابس ملونة كان هناك الكشافة والأشبال، وكان هناك تمثيل قصة حرب الجزائر وشارك فيه مدرسين وطلبة، وكانت هناك دبابات خشبية وتم حرقها، وكانت الجماهير تتفاعل معها، ثم في عام 1963 تم زراعته وهو أول ملعب مزروع في الخليج، أتذكر المباريات الخارجية ومنها مباراة العربي الكويتي ومنتخب الأندية وفاز منتخب قطر (1/صفر)، والمصارعة وشفنا المصارع المقنع، الذي أضافه (أحمد الجابر) لاسمه وأصبح من يومها يطلقون عليه أحمد المقنع والمرحوم البطل العالمي الملاكم محمد علي كلاي، وكذلك أقيم مهرجان خطابي للفلسطيني أحمد الشقيري، كما تقام بطولة اختراق الضاحية التي يبدأ انطلاقها من استاد الدوحة مرورا بشوارع قطر المعروفة وانتهاء باستاد الدوحة وشاركت في هذا المهرجان، وكان وزير المعارف الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني رحمه الله يقوم بتكريم الفائزين. برغبة مني عملت في السلك الشرطي: وأتذكر زارنا في بغداد في السنة الرابعة نائب قائد الشرطة سابقا الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وطلب مني الالتحاق بالشرطة وعلى الفور بعد تخرجي ذهبت للشرطة وتعينت برتبة ملازم أول وتدربت لمدة شهرين ثم استلمت السجون في عم 1977، ثم تم نقلي لمركز العاصمة عام 1978م كمسؤول تحقيقات ومكثت حتى عام 1984م، ثم انتقلت إلى التحقيق المركزي في القضايا فوق (50) ألف ريال وكذلك قضايا القتل، شاركت في دورات متنوعة في مصر والأردن، وكذلك دورة قيادة عليا. وتمت ترقيتي حتى وصلت لرتبة مقدم، وانتقلت من سجن القيادة إلى السجن الجديد على طريق سلوى، ولا يوجد في سجون قطر مظاليم وإنما كلهم محكومين وعليهم مشاكل وقضايا، وأنا أول من أدخل الخلوة الشرعية في السجون حيث يلتقي النزيل بأهله لمدة يوم في مكان مخصص بالسجن لهم. عملت بحوث في الكشف الجريمة بالوسائل العلمية الحديثة، ومسرح الجريمة وحماية المنشآت الصناعية وكنت أشرف البحوث التي يقدمها ضباط الشرطة أثناء الدورات التي تقام للضباط في معهد تدريب الشرطة. في رحلة في غابات بولونيا في لبنان تطوّر كبير في وزارة الداخلية: نشيد ونثمّن الجهود المبذولة من قبل معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دفة قيادة وزارة الداخلية، والتي شهدت تحت قيادته تطورًا كبيرًا وقفزة نوعية وأصبحت المعاملات تنجز في سهولة ويسر، كما توزعت فروع للوزارة لإنهاء الخدمات في كل المناطق لخدمة المواطنين والمقيمين، فشكرًا له من الأعماق.

6257

| 23 فبراير 2017

تقارير وحوارات alsharq
عبد الوهاب المطوع لــ"الشرق": أنا أول مذيع أطلق شارة البدء بتلفزيون قطر

عبد الوهاب المطوع أول مذيع تلفزيوني قطري يصرح قائلًا: أنا أول مذيع أطلق شارة البدء بتلفزيون قطر.. واللغة العربية بحر نهلنا منه على مدار 49 عامًا والدي لم يعارض دخولي العمل في التلفزيون.. ولكنه قبِل على مضض "الجزيرة" قناة الرأي والرأي الآخر وفتحت آفاقًا كبيرة وأحرجت بعض الدول باحترافيتها حضرت زيارة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود لمجلس الشيخ علي في منطقة أم صلال نشأتي في منطقة الصخامة ودار المعلمين أهلتني مدرسًا والدي كان مطوّع منطقة أم صلال.. ودرّسنا للطلاب في المدرسة نفسها ظهرت على شاشات تلفزيون مصر وبغداد باللباس القطري عاشق للحداق ورحلات البر والسفر أيضًا عبد الوهاب محمد المطوع.. صاحب رحلة عطاء امتدت 49 عامًا قضاها داخل أروقة تلفزيون قطر، فهو أول مذيع تلفزيوني يعلن افتتاح تلفزيون قطر، كان ذلك عام 1970. ولد في الصخامة قرب أم صلال علي التي انتقل إليها فيما بعد وتعلم في مدارسها، كان والده محمد المطوع هو الذي يقوم بتدريس الطلاب القرآن الكريم قبل افتتاح المدارس، وتتلمذ على يديه الكثير من أبناء الشيوخ والذين يسكنون المنطقة. أنهى دراسته الإعدادية في مدارس الدوحة، ثم انتقل إلى دار المعلمين وتخرج مدرسًا، الصدفة -عبر الإعلان- قادته للتوجه إلى اختبار المذيعين، ونجح وحقق المركز الأول، وبدأ رحلته مع التلفزيون القطري منذ انطلاقته، ولا يزال حتى الآن يشارك في قراءة نشرة الأخبار. توجهنا إلى منزله العامر في منطقة (أم صلال علي) وكان حصيلته هذا اللقاء.. من الصخامة إلى أم صلال علي: ولد في عام 1950 في الدوحة ونشأ في منطقة الصخامة التي كانت سكن والده، وانتقل بعد ذلك إلى أم صلال علي وترعرع في حضنها، ورغم شهرته والتطور الكبير إلا أنه ظل وفيًا لمحل نشأته، وظل فيها حتى الآن رغم كل مغريات العاصمة الدوحة، يحب هدوؤها وأهلها، كانت دراسته الابتدائية فيها. والده هو محمد المطوّع وهو شيخ دين يعلم الطلاب قراءة القرآن الكريم ويصلي إماما بالمسجد، وقد تخرّج وتتلمذ على يديه الكثير من أبناء الشيوخ وطلاب المنطقة، وكان شديدا في التعامل مع الطلاب من أجل مصلحتهم وكان دائم الرفقة مع الشيخ علي بن جاسم آل ثاني ابن المؤسس.. يقول: كان بيتنا يقع بجوار بيت الشيخ، وكانت هناك جلسة خارج المنزل يجلس الوالد مع الشيخ علي للحديث في كافة الأمور المتعلقة بالمنطقة، وكان هو القاضي الذي يحكم على المخالفين. عبد الوهاب المطوع أول مذيع تلفزيوني قطري وتطرق حديثه نحو والدته قائلا: كانت تقوم بتدريس البنات القرآن الكريم، وكذلك تخرج على يديها كبار الشخصيات، أذكر منها: سعادة/ شريدة الكعبي، وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقًا وسفير قطر سابقًا في مصر. زيارة بن سعود لأمصلال وتحدث عبد الوهاب عن طفولته قائلا: كانت حياتنا بسيطة وكنت مثل أقراني نلعب كرة القدم في الفرجان ونصطاد الطيور بطريقة (الحبال) ونمارس اللعب في شوارع وأزقة أم صلال وروضها، ونقرأ القرآن عند المطاوعة، وأتذكر أن أحدهم "لشطني بالخيزرانة" (ضربني) رغم أنني لم أخطئ، فحزنت، وذهبت إلى المجلس وأخذت حقيبة ملابسه ومن القهر رميتها على شجرة السمر التي تشتهر بها منطقة أم صلال!! مع المتدربين بالأردن لم توجد مدرسة نظامية بأم صلال علي، ودرست في البداية في مدرسة أم صلال محمد، ثم بعد ذلك تم إنشاء مدرسة في أم صلال علي وأكملت فيها الابتدائية، ثم تحولت إلى الدراسة في مدرسة قطر الإعدادية، وبعدها التحقت بمدرسة دار المعلمين لأنهم يعطون حوافز مغرية للطلبة المنتسبين إليها والتي كانت تخرج الطلاب ليصبحوا معلمين في المدارس، وأنهيت الدراسة بها عام 1968. هنا كان علي بن جاسم آل ثني يجلس مع والدي وحول تسميتها بأم صلال علي، قال: احتمال لأنها كما يقال تشتهر بكثرة (الصليل)، وهو نوع من الأحجار الكبيرة الصلبة، وهي تنسب إلى أول من سكنها وهو الشيخ علي بن جاسم آل ثاني ابن مؤسس دولة قطر. مع الملك الراحل حسين حصلت على رخصة القيادة رغم صغر سني!! أتذكر عندما كنت شابًا كنت شغوفًا ومولعًا بقيادة السيارات، وحاولت مرارًا الحصول على رخصة القيادة، وحصلت عليها بتاريخ (1/ 10/ 1963)، وكانت أول سيارة أمتلكها هي من نوع (أوستن كمبرج)، أتنقل بها للدوحة وكافة المناطق، وكانت الطرق أيامها ضيقة وخطرة، والطريق تستعمله السيارات في الاتجاهين. ابنه البكر حمد بن عبدالوهاب اثناء التدريب في الأردن الشعار الأول (2) حضرت زيارة الملك سعود ودرّست مع والدي أتذكر زيارة الملك سعود بن عبد العزيز لمنطقة أم صلال علي، وذلك في عام 1959، وزيارته للشيخ علي بن جاسم آل ثاني في مجلسه، وكنت يومها صغيرًا، وسعدنا وفرحنا بتلك الزيارة. كما أنه من محاسن الصدف أنني قمت بتدريس الطلاب مع والدي الذي كان يدرس العلوم الشرعية في المدرسة نفسها في (أم صلال علي)، وذلك بعد تخرجي في دار المعلمين، وذلك لرد الدَّين للمدرسة التي درست فيها وللمدينة التي ترعرعت بها. الشعار الثالث والأخير الصدفة قادتني إلى العمل التلفزيوني أما بالنسبة إلى دخولي مجال الإعلام والعمل في التلفزيون، فقد كان بمحض الصدفة، حيث سمعت إعلانا في إذاعة قطر عن طلب مذيعين وفنيين للعمل في التلفزيون القطري، ورسخت فكرة التقديم في ذهني، وعلى الفور بحثت عن شخص يدلني على كيفية الطريقة للتسجيل، وبما أنني أعرف محاسب الإذاعة فهمي غزال الذي أخذت رقم هاتفه بعد أن استلمت مكافأة عن إعداد برنامج كلمات متقاطعة كان يقدمه زيدان ياسين في الإذاعة، فقد اتصلت به لمعرفة كيفية تقديم الطلب وأين، وقد شجعني وحفزني، قائلا إنه مجال جديد وفيه مستقبل ويجب اغتنام مثل هذه الفرصة، وبعد ذلك تقدمت بطلب الالتحاق، ومن ثم تم عمل اجتماع للشباب المتقدمين، وعمل اختبارات لهم، سواء المذيعون أم الفنيون لاختيارهم من قِبل لجنة متخصصة، وقد أخبروني بأنني نجحت في الامتحان، وذهبنا لمقابلة مدير إدارة الإعلام محمود الشريف، وعندما قابلني قال سيتم إيفادك للأردن لتكون مصورا تلفزيونيا، وعلى الفور لم أتمالك نفسي ورفضت الطلب لأنني تقدمت للعمل مذيعا وهذه رغبتي، وكنت أنا الفائز الأول في الاختبارات، وخرجت من مكتبه متضايقا وتحطمت كل آمالي، ولكن عندما خرجت من المكتب وجدت الشباب الذين أوقفوني وأصروا على دخولي مرة ثانية للمحاولة، وقالوا لي: ارجع له مرة ثانية واشرح ظروفك. وبالفعل عندما دخلت عليه للمرة الثانية وأوضحت له أنني من الناجحين في الاختبار فكيف يتم رفضي، وعندما رجع إلى الملفات وجدني من الناجحين، وقال: عليك بإقناع زميلك بالذهاب مصورًا. فقلت له: أنت من يقول له، لأنه زميلي. ثم وافق علينا نحن الثلاثة عبد الوهاب المطوع، ومحمد إبراهيم المراغي، ويوسف الإبراهيم، للذهاب مذيعين، كما تمت الموافقة على الفنيين. وفي الأردن تدربنا في التلفزيون الأردني كلٌ حسب اختصاصه، وبعد ثلاثة أشهر رجعنا إلى الدوحة، وتدربنا بإذاعة قطر على الربط وتقديم برامج وقراءة موجز الأنباء ثم نشرة الأخبار حتى تم إنشاء التلفزيون 15/8/1970، وكان مبناه جزءًا من مبنى الإذاعة القطرية، وبطاقة عملي مكتوب فيها بأنني بدأت العمل 26/9/1968، ولا أزال مستمرًا حتى الآن، وهذا يعني أنني قضيت 49 عاما في العمل في مجال التلفزيون. بيت علي بن جاسم ابن المؤسس مع الزميل محمد المهندي لم أنم عندما تم تكليفي بالظهور لأول مرة لقد تم اختياري أول مذيع قطري يطل على المشاهدين من خلال شاشة تلفزيون قطر في يوم الافتتاح 15 أغسطس عام 1970، وذلك بعد عمل اختبار للمذيعين ونجاحي، فقد أفادتني كثرة قراءتي للقرآن الكريم في تحسين لغتي العربية، وأتذكر ليلتها أني لم أذق طعم النوم، كنت أفكر كثيرًا وأحسست برهبة وتوتر، وعندما بدأ البث قلت: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهنئكم بمناسبة افتتاح تلفزيون قطر من الدوحة، ونبدأ بالقرآن الكريم)، ثم استعرض زميلي محمد إبراهيم فقرات اليوم، واختتم الفقرات، وقدم برنامج الغد يوسف الإبراهيم، وكان عدد ساعات البث التلفزيوني ثلاث أو أربع ساعات يوميًا، كنا في البداية مذيعي ربط، ثم تطورنا لتقديم بعض البرامج، ومن ثم نشرات الأخبار، وقد استعان التلفزيون ببعض المذيعين بالإذاعة مثل محمد المعضادي وحسن رشيد، وأحدث وجودي بالتلفزيون نقلة نوعية في حياتي، فمن شخص مغمور في أم صلال علي إلى شخص مشهور يطل على أغلب البيوت في قطر، وكنت تحت الأضواء والشهرة، وهذا حملني مسؤولية كبيرة، أتذكر أني قدمت برنامج الشريط رقم، وألوان، ومجلة التلفزيون، وكلمات متقاطعة، وغيرها من البرامج الخاصة والإخبارية والنقل المباشر. عبد الوهاب المطوع أول مذيع تلفزيوني قطري مبنى التلفزيون الجديد ونقلة نوعية.. واستمر التطوير أتذكر بتاريخ 1/ 6/ 1974 تم افتتاح المبنى الجديد للتلفزيون، وهو المبنى الحالي، وكان الإرسال بالألوان ويبث عبر القناتين (9-11)، وكانت مدة البث تسع ساعات يوميا، ويقدم برامج متنوعة ونشرات أخبار. الوالد محمد المطوع وكان هناك عدد كبير من الشباب القطري العامل في التلفزيون في جميع المجالات الفنية والتشغيلية والإدارية وغيرها. وثيقة من 53 سنة مازال محتفظاً بها وقد حدثت تطورات كثيرة ونقلة نوعية في التلفزيون خلال مسيرته، حيث تم نقل المباريات والأحداث العالمية على الهواء مباشرة، وأصبح التلفزيون ينتج المسلسلات المحلية والعربية والدينية والأفلام التسجيلية والوثائقية وبرامج التراث، وتم افتتاح استديو جديد رقم (4) عام 1981 لتنفيذ تلك المهمة. وبدأ إرسال القناة 37 (باللغة الإنجليزية) في فبراير من عام 1982، وتم نقل المباريات عليها والمسلسلات الأجنبية والأفلام الوثائقية، وتوقفت القناة في 27/7/2014. وفي ديسمبر من عام 1998 تم الإرسال والبث الفضائي عبر القمر الصناعي هوت بيرد ونايل سات وعرب سات، وفي عام 2004 اكتمال البث طوال (24) ساعة على القناة الأولى. كما حدث خلال مسيرة التلفزيون تطوير شامل للقناة، وتم تغيير ثلاثة شعارات خلال مسيرة التلفزيون، الأول شعار الصقر والبكرات، والثاني شعار الدانة وعلم قطر، والثالث شعار قطر الموجود حاليا. أطرف موقف أتذكر موقفا طريفا ومحرجا حصل لي، وذلك أثناء قراءتي نشرة الأخبار، كانت هناك ذبابة أزعجتني وأثناء وضع فيلم إخباري حاولت إبعادها ولكنني خبطت كأس الماء وأحدث صوتًا في الاستديو، ولكن لم يشعر بها المشاهدون ولكني أُحرجت من ذلك. ومن المواقف المحرجة ما حدث لي في السعودية، حيث طلب مني رئيس المذيعين أن أبدأ بقراءة نشرة الأخبار في التلفزيون السعودي، وسلموني نسخة من النشرة، وفي آخر لحظة تم تغيير النسخ وأنا لم أقرأ النسخة الثانية، ولكن الحمد لله الذي وفقني في قراءة النشرة، وعرفت فيما بعد السبب بالتغيير، حيث إن المذيع السعودي اعترض وطلب أن يكون هو المذيع الرئيسي الذي سيبدأ بقراءة النشرة وحصل له ما أراد، وسارت الأمور على خير. التلفزيون يجذب المشاهد فندخل كل البيوت من دون استئذان دخلت التلفزيون عن رغبة واقتناع وتعلقت به وشدني كثيرًا العمل مذيعا وأصبحت دائم الحنين، ويسعدنا دائما -كوننا مذيعين- ردة الفعل الإيجابية من قبل المشاهدين لنا، كما أن الظهور على الشاشة مغرٍ وممتع، وأصبح جزءا مني، ولو غبت عنه أشتاق إليه، والأضواء دائما تسلط على المذيعين ويكونون تحت المجهر، والمذيع عليه مسؤولية كبيرة تجاه المشاهدين لأنه يدخل البيوت من دون استئذان، ومنذ ظهوري على الشاشة فترة البدايات عام 1970 ولا أزال مستمرًا حتى الآن في قراءة نشرة الأخبار. الأخبار تناسب شخصيتي لقد أحببت التخصص في قراءة نشرة الأخبار لأنها جدية وتشدني وأنا أحب ذلك، لأن هناك أخبارا متنوّعة منها مؤلمة ومحزنة، ونتعرف على أخبار العالم ونكون دائما على اطلاع وتجديد ومعرفة كل التطورات والمستجدات التي تحدث على الساحة العالمية.. نحن نتأثر بالمشاهد كثيرا ونكتم بداخلنا، ولكن يظهر ذلك على وجوهنا، وأتذكر أنني قرأت خبر تولي حضرة صاحب السمو المرحوم الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني مقاليد زمام الحكم في البلاد في 22 فبراير 1972، كما أنني أول من قدم سمو الأمير الراحل وهو يقرأ بيان استقلال دولة قطر في 3 سبتمبر من عام 1971، وأجد ردود أفعال كبيرة مشجعة على استمراري رغم وجود مذيعين من الشباب ينتظرهم مستقبل باهر. وأذكر أنني قدمت نشرات الأخبار بالزي القطري في التلفزيون العراقي والمصري.. أذكر أننا كنا في دورة في مصر ليس لها علاقة بالإعلام، وكان معنا أحد الوكلاء بالتلفزيون المصري وطلب مني قراءة النشرة واشترطت عليهم الظهور بالزيّ القطري، وقد كان ذلك، وتلقيت ردود أفعال جيدة أسعدتني، وأتذكر أنه استقبلني سفيرنا السابق في مصر سعادة شريدة الكعبي الذي قال لي إن أحد الموظفين بالسفارة قال إنه كان أمس مذيع عربي يقرأ النشرة، لأنني لبست الزي القطري، وضحكنا. كما قرأت النشرة في تلفزيون الكويت والبحرين وسلطنة عمان والشارقة وأبو ظبي. مناصب متعددة بالإضافة إلى أنني مذيع قارئ نشرة الأخبار، إلا أنه تم تكليفي عام 1982 مديرا للبرامج في القناة (37)، وتوليت منصب مساعد مدير إدارة التلفزيون في عهد تولي سعد الرميحي إدارة التلفزيون، وبصراحة لقد أرهقني العمل الإداري لأن من طبيعتي الحركة وتقديم نشرة الأخبار، عكس الجلوس في المكتب والعمل اليومي الطويل ومشاكل الموظفين وغيرها من الأمور، وأنا لا أحب الجلوس في المكتب، وبعد التطوير الجديد تحولت إلى خبير في إدارة التلفزيون، ولا أزال على رأس عملي حتى الآن. أضواء الشهرة لم تغيرني!! رغم أن الأضواء سُلطت علي خلال فترة وجودي في التلفزيون وأصبحت مشهورًا بين المشاهدين، إلا أنني لم أُصب بالغرور ولم تغيرني المناصب أو المراكز ولا حتى الأضواء والشهرة، بل أنا أعتبر نفسي إنسانا عاديا ويحترم الآخرين، وأرتاح لردة أفعال المشاهدين سواء الإيجابية والتي ترفع من روحي المعنوية، أو غيرها من الآراء لأنها من مصلحتي وأستفيد منها وأرحب بالنقد الهادف البناء. قناة "الجزيرة" أحرجت الدول وكشفت المستور وتحدث عن قناة "الجزيرة" الإخبارية، قائلًا: هي مميّزة، ومن أفضل القنوات الإخبارية على الساحة، وهي التي أحدثت طفرة كبيرة وقفزة نوعية في منطقة الشرق الأوسط وتخطت الخطوط الحمراء وكشفت الممنوع والمستور، ووقفت مع الشعوب وأحدثت تغييرا بمفاهيم كثيرة، وفتحت المجال للرأي والرأي الآخر للجميع لكي نستفيد. وحول عدم انضمامه إلى قناة الجزيرة، خاصة أنه من أفضل المذيعين، قال: لم يُعرض علي أو يطلب مني الانضمام إلى قناة الجزيرة لقراءة نشرة الأخبار، ولو عرض لفكرت في ذلك، والظهور على قناة الجزيرة مكسب كبير ويطمح إليه كل مذيع، لأنها تدخل كل البيوت في مناطق متعددة في العالم، وأصبح لها عدد كبير من المشاهدين، خاصة أن لها مراسلين في كافة أقطار العالم وتغطي كل الأخبار العالمية، وأصبحت من المصادر المهمة والموثوقة في العالم. لدينا مواهب شبابية واعدة في تلفزيون قطر لدينا الآن مواهب قطرية شبابية برزت مؤخرا في تلفزيون قطر، وسيكون لها مستقبل كبير في مجال التلفزيون، وأنا أتوسم فيهم الخير، وأذكر منهم محمد نويم الهاجري، وعبدالرحمن الشمري، وماجد الزيارة، وعبدالله العمادي، ومحمد الانصاري، وأنصحهم بالالتزام (بالوقت) والمواعيد، وهذا أهم شيء في التلفزيون، ولا بد من تنظيم الوقت وضبطه والاطلاع على كل ما هو جديد والقراءة الدائمة، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح، ونحن ندعمهم بقوة. هوايتي الحداق من هواياتي حبي الذهاب إلى البحر وقضاء أوقاتي مع أصدقائي لصيد السمك، وبخاصة عاشق (للحداق)، كما أننا نصطاد السمك بطرق مختلفة أخرى عن طريق اللفاح، وكذلك نصب الشباك (الشروخ) ونذهب في وسط البحر بالطراد، كما أنني أحب البر وبخاصة في أيام الربيع، وأيام الذهاب للبحث عن الفقع، وصيد الطيور. ومن هواياتي السفر، لأن في السفر سبع فوائد والاطلاع على معالم وحضارات وثقافة الدول. مع الزميل محمد المهندي

9283

| 16 فبراير 2017

تقارير وحوارات alsharq
عيد الأضحى.. مواقف طريفة وذكريات لا تنسى

* فاطمة فرج: بعد ثلاث ساعات في طابور المقصب اكتشفت إضاعتى لكوبون الذبح * البوكر: منذ طفولتى وحتى تخرجي في الجامعة وجدتي مصممة أن تعطيني عيدية * الهيدوس: قديماً كنت أضع ملابسي الجديدة تحت المخدة قبل العيد بثلاثة أيام * العبدالله: السيدات في الأونة الأخيرة أصبحن يهتممن بمظهر الفوالة أكثر من محتوياتها عيد الأضحى بكل زخمه وألقه، تأصل في وجدان الناس واستعصى على التغيير الذى أصبح طابع العصر، وفى ربوع قطر لا تزال الأسر تتمسك بالعادات والتقاليد التى ارتبطت بمناسباتنا الإسلامية والتى تتطلب الاجتماع للتجهيز لها فتجد الأب الى جوار ابنه وابنته والأم ترصد ما ينقصها لقيام التجمع الاسرى السنوى الذى يكون عادة فى البيت الكبير (منزل الجد) هذه العادات ارتبطت فى ذهن الآباء والامهات وحتى الشباب بذكريات من الصعب ان تمحى من ذاكرتهم وفي ما يلى فيض من الذكريات يرويها مواطنون المكسرات والحلى في البداية تحدثت جميعة العبدالله قائلة: "منذ قديم الزمان ونحن نعتبر "فالة العيد" شيئا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه، وخصوصاً بعد تجمع الأهل والأقارب بمكان واحد، حيث كان قديما يقوم أهل البيت بتقديم بعض الفواكه والحلويات مثل الرهش (حلوى طحينية لونها أبيض)، الكعك، والقهوة العربي، والمكسرات، الهريس، وغيرها من الحلويات. كما نوهت جميعة بأن السيدات في الأونة الأخيرة بتن يهتممن بمظهر الفالة أكثر من محتوياتها، حيث يكون للتصميم والديكور دور مهم في تقديمها للضيوف. وتابعت: "أفضل شيء في مواقف العيد الطريفة أننا نقوم بالذهاب لذبح الخروف وبعد تنظيفه نضعه في الثلاجة ونذهب لتناول الغداء في احد المطاعم ، حيث اننا جميعا لا نتناول لحم الخروف، بدأت غيداء محمد الحديث العيد بضحكة من المواقف الطريفة التي ينتظرونها بمجرد حلول عيد الأضحى المبارك ، حيث ترى أن الخروف رغم شرائه بمواصفات معينة ودفع مبلغ كبير إلا أنهم لا يستطيعون تذوق لحمه فيفضلون الأطعمة الجاهزة عن الطبخ ومتاعبه في البيت. وتكمل غيداء حديثها قائلة : "في ذلك اليوم دائماً ما يفاجئنا ضيف من الضيوف بقدومه إلى البيت وذلك لتبادل الأضحية، فيفاجأ أننا نعطيه الخروف بأكمله تقريباً فيظل يحاول إعادته لنا بسبب أنه لن يستطيع تنظيف كل هذا اللحم ولكننا نضحك ونقول له "لقد تورطت ولا تحاول أن تعيده لنا " ، وهكذا تمضي مواقف العيد المضحكة بكل جمالها . طابور السيدات "فاطمة فرج" واحدة من السيدات اللواتي قررن أن يعتمدن على أزواجهن في عملية الذهاب للمقصب لذبح الخروف وذلك بسبب موقف معين حدث لها في أحد الأعياد. حيث تحكي قائلة "كانت فرحتي عارمة بقدوم عيد الأضحى المبارك فالكواليس التي تحدث بالعيد هي التي تعطي الجمالية لهذه الأيام، ولكن فى يوم من الأيام حدث موقف ما جعلني ابكي من شدة الضحك، حيث ذهبت للمقصب وكلي أمل فى الانتهاء من عملية ذبح الخروف خلال ساعة، وبعد ثلاث ساعات انتظار في طابور السيدات، يأتي دوري ليسألني أحدهم: اين الكوبون الخاص بالخروف؟، وبعد تفقدى شنطة يدى تفاجأت بأني نسيت الكوبون في البيت، كادت الصدمة تجعلني اضحك وابكي فى نفس الوقت، فقلت له ضاحكة: هل من الممكن أن تقول لزوجي ان السكينة ضاعت منك لأنه سيقوم بذبحي أنا ". وباتت هذه القصة حديث العيد كل عام. العيدية "عبدالله البوكر" حاول اقناع جدته بأنه كبر وتخرج من الجامعة، لكي تتوقف عن اعطائه العيدية، ولكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح. يتحدث البوكر قائلا: "العيد مرتبط بجدتي، وجدتي مرتبطة بالعيد، ولا يمكن أن ينفصلا أبدا، حيث إنه من ضمن المواقف الطريفة التي تحدث بالعيد هو الذهاب لمنزل جدتي لقضاء اول يوم معها، وهذا اليوم لا يتغير ابدا من الوقت الذي توقفت فيه عن الرضاعة إلى الآن وهي تعطيني عيدية وأنا أحاول أن أقنعها بأنني كبرت وأعمل الآن وهي ما زالت مصممة. ويستطرد البوكر قائلا: في أول يوم تقوم السيدات بتقديم الحلويات ومنها (الجمات والخنفروش) وهي نوع من الكعك به مزيد من السكر. جهاز كى الملابس "سعود عبدالعزيز محمد الهيدوس" العيد لديه مقترن بأداة كى الملابس، حيث ان المكواة تعتبر أكثر موقف طريف مر عليه بحياته، حيث يردف قائلاً "منذ زمن قديم لم تكن هناك أداة لكي الملابس فكانت امي تحضر لنا ثياب العيد الجديدة وكنا نأخذها لنضعها تحت المخدة قبل العيد بثلاثة أيام وذلك لتكون على افضل هيئة اول يوم العيد، عندما اتذكر هذا الموقف اضحك كثيرا فالآن لو قمت بوضع الملابس بهذه الطريقة سأضطر لأن ارسلها للمغسلة لكي تعيد هيئتها من جديد " . وبعد التحدث عن الموقف الطريف الذي يذكره بعيد الاضحى المبارك تحدث الهيدوس قائلا "اول يوم العيد دائما ما يقترن بالاهل ولمة العائلة وزيارة بعضنا البعض وخصوصاً بعد توزيع الحلوى والهدايا.

6933

| 11 سبتمبر 2016

محليات alsharq
يوسف المفتاح: قضينا في فريج الأصمخ خلال الستينات أجمل أيام حياتنا

* المفتاح: كنا نصعد إلى السطح في رمضان نترقب إطلاق المدفع والإشارة المضيئة * كانت المنازل قديمة وتحتضن أنفساً طيبة متراحمة متقاربة * كنا نترقب ليلة القرنقعوه ونتجول في الفرجان ونردد أغاني شعبية * كنا نمارس كرة القدم بملعب السلام بالقرب من نادي النجاح "الأهلي" يوسف المفتاح شخصية عرف عنها التواضع وحب عمل الخير للجميع، ويسعى دائما لخدمة المحتاجين حول العالم، يحدثنا في هذا اللقاء عن الزمان الماضي، وتلك الأيام الجميلة التي عاشوها مع لفيف الأهل والأصدقاء، ويسترجع معنا بعض الذكريات التي لا تنسى في الفرجان، عندما سكنوا بفريج الأصمخ، خلال الستينيات التي كانت فيها الحياة بسيطة متواضعة، عاشوها مع الآباء والأجداد في منازل واحدة، كانت تضم عددا من أفراد الأسرة وبعض الأقارب أيضا، حيث تتكامل الأسر وتتقارب، ورغم ضيق المنازل إلا أن الأنفس كانت وسيعة متقاربة ومتحابة، ومتراحمة. أما بالنسبة لشهر رمضان، فقد كانوا يقضون أيامه مع بعضهم، ويجتمعون على سفرة واحدة متواضعة لتناول الإفطار والسحور، وقبل ذلك يصعدون إلى أسطح المنازل لسماع صوت إطلاق المدفع أو رؤية الطلقات المضيئة، التي كانت مصاحبة لصوت المدفع، حتى يراها سكان المناطق البعيدة ويعرفوا موعد دخول الإفطار. وقال: سكنّا في البدايات بفريج الأصمخ بمنزل متواضع وصغير؛ يجمع أسرا متكاملة، وذلك عندما كانت الحياة بسيطة متواضعة، موضحاً من ذكريات شهر رمضان التي مازلنا نتذكر أيامها، عندما كنت أبلغ من العمر عشر سنوات البرامج الاجتماعية والدورات الرياضية مثل كرة القدم، التي يتم تنظيمها بين مجموعة فرق، وتقام في ملعب السلام الذي كان يتردد عليه عدد من اللاعبين.. يوسف المفتاح يحمل درع التطوع من البحرين وتابع: وبما أن منزلنا كان يقع بالقرب من نادي النجاح، وهو النادي (الأهلي حالياً)، ويقع في ذات المنطقة أيضا ملعب السلام الذي لعب فيه نخبة من اللاعبين، كنا نقضي أوقاتا ممتعة مع بعضنا في ممارسة الرياضة، وإقامة بطولات التحدي، إلى جانب الألعاب الشعبية التي نلعبها باستمرار في الفرجان؛ مثل لعبة "الور وير، وقلينة ناطوع، والرين، والكونة"، حيث إن تلك الألعاب كانت تهوينا خاصة أن الفترة السابقة لم تكن فيها إلا الألعاب الشعبية وبعض الألعاب الرياضية الأخرى؛ مثل كرة القدم والطائرة. وأضاف: مازلنا نتذكر في شهر رمضان سابقاً ليلة القرنقعوه، كيف كنا نجتمع مع بعضنا وننطلق لنتنقل بين الفرجان، مرددين الأغاني شعبية، وكل منا يسعى لتعبئة كيسه بحلوى ومكسرات القرنقعوه، ونتسابق ونتحدى بعضنا في ذلك، بكل فرحة وسرور، ونقضي اوقاتا طويلة في المرور على الفرجان والتجول بها. وأوضح المفتاح: كانت الأمهات في شهر رمضان يجتهدن بتجهيز الأكلات الشعبية مثل الهريس والثريد والمرقوقة وغيرها، وكنا نجلس على سفرة واحدة لتناول الإفطار والسحور، وقبل ذلك نترقب صوت المدفع بالصعود إلى أسطح المنازل لسماع صوت اطلاق المدفع مع الطلقة المضيئة، التي تعتبر اشارة واضحة ومرئية للمناطق البعيدة، مبينا أن موقع المدفع كان بالقرب من الجامع الكبير.. وأردف قائلاً: في أيام الدراسة وسنواتها – سابقاً - كنا نقطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام للذهاب إلى المدارس البعيدة، وتلقي التعليم؛ إيمانا بأن المبادرة في طلب التعليم تعتبر اول خطوات النجاح، حيث إنه درس المرحلة الابتدائية في مدرسة صلاح الدين، التي تقع بالقرب من منطقتنا، ودرس المرحلة الإعدادية في مدرسة قطر الإعدادية الواقعة بالقرب من جسر الجيدة، وكنا نذهب إليها سيرا على الأقدام، وكانت المسافة ليست قريبة حيث إننا كنا نخرج من المنازل مبكراً، للوصول إلى المدرسة في الوقت المناسب.

3623

| 01 يوليو 2016

محليات alsharq
سعيد الأسود : عشنا رمضان في القرى القديمة حيث البساطة والمودة

\رمضان كانت أجواؤه رائعة وتميزه اللقاءات والزيارات الناس كانوا يستعدون لاستقبال شهر رمضان قبل فترة بشراء ما يلزمهم عشنا شهر رمضان في القرى القديمة حيث البساطة والمودة سعيد بن حمد الأسود يحدثنا عن رمضان في الزمن الماضي الذي عاشه مع والده رحمه الله والآباء والأجداد في ذاك الزمان البسيط، ويتذكر بعض المواقف والأمور واحتفالهم باستقبال المناسبات الإسلامية وغيرها من المناسبات الاخرى. رغم صغر سنه آنذاك مازال يتذكر تلك الأيام الجميلة مع من سبقوه من آباء وأجداد وإخوة أكبر منه سنا ، يسترجع تلك الذكريات التي لا تفارقه أبدا ووثق معظمها في صور تذكارية لازال يحتفظ بها حتى الآن . إلى جانب حبه للتراث وهواياته المتعددة يهوى تجميع والاحتفاظ بالصور التذكارية لأبرز الشخصيات القطرية من شيوخ وحكام وغيرهم . وفي لقاء " للشرق " مع الأسود أوضح لنا أن لشهر رمضان في السابق أجواء تختلف تماما عن ما هي عليه الآن من حيث الروحانيات والتقاء الأقارب والأصدقاء مع بعضهم إضافة إلى تبادل الزيارات والجلوس مع بعضهم في تلك المجالس المتواضعة للسهر وروي القصص . وقال الأسود : كنا نسمع من الآباء في السابق ان المجالس مدارس نتعلم منها لذا فهم كانوا يحرصون على ملازمتنا لهم وجلوسنا في المجالس للاستماع إلى أحاديثهم وقصصهم في الماضي والتعلم منهم ، موضحا كان الناس يستعدون لاستقبال شهر رمضان قبل فترة في تجهيز كل ما يلزمهم من اكل وشرب طيلة الشهر الفضيل ، علاوة على انهم كانوا يحرصون على طبخ وتجهيز الاكلات الشعبية التي لابد أن تتواجد على موائد الإفطار في السابق، وتختلف أجواء رمضان عن الوقت الحالي بشكل كبير من حيث فرحة الناس في حلول رمضان والتجهيز له قبل فترة من حلوله ، بالإضافة إلى الاجتهاد في الطاعات والعبادات . وأضاف نحن عشنا شهر رمضان في القرى القديمة وكان الوضع يختلف حيث البساطة بين الناس والمودة والألفة التي تجمعهم دائما بدون مصالح دنيويه، وكنا نهنئ بعضنا في حلول رمضان ونتبادل الزيارات لذلك ، ونجتمع على مائدة إفطار واحدة ونذهب إلى المسجد لأداء الصلوات، لافتا إلى ان صلاة التراويح كانت في السابق تجمع سكان القرية مع بعضهم حيث أنهم يصلون 23 ركعة ، ومن ثم يذهبون إلى احد المجالس للجلوس والاجتماع مع بعضهم. ولفت إلى الناس في السابق كانوا يستخدمون " الجربة " المطارات للتزود بالماء العذب الذي يصلهم عن طريق سيارات حكومية كانت تجلبه من الدوحة إلى تلك القرى والمناطق البعيدة، بينما مياه الآبار الموجودة في المناطق والقرى كانت تستخدم للغسيل وفي المزارع وتشرب منها الابل والأغنام . واستطرد رمضان قديما كان طويل ونشعر بالحرارة والظمأ وتعب شديد وكنا نصبر كثيرا حتى وقت الافطار للتجمع وتناوله مع بعضنها وننسى بعد ذلك مشقة اليوم، منوها إلى أن الناس كانوا يستقبلون الاعياد في الفرحة وإقامة الاحتفالات مثل العرضة وغيرها وتبادل التهاني والزيارات في تلك المناسبات المتواضعة والجميلة.

2729

| 22 يونيو 2016

محليات alsharq
سعود آل شافي: في الستينيات كنا نفطر ونصلي التراويح في قلعة الريان

كنا نصلي ونحفظ القرآن في مسجد تم بناؤه عام 1830 هـ سافرت بطائرة "أم علي" إلى مسقط لشراء أول سيارة في حياتي عشنا الزمان الجميل بكل بساطة ورحمة وقلوب متقاربة تعود بهم الذكريات إلى ذلك الزمان الجميل الذي عاشوه بكل بساطة ورحمة، القلوب متقاربة تحكي لغة المودة والألفة، نصل خلال لقائنا مع بعض الآباء من كبار السن إلى معلومات جميلة إن ذهبت فمازال أثرها باقيا في نفوسهم، وما يؤكد ذلك البهجة والسرور اللذان يُرسمان على وجوههم وهم يسردون لنا تلك القصص في ذاك الزمان. لقاؤنا مع الوالد سعود بن محمد آل شافي كان ثريا بالمعلومات والذكريات الجميلة التي مازالت خالدة في ذاكرته حتى الآن، يبلغ من العمر 65 عاما ولتلك الأيام ذكريات لا تنسى لديه، بل ومازال يذكر المسجد القديم الواقع في منطقة الريان والذي تم بناؤه في عام 1380 هـ، ويعتبر من المساجد القديمة في البلاد حيث كان يتوافد إليه الآباء والأجداد في القرون الماضية لأداء صلاة التراويح والقيام فيه، كانت لرمضان ذكريات جميلة في الزمن الماضي، حيث يحرص الجميع على تبادل الزيارات وتناول الإفطار بشكل جماعي مع الأقارب والأصدقاء. ويروي لنا الوالد سعود آل شافي الزمان الماضي كيف عاشوه مع الآباء والأجداد وأين قضوه، موضحا: في السابق كان الناس يتبادلون الزيارات ويقضون مع بعضهم أوقاتا جميلة، ولشهر رمضان شعور خاص حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء مع بعضهم باستمرار على الفطور وكذلك في المساجد لأداء صلاة التراويح وهو ما نفتقده الآن كثيرا. سكنوا منطقة الريان بالقرب من شارع آل شافي في منطقة قديمة ومنازل صغيرة بمساحتها كبيرة بذكرياتها الجميلة وبالأنفس الطيبة التي احتضنتها وعاشت بين جدرانها في زمان البساطة والرحمة. وقال آل شافي: في السابق كنا مع بعضنا تجمعنا اللقاءات الدائمة ونسأل عن بعضنا بعضا ونتشارك المناسبات ونحرص على الحضور والتواجد في المجالس، والكل يسأل في حال غياب أي شخص، مبينا: في السابق كنا نجتمع في مجلس الوالد "حمود آل شافي" في تلك المنطقة والمنازل القديمة في بداية الستينيات، وكنا نستخدم "البنكة" المروحة للحصول على الهواء وذلك قبل وصول المكيفات إلينا. وأضاف: كنا نتناول الإفطار ونصلي التراويح في قلعة الريان مع الشيوخ رحمهم الله وكان الإمام في ذاك الوقت الذي يصلي بنا -في مسجد الشيخ علي آل ثاني رحمه الله- أبو يوسف، ولفت إلى أن طريق الريان من دوار القلعة إلى الدوحة يعتبر من الطرق القديمة في البلاد ويستخدمه السكان سابقا للذهاب إلى الدوحة. وأضاف: لقد تعلمنا لدى المطوع عبد العزيز من أصدقاء فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله وكان يحفظنا القرآن الكريم في المنازل وبعض المرات في المسجد القديم في الريان. وعن أول سيارة قام بشرائها قال: سافرت إلى مسقط في طائرة اسمها "أم علي" لشراء سيارة من نوع "رنج روفر" كانت قيمتها عشرين ألف ريال، ومن ثم عدت بها إلى قطر عبر ذلك الطريق المتواضع.

6923

| 21 يونيو 2016

محليات alsharq
الوالد راشد الكواري يروي لـ"الشرق" ذكريات الفريج في رمضان قديما

أهل الفريج يستقبلون رمضان بالفرحة وتبادل التهاني نحرص على مشاركة بعضنا المناسبات والأعراس أشتاق إلى السنوات الماضية كثيراً نساعد المعرس في ذبح الخراف ونحتفل بإقامة العرضة ليلة العرس الوالد راشد الكواري يبلغ من العمر قرابة 73 عاماً؛ يحدثنا عن ذكرياته في العقود الماضية والزمن الذي عاشه مع إخوته في ذاك الزمان، ويتذكر الأفراح والمناسبات التي عاشوها معاً، وحرصَ أبناء الفريج على المشاركة، والقيام بالواجب في الأعراس والمناسبات الإسلامية الأخرى. بدأ الصومَ في سن العاشرة، وتعلم من والده الذي حرص على تعليمه أمور دينه كالصيام، ويشجعه على الاستمرار في الصيام شيئاً فشيئاً.. كان يصوم نصف نهار، ومن ثم يفطر، إلى حين تعلم الصيام طوال اليوم، وذلك في زمن الستينات.. كانوا يستقبلون شهر رمضان بفرح، ويتبادلون التهاني والزيارات، ويحرِصون على أداء الفرائض في تلك المساجد القديمة والمتواضعة، ويسأل بعضهم عن بعض ويتناولون الإفطار والسحور معاً.. أيام الأفراح والأعراس يتشاركون بالأغاني التراثية وتجهيزات المعرس والعروس، حيث يتم تجهيز غرفة العروس "بالخلة"، وهي تزيين غرفة العروس بأنواع من القماش، وغيره من اللوازم الأخرى، التي تضاف إلى الزينة، إضافة إلى الصندوق المبيت، الذي يتم فيه نقل أدوات العروس من منزل المعرس، إلى منزل العروس، هذا بالنسبة للعروس. بالنسبة للمعرس؛ فيكون هناك تعاون من أبناء الفريج مع المعرس في ذبح الخراف، وكذلك المشاركة في العرضة والتجمع والوقوف إلى جانبه في هذه المناسبة، ويتم تجهيز المعرس بشراء الملابس الجديدة؛ من الثياب والبشت وغيره من سوق واقف، ومن الأغاني التي كانت تقال في الأعراس أثناء "الزفة" شيلات مختلفة كان يحفظها الآباء والأجداد. عمل في صغره بمهنة "التباب" وهو الفتى الذي يقوم بفلق المحار، واستخراج ما بداخله من صغار اللؤلؤ "السحتيت" وتجميعه، ومن ثم بيعه والاستفادة منه لحسابه الخاص، وكان أهل الفريج يستقبلون من خرجوا برحلات استخراج اللؤلؤ عند عودتهم المسماة بـ "الردة"، بالأغاني فرحاً باستقبالهم، وهم يجتمعون بالقرب من الشاطئ، موضحاً لقد كانت رحلات الانطلاق لاستخراج اللؤلؤ، تبدأ من شاطئ الغارية، وحتى الوصول إلى "الهير" وهو مكان وجود المحار في البحر.. وأكد الكواري انه مازال يتذكر الأيام الماضية، والآباء والأجداد والأصدقاء في ذلك الزمان، وهو يشتاق كثيراً للمناطق الشمالية، التي ولد فيها وقضى بها طفولته، إلى حين الانتقال إلى الدوحة.

934

| 13 يونيو 2016

علوم وتكنولوجيا alsharq
فيديو.. علماء يكتشفون طريقة لمحو ذكرياتك السيئة من المخ

هل هناك ذكرياتٌ سيئة تودُّ أن تقوم بمحوها من دماغك بشكلٍ دائم؟، أو تستبدلها بأخرى سعيدة، أو تكون في عقلك ذكريات لم تحدث أصلاً؟. قد تبدو هذه الأسئلة واقعية إذا طُرحت بأحد أفلام الخيال العلمي، إلا أنه بحسب فيلمٍ وثائقيٍ جديد عرض هذا الأسبوع في أميركا، فإن العلماء اكتشفوا طريقة للتخلص من الذكريات السيئة، بحسب صحيفة "The telegraph" البريطانية. "قراصنة الذاكرة"، فيلم وثائقي يكشف أحدث أبحاث تتعلق بالذاكرة، وكيف للإنسان أن يتلاعب بها. ويتضمن الفيلم حواراً مع الأستاذة في علم النفس بجامعة "لاندن ساوث بانك"، جوليا شو، والتي صممت جهازاً لزراعة الذكريات السيئة، والتي استطاعت إقناع بعض الخاضعين للتجارب أنهم لم يقوموا بارتكاب جرائم في السابق، الأمر الذي قد يحمل معه تداعيات مخالفة للنظام القضائي. صنّاع الفيلم تحدثوا مع الطبيبة النفسية ميريل كيندت، والتي أوجدت دواءً من الممكن أن يستخدم في محو التداعيات السيئة لبعض الذكريات، والتي استطاعت من خلاله معالجة مرضى رهاب العناكب.

745

| 13 فبراير 2016

منوعات alsharq
ألعاب الفيديو تُساهم في التخلص من الذكريات المؤلمة

أوضحت دراسة حديثة أن ممارسة ألعاب الفيديو تساعد بصورة ملموسة في التخلص من الذكريات غير المرغوب فيها، وفقا لأحدث الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد. وأوضحت الأبحاث أن الذكريات البصرية غير المرغوب فيها، هي إحدى السمات الأساسية المرتبطة بالتوتر والاضطرابات المتعلقة بالصدمة السريرية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة "PTSD"، إلا أنها يمكن أن تحدث في الحياة اليومية. وقال الباحث، إيلا جيمس، من جامعة "أوكسفورد"، إنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يرغبون في نسيان الذكريات المؤلمة، فإنما تمكن إعادتها إلى الذهن، على الأقل في ظروف معينة لبحثها ومناقشتها. وفي تجربتين، كان الباحثون المشاركون قد عرضوا الأفلام التي تتضمن مشاهد من المحتويات الصادمة كوسيلة لإحداث تجربة ذكريات تدخلية، ثم أعيد المشاركون إلى المختبر بعد 24 ساعة من مشاهدة الفيلم. وفي التجربة الأولى، كان نصف المشاركين ذاكرتهم من الفيلم تنشط عن طريق عرض اللقطات المختارة من لقطات الفيلم، تليها مهمة حشو 10 دقائق، ثم 12 دقيقة من اللعب لعبة الكمبيوتر أو الفيديو. وأشارت المتابعة إلى أن الأشخاص الذين تم تنشيط ذاكرتهم عن طريق ألعاب الفيديو والكمبيوتر كانوا الأكثر تمتعا بالهدوء والسكينة بعد مشاهد العنف وأحدث الصدمة مقارنة بالأشخاص الذين لم يمارسوا ألعاب الفيديو.

636

| 05 يوليو 2015

تقارير وحوارات alsharq
في غزة.. 10 دقائق كفيلة بهدم البيت ومسح الذكريات

"5 سنوات" كانت كافية كي تؤسس "الفتاة الغزيّة"رواية عليان، لنفسها ذاكرة تحمل كل التفاصيل اليّومية، داخل غرفة وعدّها والدها عند تشييد المنزل الجديد بأن تتحول من حلم إلى واقع. فالغرفة المطلّة على حديقة صغيرة في المنزل المكون من 4 طوابق، تحتضن كل ما كانت تتمناه من ألوان لغرفتها، وأثاث "بناتي" هادئ، كما تقول. وفي كل ركن وزاوية في غرفتها ترتب عليان "19" عاما، الأشياء، في كل مرة بطريقة أخرى، تماما كما تفعل أمها داخل المنزل الجديد، الذي تم بناؤه بعد أكثر من عقد من الزمن وسنوات "تحويشة العمر". رسالة تمحو الذكريات ويبدو كل شيء بالنسبة لعائلة "عليان" جميلا، رائعا حتى مساء يوم أمس، حين باغتهم اتصال سريع من قبل الجيش الإسرائيلي مكون من "4 كلمات"، "عليكم بإخلاء المكان، سنقصفه". ولا يبدو الأمر مزاحا، فاتصالات أخرى من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تتوالي على البيت بضرورة إخلائه خلال 10 دقائق فقط. وهل تكفي هذه الدقائق، كي تحمل عائلة عليان "ذكريات" الـ5 سنوات؟ لا شيء يهم الآن، سوى الهرب والنجاة بسرعة، قبل أن تأتي صواريخ الموت، كما يصرخ الأب "محمود" 55 عاما. دقيقة، ثانية، عشرة والكل في الخارج، "الأب، والأم و8 من الأبناء "5 أولاد و3 بنات" لا شيء معهم عدا "أهم الأشياء"، فما من وقتٍ يكفي للبقاء ولو قليلا داخل منزل سيتحول بعد دقائق إلى رقم جديد في حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ الـ7 من الشهر الجاري. وتنطلق صواريخ الطائرات الحربيّة، التي تعرف طريقها جيدا نحو طوابق المنزل الأربعة، و تحيلها في ثوانٍ إلى أكوامٍ من الدمار والركام. ينتهي كل شيء في أقل من أن يعد المرء إلى عشرة كما يقول عليان "الأب"، هذه الدقائق والثواني التي لا تُقاس بالزمن، بل بـ"الوجع" و"الدموع". ويتابع "مطلوب منا أن نخلي بيتا، بنيناه بعد سنوات طويلة من التعب والشقاء، وتأمين المستقبل للأبناء، لتأتي طائرات إسرائيل، وتهدمه في دقائق لا بل في ثوانٍ، تقصف الجدران، تدمر الغرف، تنسف كل "شيء". ولا تتوقف الطائرات الحربيّة الإسرائيلية، عن استهداف وتدمير بيوت الفلسطينيين في مختلف أنحاء قطاع غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنّه يستهدف منازل عائلات تنتمي لفصائل المقاومة، وفي مقدمتها حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وتقول "سمر"، الأم الباكية على الذكريات، وهي تحاول أن تنبش بين الركام، عن تفاصيل حيّة، لأشياء لم تسعفها دقائق الهروب من حملّها، إنّ إسرائيل تقصف "أحلام" غزة، لا جدرانها وبيوتها. وتضيف، وهي تمسك ألبوما لصور عائلتها، احترق نصفه "هذا البيت، الذي تحول إلى كومة من الخراب، في دقائق بناه زوجي بعد سنوات من العمل، والتعب، وادخار النقود قرشا على آخر". وكلما مسحت الابنة "راوية" دمعة، انهمرت سيول من عيونها فغرفتها الناطقة بكل ذكرياتها تحولت إلى دمار، وركام. النجاة من الموت هذا هو "دبدوبي الصغير، لم أستطع أن أحمله معي، وها هي كتبي قد تمزقت وتناثرت، هذا فنجان القهوة، وهذا"، ولا تكمل الفتاة حديثها أمام ذاكرة تحولت إلى أنقاض. ولا يمكن لـ10 دقائق أن تختصر زمنا عمره سنوات من الذكريات، ولا شيء يحمله الهاربون من الموت سوى "أرواحهم". يقول الابن "سعد" "32 عاما"، والذي تزوج حديثا في إحدى شقق المنزل " تركنا كل شيء، أردنا النجاة فقط، احتضنت أطفالي الـ3، وخرجنا أنا وزوجتي وأهلي، وبعد أن تم قصف المنزل في ثوانٍ تكشفت لنا حجم المأساة، فنحن لا نتحدث فقط عن أماكن جديدة للإيواء وأين سنذهب، بل عن تاريخ يُهدم أمام عيونك في أقل من ثوانٍ، عن كل تفاصيلك الصغيرة في البيت، المقعد الذي تشاكس فيه أطفالك، الشرفة التي تصلها شجرة وارفة الظل، إنهم لا يقصفون المنازل، بل "أرواحنا". ويترك المستهدفّة بيوتهم كل شيء، شهادات تفوق صغارهم، الألعاب والدمى، والكتب المتناثرة في أنحاء المنزل، وعكاز الجد الذي تركه كذكرى لهم، والمقاعد الخشبية، وأرجوحة ابن الـ4 أعوام، وحتى "فرشاة الأسنان"، وكل التفاصيل الصغيرة. وفي كل مساء، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تعيش العائلات في قطاع غزة، ذات الحكاية من الحزن على بيوت تُهدم في دقائق، وتحيل المنازل الشاهقة، والعمارات السكنيّة إلى كومة مهمة أصحابها النبش من تحت الركام عن بقايا ما تبقى من ذكريات.

962

| 22 يوليو 2014

رمضان 1435 alsharq
الأحبابي: "عنة رمضان" تجمعنا للفطور وأداء العبادات

قال سعادة الوالد حامد بن مايقة الاحبابي عضو مجلس الشورى عبر حوار الذكريات الرمضانية ان اهل قطر في الماضي ينقسمون الى جزءين اهل بادية واهل البحر، وكانت حياتهم تختلف في شهر رمضان من جانب المظاهر الرمضانية وخاصة من ناحية الموارد التي تكون بعيدة لأهل البادية كونهم يعيشون في مناطق بعيدة عن مدينة الدوحة ويتطلب الأمر التنقل بالمطايا لجلب احتياجاتنا، موضحاً الوالد أن شهر رمضان لدى اهل قطر في الماضي ذات طبيعة واحدة والجميع يحرص على الاستعداد وتجهيز متطلبات الشهر الفضيل قبل قدوم رمضان بفترة، إضافة الى حرصهم على تأدية العبادات وخاصة صلاة التراويح والقيام، مع اهتمامهم بالعوامل الاجتماعية المرتبطة بعادات وتقاليد القطريين منها التواصل الاجتماعي فيما بينهم وتبادل الزيارات ومساعدة الآخرين، مؤكداً الوالد الاحبابي ان مظاهر شهر رمضان في الماضي كانت ذات مظاهر قيمة يعرفها اهل قطر كباراً وصغاراً. واضاف الوالد حامد بن مايقة الاحبابي أن شهر رمضان في الوقت الحالي دخلت عليه شوائب كثيرة غيرت من معالمه الانسانية والفكرية لدى المجتمع القطري، واضفت عليه جوانب دخيلة على مظاهر الشهر الكريم الذي كان بالأمس ذات ملامح اجتماعية متماسكة بين اهل قطر يتضح من خلالها مدى التقارب والتآلف بين الناس، مؤكداً في نفس الوقت أن المظاهر التي نشاهدها في الوقت الحالي طغت عليها معالم بعيدة عن شهر رمضان وخاصة لدى المجتمعات المسلمة التي تحرص دائماً على المحافظة على مضامين الصوم والبعد عن مفسداته لتجنب الوقوع في المحظورات الرمضانية. " ام بريد " كيف تكون حياة اهل البادية مع دخول شهر رمضان عليهم في الماضي؟ تكون حياة اهل البادية اذا اقترب موعد شهر رمضان ذات مضمون واحد حيث انهم يبدأون بالرحيل من مكانهم ويشدون رحالهم الى منطقة أخرى وذلك للتقارب مع المنازل الأخرى الموجودة في مناطق قريبة منهم وذلك استعداداً للشهر الكريم ولصلاة التراويح بشكل خاص، حيث نقوم ببناء بيت بسيط يصنع من الخشب وما يتوافر من مواد البناء ويكون موقعه وسط منازلنا التي تكون من خيام "الشعر"، وتتم تسميته "بعنة رمضان" ويجتمع فيه الكبار والصغار لتناول الفطور بشكل جماعي وأداء الصلاة فيه وخاصة صلاة التراويح. ويكون فطورنا من مختلف البيوت كل شخص منا يحضر ما لديه من الطعام ونجتمع في مكان واحد ونفطر مع بعض، حيث نبدأ فطورنا على التمر واللبن والقهوة، ومن ثم نصلي صلاة المغرب وبعدها نعود للفطور والذي يتكون من اصناف بسيطة منها العيش والعصيدة وام بريد، واحياناً يكون فطورنا " ذبيحة " وخاصة ان كان لدينا ضيوف فيجب علينا اكرامهم بأجود ما لدينا من طعام وهذه هي عادات اهل قطر سواء في رمضان او غيره من الأشهر. من اين كنتم تشترون احتياجاتكم لشهر رمضان قديماً؟ قبل دخول شهر رمضان باسبوع كنا نبعث " الطروش " اي المراسيل على خمس " مطايا " او ثلاث الى السوق في رحلة تستمر لمده ثلاثة ايام ليشتروا احتياجاتنا من المواد الغذائية ومتطلبات شهر رمضان، حيث " يسرحون " اهل المطايا اي يتحركون من منطقة "الزور" الى "الخرارة" التي "يمسون" اي ينامون بها الى اليوم الثاني، ليتوجهوا بعد ذلك الى منطقة " ام السنيم " عين خالد حالياً ليرتاحوا ويناموا الى اليوم الثاني ومن ثم تكون انطلاقتهم الى سوق واقف ويصلون الى ساحة السوق لتقف "الجمال" في وسطها لتنزل "السمن" و"الحطب" من عليها ليتم بيعها على تجار السوق وكان واحدا منهم المرحوم كمال عباس الذي يشتري السمن من اهل البادية، وفي حال بيع المعروض يتم شراء العيش والطحين والتمر والقهوة وغيرها من المستلزمات التي يحتاج لها الأهالي للإعداد للشهر الكريم. " القلايل " ماهي مظاهر شهر رمضان في البادية؟ مظاهر الشهر الفضيل في البادية قديماً بسيطة وتشتمل على أمور دينية واجتماعية تكون هي اساس الحياة الرمضانية لدى اهل قطر منها التقارب والتواصل الاجتماعي مابين الأسر، والعبادة التي كان آباؤنا يحرصون على تعليمنا الصلاة والصوم ويشدون علينا بقولهم ان الصلاة هي الصلة الوحيدة مابين العبد وربه فلا تتركوها. وأنهم كاطفال يفرحون بقدوم شهر رمضان عليهم، ويقومون منذ الصباح للعمل حيث اننا "نسرح" مع حلالنا من " الغنم " الى أن حين وقت " الضحى " حيث نقوم بالاستراحة قليلاً تحت ظل الشجر ومن ثم نواصل الرعي الى موعد الرجوع الى منازلنا، ومن المظاهر الجميلة التي اتذكرها دائماً اننا نلعب في شهر رمضان بعض الالعاب التي تعتبر من الألعاب الشعبية المتميزة في ذلك الوقت، منها عظيم سارا، عقيلة الجربا والصقلة والخشيشة، ومعظم ألعابنا في ذلك الوقت من الطبيعة التي نعيش فيها ومنازلنا مبنية من " الخياش " وهي ترتكز على عمودين ولذا تسمى بأم عمودين، بالإضافة الى أن المظاهر اليومية بالنسبة لوقت العمل والنوم لا تتغير، وانما التغيرات تكون بموعد الاكل والتي تتحول الى الفطور والسحور، فتكون مظاهر رمضان ذات متغيرات قليلة بالنسبة لحياة اهل البادية في الشهر الفضيل. كيف لهم اهل البادية معرفة حلول شهر رمضان المبارك عليهم في ذلك الوقت؟ كان كبار السن يقدمون الدعوة للناس بمقولة " تفضلوا شرفونا " للذهاب الى منطقة القلايل لرصد هلال شهر رمضان المبارك من فوق مرتفع صخري، وكانت الناس تجتمع ليلة التاسع والعشرين من شعبان وذلك لرؤية الهلال في سماء القلايل، وعندها يعلم الجميع اما صوم اول يوم رمضان او تكملة شعبان. وكان في الماضي اهل قطر يرصدون هلال رمضان بوضوح وذلك لنقاوة الاجواء التي تسمح برؤية واضحة للسماء في كل الاوقات، عكس الوقت الحالي حيث توجد الامكانات العلمية لرصد هلال الشهر الفضيل، الا أن الاختلافات تظهر ما بين الدول بشأن تحديد اول يوم من شهر رمضان الكريم، فالأمور اختلفت عن الماضي بشكل كبير.

1064

| 30 يونيو 2014

تقارير وحوارات alsharq
رمضان يثير ذكريات وأوجاع اللاجئين السوريين في لبنان

رمضان رابع في عمر الأزمة السورية يمر حاملا في طياته ذكريات أصبحت موجعة بالنسبة للنازحين السوريين في لبنان، الذين يسكنون خياما على بعد أمتار من وطن يرونه أبعد كل يوم، ومرارة الهجرة والحرمان، إضافة إلى قساوة تأمين لقمة العيش وانتظار فرج يعيدهم ولو إلى بيوت مدمرة. دعاء بالانفراجة والعودة مخيم "الرحمة" للاجئين السوريين في منطقة الريحانية في عكار شمالي لبنان، يضم أكثر من 200 عائلة نازحة، يهتم برعايتهم اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان. يحاول هؤلاء اللاجئون التأقلم مع قساوة الحياة، آملين أن يحمل هذا الشهر المبارك فرجا طال انتظاره وعودة قريبة، لا مزيدا من الوجع بعيدا عن الوطن، بحسب اللاجئ، خضر الجوري، من بابا عمرو في حمص، الذي استعاد ذكريات شهر رمضان العام الماضي، قائلا: إنه "كان يقبع في أحد سجون النظام السوري في الشهر الكريم"، إلا أنه وصف اللجوء بأنه "سجن كبير أصعب من سجن الأمس". وقال الجوري: "كل ما أتمناه هو الرجوع إلى الديار المدمرة لبنائها، وأن يحل رمضان المقبل وقد عاد جو الحارات في حمص وبابا عمرو المتألق وزينتها البهية في استقبال رمضان، كل ذلك أصبح من الذاكرة ونسأل الله أن يعيده". معاناة وضيق واحتياج عبدو كرزون قال إن "الحياة اليوم باتت صعبة جدا والكثير من الحاجيات يصعب تأمينها، فلا عمل ولا مصادر للدخل سوى ما يعطيه أهل الخير لنا"، مضيفا: "همنا اليوم تأمين السحور والإفطار في جو من الحر والقلة". أم خالد، من مدينة حمص، هي الأخرى كالكثيرين في هذا المخيم تعبت من الشكوى، فاكتفت بالقول إن "رمضان هذا العام متعب، فزوجي لا يعمل بسبب عملية خضع لها لعلاج القرحة في معدته، ولا أستطيع تلبية طلبات أولادي، أعاد الله أيام زمان". شوق وحنين للوطن أما جميلة، من باب السباع في حمص، فيثير فيها الشهر الفضيل الحنين إلى "جو الألفة والمحبة وسهرات الأقارب"، قائلة: "عندما أعود، فأول ما سأقوم به هو تقبيل ترابك يا باب السباع". فيما قال رجل طاعن في السن، فضل عدم ذكر اسمه، "لا نستطيع أن نشتري ما كنا نشتريه حين كنا في بيوتنا في سوريا من لحوم وغيرها، علينا أن نقضي أيامنا بأقل الموجود"، لافتا إلى الحر القاتل في هذه الخيام الذي "بالكاد نتحمله دون صوم فكيف مع بدء الشهر؟". وامرأة مسنة أخرى، تختصر بكلماتها ربما كل اليأس وهذا الشرود الذي يعتلي وجوه الكبار، إذ قالت: "كنا نستقبل رمضان بكل ترحيب مع الأهل والجيران"، وأصرت على أنه "ليس هناك أجمل من رمضان في سوريا". ويشاطرها هذا الشعور رجل في متوسط العمر، قائلا: "أتمنى ألا نكمل شهر رمضان هنا ونعود إلى سوريا في الغد". "لم يبق لنا بيت، وأهلنا وإخوتنا قتلوا ولم يبق لنا أحد، وإذا رجعنا فسنعود على كومة من الأحجار على الأرض"، هكذا ختمت إحدى النازحات حديثها وقد حركت ذكريات شهر الصوم في سوريا كل الأوجاع والحنين في نفسها.

1231

| 28 يونيو 2014