أعلنت شركة جنرال موتورز، عن تطوير نظام مبتكر لحزام الأمان يجبر السائق والراكب الأمامي على ربط الحزام قبل الانطلاق بالسيارة. وبدلاً من أن يتم تفعيل تنبيه في مقصورة القيادة، أو صدور صفارة تحذيرية، كما هو متبع في أنظمة حزام الأمان الحالية، يقوم نظام جنرال موتورز المبتكر بمنع استعمال ناقل الحركة الأوتوماتيكي، الذي أصبح من التجهيزات القياسية في معظم السيارات بالأسواق الأمريكية. وأوضحت الشركة الأمريكية، أن قائد السيارة يمكنه إدارة المحرك، ولكنه لا يتمكن من بدء السير والانطلاق بالسيارة؛ حيث تقوم مستشعرات مشابهة لأنظمة الوسادات الهوائية، برصد ما إذا كان السائق والراكب الأمامي قد قاما بربط حزام الأمان أم لا. ومن المقرر البدء في إجراء اختبارات على أحزمة الأمان قريباً، ومن جانبها، أكدت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة أن أحزمة الأمان لا تزال أفضل وسيلة لإنقاذ حياة الركاب في حوادث السيارات.

تعد حوادث المرور والإصابات الناجمة عنها المسؤول الأول عن معظم حالات العجز والوفيات؛ فهي تقتل كل عام حوالي 1،3 مليون شخص، بينما يعاني 20 ـ 50 مليون اصابة تتراوح ما بين إصابات معتدلة إلى شديدة بسبب حوادث المرور، وذلك طبقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية.وتشكل إصابات حوادث الطرق ـ في إقليم شرق المتوسط ـ تهديداً كبيراً للصحة والتنمية؛ فإصابات حوادث الطرق هي السبب الرئيسي السادس لعبء المرض في الإقليم، إذ أنها تؤدي إلى ما يقدر بـ 150 ألف حالة وفاة و2،8 مليون إصابة غير مميتة سنوياً.وتُظهر بيانات الصحة العالمية أن البلدان مرتفعة الدخل والبلدان متوسطة الدخل في الإقليم لديها أعلى معدلات إصابات حوادث الطرق المميتة في العالم، إلى جانب الإقليم الأفريقي (32 لكل 100000 نسمة، ارتفاعاً من 26،4 لكل 100000 نسمة في عام 2002).وتشير بيانات الصحة العالمية إلى أن معدل وفيات وإصابات حوادث المرور في الإقليم بين الرجال في الفئة العمرية بين 15 و29 سنة هو الأعلى في العالم حيث يصل إلى 34،2 حالة وفاة لكل 100000 نسمة. خسائر فادحة تسببها السرعة الزائدة كما أن إصابات حوادث الطرق لها تكاليف اقتصادية باهظة، يكون لها تأثيراتها الواضحة على معدلات التنمية في دول الاقليم وتكون أكثر وطأة على الفقراء والشرائح الضعيفة من المجتمع مثل: المشاة ومستخدمي وسائل النقل العامة وراكبي الدراجات النارية والدراجات الهوائية.وعلى الرغم من أن معدلات وفيات الحوادث المرورية في قطر أصبحت دون المعدل العالمي بفضل تكاتف وتعاون كافة الجهات وارتفاع مستوى الوعي المروري لدى المجتمع القطري؛ إلا أنها سجلت العام الماضي نسبة 9.3 حالات وفاة لكل مائة ألف نسمة وهو أقل من المعدل العالمي الذي يمثل 13 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة.وقد أدت جهود التوعية إلى انخفاض معدل الإصابات البليغة الناجمة عن حوادث السير بنسبة 45 % خلال تلك الفترة وذلك وفقا لبيانات مؤسسة حمد الطبية.وتشير هذه الاحصائيات إلى مضي الجهات المعنية بالحد من الحوادث المرورية في الطريق الصحيح.. ولكن أطباء مؤسسة حمد الطبية المعنيين بالأمر يؤكدون على أهمية اتباع وسائل الأمن والسلامة في السيارة خصوصا حزام الامان والوسائد الهوائية اثناء حوادث انقلاب السيارات. إستخدام حزام الأمان لكل راكب يجعل قطر خالية من الإصابات المميتة والوسائد الهوائية تتسبب في إصابات خطيرة لمن لا يرتدون حزام الأمانوفي هذا السياق أوضح الدكتور ايمن المنير ـ استشارى البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية، الأستاذ المشارك في كلية طب وايل كورنيل ـ قطر، أن النتائج الأخيرة الصادرة من وحدة البحوث السريرية وبرنامج الوقاية من الاصابات التابع لقسم جراحة الاصابات في مستشفى حمد العام أظهرت أن الاصابات الناتجة عن حوادث الطرق بجميع أشكالها هي السبب الرئيسي للوفيات في دولة قطر، وذلك بمعدل وفاة ناتجة عن حوادث السير لكل 8 وفيات تحدث في قطر.وأوضح استشارى البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية خلال تصريحات خاصة لـ"الشرق" أن التعرض للموت في قطر نتيجة لحوادث السير تعد أكثر من نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض السرطان وأمراض القلب.المقاعد الأماميةوتابع الدكتور أيمن المنير خلال حديثه لـ"الشرق" قائلا: "إن عام 2006 وذلك قبل اصدار القانون الذي يلزم الركاب في المقاعد الامامية ارتداء حزام الامان كان من الملاحظ أن الاصابات الناتجة عن حوادث السير تكون في 67 % ممن لا يرتدون حزام الامان بينما كانت 33 % فيمن يرتدون الحزام".وأشار استشارى البحث العلمى بمؤسسة حمد الطبية خلال تصريحات خاصة لـ"الشرق" إلى أن التقارير المرورية خلال عام 2008 أظهرت أن استخدام حزام الامان ارتفع إلى 50 % بين ركاب المقاعد الامامية في السيارات في قطر. حزام الأمان يحد من خطورة إصابات حوادث السياراتولفت الدكتور أيمن المنير خلال حديثه إلى أن نسبة استخدام حزام الامان تقدر بـ 20 % بين المصابين بحوادث سير خطيرة، الذين تم ادخالهم إلى مستشفى حمد العام ما بين عامي 2010 و2012.وحول اعتقاد الجمهور أن الحوادث تقع فقط لمن يقود سيارته بتهور في سرعات زائدة، بيّن استشاري البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية خلال تصريحات خاصة لـ"بوابة الشرق"، أن البعض يعتقد خطأ أن من لا يرتدون حزام الامان ويتعرضون لحوادث السير هم الاشخاص الذين يقودون السيارات بصورة متهورة فقط، مشيرا إلى أن هذا الاعتقاد أثبتت الدراسات عكسه تماما.وأردف الدكتور أيمن المنير قائلا: "ففي الواقع الدراسات أظهرت أن التعرض لحوادث السير ليس بالضرورة انعكاس لمدى سرعة القيادة، ولكن هناك عوامل اخرى مثل وجود أشياء تلفت الانتباه اثناء القيادة، وقلة جودة الطرق ودرجة وعي المشاة أيضا والاخطاء الناجمة عن سائقي السيارات المحيطة اضافة إلى الثقافة المرورية لدى راكب السيارة".واضاف قائلا: "ولهذا السبب نجد أنه مازال أكثر قائدي السيارات مهارة في سباق "الفورميلا" يتعرضون للحوادث ولكن لم نسمع إلا فقط عن حدوث حالة وفاة واحدة في عام 1994 للسائق "أريتون سينا" حتى الآن". 719 إصابة ناجمة عن إنقلاب سيارات خلال عامي 2011 و2012 و13% من الوفيات نتجت عن إندفاع المصاب خارج السيارة نتيجة لعدم إستخدام حزام الأمان719 إصابةوقال استشاري البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية خلال تصريحات خاصة لـ"بوابة الشرق": "الجواب الحقيقي يكمن في الادلة العلمية فيما يمكن أن ينقذ حياتك ويمنع تعرضك لاصابات خطيرة عند تعرضك لحادث سير، وقد تم اثبات ذلك في سيارات "الفورميلا" عبر الدراسات والابحاث".واشار الدكتور أيمن المنير إلى أن اجراء دراسة مسحية من خلال مركز الاصابات بمؤسسة حمد الطبية تم خلالها مراجعة حالات انقلاب السيارات ما بين عامي 2011 و2012 والبالغ عددهم 719 حالة في قطر.وأوضح استشاري البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية أن نتائج الدراسة وجدت أن نسبة الوفيات بلغت 13 %، كما أظهرت النتائج أيضا ان نسبة قذف (الاندفاع بشدة) الركاب خارج السيارة بلغت 33 % من الحالات أي الثلث.وأفاد المنير أن نتائج الدراسة أوضحت أن الوفيات كانت 25 % بين الركاب المقذوفين خارج السيارة مقارنة بـ 6 % بين من بقوا داخل السيارة.ولفت استشاري البحث العلمي بمؤسسة حمد الطبية خلال تصريحات لـ"الشرق" أن نسبة استخدام حزام الامان المسجلة لدى حمد الطبية لم تتعد حاجر الـ 16 % من اجمالي المصابين الذي يبلغ عددهم 719 حالة.وتابع الدكتور أيمن المنير قائلا: "وللاسف أن متوسط الاعمار بلغ 27 سنة بين المصابين والمتوفين، وجدير بالملاحظة ان متوسط ايام البقاء في العناية المركزة للمصابين جراء اندفاعهم خارج السيارة كان ضعف عدد الايام التي يمكثها غيرهم".علاقة مشتركةومن جانبه ذكر الدكتور رافايل كونجنزي ـ استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام ـ في تصريحات خاصة لـ"الشرق" أن الدراسة أظهرت أيضا وجود علاقة مشتركة، مفادها أنه وبصرف النظر عن مكان وجود الراكب داخل السيارة فإن وضع حزام الامان بصورة صحيحة يقلل من درجة شدة الاصابة ومن معدل الوفاة.وأكد استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام في تصريحاته لـ"بوابة الشرق" أن وجود حزام الأمان في معظم الحوادث المرورية يبعد الراكب بصورة كبيرة من البقاء في قسم العناية المركزة والطوارئ والعمليات الجراحية وأيضا ثلاجة الموتى.ونبه الدكتور رافايل كونجنزي خلال حديثه إلى أن تثبيت حزام الامان هو الوسيلة الوحيدة الفعالة في السيارة لتقليل شدة أو خطورة الاصابة، مبينا في السياق ذاته أن هذا يتحقق من خلال الحفاظ على الركاب والسائق من البقاء داخل السيارة ويمنع قذفهم من السيارة مع شدة الارتطام. وفاة ناتجة عن حوادث السير لكل 8 وفيات تحدث في قطر .. و25 % وفاة بين الركاب المقذوفين خارج السيارة مقارنة بـ 6 % بين من بقوا بالداخلانقلاب السيارةوفيما يتعلق بمعدل الاصابات الناجمة عن انقلاب السيارات، أشار استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام إلى اجراء دراسة من قبل قسم الاصابات بمستشفى حمد العام عن معدلات الانقلاب والقذف لخارج المركبة أثناء الحوادث نشرت مؤخرا، بينت أن حزام الامان يقلل من نسبة الوفيات أو الاصابات الخطيرة فيما يقارب 50 % للركاب في المقاعد الامامية وبنسبة 25 % لركاب المقاعد الخلفية وأن القذف من السيارة يزيد نسبة الوفاة بحوالي 75 %.وأكد الدكتور رافايل كونجنزى خلال حديثه أن القانون الحالي لا يلزم الركاب في المقاعد الخلفية بارتداء حزام الامان، مشددا على أن قانون الطبيعة والفيزياء لا يفرق بين ما يحدث للركاب في الصف الامامي أو الخلفي عند حدوث الحادث أو انقلاب السيارة حيث يتحول الركاب او السائق "بدون الحزام" إلى ما يشبه المقذوف الناري الذي يخرج من فوهة البندقية.ولفت استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام إلى أن الركاب في المقاعد الخلفية في تلك الحالة هم أكثر عرضة للاصابة في الرأس والمخ والعمود الفقري والأطراف.واستطرد الدكتور رافايل كونجنزي قائلا: "كما أنه قد يكون السبب في الاصابة فيما بينهم نتيجة ارتطامهم ببعض داخل السيارة أيضا، وهذه هي أسباب الاصابات الشديدة التي قد تحدث على الرغم من أن السيارة مازالت تحافظ على شكلها الخارجي وتقاوم الاضرار خلال الحادث، فالسيارة القوية فقط يمكن أن تحميك من قوة الاصابات الخارجية".وفيما يتعلق بفوائد ارتداء الحزام، اعتبر استشارى برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام في تصريحاته لـ"الشرق" أن ارتداء حزام الأمان يحمي جميع الركاب من الاصطدامات الداخلية او القذف من السيارة. حوادث المرور مشكلة مزمنة تحتاج إلى حلالوسائد الهوائيةوحول فوائد الوسائد الهوائية ودورها في الوقاية من الاصابات أثناء الحوادث، أكد الدكتور رافايل كونجنزي خلال تصريحاته لـ"الشرق" أن الوسائد الهوائية لا توفر الحماية الكاملة اذا عملت وحدها، مبينا أن الوسائد يجب أن تقترن باستخدام حزام الأمان وهو ما يكون سببا في حماية ركاب السيارة من الاصابات الخطيرة.وأشار استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام في تصريحاته إلى أن تصميم وشكل وحجم هذه الوسائد الهوائية توفر الحماية لمن يرتدي حزام الامان.وتابع الدكتور رافايل كونجنزي قائلا: "علما بأن هذه الوسائد قد تكون هي السبب في بعض الاصابات الخطيرة لمن لا يرتدون الحزام لانها ستعمل على جسم عائم وتصيب الرقبة والوجه والصدر لكونها مصممة للعمل على الجسم الثابت وفي مكانه الطبيعي".وحث استشاري برنامج الوقاية من اصابات الحوادث بمستشفى حمد العام في ختام حديثه قائدي السيارات والركاب إلى استخدام حزام الأمان في كل رحلة ولكل راكب، مؤكدا أن اتباع ذلك من الممكن أن يجعل قطر خالية من هذا النوع من الاصابات المميتة على مدى الـ 20 عاما المقبلة.وتابع قائلاً: "تماما كما أن سباقات الفورمولا لم تشهد وفاة منذ 20 عاما وذلك بالتشديد والتوسع في استخدام الحزام ليشمل كل الركاب، وبدء مرحلة تكثيف الوعي في المدارس والجامعات وأجهزة الاعلام والدورات الالزامية".

"سلامتك قبل وناستك".."أحميك أنا قدها".. "يقولون أن القطريين ما يلبسون الحزام.. يالله نثبت أنهم غلط".. نماذج من تعليقات تحملها هاشتقات وبوسترات ضمن حملة أطلقها شباب قطري على موقع إنستغرام لنشر ثقافة الالتزام بحزام الأمان، وذلك بعد سلسلة من الحوادث الأليمة التي فقدت فيها قطر عدداً من شباب وبنات الوطن. وشارك العديد من الشباب بصورهم مع حزام الأمان في هاشتاق "#احميك_انا_قدها" لنشر الثقافة المرورية وتوعية الناس في مواقع التواصل الإجتماعي بأهمية حزام الأمان في الحفاظ على حياة الكثير في حوادث السيارات بإذن الله. بدأت الحملة الشبابية على موقع إنستغرام، ليشارك الجميع بصور مبدعة تعبر عن ضرورة حزام الأمان، وتهدف الحملة إلى نشر الوعي للشباب في دولة قطر عن القواعد المرورية وأهمية السلامة بمختلف الوسائل الفنية المبتكرة. يأتي إطلاق هذه الحملة انطلاقا من مبدأ أن الغرامات المرورية على مخالفي القواعد المرورية وحدها لا تكفي لاقناع الشباب بالتوقف عن ارتكاب المخالفات.