طالبت الحكومة السودانية، اليوم الأربعاء، "الحركة الشعبية قطاع الشمال" بالتخلي عن المماطلة والتعنت وعرقلة مسار المفاوضات، والعمل على تسريع عملية إحلال السلام في البلاد عبر الاستجابة لرغبة أهالي "النيل الأزرق" و"جنوب كردفان". ودعت الحكومة السودانية، الحركة إلى إنهاء حالة الحرب، والتوجه إلى التنمية والتعمير أسوة بمناطق السودان الأخرى التي شهدت نماذج ناجحة للاستقرار والمعالجات الحكيمة. وقال عضو التفاوض الحكومي بشارة جمعة أرو، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن هناك قيادات داخل "الحركة الشعبية قطاع الشمال" تستفيد من الحرب، لذلك تعمل على استمراريتها وإطالتها وتعقيد المفاوضات، وتحول دون التوصل لاتفاقيات نهائية، مما يجعل من غياب السلام في المنطقتين واجهة لمخاطر جمة، في مقدمتها تهديد الاستقرار الإقليمي وتعميق الصراعات. وأوضح أن معظم ملفات الخلافات تم الاتفاق عليها خلال جولات المفاوضات السابقة، لكن تغير مواقف الحركة وإتيانها بأجندة جديدة أدى لتعطيل التوصل لاتفاقيات نهائية، وأصبحت مواقفها تشكل خطرا على إحلال السلام في منطقتي "النيل الأزرق" و"جنوب كردفان" لأنها لا تعير معاناة أهالي المنطقتين ومطالبهم بتسريع عملية السلام أي اهتمام، مما أدى لزيادة معاناتهم ودفعهم لتكوين كيانات شعبية تفرض الآن إرادة السلام بسند دولي واضح لها باعتبارها من أصحاب المصلحة الحقيقيين. وطالب عضو الوفد الحكومي المفاوض، "الحركة الشعبية قطاع الشمال" بإعادة النظر في مواقفها السلبية وما ترتب عليها من أضرار، وأن تقرأ الواقع الجديد بحكمة، قبل أن تدخل في مواجهة جديدة مع الشعب الذي سئم تجارة الحرب والسلاح ويسعى للاستفادة القصوى من الحوار.. مؤكدا أن عهد الوفاق الوطني الحالي واضح المعالم والبرامج ولا يحتمل تأخير رغبات الشعب، مجددا في الوقت نفسه تعهدات الحكومة السودانية بمنح الأولوية لإحلال السلام في المنطقتين وإنهاء كافة أسباب الحرب فيهما.

أكدت الحكومة السودانية، حرصها على إحلال السلام الدائم في منطقتي "النيل الأزرق" و"جنوب كردفان" وإنهاء الحرب فيهما، والبدء في تنمية المنطقتين وإعمارهما. وقال عضو الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين بشارة جمعة أرو، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" اليوم الأربعاء، إن الحكومة جاهزة ومستعدة لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات مع "الحركة الشعبية - قطاع الشمال" وفق مرجعية الوساطة الإفريقية برعاية رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوي ثامبو امبيكي، والتي سبق أن رعت 14 جولة رسمية وغير رسمية من المفاوضات بين الطرفين. وأضاف أن الوساطة الإفريقية حصرت الأجندة المتبقية في ملفي وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية، حيث وافقت الحكومة السودانية على المقترح الأمريكي بتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين في المنطقتين، فيما تلكأت الحركة في إعلان موقف واضح، مما أدى لتأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات، مشددا على تمسك الحكومة بالعمل لتسريع خطوات إحلال السلام ووقف الحرب وإنهاء معاناة سكان المنطقتين، على أن تتم كافة الترتيبات الأمنية والسياسية والإنسانية وفق القواعد الدولية المعمول بها في مثل هذه الحالات، ودون المساس بسيادة الدولة أو الانتقاص من شرعيتها. وفيما يتعلق بمتطلبات الجولة الجديدة من المفاوضات، قال عضو الوفد الحكومي "نحن في انتظار وصول الوسيط الإفريقي للخرطوم والتعرف على نتائج اتصالاته التي أجراها مع الأطراف المعنية محليا وإقليميا ودوليا، إضافة لاستصحاب المتغيرات التي طرأت لدى الطرف الآخر والمتمثلة في حدوث انشقاقات في صفوفه". كما شدد على أن أية خطوة جديدة في المفاوضات ستتم مع حكومة الوفاق الوطني وفقا لمخرجات الحوار، مما يتطلب من الطرف الآخر توفيق أوضاعه للتعامل مع حكومة جديدة تحظى بدعم المجتمع الدولي. وفي سياق متصل أكد رئيس مكتب الاتحاد الإفريقي في الخرطوم السفير محمود كان، في تصريحات نشرت اليوم، أن الوسيط الإفريقي ثامبو امبيكي سيصل غدا "الخميس" إلى الخرطوم في إطار مساعيه لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب "كردفان". وأشار إلى أن امبيكي سيلتقي بالرئيس البشير ونائبه الأول ورئيس مجلس الوزراء القومي، إضافة للقاءات مع عدد من القيادات السياسية والحزبية وقوى المعارضة في الداخل.

أكدت الحكومة السودانية استعدادها لاستئناف الجولة الجديدة من المفاوضات بشأن منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مع الحركة الشعبية قطاع الشمال دون أية شروط مسبقة. وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض حسين حمدي في تصريح له اليوم، "نحن في كامل جاهزيتنا لمواصلة المفاوضات، وعند مواقفنا المعلنة بأن تتم وفق ما هو متفق عليه مع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو إمبيكي والتي تتولى أمر الوساطة الإفريقية"، مشيرا إلى أن الحكومة في انتظار زيارة إمبيكي التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة في ظل متغيرات داخلية وخارجية تصب لصالح السلام. وحول المقترح الأمريكي للمساعدات الإنسانية، أشار عضو التفاوض الحكومي إلى أن موقف الخرطوم ثابت بقبول المقترح الأمريكي، مضيفا "نطالب أن يكون قبول (الحركة الشعبية قطاع الشمال) به غير مشروط"، مجددا دعوة الحكومة للحركات المسلحة بالاستفادة من الأجواء الإيجابية الراهنة داخليا وخارجيا. يشار إلى أن زيارة الوسيط الإفريقي ثامبو إمبيكي للخرطوم تأجلت عدة مرات، وقال سفير الاتحاد الإفريقي لدى السودان محمود كان إن ذلك يأتي من أجل مزيد من المشاورات بين كافة الأطراف المعنية بعملية السلام واستصحاب المستجدات الإيجابية التي تمت للدفع بالجولة المقبلة لتحقيق النجاحات المرجوة منها. يذكر أن إطلاق الأسرى المتبادل خلال الأيام الماضية بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال أدى لوجود مواقف إيجابية تؤشر بأن الجولة المقبلة ستنعقد في أجواء تعتبر الأفضل من سابقاتها.

أعلن السودان أن الحرب في ولاية "جنوب كردفان" انتهت إلى غير رجعة وأن السلام أصبح واقعا فيها و لا توجد أي تهديدات أمنية في المنطقة. وأكد إبراهيم محمود حامد مساعد الرئيس السوداني، في تصريح له بمدينة" كادقلي" عاصمة ولاية" جنوب كردفان" أن مسيرة التنمية قطعت أشواطا كبيرة لدعم الاستقرار الدائم في المنطقة الذي أثر بصورة إيجابية على مجمل السلام في السودان خاصة الولايات المجاورة للولاية. وشدد على أهمية بسط هيبة الدولة والقانون وتعزيز الأمن الدائم والمحافظة على مكتسبات السلام التي تمت وتأمينها، لافتا إلى أنه سيتم التصدي لأية جهة تسعى للتأثير سلبا على الأمن والاستقرار في "جنوب كردفان". ودعا مساعد الرئيس السوداني ،الحركات المسلحة للابتعاد عن التعنت والتحلي بإرادة سياسية قوية وقرار جريء لإنهاء الحرب والتوجه نحو مسيرة السلام في البلاد. تجدر الإشارة إلى أن الحكومة السودانية تستعد لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات بشأن منطقتي النيل الأزرق و جنوب كردفان مع الحركة الشعبية قطاع الشمال" برعاية الآلية الإفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي، والتي ستركز على ملفي المساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية المتعلقة بوقف العدائيات وإطلاق النار بصورة شاملة.

أكدت الحكومة السودانية أن تنامي السند الشعبي لعملية السلام وتقدم مكاسب التنمية على أرض الواقع أدت لانحسار الحرب في ولاية "جنوب كردفان" المجاورة لدولة جنوب السودان. وقال والي ولاية "جنوب كردفان" اللواء عيسي آدم أبكر، في تصريحات له اليوم،" إن الأجندة الشعبية مارست ضغوطا كبيرة على"الحركة الشعبية قطاع الشمال" من خلال الحوار الذي قادته الإدارة الأهلية مع ذويهم في التمرد وأثمر قناعات أدت لتزايد العودة الطوعية وتشكيل الفعاليات الشعبية لكيانات اجتماعية مناهضة للحرب والعنف وناشرة لثقافة السلام في المنطقة وهو أمر غاية في الأهمية أرسي دعامات الاستقرار في المنطقة". وأضاف "أن الخروقات الأمنية والتحركات اليائسة التي تقوم بها الحركة الشعبية قطاع الشمال في دوائر محدودة لتهديد وترويع المدنيين أكدت أن أجندة الحرب قد انهزمت تماما لأن ردة فعل المواطنين كانت المزيد من التمسك بالسلام والتصدي الحاسم لأية تحركات تستهدف أمنهم واستقراراهم". وتوقع اللواء أبكر أن تنعكس هذه التحركات الشعبية بمزيد من الضغط على جولة المفاوضات المقبلة بتوصيل صوتها للجهات المعنية باعتبارها الأغلبية التي تمثل أصحاب المصلحة الحقيقيين. واستعرض ، أبرز إنجازات السلام التي تحققت وقال" إنها شملت استتباب الأمن والطمأنينة ونجاح الموسم الزراعي وفتح الطرق التجارية الحيوية وإنشاء المشروعات التنموية الضخمة والإشادات الرفيعة من قبل المبعوثين الدوليين الذين زاروا المنطقة، إضافة إلى تواصل الولاية عبر الطرق البرية مع بقية ولايات السودان وتحول عاصمة الولاية مدينة كادقلي إلى مركز تجاري يخدم الاقتصاد الوطني".. مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد عودة طوعية كبيرة مع تقدم عملية السلام.

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم السبت، أنه مدد لشهر إضافي وقف إطلاق نار في مناطق النزاعات كان مقررا أن ينتهي اليوم. وقال البشير في خطاب موجه للشعب بمناسبة الذكرى الـ61 لاستقلال البلاد: "أُعلن تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر". وجدد دعوته لأحزاب المعارضة والحركات المسلحة إلى الانضمام لمبادرته للحوار الوطني. وفي يونيو الماضي، أعلن البشير وقف إطلاق النار مع الحركات المسلحة في ولايتي "جنوب كردفان" و"النيل الأزرق"، المتاخمتين لجنوب السودان، لمدة 4 أشهر، قبل أن يمدده لاحقا إلى نهاية العام الجاري.

أعربت دولة قطر عن ترحيبها بقرار السودان وقف إطلاق النار في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم دعم دولة قطر لجميع المساعي الرامية لتحقيق السلام الشامل في السودان، معتبرة قرار الرئيس السوداني عمر البشير الأخير لوقف إطلاق النار في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لمدة 4 أشهر، خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. كما أكد البيان وقوف دولة قطر مع الجمهورية السودانية الشقيقة في سعيها للدفع بعملية السلام والتوصل إلى تسويات سياسية عبر حوار وطني شامل يستجيب لتطلعات وطموحات الشعب السوداني الشقيق.

رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، بتوقيع الحكومة السودانية و"الآلية الأفريقية" رفيعة المستوى على اتفاق "خارطة طريق" في أديس أبابا مؤخرا بهدف التوصل إلى سلام في دارفور، ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. واعتبر الدكتور العربي، في بيان له اليوم الأربعاء، أن التوقيع على هذه الوثيقة خطوة هامة تؤكد مرة أخرى عزم حكومة السودان نحو خيار السلام وتسوية جميع أسباب النزاع في ربوع البلاد. ونوه العربي بقرار مجلس جامعة الدول العربية الأخير في 11 مارس الماضي الذي دعا جميع الأحزاب السياسية والحركات المسلحة السودانية إلـى الانـضمام لجلسات الحوار الوطني، وإبداء الاستعداد للانخراط السلمي في الحوار الدائر حالياً من أجل تحقيق التسوية السياسية المنشودة.

أعلنت مفوضية الانتخابات في السودان، عن تعطيل عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة الإثنين المقبل، في 7 دوائر بولاية جنوب كردفان المضطربة، وذلك لأسباب أمنية تخيم على الانتخابات التي تقاطعها غالبية فصائل المعارضة السياسية. ففي مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم، اليوم الثلاثاء، قال رئيس مفوضية الانتخابات، مختار الأصم، إن "7 دوائر جغرافية من أصل 24 في ولاية جنوب كردفان، التي تشهد نزاعاً مسلحاً، لن تُجرى فيها انتخابات لأسباب أمنية". ومضى الأصم قائلا إن هذه الدوائر ستُجرى فيها الانتخابات لاحقاً "بعد استتباب الأمن". وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها المفوضية عن تعطيل عملية الاقتراع، التي ستبدأ في الثالث عشر من الشهر الجاري، في مناطق تشهد نزاعات.

أعلن الجيش السوداني أن قوات تابعة له تمكنت من صد هجوم ثان للمتمردين على ولاية جنوب كردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان، استهدف منطقتي بلنجا والعتمور. وقال الناطق باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن "الهجوم هو الثاني خلال يومين لمتمردي الجيش الشعبي التابع لقطاع الشمال والذي يحاول إثبات وجوده على الأرض لتقوية موقفه التفاوضي". مضيفا أن الجيش تمكن من صد المهاجمين وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد الحربي، حيث قتل منهم 50 جنديا واستولى على عدد كبير من المعدات والآليات والمركبات العسكرية. في المقابل، أعلن الصوارمي عن فقد الجيش السوداني 4 من جنوده مع إصابة آخرين بجروح. مؤكدا أن الهدوء عاد إلى المنطقة، حيث تقوم القوات بعمليات تمشيط دقيقة واسعة النطاق لمطاردة فلول المتمردين الذين تفرقوا في اتجاهات مختلفة. وكان الجيش السوداني قد أعلن، أول أمس الإثنين، أن قواته صدت هجوما شنه متمردو الحركة الشعبية قطاع الشمال على منطقة "الإحيمر" بجنوب كردفان، بعد يومين من تعليق الوساطة الأفريقية المفاوضات الجارية بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لـ4 أيام.

أفاد تقرير سوداني، اليوم الأربعاء، بأن عبد العزيز الحلو قائد المتمردين بجنوب كردفان، تدهورت حالته الصحية ودخل في حالة أشبه بالموت السريري. وذكرت صحيفة "الانتباهة" السودانية في عددها الصادر اليوم، أن قطاع الشمال شرع في إجلاء عائلات كبار قادة وضباط قطاع الشمال ونقل كل ممتلكاتهم من كاودا إلى منطقة طابانيا في أقصى الجنوب الشرقي لجنوب كردفان، بينما سرت شائعات وسط القيادات الميدانية للمتمردين بتأخر الحالة الصحية لقائدهم عبد العزيز الحلو ودخوله في مرحلة الغيبوبة. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ "العليمة" قولها إن خطوة الإجلاء تأتي على خلفية الإحباط الذي يعيشه قطاع الشمال، في ظل الضغوط من منسوبيه وحث قياداته على ضرورة السعي نحو المصالحات بدلاً من الاتجاه نحو الجنوب. كما أشارت المصادر إلى اشتداد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية على خلفية اشتداد مرض الحلو، الذي تناقل بين الجنود الميدانيين أنه دخل في حالة أشبه بالموت السريري، وهو ما يعزز غيابه عن المشهد طوال الأشهر الماضية.

قال متمردون تابعون للحركة الشعبية قطاع الشمال، إنهم أسقطوا طائرة تابعة لسلاح الجو السوداني في ولاية جنوب كردفان. وأوضحت الحركة في بيان صحفي، أن "الطائرة سقطت جنوب مدينة الدلنج" ولم تقدم الحركة في بيانها تفاصيل إضافية بشأن كيفية إسقاط الطائرة، ولا توقيت ذلك، وما إذا كان الحادث أسفر عن سقوط ضحايا من عدمه. وفيما تحدثت الحركة عن ما وصفه بـ"التكتكم الإعلامي الشديد والحراسة الحكومية المشددة على موقع سقوط الطائرة"، لم يصدر الجيش السوداني أي نفي أو تأكيد لذلك.

وجه تحالف يضم 45 منظمة عربية وأفريقية، تعمل في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود السلام في السودان، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، ومجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية طالبوهم فيها بالسعي لإنهاء ما أسماه التحالف بـ"استهداف المدنيين من قِبل الحكومة السودانية والميليشيات المسلحة المرتبطة بها"، وإجراء تحقيق مستقل في الهجمات الأخيرة في جنوب كردفان. ووفقا للرسالة التي وجهها التحالف، اليوم الثلاثاء، فإن "هذا القصف بلغ حدًا من الشدة والكثافة غير المسبوقة في تاريخ النزاع في جنوب كردفان"، الذي دخل عامه الثالث هذا الشهر. وأوضح التحالف أن تلك الهجمات على المدنيين وممتلكاتهم وقعت في أماكن بعيدة عن خطوط المواجهة، حيث لا توجد أهداف عسكرية. وأضاف في الرسالة أن الهجمات " ترقى إلى مرتبة جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.. لذلك، يطالب التحالف بتحقيق فوري وغير منحاز، من أجل الوقوف على الحقائق وتحديد المسؤولية عن أي جرائم تم اقترافها". وتأتي تلك الهجمات البرية والجوية المنسقة في إطار حملة التصعيد العسكري على المنطقتين - جنوب كردفان والنيل الأزرق- ودارفور، والتي أعلنت الحكومة السودانية أنها تستهدف سحق التمرد المسلح الذي طال أمده.

قالت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، "إن الآلاف يفرون من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان بسبب تجدد القتال، مضيفة أن الآلاف تشردوا كذلك بسبب النزاع في منطقة دارفور هذا العام". وطبقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فقد أدت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال، في منطقة رشاد في جنوب كردفان إلى تشريد نحو 6700 مدني. وقال المكتب في نشرته الأسبوعية "إن العديد من المشردين لجأوا إلى مدينة رشاد".

تمكنت قوات الجيش السوداني من تحرير 7500 مواطنا في ولاية جنوب كردفان بالسودان من أيدي المسلحين الذين يتمركزون في بعض مناطق الولاية. وقال آدم الفكي، والي ولاية جنوب كردفان في تصريح له، اليوم الإثنين: "قوات الجيش السوداني تمكنت من تحرير 7500 من مواطني الولاية من قبضة المتمردين بعد أن حققت انتصارات كبيرة وقامت بطرد المتمردين من مناطق السرف وظليطاية وتومي بشمالي دارفور". وأوضح الفكي، أن عملية تحرير هؤلاء المواطنين تأتي في إطار الخطة الأمنية المحكمة للجيش بهدف تأمين ولاية جنوب كردفان وحدودها مع دولة جنوب السودان وإنهاء التمرد في المنطقة. وشدد المسؤول السوداني على أن العمليات العسكرية في جنوب كردفان متواصلة لإعادة كل المواطنين إلى مناطقهم الأصلية وإنهاء معاناتهم، مؤكدا قدرة جيش بلاده على بسط هيبة الدولة والقانون وتعزيز عملية السلام الشامل . وأعلن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني الأسبوع الماضي بالبرلمان عن انطلاق ما سمَّاها "عمليات الصيف الحاسم" بولاية جنوب كردفان وهي عملية تستهدف تحرير بعض مناطق الولاية التي ينشط فيها مسلحون من قبضتهم .

أكد الوفد الحكومي السوداني المفاوض، حول قضايا المنطقتين "ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان"، على استعداده للتوصل إلى اتفاق في جولة المفاوضات المقبلة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال المتمردة، بشأن المنطقتين. جاء ذلك، في تصريحات أدلى بها منير شيخ الدين، عضو الوفد الحكومي المفاوض للمركز السوداني للخدمات الصحفية، فيما وصلت للخرطوم سكرتارية اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى للتفاهم مع الحكومة حول أجندة وزمان الجولة القادمة. وقال شيخ الدين، إن الوفد ينتظر دعوة من اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو مبيكي، بشأن جولة المفاوضات القادمة. وأوضح، أن الوفد الحكومي سيدخل الجولة بقلب مفتوح للتوصل إلى اتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بشان المنطقتين مبيناً أن الأوراق التي قدمت من الجانبين بشأن أجندة التفاوض مرضية لكافة الأطراف. وأبان، أن الجو السائد في السودان من خلال الحوار الوطني، فتح المجال واسعاً للتوصل إلى وثيقة مشتركة توقف الحرب في المنطقتين بجانب العمل لتوصيل المساعدات للمحتاجين وفق البرنامج الثلاثي في الشأن الإنساني. وتابع شيخ الدين، إن مساحة التوصل إلى حلول حول المنطقتين كبيرة إذا تنازلت الأطراف لصالح شعب جنوب كردفان والنيل الأزرق.

كشف رئيس وفد الحركة الشعبية - قطاع الشمال ياسر عرمان، اليوم السبت، عن بدء مفاوضات مباشرة مع حكومة الخرطوم بشأن الأوضاع الإنسانية. وتهدف تلك المفاوضات، بحسب تصريحات أدلى بها عرمان لصحفيين في فندق ريدسون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء اليوم، إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. واتهم عرمان حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بـ"عدم الجدية"، وقال إنها "تتنصل من الاتفاقات السابقة.. الحكومة ليست لها أجندة واضحة للتفاوض". ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب فوري من جانب الوفد السوداني حول اتهامات عرمان. ومضى عرمان قائلا: "ليست لدينا مشكلة في من يترأس وفد الحكومة"، في إشارة منه إلى الرئيس الجديد للوفد الحكومي، عمر سليمان. من جهة أخرى، رحب عرمان بوصول مبارك الفاضل "المساعد السابق للبشير" إلى أديس أبابا، وقال إن "وصول مبارك إلى أديس أبابا يأتي لتشجيعنا على المضي قدمًا في المفاوضات". من ناحيته، حث الفاضل، في تصريحات صحفية اليوم، كلاً من وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال على مواصلة التفاوض لحل الخلافات، واصفًا خطاب الرئيس السوداني الأخير بأنه "إيجابي ويشجع كافة الأطراف على الخروج من الأزمة".

كشف المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، أن الإدارة الأمريكية تدعم وتشجع مفاوضي طرفي النزاع بشان منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وهما الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال للتوصل لاتفاق سلام شامل ودائم في المنطقتين. وقال المبعوث الأمريكي، في تصريحات صحفية اليوم، :"إنه أجرى مشاورات هامة في أديس أبابا مع الوفدين المفاوضين في هذا الخصوص لدفع المفاوضات لتحقيق تقدم إيجابي يمكنها من إنهاء الحرب والمعاناة". وأكد، أن سير المفاوضات في مسارات متزامنة تشمل الملفات الإنسانية والأمنية والسياسية من شأنه، أن يختصر الزمن ويقصر أمد المعاناة لسكان المنطقتين، معربا عن ارتياحه لعودة الطرفين للمفاوضات خلال 10 أيام بعد انتهاء المهلة التي منحتها لهم الوساطة الأفريقية. وقال إنه لمس إرادة سياسية قوية من الطرفين للتوصل إلى اتفاق، محذرا من أن البديل للمفاوضات هو الحرب وهي مضرة لكل الأطراف.

جدد الرئيس السوداني عمر البشير تأكيده على حرصه على استمرار التفاوض بشأن ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لتعزيز الأمن والاستقرار والدفع بعمليات البناء والإعمار والتنمية في المنطقتين دعما للاستقرار الإقليمي. جاء ذلك خلال لقائه اليوم بأديس أبابا رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو إمبيكي على هامش أعمال القمة الأفريقية. وقال إمبيكي في تصريح له إنه تناول مع البشير ملف علاقات دولتي السودان وجنوب السودان وسير تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين الدولتين. وأكد إمبيكي أنه نقل للرئيس السوداني حرص دولة جنوب السودان على تطوير علاقاتها مع الخرطوم والدفع بعملية تنفيذ اتفاق التعاون المشترك وتسريع استكمال المتبقي من مطلوباتها.

أجرى وزير خارجية النرويج بورقا برندا، اليوم الأحد، مباحثات مكثفة مع قيادات الحكومة السودانية شملت النائب الأول للرئيس الفريق أول بكري حسن صالح، ومساعد الرئيس العميد عبد الرحمن الصادق المهدي، ووزير الخارجية علي كرتي. وقال وزير خارجية النرويج، خلال تصريحات له مساء اليوم الأحد، إن "مباحثاته مع قيادات الحكومة السودانية أكدت ضرورة الاتفاق على دعم مبادرة الإيجاد لنزع فتيل أزمة دولة جنوب السودان، وحث طرفي النزاع على احترام وتطبيق وقف إطلاق النار الموقع بينهما بأديس أبابا، والانخراط في حوار مشترك كطريق أمثل لإحلال السلام والاستقرار بدولة جنوب السودان". وأشار إلى أن مباحثاته تناولت أيضا قضية السلام في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، واصفا مباحثاته مع النائب الأول للرئيس السوداني بأنها "بناءة"، كما تم التطرق للدور الايجابي الذي قام به السودان تجاه ما يدور بدولة جنوب السودان، منوها بهذا الصدد إلى أهمية الحلول السلمية، على ضوء مبادرة الايجاد ورعاية الاتحاد الإفريقي للأزمة. وقال الوزير النرويجي إنه" تم خلال اللقاء التطرق لعملية السلام في دارفور وتطوراتها وضرورة إجراء حوار شامل مع حملة السلاح في جنوب كردفان والنيل الأزرق عن طريق التفاوض"، مشددا على موقف النرويج الداعم للسلام في السودان، خاصة ما يتعلق بدعم الحوار السوداني بشأن الدستور والانتخابات والاستقرار الاقتصادي.