رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
القطريون يشعلون حماسة المنتخب في تويتر : بالتوفيق يالعنابي

قبل لحظات من بدء المباراة بين قطر وايران ، اشتعل موقع التواصل الاجتماعي تويتر بحماسة المغردين وتشجيعهم للمنتخب القطري الذي يواجه المنتخب الإيراني في الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2018 في روسيا، وانهالت الدعوات من المغردين عبرهاشتاج #قطر_ايران الذي تصدر تويتر منذ ساعات، حيث عقدوا آمالا كبيرة على هذه المباراة خاصة بعد فوز المنتخب الاماراتي اليوم على المنتخب الياباني وكتب المغرد عايد الشمري : "حلم الجماهير القطريه بالتأهل لكأس العالم سيتحقق بإذن الله ويرجع #العنابي من طهران بنتيجة إيجابيه ". وغرد محمد الشهراني: "كل التوفيق للعنابي

446

| 01 سبتمبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
زعيمة المعارضة الإيرانية للشرق: بدأنا مرحلة إسقاط النظام ولن نتراجع مهما كلفنا ذلك من ثمن

مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لـ"الشرق": بدأنا مرحلة إسقاط النظام.. ولن نتراجع مهما كلفنا ذلك من ثمن هدفنا إسقاط الديكتاتورية وإقامة إيران ديمقراطية مسالمة وغير نووية سنسحب جميع القوات الإيرانية من سوريا والعراق واليمن حال وصولنا للحكم النظام الإيراني لا يهمه إيران ولا الشيعة وليس في تاريخ إيران من دمّر بلدنا أكثر مما دمره رسالتنا لكل دول المنطقة.. أمامنا عدو مشترك هو النظام الايراني ..لا بد من القضاء عليه النظام أصبح أصبح مكروها من كل الإيرانيين بعد أن سد طرق النمو الاقتصادي المقاومة تعرضت للقصف بالصواريخ أكثر من 5 مرات في عهد روحاني مشروعنا لإدارة البلاد بعد رحيل النظام جاهز..والشعب ستكون له اليد العليا الشيعة الحقيقيون هم الذين يجدون في أهل السنة إخوانهم وأخواتهم التاريخ يشهد أن الحكم الطائفي في إيران كان وراء توسيع رقعة الحروب الطائفية في المنطقة الصراع السني - الشيعي مختلق من النظام للتستر على تدخلاتهم واحتلالهم للبلدان نتطلع لإقامة علاقات ودية وأخوية مع كافة جيراننا من الدول الإسلامية والعربية حضور الأمير تركي مؤتمرنا يدل على الصداقة والتآخي بين السعودية والشعب الإيراني نسعى جاهدين لمحاكمة زعماء هذا النظام بتهمة قتل 30 ألف سجين سياسي التسريب كشف ضلوع خامنئي ومنتظري بشكل واضح في عملية قتل السجناء عام 88 عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمره السنوي في العاصمة الفرنسية باريس في يوليو الماضي، وسط حشد من آلاف المعارضين الإيرانيين، وبحضور ممثلين لدول أجنبية وعربية، وكان لافتا حضور الأمير تركي الفيصل "رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق" المؤتمر حيث ألقى كلمة اهتمت بها كافة وسائل الإعلام العالمية وأحدثت دويًا في الداخل الإيراني. "الشرق" كأول صحيفة عربية حاورت السيدة مريم رجوي رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذراع السياسية للمقاومة الإيرانية التي أكدت أن المقاومة الإيرانية بدأت مرحلة إسقاط النظام في إيران وأنها لن تتراجع عن هذا الهدف مهما كلفها ذلك من ثمن، وثمنت حضور آلاف المعارضين الإيرانيين في المؤتمر السنوي، وممثلي الدول الأوروبية والأمريكية والعربية. كما أكدت رجوي على أن هدف المقاومة هو إسقاط النظام وإقامة إيران ديمقراطية مسالمة وغير نووية، واعتبرت أن أول أهداف المقاومة إذا وصلت للحكم هو سحب جميع القوات الإيرانية من سوريا والعراق واليمن ولبنان. وقالت رجوي إن لدى المقاومة برنامجا واضحا يتلخص في رفض أي حكومة دينية في إيران، وإقامة جمهورية تعددية، والمساواة بين الرجل والمرأة، ومنح الطوائف الإيرانية المختلفة حقوقها، واحترام حقوق الإنسان، ورفض التمييز الديني، وقد لاقى هذا البرنامج دعما من قبل غالبية أعضاء البرلمانات في دول مختلفة. وكشفت رجوي أن ازدياد وتيرة الإعدامات السياسية ضد المعارضين الإيرانيين خاصة من السنة والأكراد في إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية، دليل على خوف النظام من حالة الاحتقان التي وصلت إلى حد الانفجار في المجتمع الإيراني، وأن النظام بهذه الإعدامات يحاول تخويف المجتمع الناقم للغاية ضدهم، في ظل علامات تلوح في الأفق على أن الشعب الإيراني يريد تغيير هذا النظام برمته. وإلى نص الحوار.. * بعد نجاح مؤتمركم السنوي في باريس الذي عقد في يوليو الماضي.. ما خريطة استراتيجيتكم في المرحلة المقبلة؟ ** إن مقاومتنا تسعى في الأيام المقبلة لتنظيم وتوسيع نشاطاتها وشبكاتها الداخلية، في ظل تغييرين ملحوظين في الداخل الإيراني: الأول تصاعد النقمة الشعبية في المجتمع الإيراني، وركود اقتصادي عميق وحجم بطالة يصل إلى 10 ملايين عاطل وربما زاد على ذلك، الأمر الذي أدى إلى فقد النظام الحاكم قدرته على احتواء المشكلات في المجتمع بسبب تورطه في الحروب داخل المنطقة، وبسبب الصراعات الداخلية، فنرى كل يوم في عموم إيران صنوفا مختلفة من الإضرابات والاحتجاجات يقوم بها موظفون في مختلف القطاعات، وتقام في بعض الأيام 3 أو 4 تجمعات احتجاجية أمام البرلمان يتم قمعها من قِبَل رجال الأمن. والثاني تزايد إقبال المواطنين لاسيَّما الشباب للانضمام إلى مجاهدي خلق والمقاومة، برغم الحملة الإعلامية غير المسبوقة لقادة النظام ووسائل الإعلام التابعة له لتشويه صورتنا، وهذا بالطبع رد فعل طبيعي للتأييد الشعبي لنا. * كيف شوّه النظام المقاومة؟ ** لقد عرضت المخابرات خلال العام الماضي 23 فيلما ومسلسلا تلفزيونيا عبر الشبكات الحكومية ودور السينما، بهدف التشهير "بمجاهدي خلق"، كما أصدر النظام مئات الكتب خلال السنوات الماضية من أجل الهدف نفسه، إضافة إلى إقامة معارض عدة من الصور والأفلام في مختلف المدن الإيرانية لتشويه سمعتنا عند جيل الشباب، ولكن هذه المحاولات أتت بنتائج عكسية. الغرب وإيران * ما وجهة نظركم لتعامل الغرب مع النظام الإيراني؟ ** رغم سياسة المداهنة التي تنتهجها الدول الغربية حيال هذا النظام، فإننا نسعى جاهدين من أجل تهيئة الظروف لإمكانية محاكمة زعماء النظام بتهمة ارتكاب مجازر بحق 30 ألف سجين سياسي، وتعذيب وإعدام عشرات الآلاف الآخرين. وبموازاة تصعيد نشاطات المقاومة نسعى لإقناع الأطراف الخارجية بأن مساومة هذا النظام لن تؤدي إلى تغيير سلوكه وتخليه عن تصدير الإرهاب والتطرف، بل بالعكس تشجّعه على التمادي في القيام بمزيد من إذكاء الفتن والإرهاب في المنطقة والعالم وممارسة مزيد من القمع بطرق أكثر همجية داخل إيران. كما نبذل في الوقت نفسه جهودا مستمرة من خلال علاقاتنا مع الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي من أجل حماية وتأمين المجاهدين في مخيم ليبرتي "الواقع بالقرب من مطار بغداد" ونقلهم خارج العراق، خاصة بعد تعرضهم قبل خمسة أيام من "المؤتمر السنوي العام للمقاومة" لهجوم بالصواريخ، وهذا بالمناسبة هو الهجوم الخامس من نوعه ضد المجاهدين في عهد روحاني. مطالب المقاومة * ما مطالبكم تحديداً.. هل إسقاط النظام فقط أم هناك مطالب أخرى؟ ** نعم هدفنا إسقاط النظام من الحكم ثم بعد ذلك إقامة إيران الديمقراطية، وإزالة كل الأعراض السياسية والأخلاقية والاقتصادية لهذا النظام الفاسد المجرم، وتحقيق الإعمار والتطور والرفاه لبلدنا، وبناء إيران مسالمة وغير نووية تربطها علاقات ودية وأخوية مع كافة جيرانها والدول الإسلامية والعربية. فلاشك أن السلطات المطلقة هي استبداد وحشي ونظام غير شرعي مكروه من الإيرانيين بكل ما تعني الكلمة، بعد أن سد حكمه طريق التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي وبعد أن جعل السلطة بيد أقلية محدودة في مقابل أغلبية ساحقة للشعب مسلوبة الحق في المشاركة السياسية. كما انحصرت ثروات البلاد بيد النظام والحرس الثوري وغيرهما من المؤسسات العسكرية والأمنية وتم صرف عوائد البلاد على القمع الداخلي والإرهاب، وإثارة الحروب في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وبلغت عملية السرقة والاختلاس والرشى والتهريب من قبل السلطة الحاكمة حدا مدهشا. لذا فإن المقاومة الإيرانية لديها مشاريع مفصلة لإيران ما بعد النظام تم تلخيصها في برنامج يحوي 10 مواد أهمها: رفض أي حكومة دينية في إيران، وإقامة جمهورية تعددية، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإعطاء الحقوق للطوائف الإيرانية المختلفة، واحترام حقوق الإنسان، ورفض التمييز الديني، وقد لاقى هذا البرنامج دعما من قبل غالبية أعضاء البرلمانات في دول مختلفة. كما نسعى في برنامج إيران الغد إلى وقف التدخل في المنطقة، واحتلال البلدان الأخرى وتوسيع آلة الحرب غير المبرّرة، والمشاريع العسكرية والمشروع النووي. أولويات المقاومة * إذا وصلتم للحكم فما أولوياتكم؟ هل إعادة إعمار البلاد أو إصلاح العلاقات مع الدول العربية وسحب القوات الإيرانية من الدول التي احتلتها؟ ** لاشك أننا سنواجه مشاكل جمة بعد إسقاط النظام في إعادة إعمار البلاد التي دُمّرت طوال أكثر من 90 عاما على مدى عهدين من الديكتاتورية، كما أن إعادة بناء العلاقات الأخوية مع الجيران والدول العربية والإسلامية التي سعى نظام الملالي على طول 38 عاما من حكمه لتصدير الإرهاب والتطرف إليها، هي مهمة صعبة أخرى يجب تنفيذها بسرعة، وكذلك إعادة بناء اقتصاد البلاد المدمر. * ما الخطوات الفعلية التي ستتخذونها حال سقوط النظام؟ ** بداية علينا أن نشرك الشعب في تقرير مصيره بشكل مباشر، ولهذا الهدف سنقوم بإنشاء المجلس التأسيسي بحرية تامة، وبأصوات عموم أبناء الشعب لصياغة دستور جديد للجمهورية الحديثة خلال 6 أشهر لسقوط النظام كأقصى حد. وحسب هذا القانون، فإن رئيس الجمهورية والبرلمان وغيرهما من المؤسسات الانتخابية سيتم تحديدها خلال انتخابات حرة ونزيهة، ويجب أن تكون للمرأة مشاركة نشطة ومتكافئة في قيادة إيران الغد. السنة الإيرانيون * معروف أن غالبية الشعب الإيراني هم من الشيعة، فهل برأيكم يجب أن تكون الهيمنة للشيعة في الحكم المقبل؟ وكيف سيكون تعاملكم مع الديانات والمذاهب المختلفة؟ ** نحن نهدف لإلغاء أي سمة مذهبية أو قومية في إيران تكون معيارا للاشتراك في الإدارة السياسية للبلاد، وجميع المواطنين بالنسبة لنا متساوون، بصرف النظر عن معتقداتهم أو انتمائهم المذهبي والطائفي، كما سنضع حدا نهائيا للظلم والتعسف الذي لحق بغير المسلمين، وسننهي الجرائم وأعمال التمييز والاضطهاد التي تمارس بحق أخواتنا وإخواننا السنة، الذين لا يُسمح لهم حاليا ببناء مسجد في طهران التي عدد سكانها 13 مليون نسمة. فمشروع "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" بشأن العلاقة بين الدين والحكومة والذي تمت المصادقة عليه في عام 1985 ينص على أن المجلس يكنّ كل الاحترام لكافة الديانات والمذاهب ولا يعترف لأي دين أو مذهب بامتيازات أو حقوق خاصة، ويرفض كافة أشكال التفرقة ضد أتباع الديانات والمذاهب التي تختلف عنا، ويؤكد المشروع "حظر كافة أشكال التفرقة ضد أتباع الديانات والمذاهب في مجال التمتع بالحريات الفردية وحرية الاجتماع ولا يحق لأي مواطن أن يحرم من حق الانتخاب أو التصويت، أو التوظيف أو الدراسة ومزاولة القضاء والتحكيم أو أي حق فردي أو اجتماعي بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده بدين أو مذهب خاص". كما يحظر المشروع كل أشكال التعليم الديني والعقائدي القسري، وكل إكراه على مزاولة أو عدم مزاولة الطقوس والأعراف الدينية، وضمان حق الديانات والمذاهب في تدريس مبادئها والتبشير بها للغير، وممارسة طقوسها وتقاليدها بحرية، وحقها في احترام وأمن كافة الأماكن المملوكة لها". أيضا سنقوم بحل المحاكم الثورية، ومكاتب المدعين العامين، وكذلك المحاكم الشرعية، التي تدخل ضد المهام الملحة للحكومة المؤقتة، فإن جميع الإجراءات القضائية ومن ضمنها التحقيقات الجنائية وتسوية كافة الدعوات والمطالب، والمحاكمات ستجري ضمن جهاز قضائي واحد في الجمهورية، تماشيًا مع المبادئ القانونية المعترف بها عالميًا ومع أحكام القانون. مشاركة الأمير تركي الفيصل * كيف تنظرون إلى حضور الأمير تركي الفيصل في مؤتمركم هذا العام؟ وما الذي تطلبونه من المملكة العربية السعودية ودول الخليج؟ ** إن مشاركة الأمير تركي الفيصل وخطابه في المؤتمر يدلان على الصداقة والتآخي بين المملكة العربية السعودية وكافة دول الجوار والدول العربية من جهة والشعب الإيراني من جهة أخرى، وهذا يدل على أن العداوة ليست بين إيران ودول المنطقة، وإنما بين النظام الإيراني من جهة وبين الشعب الإيراني ودول المنطقة من جهة أخرى، ونحن نتمنى أن نستطيع جميعنا بناء منطقة خالية من الحروب والعنف والإرهاب وعلى أساس دعائم الصداقة والأخوة والتعاون في كل المجالات، وتكوين جبهة مشتركة ضد الإرهاب والتطرف الناجم عن صلاحية النظام المتطرف. فأشد ما يخشاه النظام الإيراني هو تضامن دول المنطقة مع المقاومة الإيرانية، وهو يريد تصدير الحرب في المنطقة على أنها حرب بين الشيعة والسنة لدفع الإيرانيين للدفاع عن معتقداتهم، تماما كما كان يفعل في بدايات حرب السنوات الثماني مع العراق. وفي الحقيقة فإن أكبر عدو للنظام الإيراني، هم المواطنون الإيرانيون وغالبيتهم من الشيعة، والنظام لا يهمه إيران ولا الشيعة، وإنني أستطيع القول جهارًا بأنه ليس هناك حكم في تاريخ إيران دمّر بلدنا أكثر مما دمره النظام الإيراني خلال السنين الماضية وعمل ضد المصالح الوطنية الإيرانية وأعدم من الشيعة أكثر مما أعدمه هذا النظام. ولذلك أقول إن القضاء على سرطان التطرف في المنطقة يبدأ بقطع دابر هذا النظام، وهذا لا يتحقق إلا بالتضامن بين الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وجميع الدول العربية والإسلامية في المنطقة. واسمحوا لي أن أوجه من خلالكم رسالة إلى الشعب القطري الشقيق وجميع الشعوب والبلدان الإسلامية، منذ وصول الخميني إلى السلطة وحتى اليوم، فإن هذا النظام قام بالتهديد والتحدي ضد حياة ومصالح الشعوب والدول المجاورة، وأوجد القلاقل وبثّ النزاعات والصراعات الطائفية ونفّذ العمليات الإرهابية وعمل من أجل عدم الاستقرار عبر توسيع أنظمته الصاروخية، متسترين بالإسلام، والشعب الإيراني من جهته يعارض جدًا جميع استفزازات النظام ضد الدول المجاورة ويرى ضرورة التعايش السلمي. في الحقيقة أمامنا وأمامكم عدو مشترك وهو النظام ولا شك أنه عندما تتخلّص إيران والمنطقة بأكملها من شرور هذا العدو؛ فإن العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية ستعود من جديد، وستدفع المنطقة بأجمعها نحو الأمام، ففي بلدنا وبلدانكم هناك ثروات وطاقات لا تحصى للتقدم لكنني أعتقد أن أكبر طاقة هي الصداقة والأخوة بين شعوبنا، وهذه هي منجم عظيم يقود المنطقة للازدهار. قتل المعارضين في السجون * منذ أيام سُرب تسجيل صوتي لآية الله "منتظري" الخليفة السابق للخميني يكشف تفاصيل مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 والتي راح ضحيتها آلاف السجناء.. ما دلالات تسريب التسجيل في هذا التوقيت، وهل ستلاحقون النظام دوليا مستندين لهذا التسجيل؟ ** لاشك بأن نشر التسجيل الصوتي للقاء منتظري بمسؤولي تنفيذ هذه المجزرة الأربعة بعد أقل من ثلاثة أسابيع من وقوعها، يكشف عن تعمد قتل السجناء بعد اتهامهم بالكفر، كما يكشف تفاصيل جديدة لهذه المجزرة المروعة، بل ويعد وثيقة تاريخية تظهر مدى مقاومة وصمود السجناء المجاهدين، كما يمثّل دليلا دامغا على تحمل قادة النظام المسؤولية في ارتكاب هذه الجريمة والإبادة الجماعية غير المسبوقة. والأهم من ذلك أن التسجيل يثبت تورط السيد منتظري الذي هو أحد مؤسسي ومنظري مبدأ "ولاية الفقيه". كما أن إفادات منتظري لأعضاء لجنة الموت الأربعة واعتراف هؤلاء بإبادة السجناء المجاهدين وتخطيطهم لمواصلة المجزرة لا يبقي أي مجال للشك بتورط هؤلاء الأربعة، وعدد كبير من قادة النظام، بل إن خامنئي الذي كان رئيسا للجمهورية آنذاك قد أعرب عن تأييده علنا لهذه المجازر والإعدامات، واستطاع من خلال تنفيذها تعبيد الطريق لسلطته. * هل ستقاضون من ارتكب الجريمة دولياً؟ ** نعم سنقاضيهم.. لكن يقتضي على المجتمع الدولي أن يقوم أيضًا بتقديم هؤلاء إلى العدالة، لاسيَّما أن هؤلاء الأربعة وغيرهم من منفذي مجزرة السجناء السياسيين ممن تمت الإشارة إليهم في هذا التسجيل يعملون إلى الآن في أعلى المناصب القضائية والسياسية والمخابراتية. ومن هذا المنطلق نؤكد أننا مهما طال بنا الزمن لن نتخلى عن المطالبة بمحاكمة قادة النظام بسبب هذه المجزرة، لأنها جريمة ضد الإنسانية ولا تسقط بالتقادم، وندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يمهدا الترتيبات السياسية والحقوقية لمحاكمة قادة هذا النظام دولياً.

868

| 28 أغسطس 2016

عربي ودولي alsharq
100 ألف إيراني يدعون لإسقاط نظام ولاية الفقيه

الفيصل: إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء انطلقت اليوم السبت في العاصمة الفرنسية باريس فعاليات مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي بمشاركة أكثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرة في مختلف دول العالم. ودعت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمة لها خلال افتتاح المؤتمر إلى "إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران"، معتبرة أن "الاتفاق النووي زاد من جرائم طهران في المنطقة". وشددت على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران يشوبها التضارب وأفرزت مصائب للمنطقة. واتهمت رجوي طهران بارتكاب جرائم في سوريا والعراق للتغطية على فشلها قائلة:"النظام الإيراني شن قصفا صاروخيا على معسكر ليبيرتي في بغداد ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا".. وفي السياق نفسه قالت رجوي:"السنة يتعرضون للاعتداء والقمع بسبب النظام أكثر من ذي قبل"، كما أعربت عن إدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة في السعودية. وتمنت زعيمة المعارضة مريم رجوي بأن "تتحقق الحرية‌ والسلام للأمة الإسلامية كافة ولاسيَّما شعوب الشرق الأوسط"، وأعربت عن أملها في أن "تتخلص المنطقة والعالم بأكمله من التطرف الدیني تحت اسم الإسلام، وهو ما يقع مصدره في إيران". وافتتح المؤتمر بمشاركة كبار الشخصيات الأمريكية والأوروبية والعربية وغيرها من قارات العالم الـ5، وتقدم الجمعيات الإيرانية الوافدة من أرجاء العالم تقييمها لقضايا عدة، منها ملف قمع الحريات العامة في إيران، والآفاق المستقبلية للتطورات الإيرانية، في ضوء اتساع حركة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية، وعلى خلفية التصعيد الخطير في الإعدامات التي بلغت رقمًا قياسيًا، حسب إحصاءات رسمية. وقال الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، خلال كلمته بالمؤتمر، إن إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة. وأضاف أن إيران دعمت حماس وحزب الله وتنظيم القاعدة بهدف إشاعة الفوضى، مؤكدًا أن العرب يكنون الاحترام للثقافة الإيرانية. وأكد الفيصل، أن الخميني حاول أن يفرض وصايته على العالم الإسلامي كله وليس إيران فقط، وأسس لمبدأ "تصدير الثورة" ، ولكن الشعب الإيراني كان أول ضحاياه، حيث لم يتوقف قمع نظام الخميني للمعارضة فقط، ولكن للأقليات الدينية والعرقية خاصة العرب والسنة والأكراد. وأشار إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين حاول التخلص من نظام الخميني، ولكنه فشل حتى ظلت تتراجع قوات العراق من إيران لمدة عامين لم تتدخل فيهما أي من دول الخليج، ولكن الخميني أقسم على الانتقام وارتكاب الجرائم في دول الخليج والعالم العربي والإسلامي. وتابع بالقول إنه بالنظر إلى جرائم الخميني بعد 30 عاما، نجد الفرقة بين أركان العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن مبدأ "تصدير الثورة الإيرانية" يقف وراء الكثير من الخلافات في العالم العربي والإسلامي. وأكد أن النظام الإيراني يدعم جماعات طائفية لزعزعة الاستقرار في عدة دول. من جانبه، أكد وزير الإعلام الأردني الأسبق، صالح القلاب، أن النظام الإيراني قام بسرقة الثورة الإيرانية من الشعب، وعمد إلى تكريس ممارسات القتل والتعذيب ودعم الميليشيات التي تنشر الإرهاب والفوضى في الخارج من أموال الشعب الإيراني. بينما قال رئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المعارضة الإيرانية، محمد اللحام، إن "نظام ولاية الفقيه الإيراني يتحدى المجتمع الدولي عبر تأصيله للمذهبية والطائفية في دستوره، وإرسال ميليشياته للقتل وإثارة الفتن عبر الحدود"، موضحًا أن "الشعب الفلسطيني دفع ثمنًا غاليًا جراء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية الفلسطينية".

508

| 09 يوليو 2016

محليات alsharq
مساجد اليمن.. تقاوم فتنة الحوثي المذهبية

لم تعرف اليمن طوال تاريخها القديم والحديث، فرزا لمساجدها مذهبيا، الا من بعد انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية الدستورية وسيطرتها بقوة السلاح على البلاد العام الماضي، حيث يعمد الحوثيون الى ضرب التسامح المذهبي المعروف في اليمن لخدمة أجندتهم السياسية ورغبات داعميهم في ايران. يتحدث لـ"الشرق"، الحاج علي الشلفي (85عاما)،بحسرة وحزن مؤلم يطغى على قسمات وجهه عندما طرحنا عليه هذا السؤال، وطلبنا رأيه حول تركيز مليشيا الحوثي على ضرب التسامح المذهبي القائم في اليمن وتسخير المساجد بالقوة لخدمة هدفها السياسي الطائفي.. حيث قال: "في حياتي كلها وأنا قد وصلت الى هذا العمر وآبائي واجدادي ومن قبلهم، لم يحصل في اليمن كلها تمييز بين المساجد على أساس مذهبي، فالشوافع والزيود (المذهبان السائدان في اليمن)،يصلي معتنقوهما معا، ولا توجد فوارق في المذهبين، لكن منذ دخول الحوثي وجماعته صنعاء وسيطرتهم عليها، يحاولون بجانب مشروعهم السياسي نشر مذهب دخيل على مجتمعنا وهو الشيعي". وأشار إلى أن الحوثيين انسلخوا عن مذهبهم الزيدي في سبيل مشروعهم السياسي واتجهوا الى التشيع، ويريدون فرض ذلك بالقوة على الشعب اليمني المتسامح مذهبيا منذ القدم.. موضحا الافعال التي يرتكبونها في نهجهم لتدمير التسامح المذهبي في اليمن، ومنها فرض خطباء من أتباعهم بالقوة على المساجد، وإلزام الآخرين بقراءة خطبة يكتبونها هم لنشر فكرهم السياسي والمذهبي، وايضا جرائم تفجير المساجد التي لم تحدث إلا في عهدهم، وإجبارهم الجوامع على عدم إقامة صلاة التراويح في رمضان، التي يعتبرونها بدعة كما في المذهب الشيعي الاثنى عشري. وأضاف الحاج الشلفي: "أحيانا أتمنى أني لم اعش كل هذا العمر لأسمع وأرى ما يحدث من فتنة مذهبية الآن بين اليمنيين؛ بسبب هذه الجماعة، ودائما ما انصح أبنائي وأحفادي ومن التقيهم من الاقارب والجيران والمعارف بالبقاء على تسامحنا المعروف، وعدم الخضوع لترهيب وتهديد الحوثيين وخطتهم لنشر الفتنة المذهبية لتحقيق أهدافهم السياسية البعيدة عن الدين والأخلاق". ورصد تقرير حقوقي، أن مليشيا الحوثي خلال 100 يوم فقط، وتحديدا في الفترة ما بين 9 نوفمبر 2015- 15 فبراير 2016م، قامت بأكثر من 199 انتهاكا بحق دور العبادة، إذ دمرت 4 مساجد تدميرا كليا، فيما قصفت بمختلف الأسلحة 33 مسجدا وداهمت واقتحمت 35 مسجدا، كما قامت بفرض 118 خطيبا بقوة السلاح. اعمال شرعية ويرى الباحث اليمني إبراهيم عبد الرحمن العلفي، أن من يستغرب قيام الميليشيات الحوثية بتفجير المساجد والمدارس والمنازل، يجهل كيفية تشكيل العقلية الفكرية الحوثية، والأبعاد الأيدلوجية التي تستند إليها هذه الميليشيات المذهبية في تلك الممارسات. وقال: "لا غرابة مطلقاً في هذه الممارسات، بل هي أعمال شرعية مؤصلة ايدلوجيا وفق ثقافة مذهبية شب عليها الصغير وشاب عليها الكبير في التعامل مع المخالف المذهبي للحركة الحوثية ببعده الهادوي المعتزلي والإمامي الجارودي، مرتكزها الأساسي التكفير للمخالف التاريخ خير دليل، فمادة (أخرب وخرب وأخراب) هي الأكثر شيوعاً في كتب تاريخ حكم الأئمة الهادوية الجارودية لليمن وسيرهم، حتى أنه يصعب على الباحث إحصاء عدد القرى والمدن والمساجد والمنازل التي خربها الأئمة في أنحاء اليمن". وتتخوف الأوساط اليمنية من تأسيس الحوثيين لفتنة طائفية مقيتة، لن تتعافى منها البلاد لعشرات السنين.. لكنهم يراهنون على الوعي لدى الشعب اليمني المتعايش منذ قرون لتفويت هذه الفرصة عليهم، ويستدلون بما يحدث من انسحاب للمصلين في عدد من المساجد حينما يحاول الحوثيون فرض خطيب من اتباعهم بالقوة، وعزوف كثيرين عن ارتياد المساجد التي يردد فيها الحوثيون صرختهم (شعار الثورة الإسلامية الإيرانية)، بالموت لأمريكا وإسرائيل.

1846

| 09 يونيو 2016

تقارير وحوارات alsharq
معارض إيراني للشرق: رحيل خامنئي سيشعل الصراعات وينهي "ولاية الفقيه"

د. علي نوري زاده رئيس مركز الدراسات الإيرانية العربية لـ"الشرق": "ولاية الفقيه" ستنتهي برحيل المرشد الحاليمن يحكم إيران الآن أقلية تابعة للحرس الثوري ولمكتب "ولاية الفقيه" رفسنجاني شكل مجلس قيادة لإدراكه أن الشعب لن يقبل باستمرار "ولاية الفقيه" خامنئي لا يتمسك ببشار كشخص ولكنه يخشى على مستقبل "حزب الله" غالبية الإيرانيين يريدون بناء دولتهم ولا يفضلون إنفاق دولار واحد في الخارج لو امتلك روحاني ورفسنجاني القرار لانسحبا فوراً من سوريا رفسنجاني فتح خطوط اتصال مع المعارضة السورية وطالب بعدم دعم بشار نجاد ترك خزانة الدولة مدينة بعد أن كان بها 600 مليار دولار الآلاف من الشباب والطلبة والصحفيين يقبعون داخل السجون الإيرانية السجناء في إيران يتعرضون لكل أنواع التعذيب بما في ذلك الاغتصاب خاتمي ممنوع من الظهور في الإعلام وكروبي وموسوي رهن الإقامة الجبرية تأييد الشارع الإيراني لروحاني شجعه على توقيع الاتفاق النووي مافيا التهريب التابعة للحرس الثوري هي التي تريد تعطيل الاتفاق جميع عمليات التهريب التي تمر عبر الحدود تخضع بالكامل للحرس الثوري انتقاد خامنئي الدائم للاتفاق النووي دليل واضح على عدم قبوله به مليارات الدولارات هي حجم عمليات التهريب التي يقوم بها رجال الحرس الثوري عندما يعلن الحرس عن تصنيع صاروخ جديد فإن الهدف من ذلك تعطيل الاتفاق الكثير من المحافظين المتشددين انضموا إلى جناح روحاني ورفسنجاني "عاصفة الحزم" كانت إنذاراً لإيران بأن قواعد اللعبة في المنطقة قد تغيرت كشف الدكتورعلي نوري زاده رئيس مركز الدراسات الإيرانية العربية أن "ولاية الفقيه" ستنتهي برحيل المرشد الحالي علي خامنئي، وأن رفسنجاني شكل مجلس قيادة من ثلاثة أعضاء لإدراكه أن الشعب لن يقبل باستمرار "ولاية الفقيه". وأكد زاده في حواره مع "الشرق" أن المرشد علي خامنئي لا يتمسك ببشار كشخص ولكنه يخشى على مستقبل "حزب الله" وعلى عمليات إمداده بالسلاح، لافتا إلى أن غالبية الإيرانيين يريدون بناء دولتهم ولا يفضلون إنفاق دولار واحد في الخارج . وأشار إلى أن عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية، كانت بمثابة إنذار لإيران بأن القيادة السعودية الجديدة لن تتحمل التدخلات الإيرانية في شؤونها، وشؤون حلفائها والدول المجاورة مثل اليمن. وأوضح أن الحرس الثوري والمرشد يقفان ضد تنفيذ الاتفاق النووي، وأن الحرس يعطل الاتفاق نظرا لاستفادته من عمليات التهريب التي تقدر بمليارات الدولارات في ظل وجود العقوبات على الشعب الإيراني. وإلى نص الحوار.. هناك سؤال يُطرح دائما على الساحة، هل الشعب الإيراني يتفق كليا مع حكومته وتوجهاتها الداخلية أو الخارجية؟ في الحقيقة إن فترة الرئيس محمد خاتمي شهدت تحولا كبيرا في علاقة الدولة بالشعب الإيراني، هذا التحول تمثل في تناغم شعبي كبير مع النظام، لكن هذا التناغم سرعان ما اختفى بمجرد مجيء الرئيس أحمدي نجاد إلى الرئاسة، لأن نجاد كان رئيس لـ "ولاية الفقيه" و"الحرس الثوري"، أي يخضع لهما كليا، بل ويعطي لهما امتيازات كبيرة وهامة، كما أنه وسع في أنشطة مافيا الحرس، الذين يشرفون على عمليات التهريب، لأنهم يسيطرون على النفط والاقتصاد في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة . وبعد أن جاء حسن روحاني إلى السلطة أراد أن يغلق هذه الأبواب، كما حاول أن يفعل ذلك الرئيس الأسبق خاتمي، لكن الحرس الثوري والأجهزة الأمنية وقفت ضده . تقصد أن أحمدي نجاد كان يقع تحت تأثير الحرس الثوري والأجهزة الأمنية؟ بالطبع فهو كان متواطئاً معهم ومتعاونا، والدليل على ما أقول أنهم كانوا يمتلكون في فترة حكمه 600 مليار دولار، عندما كان سعر برميل النفط آنذاك يتجاوز الـ 100 دولار، ومع ذلك تركوا خزانة الدولة مدينة بـ 100 مليار دولار إلى البنوك الداخلية فما بالك بالخارجية، وهذا الكلام وفقا لتصريحات وزير الاقتصاد في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني، بينما في عهد الرئيس الأسبق خاتمي بلغ سعر برميل النفط 8 دولارات، ومع ذلك لم يترك الدولة مدينة بدولار واحد. توقيع الاتفاق النووي كيف تنظر لسياسة الرئيس الجديد حسن روحاني؟ لقد جاء روحاني وأصبح بريق الأمل بالنسبة لكثير من الإيرانيين، الذين شعروا بأنه سوف يسير على نهج الرئيس خاتمي، ولديه من الإمكانات ما يؤهله لذلك من حيث الشهادة العلمية الجامعية، والمعرفة باللغات الأجنبية، ثم إن الأهم من ذلك أنه كان سكرتيرا عاما لمجلس الأمن القومي لمدة 16 عاما، وبالتالي هو يعرف كل الخفايا في الدولة، وهذا الذي جعل 18 مليون مواطن يصوتون له، واستقبلوا نجاحه بحفاوة بالغة، وهذا ما حفز روحاني وشجعه على توقيع الاتفاق النووي، برغم كل العراقيل التي واجهها، من قبل الحرس الثوري، والمافيا التابعة له، والتي لا تريد رفع العقوبات عن إيران، لأنها بكل بساطة تستفيد وتنتفع من عمليات التهريب عبر الحدود، في ظل وجود عقوبات دولية، والتي لو رفعت فلن يكون هناك عمليات تهريب، لذا فقد احتفل الشعب بتوقيع الاتفاقية، أملاً منه برفع المعاناة، والتي استمرت في عهد أحمدي نجاد على مدار ثماني سنوات. معنى ذلك أن روحاني وافق على الاتفاق بدون رضا المرشد والحرس الثوري؟ نعم.. والدليل على ذلك أنهما الآن يخرجان في كل وقت وينتقدان الاتفاقية، والحرس الثوري من جانبه يقوم بأفعال تحول دون تنفيذ هذه الاتفاقية . خامنئي والاتفاق النووي ما الأسباب التي تجعل المرشد يرفض توقيع الاتفاقية؟ هناك أسباب كثيرة أهمها أن رفع العقوبات معناه ألا يكون هناك مكانة لمافيا الحرس الثوري، وعندما أتكلم عن مافيا الحرس فأنا أعني المليشيات التابعة للحرس الثوري، والتي تسيّر وتدير عمليات تهريب النفط وغيره، وتستفيد من زيادة أسعار السلع، وغلاء المعيشة على المواطن الإيراني، وهم يعلمون أن العقوبات لو رفعت فستنزل أسعار السلع، وتصبح دخولهم أقل، وأعطيك مثالا على ذلك، فمستورد قطع غيار السيارات التابع للحرس الثوري يعلم أنه بمجرد رفع العقوبات سينخفض سعر هذه القطع التي يستوردها من كوريا، ويدخلها للبلاد عن طريق التهريب، ويتحكم في سعرها، لذا فهو يرفض توقيع الاتفاقية ومن ثم رفع العقوبات، حتى لا تتضرر تجارته القائمة على تهريب البضائع. ما ذكرته مثال فقط عن مافيا الحرس الثوري، والتي تقدر بالمليارات، ولذلك هو يحارب من أجل ألا تتم الاتفاقية، حتى لا تنتهي تجارتهم المافيوية على حساب الشعب الإيراني. ما الأفعال التي يقوم بها الحرس الثوري من أجعل تعطيل الاتفاقية؟ بالطبع.. فالحرس الثوري يعلم أن الغرب ينزعج جدا من صناعة الصواريخ والأسلحة الثقيلة، فيقوم بالإعلان عن صناعة صاروخ جديد، وهو ليس جديدا، بل يقوم بعمل صباغة للونه مثلا، أو يغيّر اسمه، ويعرضه في الشاشات، حتى يظهر للعالم وخاصة الغرب وإسرائيل أن هذا صاروخ جديد، وبالتالي ينزعج الغرب وإسرائيل ويحاولان عرقلة تنفيذ باقي الاتفاقية النووية باعتبار أن إيران لم تفِ بوعودها، وأنها تجاوزت الخطوط الحمراء الموضوعة لها بناء على الاتفاقية النووية، والشعب من جهته سيرى إزاء هذه التعطيلات أن الاتفاقية لم تحدث أي جديد على صعيد مستوى معيشة المواطن، والعزلة الدولية مستمرة، وبالتالي سيقوم برفض هذه الاتفاقية التي لم تحدث في حاله أي تقدم. تيارا المحافظين والإصلاحيين ماذا عن العلاقات بين المحافظين والإصلاحيين؟ ما لا يعلمه الكثير أنه في الأيام الأخيرة انضم الكثير من المحافظين إلى جناح "روحاني" و"رفسنجاني" برغم أنهم محافظون جداً من حيث التوجه الديني والسياسي، لكنهم ليسوا ضد التغيير، وهم غير قليلين في الدولة أو النظام، وهذا ما يجعلنا بصدد قلة من الحرس وأتباع "ولاية الفقيه" في الأجهزة الأمنية وهم من يسيطرون على مقاليد السلطة والحكم. هذه الأقلية التي تحكم البلاد هي "الحرس الثوري"، وتابعو "ولاية الفقيه" وهما من ورّطا إيران في سوريا، في الوقت الذي عارض روحاني ورفسنجاني بقوة هذا التدخل، لكنهما في الواقع لا يملكان من أمرهما شيئا. الانسحاب من سوريا يُفهم من ذلك أن القرار لو كان بيد روحاني ورفسنجاني لانسحبا من سوريا؟ بكل تأكيد.. ولا أذيع سرا أن رفسنجاني فتح خطوط اتصال مع المعارضة السورية، ويرى أن سوريا بحاجة لإيران، والعكس كذلك، ويقول بدلا من التمسك ببشار المكروه والممقوت من شعبه، علينا التعاون مع المعارضة السورية. لكن أنا على يقين أن خامنئي غير متمسك ببشار كشخص، لكنه يخشى على مستقبل "حزب الله"، وعلى إمداده بالأسلحة والمعدات، فمن المعروف أن دمشق هي الطريق الوحيد لإيصال الأسلحة إلى "حزب الله"، وربما يرى "خامنئي" أن سقوط بشار الأسد سيمنع وصول الأسلحة إلى "حزب الله" لذا فهو يحاول جاهداً أن يبقي على بشار في الحكم، حتى يمنع انهيار "حزب الله" وتحوله لحزب سياسي، والكل يعلم أنه أثناء الحرب الطائفية في لبنان، كان لكل حزب مليشيا مسلحة، وبعد اتفاق الطائف تحولت جميع هذه الأحزاب إلى كيانات سياسية، إلا حزب الله الذي بقي محتفظاً بسلاحه، بل ويمارس نفوذه وسلطاته في الدولة كيفما يشاء. التدخل في سوريا أنت كإيراني كيف تنظر لتدخل إيران في سوريا وهل في الشعب الإيراني من يعارض هذا التدخل؟ خلال الحرب الإيرانية العراقية كان الإيرانيون لا يتمكنون من الذهاب إلى العراق لزيارة الأماكن المقدسة، في كربلاء والنجف، مما جعلهم يستبدلونها بزيارة السيدة زينب في دمشق، وأصبحت سوريا البلد المفضل للإيرانيين، ليس فقط من أجل الزيارة الدينية بل للسياحة والدراسة أيضا، وهناك آلاف الطلبة الإيرانيين من خريجي الجامعات السورية، وأيضا هناك سوريون يذهبون إلى إيران للتعلم، وبالتالي هناك علاقة قوية تربط الشعب الإيراني بالسوري، هذا الأمر يجعل الإيرانيين يستاءون جدا مما يفعله النظام السوري والإيراني ضد الشعب السوري، من إلقاء القنابل والصواريخ عليه، وقتل الآلاف منه، لكن في مقابل ذلك استطاع النظام الإيراني أن يقنع شعبه أن هذه الحرب التي يخوضها في سوريا هي حرب للحفاظ على المذهب الشيعي، وأن المعارضة السورية تريد القضاء على المذهب، وأن الدولة الإيرانية من واجبها الحفاظ على المقدسات الشيعية في سوريا، لكن عندما قتل الكثير من الإيرانيين في سوريا، وذهبت جثامينهم إلى إيران تغير المفهوم لدى الشعب الإيراني، وبدأ الناس يحتجون ويعترضون على ذهاب أبنائهم إلى سوريا، مما جعل النظام الإيراني يستبدل بالإيرانيين المقاتلين الأفغان الموجودين في إيران، ويعدهم بالحصول على الجنسية الإيرانية والرعاية الكاملة لأسرهم في مقابل قتالهم في سوريا. وماذا عن وجهة نظر الإيرانيين في سيطرة إيران على العراق؟ في عام 2009 أثناء الانتفاضة الخضراء رفع الإيرانيون شعارا واضحا "لا غزة ولا لبنان.. روحنا فداء إيران" هذا الشعار يبين لك أن الشعب الإيراني لا يهتم إلا بشأنه الداخلي، وهذا لا يعني عدم الاهتمام بما يجري في المنطقة، إنما لا يريدون التدخل في هذه البلدان سواء السياسي أو العسكري، لأن غالبية الإيرانيين يريدون بناء دولتهم، ولا يفضلون إنفاق دولار واحد على الخارج، وهم الآن يتساءلون لماذا تنفق الدولة 14 مليار دولار على الحرب السورية، بينما الشعب الإيراني يحتاج إلى كل دولار ليبني دولته، لكن في الحقيقة لا نستطيع أن ننكر أنه لا يزال هناك من يؤيد التدخل الإيراني في سوريا، ويقتنع بشعارات النظام بأن هذه الحرب هدفها الدفاع عن السيدة زينب والمقدسات الشيعية في سوريا. ولكن طبعا هذه الأكاذيب التي يطلقها النظام بأنه يحافظ على السيدة زينب ربما الآن ما عادت تنطلي على الشعب الإيراني، وخاصة في ظل الثورة الإعلامية الهائلة، والموضوع السوري أصبح على مرأى ومسمع من جميع مواطني العالم، فما بالك بالشعب الإيراني الذي يتابع الوضع عن كثب ويرى أنه شريك في مأساة الشعب السوري. وماذا عن أمراء الحرب الإيرانيين مثل قاسم سليماني.. ما وجهة نظر الشعب الإيراني فيهم؟ الشعب الإيراني ينظر لهذا الأمر باستياء، لكن في ظل حالة القمع التي يعيشها لا يملك الاعتراض، فمن المعروف أن حالة حقوق الإنسان في إيران هي من أسوأ الحالات في العالم، وإيران الآن هي أكبر سجن للصحفيين في العالم، وهناك المئات من الشباب وطلبة الجامعات داخل السجون الإيرانية، وهؤلاء لا يمكثون في السجون لمدد بسيطة بل لسنوات، ويتم اغتصابهم في الداخل حتى إذا ما خرجوا صاروا خائفيين ومفزوعين، وبالتالي هذه الحالة التي أوجدها النظام في قلوب الشعب تجعلهم يخشون من أي اعتراض، أو التعبير عن آرائهم. إلى أي مدى يستطيع النظام الإيراني الاستمرار في هذه الحالة القمعية؟ أنا أعتقد أنه لا مستقبل لـ"ولاية الفقيه" بعد خامنئي، والكل يعلم ذلك، وهذا ما جعل رفسنجاني يقترح تشكيل مجلس قيادة مكون من ثلاثة أشخاص لإدراكه أن الشعب الإيراني لن يقبل باستمرار ولاية الفقيه بعد خامنئي، ولأنه يريد أن ينتخب رئيسا له كامل الصلاحيات، ولا يستطيع أحد إقالته حتى لو كان المرشد، فمن المعلوم أن المرشد يستطيع إقالة الرئيس، كما فعل الخوميني مع بن صدر، وهذا ما يجعل الرئيس دائما في خدمة المرشد والحرس الثوري، لكن روحاني ورفسنجاني لا يريدان لهذه الولاية أن تستمر، وهذا أيضا ما حاول فعله الرئيس خاتمي. على ذكر خاتمي.. أين هو الآن؟ هو ممنوع من الظهور على وسائل الإعلام، ولا يستطيع أن يلتقي بالناس، بل إن الصحف ممنوعة من نشر تصريحاته، وفي حال نشرت صحيفة كلاما عنه، أو على لسانه يتم إيقاف هذه الصحيفة، وكذلك الحال مع مهدي كروبي وأمير موسوي لكنهما رهن الإقامة الجبرية، ومع كل ذلك فهذا الأمر لن يستمر لأن الوضع لم يعد مواجهة بين النظام والمعارضة، ولكن بين النظام وأركانه، وهذا ما يجعلني أتوقع أنه بعد "خامنئي سنشهد تحولات جذرية، إما أن يقوم الحرس الثوري بالأخذ بزمام الأمور ويلغي "ولاية الفقيه" وتصبح إيران مثل النموذج الباكستاني، بحيث يحكمها رئيس عسكري مقتدر وقوي، ثم بعد ذلك تأتي الديمقراطية إلى البلاد. لكن من المؤكد أن ولاية الفقيه ستنتهي بعد رحيل خامنئي؟ بكل تأكيد. أدان البيان الختامي لمنظمة دول مجلس التعاون الإسلامي إيران في آخر قمة له.. كيف تقرأون الأمر؟ هذا ما يجعلنا نطالب الشعب الإيراني بأن يتوقف مع هذا الأمر ويطالب نظامه بمراجعة فورية لسياسته . هل فوجئت طهران بعملية عاصفة الحزم؟ بكل تأكيد.. وهذا ناتج عن عدم إدراك القيادة الإيرانية مدى تغيير قواعد اللعبة والمنهج السعودي الذي طرأ بعد رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز وتولي الملك سلمان زمام السلطة في المملكة العربية السعودية. كما أن عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية، كانت بمثابة إنذار لإيران بأن القيادة السعودية الجديدة لن تتحمل التدخلات الإيرانية في شؤونها، وشؤون حلفائها والدول المجاورة مثل اليمن. لماذا تحرص القيادة الإيرانية على التدخل في شؤون الدول الأخرى مثل اليمن وسوريا ومن قبل العراق ولبنان بينما ترفض مساندة السعودية للشعوب العربية؟ القيادة الإيرانية معنية اليوم بتأزيم العلاقة أكثر وأكثر مع الرياض، ولذلك أكثر من جهة دولية مثل واشنطن وموسكو تدعو الطرفين إلى إبقاء باب الحوار مفتوحًا. وحتى الرئيس الإيراني روحاني كان من المقرر أن يزور السعودية منذ انتخابه رئيسًا لإيران ولكن بسبب تحفظات المرشد الأعلى الإيراني خامنئي لم تتم هذه الزيارة حتى الآن. وفي الحقيقة فإن الفجوات بين البلدين عميقة وواسعة، ولذلك هما بحاجة اليوم إلى وسيط خارجي لاحتواء الأزمة بينهما. فالسعودية تطالب طهران بالتوقف عن التدخل في اليمن أولًا وفي البحرين ثانيًا، وأيضًا بعدم تجاهل قواعد اللعبة وحدودها في دول مثل سوريا ولبنان، علمًا بأن لبنان بلا رئيس منذ فترة طويلة بسبب دعم إيران لحزب الله. لذلك أرى أن الأزمة الحالية بين طهران والرياض قد تنعكس سلبًا على المحاولات والجهود الإقليمية والدولية لتسوية بعض الملفات الإقليمية مثل الملف السوري الذي تلعب فيه الدولتان دورًا محوريًا.

1318

| 31 مايو 2016

محليات alsharq
خاشقجي: أطماع إيران التوسعية سبب الأزمات في المنطقة

تمر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران بمرحلة مضطربة للغاية، وهو ما انعكس على الصراعات الإقليمية في سوريا والعراق واليمن. وفي هذا الإطار عقد مركز بروكنجز الدوحة ندوة بعنوان "هل التقارب بين السعودية وإيران ممكن؟"، ناقش فيها عدد من الباحثين والسياسيين إمكانية حدوث ذلك التقارب، والمعوقات التي تمنع ذلك. وأجمع المشاركون أن تدهور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران خطر على المنطقة بكافة مكوناتها، وهذا لا يخدم استقرار وأمن المنطقة. في البداية قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي، مدير عام قناة العرب الإخبارية، إن حدوث تقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران سيكون بالأمر الجيد على المنطقة ككل، منوها إلى أنه رغم عدم وجود صدام مباشر بين الدولتين، كما أنه لا يوجد مشاكل ونزاعات حدودية وجغرافية، إلا أن الرياض تعارض سياسات الحكومات الإيرانية في المنطقة. وشدد على أن القضية الأساسية في محك العلاقات بين طهران والرياض هي أطماع إيران التوسعية في المنطقة، وتحديدا في سوريا واليمن ولبنان والعراق، فعلى سبيل المثال ترى الرياض أن التواجد الإيراني في سوريا غير مشروع وفق القوانين والأعراف الدولية، فهي تساند ديكتاتورًا يقتل شعبه ولا مستقبل له، فضلا عن أنها ترسل جنودها لقتل السوريين الأبرياء. وأضاف خاشقجي أن الولايات المتحدة قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران بعد التخلص من نظام صدام حسين، وهو الأمر الذي فتح شهية الإيرانيين للاستحواذ على دول أخرى، لدرجة أنهم يستهدفون المملكة العربية السعودية نفسها وباقي دول الخليج، مشيرًا إلى أن عاصفة الحزم السعودية كانت ردا مباشرا على تواجد إيران ومقاومة تمددها على حدودها الجنوبية، رغم أنه كانت توجد عملية سياسية ولكن الحوثيين عرقلوها وانشقوا عن الشرعية بمساندة إيران. تعقيدات المنطقة ونوه الكاتب السعودي أيضا إلى تواجد إيران في المشهد اللبناني، حيث تسعى لتعقيده عبر وكيلها حزب الله، فضلا عن ميليشياتها في العراق وسوريا والبحرين، وهذه الأخيرة قد ساندت المعارضة هناك وحاولت إحداث اضطرابات داخلية ضد الحكومة البحرينية. وقال خاشقجي إن السعودية أصبحت الهدف الأهم بالنسبة لإيران في المنطقة، ملمحا إلى أنه إذا تحررت إيران من نزعاتها التوسعية ربما تكون العلاقات جيدة مع السعودية، وهذا الأمر قد حدث في بعض الفترات ومنه أيام حكم رفسنجاني في التسعينيات. وتابع بقوله إن القانون الدولي هو الكفيل بضبط علاقات الدول، فالتدخل في الشؤون الداخلية عمل عدائي، وعلى هذا الأساس فنحن نرى أن تدخل إيران في الشؤون الداخلية لبعض الدول هو انتهاك للقوانين الدولية، مبينا أن إسرائيل ليست مصدر تهديد لإيران حتى تتدخل في سوريا كما تزعم، وإذا كانت طهران تحارب السوريين الآن، فإنها سوف تحارب السعوديين في عقر دارهم غدا. وطالب خاشقجي بضرورة الجلوس معا من أجل حل أزمات الشرق الأوسط، بشرط أن تلتزم إيران بالابتعاد عن الطائفية التي ترسل جنودها للقتال بشأنها. آثار القطيعة من جانبه، قال خالد الجابر، مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي إن هناك قطيعة موجودة بالفعل بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهذه القطيعة تؤثر على العلاقات الخليجية الإيرانية ككل، فالمشكلة مع طهران لم تكن سعودية فقط، بل هي مشكلة عربية خليجية. وتابع قائلا: نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن صراع عمره ألف عام، ومشكلة بين السنة والشيعة، بل نحن بصدد أجندات سياسية لعبت دورا أكبر لمحاولة تصدير الثورة الإيرانية، ومخاوف متراكمة تزداد حدة من إيران منذ الحرب العراقية، وصولا إلى مشكلة لبنان وسوريا واليمن. وأوضح الجابر أن المشكلة الرئيسية هنا هو أننا لا نعلم أي طرف نحاوره في إيران، فهل نتحاور مع المؤسسة الدينية، أم المؤسسة العسكرية، أم الرئيس الإيراني، أم جهة أخرى؟، مشيرًا إلى أن الخليج والدول العربية يسمعون كلاما جميلا عن العلاقات الجيدة، ثم يليه تصريح من جهة أخرى يهدم كل شيء، ويسيء إلى تلك العلاقات. محاولات التقارب ونوه إلى أنه خلال الشهور والسنوات الماضية دخل العديد من الباحثين والسياسيين في العديد من المؤتمرات من أجل البحث عن محاولات للتقارب والاتفاق، ولكن للأسف عجزنا عن وضع حلول وتوافقات تجمعنا نحن العرب والإيرانيين، مشددا على أن مشكلة الحوار مع إيران أن هناك خطابات مختلفة تدعو للعجب، هل نصدق الخطاب الناعم، أم الخطاب الشرس، لا ندري. واستشهد مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي بعدد من الاستطلاعات الجماهيرية التي أكدت أن إيران باتت الهاجس الأول للشعوب العربية، فمثلا هناك استطلاع في جامعة برنستون الأمريكية جاء فيه أن الخطر الحقيقي الذي يهدّد شعوب المنطقة العربية هو إيران وداعش وإسرائيل في مرتبة ثالثة. إلى جانب استطلاع قناة الجزيرة الذي خلص إلى أن 60 - 70 % من الشعوب العربية تتمنى إيجاد تحالف لمواجهة التمرد الإيراني في المنطقة. وقال الجابر إن تلك الاستطلاعات كشفت عن حقائق وأرقام مخيفة، مشيرًا إلى أن هناك إشكالية لا تناقشها النخب الإيرانية، بل إنها تحاول الدفاع عن خطاب النظام الإيراني، منوها إلى أن الكرة اليوم في مرمى النظام الإيراني؛ لأن المشكلة كما قلنا ليست في الشعب الإيراني أو الثقافة الإيرانية، بل في السياسة الخارجية الإيرانية. وأشار إلى أن الخوف يمتد في منطقة متفجرة، بينما الإدارة الأمريكية أخذت أغراضها وانتقلت إلى آسيا، واكتفت بمراكز البحوث التي تستضيف مثل هذه النقاشات، على غرار ما يفعله مركز بروكنجز.

1041

| 09 أبريل 2016

تقارير وحوارات alsharq
ناجي صبري: إيران تنظر للعراق على أنه جزء من امبراطورية فارس (6)

طيار إيراني كشف لبغداد خطة الحرب بعد تزويد الطائرات الإيرانية بإحداثيات المواقع العراقية 420 اعتداء مسلحا شنتها إيران على الأراضي العراقية بعد الثورة الإسلامية طرحتُ فكرة الصفقة الشاملة لحل الخلافات مع إيران لكنها كانت تنتظر الغزو الأمريكي إيران تنظر للعراق على أنه جزء من امبراطورية فارس والبداية للوصول إلى عدن مدح ما سبق التفاوض بشأنه أسلوب إيراني معروف لتحسين مكاسبهم خرازي كشف عن أطماع إيران في ثروات العراق بطلب المشاركة في حقل "مجنون" النفطي قلت لكمال خرازي نحن نتحدث عن المستقبل وأنتم تنبشون في الماضي حل الجيش العراقي كان استجابة لطلب إسرائيلي ورغبة إيرانية كشفها خليل زاد وبريمر سحب المراقبين على الحدود الكويتية العراقية إشعار موثوق ببدء الغزو الأمريكي غير المشروع الجيش العراقي واجه الغزو الأمريكي وهو في أدنى حالات الاستعداد القتالي من حيث التجهيزات والأدوات والمعدات القوة الجوية تم تحييدها منذ عام 91 والجيش لم يستطع تعويض ما دمرته الحرب مع إيران وافقنا على تدمير كافة الصواريخ حتى لا تتخذها أمريكا ذريعة أمام مجلس الأمن لشرعنة عدوانها * تحدثتم معالي الوزير عن جهود الدبلوماسية العراقية منذ أن توليتم ادارتها لتحسين علاقات العراق العربية، يبقى المسار مع الجارة ايران وخلفية العلاقات العراقية الايرانية ودور ايران فيما آل إليه العراق؟ ـ لفهم خلفية العلاقات مع ايران لابد من الاشارة الى الحرب الطاحنة التي اندلعت مدة ثماني سنوات بين العراق وايران واستطاع العراق ان يخرج منها سالما وأن يلحق الهزيمة بالجيش الايراني. خلفت هذه الحرب تركة كبيرة تمثلت أولا في عدد كبير من أسرى كل بلد لدى البلد الآخر، وثانيا في وجود عدد كبير من القتلى من جنود البلدين ممن قتلوا في الأرض الحرام على خط الحدود ودفنوا فيها أو على جوانبها مما يصعب الدخول إليه في حالة الحرب، أي ما كنا نسميه مشكلة "رفات القتلى"، وثالثا مشكلة اللاجئين سواء عراقيين في إران أو ايرانيين في العراق، وأخيرا مشكلة النزاع الحدودي بين البلدين. إلغاء اتفاقية الجزائر عندما وصل النظام السياسي الحالي الى السلطة عام 1979 أعلن عن الغاء الاتفاقية التي كانت تنظم العلاقات بين البلدين في جوانب الحدود ومسألة عدم التدخل في الشؤون الداخلية وهي اتفاقية الجزائر التي وقعها في الجزائر في 5 /3/ 1975 الرئيس المرحوم صدام حسين وشاه ايران بوساطة الرئيس هواري بومدين. وأعلن حكام ايران الجدد انهم في حل مما وقع عليه شاه ايران. رد العراق على انسحاب ايران من الاتفاقية بأنه لم يعد ملزما بها. وعندما استولت جماعة خميني على السلطة اصبح هدفها المعلن الأول في سياستها الخارجية شن الحرب على العراق، وكان مساعدوه يعلنون اطماعهم علنا ويصفون العراق بأنه جزء من امبراطورية فارس ويهددونه والدول العربية بالويل والثبور "اذا تحرك جيش ايران الذي لن يتوقف إلا في عدن"!. وفي الحقيقة كان أتباع خميني قد أعلنوا عن نياتهم العدوانية ازاء العراق حتى قبل استيلائهم على السلطة. كنت مستشارا في السفارة العراقية في النصف الثاني من السبعينيات، وكان هؤلاء منذ عام 1978 يرمون على مقرات عملنا في السفارة العراقية ودوائرها ومقر المركز الثقافي العراقي في لندن منشورات كلها شتائم وسباب وتهديدات للعراق وقيادته. وكان السبب المعلن توقيع اتفاقية الجزائر مع إيران في عهد الشاه، واقامة علاقات طبيعية معها. وحالما استولوا على السلطة باشروا بالإجراءات العدوانية ضد العراق، فبدأوا يهاجمون المدارس العراقية التي كانت تنتشر في طهران وفي المحمرة عاصمة دولة الأحواز أو عربستان العربية التي ترزح تحت الاحتلال الايراني منذ عام 1925. ثم اخذوا يهاجمون مؤسسات وممثليات دبلوماسية عراقية. ولذلك ليس غريبا ان يهاجموا السفارة السعودية، فلهؤلاء الحكام تاريخ طويل في عدم احترام التزاماتهم وواجباتهم في ضمان أمن البعثات الدبلوماسية في بلادهم. ثم أخذوا يرسلون الارهابيين لمهاجمة المراكز الحكومية والمسؤولين العراقيين فهاجموا الجامعة المستنصرية ثم ألقوا القنابل في اليوم التالي على موكب تشييع الطلبة والطالبات الذين استشهدوا في الهجوم ثم هاجموا مقر وزارة الثقافة والاعلام وغيرها من الأعمال الإرهابية. 420 اعتداء وخلال 18 شهرا بعد استيلائهم على السلطة في ايران شنت جماعة خميني 420 اعتداء مسلحا على الأراضي العراقية. ووثق العراق هذه الانتهاكات في 293 مذكرة قدمها الى الأمم المتحدة والى الحكومة الأيرانية. وقبل اندلاع الحرب بعدة أسابيع تسلل طيار ايراني برتبة رائد بقارب ليلا إلى المواقع العراقية وأبلغ الجانب العراقي بأن خميني قد أمر بتهيئة الطائرات الحربية الايرانية وتسليحها وتزويد طياريها بإحداثيات المواقع الاستراتيجية العراقية للهجوم على العراق، وبالفعل اندلعت الحرب في 4 /9/ 1980 حينما بدأت إيران قصفا مدفعيا كثيفا للمدن الحدودية العراقية وأغرقت زوارق وسفنا عراقية في شط العرب وأرسلت طائراتها الحربية لقصف المدن العراقية. ورفضت إيران كل المبادرات العراقية والاسلامية والدولية لوقفها، وأولها قرار مجلس الأمن 479 في 28 أيلول/ سبتمبر 1980 الذي طلب وقفها وحل الخلافات بالطرق السلمية وقد قبله العراق. توقفت الحرب في 8/8/1988 بعد أن دحر الجيش العراقي الجيش الايراني وحرر كل الأراضي التي سيطر عليها الايرانيون قبل الحرب (في زمن الشاه) مثل سيف سعد وزين القوس، وفي أثناء الحرب، وأخذ آلاف الاسرى والمعدات. فاضطر خميني على مضض الى أن يوافق على القرار الثاني لوقف إطلاق النار رقم 598 الذي سبق أن أصدره مجلس الامن قبل ذلك بأكثر من عام في (20/7/1987) قائلا إنه تقبله كمن يتجرع السم. وبعد أزمة الكويت بادر العراق في 12 /8 / 1990 فأطلق سراح جميع الاسرى الايرانيين في العراق ما عدا الأسير النقيب الطيار الايراني حسين علي رضا لشكري الذي حاول الهجوم على العاصمة العراقية يوم 17 /9/ 1980 بطائرته المقاتلة من طراز اف 5 فتصدى له الطيار العراقي الرائد كمال عبدالستار البرزنجي وأسقطه في اشتباك جوي فوق العاصمة العراقية. حدثت هذه الواقعة قبل 5 أيام من الرد العراقي الشامل على العدوان الايراني في الثاني والعشرين من الشهر نفسه الذي اعتبرته إيران يوم بدء الحرب. واحتفظ العراق بهذا الأسير دليلا على من بدأ الحرب. وبذلك أغلق العراق ملف الأسرى الايرانيين، عملا بموجب القانون الدولي الانساني (اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الاضافية لعام 1977)الذي لا يجيز الابقاء على اسرى الحرب بعد توقف الأعمال العدائية بين البلدين المتحاربين. لا استجابة إيرانية * قد يفهم من هذا الموقف أن العراق كان يستعد لخوض معركة الكويت فقرر تصفية الجبهة مع إيران؟ ـ أول سعي عراقي لتسوية المسائل المعلقة بين البلدين بعد حرب الثماني سنوات جرى في 2 /4/ 1990 ولم تكن ازمة الكويت قد بدأت، حينها بعث الرئيس صدام حسين -رحمة الله عليه- رسالة الى الرئيس الايراني هاشمي رافسنجاني وعرض عليه البدء بمعالجة المسائل المعلقة ومنها حل مشاكل الأسرى واللاجئين ورفات القتلى. كان وجود عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين في ايران، على وجه الخصوص، يؤرق القيادة العراقية ويشكل عامل ضغط كبير عليها. لم تكن هناك استجابة ايجابية من الايرانيين لرسالة الرئيس، فبعث برسالة ثانية في بداية شهر تموز/ يوليو. ولم تحقق شيئا كبيرا أفضل من سابقتها. فبادر يوم 12 /8 / 1990 لاطلاق جميع الأسرى الايرانيين باستثناء الطيار لشكري. وكان العراق يأمل في ان تستجيب ايران وترد بخطوة تغلق فيها ملف الأسرى العراقيين لديها، لكي نتقدم الى الملفات الأخرى. لكن إيران أطلقت عددا من أسرانا مساويا للعدد الذي أطلقه العراق وأبقت على عدة آلاف كانوا قد أسروا في بداية الحرب سنة 1980. ويعود السبب في كثرة أسرى العراق لدى إيران لوجود أكثر من عشرين ألفا من المدنيين ضمن الأسرى ممن سبق أن تطوعوا لمساعدة الجيش في القتال، في وحدات مدنية. وكان تدريبهم بسيطا وقدراتهم القتالية محدودة. لحظة تسليم الطيار الايراني خطأ استراتيجي * كيف كان ردهم على مبادرات العراق إذن؟ ـ لم نلمس ردا ايجابيا. فجرت اتصالات بالجانب الايراني، وبعد أن اقتربت نذر الحرب ذهب وفد عراقي الى طهران قبل حرب 1991 وبحث العلاقات. وكان الايرانيون يحثون وفدنا على عدم الانسحاب من الكويت، لكي يكون الضرر فادحا على العراق والكويت وعلى كل المنطقة. وهذا الموقف منسجم مع النهج الأميركي الحقيقي الذي لم يكن يرغب في انسحاب العراق من الكويت. وعرض الوفد العراقي على ايران، في خطوة خاطئة، ايداع طائرات عراقية عسكرية ومدنية امانة لديها، خشية ان يدمرها من تسميه إيران بالشيطان الأكبر وتصفه بأنه عدوها الأول. * كم كان عددها؟ ـ 144 طائرة، منها 22 طائرة نقل مدنية وعسكرية، و122 طائرة حربية ميغ وسوخوي وميراج. وبعدما توقفت حرب 1991 سرقت إيران الطائرات العراقية، ورفضت إعادتها. فأضيف ملف جديد لملف الأزمة بين البلدين. * لكن كيف ائتمنتم يا معالي الوزير عدو الأمس وتخيلتموه الولي الحميم؟ ـ لم أكن في موقع قيادي ولا أعرف كيف اتخذ القرار. * لكن كيف لعراقي أن يأتمن أن يضع الحمل عند الذئب؟ ـ نعم صحيح، كان خطأ استراتيجيا كما سبق وذكرت. لكن لم يكن أمام العراق مجالا لوضعها لدى اي دولة عربية وكان تدميرها محتما. وعلى ما يبدو أن المسؤولين قد أخذوا بعين الاعتبار شعارات معاداة الشيطان الأكبر الكاذبة التي كانت إيران (وما تزال) ترفعها. ربما كان تدميرها أفضل من ان تعطيها بيد الخصم. لكن إيران لم تكتف بذلك، بل أضافت عاملا خطيرا آخر لملف الأزمة بين البلدين حينما دفعت الى مدن جنوب العراق في أول يوم لوقف اطلاق النار 1/3/1991 الآلاف من ضباط وجنود حرس الثورة الايرانية وأعدادا من العراقيين الذين حاربوا في صفوف جيشها ضد العراق من أفراد فيلق بدر الذي أسسته عام 1981. كانت قدرة القوات العراقية الموجودة في جنوب العراق على الحركة محدودة جدا بعد التدمير واسع النطاق للقدرات العسكرية وللمرافق المدنية، فلم يبق جسر واحد قائما ولا طريق واحدة سالكة. وكانت القوات العراقية مشتتة بعد انسحابها من الكويت حيث تعرضت للقصف الشديد اثناء الانسحاب على طريق الكويت ـ البصرة الذي سمي بطريق الموت حيث قتل المئات من الجنود العراقيين، وكذلك بعد وقف اطلاق النار داخل الحدود. ومن وصل منهم الى البصرة، استقبله الجنود الايرانيون في البصرة فاعتدوا عليهم وحرقوا عرباتهم وبدأوا في حملة ارهاب وتخريب ونهب واسعة في جنوب العراق وصلت الى مدينة "الحلة" جنوب بغداد. وكانوا يدمرون الدوائر المدنية والمراكز الأمنية ويحرقون المدارس والمستشفيات وصوامع الغلال التي ملأتها وزارة التجارة بالمؤونة للسكان قبل الحرب. فتحرك ما بقي من الجيش العراقي من بغداد نزولا الى البصرة وقضى خلال بضعة أيام على هذا الغزو الايراني الذي سموه كذبا "انتفاضة" وحينها تمكنت قوات الحرس الجمهوري من أسر 186 ضابطا ايرانيا من ضباط حرس الثورة كانوا يقودون الوحدات العسكرية الايرانية التي تسللت وغزت الأراضي العراقية، وذلك ممن لم يستطيعوا الفرار والعودة مع زملائهم الأحياء عبر الحدود إلى بلادهم. دور إيراني في الغزو * كان هناك عنصر آخر وهو بداية ظهور المعارضة العراقية التي تكونت في إيران وفي سوريا بدعم إيراني للعمل على إسقاط النظام؟ ـ نعم، فقد تبين في وقت لاحق أن لإيران دورا أساسيا في التمهيد لغزو العراق وفي عملية الغزو نفسها وادارة الاحتلال فيما بعد، وذلك في اطار المخطط الاميركي ـ البريطاني لغزو العراق واحتلاله وتدميره. * وكيف عالجتم معالي الوزير هذه الأزمة بعد توليكم المسؤولية؟ ـ في أول يوم في موقعي الجديد جاءني ضابط كبير برتبة لواء في الاستخبارات العراقية كان سكرتير لجنة ضحايا الحرب التي تعنى بمتابعة تركات الحرب في النواحي الانسانية أي موضوع الاسرى العراقيين في ايران، واللاجئين واستخراج رفات القتلى. وكان وزير الخارجية رئيسا لهذه اللجنة التي تضم ممثلين عن الدوائر العسكرية والأمنية وتديرها الاستخبارات العسكرية. سألته عن وضع اللجنة فقال انها مجمدة بقرار من وزارة الخارجية منذ حوالي 3 أشهر ردا على اطلاق ايران صاروخا بعيد المدى على مخيم للاجئين الايرانيين في العراق يؤوي جماعة مجاهدي خلق. فقلت له: " من هذا اليوم تعودون للعمل، واجمع لي أعضاء اللجنة للاجتماع بأقرب وقت". وهكذا استأنفنا العمل بزخم قوي، ونشطنا عمليات البحث المضنية عن رفات الشهداء العراقيين والقتلى الايرانيين، وطلبت معونة وزارتي الري والاسكان والتعمير لتزويد فرقنا بالآليات الثقيلة اللازمة لتنفيذ عمليات الحفر، كما طلبت من الرئيس صدام -رحمه الله- تخصيصات أكبر لسد نفقات هذه الفرق. تنشيط الاتصالات بدأنا تنشيط الاتصالات بالايرانيين لمعالجة موضوع آلاف الأسرى العراقيين الذين احتفظت بهم ايران خلافا لكل شرائع السماء والأرض لاستخدام وجودهم في الحجز ورقة ضغط على العراق. لم يكن لدينا أسرى ايرانيون من حرب ايران في الثمانينيات حيث اطلق العراق سراح الأسير الوحيد المتبقي وهو النقيب الطيار لشكري عام 1998 مقابل الافراج عن عدد من الأسرى العراقيين. وكان لدينا آنذاك الـ 186 ضابطا المذكورين من احداث الغزو الايراني في آذار/ مارس 1991 وبعض الايرانيين ممن تجاوزوا الحدود فقبضت عليهم قوات الحدود وهم ليسوا اسرى حرب. قمت بزيارة ايران عدة مرات واستقبلنا مسؤولين ايرانيين لمعالجة موضوع الاسرى واللاجئين، وتمكنا من استعادة عدة آلاف من الاسرى العراقيين من ايران مقابل ما لدينا من عدد من ضباط حرس الثورة الايرانية والمتجاوزين الحدود. "حقل مجنون" لكني كنت أشعر بالحاجة لعقد صفقة كاملة لتسوية الامور بيننا وبين الايرانيين وتنقية الاجواء والعودة لعلاقة حسن جوار قائمة على تسوية المشاكل الحدودية ومخلفات الحرب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وكان الايرانيون قد عادوا للمطالبة بالعودة لاتفاقية الجزائر التي سبق أن مزقوها باعتبارها عارا اقترفه شاه ايران! ولكنهم كانوا انتقائيين في هذا الأمر.. وفي زيارتي الأولى لطهران طرحت على نظيري وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، فكرة أولية بدون تفاصيل عن الصفقة الشاملة بما فيها العودة لاتفاقية الجزائر. وفي الجلسة التالية قلت له: "ما رأيك بما طرحته عليك؟" فإذا به يسألني: "ماذا طرحت؟" وهذا أسلوب معروف في التفاوض لدى الايرانيين حيث يحاولون في كل مرحلة مسح ما سبق التوصل إليه سعيا وراء تحسين مكاسبهم عن طريق اللف والدوران والمناورات. المهم انه لم يكن قادرا على أن يبدي أي رأي ذي معنى. ولكنه أفصح عن أطماع ايرانية مبكرة في العراق، لا ادري إن كانت زلة لسان، فقال: "نريد ان نشارككم في حقل مجنون". ومجنون حقل نفطي عراقي هائل يقع في ميسان، جنوب العراق. فقلت له: "ماذا تقول؟ كيف تطرح هذا؟ أيران اول من بدأ تأميم النفط في المنطقة في عهد مصدق. فكيف تطلبون منا في العراق اليوم ان نتراجع عن التأميم؟ النفط خط أحمر ياسيد خرازي، العراقيون يستخرجون نفطهم ويسوقوه ويطورون صناعتهم النفطية بأيديهم. صناعة النفط عراقية 100 %. تريدون التعاون نتعاون في مجالات عديدة في صناعة السيارات والجرارات والتجارة وغيرها. أما صناعة النفط فلا تعاون فيها". فتراجع وقال: "انا لم اكن اقصد ذلك لكننا نتعرض لضغوط من الشعب الايراني للتعويض عن الحرب". فقلت له: "نحن أيضا نتعرض لضغوط شديدة من الشعب العراقي لكي نطلب منكم تعويضات عن الحرب التي أنتم من بدأها". وقلت له: "نحن نريد ان نسوي مشاكل الحاضر ونبني المستقبل وانتم تنبشون الماضي، واذا كنتم تريدون نبش الماضي لن نخرج بشيء مفيد وايجابي للشعبين". وأغلق الموضوع. وكان ذلك مؤشرا مبكرا على المطامع التوسعية الايرانية في العراق. صفقة شاملة وبعد عودتي عكفت على اعداد صفقة شاملة لإرساء العلاقات مع ايران على أسس حسن الجوار وانهاء المشاكل المعلقة بين البلدين. وعرضتها على الرئيس صدام حسين فأضاف إليها في الصياغة اضافات مهمة وكانت تقوم على: أن تعيد ايران للعراق كل الطائرات العراقية التي اودعت امانة لديها وسطت عليها بعد حرب 1991 وان تعوض العراق عما تعرض منها لأي أضرار، وأن يعيد العراق كل مالديه من زوارق وطائرات ايرانية ويعوض عما تعرض منها للضر، وان نعود إلى اتفاقية الجزائر بكامل اركانها. وتتكون الاتفاقية من ثلاثة أركان: الاول ينص على التزام البلدين بأمن الحدود أي ان تمتنع ايران تماما عن ارسال مخربين ومهربين إلى داخل العراق او تشجيع متمردين او ارهابيين للعمل داخل العراق، ونحن نقوم بمثله. طبعا لم يكن لدى العراق ممارسات من هذا النوع بخلاف ايران التي لديها تاريخ طويل في التدخل وارسال متمردين وارهابيين وتشجيع التخريب في الدول المجاورة. وهذا البند يعني الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين. ثانيا اعادة تخطيط الحدود البرية بما يضمن اعادة الاراضي التي استولت عليها ايران في فترات سابقة (مثل منطقتا سيف سعد وزين القوس في محافظة واسط جنوب العراق). وثالثا اعادة تخطيط الحدود المائية "أي تحديد خط الحدود بأعمق نقطة في مجرى نهر شط العرب وتسمى بخط ثالويك في القانون الدولي. وكانت ايران في مطالباتها المتجددة بالعودة إلى اتفاقية الجزائر تنتقي ما تشتهيه من اركانها فتركز على موضوع شط العرب وتترك الركنين الآخرين. وهذه مخالفة صريحة لمنطوق الاتفاقية التي أكدت ان بنودها تعتبر كلا متكاملا يؤدي الاخلال بأحدها إلى الإخلال بالاتفاقية برمتها. إيران وإسرائيل ودعيت لزيارة ايران والتقيت بالسيد محمد خاتمي رئيس الجمهورية وعرضت عليه المشروع وقرأه وكان مكتوبا باللغة العربية، وقال هذا مشروع جيد ندرسه ونرد عليكم. كان ذلك في أواخر الشهر الاول من عام 2003 ولم نلتق بهم مرة اخرى ولم يردوا علينا. وجاء الرد عندما شاركوا مشاركة فعالة في غزو العراق تحت راية "الشيطان الأكبر" الاميركي، وهو ما اعترف به نائب الرئيس الايراني للشؤون القانونية أبطحي في ندوة في ابو ظبي عام 2004 قائلا: "لولا ايران لما كانت امريكا الآن في كابول وبغداد". كما أكد الأمر نفسه الرئيس خاتمي نفسه عندما قال إن ايران لعبت دورا ايجابيا في السياسة الاميركية ازاء العراق. وآخر الادلة ماذكره مؤخرا خليل زاد مسؤول المعارضة العراقية قبل الغزو، وسفير اميركا في بغداد بعده في كتابه (المبعوث) الذي تحدث فيه عن اجتماعات بينه وبين محمد جواد ظريف عندما كان سفيرا لإيران في الامم المتحدة. فقال إن ايران وافقت آنذاك على السماح للطائرات الاميركية باختراق الاجواء الايرانية في الهجوم على العراق، وعلى ان "تستخدم نفوذها لدى المرجعيات الدينية الموالية لها في العراق لكي تضغط على من أسماهم بـ"شيعة العراق" لكي لايكون لديهم رد فعل ضد الغزو والاحتلال الاميركي. ويقصد بذلك مرجعية سستاني الذي اطلق فتوى بعدم جواز مقاومة الغزاة الأجانب!. وفي المقابل يذكر خليل زاد ان ايران طلبت حل الجيش العراقي و"تطهير Purge " اجهزة الدولة من البعثيين. ويبدو ان ايران كررت ما طلبته اسرائيل، إذ كشف بول بريمر الحاكم المدني لادارة الاحتلال الاستعماري الأميركي أن قراريه بحل الجيش العراقي واقصاء اعضاء حزب البعث من أجهزة الدولة كانا استجابة لـ "نصيحة من الأصدقاء الاسرائيليين". وكان ذلك في لقاء مع الناشرين البريطانيين للترويج لكتابه (سنتي في العراق My Year in Iraq) الذي نشر في أميركا في بداية عام 2006 وذلك جوابا على سؤال لأحدهم عن سبب اتخاذه هذين القرارين بوصفهما "قرارين خاطئين أديا إلى تفاقم الأزمة في العراق" حسب تعبيرهم. أذى نفسي * وماذا عن مخيمات مجاهدي خلق ومعسكر أشرف؟ ـ المسائل كانت اكبر من مجرد استضافة لاجئين وكنا نريد لكل لاجئ ايراني في العراق ان يعود إلى بلده وان يعود كل لاجئ عراقي في ايران، لكننا لا يمكن ان نطرد لاجئا لدينا، وكنا نسعى لخلق الظروف المناسبة لعودة اللاجئين. بقي أمر في قضية الأسرى العراقيين لدى إيران يظهر تنكر قيادة ايران لكل الأعراف الانسانية وهوسها بروح الانتقام وإلحاق الأذى بالناس الذين تعتبرهم خصوما لها. كنت أتابع قضية الاسرى العراقيين لدى الجانب الايراني، ومنها آخر دفعة من الاسرى العراقيين اتفقنا على عودتها في منتصف آذار/ مارس عبر نقطة المنذرية في محافظة ديالى على الحدود العراقية الايرانية في يوم 16 /3/ 2003. فاتصل بي السفير الدكتور عبدالمنعم القاضي رئيس الدائرة القانونية في الوزارة الذي كان يشرف على عملية تسلم الاسرى العراقيين العائدين، وقال إن ايران أرسلت الاسرى العراقيين بعدة حافلات إلى نقطة الحدود المنذرية لتسليمهم إلى الجانب العراقي، وما ان وصلوا إلى البوابة حتى استدارت الحافلات وعادت إلى الأراضي الايرانية. وكان الهدف ايقاع المزيد من الاذى النفسي والعذاب في نفوس الاسرى العراقيين، الذين مضى على الكثير منهم أكثر من عشرين عاما في الأسر، في انتهاك وازدراء واضحين لمبادئ القانون الدولي الانساني ولكل القيم والتعاليم الاسلامية والاعراف الانسانية. وكان الاسرى العراقيون يواجهون الكثير من الظلم والاضطهاد على يد الايرانيين. فتعرضوا لصنوف التعذيب والاضطهاد والقتل، والاجبار على تغيير مذاهبهم الدينية وولاءاتهم الوطنية ليعملوا من اجل ايران ضد وطنهم، والزج ببعضهم ممن تغسل ادمغتهم في القتال مع الجيش الايراني ضد وطنهم. الإشعار الأخير * تبقى الايام العصيبة في تاريخ العراق من 19 مارس حتى 9 ابريل كيف مضت وكيف تعاملت معها القيادة العراقية وكيف بدأت تفكر وتعد العدة أم أنها استسلمت لما ستجري به المقادير؟ — القيادة العراقية كانت تتهيأ منذ فترة لهذه المواجهة لكن الإشعار الموثوق الاخير كان بعد اجتماع مجلس الامن لكن الإشعار النهائي الموثوق كان عندما أمر الامين العام للامم المتحدة المراقبين الذين يراقبون أمن الحدود بين العراق والكويت بالانسحاب، فسحب المراقبين كان لإفساح المجال للقوات الغازية الامريكية والبريطانية للانتقال من الكويت إلى العراق، فكان ذلك إعلانا موثوقا من الامم المتحدة أن الغزو قادم قاب قوسين أو أدنى. والعراق كان يتهيأ منذ فترة لمواجهة هذا الاحتمال، الشعب عرف أن بلدهم سوف يتعرض للعدوان من قوة غاشمة، فكثير من سكان بغداد حاولوا ان يجدوا ملاجئ آمنة لهم خارج بغداد، وكذلك موظفو الوزارات انتقلوا إلى مواقع بديلة خشية تعرض مقراتها للضربات الجوية. 19 مارس 2003 * متى بدأت الغارات الاولى على بغداد؟ ـ صباح يوم 19 مارس انطلقت الغارات الامريكية على بغداد، ومن ذلك الوقت تمكنت المقاتلات الجوية الامريكية من السيطرة الجوية، الاستهداف في البداية كان كل الاماكن العسكرية داخل بغداد، كل القصور الرئاسية، المراكز الامنية والمراكز العسكرية، منذ الساعة الاولى وبقي هذا العمل مستمرا، بضربات من الجو وصواريخ بعيدة المدى. * كيف كانت إدارة المعركة من قبل القيادة العراقية؟ وكيف تعامل الجيش العراقي مع الوضع؟ ـ القيادة سعت إلى أن ترد بالموجود والمتوفر من الاسلحة والاعتدة والامكانات المتاحة لديها، والجيش العراقي عندما واجه هذا الغزو الوحشي والعدوان كان في ادنى حالات الاستعداد القتالي من حيث التجهيزات والادوات والمعدات، فالقوة الجوية حيدت منذ عدوان عام 1991 وخرجت من المعركة. كما انتهت وحدات الرصد الجوي والرادار منذ ذلك الوقت، وكذلك الصواريخ بعيدة المدى التي دمرت بعد حرب 1991. ولم يبق من سلاح الصواريخ لدى العراق إلا صواريخ الصمود التي صنعها العراق ومداها بحدود 135 كيلومترا، حيث حرم قرار مجلس الأمن 687 (3 /4/ 1991) على العراق حيازة صواريخ يزيد مداها على 150كم حتى لا تطال اسرائيل. أصر مفتشو الامم المتحدة بعد عودتهم إلى العراق في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 على تدمير هذه الصورايخ بذرائع شتى. فاضطر العراق لتدميرها لكي لا يدع ذريعة لأميركا وبريطانيا تمكنهما من دفع مجلس الأمن لاصدار قرار يجيز شن الحرب على العراق. وما بقي من تجهزات كان في تناقص مستمر على مدى الاثنتي عشرة سنة من نهاية حرب 1991 بفعل حرب الاستنزاف التي كانت شنتها اميركا وبريطانيا على العراق يوميا. وما بقي لدى الجيش العراقي من دبابات ودروع ومدفعية يعود إلى ثمانينات القرن الماضي. فقد خرج الجيش العراقي في بداية شهر آب/أغسطس 1988 من حرب طاحنة لثماني سنوات مع ايران. لست خبيرا بالأمور العسكرية. لكن المعروف ان الجيش الذي يخوض حربا بضراوة الحرب مع ايران يحتاج بعد توقفها حاجة ماسة إلى فترة اعادة تنظيم وإعادة تأهيل وتجهيز قد لا تقل عن فترة الحرب نفسها. لكن الجيش العراقي تعرض لحرب أخرى في ظرف سنتين أشد ضراوة. نعم ازداد الجيش العراقي خبرة قتالية كبيرة ومهمة جدا، لكنه لم يستطع التعويض عما دمر في الحرب مع ايران من معدات وتجهيزات. ولم تكن الفترة كافية لاعادة التنظيم والتأهيل. ففي الحرب التي شارك فيها 27 جيشا من أقوى جيوش العالم عدة وعددا في مقدمتها جيشا أميركا وبريطانيا تعرض الكثير مما تبقى لديه من معدات عسكرية للتدمير. فخرج الجيش العراقي من حرب 91 منهكا، ولم تبق له من الوسائل والمعدات بعد أثنتي عشرة سنة من الاستنزاف (من آذار/ مارس عام 1991 إلى آذار/مارس عام 2003) ما يمكنه من الصمود أمام مجابهة عدوان حتى لو كان اصغر بكثير من الذي قادته أميركا عام 2003. ماذا يفعل العراق؟ * لكنكم كنتم على يقين من الغزو فلماذا وافقت حكومة العراق على طلبات مفتشي الامم المتحدة لتدمير المعدات والصواريخ؟ ـ كل الجهات العربية والدولية كانت تطالب العراق بالتعاون مع لجان التفتيش وبتنفيذ قرارات مجلس الأمن بقصد إبعاد شبح الحرب وفك الحصار. فماذا يفعل العراق ازاء ذلك كله؟ فقد اعتدنا على ان يجتمع مجلس الأمن خلال ساعات ويصدر قرارا ملزما تحت الفصل السابع يدين العراق ويطالبه بالتعاون إذا تأخر دخول مجموعة مفتشين لمنشأة تصنيع عسكرية لا يدخلها أي مدني عراقي بدون تصريح مسبق حتى لوكان مسؤولا، فكيف بمجوعة أجانب تأتي لاقتحامها بطريقة رامبو!. كان العراق متأكدا من نوايا اميركا وبريطانيا العدوانية، وهي معلنة ولم تخفيانها، خصوصا بعد أن أخذوا تفويضا بذلك من الكونغرس. لذلك كنا نقاتل على الصعيد الدبلوماسي حتى لا نترك لهم حجة ليصدروا قرارا باسم الامم المتحدة والشرعية الدولية بشن العدوان على العراق، لذلك لم يكن امام العراق إلا ان يوافق على قرار لجان التفتيش بتدمير صواريخ الصمود، وأن نبدي أقصى أشكال التعاون مع المفتشين. وعلى سبيل المثال، سهلنا لفرق التفتيش التابعة لوكالة الطاقة الذرية وحدها بعد عودتها إلى العراق في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 القيام بـ 2370 عملية تفتيش، لـ 848 موقعا عسكريا وكلها خضعت للتفتيش من قبل، اضافة إلى تفتيش 1608 بنايات حكومية من جديد، ولم يعثروا في كل عمليات التفتيش هذه والتي سبقتها قبل رحيلهم اواخر 1998 على شيء محظور خارج ما أعلنه العراق في عام 1991. وقد نجحت الدبلوماسية العراقية في ذلك، حيث استطعنا ان نحرم الولايات المتحدة وبريطانيا من الحصول على قرار اممي يمنحهما الشرعية لغزو واحتلال العراق. بغداد لم تستسلم * لكن مع هذا التردي في المعدات العسكرية هل استسلمت بغداد؟ وما حقيقة تبخر الجيش العراقي في الساعات الاولى من معركة بغداد؟ وكيف كان يدير الرئيس صدام حسين الدولة وهي تحت القصف؟ وكيف انطلقت المقاومة العراقية وماذا أنجزت؟ وكيف كان يتحرك الوزراء، وكيف غادر وزير الخارجية إلى القاهرة لحضور آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب أثناء القصف؟ وكيف عاد إلى بغداد وكيف خرج منها؟ وهل مازالت المقاومة العراقية تقاتل؟ وما علاقاتها بتنظيم الدولة "داعش"؟ هذا ما سوف نعرفه في الحلقة الأخيرة غدا..

3608

| 08 أبريل 2016

تقارير وحوارات alsharq
لواء سوري منشق يكشف لـ"الشرق" سبب انسحاب روسيا وأسرار الثورة والمقاومة

اللواء د. محمد حسين الحاج علي مدير كلية الدفاع الوطني السورية المنشق والقائد السابق للواء الميكانيكي لـ الشرق: الروس فكّوا رقبة النظام من قبضة المعارضة.. والوضع القائم ليس مناخ حرب 3500 ضابط منشق لم تستثمر طاقاتهم العسكرية جاهزون لمعركة تحرير سورية الأسد لايفهم أن وأد الثورة مستحيل والشعب خرج ولن يعود إلا بالتغيير الدور المصري "ملتبس" وأمانة أبو الغيط للجامعة لن تكون في صالح الشعب السوري الأسد بـ 5 آلاف دبابة خسر ولا يملك الآن أكثر من ألف دبابة لن تسعفه للبقاء 4 قوى إقليمية تتنازع المشهد السوري إسرائيل وإيران وتركيا ودول عربية غير متفقة قبل انشقاقي أبلغت وزير الدفاع العماد علي حبيب أن الناس لم تعد تحتمل المصير الذي يعيشه المنشقون في المخيمات منع بقية الضباط من الانشقاق من أخطاء الثورة استغلال فكرة الجهاد والشعارات الدينية على حساب التكتيك العسكري المنخرطون في مشروع واشنطن لقتال داعش فقط مجموعة مرتزقة وإن كانوا سوريين تلقيت عرضاً لقيادة فصيل مهمته قتال داعش فرفضت والذين قبلوا تمت إبادتهم تدخل إيران لايحتاج لإثبات ونحن أمام مشروع فارسي يستتر بالعداء لإسرائيل التدخل العربي لإنقاذ الشعب السوري مشروع بناء على ميثاق الجامعة استبعد اللواء الدكتور محمد حسين الحاج علي مدير كلية الدفاع الوطني السورية المنشق والقائد السابق للواء الميكانيكي، في حوار لـ"الشرق" بقاء النظام فترة طويلة خاصة بعد الانسحاب الروسي والخلافات المتزايدة بين الجانبين وتراجع الاداء الايراني، مؤكدا أن الثورة ستنتصر، ودعا الحاج الى الاستفادة من الضباط المنشقين (3500) في معركة تحرير سوريا ، منتقدا تهميشهم لصالح مقاتلين لايمتلكون التنظيم والانضباط ، كشرطين لتحقيق التفوق العسكري، على جيش يتحكم في ترسانة عسكرية جرى إعدادها لمواجهة اسرائيل. كما انتقد نهج واشنطن في تدريب المقاتلين على قتال داعش فقط مؤكدا رفضه الانخراط في مشروع مشابه. واللواء محمد حسين الحاج علي من مواليد درعا/خربة غزالة عام 1954 وتطوع في الكلية الحربية عام 1974، وتخرج منها برتبة ملازم عام 1977، وهو حاصل على دكتوراه في فلسفة الإستراتيجية القومية من أكاديمية ناصر العليا في مصر. شارك اللواء الحاج علي في تأسيس كلية الدفاع الوطني في الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق عام 2000 وعين مدربا فيها حتى عام 2005. وتم تعيينه قائدا للواء الميكانيكي بين عامي 2005 و2008، ثم مديرا لكلية الدفاع الوطني عام 2008 وبقي فيها حتى انشقاقه في 2\8\2012. وفيما يلي نص اللقاء.. - مع دخول الثورة السورية عامها السادس بدون حسم وبدون سقوط النظام وتدخل وانسحاب روسيا إلى أين تتجه الثورة؟ * حتى نعرف الى أين تتجه الثورة لابد من دراسة مفرزات السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة وهي مفرزات كثيرة جدا على الصعيدين الداخلي والخارجي حيث أصبحت الدولة محطمة مدمرة معنويا واقتصاديا واجتماعيا، واصبح عندنا انقسام عامودي في الشعب وحدث تدمير للقوة المسلحة سواء كانت وطنية او شبابية حيث كان لدينا جيش ضخم بالحسابات الاقليمية وتم تدميره تدميرا شبه كامل وتم تدمير الاقتصاد حيث وصل الدولار لـ 450 ليرة بعدما كان 46 قبل الثورة أي هبطت بنحو 5 أضعاف وأكثر من 6 ملايين لاجئ بالخارج ورقم مشابه للنازحين داخل سوريا وأصبحت هناك "تناحة" أو مكابرة لدى النظام في التغيير أوصلتنا الى مانحن عليه، وأمام هذه الصورة نمضي الى المجهول حيث أصبحنا فاقدي الارادة والقدرة على الفعل سواء كان النظام او المعارضة وأصبحت قراراتنا اقليمية ودولية، وهذا مايخيفنا فلم يعد مستقبل بلدنا بيدنا. - هناك من ينادي السوريين لنفض أيديهم من الدور الاقليمي والجلوس معا ولو مع النظام؟ * الشعب السوري خُذل اقليميا وبالدرجة الاولى خُذل عربيا وكان يفترض ان يكون موقف الدول العربية اكثر شدة وحزما في مواجهة هذا النظام وتم التغييب الكامل للدور العربي وخاصة جامعة الدول العربية وعوضا عن ان تدخل ايران الى سوريا لماذا لاتدخل الجامعة العربية؟ ونحن لدينا معاهدة الدفاع المشترك وميثاق جامعة الدول العربية، وامكانية التدخل العربي مشروعة بناء على الاتفاقيات الموجودة بين الدول العربية لكن للأسف هناك 4 قوى اقليمية تتنازع المشهد السوري وهي إسرائيل وتركيا وإيران وبقية الدول العربية التي ليس لها موقف موحد من المسألة السورية وبحكم جغرافية سوريا كان لذلك التنازع انعكاساته على الميدان بالاضافة الى التدخلات الدولية الاخرى سواء أمريكا أو روسيا أو الاتحاد الاوروبي. تدخل إقليمي * ورقة البعد القومي التي أمسك بها النظام وشعارات الممانعة ألا ترى انها سقطت من يده بعد التدخل الايراني المباشر؟ * إيران لها مشروعها في المنطقة وتدخلها لا يحتاج الى اثبات والنظام السوري منذ بدء مايسمى الثورة الايرانية ربط مصيره بالاستراتيجية الايرانية حتى وقف ضد مشاعر الشعب السوري اثناء الحرب العراقية الايرانية حيث تعاطف الشعب مع العراق لكن النظام عكس ارادة الشعب. * ما سر تحول النظام السوري في دعم ايران بعد ان كان محور "دمشق القاهرة الرياض " أساس أي موقف قومي عربي؟ * التحول سببه كراهية الاسد لصدام حسين وبالاساس فان حافظ الاسد هو من أنشأ العلاقة مع ايران، وكنظام لم تتغير سوريا حافظ عن سوريا بشار من الموقف مع ايران فهو وقف معها بحجة ان ايران لها موقف سلبي من اسرائيل، وهي حجة غير مبررة، لأننا عمليا امام مشروع فارسي يستتر بالعداء لاسرائيل وهو على حطام المشروع العربي بحسابات الفرس فيجب ان تقف مع المشروع العربي لصد المشروع الايراني لكن للاسف الشديد فحافظ الاسد وقف مع ايران ضد العراق وبعث بخبراء واسلحة وذخائر لايران وهذا شيء انا شاهد عليه باعتباري كنت موجودا في الخدمة. وهذا الموقف لايرضي اي انسان ووصمة عار في جبين الاسد وهذا سببه العداء لصدام حسين ولذلك جاء الموقف السوري مخز ومهين في الحرب العراقية الايرانية، وبعد موت حافظ ومجيء ابنه تحسنت العلاقة نسبيا مع العراق لكن ليس على حساب العلاقة مع ايران وبين 2000 و2003 كانت العلاقة مفتوحة بين العراق وسوريا، لكن ظلت قوية مع ايران وبعد غزو الكويت كانت سوريا في حالة عزلة وحاول حافظ كسرها من خلال انخراطه في الحرب ضد العراق في الكويت فكان محور السعودية ومصر وسوريا، ولكن لم يكن المحور اصطفافا عربيا بقدر ماكان محاولة للخروج من العزلة ولم يتوقف مشروعه مع ايران فحرب الخليج الثانية كانت مع العراق وهذا يدغدغ حافظ الاسد للقضاء على صدام حسين فلم يكن خروجا على السياق. سوريا غنية * ولماذا فشلت الدول العربية في قيادة العمل العربي نحو تغيير النظام؟ * لم يكن هناك موقف عربي موحد من القضية السورية وهناك خوف من الثورات لدى الزعماء العرب بشكل عام وكل شعب مقهور ومظلوم ومقموع فيجب ان يتوقع الحاكم ان ينفجر في وجهه وتاريخيا الشعوب العربية مظلومة ومعظم الدول العربية مقبلة على مثل هذه الحالة السورية او المصرية أو اليمنية أو الليبية والافضل لأي حاكم ان يقود هو ذاته التغيير، ونحن كثوار غير طامحين في ان نصبح رؤساء لسوريا ولا ننازع الرئيس على الرئاسة، نحن فقط نريد مجموعة من الاجراءات التي تضمن حريتنا وكرامتنا كسوريين وان نعيش في اكتفاء ذاتي، فسوريا غنية باقتصادها ورجالها وموقعها ومناخها وآثارها وتاريخها، لكن عقلية النظام حطمت هذه القدرات والامكانات، وقبل الثورة كان هناك حوالي مليون ونصف المليون عقل سوري مهاجر ومنتج من خيرة العقول، والسوريون ناجحون اينما كانوا ولم نر في الخارج اي سوري الا ناجحا ومن هاجر بنى تجارته ومشاريعه ويرفض ان يكون عالة على المساعدات، فسوريا بيئة طاردة للعقول والنظام لايريد لأحد ان يفهم، يريد من يواليه ولا يعترض معه والعقل الواعي لايقبل ان يكون طيعا. لزوم مايلزم - كيف تقرأ تكتيكيا تداخل المشهد القتالي في سوريا من داعش وحزب الله وايران ثم التدخل الروسي ثم الانسحاب؟ * دعنا نقف اولا كيف بدأ المشهد،، الثورة السورية بدأت سلمية وبقيت حوالي 6 شهور سلمية رغم قتل النظام للشعب في المظاهرات واطلاق النار على الجموع وفي اليوم الخامس للثورة قتل في درعا لوحدها في المسيرة 94 مواطنا وجرح 500 وكل الاصابات كانت بالرأس حيث تم القنص من الاعلى من الطوابق بالكمائن التي عملها النظام للمظاهرات في خامس ايام الاحتجاجات، وبقية المحافظات نفس الصورة حيث تعامل معها بوحشية غير معقولة والامر الذي ادى الى ان يفكر الناس في الدفاع عن المظاهرات فتسلحت المعارضة من اجل حماية المظاهرات وليس مهاجمة النظام. - البعض أخذ على المعارضة خطوة التسلح وانها كانت خطأ وبعض الثوار قالوا لو عاد بنا الامر ماوافقنا على تسلح الثورة فأي احتجاجات في اي دولة تكون مسلحة تقابل بالعنف؟ * التسلح كان لزوم مايلزم، وعدم التسلح يصلح مع دولة لاتستخدم السلاح مع الشعب لكن النظام استخدم الغازات والقمع والقتل وليس الاصابة او الاعتقال ولم يرق لإسرائيل التي تستخدم الرصاص المطاطي ولا تستخدم الرصاص الحي ضد التجمعات فتحصد 94 مواطنا في يوم واحد في مدينة واحدة وفي اليوم الخامس لبدء الثورة، وأمام هذه الحالة كان لابد من التفكير في حماية الثوار. سلوكيات غير محتملة - في هذه الفترة انت كنت على رأس عملك مع النظام كيف كنتم تتعاطون مع هذه الاحداث كعسكريين خصوصا وانك ابن درعا؟ * نحن كعسكريين نختلف عن المدنيين، فلا نستطيع ان نعبر عن رأينا فيما يحدث في الميدان لكن كنت اتواصل مع اهلي واصدقائي وكنا نشعر بثقل هذا السلوك واجرام النظام بحق الشعب وهناك سلوكيات لاتستطيع ان تستوعبها كبشر. وكنت قد تحدثت مع وزير الدفاع العماد علي حبيب في أحد اللقاءات وسألني ماذا يجري في درعا باعتباري من ابنائها فجاوبته هل تريد الجواب الدبلوماسي أم الحقيقي؟ قال الحقيقي. قلت الناس لم تعد تتحمل سلوكيات النظام في المحافظة، سلوكيات الاجهزة الامنية، سلوكيات الموظفين، سلوكيات المحافظ او قائد الشرطة والناس انفجرت وضربت له مجموعة من الامثلة ان القوات كانت تخلع الابواب على الرجل وزوجته وهم نيام فيحملون الرجل ويقتلونه امام زوجته ويعتقلونه قبل ان يتبينوا من هويته وحالات كثيرة لم يكن المستهدف الرجل بل اخاه، فكان يتم القتل حتى بدون تحقق وكانت هذه تعليمات عامة وسلوك عام بتوجيهات من النظام في كل سوريا وليس في درعا فقط. * أنت من أبناء درعا فما الخصوصية التي جعلتها شرارة الثورة؟ * الشرارة حصلت في درعا بعد الحالة الاستثنائية التي شهدتها المدينة حين كتب الاطفال على الجدران بعد اندلاع ثورة مصر ونجاحها " أجاك الدور يادكتور " ومن اجل هذه العبارة تم جمع ابناء الحارة جميعهم وتم استكتابهم على اوراق ليكشفوا صاحب العبارة من خطه واشتبهوا في 18 طفلا بعمر 9 - 15 عاما واعتقلوهم وحولوهم على محكمة الامن القومي وللأسف توسط الاهالي لإخراجهم وكان جواب السلطات قذرا يمس الشرف. وعانى الناس من غطرستهم في السلطة وهذا ادى الى اشعار الاهالي للنظام بأنه سيجري اعتصام بالمسجد اذا لم يفرج عن الصغار، وكان الرد عنيفا فاقحتم الاعتصام وانفجرت الثورة، فالناس تجرأت على النظام وخرجت الاحتجاجات ولم يفهم رئيس النظام ان هذا الشعب خرج ولن يعود الا بالتغيير وكنا نتمنى ان يقود هو التغيير ويجنب البلاد هذه الحالة. موجة الانشقاقات * أنت انشققت سنة 2012 فكم كان حجم الانشقاقات ولماذا لم تستمر وكيف تعامل معها النظام والمعارضة؟ * الانشقاق لم يحتط له النظام لكن الصعوبة التي عاشها الضباط خارج البلد منعت بقية الضباط من الانشقاقات، فضابط يتلقى راتبا ويعيش هو وأولاده في بيته أو في بيت من الدولة ثم حدث ان انشق وتوجه الى الاردن او تركيا لم يوظف طاقته ولم يستثمر طاقاته عسكري ووضع في معسكرات محكومة وتحت سطيرة الدول المستضيفة ولا يوجد عنده دخل فاذا كان محتاطا بمبلغ معين يتم انفاقه ولجأ الى العمل في اي وظيفة حتى لو كانت اعمالا وضيعة من اجل ان يعيش فهذا السلوك من الضباط أحبط البقية فأحد اخطاء قادة الثورة عدم استثمار طاقات المنشقين خصوصا القادرين منهم، وانا أخجل عندما أرى قائد فصيل او قائد تشكيل معين وانا كضابط خارج العمل، وهذه حال كل الضباط وانا اتواصل مع الاغلبية منهم فهذا شعور محبط فهناك من فكر في الانشقاق ولكن مآلات المنشقين منعته من المضي قدما في طريقه. * هل عدم استثمار طاقات المنشقين وراء عشوائية العمل العسكري الذي طال معه أمد الثورة؟. * بالطبع. والعمل العسكري يستند إلى موضوعين، التنظيم والانضباط وهذان الأمران غير متوفرين إلا عند العسكريين. وعندما تتعامل مع مجموعات غير منضبطة ولا تخضع لمنهج العمل العسكري المنظم فيجب أن تتوقع كل مايحدث حاليا، وحاولت أن أطرح فكرة الجيش الوطني لاستيعاب المنشقين ولتنظيم العمل العسكري في الداخل السوري وإخضاعه لإرادة وقيادة واحدة لكن للأسف هذا المشروع قوبل بالرفض من قبل الدول الغقليمية والولايات المتحدة الأمريكية ومن بعض القادة الموجودين بالداخل الذين شعروا بأن العمل المنضبط سيفقدهم خصائصهم ومميزاتهم من حالة الفوضى الموجودة بالداخل، وبالتالي فأي مجموعة عمل كان بها ضباط وأعون كانت تحارب، وأستغرب لماذا لم تدعم الدول العسكريين المحترفين المنشقين وعددهم 3500 ضابط وهم جيش كيف نتركهم ونلجأ للزعران بالحارات ومن لايعرف من القيادة والإدارة شيئا؟ للأسف هذا هو ماولد داعش والنصرة والتنظيمات الأخرى والنظام ساهم في هذا المجال بشكل كبير جدا، وكيف أنك تحارب الإرهاب كنظام وتفرج عن 5 آلاف متشدد من السجون وأنت تعرف إلى أين يتجهون سوى حمل السلاح، والنظام ساعد على التسلح في بداية الثورة ووضع وسطاء ادعوا أنهم مساندون للثورة وأعطاهم السلاح والمال ليسلحوا "زعران الحارات" وقسم كبير منهم يدعي الثورة وليس له علاقة بالثورة وكل همه الزعامة. وهذا هدف النظام للتخيير بين "إما أن تقبلوني على ماهيتي أو هؤلاء الزعران من داعش والنصرة". قدرات موازية * لماذا لم يختر المجلس الوطني السوري والائتلاف عناصر من بين المنشقين الأكفاء والدفع بهم إلى الميدان؟. * طبيعة تشكيل المجلس الوطني والتدخلات الإقليمية في تشكيله وعدم وجود أي من العسكريين في هذا الوسط أدى إلى إهمال الجانب العسكري، والنظام يتحكم في ترسانة ضخمة كانت معدة لمواجهة إسرائيل. فالقدرات العسكرية النظامية تحتاج إلى قدرات موازية وعقل وتنظيم وإدارة عسكرية منضبطة. * هل تم استغلال فكرة الجهاد والشعارات الدينية على حساب التكتيك العسكري؟. — 100 %، للأسف الشديد، رجال الدين صاروا قادة عسكريين وقادة سياسيين مع احترامنا لمكانتهم، وكنت أتمنى أن يبقى رجل الدين في تخصصه لأن له روحانية معينة وله حظوة ومكانته عند الناس، أما أن تتحول من رجل دين إلى مقاتل فهذه مسألة تفقدك المكانة، فأنت تستطيع أن تفض الخلافات أو تجيش الجماهير لكن لاتستطيع أن تقود عملا عسكريا منظما أمام جيش منظم، ونظام الفزعات القديمة لم تعد تناسب العتاد الحديث، فأنت بحاجة لخبرات عسكرية منظمة ومدربة، لكن عشوائية العمل العسكري أدت إلى تدمير سوريا، وإلى وجود داعش، وللأسف هم في ذهن إخوتنا الذين تملكهم العاطفة الدينية أنهم يستطيعون أن يقيموا دولة الإسلام التي أنشأها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سوريا، ولا يأخذون بعين الاعتبار المتغيرات سواء بالبشر أو البيئة الإقليمية والدولية وهذا يحتاج إلى إعادة تهيئة، فلا بد من احترام أهل الاختصاص. * ماهي ملاحظاتك على مشروع التدريب الذي تبنته واشنطن للمعارضة؟. * التدريب له عدة أشكال، والجانب الأمريكي له فصله الخاص أما كتدريب عام فهناك تدريب تم في الأردن وفي تركيا وفي دول أخرى لاأريد تسميتها، والتدريب الأمريكي للأسف الشديد هدفه محاربة داعش فقط وشرطهم على المتدربين أن يحاربوا داعش وليس النظام، وأنت كسوري ثرت على النظام وليس على داعش التي هي ناتج لسلوك النظام فكمبرر وطني عدوي النظام وداعش. لكن إذا أسقطنا النظام سهل علينا إسقاط داعش لأنه لاتوجد بيئة حاضنة لهذا التنظيم ومن تحت التنظيم مقهورون، والأمريكان أخطأوا باشتراطهم مقاتلة داعش لأنهم لم يجدوا الحماس لدى المعارضة رغم الإغراءات الكبيرة التي قدموها للسوريين من أجل التطوع لهذا العمل، فهناك مجموعة مرتزقة من عشرات الأشخاص انخرطت في هذا البرنامج وبلغ عددهم نحو 57 متدربا ودخلوا سوريا ولكن تم القضاء عليهم أثناء دخولهم، فأنا كسوري أطلب أن يتم احترام أخلاقي ووطنيتي ولا أقبل انضمامي للقتال كمرتزق، فأنا قمت ثائرا على هذا النظام ولا أقبل أن يتم شرائي بالمال لأقاتل داعش أو غيرها، وقد طرح هذا الموضوع معي شخصيا أن أشتغل في هذا الإطار، فقلت أشتغل فيه ولكن أن يكون قسم موجه باتجاه النظام وقسم موجه باتجاه داعش حتى يكون هناك مبرر وطني تحترم من خلاله ذاتك، لكن للأسف الشديد لم يتم التوافق على هذا الاتجاه فهم فقط يريدون محاربة داعش وبالتالي فشل المشروع والآن إذا أردنا محاربة داعش فقط سيفشل المشروع فنحن نريد القضاء على غطرسة النظام وسلوكياته وعقليته. صناعة إيرانية * ولماذا لاتحاربون داعش؟ وماذا عن الدور الإقليمي في تغذية تنظيم داعش؟. * نقاتلها هي والنظام، فداعش هي من صناعة النظام وإيران، وهي امتداد لمقاومة الأمريكان في العراق وكانت الدولتان الراعيتان للمقاومة هما إيران وسوريا فداعش استمرار لهذه المنظومة والنظام السوري كان يساعدها وإيران لها مجموعة أهداف من إيجاد داعش ودعمها، المهمة الأولى أن تكون ذراعا ضاربة لها وخارجة عن حدود مسؤوليتها الدولية ونفس الأمر في سوريا فالنظام لايتبنى داعش لكنها تخدم النظام، وإذا كانت داعش مع الثورة فلماذا لم تهاجم أي هدف للنظام حتى الآن؟ وإذا كانت مع السنة فلماذا لم تضرب أي هدف لإيران أو لحزب الله؟ لأن قيادتها تتبع للاستخبارات الإيرانية واستخبارات النظام وهذا موثق، وهناك بسطاء انضموا للتنظيم نتيجة الشعارات البراقة بأن يصبح عندنا دولة إسلامية على نظام العدل والدين وأخلاق الإسلام وهي مشاعر عندما تريد أن تعكسها في الميدان لاتجدها تتحقق في أخلاقايات داعش. تدخل روسيا وانسحابها * في ظل هذا التشابك حول أيهما يجب القضاء عليه؟ جاء التدخل الروسي بحجة أن سقوط النظام في ظل نفوذ داعش والتيارات المتظرفة سيؤدي إلى فوضى فما هي قراءتك للتدخل الروسي من 30 سبتمبر 2015 إلى 14 مارس 2016؟. * روسيا دخلت من أجل مجموعة أهداف، الأول عدم إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا على الحدود التركية والثاني إنقاذ النظام بعدما وصل لمرحلة من الضعف تؤدي إلى انهياره، والثالث بناء قاعدتين لروسيا بحرية وجوية ليكون لها قواعد دائمة، دعك من الكلام السياسي حول محاربة الإرهاب، فضلا عن مشاريع اقتصادية تتعلق بالنفط والغاز وإجراء عقود للشركات الروسية. وهناك أهداف فرعية كتدريب الطيارين ميدانيا وتجريب الأسلحة الروسية والدعاية للسلاح الروسي وفاعليته بالإضافة إلى عودة روسيا كدولة فاعلة في الساحة الدولية وإشعار العالم بذلك من خلال الضعف الأمريكي الموجود، هذه الأهداف هي سبب التدخل، وخلال فترة ال6 أشهر أثرت كثيرا في مجرى العمل العسكري، وأعطت قوة للنظام لم يكن يمتلكها قبل مجيء الروس وتمت استعادة مواقع كثيرة كانت لدى المعارضة، ونسبة الأهداف التي تم تدميرها لداعش لايساوي 8 % من مجموع الأهداف التي تم ضربها، وتم استهداف المعارضة التي كانت تمسك برقبة النظام سواء في حماة أو حمص أو دمشق أو درعا أو الساحل السوري أو حلب، فالروس فكوا رقبة النظام من سيطرة المعارضة الفاعلة، ولكن وضعت سوريا تحت الوصاية الروسية وهناك عقد لمدة 25 سنة مع الروس بالقواعد الجوية والبحرية والسيطرة بالإضافة إلى الاتفاق على استخراج الغاز والنفط، وتم قطع الإمدادات عبر الحدود مع تركيا، ولم يبق منفذ إلا من المسافة بين حلب وإدلب كمنفذ وحيد وهناك أوراق كثيرة كانت بيد المعارضة خسرتها. * هل يمكن لموسكو العمل عن بعد عبر المتوسط أو بحر قزوين لحماية النظام؟. * المناخ القائم حاليا ليس مناخ حرب، والأنظار تتجه لجنيف حيث المفاوضات وليس للعمل العسكري. * البعض يرى أن الانسحاب الروسي رفع اليد عن النظام؟. * روسيا من مصلحتها الإمساك بالنظام وأن يبقى تحت سيطرتها لأنها تنفذ سياسة على مستوى العالم. * وحقيقة الخلافات بين النظام وموسكو؟. * بالتأكيد هناك خلافات فالحاجة للروس لم تنته ولم تتحقق الأهداف المنشودة. وفي تقديري أن انسحاب روسيا جاء للضغط على النظام لكي يلتزم بمسيرة الحل السياسي كنوع من الصد للنظام وترويضه فإما أن تمضي في الحل السياسي أو نتركك لمصيرك وهذا هو السبب الرئيسي. فالنظام قرر منفردا إجراء انتخابات نيابية رغم الاتفاق الروسي مع الأمريكان بعمل خطة وفق قرار مجلس الأمن 2254 ويتم العمل من أجله فالإعلان عن الانتخابات وتصريحات المعلم مؤخرا واتصال بوتين والأسد الذي يبدو أنه كان في غير صالح النظام حمل بوتين على اتخاذ قرار الانسحاب كرد فعل من سلوكية سيئة فالانسحاب إخضاع للنظام للانخراط في جنيف بعقل آخر، فإما أن يقبل أو يرحل. * خلال فترة الوجود الروسي تم تزويد النظام بدبابات 92 وأنظمة مدفعية ثقيلة؟ إلى أي مدى يمكن أن تساعد النظام في المستقبل؟. * النظام كان يمتلك 5 آلاف دبابة ولم يستطع أن ينتصر، الآن لايمتلك أكثر من ألف دبابة فهناك خسائر تقارب 4 آلاف دبابة فهو في حالة تراجع دائم وما تزود به لن يكون عاملا للنصر، فالشعب الذي ثار لايمكن للنظام أن ينتصر عليه، ولا يوجد نصف ثورة ولا نصف نصر ووأد الثورة بعد 5 سنوات مستحيل ولذلك هي ستنتصر عاجلا أو آجلا ولا يوجد شك في أن النظام سينتهي. * أثناء التدخل الروسي قيل إن هناك تقاسم أدوار بين موسكو وطهران. الآن جاء الانسحاب الروسي بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان لموسكو في 19 فبراير الماضي ويقال إن هناك خلافات حول التواجد والأهداف والخطط؟. * لايوجد تطابق تام بين الدولتين في المسألة السورية لكن هناك عوامل مشتركة تساعد على تعاونهما فهناك حسابات. * كعسكري، كم شهرا تمنحها للنظام للبقاء؟. * المسألة ليست كم شهرا سيبقى ولكن تحسب بالإرادة الدولية فالنظام لايملك أوراقا والمعارضة لاتملك أوراقا هي الأخرى فالنظام يخضع لمنظومة والمعارضة تخضع لمنظومة أخرى. إطار سياسي * لكن إذا سقط النظام ستكون المعارضة مطالبة بالبديل؟. * ليس المطلوب البديل ولكن الإطار السياسي وليس الأشخاص فنحن نريد الدستور وهيئة حكومة انتقالية وانتخابات وما يهمني هو الدستور وإجراء الانتخابات وإيجاد بيئة سياسية مهمة للعمل السياسي في سوريا والمرحلة الانتقالية مؤقتة لايهمني من يأتي فيها. * هل تتنازع الدول الإقليميةعلى إيجاد بيئة سياسية ملائمة؟. * مشكلتنا الآن في الخلافات الإقليمية، والأجندات الدولية فكل دولة تريد الامتيازات لها في سوريا. * بعض القيادات دعت للحوار الداخلي ونفض اليد من التدخل الإقليمي؟. * هذا "حكي عاطفي" فأنا لاأستطيع أن أهمش الدور الأردني أو التركي أو السعودي أو الأمريكي أو الإيراني أو الروسي، والكلام العاطفي نتحدث به كما نشاء لكن عندما ندخل في السياسة والمصالح الدولية والإقليمية سنبتعد كثيرا عن المسألة العاطفية. * لديك قراءة للوضع الإقليمي بشكل استراتيجي ألا تخشى من أن الاستجابة للإملاءات الإقليمية يمكن أن تؤدي بسوريا إلى لبنان جديد؟. * كتابة الدستور هي الأساس وإذا نجحنا كسوريين في صناعة دستور يضمن بناء دولة موحدة وفق أسس ديمقراطية حديثة تستوعب الحالة السورية القائمة باثنياتها وحيثياتها الدينية نستطيع أن نضع طريقا لسوريا المستقبل ولكل دولة مصالحها ولكن خياراتنا كسوريين مصلحتنا تقتضي أن نحقق ولو 50% للسوريين فبدون مصلحة سورية ليست لنا مصلحة في تنفيذ أي أجندة إقليمية. دور ملتبس * كيف ترى الدور المصري في التعامل مع الأزمة السورية سواء في تعاملها مع المعارضة أو النظام وإلى أي حد نجح النظام في الترويج لمقولة "إن أمن سوريا من أمن مصر القومي"؟. * الدور المصري ملتبس للأسف ودور مصر السيسي مخجل حقيقة، لماذا؟ مصر بعدما وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل فقدت توازنها القومي وهو ماأدى إلى هذه الانشقاقات الموجودة في جسد الأمة، فمصر دائما هي مركز الأمة العربية في الموقع وفي السلوك، لكن بعد اتفاقيات كامب ديفيد تشوه الموقف المصري وسلكت مصر سلوكيات لاتعادي فيها إسرائيل في حين أن العرب في حالة عداء مع إسرائيل، وفقدت مصر مشروعيتها في طرح القضايا القومية بقوة، وهذا انعكس على استراتيجيتها، وقد أعادت ثورة 25 يناير شيئا من حيوية مصر لكن ماحدث من تنازع على السلطة أفقد مصر الكثير من مشروعية سياسيين فيها وأصبحوا يبحثون عن تثبيت مواقعهم في السلطة وليس لمشاريع مصر القومية والدولية، أضف إلى ذلك ارتماء السيسي في أحضان الروس بعد الخلاف مع أمريكا وتجلى ذلك في المسألة السورية. وبغض النظر عن موافقتي أو عدم موافقتي على سياسة مرسي، فكنظام ديمقراطي كان علينا أن نقبل بنتائج الانتخابات وأن نعطي الرئيس المنتخب فرصة 4 سنوات وفيما بعد نحكم من خلال انتخابات على نجاحه أو عدم نجاحه، وهذا الموضوع أدى إلى اختلال توازن مصر الإقليمي والدولي ولم تعد تستطيع أن تؤدي رسالتها القومية ولذلك فهي فاقدة لمشروعية العمل القومي. * وماذا عن تصورك للدور الذي يمكن أن يقوم به أحمد أبو الغيط كأمين عام للجامعة العربية تجاه الأزمة السورية؟. * أولا يجب ألا يكون الأمين العام للجامعة العربية دائما من مصر حصرا، فكل أمناء الجامعة هم من الخارجية المصرية وبالتالي سيدورون في فلك السياسة المصرية ولاحظ الموت السريري للجامعة العربية فليس لها دور ولا توجد قضية دخلت فيها الجامعة وقدمت فيها شيئا للأمة وقناعاتنا فيها كشعوب عربية صفر، ومن العام 1945 أي بعد 60 سنة لم تنتج شيئا، فمجيء أبو الغيط وقبله نبيل العربي وبمواقفهما السابقة من الاحتلال الإسرائيلي والتعامل معها فمن سيضع يده بيد إسرائيل لايمكن أن ننتظر منه الخير لأمته، صحيح نحن تصالحنا معها بحكم المصلحة ولكن ليس بالضرورة أن نتعاشر معها وفرق كبير بين عمرو موسى وأبو الغيط وخيارات مصر في هذا المجال غير جيدة في تقديري. اتقوا الله * رسالة قصيرة للمقاتلين السوريين بالداخل؟. * أقول لهم هناك مجموعة من النواقص في العمل علينا أن نتلافاها كي نظل صامدين في وجه هذه الهجمة المسعورة للنظام وأعوانه، أهمها أن نتحد في الميدان ونعتمد قيادة عسكرية واحدة تخطط وتنظم وتدير الأعمال العسكرية ونحن بالنهاية منصورون فلا تفقدوا الأمل ونحن أصحاب حق والنصر حليفنا. * ورسالة للمعارضة؟ * اتقوا الله في الشعب السوري وتوحدوا في منظومة عمل هدفها سوريا وافحصوا الأجندات الإقليمية والدولية واختاروا الأكثر وطنية ومن يعبر عن طموحات شعبنا في التحرر ووحدة الشعب وأن تضعوا الخلافات الحزبية والشخصية والمناكفة السياسية والأيديولوجيات جانبا، فنحن في نكبة كبيرة تستوجب منا استدراج كل طاقاتنا الكبيرة وصبّها في مشروعنا الوطني التحرري لبناء سوريا المستقبل.

1445

| 20 مارس 2016

عربي ودولي alsharq
#عائض_القرني يتصدر "التريند" عقب محاولة إغتياله بالفلبين

تصدر هشتاق #عائض_القرني التريند على موقع التواصل الإجتماعي وذلك بعد تعرض الداعية السعودي الشيخ عائض بن عبدالله القرني لمحاولة إغتيال في مدينة زاموانغا بالفلبين من قبل مواطن فلبيني عقب محاضرة ألقاها الشيخ هناك. واطلق محبي ومتابعي الشيخ على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" هشتاق #عائض_القرني بعثوا فيه بدعواتهم له بالسلامة ومتمنين أن يحفظ الله الشيخ وكل العلماء والمشايخ من كل شر. وفي تغريدته هنأ سعيد بن ناصر "saidnaserali@" الشيخ القرني على سلامته حيث قال:"ألف ألف تحية الشيخ عائض، الحمدلله على السلامة، طهور بإذن الله." ومن جانبه تمنى محمد ناصر الحربي "M_41_N@" أن يعود الشيخ إلى الوطن سالماً وحمد الله على سلامته من محاولة الإغتيال، وغرد الحربي قائلاً:"الحمدلله على سلامة الشيخ الفاضل ومن معه ونسأل الله ان يردهم إلينا ردا جميلا وأن يحفظ مشائخنا وعلمائنا من كل سوء". وغرد سعيد م التليدي "wwwsaeed777@" بالقول:"الف سلامة يا شيخنا وما تشوف شر الله يحفظ علمائنا من كل شر ومن كل مكروه" وفي مشاركتها دعت ام مشاعل "za9gdju0@" للشيخ القرني ولكل شيوخ وعلماء المملكة حيث قالت:"الحمد لله على سلامة الشيخ #عايض_القرني و من معه حفظ الله علمائنا ومشائخنا من كل شر اللهم انتقم وأهلك كل من أراد دينك وأهله بسوء .." وبدروه قام عبدالعزيز البلوي"tweeere34@" بحمد الله على سلامة الشيخ ودعا الله بأن يحفظ المسملين من كل سوء حيث قال:"الحمدلله على سلامتك يا شيخنا #عائض_القرني ,, وأسأل الله أن يحفظ المسلمين من كل سوء ، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.. آمين". وقال صقرالعولقي "saqer199@":"نحمد الله سبحانه أن أنجى شيخنا الدكتور من محاولة الاغتيال الآثمة هذه حفظ الله الشيخ عايض من كل مكروه وبارك في علمه وعمله وصحته." فيما قال بدر القحطاني "badarqht@": "الحمد على سلامة الشيخ عائض القرني اللهم احفظ علماء الدين والمشايخ وولات امرنا وأعز الاسلام والمسلمين ". يذكر أن السفارة السعودية بالفلبين قد أصدرت بياناً أوضحت فيه حالة الشيخ القرني عقب تعرضه لإطلاق نار عقب محاضرة ألقاها في مدينة زاموانغا في الفلبين حيث تسلل أحد الجناة أحد الجناة وأقترب من السيارة التي يستقلها الشيخ وأطلق عليه عدة طلقات أصابته إحداها في ذراعه إلا أنها كانت إصابة خفيفة، وتم نقل الشيخ إلى أحدي مستشفيات المدينة. وجاء في البيان أن الشيخ عائض القرني كان في زيارة للفلبين بناء على دعوة شخصية من أحد الجمعيات الدينية في مدينة زامبوانغا. وأضاف البيان أن السفارة وفرت قامت بإرسال طائرة خاصة لنقل الشيخ القرني ومرافقيه للعاصمة الفلبينية مانيلا وإستكمال علاجهم وفحوصاتهم الطبية هناك. وإتصل السفير السعودي في مانيلا بالشيخ القرني ليطمئن على صحته، وتأكد من عدم تعرض أي من مرافقيه للأصابة، مؤكدا أن السفارة سوف تتابع التحقيقات حول الحادثة مع الجهات الأمنية الفلبينية.

505

| 01 مارس 2016

عربي ودولي alsharq
خبراء: إسرائيل وإيران الخطر الحقيقي وتركيا هي السند في معركة العرب

قال المتحدثون في الندوة التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان "خمسة أعوام على انطلاق الربيع العربي .. انجازات وإخفاقات" أن الدول العربية تواجه تحديات إقليمية متمثلة بالنفوذ الإيراني المتنامي وإسرائيل، وتحديات دولية تمثلها المصالح الغربية، لا يمكن التصدي لها بدون توحيد الجهود، وبدون سياسة تحالفات جديدة، ومواقف خارجية متوازنة ومتآلفة لا متعارضة، تحمي المصالح العربية. مشاريع الهيمنة وقال برهان غليون استاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس المجلس الوطني السوري السابق أن مشاريع ثلاث في المنطقة تحاول التحكم بمجريات الأحداث، أولها المشروع الروسي الذي أضر الغرب بمصالحه في العراق وليبيا، فوجد فرصته للرد في سوريا، وقال: "ان روسيا تسعى لجعل سوريا منصة رئيسية لها لطرد النفوذ الغربي من المنطقة، ويؤكد ذلك التسريبات الاخيرة حول الاتفاقات بين نظام الاسد وروسيا". وتابع: "المشروع الثاني هو مشروع إسرائيل المعنية بإضعاف وتدمير أي قوة استراتيجية محتملة لمواجهتها، والمشروع الثالث مشروع إيران الخطير لتصبح قوة مهيمنة إقليميا، والتي وجدت في الاوضاع الحالية في المنطقة فرصة لها لبسط نفوذها والتمدد". وتابع غليون انه من الأسف أن تتقاطع بشكل شبه كامل مصالح إسرائيل وإيران في المنطقة، مشيرا إلى أن ايران تستخدم كل أسلحتها الطائفية والمالية والعسكرية لتحقيق أهدافها، في ظل غياب أي مشروع عربي يمكنه التصدي لمشروعها أو مشاريع الاخرين. وأوضح غليون أن الثورات العربية أحدثت خللاً في استقرار الانظمة الاستبدادية، وهي أنظمة يرى الغرب في بقائها مصلحة له، وعبرت مطالبها عن تصورات جديدة لشكل الانظمة التي ينبغي لها ان تقود الدول العربية، ودور الشعوب في هذه التغييرات، وهذا كان سبباً كافياً لإثارة قلق ومخاوف القوى الدولية المستفيدة من الاوضاع السابقة. تركيا السند في المعركةمن جهته دعا الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر الى قيام تحالف حقيقي بين الدول العربية وتركيا، معتبرا ان الأخيرة سند حقيقي للقضايا العربية في معركة مواجهة المشاريع والأطماع الاقليمية والدولية. وقال المسفر أن العرب لو تنبهوا الى ضرورة احتواء العراق وانهاء الصراعات فيه بعد سقوط نظام صدام حسين لما وصل به الحال الى ما هو عليه اليوم، ولما استطاعت ايران أن تصول وتجول فيه، مؤكداً ان الدول العربية كان أمامها فرصة في بدايات الثورة السورية لإنهاء الوضع وإسقاط نظام بشار الاسد، لكنها تلكأت مرة أخرى لنجد أنفسنا امام مشهد دموي وصراع قوى دولية وإقليمية على النفوذ في المنطقة. لكن المسفر مع ذلك أبدى تفاؤلا بإمكانية توحيد قوى الثورة السورية ومن خلفها الجهود العربية لدعمها في معركتها الحالية والمستقبلية، مشيرا إلى ان الدول الخليجية يمكنها ان تقوم بدور دولي مهم والتأثير في السياسة الدولية، والسياسة الروسية على وجه الخصوص. التدخلات الإقليمية رفيق عبدالسلام وزير الخارجية التونسي الأسبق تحدث عن إرادة دولية سعت دائما لتثبيت الوضع وتجميده في الدول العربية تحت قيادة انظمة مستبدة، مع الاخذ بعين الاعتبار ضمان تدفق النفط، فكان ذلك سببا في تأخر التغيير في المنطقة، لكنه قال ان السياسة الدولية بعد انطلاق ثورات الربيع العربي أصبحت أميل للتكيف مع التغييرات. ورأى عبد السلام ان الموقف الاقليمي هو صاحب التأثير الأكبر في مجريات الثورات العربية، وأن تركيا وإسرائيل هما الأكثر حضوراً في المشهد، بينما يغيب العرب نتيجة الانقسامات وسياسات التجزئة والمحاور، مشيراً إلى أن الأوضاع متحركة لم تستقر بعد، ما يفتح الباب واسعاً امام احتمالات تحالفات جديدة وتغيرات مختلفة في المشهد، مؤكدا أن جميع الأطراف والقوى السياسية في الدول العربية، سواء المؤيدة للثورات أو المضادة لها، تواجه صعوبات. دور النخبة السلبي من جهته انتقد سيف الدين عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة دور النخب السياسية السلبي، التي دعم بعضها الاستبداد وعارض ما بشر به لسنوات ودعا اليه من حرية وديمقراطية، نكاية في اطراف يختلف معها في التوجهات السياسية. وقال ان التدخلات الاقليمية والدولية في الثورات العربية ربما تكون تأخرت قليلا في البدايات نتيجة عنصر المفاجأة، لكنها فيما بعد مارست هذه التدخل بشكل قبيح وشديد الخطورة، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الخارج لا يتمكن من الداخل إلا بمقدار ما يمكّن له الداخل ذلك. مصلحة اسرائيل أولا احمد التويجري الكاتب والمفكر السعودي اعتبر أن المواقف الدولية من الربيع العربي حددتها بالدرجة الاولى فكرة واحدة هي المحافظة على مصالح اسرائيل وحفظ أمنها، ورأى أن بقاء بشار الاسد في سوريا حتى اليوم، رغم حرب الإبادة التي يخوضها ضد شعبه، ليس بعيداً عن تحقيق هذه المصلحة. وعن موقف المملكة العربية السعودية من الثورات، قال التويجري "ان المملكة تاريخياً دولة محافظة ولا تتدخل في الشؤون الخارجية للغير، لكن الذي حصل كان مفاجئا لها فحاولت على عجل ان تستجيب لهذه الاحداث"، ودافع التويجري عن موقف المملكة من الثورات العربية، وخاصة في مصر، وأكد أنها لم تكن معادية لها بل حاولت التقرب منها.

729

| 20 يناير 2016

تقارير وحوارات alsharq
استطلاع "الجزيرة": 59% يؤيدون إنشاء قوة عسكرية عربية لردع إيران

إيران غير جادّة في بناء علاقات جيدة مع العالم العربي إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها في العالم العربي تقاعس الأنظمة العربية عن دعم القضية الفلسطينية عزَّز من النفوذ الإيراني 85% يعارض الاستعانة بقوات خارجية لمواجهة إيران أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الجزيرة للدراسات أن النخبة العربية تنظر بسلبية لواقع العلاقات العربية الإيرانية ومستقبلها، ولدور علماء الدين في تدهور العلاقات بين الجانبين، كما رأى المشاركون أن السياسة التي انتهجتها إيران تجاه ثورات الربيع العربي تركت تأثيرًا سلبيًّا على صورتها لدى النخبة العربية، وبين الاستطلاع أن 59% من المشاركين يؤيدون إنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة لردع إيران عن التدخل في المنطقة. ونشر مركز الجزيرة للدراسات اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي نتائج الاستطلاع المعنون بـ"توجهات النخبة العربية نحو إيران ودورها في المنطقة ومستقبل العلاقات العربية الإيرانية". وأوضح المركز أن الاستطلاع يعد الأول من نوعه الذي يتناول العلاقات العربية الإيرانية والموقف من الدور الإيراني في المنطقة العربية وتوجهات النخبة العربية نحوها. وأظهرت النتائج أن النخبة في الوطن العربي تنظر بسلبية عالية إلى المستوى الذي وصلت إليه العلاقات العربية الإيرانية، وتنظر بتشاؤم إلى مستقبل هذه العلاقات. وأكد غالبية المشاركين (87%) أنهم مهتمون بموضوع العلاقات العربية الإيرانية، وقال 61% من المشاركين إن اهتمامهم بالشأن الإيراني أصبح أكثر مما كان عليه قبل ثورات الربيع العربي في 2011. وكشفت النتائج أن الأغلبية تقيِّم الموقف الإيراني من خلال سياسات طهران في سوريا، وأكدت أن السياسة التي انتهجتها إيران تجاه ثورات الربيع العربي تركت تأثيرًا سلبيا على صورتها لدى النخبة العربية. وبينت النتائج أن 58% من المشاركين يعتقدون أن إيران غير جادّة في بناء علاقات جيدة مع العالم العربي، في وقت عبّر 61% عن اعتقادهم بأن الدول العربية جادّة في بناء علاقات جيدة مع إيران. وحملت غالبية آراء النخبة العربية تقييمًا سلبيًا لدور علماء الدين في إيران والعالم العربي في توتر العلاقات العربية الإيرانية، ورأى غالبية المشاركين أن الصورة النمطية السلبية عن العرب منتشرة لدى الإيرانيين، كما أن الصورة النمطية السلبية عن الإيرانيين منتشرة لدى العرب. ووافق 88% من المشاركين على أن إيران تستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها في العالم العربي، وأوضحت النتائج أن 90% من المستجيبين يرون أن تقاعس الأنظمة العربية عن دعم القضية الفلسطينية عزَّز من النفوذ الإيراني. وبيَّنت النتائج أن 59% من المشاركين يؤيدون إنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة لردع إيران عن التدخل في المنطقة، في حين عارض 85% الاستعانة بقوات خارجية لمواجهة إيران. وأظهرت النتائج أن 56% عارضوا مقولة: إن إيران ما زالت تحافظ على القيم الأولى للثورة الإسلامية التي جرت عام 1979. وقال 92% إنهم يعتقدون أن إيران لا تمثّل نموذجًا يُحتذى في الحكم، وأكد 66% أنها بلد غير ديمقراطي. يذكر أن الاستطلاع شمل 860 مشاركا أُجريت معهم مقابلات هاتفية ضمن عيِّناتٍ ممثِّلة للنخبة العربية في 21 دولة عربية، ونفذ خلال الفترة من 30 سبتمبر/أيلول إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

291

| 18 يناير 2016

عربي ودولي alsharq
سلطنة عمان تعرب عن أسفها لتخريب السفارة السعودية بطهران

أعربت سلطنة عمان اليوم عن بالغ أسفها لما تعرض له مقر سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مدينة "مشهد" من تخريب من قبل متظاهرين إيرانيين .وقالت وزارة الخارجية في بيان أذاعته وكالة الأنباء العمانية إن "هذا الأمر يُعد مخالفة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والمواثيق والأعراف الدولية التي تؤكد على حُرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها من قبل الدولة المضيفة".وأضاف البيان إن السلطنة " تعتبر هذا العمل عملًا غير مقبول وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية إيجاد قواعد جديدة تُحرم بأي شكل من الأشكال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحقيقًا للاستقرار والسلم الدوليين "

282

| 06 يناير 2016

محليات alsharq
د. علي بن صميخ يلتقي أمين مجلس حقوق الإنسان الإيراني

إلتقى سعادة الدكتور علي بن صميخ المري-رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- بسعادة الدكتور محمد جواد أردشير لاريجاني -الأمين العام لمجلس حقوق الإنسان كبير مستشاري السلطة القضائية بالجمهورية الإيرانية بمكتبه- وبحث الجانبان سبل التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل التجارب والخبرات في المجالات المختلفة.

187

| 28 ديسمبر 2015

عربي ودولي alsharq
الجبير: نرحب بأي خطوات إيرانية لتحسين العلاقات مع دول المنطقة

رحب وزير الخارجية السعودية عادل بن أحمد الجبير في كلمته أمام مؤتمر حوار المنامة اليوم بأي خطوات ايجابية تتخذها إيران لتحسين العلاقات مع دول المنطقة.وقال إن إيران دولة جارة مسلمة وأن العلاقات معها قبل الثورة الإسلامية تميزت بالقوة والمصالح المشتركة ولكن تغيير سياساتها بعد الثورة وسعيها لزعزعة أمن المنطقة وتهريبها السلاح للبحرين والسعودية أدى إلى بروز خلافات معها. وتمنى الجبير أن يكون الاتفاق النووي مع إيران فرصة لها للاندماج في المنطقة ولعب دوراً فاعلاً بدلاً من تمويل الجماعات المتطرفة والالتفات إلى تطوير بنياتها التحتية وتحقيق الرفاهية لشعبها الذي يعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة. وقال إن التحديات التي تواجه المنطقة متمثلة في أربعة هي سوريا والعراق واليمن والإرهاب. وأوضح في جلسة بعنوان الشرق الأوسط بعد المفاوضات النووية أن مخرجات جنيف تعتبر نقطة انطلاق ايجابية لتحقيق السلام في سوريا مشيرا إلى أنهم متفقين على ضرورة سلامة وتكامل سوريا الديمقراطية، وان أبرز الخلافات التي ظهرت في هذا الملف هي حول رحيل بشار وتوقيت رحيله وانسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا مؤكدا أن نقاط الخلاف سيتم الحوار حولها بعد أسبوعين في فيينا 2. وقال إن الكرة الآن في ملعب إيران لتحقيق تعاون شفاف تكون فيه منفعة للدولتين مؤكداً عدم تدخل أي دولة عربية في الشأن الداخلي الإيراني عكس ما يصدر من إيران حيث تتدخل في معظم الدول العربية مباشرة أو عبر دعم أطراف ينتمون لمذهبها. وأكد الجبير الموقف الثابت للملكة العربية السعودية على ضرورة مغادرة بشار للحكم اليوم قبل الغد واستبعاده من أي عملية سياسية مستقبلية في سوريا وتمسكها بدعم المعارضة ومحاربة الإرهاب مشيرا إلى أن أي جهود لمحاربة داعش دون زوال بشار فاشلة. وفي الشأن اليمني قال وزير الخارجية السعودي أن الحوثيين وصالح قبلوا بقرار مجلس الأمن الأخير وهذا بادرة أمل لحل المشكلة اليمنية. وقال الجبير أن السعودية سوف تفتتح سفارتها في العراق مع فتح قنصلية في اربيل. من جانبه وجه نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية نداءا إلى حوار المنامة لتبنى اقتراحا بشان إعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن الجماعي العالمي. مشيراً إلى انه يخالف نائب وزير الخارجية الأمريكي فيما ذهب إليه بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكداً على أن جل المشاكل التي تحدث في المنطقة بسبب ما تقوم به إسرائيل من أعمال متطرفة وطالب أمريكا بأن تعامل الطرفين بصورة متكافئة أن كانت حقا تسعى لتحقيق السلام في المنطقة. وفي الشأن الليبي قال انه ليس ندمان على مطالبتهم التدخل عسكريا في ليبيا لمحاربة القذافي للخطورة التي كان يمثلها مؤكدا أنه يأسف لتخلي المجتمع الدولي عن ليبيا بعد أن قتل القذافي حيث كان يمكن أن يسهم في إيجاد حكومة وطنية تحكم ليبيا وتقود إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية.

213

| 31 أكتوبر 2015

محليات alsharq
خبراء: دول المنطقة جديرة بحل مشكلاتها بعيداً عن تدخلات إيران وروسيا والغرب

اختتم منتدى مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة تحت عنوان "آفاق المستقبل- الحلول المرتقبة- وعملية بناء الثقة"، نقاشات ساخنة حول الأطراف التي تقف وراء التحولات التي تشهدها المنطقة، سيما سوريا، واليمن، وليبيا، وصولا إلى فلسطين، وما يحدث بدول الربيع العربي. وأثير جدل ساخن، بين رأي يقول بتحمل الولايات المتحدة وروسيا وإيران المسؤولية الكبرى، داعين إياها لرفع أيديها عن المنطقة، مقابل رأي آخر يحمل أنظمة المنطقة المسؤولية، ويدعوها لمحاكمة المتسببين في المآسي والجرائم التي تشهدها دول المنطقة. وبدأ الدكتور خالد الحروب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة نورث ويسترن بالدوحة الجلسة بطرح عدد من الأسئلة تمحورت حول : ماذا سيكون نهاية الأزمات في ليبيا واليمن وسوريا، والتورات السياسية في العراق ولبنان؟ ومستقبل المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني؟ وهل سيتم احتواء سياسة إيران الخارجية التي يعتبرها البعض هجومية؟ وما توجهات إيران الخارجية ؟ وسؤال عن التدخلات الأجنبية، مثل التدخل الروسي، ووجود القوة الأميركية، هل ستكون حرب باردة جديدة؟ وماذا عن القوى الصاعدة: الهند والصين؟ وهل التدخل الخارجي يجلب الاستقرار، أم يتسبب العكس؟ وماذا عن الطائفية والانقسام الحاصل في إيران والعراق، هل هي عرض من أعراض المشكلة أم متجذرة؟ وهل حان الوقت لنظام أمني إقليمي، يحتوي ويلبي احتياجات وهواجس دول مخلفة في المنطقة ؟، وصولا إلى الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ومستقبله؟ ومجلس التعاون الخليجي، ككيان سياسي، هل هو قابل للاستدامة أم سيتم تعزيزه، أم سيضعف؟ وما احتمالات سياسات الدفاع المشترك في الخليج العربي، على ضوء الأزمة اليمينة، والميول للانخراط في اليمن ، باختلاف درجات الميول بين دول المجلس؟ لايوجد سيناريو جنين دي جيوفانيوفي مداخلتها، قالت السيدة جنين دي جيوفاني الصحفية الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إنها لا تعتقد أن يكون هناك سيناريو لما بعد الحرب في الحالة السورية تحديدا، ما لم يسألوا منتهكي حقوق الإنسان، فلن يتعافى المجتمع، ويحاكم المسؤولون عن الأعمال الوحشية من كلا الطرفين. واستشهدت بتجربتها سراييفو، حيث عاشت التجربة مع المسلمين البوسنيين والصرب، وحققت في قضايا حقوق الإنسان، وأخذت وقتا للاستقصاء الصحفي في جرائم الاعتداء الجنسي، وتقريرا حول تمويل تنظيم الدولة الإسلامية..وبسبب كل ما رأيته في مجتمعات الحروب، تيقنت أن المصالحة التي نجحت في جنوب إفريقيا، بفضل ما قام به نيلسون مانديلا. وعن الحالة السورية، وما يمكن أن تكون عليه بعد عامين من الآن؟، فقالت إن هناك من دعا لاتباع بيان جنيف، لكنه لا يبدو مجديا حول من سيقود سوريا، مع التدخل الروسي. وهناك الكثير من الأهداف المدنية والمستشفيات التي استهدفتها روسيا، متسائلة:، هل لدى بشار الأسد نية للمغادرة؟ وكيف سيتم التعامل مع الضحايا التي انتهكت أعراضهم، أكثر من 200 ألف قتيل، وقتل 4 ملايين لاجئ، و9 ملايين نازح داخلي، واقتصادي مدمر كلية، وكيف سيتم تعويض اللاجئين؟ وانتقدت جنين سياسة أوباما التي جعلت القضية السورية على الهامش.و لم يقم صناع القرار بتوقع ما يحدث حاليا باكرا، ويقوموا باحتواء تنظيم "داعش" مبكرا. وخلصت للقول: ما نحتاج إليه قيادة جيدة. وهذا الطريق للمستقبل، عبر تعزيز المؤسسات المدمرة حاليا. وبناء الديمقراطية. ولكن يجب أن يسمح للشباب القادة بأن يلعبوا دورهم، لأن لهم القدرة في التأثير على الأزمة. لقد شهدت الدمار الذي حدث في العراق، ولا يعقل أن نترك ذلك يحدث في سوريا. امريكا والراديكالية اسامة كعبارمن جانبه، تحدث الدكتور أسامة كعبار، "مستشار أول بمركز الدراسات الاستراتيجيات " بالدوحة، قائلا إن عالم اليوم متداخل ومتشابك. وكل العلاقات تربطها مصالح، لكن العرب يتجاهلون أنهم جزء من هذا العالم، ولمعرفة تغير الخارطة العالمية، لا بد أن نعود إلى الحرب العراقية الإيرانية، ومع استمرارها ثماني سنوات، وتدخل الأسطول الحربي الأميركي، أعطى للولايات المتحدة البداية للتواجدالقوي في المنطقة، لأهمتها. وتلا ذلك، انهيار الاتحاد السوفياتي، ومنح للدول العالمية المؤثرة لإعادة ترتيب الأوراق، وفرض برنامجها. وتابع الدكتور كعبار : الطرف الآخر ينظر إلى المنطقة بفرض برنامج تنموي للسلام العالمي، ونحن نراها استبداد وسياسة تسلطية علينا، وهناك وقائع ملموسة، من خلال التحكم في السيادة والمقدرات الداخلية للدول العربية. وهناك مناهج وضعت، وعلى العالم أن يتعامل معها، بدءا من إيجاد منظومة الأمم المتحدة. وأوضح أنه خلال السنوات الأخيرة، بدأ يحدث التحول في موازين القوى، ليس من الناحية العسكرية فقط، بل الناحية الاقتصادية أيضا، بدليل ما تفعله الصين. وهذا الخلل في موازين القوى، جعل المنظومة المتنفذة تعيد حساباتها، وتحاول إعادة ترتيب الأمور، بما يخدم مصالحها. ونوّه إلى أن هذه ليست نظرة مؤامرة، بل يمكن اعتبارها نظرة البعض للسيطرة على العالم، وفق أجندة، ونظرة إيجابية تجعلك تتصور أن هناك من يعبث بمقدرات هائلة للدول، بينما الشقيق الأكير ( الولايات لمتحدة الأميركية ) تعمل على إعادة نصاب الأمور إلى مجراها الصحيح كما تراه هي، من باب الدفاع عن حقوق الإنسان،وإعادة السلم الاجتماعي، بوصفها متطلبات عالمية. وختم بالقول: هناك مؤسسات وليس حكومات تدير العالم، مثل البنك الدولي الذي يقيد دول العالم، وصندوق النقد الدولي، ما جعل الحكومات لا تملك السيادة على أموالها في الخارج، إلا من خلال هذه المؤسسات الدولية. وهنا أدعو مجددا أن لا نرى للأمور بنظرة المؤامرة. نحن ندار من مراكز ومؤسسات تخطط لنا، قد تكون مؤسسات أعمال أو مليشيات على الأرض. قطر برجالها ماجد التركيمن جهته استهل الدكتور ماجد التركي رئيس مركز الاعلام للدراسات الروسية مداخلته بالقول: "أنا أغبط قطر برجالها، تجعلنا دوما نعيش أجواء نقاش حقيقية، في ظل التناقضات الفكرية والسياسية، فنجد فضاء رحبا في الدوحة نعيش فيها، فهنيئا للدوحة ورجالها". وتابع التركي مداخلته بالقول إنه كان يحضر لتناول الدور الخليجي في الأزمة الحالية التي تعيشها المنطقة، ولكن بسبب تحول الجلسات، تحدث عن المستقبل في المنطقة، معتبرا أن المنطقة بدأت فعليا تعيش مستقبلها حاليا. وقال إن مركز الدراسات الذى يرأسه نشر دراسة قبل الثورات العربية حول الممارسات الدولية في المنطقة، استنتجت أن المصالح الدولية غلبت على المصالح الوطني، موازاة مع تهميش للأجندات الوطنية، واستهانة من القوى الدولية على القيادات السياسية في الوطن العربي، حتى هانت تلك القيادات على شعوبها، وحذرنا أن الشعوب لن تسكت، وتحدثنا عن ثورات عربية ستجتاح المنطقة العربي، مثل ثورات بعد الاستعمار، وسيتشكل عنها كيانات دولية، وسيكون للقوى قدرة للعبث بتلك الثورات والكيانات. فالحالة اليوم هي جزء من مستقبل المنطقة التي تحدثنا عنه في الدراسة. وانتقد االتركي الموقف الأميركي، قائلا: "إن الحديث عنه يطول من دون روح عدائية، ولكن هناك عتب، لأننا كنا نتخيل أننا شركاء للولايات المتحدة، ولكننا كنا أداة للسياسة الخارجية الأميركية التي استنزفت قواتنا وجعلتنا على هامش التاريخ". وأضاف: خلال 10 سنوات الماضية كان هناك تخطيط للتخلي عن منطقة الخليج لصالح إيران، وفي السنوات الخمس الأخيرة، وجدنا أفعالا على أرض الواقع لتسليم المنطقة لصالح إيران. كما ألزمت العراقيين بالمالكي الذي نكّل بالعراقيين. ونقلت إيران أكثر من 300 ألف فارسي إلى جنوب العراق. فالولايات المتحدة حولت العراق إلى الطائفية. أما بالنسبة لروسيا، فرغم سوء التدخل العسكري، لكن على الأقل حرك الولايات المتحدة لإيجاد مخرج للمعضلة السورية. وعن الدور الإيراني، فوصفه الدكتور باللاعب الرئيس في المنطقة، قائلا :نحن تعلقنا بالاتفاق النووي، وكأن المفاعلات النووية في المريخ وليست بمنطقة الخليج. والاتفاق ليس مشكلة بحد ذاته، ولكن مشكلته أنه سيحرر إيران أمنيا واقتصاديا لتنفيذ أجندتها في المنطقة. كما أن المفاعل النووي المتاخم لمنطقة الخليج مكون من تقنية ألمانية في عهد الشاه وتقنية روسية في فترة الخميني، وهو محاط بمنظمات إرهابية، 10 ملايين جالون مياه تشرب منها منطقة الخليج. ايران صاحبة مشروع واعتبر أن إيران صاحبة مشروع، تنفست من أفغانستان وانتقلت إلى طاجكستان التي بها منظمات إيرانية، وقامت باغتيالات لأبرز الرموز السنية في طاجكستان، وقائمة أسماء صدرت بحقها قرارا اغتيالات من خمنائي. وختم بالقول: لا نسمع من يتحدث عن الإرهاب الشيعي الفارسي، بل يركزون على الدولة الإسلامية "داعش" التي نرفضها، و12 ميليشة شيعية يقودها قام سليمان من العراق، إلى جانب حزب الله ولا أحد يتحدث عنها. وكأنهم يقولون أنتم السنة إرهابيون، رغم أن إيران تتصدر قوائم الإرهاب عالميا سنويا. واقترح المتدخلون ضرورة توحد الدول العربية، من خلال قيام وحدة مغاربية، ووحدة في القرن الإفريقي وتحالفات دولية، وبديلا عن الجامعة العربية لتكون هذه التكتلات الإقليمية نواة للتغيير الإيجابي. كما دعا المثقفين وصناع القرار أن ينعتقوا بالارتباط الذهني في تحليل القضايا بالولايات المتحدة، وسط تداخلات حاصلة في القوى الدولية، تتطلب منا أن تكون لنا تعدد في التوجهات والتفكير. كما اقترح بقية المتدخلين منح الكلمة للقيادات الشابة في الدول العربية والاستماع لنظرتها في تغيير الأمور، بدل تجاهلها..ودعوا المجتمع الدولي إلى ضرورة إبعاد الأسد، كأول خطوة لإصلاح الأوضاع في سوريا. ودعوا صاحب القرار الفعلي العسكري على الأرض، والقادة الفعليين لوضع خطة لاحتواء التشكيلات العسكرية الموجودة على الأرض في سوريا، تجنبا لتقاتل بينها، مماثل لما حدث في ليبيا بعد إسقاط قتل القذافي. كما حذروا من مغبة محاولة استنساخ التجارب الديمقراطية الغربية، وحاولة فرضها على المنطقة العربية، وفرض أجندات غربية، مماثلة لما حدث في الحالة العراقية، لما أثبتته من فشل في الواقع. كما دعا المتدخلون إلى ضرورة تشجيع بروز قيادات جديدة. لأنه الطريق الأنسب للمستقبل، ولما للشباب من قدرة في التأثير، إلى جانب ضرورة تعزيز المؤسسات المدمرة، وإصلاح ما دمّر منها. وبناء الديمقراطية. وعن العلاقة مع إيران، اعتبروا أن تغيير العلاقة معها مرهون بتخليها عن مشروعها الطائفي في المنطقة، وخروجها من عقدة حالة النجاز اللغوي.

362

| 28 أكتوبر 2015

تقارير وحوارات alsharq
بالفيديو.. الأمير: الخلافات مع إيران ليست مذهبية ومستعدون لاستضافة حوار معها

قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أن خلاف دول الخليج مع إيران سياسي إقليمي وليس سني شيعي، وهذا يمكن حله بالحوار والاتفاق على قواعد تنظم العلاقات بين إيران والخليج على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، معلناً عن استعداد دولة قطر لاستضافة حوار يجمع إيران ودول الخليج. وأكد سمو الأمير خلال إلقاء كلمة قطر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، أن إيران دولة جارة مهمة وأن التعاون بينها ودول الخليج هو في مصلحة المنطقة، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين قطر وإيران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة. ودعا سموه إلى ضرورة تجنيب منطقة الخليج أي تهديدات أو أخطار للسلاح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية. وفي الشأن السوري انتقد سمو الأمير تقاعس المجتمع الدولي ومجلس الأمن في إنهاء الأزمة السورية، واصفاً ذلك بالجريمة الكبرى، وهذا من شأنه أن يفقد الثقة بالقانون والمجتمع الدوليين على حد قوله. ودعا سموه إلى ضرورة التعاون من أجل فرض حل سياسي في سوريا ينهي عهد الاستبداد ويحل محله نظام تعددي يقوم على المواطنة المتساوية للسوريين جميعاً ويبعد عن سوريا شبح التطرف والإرهاب ويعيد المهجرين إلى ديارهم ويتيح إعادة بناء سوريا. وفيما يخص القضية الفلسطينية أشار سموه إلى أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل دائم وعادل يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، وأن المجتمع الدولي مقصراً في حل القضية الفلسطينية وفقاً لتسوية عادلة على مدى عقود. ودعا المجتمع الدولي إلى عدم التهرب من واجباته تجاه القضية الفلسطينية، وهي وضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وقضية النشاط الاستيطاني، والانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى. أما عن الوضع في العراق، فقد لفت سموه إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لخلق توافق وطني داخلي في العراق بعيدا عن أي تدخل خارجي طائفي بما يحقق المصالحة بين مختلف مكونات الشعب العراقي. وفي الشأن اليمني، أكد سموه على حرص دولة قطر على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسيادته، ودعم الشرعية واستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية والآليات التي اتفقت عليها دول الخليج. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى: بسم الله الرحمن الرحيم، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، أصحاب المعالي والسعادة ، سعادة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، سعادة الأمين العام للأمم المتحدة يسعدني في البداية أن أتقدم بالتهنئة إلى سعادة السيد / موجنز لكيتوفت لانتخابه رئيسا للدورة السبعين للجمعية العامة متمنيا له التوفيق والسداد. كما أعبر عن تقديرنا لسعادة السيد سام كوتسيا رئيس الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة على ما بذله من جهود في إدارة اعمالها ، وأغتنم هذه المناسبة لأشيد بالجهود التي يبذلها سعادة الأمين العام السيد بان كي مون من أجل تحقيق أهداف الامم المتحدة. السيد الرئيس،إنه لمن دواعي الارتياح اعتماد الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015 التي شاركنا فيها لإيماننا بأن التنمية إذا أحسنا توزيع ثمارها هي شرط تحقيق العدالة الاجتماعية وصون كرامة الانسان وتعزيز تماسك المجتمعات وبالتالي تعزيز الأمن والاستقرار في العالم. وكما أنه لا استقرار يدوم من دون تنمية وعدالة اجتماعية كذلك تستحيل التنمية في ظروف القلاقل والحروب . وكان يحدونا الأمل بأن تعقد هذه الدورة بعد تقدم ما على صعيد بعض الصراعات الدامية في هذا العالم ولكننا نجد أنفسنا في مواجهة المزيد من التحديات والأزمات التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وقد عاد غياب التوافق الدولي ليشكل عائقا أمام حل القضايا المهمة، كما أن الانتقائية في تطبيق العدالة والقانون الدولي مازالت سائدة في التعامل مع القضايا الاقليمية، مما يضر بمفهوم الشرعية الدولية وبما استقر في وجدان البشرية من قيم وأعراف ومبادئ تبنتها المجموعة الدولية بعد أن دفع ملايين البشر ثمنا باهظا ولا سيما بعد تجارب إنسانية كبرى حفرت أثرا عميقا في ذاكرة الشعوب مثل العبودية وعمليات الإبادة الجماعية والاستعمار والعنصرية والحروب العالمية وغيرها. فلا يجوز العبث بهذه القيم المستقاة من معاناة الشعوب، وربما هذا هو أساس وجود هذه الهيئة، ومن دون هذا الأساس لا معنى لاجتماعاتنا السنوية هذه. السيد الرئيس، سيظل الصراع في الشرق الأوسط يمثل تهديدا دائما للأمن والسلم الدوليين لتأثيره المباشر على العديد من الأزمات التي تواجه المنطقة والعالم. وتظل القضية الفلسطينية قضية شعب شرد من أرضه ، شعب واقع تحت الاحتلال، ولا يمكن تأجيل حلها العادل والدائم لجيل تال. ويحتاج تحقيق تسوية عادلة ودائمة تسمح بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية إلى شريك إسرائيلي للسلام. ولا يوجد شريك إسرائيلي لسلام عادل حاليا، ولا حتى لتسوية. وفي هذه الظروف ثمة واجب دولي لا يمكن التهرب منه تجاه آخر مسألة استعمارية مفتوحة في التاريخ الحديث. وحتى يوضع حد للاحتلال سوف يستمر التسويف والمماطلة والاتصالات والبيانات التي لا طائل من ورائها، ويستمر النشاط الاستيطاني المحموم والمدان والانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى ، والتي تعد دليلا واضحا ليس فقط على غياب إرادة السلام لدى إسرائيل، بل أيضا على تحكم عناصر أصولية دينية قومية متطرفة بالسياسة الإسرائيلية. انظروا إلى ما يجري في القدس! قوى دينية سياسية متطرفة تعتمد على تفسيرات حرفية لنصوص عمرها آلاف السنين من أجل تدنيس مقدسات شعب آخر واحتلال أرضه والاستيطان عليها، أليست هذه أصولية دينية؟ أليس هذا العنف إرهابا تقوم به قوى دينية متطرفة؟ اسمحوا لي أن أوجه إلى أركان المجتمع الدولي عموما رسالة بأن استمرار القضية الفلسطينية دون حل دائم وعادل يعد وصمة عار في جبين الإنسانية. المجتمع الدولي مقصر فيما هو أقل من تسوية عادلة، فهو لم ينجح حتى في فرض إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان. لقد عقد مؤتمر دولي بمبادرة نرويجية خصيصا لهذا الغرض. وتعهدت قطر بدفع مبلغ مليار دولار لعملية إعادة الإعمار، ونحن ماضون في تقديم المساعدات للقطاع حتى تنفيذ تعهدنا، ولكننا نتساءل: ماذا جرى للمؤتمر ومقرراته؟ يتوجب على المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن القيام بمسؤولياته، باتخاذ موقف حازم يلزم إسرائيل باستحقاقات السلام وفي مقدمتها وقف كل أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ورفع الحصار الجائر عن قطاع غزة والالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تقر للشعب الفلسطيني استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وفقا لمبدأ حل الدولتين. وإننا نحذر من ضياع الفرص ، فالشعوب إذا وصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يوجد حل سلمي لهذه القضية فسوف تكون لذلك نتائج وخيمة لا يمكن توقعها على المنطقة والعالم. السيد الرئيس، تتولَّد عن الأزمة السورية بأبعادها وتداعياتها الراهنة والمستقبلية نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم، في ظل استمرار الجرائم البشعة والأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، وتهديد كيان الدولة وشعبها، وخلق بيئة خصبة لتفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب تحت رايات دينية ومذهبية وعرقية زائفة تهدد الإنسان والمجتمع والإرث الحضاري في سورية والمنطقة. وفي هذا السياق عبث النظام السوري بمفهوم الإرهاب، فسمى المظاهرات السلمية إرهابا، ومارس هو الإرهاب الفعلي. وحين أوصلت أعمال القصف وقتل المدنيين الناس إلى تبني العمل المسلح، ودخلت بعض المنظمات غير الملتزمة بمطالب الثورة السورية ومبادئها فضاء العمل المسلح دون استئذان ، تحوّلت سورية إلى ساحة حرب؛ فحاول النظام أن يخيف المجتمع الدولي مِن البديل. في حين كان على المجتمع الدولي أن يوقف المجازر في الوقت المناسب، ويوفّر الظروف للشعب السوري لإنتاج البديل العقلاني المدني العادل للاستبداد. وهل ثمة استبداد في العالم يعترف أن له بديلا ؟ وهل يمكن أصلا أن ينمو البديل ويتطوّر في ظله؟ عندما يعاني شعب من حرب إبادة وتهجير، يكون أسوأ قرار هو عدم اتخاذ قرار، والخطر الأدهى هو تجاهل الخطر. إن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لإنهاء هذه الكارثة يُعَدُّ جريمة كبرى ويكشف عن فشل وعجز المنظومة الدولية ويؤدي إلى فقدان الثقة بالقانون والمجتمع الدوليين. وفي هذا الإطار يتعين تفعيل وتعزيز دور الجمعية العامة باعتبارها الإطار الأوسع للتعامل مع قضايا الشعوب في ظل عجز أو تقاعس مجلس الأمن عن إيجاد الحلول العادلة لها. إنني أدعو من هنا إلى التعاون من أجل فرض حلٍ سياسيٍ في سورية، ينهي عهد الاستبداد ويُحِّلُ محلَّه نظاما تعدديًا يقوم على المواطنة المتساوية للسوريين جميعا، ويُبْعد عن سورية التطرف والإرهاب ويدحرهما، ويعيد المهجرين إلى ديارهم، ويتيح إعادة بناء سورية؛ ليس السؤال إذا كان هذا ممكنا، فهذا ممكن إذا توفرت الإرادة لدى دول بعينها. إن السؤال المطروح علينا جميعا هو: هل ترون أن استمرار الوضع الحالي في سورية ممكن؟ لقد تحول الصراع في هذا البلد إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسكان. ولهذا تبعات خطيرة على الإقليم والعالم كله، وحتى على الدول التي لا تستعجل الحل لأنها لا تتأثر بالصراع مباشرة، ولا تصلها حشود المهجرين. السيد الرئيس، يشوب التعامل الدولي مع قضايا نزع السلاح النووي قصور وازدواجية تقلقنا ، ولا أدلّ على ذلك من فشل مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار السلاح النووي الأخير في إخلاء منطقة الشرق الأوسط منه، والذي جاء مخيباً للآمال وألحق ضررا بمصداقية المعاهدة. إن الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 هو خطوة إيجابية ومهمة. ونحن نتطلع بأمل أن يساهم الاتفاق النووي في حفظ الأمن والاستقرار في منطقتنا، ولكننا نطالب بالانتقال إلى نزع السلاح النووي من المنطقة كلها، وكذلك أسلحة الدمار الشامل. وفي هذا الإطار وانطلاقاً من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج، فإن تحقيق الاستقرار فيها أمرٌ ضروري لدول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره . ونؤكد هنا على موقفنا الثابت بتجنيب منطقة الخليج أية أخطار أو تهديدات للسلاح النووي مع الإقرار بحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقاً للقواعد الدولية في هذا الشأن . وفي هذه المناسبة أؤكد أن إيران دولة جارة مهمة ، وأن التعاون بينها وبين دولنا هو في مصلحة المنطقة . العلاقات الثنائية بين قطر وإيران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة، والجيرة الحسنة. ولا يوجد أي خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا. وعلى مستوى الإقليم تتنوع المذاهب والديانات، ولكن لا يوجد برأيي صراع سني شيعي في الجوهر، بل نزاعات تثيرُها المصالح السياسية للدول ، أو مصالح القوى السياسية والاجتماعية التي تثير نعرات طائفية داخلها؛ الخلافات القائمة برأيي هي خلافات سياسية إقليمية عربية إيرانية ، وليست سنية شيعية . وهذه يمكن حلها بالحوار، والاتفاق بدايةً على قواعد تنظّم العلاقة بين إيران ودول الخليج على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقد آن الأوان لإجراء حوار هادف من هذا النوع بين دولٍ سوف تبقى دائما دولا جارةً، ولا تحتاج لوساطة أحد. ونحن مستعدون لاستضافة حوار كهذا عندنا في قطر. السيد الرئيس، إننا نؤكدُّ حرصَنا على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسيادته ودعْمَنا الشرعية واستكمال العملية السياسية، وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني في اليمن في يناير 2014، وإعلان الرياض في مايو 2015، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما القرار رقم 2216. لا يعقل أن تُسَجَّل سابقةٌ أن يوافقَ طرفٌ سياسي أساسي على مخرجات الحوار الوطني، ثم يخرج عنه ليحاولَ أن يفرض رؤيته وهيمنته على البلاد كلها بواسطة السلاح. وبالنسبة للشأن العراقي ، فإن استقرار العراق يتطلب توافقاً وطنياً عاماً بمنأى عن أية تدخلات خارجية وبمعزل عن أية تفرقة، طائفية كانت أم عرقية؛ ونأمل أن تتمكن الحكومة العراقية من الوفاء بمقتضيات الوفاق والمصالحة بين مختلف مكوّنات الشعب العراقي . لقد أثبتت التجربة في العراق واليمن أن حالة الميليشيات خارج الشرعية لا تهدّد الدولة بحكم تعريف الدولة وحقها الحصري في تشكيل قوات مسلحة فحسب، بل هي حرب أهلية كامنة تتحول إلى حرب أهلية فعلية عاجلا أم آجلا. وإن أي حل سياسي في العراق أو اليمن أو سورية أو ليبيا يجب أن يتضمن إنهاء الحالة الميليشياوية خارج مؤسسات الدولة الشرعية. وهذا مكوّن رئيسي في أية تسوية جدية، فبدونه لا تستقر التسويات، ولا تغدو حلولا حقيقية. ويجب أن تنتبه القوى السياسية في منطقتنا إلى ظاهرة خروج آلاف الشباب في أكثر من دولة عربية مؤخرا للمطالبة بالمواطنة أساسا للشراكة، رافضين تمثيلهم على أساس طائفي، وأن يشكلَّ التمثيل الطائفي غطاءً للفساد. السيد الرئيس، تضع ظاهرة الإرهاب بعواقبها الوخيمة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية خطيرة أمام الدول والشعوب، ولاشك أن مناطق التوتر والصراع قد ساهمت في نشوء المنظمات الإرهابية، كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراع في تهيئة البيئة الراعية لتنفيذ العمليات الإرهابية. فالإرهاب مصدره أفكار متطرفة لا تقبل أي حل وسط مع واقع الناس وإمكانياتهم؛ وهو ينتعش في ظروف اليأس وانسداد الأفق. لم ينشأ الإرهاب في منطقتنا في ظل سياسات تضمن للمواطنين العيش بكرامة وحرية، بل نشأ في ظل الاستبداد، وتغذّى على القمع والإذلال ، وراكمَ الحقدَ والكراهية من التعذيب في السجون، واستفاد من فقدان الأمل من العمل السياسي السلمي. والحقيقة أن سلوكَ القوى المؤثرة في المجتمع الدولي أصبح يشوّشُ تصورات الناس بدلا من أن يساهم في توضيحها، إذ تُسمَّى ميليشياتٌ مسلحةٌ ترتكب جرائم بحق المدنيين والمؤسسات العامة إرهابا، وأخرى تمارس العنف والترويع ضد المدنيين لا تُعتبر إرهابية لاعتبارات لا علاقة لها بالمجتمعات المحلية، بل بالدول العظمى والإقليمية، أو لأسباب متعلقة بتحالفات مرحلية. لقد فرض تزايدُ ضحايا العمليات الإرهابية التعاملَ مع الإرهاب بالقوة العسكرية، ونحن نؤكد التزامنا بمكافحة الإرهاب، ولكن حتى في أقسى الظروف لا يجوز تجاهل الأسباب الكامنة وراءه، وإلا فسوف تكون النتيجة تفاقم الظاهرة وزيادة انتشارها. ونؤكد هنا على أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب في جوهره. وفي النصوص الدينية كافة ما يكفي من التعاليم التي تدعو إلى السلمية والتسامح والتعايش، ولكن الأساس الذي يتجاهله المروّجون للاقتباسات الحرفية هو روح الديانات التي تدعو إلى القيم النبيلة والتسامح والتعاون والحوار البناء لصالح المجتمع البشري. والناسُ البسطاء بتديّنِهم الفطري يعتبرون الدين أولا قيما وأخلاقا. وهذا ما يجب أن نبني عليه. السيد الرئيس، سعت دولة قطر إلى انتهاج سياسة متقدمة في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان، ونحن نواصل التعاون مع المنظمات الدولية من خلال عضويتنا في مجلس حقوق الإنسان لترسيخ مفاهيم وثقافة حقوق الإنسان عبر اتّباع النهج المبني على سيادة القانون والشفافية والعدالة والكرامة الإنسانية. وعلينا أن نعمل سوياً على تعزيز قدرة نظام الأمن الجماعي على التعاملِ الفعال مع المشكلات الدولية والإقليمية حفاظاً على حقوق الشعوب، وأن نواجَه بإصرارٍ أية محاولات لفرض حلول وقتية تعالج ظاهر المشكلات دون أن تلمس جذورَها. ختاماً فإن دولة قطر لن تألو جهداً في دعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأهداف التي نَنَشُدُها جميعاً بما يحقق مصلحة شعوبنا وخير الإنسانية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

524

| 28 سبتمبر 2015

عربي ودولي alsharq
الإمارات تنتقد الاتحاد الأوروبي بسبب سياسة إيران‎ "العدائية"

انتقدت الإمارات الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء، بسبب السعي لإشراك إيران في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وقالت إن سياسة طهران "عدائية" تساعد في الاستقطاب بين دول المنطقة. وقال مسؤول إماراتي كبير إن فيدريكا موجيريني، مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي زارت إيران أمس الثلاثاء، عجزت عن فهم أهداف إيران، وإن إشادتها بالالتزام الذي أبداه فريقها التفاوضي في المفاوضات النووية بدت في غير محلها. وقبل الزيارة كتبت موجيريني افتتاحية في صحيفة الجارديان البريطانية، حيث قالت إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فوضوها لاستكشاف سبل يمكن للاتحاد من خلالها الترويج لإطار عمل أكثر تعاونا يشمل إيران بعد الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية. وفي دول الخليج العربية قلق من أن يؤدي الاتفاق إلى تسريع التقارب بين طهران وواشنطن وتشجيع ما تقول إنها قوة شيعية توسعية. وكتبت موجيريني "التعاون بين إيران وجيرانها والمجتمع الدولي كله قد يفتح احتمالات لم يسبق لها مثيل لتحقيق السلام في المنطقة، بدءا من سوريا واليمن والعراق". وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن موجيريني لم تدرك الانقسامات التي تثيرها السياسة الإيرانية، وأشار إلى أن إشادتها بمسؤولين إيرانيين فاوضوها لم تكن في محلها. وأضاف قرقاش بحسابه على موقع تويتر إن الافتتاحية التي كتبتها موجيريني في الجارديان غاب عنها فهم السياسة العدائية لإيران في المنطقة والإيحاءات الطائفية التي أدت للاستقطاب في الشرق الأوسط.

205

| 29 يوليو 2015

عربي ودولي alsharq
وزير الخارجية الإيراني يصل الدوحة

وصل إلى الدوحة عصر اليوم، الأحد، سعادة الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في زيارة رسمية للبلاد. وكان في استقباله والوفد المرافق له لدى وصوله مطار حمد الدولي ، سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، وسعادة الدكتور محمد جواد اسايش السفير الإيراني لدى الدولة.

196

| 26 يوليو 2015

عربي ودولي alsharq
بالصور.. التظاهرات تشتعل بنيويورك ضد الاتفاق النووي الإيراني

تجمع متظاهرون أمس الأربعاء، في شارع تايمز سكوير بنيويورك للتنديد بالاتفاق النووي الإيراني الموقع بين إيران والقوى العظمى، داعين الكونجرس الأمريكي إلى رفض الاتفاق. وتجمع حوالي 1000 شخص في شارع تايمز سكوير، وحسب جيفري وايسنفيل، أحد منظمي المظاهرة، فإن حوالي 10 ألاف شخص تجمعوا للتنديد بالاتفاق الذي يهدد، كما قالوا، الأمن العالمي وأمن إسرائيل. وقال الحاكم السابق لولاية نيويورك جورج باتاكي، في كلمة أمام المتظاهرين "إنه اتفاق رهيب يجب رفضه، يتوجب على الكونجرس أن يقوم بعمله وان يتحرك من اجل الشعب الاميركي ومن اجل امنه".

124

| 23 يوليو 2015

عربي ودولي alsharq
أمريكا: الخيار العسكري مازال متاحا بالنسبة لإيران

أكد البيت الأبيض أمس الجمعة، أن الخيارات العسكرية لا تزال مطروحة بالنسبة لإيران، لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تلجأ للدبلوماسية أولا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن الاتفاق النووي مع إيران سيعزز الخيارات العسكرية المحتملة للولايات المتحدة إذا انتهكت إيران الاتفاق، وأضاف أن الاتفاق سيوفر للولايات المتحدة رؤية أشمل لأنشطة إيران. وأوضح إيرنست "الحقيقة هي أن في هذه المرحلة استنادا إلى الاستنتاج الذي تم التوصل إليه بنسبة 99 % من جانب المجتمع الدولي، فإن إيران سوف تبدأ في مرحلة ما بموجب هذا الاتفاق سوف تبدأ في الحصول على تخفيف للعقوبات بعد أن يتخذوا خطوات محققة لكبح برنامجهم النووي، وتقديم التزام علني بعدم الحصول على سلاح نووي، وأنهم سيتعاونون مع مجموعة من عمليات التفتيش الدولية التي من شأنها أن تتحقق من أنهم لا يحصلون على سلاح نووي".

177

| 18 يوليو 2015