نظمت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات الاجتماع الأول لمنسقي خطة الدولة لتحالف الحضارات بحضور ممثلي أربع عشرة جهة حكومية وغير حكومية معنية بتنفيذ الخطة. واستهلت أعمال الاجتماع بكلمة ترحيبية لسعادة السفير الدكتور حسن بن إبراهيم المهندي نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات تقدم فيها بالشكر لجميع الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة على جهودها وحرصها على التعاون مع اللجنة في تنفيذ خطة الدولة للتحالف. بعد ذلك، قام سعادة نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بتقديم عرض تقديمي أشار فيه إلى نشأة تحالف الحضارات كمنظومة في إطار منظمة الأمم المتحدة، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في ظل التوترات التي يشهدها العالم، كما أوضح أهداف تحالف الحضارات، المتمثلة في التعليم والشباب والهجرة والإعلام. وأوضح أيضاً المشاركات القطرية في منتديات التحالف الخمسة السابقة من مدريد إلى فيينا، وكذلك المكانة التي تحتلها دولة قطر في تحالف الحضارات، حيث اختيرت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ضمن المجموعة رفيعة المستوى للتحالف والتي تضم (20) شخصية عالمية من القيادات السياسية والدينية وقيادات المنظمات والهيئات الدولية.. وكذلك تم اختيار شخصية قطرية متميزة لتولي منصب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات هو سعادة السيد ناصر عبد العزيز النصر، كما أشار أيضا إلى تنظيم دولة قطر للمنتدى الثالث لتحالف الحضارات والذي شهد حضور أكثر من (2500) شخصية من أكثر من (130) دولة من مختلف مناطق العالم. تعزيزاً لهذا الاهتمام صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (8) لعام 2010 بتأسيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات التي تعمل على تعزيز دور دولة قطر في إبراز مساهمة الحضارة الإسلامية إلى جانب غيرها من الحضارات في التقدم الإنساني، ودورها في تعزيز الحوار وحل الصراعات والنزاعات، والتأكيد على قيم التسامح والتضامن والسلام ومحاربة التطرف والتعصب. وبين سعادة نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات الدور التي قامت به اللجنة ، حيث أعدت خطة دولة قطر الأولى لتحالف الحضارات التي تم تقديمها في المنتدى الثالث لتحالف الأمم المتحدة للحضارات الذي عُقد بإسطنبول 2009، والتي تم الثناء عليها، حيث كانت دولة قطر سباقة في وضع خطتها الوطنية لتحالف الحضارات. ونتيجة للتطورات الذي شهدها تحالف الأمم المتحدة للحضارات وانسجاماً مع استراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016، وما جاء في خطة دول منظمة التعاون الإسلامي لتحالف الحضارات قامت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوضع خطتها الثانية لتحالف الحضارات 2014-2016، وذلك بالتشاور والتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة في الدولة، وتم إقرارها من قبل مجلس الوزراء الموقر كخطة استرشادية في اجتماعه العادي رقم (8) لعام 2014.

أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، أن دولة قطر لعبت دوراً أساسياً في ترويج وتعزيز وتفعيل مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات منذ أيامها الأولى، وذلك ضمن مجموعة الأصدقاء التي ساندت تلك المبادرة. وقال سعادته "إنه انسجاماً مع المرحلة الجديدة التي يشهدها تحالف الحضارات كأحد أدوات الدبلوماسية الناعمة التي تسهم في الحد من الاستقطاب والانقسامات في المجتمع الإنساني، فقد قامت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات خلال العام 2013-2014 بتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى بيان مفهوم تحالف الحضارات، ومضامينه، ومجالاته، وتعزيز الدور الريادي لدولة قطر في مجال التحالف، لاسيما في ظل ترأس دولة قطر لأمانة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات". جاء ذلك في كلمة لسعادة وزير الخارجية رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات في مستهل التقرير السنوي الرابع للعام 2013-2014 الذي أصدرته اللجنة. وأضاف سعادة الدكتور خالد العطية: "لم يكن الدعم الذي قدمناه لهذه المؤسسة مسألة ارتجالية، أو حساباً سياسياً، بل يتوجب القول إنه دعم قائم على رؤية مميزة، وجملة من الثوابت التي هي في أساس السياسة الخارجية لدولة قطر، وهي سياسة تعكس انتماءنا الخليجي والعربي والإسلامي، في الوقت الذي ترى أنه من المصلحة الوطنية المؤكدة، مع مراعاة جانب التطورات في العلاقات الدولية، وخدمة ما يعزز السلام من خلال قنوات التبادل والتعاون والحوار بين الأمم والثقافات والحضارات الإنسانية المختلفة، وهو ما يعبر كذلك عن رسالة الإسلام الكونية، ونراه مثلاً في انضمام مختلف الدول الإسلامية إلى تكتلات من خارج العالم الإسلامي، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة بمختلف فروعها". وقسم التقرير إلى خمسة أقسام، بالإضافة إلى التقديم، حيث تناول القسم الأول منه التعريف باللجنة القطرية لتحالف الحضارات من حيث نشأتها، والرسالة التي تسعى إلى تحقيقها، والرؤية التي تستند عليها، بالإضافة إلى المهام التي تقوم بها اللجنة، وبيان الجهات الأعضاء في اللجنة من وزارات الدولة وأجهزتها ومؤسسات المجتمع المدني المهتمة بقضايا تحالف الحضارات. وفي القسم الثاني من التقرير، تم بيان خطة دولة قطر لتحالف الحضارات للفترة (2014-2016) والتي جاءت لتواكب الجيل الثاني من الخطط الوطنية لتحالف الحضارات التي أقرها مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه العادي رقم (8) لعام 2014 ، واستندت الخطة إلى جملة من المنطلقات الأساسية المتمثلة بتوجيهات القيادة السياسية ، والدستور الدائم لدولة قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية (2011-2016). استندت إلى خطة منظمة التعاون الإسلامي لتحالف الحضارات (2012-2014)، وتضمنت الخطة مجموعة من البرامج والأنشطة لتحقيق هذا الهدف في مجالات التحالف الحضارات الأربعة (التعليم، الشباب، الهجرة، الإعلام). ويتناول القسم الثالث استعراض أهم الأنشطة التي قامت بها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، حيث نظمت فعاليات متنوعة، مثل: البرنامج الخاص بوفد زمالة تحالف الحضارات الذي ضم مجموعة من القادة الشباب في كل من أوروبا وأمريكا ، وجاء تنظيمه في إطار تعميق الفهم المتبادل بين الدول الغربية والدول العربية والإسلامية ، وكذلك المؤتمر التمهيدي للمنتدى السادس للأمم المتحدة لتحالف الحضارات والاجتماع السنوي لنقاط اتصال التحالف. وجاء القسم الرابع من التقرير ليوضح المشاركات الخارجية والداخلية للجنة في الأنشطة والفعاليات الخاصة بتحالف الحضارات التي نظمتها بعض الهيئات والمؤسسات الدولية والوطنية، منها المنتدى العالمي الثاني حول حوار الثقافات الذي عُقد في باكو بجمهورية أذربيجان في يونيو 2013 ، وناقش موضوعات مختلفة منها العلاقات الإسلامية الغربية، المواطنة العالمية، السياحة ودورها في تعزيز التفاهم والتسامح بين الناس والثقافات. كما شاركت اللجنة في أعمال الدورة الخامسة لندوة العلاقات الصينية - العربية، والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية التي عقدت بمدينة أورومتشي بجمهورية الصين الشعبية، ومنتدى الشباب العربي - الأوروبي الرابع الذي عُقد بالدوحة في ديسمبر 2013. وركز القسم الأخير من التقرير على بيان الدور الذي تمارسه اللجنة القطرية لتحالف الحضارات في مجال التوعية الإعلامية بقضايا التحالف، وأهدافه، ومضامينه، وأهم مبادراته، حيث نظمت اللجنة العديد من الأنشطة في هذا المجال بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والتعليمية والشبابية منها كلية أحمد بن محمد العسكرية، والمدرسة التونسية الثانوية للبنين، ومدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال، ومركز شباب برزان ومركز شباب الدوحة.

دشنت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات خطة دولة قطر لتحالف الحضارات (2014- 2016) التي أقرت من قبل مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه العادي الثامن لعام 2014، وذلك بعد التنسيق والتعاون مع الوزارات والأجهزة المختلفة بالدولة المعنية بموضوع تحالف الحضارات في مجالاته المختلفة. يأتي ذلك في إطار الدور المناط باللجنة للنهوض بأهداف تحالف الحضارات بوصفه أداة من أدوات القوة الناعمة للدبلوماسية الوقائية، وذلك من خلال التعاون مع كافة الأطراف الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتختلف هذه الخطة عن سابقتها (خطة 2010-2013) من حيث البرامج والأنشطة التي تضمنتها، والمنهجية التي تم الاعتماد عليها في إعدادها على ضوء التجربة السابقة وتجارب الدول الأخرى المتميزة في مجال وضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية الخاصة بتحالف الحضارات، وبرنامج عمل أمانة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ، إضافة إلى المشاركة الواسعة للجهات الحكومية وغير الحكومية المعنية بتنفيذ برامج ومبادرات وأنشطة تعنى بمجالات تحالف الحضارات. وارتكزت الخطة على مجموعة من المبادئ المستمدة من الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى احترام الأديان وحماية أتباعها وشعائرهم الدينية وحفظ حقوقهم، وكذلك من الحضارة الإسلامية التي رفدت التاريخ الإنساني بقيم التسامح والتعاون بين الأمم والشعوب والأديان، ومن مبادئ الأمن والسلم الدوليين، ومبادئ حقوق الإنسان التي أقرها المجتمع الدولي الأمر الذي يعكس ديناميكية البيئة المجتمعية القطرية التي أصبحت نموذجاً للتعايش الثقافي والسلم الأهلي في إطار تركيبة اجتماعية متعددة الأعراق والديانات والحضارات. وقد تمثلت مرجعية الخطة بالدستور الدائم للدولة الذي أكد في بعض مواده على دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون مع الأمم المحبة للسلام، كما استند وضع الخطة على توجيهات القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي أكد في خطابه غداة تسلمه مقاليد الحكم "نحن كمسلمين نحترم التنوع في المذاهب، ونحترم كل الديانات في بلادنا وخارجها". وبالإضافة إلى الدستور وتوجيهات القيادة الرشيدة، فقد تم الاستناد أيضاً على رؤية قطر الوطنية (2030) التي أولت اهتماماً كبيراً لحوار الحضارات ولمسائل التعامل والتفاعل مع المجتمعات الأخرى، وتشجيع الحوار البناء والانفتاح على الثقافات الأخرى، وللدور الهام الذي تلعبه الدولة في الشراكة العالمية من أجل التنمية، فقد دعت إلى "رعاية ودعم حوار الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، وإلى المساهمة في تحقيق الأمن والسلم العالميين من خلال مبادرات سياسية ومعونات تنموية وإنسانية"، وكذلك استراتيجية التنمية الوطنية (2011-2016) التي تضمنت أهدافاً وأنشطة تفصيلية تنفذ خلال السنوات الخمس للاستراتيجية. وتشتمل خطة دولة قطر لتحالف الحضارات "2014-2016" على عدة فصول، يتناول الفصل الأول منها المنطلقات الأساسية للخطة والمستمدة من توجيهات القيادة السياسية، ومن الدستور الدائم لدولة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030 وخطة منظمة التعاون الإسلامي لتحالف الحضارات. وجاء الفصل الثاني ليستعرض أهداف تحالف الحضارات في مجالاته الأربعة "التعليم، الشباب، الهجرة، والإعلام"، أمّا الفصل الثالث فرصد أهم المبادرات القطرية لتحالف الحضارات، في حين اشتمل الفصل الرابع على إطار خطة دولة قطر لتحالف الحضارات، وبيان التوقيتات الزمنية للبرامج والأنشطة التي تتضمنها الخطة، وبيان الجهات المعنية بتنفيذ تلك البرامج والأنشطة. وأعربت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، بوصفها الجهة المعنية بتحالف الحضارات بالدولة، عن أملها في تعاون جميع الشركاء من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم خطة دولة قطر لتحالف الحضارات 2014-2016 ، والتطبيق الناجح للبرامج والأنشطة الواردة فيها، والالتزام بالمسؤولية في المحافظة على الدور الرائد لدولة قطر في تعزيز تحالف الحضارات ثقافة وممارسة، وتوفير أفضل السبل لبناء حوار إنساني حقيقي نابع من موروثنا القيمي وما يدعو له ديننا الحنيف من قيم التسامح والتضامن والسلام بين الشعوب والأمم، وفي محاربة التطرف والتعصب.

استقبل سعادة السفير الدكتور حسن بن إبراهيم المهندي مدير المعهد الدبلوماسي نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، اليوم الأربعاء، بمبنى وزارة الخارجية، وفد زمالة تحالف الحضارات الذي يتألف من 10 من القادة الشباب في أوروبا وأمريكا، والذي يزور قطر حاليا. ويأتي تنظيم هذه الزيارة في إطار تعميق الفهم المتبادل ما بين الدول الغربية والدول العربية والإسلامية من خلال إعطاء الفرصة للقادة الشباب لزيادة وعيهم بالاختلافات الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية، وتبادل الحوار والتعاون في مجالات مختلفة تتعلق بتحقيق أهداف تحالف الحضارات. وفي مستهل اللقاء تم الترحيب بالوفد الزائر، وتمنى سعادة نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات للوفد الزائر طيب الإقامة في قطر، والتعرف أكثر على الثقافة القطرية العربية الإسلامية. بعدها جرى نقاش حول دعم دولة قطر لمبادرة تحالف الحضارات، حيث أكد سعادته بأن دولة قطر لديها إيمان راسخ بأهمية تحالف الحضارات، وأنها أطلقت العديد من المشاريع قبل بدأ مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، لاسيما في مجالاتها الأربعة: التعليم والشباب والهجرة والإعلام. وأن رؤية قطر2030 تدعو إلى التواصل الإيجابي الفعال مع الحضارات الأخرى. ثم قدم المستشار عبد الله أحمد السادة عضو أمانة سر اللجنة القطرية لتحالف الحضارات عرضاً تناول فيه جهود دولة قطر في مجال تحالف الحضارات، مستعرضاً فيه نشأة اللجنة القطرية لتحالف الحضارات والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وأشار كذلك إلى أهم البرامج والأنشطة التي تقوم بها اللجنة في مجالات التحالف الأربعة :التعليم، الهجرة، الشباب، ووسائل الأعلام. وقد تم تنظيم برنامج خاص لزيارة وفد الزمالة والذي يستمر ثلاثة أيام ، حيث سيزور الوفد بعض المؤسسات القطرية التي تعنى بتنفيذ برامج وأنشطة ذات صلة وثيقة بمجالات تحالف الحضارات، وهي مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ومركز عبد الله بن زيادة الثقافي الإسلامي، إضافة إلى زيارة بعض المعالم الحضارية والثقافية والتراثية في دولة قطر كمتحف الفن الإسلامي ومؤسسة الحي الثقافي كتارا وسوق واقف. كما سيتضمن برنامج الزيارة الاطلاع على عمل اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم 2022م. يذكر أن تنفيذ برنامج زمالة تحالف الحضارات يتم من خلال الشراكة ما بين صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة والقنصلية البريطانية والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الأسيسكو" وجامعة الدول العربية.