قال أحد قادة الانفصاليين في شرق أوكرانيا، اليوم الإثنين، إن الانضمام إلى روسيا الاتحادية سيكون على الأرجح خطوة مناسبة في أعقاب الاستفتاء على الحكم الذاتي الذي أجري أمس الأحد. وقال رومان لياجين، رئيس اللجنة الانتخابية في مؤتمر صحفي في دونيتسك، "الانضمام إلى روسيا الاتحادية سيكون خطوة مناسبة على الأرجح". في سياق متصل، أعلن الزعيم الانفصالي دنيس بوشيلين،اليوم، غداة استفتاء حول استقلال منطقة دونيتسك لا يعترف به المجتمع الدولي، إن الانتخابات الرئاسية المتوقعة في 25 مايو في أوكرانيا، "لن تحصل في جمهورية دونيتسك الشعبية". وأضاف أن الانفصاليين لا يعتزمون تنظيم استفتاء ثان الأسبوع المقبل حول ضم المنطقة إلى روسيا على ما جاء في شائعة سرت في وقت سابق.

طالب الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، اليوم الإثنين، السلطات في كييف بوقف العملية الحربية ضد سكان مقاطعات الشرق الأوكراني وجنوب الشرق، والتوقف عن القتل، معتبراً أن نتائج الاستفتاء في جنوب شرق أوكرانيا دلّت على نفود صبر الشعب الأوكراني. ونقلت وسائل إعلام روسية عن يانوكوفيتش قوله للصحفيين في مدينة روستوف الروسية، إن غالبية أهالي منطقة دونباس "وهي منطقة تضم مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك" صوّتوا لصالح الاستقلال عمّن يتهمون المواطنين بالإرهاب ويقتلونهم، لأن صبر الشعب الأوكراني نفد. وأضاف، أنه لا يمكن للعالم أن يتجاهل نتائج هذا الاستفتاء، كما لا يمكنه إلا أن يرى أن كييف تحارب ضد الشعب الأوكراني وليس ضد الإرهابيين. وقال يانوكوفيتش، إن قوات تابعة لكييف قتلت أكثر من 300 شخص من المدنيين في جنوب شرق أوكرانيا. وأضاف مخاطباً السلطات في كييف، "أخرجوا المرتزقة والقوات من مقاطعات دونيتسك ولوجانسك وأوديسا والمقاطعات الأخرى، وأوقفوا العنف والإرهاب ضد الشعب".

ندد الرئيس الانتقالي الأوكراني، أولكسندر تورتشينوف، اليوم الإثنين، بالاستفتاء الذي جرى الأحد في منطقتين انفصاليتين في شرق البلاد واعتبره "مهزلة دعائية ليس لها أي أساس قانوني". وقال تورتشينوف، إن "المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الإرهابيون تسمية استفتاء ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم أخرى خطيرة". وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقة دونيتسك، أعلنوا أن حوالي 90% ممن أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء الذي جرى الأحد في هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا أيدوا الاستقلال عن كييف التي أعلنت مسبقا رفضها الاعتراف به. وأولى النتائج شملت فقط دونيتسك، إحدى المنطقتين مع لوجانسك، التي جرى فيهما التصويت الأحد. ومن المنتظر أن تعرف نتائج التصويت في لوجانسك ظهر الإثنين.

حملت الحكومة الأوكرانية روسيا المسؤولية عن الاستفتاء المثير للجدل حول انفصال شرق البلاد عن الحكومة المركزية في كييف. وقالت الخارجية الأوكرانية، اليوم الأحد، إن الاستفتاء في مناطق دونيتسك ولوجانسك الناطقة بالروسية تجري "بإيعاز وتنظيم وتمويل من قبل الكرملين". وأضافت الخارجية الأوكرانية، أن العقول المدبرة لهذا الاستفتاء هي "عصابات إجرامية" جرى تجهيزها وتدريبها وفقا للمعايير الروسية. وأكدت الخارجية الأوكرانية، أن نتائج الاستفتاء لن يكون لها تأثير على وحدة الأراضي الأوكرانية. في المقابل يصر كل من الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا والحكومة الروسية على نفي أي تدخل لموسكو في التطورات الحادثة بشرق أوكرانيا. في سياق متصل، قالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، إن زعيما انفصاليا من منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، قال إن المنطقة ستشكل مؤسساتها الرسمية وستعتبر جنود الحكومة الأوكرانية "محتلين" بمجرد إعلان تأييد الاستفتاء للحصول على حكم ذاتي. ونقلت الوكالة عن دنيس بوشيلين قوله "كل قوات الجيش في أراضينا بعد الإعلان الرسمي لنتيجة الاستفتاء ستعلن قوات احتلال.

أبلغ أولكسندر تيرتشينوف، القائم بعمل رئيس أوكرانيا مواطني المناطق الشرقية التي تشهد انتفاضة موالية لروسيا، بأنهم سيواجهون كارثة إذا صوتوا "بنعم" في استفتاء مزمع على الانفصال غدا الأحد. وقد يحدد التصويت -الذي يجري دون وجود رقابة واضحة على صحة أوراق الاقتراع أو قوائم الناخبين- ما إذا كانت حكومة كييف المدعومة من الغرب والمناطق الشرقية الموالية لروسيا ستتوصلان إلى تسوية أو ما إذا كانت أوكرانيا ستنزلق إلى حرب أهلية. وتصاعدت حدة العنف في منطقتي دونيتسك ولوهانسك اللتين سيجرى فيهما التصويت. وقال تيرتشينوف على صفحته على الإنترنت، اليوم السبت، "يحدث إرهاب مروع بدعم قطاع كبير من السكان المحليين.. أنها مشكلة معقدة عندما ينخدع الناس بدعاية (روسية) تؤيد إرهابيين". ويقول الانفصاليون أنهم يدافعون عن أنفسهم ضد حكومة أوكرانية يعتبرونها "فاشية" ومناهضة لروسيا. وتتهم أوكرانيا بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بزعزعة استقرارها وهو اتهام تنفيه موسكو. وسيمثل ذلك تصعيدا إضافيا لأسوأ أزمة بالفعل بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

جدد الانفصاليون الموالون لروسيا في مدينة دونيتسك الأوكرانية، مساء اليوم السبت، اتهام عناصر الصليب الأحمر الذين اعتقلوهم لبضع ساعات الجمعة بتهمة "التجسس". وقال 3 أشخاص ملثمين ومسلحين في مؤتمر صحفي عقدوه في مقر الإدارة المحلية، وقالوا خلاله أنهم مسؤولون عن الأمن، "إننا لم نضربهم ولم نعذبهم، تحدثنا إليهم فقط ثم أفرجنا عنهم". وأوضح أحد الـ 3 "إننا وضعنا هؤلاء الأشخاص تحت المراقبة منذ وصولهم إلى المدينة". وأضاف، "عثرنا في سيارتهم على أوراق مشكوك فيها (...) وجهاز كمبيوتر يثبت إنهم دخلوا مواقع لشراء أسلحة"، لافتا إلى أن "سيارتهم كان زجاجها مصفحا". وتساءل رفيقه، "لماذا يكونون في حاجة إلى زجاج مماثل للصليب الأحمر؟"، ملمحا إلى أنهم ينتمون إلى حركة "برافي سكتور" اليمينية القومية الأوكرانية. وشدد الثلاثة على أنهم "لم يتلقوا أي رد على أسئلتهم" وأن "هؤلاء الأشخاص لم تكن لديهم أي معرفة بالطب و(خلت) سيارتهم من أي دواء".

يستعد الانفصاليون الموالون لروسيا في أوكرانيا، للتصويت الأحد في استفتاء حول استقلال "جمهوريتين شعبيتين" معلنتين من جانب واحد في دونيتسك ولوجانسك قرب الحدود مع روسيا. وهذا الاستفتاء يمكن أن يمهد لانضمام محتمل لحوض دونباس الغني بالمناجم، إلى روسيا. وتعد منطقتا دونيتسك ولوجانسك اللتان تقعان فيه، 7.3 ملايين نسمة من أصل عدد سكان أوكرانيا البالغ 45.5 مليون نسمة. من جهتها أبدت السلطات الأوكرانية تصميمها على إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة في موعدها في 25 مايو رغم أعمال العنف و"الاستفزازات" التي تمارس من أجل نسفها والتي نسبتها كييف لموسكو. وهذه الانتخابات يفترض، أن تتيح انتخاب رئيس خلفا لفيكتور يانوكوفتيش المقرب من موسكو الذي أقيل في نهاية فبراير بعد 3 أشهر من حركة احتجاج واسعة لمناصري التقارب مع أوروبا. ويتوقع متمردو مناطق الشرق مشاركة "ملايين الأشخاص" ويؤكدون أن كل شيء سيكون جاهزا في الوقت المناسب قبل الاستفتاء. ويقول بعضهم، إن سكان تلك المناطق سيوافقون على المشروع رغم استطلاعات الرأي التي تشير في المقابل، إلى أن، قسما كبيرا من سكان شرق البلاد، يؤيدون وحدة أوكرانيا.

أعلن مسؤول في الصليب الأحمر، اليوم السبت، أن عناصر المنظمة الدولية الذين أوقفهم انفصاليون موالون لروسيا في دونيتسك بشرق أوكرانيا قد أطلق سراحهم. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "لقد أوقف فريق للطوارئ من الفرع المحلي للصليب الأحمر مع أحد أعضاء الصليب الأحمر الدولي لكن جميعهم أحرار الآن". وأضاف المسؤول، أن عضو الصليب الأحمر الدولي مواطن سويسري، مضيفا "لا نعلم سبب توقيفهم وننتظر الحصول على مزيد من المعلومات". وفي وقت سابق، أعلن كيريل رودينكو مساعد المتحدث باسم السلطات الانفصالية في "جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد أنه تم توقيف عناصر من الصليب الأحمر بعد الاشتباه بقيامهم بالتجسس. وأشار كيريل رودينكو "لقد أوقفوا أمس. نشتبه بقيامهم بالتجسس ويتم التحقق حاليا من هذه الاتهامات". من جهته، صرحت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف "لقد أوقف زملاء لنا على ما يبدو لكن أطلق سراحهم بعد ذلك". وتابعت المتحدثة "لقد أفرج عن الجميع"، مضيفة أن المنظمة الدولية تسعى للتحقق من عدد عناصر الصليب الأحمر الذين أوقفوا وجنسياتهم.

أعلنت السلطات في مطار دونيتسك، اليوم الثلاثاء، تعليق كافة الرحلات الوافدة والمغادرة من مطار هذه المدينة بشرق أوكرانيا. يأتي القرار وسط تصعيد التوتر في شرق البلاد حيث يسيطر موالون لروسيا على مزيد من البلدات.

شن حوالي 300 متظاهر موالين لروسيا، اليوم الخميس، هجوما على مقر النيابة الإقليمية في دونيتسك، كما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس شاهدوا 4 شرطيين جرحى على الأقل. ورشق المهاجمون بالحجارة المبنى ونحو 100 شرطي في لباس مكافحة الشغب كانوا يدافعون عن المقر وردوا باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع. وتعرض شرطيون للضرب ولنزع أسلحتهم بيد الحشد الذي كان يهتف "فاشيون! فاشيون!". وتعرض المبنى للهجوم من عدة جهات، ولم يكن هناك إي دليل على استخدام أسلحة. وتعتبر دونيتسك أهم المدن الصناعية في شرق أوكرانيا وعدد سكانها حوالي مليون شخص، ويطلق عليها الانفصاليون "جمهورية دونيتسك".

أكد رئيس أوكرانيا الإنتقالي، أولكسندر تورتشينوف، اليوم الأربعاء، أن أولوية كييف حاليا، هي "منع انتشار الإرهاب" في مناطق أخرى، غير تلك التي يسيطر عليها عناصر موالون للكرملين من أسابيع. وقال تورتشينوف، خلال لقاء مع حكام المناطق، "هدفنا الأساسي هو منع الإرهاب من الانتشار من منطقتي دونيتسك ولوجانسك إلى مناطق أخرى". وأضاف، "لقد قررنا أساسا تشكيل ميليشيات محلية تضم متطوعين في كل منطقة" في شرق البلاد لمساعدة قوات الجيش والشرطة.

وصفت الولايات المتحدة أعمال العنف ضد الموالين لكييف في شرق أوكرانيا واحتجاز مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بـ"الإرهاب"، وفق ما جاء في بيان لسفارتها في كييف. وقالت السفارة في بيان، اليوم الثلاثاء: "نحن ندين خطف الانفصاليين للمراقبين الأوكرانيين والدوليين، ومن بينهم من تعرض للضرب بطريقة وحشية.. إن هذا إرهاب محض". وأعربت السفارة في بيانها عن "الاشمئزاز" إزاء أحداث العنف في دونيتسك بعدما اعتدى موالون لروسيا على متظاهرين مؤيدين للسلطات في كييف، ما أسفر عن سقوط حوالي عشرة جرحى. وعبرت الولايات المتحدة في البيان عن دعمها للحكومة الأوكرانية التي أطلقت "عملية لمكافحة الإرهاب" في شرق البلاد.

قال مراسل من وكالة "رويترز" إن انفصاليين موالين لروسيا سيطروا اليوم الأحد، على مكاتب التلفزيون في مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال إن أربعة انفصاليين ملثمين يحملون هراوات ودروعا، يقفون على مدخل المبنى مضيفا أن المزيد من الانفصاليين يقفون بالداخل.

أعلنت قيادة جمهورية دونيتسك الشعبية بشرق أوكرانيا أنها بصدد إجراء استفتاء حول استقلالها عن البلاد بالتزامن مع مقاطعة لوجانسك. وقال الرئيس المناوب لهيئة رئاسة الجمهورية، دنيس بوشيلين، اليوم الخميس، لوكالة أنباء "إيتار- تاس" الروسية إن الاستفتاء سيجري في موعد أقصاه 11 مايو المقبل، مؤكدا أن سكان دونيتسك سيجيبون على سؤال حول استقلال دولة جمهورية دونيتسك الشعبية. واعتبر بوشيلين أن على مقاطعة لوجانسك أن تؤكد هي الأخرى ذات الصياغة للسؤال المطروح في الاستفتاء بهذه المقاطعة، مشيراً إلى أن الاستقلال سيسمح لدونيتسك إقامة علاقات على أساس فيدرالي أو كونفدرالي مع أي دولة، بغض النظر عن موقعها الجغرافي، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا.

أعلن المسلحون الموالون لروسيا، اليوم الأحد، حظراً للتجول في مدينة "سلافينسك"، شرق أوكرانيا، يبدأ الساعة الثانية عشر ليلاً، وينتهي الساعة السادسة صباحاً، إثر اشتباكات حدثت ليلة أمس، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. وتشير معلومات غير مؤكدة بأن متطرفين يمينيين، هاجموا نقطة تفتيش، أقامها مسلحون موالون لروسيا في مدينة سلافينسك، تمكنوا خلالها من قتل ثلاثة أشخاص. بالمقابل نفت الداخلية الأوكرانية في بيان، قيام قوات الأمن، بأي عملية في المدينة، كونها تحت سيطرة "مسلحين إرهابيين"، حسب وصفها، داعيةً سكان المدينة، تسليم ما بحوزتهم من سلاح غير مرخص لسلطات الدولة. وكانت الداخلية الأوكرانية قد أعلنت وقف عملياتها ضد الإرهاب لمدة أسبوع بسبب أعياد الفصح. من جهة أخرى، وصفت قوات الأمن الأوكرانية عملية الأمس بأنها "عمل تحريضي" أسفر عن مقتل شخص واحد، نافية ما تناقلته وسائل الإعلام الروسية عن مقتل العديد من الأشخاص. واستنكرت روسيا الحادث وحملت الجماعات اليمينية الأوكرانية، مسؤولية الحادث، بحسب بيان لوزارة الخارجية، واتهمت الحكومة الأوكرانية بعدم "لجم كباح اليمينيين". ونفى بوريسلاف بيريزا أحد قادة الجماعات اليمينية الأوكرانية، الاتهامات الروسية الموجهة ضدهم في رسالة نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

حلقت مقاتلتان أوكرانيتان على علو منخفض في أجواء مدينة "سلافيانسك" شرق أوكرانيا؛ عقب دخول قافلة عسكرية إلى المدينة تضم 6 دبابات وأسلحة ثقيلة وعلى متنها أشخاص موالون لروسيا يرتدون زياً موحداً. وأفاد مراسل الأناضول، أن مقاتلتان من طراز "ميج-29" شوهدتا على علو منخفض في سماء المدينة، فيما قرعت أجراس الكنائس، وسط مطالبات المسلحين الموالين لروسيا للأهالي بمغادرة المدينة "خشية وقوع هجوم مضاد في أي لحظة"، كما أفاد قيادي للمسلحين. سوخوي 27 أوكرانية تحلق على ارتفاع منخفض ومع أن المسلحين مقنعون ولا يضعون أي شارة تدل على جنسيتهم؛ إلا أنهم وضعوا أشرطة برتقالية وسوداء، وهي إحدى الشعارات التي تعد من رموز بطولات الجيش الروسي. إلى ذلك نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية، عن وزارة الدفاع الأوكرانية، تأكيدها خطف اثنين من عسكرييها في منطقة كراسنيي في ميدنة لوجانسك، شرق البلاد، مضيفة أن العسكريين راجعا مخفر للشرطة في المنطقة، لطلب المساعدة لإصلاح السيارة التي كانت تقلهما فقامت الشرطة بتسليمهما لمسلحين موالين لروسيا. في سياق متصل، سيطر انفصاليون موالون لروسيا، على مبنى بلدية مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، فيما شوهدت مقاتلة أوكرانية تحلق في أجواء المدينة التي غاردتها بعد عدة جولات.

قالت متحدثة باسم المجلس البلدي لمدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، اليوم الأربعاء، إن 20 على الأقل من الانفصاليين الموالين لروسيا سيطروا على المبنى. وذكرت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" أن نحو 20 رجلا مسلحا وملثما دخلوا، صباح اليوم الأربعاء، مبنى بلدية دونيتسك. ولم يمنع الرجال المجهولون موظفي البلدية من الدخول أو الخروج من المبنى، وهم يؤكدون أن مطلبهم الوحيد هو تنظيم استفتاء حول اعتماد "الفدرالية" في أوكرانيا. وفي سياق مشابه، شاهد مصور "فرانس برس" مدرعات ترفع العلم الروسي في مدينة كراماتورسك بشرق أوكرانيا. وقال إن ثلاث مدرعات خفيفة على الأقل ترفع العلم الروسي وشاحنة تنقل رجالا بأسلحتهم ودون شارات تظهر انتمائهم، عبرت صباح اليوم مدينة كراماتورسك. وقالت الاستخبارات الأوكرانية، إنها اعترضت اتصالات تفيد بأن القيادات العسكرية الروسية في شرق البلاد، أصدرت أوامر للمقاتلين الموالين للكرملين بـ"إطلاق النار للقتل" بعدما باشرت كييف عملية عسكرية لطردهم. وجاء في بيان للاستخبارات الأوكرانية أن الاتصالات التي اعترضتها "تبين أن ضباطا نظاميين في الاستخبارات العسكرية الروسية، يقودون بكل وضوح عمليات التآمر في شرق أوكرانيا، وأصدروا أوامر بإطلاق النار للقتل ضد الجنود الأوكرانيين". ويسيطر انفصاليون منذ السادس من أبريل على مقر الإدارة المحلية في دونيتسك وأعلنوا منه "جمهورية دونيتسك ذات السيادة".

اعتبرت الدبلوماسية الروسية، اليوم السبت، أن تهديد السلطات الأوكرانية الموالية لأوروبا بمهاجمة المتظاهرين الموالين لموسكو، والذين استولوا على مقار عامة جديدة في شرق أوكرانيا، هو أمر "لا يمكن قبوله". وقالت الخارجية الروسية، في بيان، أنه خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية سيرجي لافروف، ونظيره الأوكراني، أندريه ديشتشيتسا، "شدد الجانب الروسي على مسؤولية السلطات الحالية في كييف عن منع أي لجوء إلى القوة في جنوب وجنوب شرق أوكرانيا". وأضاف البيان، أن "تهديدات كييف الدائمة بشن هجوم على المباني التي احتلها المتظاهرون في دونيتسك ولوغانسك لا يمكن القبول بها". ودعا لافروف الجانب الأوكراني، إلى، "التحرك فقط في شكل سلمي، عبر الحوار، مع اخذ المطالب المشروعة لجنوب وجنوب شرق أوكرانيا في الاعتبار، بما في ذلك مشاركة ممثلين لهذه المناطق في عملية الإصلاح الدستوري". وشن الموالون لموسكو، سلسلة هجمات جديدة منسقة على أهداف رمزية في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية.

صادق برلمان القرم، الذي أعلن الانفصال عن أوكرانيا من جانب واحد، على إعلان يدعم المظاهرات التي يقوم بها موالون لروسيا، في جنوب شرق أوكرانيا. وذكر الإعلان، "أن حكومة كييف تعيق سكان شرق وجنوب أوكرانيا من التعبير عن إرادتهم بقوة السلاح"، مشيرا أن "المظاهرات الموالية لروسيا، هي ردة فعل على انزلاق أوكرانيا، نحو الصراع الأهلي، ومن غير المقبول مواجهة هذه المظاهرات باستخدام القوة" واصفا إياها بـ "العصيان المدني". وجاء في البيان: "إن شعب القرم مر من هذا الطريق الصعب، وهو يحس اليوم بمشاعر من يعيش في جنوب شرق أوكرانيا، الذين يناضلون لتقرير مصيرهم، ومستقبل شرفهم، ولغتهم الأم". وكان موالون لروسيا، قد احتلوا أمس الأول، مباني الإدارة المحلية، في مدينة دونيتسك، جنوب شرق أوكرانيا، كما نظموا مظاهرات في مدينتي لوغانسك، وخاركوف، شرق البلاد، حاملين أعلاما روسية، في ظل دعوات انفصالية، على غرار ما جرى في القرم.

قال متحدث اليوم الاثنين، إن الحكومة الألمانية تشعر "بقلق بالغ" بشأن الأحداث التي وقعت في مطلع الأسبوع في شرق أوكرانيا، وشملت الاستيلاء على مبان حكومية من جانب محتجين مؤيدين لروسيا. واقتحم متظاهرون مؤيدون لروسيا مباني الحكومة المحلية في دونيتسك يوم أمس الأحد ومكاتب أجهزة الأمن في لوهانسك القريبة والمبنى الإداري في خاركيف. وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن "أحدث تطورات في دونيتسك وخاركيف شيء يجعلنا نشعر جميعا بقلق بالغ في الحكومة الألمانية". وقال في مؤتمر صحفي "يجب أن نجدد مرة أخرى نداءنا لكل أولئك الذين في مواقع مسؤولية للمساعدة في إشاعة الاستقرار في المنطقة وتجنب مثل هذا التصعيد".