وصلت العاصفة الثلجية "جنى" إلى منطقة شرق البحر المتوسط، نتيجة اندفاع كتلة قطبية من سيبيريا أدت إلى هطول أمطار غزيرة وتساقط الثلوج على مناطق واسعة من دولها، إضافة إلى انخفاض الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي في بعض المناطق. فما كاد ينحسر "يوهان" وقبله "هدى" و"زينة"، حتى بدأت العاصفة الثلجية الجديدة تؤثر على المنطقة، ومنها مناطق القدس ورام الله ولبنان والأردن، وقد ترافقت تحذيرات حكومية مع وصول هذه الموجة الباردة، ففي الأردن أعلنت السلطات تعطيل الدوائر الرسمية، ورفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الظروف الجوية. وبدأت بوادر العاصفة في لبنان تتشكل من خلال نشاط الرياح السطحية التي بدأت تضرب عدة مناطق، الأمر الذي دفع بالسلطات المحلية إلى تحذير المواطنين من الانزلاقات، لاسيما على المرتفعات الجبلية. وفي الضفة الغربية والقدس، ذكرت الأرصاد الجوية أن ذروة العاصفة تستمر حتى فجر اليوم الجمعة. وتعود الحلة البيضاء من جديد إلى المناطق الشمالية من السعودية، حيث من المتوقع أن تكتسي مرتفعات تبوك والجوف ورفحاء وطريف بالبياض، وستكون أعلى كثافة للثلوج على مرتفعات علقان واللوز بمنطقة تبوك. ورغم أن الزائر الأبيض قليل الحضور للمنطقة، فإنه يثير مخاوف البعض، مما قد يسببه من أضرار وتعطل لبعض مناحي الحياة، ومع ذلك فهناك آخرون ينتظرون مظاهر البهجة التي تصاحبه بفارغ الصبر.

يتعرض بعض دول الوطن العربي هذه الأيام لموجة برد شديد مصحوبة برياح شديدة، انخفضت معها درجات الحرارة إلى معدلات أقل بكثير من معدلاتها الطبيعية.. ومن هذه الدول مصر، السعودية، سوريا، فلسطين، الأردن، لبنان. وفي الأردن وسوريا اطلق على عاصفة العام اسم "هدى".. كما سميت "زينة" في لبنان. مصر في مصر، قالت هيئة الأرصاد الجوية إن موجة الصقيع التي تشهدها البلاد منذ أمس الثلاثاء، ستستمر إلى الأحد المقبل، مع احتمالية وجود سيول في شبه جزيرة سيناء. أوضح وحيد سعودي المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية المصرية، اليوم الأربعاء، أن "موجة البرد سوف تستمر حتى يوم الأحد، مع سقوط أمطار، حيث ستصل درجة الحرارة مساء اليوم وغدا إلى 6 درجات مئوية، فيما سترتفع تدريجياً بدءا من يوم الأحد". ولفت سعودي إلى أنه "المتوقع أن تشهد البلاد سقوط أمطار غزيرة، تصل إلى حد السيول، على شمال ووسط سيناء. وتوقع المسؤول المصري أن "يستمر الاضطراب في الملاحة المائية وجميع المسطحات داخل مصر، وهو الأمر الذي سيصاحبه إغلاق المواني"، لافتاً إلى أن الهيئة "أرسلت تحذيراتها لهيئة الموانئ بهذا الشأن". ومنذ يوم الإثنين الماضي، تشهد بعض المحافظات المصرية، طقسا سيئا، نتيجة الأمطار المتواصلة مصحوبة ببرق ورعد، ما أدى إلى تكدس المياه في بعض الشوارع الرئيسية. وفرضت حالة الجو على بعض المواطنين عدم الخروج من منازلهم، رغم احتفالات عيد الميلاد. إغلاق 8 موانئ مصرية من جهة أخرى، أغلقت السلطات، اليوم الأربعاء، 7 موانئ بسبب سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى ارتفاع الأمواج وزيادة سرعة الرياح. وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن الطقس، اليوم الأربعاء، غير مستقر وستنشط الرياح على كافة أنحاء البلاد وقد تصل إلى "حد العاصفة". وأضافت الهيئة في البيان الذي نشرته على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم: إن الطقس سيؤدي إلى تدهور الرؤية الأفقية وإلى اضطراب الملاحة بالبحرين الأحمر والمتوسط. قالت هيئة موانئ البحر الأحمر في بيان صحفي صدر اليوم الأربعاء، إنه جرى إغلاق 5 موانئ مطلة علي البحر الأحمر وخليج السويس بمحافظات السويس وجنوب سيناء بسبب ارتفاع سرعة الرياح لأكثر من 25 عقدة وارتفاع الأمواج لأكثر من 4 أمتار. وأضاف عبدالرحيم مصطفي، المتحدث الإعلامي لموانئ البحر الأحمر، أنه سيتم إعادة فتح الموانئ واستئناف الملاحة البحرية عقب هدوء العواصف الترابية والرياح. ولليوم الثاني على التوالي، واصلت السلطات المصرية إغلاق ميناءي الإسكندرية والدخيلة بسبب سوء الأحوال الجوية، وقالت هيئة ميناء الإسكندرية في بيان صحفي صدر اليوم الأربعاء، إن سبب إغلاق الميناءين هو زيادة سرعة الرياح وارتفاع الأمواج إلي أكثر من 4 أمتار.. كما أغلقت السلطات ميناء آخر على البحر المتوسط. ولليوم الثالث على التوالي، توقفت أعمال الصيد على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وقناة السويس، عقب إغلاق السلطات المصرية موانئ الصيد في السويس على البحر الأحمر وفي بورسعيد ودمياط والإسكندرية على البحر المتوسط. السعودية وفي السعودية، أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد أن موجة قوية من البرد الشديد ستضرب مناطق شمال البلاد على مناطق الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، حائل والأجزاء الساحلية الغربية. وبدأت الوزارات تشكيل غرف طوارئ في مراكزها ومديرياتها في كل مدينة ومحافظة لتفادي أي حوادث قد تطرأ على الطرق أو شبكات الشوارع، أو انقطاع للتيار الكهربائي، أو غرق للأراضي الزراعية. سوريا وضربت عاصفة مطرية شمال سوريا ما أدى إلى فيضانات وسيول جارفة في عدد من القرى والبلدات، فضلاً عن غرق عدد كبير من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية - التركية، وخاصة تجمع مخيمات الكرامة وبعض خيام تجمع أطمة. وتضرر عدد من المخيمات السورية بشكل كبير جراء العاصفة، حيث ملأت الأمطار معظم الخيام في مخيمات ريف حماة الشمالي، واهتراء الخيام تسبب بدخول الأمطار إليها. وتزداد معاناة المهجرين السوريين في محافظة السويداء "جنوب سوريا" مع انخفاض درجات الحرارة لما دون درجة الصفر مئوية، مع تعرض المنطقة لعاصفة مطرية مصحوبة بالثلوج، وازدياد شدة الرياح، لا سيما أنهم يقطنون في خيم مصنوعة من الأسمنت، ولكنها غير مهيأة للسكن في مثل هذه الظروف الجوية الصعبة. وتزداد المعاناة أكثر فأكثر مع عدم وجود وقود للتدفئة في مراكز الإيواء، وانقطاع طويل للتيار الكهربائي خلال اليوم، ما يجعل حياتهم " مأساوية "، ويستذكرون أيامهم التي سبقت مجيئهم إلى مراكز الإيواء. لبنان وفي لبنان، غطت الثلوج معظم المناطق الجبلية وقطع الجليد بعض الطرقات حتى قبل اشتداد العاصفة التي أطلق عليها اللبنانيون اسم "زينة"، التي تسببت بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية في مناطق لبنانية عدة. وعلقت السلطات اللبنانية حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد أن تخطت سرعة الرياح 90 كيلو مترا، في وقت أعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس. الأردن وتعرضت المملكة الأردنية لعاصفة ثلجية، وتساقطت الثلوج بعمان وتراكمت في أنحاء واسعة من المملكة، ويتوقع أن تكون الثلوج رعدية كثيفة، فوق المرتفعات الجبلية، ويشمل تساقط الثلوج مناطق واسعة من محافظات إربد وعجلون وجرش والمفرق والبلقاء وعمان ومادبا والكرك والطفيلة وجبال الشراه، الممتدة بين محافظتي معان والعقبة وأجزاء من محافظة الزرقاء. ومن المتوقع أن يستمر الطقس، غدا الخميس، قارس البرودة، مع تدن كبير في درجات الحرارة، واستمرار الرياح القوية والتي تتجاوز سرعتها 80 كم/ساعة في أغلب المناطق. وتبقى الفرصة غدا مُهيأة لتساقط الثلوج، ولكن على شكل زخات فوق المُرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 850 مترا عن سطح البحر، ويستمر تساقط الثلوج بغزارة أحياناً في جبال الشراه، أما مساء غد فيُتوقع أن يتجدد فيه تساقط الثلوج فوق أغلب المُرتفعات التي يزيد ارتفاعها على 600 متر.

يختصر سكان قطاع غزة، حياتـهم، في 4 ساعات فقط، وهم يستقبلون أول أيام عام 2015، في ظل توقف محطة توليد الكهرباء الوحيـدة عن العمـل جراء نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها. معاناة يومية وهذه الساعات الـ4، التي تقوم شركة توزيع الكهرباء بوصلـها معتمدة على "الخطوط الإسرائيلية والمصرية"، لا تكفي لإشعال المدافئ الكهربائية، ومد المنازل بالدفء المطلوب، للتغلب على برد الشتاء القارس، وصقيع "يناير"، كما يقول الفلسطيني أمجد نعيم "42 عاما". ويُضيف نعيم الأب لـ7 أبناء، بينهم 4 أطفال أصغرهم يبلغ من العمر 3 أسابيع، أن عودة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في غزة، في ظل البرد، وقسوة الجو تزيد من معاناتهم اليومية. ويتابع المواطن الفلسطيني بحسرة، "الأطفال بحاجة إلى تدفئة، في مثل هذا الجو، ولكن للأسف الأجهزة الكهربائية تبدو بلا أي فائدة تُذكر، وأنا أسكن في شقة داخل برج سكني، لا يمكن أن ألجأ إلى الوسائل البدائية، كإشعال الحطب، أطفالي تجمدوا من البرد". ويستنكر نعيم ما وصفّه بـ"بؤس الحياة"، في غزة، مضيفا أن العالم يحتفل ببداية العام الجديد، في ظل أجواء دافئة، يسودها التفاؤل، وهو ما يفتقده القطاع المحاصر إسرائيليا منذ أكثر من 7 أعوام. كارثة إنسانية ومنذ أسبوع، توقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، عن العمل، جراء نقص "السولار الصناعي" اللازم لتشغيلها. وحذرت شركة "توزيع الكهرباء"، في بيان سابق لها من حدوث "كارثة إنسانية" تطول كافة مناحي الحياة، في ظل الأجواء الباردة، واضطرارها لزيادة عدد ساعات قطع التيار، ليصل إلى 20 ساعة يوميا، في وقت لا تتجاوز ساعات الوصل 4 ساعات في اليوم. وكانت سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة، أعلنت الأحد الماضي، توقف عملية ضخ السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميجاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميجاوات. ولا تتمكن ربة البيت سوسن حميد "36 عاما"، من تدفئة منزلها ولو لدقائق معدودة، فتشغيل "مدفأة صغيرة"، كفيل بفصل التيار الكهربائي على الفور. وتُضيف حميد، "التيار الكهربائي الذي يأتي لساعات قليلة، لا يتحمل سوى الإنارة البسيطة، والجو شديدة البردة، والأطفال باتوا يعانون من أمراض الشتاء، لغياب وسائل التدفئة". وسائل بدائية ويُجبر انقطاع التيار الكهربائي، العائلات في قطاع غزة، للعودة إلى الوسائل البدائية، وفي مقدمتها إشعال "كانون النار". ويسارع الشاب معاذ محمد "23 عاما"، في جمع أعواد القش وأوراق الشجر لإيقاد كانون النار على سطح المنزل. ويقول محمد، "في المساء يشتد البرد، ولا يمكن احتمال الصقيع، لهذا نلجأ إلى نيران الكانون، فأزمة الكهرباء جعلتنا عاجزين عن استخدام الأجهزة الحديثة". وتسبّبت الوسائل التي يستخدمها الفلسطينيون في إنارة منازلهم خلال فترة انقطاع الكهرباء بالعديد من الحرائق و"المآسي" الإنسانية. وتضطر ربات البيوت، كما تقول سناء خليفة، إلى غسل الملابس يدويا، بعد فقد الأمل في عودة التيار الكهربائي. وتُضيف خليفة بحسرة، "المشكلة أن قدوم التيار الكهربائي، لا يتزامن مع ضخ المياه، ما يجعل حياتنا عبارة عن برد وظلام". ويقول مصعب أبو شنب "52 عاما"، يأتي شتاء غزة هذا العام قاسيا صعبا على أصحاب المنازل التي تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. ويضيف أبو شنب، "البرد شديد، ولا يوجد كهرباء، ما يُضاعف معاناتنا، نغلق النوافذ، برقائق بلاستيكية، وأقمشة قديمة، الإعمار لم يبدأ بعد، ومعاناة غزة تزداد سوءا عاما بعد آخر".

قال موقع أكيو ويذر للإرصاد الجوي بالولايات المتحدة، إن من المتوقع أن تجتاح أشد موجة برد خلال الموسم 42 ولاية هذا الأسبوع، بسبب عاصفة قطبية أدت لخفض درجات الحرارة ابتداء من الحدود الكندية وحتى خليج المكسيك. وقال أكيو ويذ، إن من المتوقع تأثر نحو 200 مليون شخص بهذا الجو البارد باستثناء فلوريدا وهاواي وجنوب غرب الولايات المتحدة. وأضاف إن أول ولايات ستشهد هذا الجو البارد تلك الواقعة على امتداد الحدود الكندية وفي جبال روكي الشمالية في ساعة متأخرة من مساء الأحد ووقت مبكر من صباح الإثنين، بما في ذلك أكثر ليلة باردةمنذ مارس في مونتانا وستكون درجة الحرارة أقل من المتوسط في ساوث داكوتا بثمانية عشر درجة مئوية.

قال الأمين العام لجمعية أتراك سوريا "أحمد الوزير"، إن السوريين في الداخل، يعيشون ظروفاً صعبة للغاية، خاصة مع حلول فصل الشتاء، واستمرار عدم توفر الطاقة الكهربائية ومواد التدفئة. جاء ذلك في مقابلة في ولاية هطاي، جنوبي تركيا، دعا فيها إلى عدم نسيان مئات آلاف السوريين "الذين يكابدون من أجل البقاء على قيد الحياة، في الداخل السوري، حيث الحرب والبرد والجوع". وأشار الوزير، إلى أن آلاف السوريين في جبل التركمان وجبل الأكراد شمال غربي سوريا، بحاجة ماسة للمزيد من الدعم الإغاثي، في ظل تفاقم الاحتياجات الطبية والغذائية ووقود التدفئة، خاصة وأن تلك المناطق تتسم بالبرودة في فصل الشتاء. وتابع الوزير "إن الظروف القاسية التي يعيشها السوريون في الداخل، آخذة بالتدهور على الصعيد الإنساني، يوماً بعد آخر، والناس يهربون إلى المناطق الأكثر أمناً، ويعيشون في خيام لا تقيهم حر الصيف أو برد الشتاء"، مشدداً على ضرورة إمداد تلك المناطق بالخيام والمساعدات الطبية والغذائية والأغطية.

يمثل الفيلم الروائي القصير "برد"، تركيا في مهرجان طنجة الدولي السابع للفيلم، الذي سيعقد في المدينة المغربية ما بين 17 و21 سبتمبر الجاري. وينافس الفيلم، وهو من إخراج "سيد تشولاك"، في فئة الأفلام الروائية القصيرة، على جوائز أفضل فيلم، وسيناريو، وممثل، وموسيقى. الفيلم مأخوذ عن واقعة حقيقة لطفل توفي خلال عودته للمنزل بعد أن تسلم شهادته المدرسية، ويركز "تشولاك"، في أغلب أفلامه على القضايا الاجتماعية. وسبق للمخرج أن شارك بفيلميه "اللعبة"، و"الثلج الأسود"، في مهرجانات سينمائية دولية في الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وألمانيا، والسويد، وإيطاليا، والبرتغال، وأسبانيا، وحصل على جوائز من تلك المهرجانات.