رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
الجابري: الفكر العربي المعاصر عند الجابري هو فكر نهضوي لم يمارس النقد

في الثالث من مايو القادم تمر الذكرى السادسة لرحيل المفكر المغربي العربي الدكتور محمد عابد الجابري الذي شغل الدنيا وملأ الناس، في مرحلة اتسمت بالتحول والحث على آفاق جديدة من خلال انفتاح عدد من مفكري العرب على الثقافة الغربية نذكر من بينهم الطيب تيزيني، ومحمد أركون، وحسن حنفي وغيرهم. وانفتاح الثقافة العربية على الغرب ومناهجه الفكرية. عُرف الجابري بمشروعه المثير للجدل "نقد العقل العربي" في مستوياته المختلفة (الأخلاقي والسياسي والديني)، وفي مراحله المختلفة أيضا (من عصر التدوين وحتى الحديث)، حيث مارس على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود من القرن الماضي حفرياته في التراث الإسلامي وفق المنهج الأبستيمولوجي، منتهجا "طريق العقلانية المليء بالألغام"، ومنتقدا "أصنام العقل البشري" كما فعل فرانسيس بيكون. وصف الجابري بالمفكر التنويري، ولقب بـ"كانط العرب"، معه شهد التاريخ العربي مرحلة جديدة في نقد التراث من نقد المعارف التراثية إلى نقد العقل المنتج للمعرفة، ومعه وعي العقل العربي بذاته، وتعرفنا كقراء كيف صنع هذا العقل الثقافة العربية الإسلامية من خلال نص مقدس هو القرآن فأنتج ثلاث نظم معرفية هي: البيان والبرهان والعرفان. لمزيد من تسليط الضوء على بعض المجالات الفكرية التي شكلت مشروع الراحل، التقت "أعناب الشرق" نجله الدكتور عصام عابد الجابري عضو مؤسس مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، فكان الحوار التالي: في سلسلة "نقد العقل العربي" حلل محمد عابد الجابري بنية العقل العربي عبر دراسة المكونات منذ عصر التدوين، ثم انتقل إلى دراسة العقل السياسي ثم الأخلاقي، وهو مبتكر مصطلح "العقل المستقيل". كيف تقرأ هذا المصطلح؟ لفهم هذا المصطلح علينا أولا أن نفهم ماذا يقصد المفكر الراحل محمد عابد الجابري بمفهوم العقل. فإذا كان العقل هو "كنز الفوائد وكيمياء السعادة" كما عرفه أحد الدارسين، فلقد جعله صاحب "نحن والتراث" مدخلا للإجابة على التساؤل المربك الذي يكمن في التعرف عن أسباب فشل كل المحاولات المتكررة لمشاريع النهضة العربية، ومرد ذلك بالنسبة للجابري يرجع إلى أن الفكر العربي المعاصر هو فكر نهضوي لم يمارس النقد. نحن نعرف أن النهضة في أوروبا بدأت نهضة فكرية، ولكنها، في الوقت نفسه الذي كانت تتناول فيه نقد المجتمع ونقد المؤسسات، كانت أساسا تتناول نقد الفكر ونقد العقل، مع بيكون وأوهامه الأربعة مثلا، ومع ديكارت وقواعد المنهج، والأمر مستمر إلى كانط وباشلار. فمراجعة الفكر ونقده شيء أساسي وضروري لضمان شروط النجاح لأية نهضة كيفما كانت. من هنا جاء مشروعه الضخم "نقد العقل العربي" بأجزائه الأربعة. ويحدد الجابري ما يقصده بـ"العقل" باعتباره أداة الإنتاج النظري، أي مجموعة القواعد، المستخلصة من ثقافة معينة، والتي تؤطر النشاط الذهني. هذا "العقل" يتكون لا شعوريا من خلال الممارسة الثقافية ليشكل في النهاية النظام المعرفي لثقافة ما. ويرى الجابري أن عصر التدوين كان نقطة البداية لتكوين النظام المعرفي للثقافة العربية فيه اكتمل التكوين، ولم يتغير منذ ذلك الوقت ولا يزال سائدا في ثقافتنا حتى اليوم، فهو الإطار المرجعي للعقل العربي، وعلى هذا فإن بنية الثقافة العربية ذات زمن واحد، زمن راكد يعيشه الإنسان العربي اليوم مثلما عاشه أجداده في القرون الماضية. ويصنف صاحب "نقد العقل العربي" مختلف العلوم والمعرفة العربية في ثلاث مجموعات هي: "علوم البيان" من نحو وفقه وكلام وبلاغة، ويطلق عليها اسم "المعقول الديني" وآليتها المعرفية تقوم على قياس الغائب على الشاهد. ومجموعة "علوم البرهان" التي تضم المنطق والرياضيات والطبيعيات والميتافيزيقا، ويؤسسها نظام معرفي يقوم على الملاحظة والتجريب والاستنتاج، ويطلق عليها اسم "المعقول العقلي". ومجموعة "علوم العرفان" التي تضم التصوف، والفكر الشيعي والتفسير الباطني للقرآن، والفلسفة الإشراقية والسيمياء والسحر والتنجيم، ويطلق عليها اسم "اللامعقول العقلي" أو "العقل المستقيل" الذي ينسب إلى العقل لا إلى الدين، وتقوم على نظام معرفي هو الكشف والتجاذب والوصال، وهو امتداد لموروثات قديمة وعقائد وثقافات سابقة على الإسلام، أخذت تتسرب إلى الثقافة العربية الإسلامية في شكل موروث فلسفي إلى ساحة "المعقول الديني". وقد سماه "العقل المستقيل" لأنه يستخدم العقل وخطابه واستدلاله ليبرهن في النهاية على أن العقل عاجز. إنه خطاب يبني نفسه عقليا بمقدمات واستدلالات عقلية، ليقيم الدليل نهاية الأمر على عجز العقل، ليقدم استقالته ويعود إلى نوع من الرؤية العرفانية لا تخضع لأي رقابة، يتخيل أنها مباشرة وأنها كشف. ولكنها – في الحقيقة - معرفة استدلالية من نوع خاص. كيف ترى النتيجة التي وصل إليها الجابري وَمفادها أن العقل العربي بحاجة اليوم إلى إعادة الابتكار؟ في نظرك، كيف ترى نتيجته التي خلص إليها بعد الأحداث التي عرفتها المنطقة العربية في هذه الفترة الراهنة؟ الحقيقة مع مرور الوقت يزداد اقتناعي بأهمية وراهنية المشروع الفكري للجابري، وهنا أريد أن أركز على نقطتين فيما يخص الثورات العربية. النقطة الأولى تتعلق بمفهوم الكتلة التاريخية الذي دعا إليه الجابري منذ بدايات الثمانينيات، وقد طرح المفهوم بعد نجاح ثورة الخميني بعامين ونيف، حيث حاول المفكر المغربي أن يقيم أواصر قوية بين المشروعين الإسلامي والعلماني في الوطن العربي والإسلامي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، وأعاد طرح المفهوم نفسه في بدايات التسعينيات بعد الصراع الدامي الذي جرى في الجارة الشرقية الجزائر. وهو كان يعني قيام كتلة تاريخية تنبني على المصلحة الموضوعية الواحدة التي تحرك في العمق جميع التيارات التي تنجح في جعل أصدائها تتردد بين صفوف الشعب، لا بل بين صفوف الأمة بصور من صور المصلحة الموضوعية التي تعبر عنها شعارات الحرية والأصالة والديمقراطية، والأصالة والشورى والاشتراكية والعدل وحقوق أهل الحل والعقد وحقوق المستضعفين وحقوق الأقليات والأغلبيات، ذلك أن الحق المهضوم في الواقع العربي هو حقوق كل من يقع خارج جماعة المحظوظين المستفيدين من غياب أصحاب الحق عن مراكز القرار والتنفيذ. والثورات العربية عند انطلاقها، قدمت درسا في الوفاق الوطني من أجل تحقيق الانتقال الديمقراطي الذي تقوده التيارات السياسية المعتدلة "العلمانية" و "الإسلامية" في توافق من أجل وضع قواعد تأسيسية للدولة الوطنية، إنه حقا نموذج لمفهوم الكتلة. النقطة الثانية التي أريد التركيز عليها تخص الفترة التي نعيشها الآن في العالم العربي، ذلك أننا نلاحظ أن النقاش الذي يطغى على الساحة العربية، يكتسي بطابع أيديولوجي صريح أو غير صريح. والخطاب الأيديولوجي خطاب توجهه الرغبة في إبطال رأي الخصوم أكثر من أي شيء آخر. إن النقاش عندما يأخذ صبغة إيديولوجية فإنه يقولب التاريخ والوقائع ويؤدي إلى التعصب وإقامة معسكرات لا تفيد الحوار ولا تسمح بموقف عقلاني اتجاه الإشكالية المطروحة، بل يؤدي إلى استقطاب داخل المجتمع بين فريق له مرجعية علمانية وفريق آخر له مرجعية دينية، ويؤدي للاحتراب الأهلي وللطائفية لأن الأمر يتحول بسهولة إلى صراع هويات كل واحدة منها تحاول أن تطرح وتحدد نفسها وتحارب على مجالها الحيوي في هذا الوطن وبالتالي تسعى في تقسيمه وليس في وحدته. ما أريد أن أخلص إليه من هذه الملاحظات السريعة، هو ما يدعو إليه الجابري والمتمثل في ضرورة أن نتجنب الصراع الهوياتي وأن نتفادى تحويل المصطلحات إلى عقيدة فلسفية حداثية في مواجهة عقيدة دينية. من هنا تبرز أهمية دعوته إلى جعل تراثنا معاصرا لنفسه ولنا وانتقاد الأداة التي تنتج المعرفة. وهذا هو ما قام به المرحوم في مشروعه الفكري الضخم بداية من نحن والتراث مرورا بنقد العقل العربي وصولا إلى تفسير القرآن الكريم. كيف ترى بصمة والدك في نفسك، وما هي القيم التربوية التي بقيت راسخة لديك؟ وماذا ترك في نفسك من أثر خاصة فيما يتعلق بإعلاء شأن العقل، وهل لك أن تتحفنا بحادثة معبرة عشتَها معه من ذكرياتك؟ **أنا من جيل القرن العشرين وقد عانيت – مثل شباب جيلي - من معضلة أساسية تتجلى في التحدي المفروض علينا لمواجهة تحديات العصر وبناء ذاتنا والمساهمة في تحقيق "الحداثة" دون أن نفقد هويتنا. وهذا جعلني أشعر بنوع من الارتباك والقلق، وهو ما كان يدفعني للشك في الكثير من المشاريع المقترحة لحل الأزمة الحضارية التي تعاني منها الأمة. ومعلوم أن من يخالجه الشك في الحاضر قد يبدو له التراث بوصفه حلا سحريا وصندوقا للعجائب. وكنت أفتح النقاش مع المرحوم بشأن هذه الإشكالية فكان يوجهني تارة بإعطائي كتابا لأقرأه وتارة يفتح معي حوارا فيحلل معي مواضيع الساعة. وبفضل المرحوم فهمت أنه من الضروري أن ندخل في حوار نقدي مع أسلافنا وذلك من أجل فهمهم فهما أعمق وربطهم بنا بشكل من الأشكال كلما كان ذلك ممكنا. فتراثنا كما كان يقول لا يزال لم يعقلن ويقدم في تطوره على أساس أنه تاريخ وتطور وصراع! إنه لا يزال أكواما من الأفكار والاتجاهات المعزولة: شيعة، وخوارج، وفلاسفة، ومتصوفة، وشعراء... كل هذا الخليط حاضر أمامنا، ولكن ليس حضورا تاريخيا، كشيء استوعبناه وفهمناه وانتقدناه ودخلنا معه في حوار ورتبناه في تاريخنا. إن الدرس البليغ الذي اقتنعت به من خلال النقاش مع الجابري هو ما انتهى إليه في الكثير من دراساته وهو أننا إذا لم نؤسس ماضينا تأسيسا عقلانيا فلن نستطيع أن نؤسس حاضرا ولا مستقبلا بصورة معقولة، وبهذا تمكنت من حل - في ذهني - هذا الصراع بين التراث والحداثة. نال والدك محمد عابد الجابري جوائز، واعتذر عن جوائز مالية مهمة ومناصب، كيف كانت نظرته للتكريم؟ أعتقد أن آخر شيء كان يفكر فيه الجابري هو نيل جائزة أو اعتلاء منصب، وما أكثر ما عرض عليه. في الحقيقة لم تكن له نظرة خاصة للتكريم، وكل ما يمكنني أن أقوله في هذا الباب، هو أنه كان سعيدا بالتجاوب الذي كانت تلقاه كتبه عند القارئ العربي. ولعل الاهتمام - دراسة وبحثا ونقدا - الذي يلقاه مشروعه الفكري نوع آخر من التكريم الذي يستحقه مفكر من مستواه. كيف تفسر حذر والدك من جوائز مالية كثيرة؟ وكيف كنت ترى هذا الموقف؟ وكيف كان يحدثكم عن اعتذاره عن الجوائز؟ لا هو ليس حذرا، كل ما في الأمر أن الجابري كان فعلا يبني مشروعا نهضويا متكاملا، ولم يكن يريد أن يحسب على جهة معينة، المسألة بالنسبة إليه مسألة نوع من الاستقلال كان يريد الحفاظ عليه. هو لم يكن يتحدث في الأمر كثيرا. أما أنا فبكل صدق، كلما رأيت التكالب على الماديات الذي يحرك بعض الأطراف، إلا وازددت تقديرا لموقفه هذا وتقديرا لما حققه من إنجازات، وفي مثل هذه الحالات لا يسع الإنسان إلا أن يفخر بكونه سليل هذا الرجل الذي لا يذكر اليوم الفكر العربي إلا ذكر معه.

7026

| 30 مارس 2016

محليات alsharq
الكواري: ترشيحي لإدارة اليونسكو فرصة تاريخية للعرب والمسلمين

"الدبلوماسية الثقافية" الطريق الأمثل لتحقيق السلام والمحبة بين الشعوب اليونسكو تمتلك رصيدا هائلا من المبادرات التي تحتاج إلى تجديد توفير موارد جديدة لليونسكو حتى تستطيع تنفيذ مشاريعها د. الدرهم: فخورون بأن تكون الجامعة المحطة الأولى للاعلان الترشيح أكد سعادة الدكتور حمد عبد العزيز الكواري مرشح دولة قطر مديراً عاماً لليونسكو أن هذا الترشيح يمنح فرصة تاريخيّة للعرب والمسلمين ولكلّ المتطلّعين إلى غد أفضل في سائر الدّول النّامية التي تهفو شعوبها إلى التقدّم، وهو اختبار أيضا للدّول المتقدّمة حتّى تعبّر عن صدقيّة مضامين إيمانها بالتنوّع وقبول الآخر لأجل تحقيق تكافؤ الفرص في قيادة المنظّمة، مشيرا الى أن إدارة عربي لهذه المنظّمة العتيدة من شأنه أن يمنح الإنسانيّة أملاً جديدا في التقارب والتقدّم، ويعطي الشّعارات البرّاقة وهجا حقيقيّا. وفي محاضرة نظمتها جامعة قطر وحضرها رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات والطلاب محاضرة بعنوان : "نحو انطلاقة جديدة اليونسكو – الأمس، اليوم و غداً"، تحدث فيها عن تاريخ هذه المنظمة الدولة العريقة ومسارات عملها ومجالات تدخلها. وتأتي أهمية هذه المحاضرة في أنها بداية انطلاقة فعاليات ترشح سعادته لمنظمة اليونسكو التي قال إنه اختار لها الجامعة الوطنية في قطر . وشرح الدكتور الكواري رؤيته وبرنامجه للنهوض بهذه المنظّمة ودعم رسالتها وتحقّيق التقدّم للإنسانيّة. وأكد أن عالم اليوم يختلف عن عالم الأمس، وتتطلّب كلّ مرحلة تصوّرات وإجراءات جديدة تزيد في ترسيخ الرّؤية العامّة وفي توسيع أفقها. ولا شكّ أنّ اليونسكو صرحٌ منيع، ساهم المؤسّسون وجميع المدراء السّابقين في بنائه وفق طبيعة المراحل التّاريخيّة ورهاناتها. ولا أحد ينكر فضلهم ومجهوداتهم، ولكنّ دور اليونسكو بدأ يتراجع ، ومن البديهي أن نسعى إلى ترقية المنظّمة نحو الأفضل ونعيد إليها جدواها ومكانتها التي بُعثت لأجل بلوغها. وتساءل الكواري قائلا من منّا لا يُجمع على أهميّة التّعليم؟ فأيّا كانت الأسر فقيرة أم غنيّة فإنّها تسعى لتعليم أبنائها، حيث يشكّل التّعليم غاية الغايات وأعلى الأولويّات لدى الشّعوب والأمم فبه ترتقي الإنسانيّة وتتقدّم. وإذا كان هناك أكثر من 58 مليون طفل في العالم خارج المدرسة، فيعني ذلك وجود وضع مؤلم يُجبرنا على التصدّي له وتغييره. ولاشكّ أنّني في هذا المقام أعتزّ بتجربة بلادي في إطلاق المبادرات وتنفيذها وهي مبادرات "التّعليم فوق الجميع" و"القمّة العالميّة للابتكار" و"علّم طفلاً" التي ساهمت في توفير التّعليم وتنمية ثقافة السّلم، ولنا في مبادرة "علّم طفلاً" خير دليل على نجاح تأمين التّعليم لأكثر من 10 مليون طفل في العالم من جملة ملايين الأطفال المحرومين من التّعليم. وبما أنّ التّعليم حقّ لكلّ البشر، فإنّ من الأولويّات الهامّة توفير التّعليم للمرأة، فلا يمكن لمجتمع أن ينهض بأعباء رسالة الإنسانيّة ونصفه غارق في الأمّية. إنّ من شروط التّنمية هو تحقيق المساواة بين الجنسين في التّعليم، ومن الواضح أنّ الفتيات والنّساء في العالم هنّ الأشدّ حرمانا من هذا الحقّ، لذلك توجّب علينا إيلاء هذا الجانب قدره من الأهميّة بتذليل الصّعوبات حتّى تستطيع المرأة ممارسة حقّها في التّعليم وبالتالي ضمان مشاركتها الفاعلة في بناء المجتمع. دعم التعليم وقال إنه كلّما دعمنا التّعليم في العالم وخاصّة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبيّة، فإنّنا نتغلّب على الفقر، ونساعد الشّعوب على تحقيق النّماء والخروج من الأمية التي تعرقل مسار التنمية الاقتصاديّة وتحوّل المجتمعات إلى بيئات حاضنة للانغلاق الفكري والتّعصّب، فمن نتائج التّعليم إعلاء منطق الحوار وتبادل الرّأي بدل منطق المعاداة، وليس أفضل من التّعليم وسيلةً لتهذيب النّفس البشريّة وبثّها مبادئ احترام الآخر، لأنّ التّعليم قوّة محرّكة للعقول قبل كلّ شيء، ومنه تتولّد مبادرات التّنمية وفيه تُرسّخ القيم المشتركة. وأكد سعادته أنه مهما ناضلنا من أجل التّعليم فسنبقى في حاجة إلى العلوم حتى نتقدّم بنمط عيش الشّعوب، فلا يمكننا أن نبني التنمية المستدامة دون تطوير العلوم لأنّها السبيل للقضاء على الفقر، وهي الوسيلة المثلى لتحسين نوعيّة الأمن الإنساني،وما أبلغ مكانة العلوم في حضارتنا العربيّة، فكثيرا ما اعتبر أسلافنا أنّ"فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". وبمثل ما عملت اليونسكو على تطوير العلوم فإنّنا نرى بأنّ العلماء يمثّلون قوّة اقتراح للبدائل، لذلك فنحن في أمس الحاجة للمجموعة العلميّة، وفي ذلك اقتداء بالآباء المؤسسين الذين أولوا مكانة هامّة للعلماء، فما فائدةُ العلم إن لم يسهم العلماء في تحصين المجتمعات من الأخطار في شتّى المجالات لتحقيق السّلام العالمي؟ ومن الضرورات التي تنتظر المنظّمة هو تأمين الإدارة الرشيدة للبيئة وجعلها عنصرا رئيسيّا في توجّهات التّنمية الوطنيّة لجميع الدّول وخاصّة منها البلدان النامية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاّتينيّة، ويتطلّب هذا التّحسين أولويّتين: إقناع صانعي القرار بضرورة تعزيز البحوث وتوفير القدرات التقنية للإدارة النافعة للموارد الطّبيعيّة اتّقاءًا للكوارث الطّبيعيّة، ثمّ منح دور نشيط للجمعيّات والمنظّمات الأهليّة للنّهوض بالتّنمية المستدامة. ولئن قطعت منظّمة اليونسكو أشواطا لا بأس بها في مجال تعزيز نشر المعارف العلميّة والتّقنية ونقلها على أوسع نطاق مثلما أسلفنا القول، وعملت على تحسين التّدريس الجامعي في مجال العلوم الأساسيّة والعلوم الهندسيّة، فإنّها مسؤولة على مواصلة العمل لتحسيس الدّول الراغبة في صياغة سياساتها الوطنيّة المتعلّقة بالعلوم والتّكنولوجبيا. ومثلما استفادت دول عديدة من المشروعات العلميّة ومنها لبنان وموزمبيق والكونغو ونيجيريا ومنغوليا وليسوتو، فإنّنا نعتقد بأنّ إدراج دول أخرى من أمريكا اللاّتينيّة سيكون له الأثر الإيجابي على التّنمية فيها. ويفترض هذا التّعاون أن تولي هذه الدّول أهميّة قصوى لمشاركة المرأة وتعمل على تحسين إمكانات التحاق النّساء بالمختبرات العلميّة في مجالي العلم والتّكنولوجيا. وقد لا يمنع تطوير النظم الوطنية والإقليمية للبحث وبناء القدرات، في الدّول النّامية من هجرة بعض أدمغتها إلى بلدان توفّر لها سياقات البحث والتّطوير. وليس في هذه الهجرة ما ينتقص من البلدان الأصليّة. لأنّ العلم ليس له وطن. ولكن هل يمكن للتّعليم والعلوم على السواء أن ينهضا بالإنسان دون أرضيّة ثقافيّة صلبة تؤمن بنشر السّلام ولا تكتفي بالتّلويح به؟ الدبلوماسية الثقافية وقال د. حمد الكواري إن لديه إيمانا عميقا بأنّ "الدّبلوماسيّة الثقافيّة" اليوم هي الطّريق الأمثل لتحقيق السّلام، فالثقافة أفضل وسيلة لنشر القيم المشتركة التي تتعالى عن ضيق الأفق والجمود الذي يلفّ فئات مختلفة في العالم، ولنا في تاريخنا الإنساني المشترك خير حجّة على مدى نفاذ الثقافة في إحداث التّقارب بين الشّعوب، حتّى عُدّت القوّة النّاعمة. ولئن أوْلت منظّمة اليونسكو أولويّة هامّة للثقافة فربطتها بالتّنمية في إطار تكوين رؤية عالميّة تعبّر عن القيم بلغة مشتركة، فإنّنا نلاحظ انخفاض مستوى الحوار بين الثقافات وانحسار مساحة التّسامح الذي يمثّل شرطا أساسيّا في التّعايش بين الأمم على اختلافها. وقال إنّنا نعيش تحت وقع أعمال التّخريب للمعالم الأثريّة ونرقب النّوايا المعلنة لدعاة العنف والكراهيّة بتدمير المزيد من المواقع والمتاحف بمسوّغات تتعارض مع القيم الإنسانيّة المشتركة وتهدّد الذّاكرة الإنسانيّة. ولعلّ ما وقع في سوريا والعراق وليبيا خير شاهد على هذه الجرائم. وبقدر ما كان تحرّك منظّمة اليونسكو سريعا فإنّه يحتاج إلى وضع تشريعات دقيقة لحماية مواقع التراث العالمي وتحسيس المنظّمات الأهليّة بضرورة حماية هذه المواقع لأنّها لا تمثّل الدّول بقدر ما تمثّل الذّاكرة المشتركة للإنسانيّة. وإذا كنّا ندعو إلى إشاعة ثقافة السلام، فإنّنا نحتاج اليوم إلى تفعيل الحوار بين الثقافات على أساس حقوق الإنسان وتقدير الخصوصيّات الثقافيّة حتّى لا نُحيي التّعصّب الأهوج، فلا تُبعث النّزاعات وثقافة الحروب من جديد. ولا يمكن للثقافة أن تبقى معزولة عن التنمية في أبعادها المختلفة، ناهيك أنّ الاهتمام بالصناعات الثقافيّة هي السبيل إلى كسب القيمة المضافة للثقافة وتعزيز التنمية خاصّة لدى الشّعوب التي يكتسحها الفقر أو المناطق المهمّشة ومنها الدّول الجزيريّة، إذ تسهم الصناعات الثقافيّة في القضاء على الفقر وإحلال التّماسك الاجتماعي. إنّ رؤيتنا وبرنامجنا لهذا المثلّث التّكويني(التربية، العلوم والثقافة) لتحقيق رسالة اليونسكو لا يمكن تجسيمها إلاّ بفضل أدوات مجدّدة، فما هي هذه الأدوات وما هي أبعادها؟ أدوات الإنجاز وقال الكواري إن اليونسكو تمتلك رصيدا هائلا من المبادرات التي تحتاج إلى تجديد، غير أنّ هذه المبادرات ترتهن حتما بوجود إدارة رشيدة وتقتضي نمطا من الشفافيّة الرّفيعة. ولا يمكن لتحقيق الرّؤية دون الاعتماد على مقاربة جديدة في التّسيير بالاستناد على ثمار التّقنيات الحديثة حيث سنعمل على استغلال أفضل للموارد البشريّة والماليّة. ولأنّنا نؤمن بالدّور الجوهري للمنظّمات الأهليّة والمدنيّة فإنّنا سنسعى إلى إقناع هذه المنظّمات كي تلعب دورها الحقيقي في معاضدة مشاريع اليونسكو لأنّ أهدافنا مشتركة وغاياتنا واحدة فكيف يعمل كلّ طرف بمفرده في حين أنّ خبراتنا المشتركة وجهدنا المشترك هو السبيل الوحيد لتجسيم المبادئ والقيم الواحدة. ولعلّ تشتّت الجهود ووفرة المشاريع دون تنسيق يُذكر هو الذي لا يساعد على تحقيق المأمول بسرعة فائقة، ولا يمنح الثقة للمواطنين بالجدوى المطلوبة. واختتم الكواري محاضرته بالتأكيد على سعيه لبناء " جيل اليونسكو " الذي يعتبر الثّقافة بوصلته في سياق فشل السياسات وشيوع اليأس والإحباط في رقاع عديدة من العالم. فالأمل يُغرس كبذرةٍ في العقول الحيّة والمتطلّعة بحماستها إلى تغيير صورة العالم نحو الأفضل. وليس أفضل من الشباب ليحمل هذه البذرة، وهي عبارة عن مشعل يسلّمه الجيل الخيّر إلى الأجيال القادمة وهذا لن يرى النّور من دون تجسيم انطلاقة جديدة لليونسكو. رئيس الجامعة وفي تصريح له بهذه المناسبة ، قال د. حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر: من دواعي فخرنا أن تكون جامعة قطر المحطة الأولى التي يعلن خلالها سعادة د. حمد بن عبدالعزيز الكواري ، ترشحه كمدير عام لمنظمة اليونسكو، وهذا الترشح يؤكد نهج دولة قطر، وقيادتها الرشيدة، التي تضع الفكر والثقافة والتواصل الإنساني ضمن أولوياتها. وأضاف: إن اهتمام قطر بالثقافة والفكر ليس وليد اليوم، بل هو متوارث جيلا بعد جيل، حتى باتت قطر بمنجزاتها وقاماتها الإبداعية، والثقافية، والفكرية، والإعلامية، علامة مضيئة في الساحة الثقافية العربية والدولية. وأكد أهمية هذه الخطوة، موضحا أن ترشيح أحد أبناء قطر، له باع واسع، وقدرات خلاقة في مجال الفكر والثقافة، لرئاسة هذه المنظمة العريقة، يعتبر تأكيدا من قيادتنا الرشيدة على دور قطر الثقافي والفكري.

367

| 23 مارس 2016

عربي ودولي alsharq
باحثون: الشرق الأوسط ضعيف.. و"داعش" يستنزف العرب

اختتم منتدى الجزيرة العاشر أعماله مساء اليوم بعقد الجلسة الثالثة والختامية، والتي حملت عنوان "إلى أين يتجه الشرق الأوسط في ظل أوضاعه الحالية" بمشاركة نخبة من الباحثين والسياسيين. وناقشت الجلسة السياق الإقليمي المتحرك والمتسم بالفوضى، وغياب تصوُّر للمستقبل يخلِّص المنطقة وشعوبها من الاستبداد الداخلي والتبعية للخارج. كما تطرقت إلى الأجندات المتنافسة والمتصارعة على مستقبل الشرق الأوسط في أبعادها الوطنية والإقليمية والدولية وسط تقاطع أولويات القوى المتصارعة. وأجمع الباحثون المشاركون على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بحالة غير مسبوقة من الضعف لأسباب عديدة إقليمية ودولية، مؤكدين في هذا الصدد على أن تنظيم داعش يعمل على استنزاف العالم العربي. وقال محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية بكلية قطر للدراسات الإسلامية إنه لا داعي للتشاؤم إذا وضعنا أوضاعنا في سياق التاريخ فلم تنتقل مجتمعات من الاستبداد إلى الحرية إلا بعد المرور بعملية تحلل ثم التركيب ولسنا بدعة بين الأمم التي تمر بمرحلة انتقال وآلام، مشيرا إلى أن التغيير مسألة وقت والحروب الدائرة سوف تعجل بحركة الانتقال. ولفت إلى عدد من النقاط حول الثورة العربية والدور التركي والصحوة الأوروبية والدور الإيراني والتنافس الأمريكي الروسي. وأوضح الشنقيطي في مداخلته أن الثورات العربية على مفترق طرق إما تسير الشعوب إلى مصالحة مع الذات أو الإصلاح الوقائي والتلاقي بين الحكام والمحكومين، مبينا أن الصورة ليست قاتمة في ظل وجود نموذج مثل النموذج التونسي. وتطرق في حديثه إلى تركيا حيث قال إنها نواة صلبة في هذه الأمة ودولة قوية تعيش تطورا ومسارا تاريخيا جديدا، لافتا إلى أن المساعي الحالية لإغلاق البوابة العربية بمد شريط كردي على الحدود التركية هي مساع مضرة لتركيا والعالم العربي. وفيما يتعلق بالصحوة الأوروبية أكد أن أوروبا يجب عليها إدراك المصير المشترك مع الربيع العربي باعتباره ظاهرة متوسطية وإدارك أن حرية وازدهار جنوب المتوسط هي جزء لا يتجزأ من حرية وازدهار الشمال. وحول أهم اللاعبين الإقليميين والدوليين في الشرق الأوسط ومنهم بطبيعة الحال إيران وأمريكا وروسيا، قال الشنقيطي إن إيران تضخمت بالغرور الإمبراطوري والتوسع الأحمق وإن على أمريكا وروسيا إدراك أن الحريق حين يمتد فإنه يصيب الجميع، مشيرا إلى انحسار الثورة المضادة وبداية الإصلاح السياسي وتحول الظاهرة الجهادية من المحلية إلى الدولية، ملمحا إلى أن تنظيم داعش سيكون أشرس من القاعدة بحكم ما يملكه من جنسيات خاصة غربية. وأضاف الشنقيطي أن التقارب العربي التركي سوف يتعمق وسيكون له دور إيجابي كبير ولابد من معالجة الذات ومسألة انشطار الذات بين سني وشيعي وعلماني وإسلامي لأن منطقتنا لم تنجح في إدارة الهويات المتعددة واختزلت الإنسان في بعد واحد. من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية شفيق الغبرا، إن الراهن السوري يلخص مجمل الحال العربية المتأزمة التي نعيشها في كل بلد عربي، معتبرا أن سورية ليست الوحيدة المعرضة للتفكك والتقسيم، بل إن مسألة التفكك مستمرة، وكل بلد عربي لا يكاد يخرج من أزمة، إلا ودارت الدائرة على طرف آخر، ضمن حلقة متواصلة من التأزم، واصفا الإقليم العربي بأنه يعيش في محنة، والعرب محاصرون في الداخل لأسباب متعددة، منها غياب العدالة والحرية والديمقراطية والحقوق، ومحاصرون أيضا من الخارج بفعل صراعات تمزق الأمة، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى الكيان الصهيوني. وأضاف أن هذه الحالة تتفاوت في ظل غياب المشاريع التي تتفاعل مع قاع المجتمعات العربية، ما يبرز أن الحالة العربية متقاربة، وتكشف عن واحدة من أوجه الوحدة العربية في المد والجزر ملمحا إلى أنه كان بالإمكان تفادي حالة التطرف الراهنة لو أن الدول استحضرت في ساعات السلم قضايا التنمية بعيدا عن تغليب المعالجات الأمنية، التي تصد عن أي رؤية بعيدة المدى نحو تغيير شامل للأوضاع، لافتا إلى أن الحالة العربية تمر بظروف معقدة وآلاف الشباب العرب اليوم موجودون في صفوف تنظيم الدولة "داعش" ويقاتلون إلى جانبه، بفعل ممارسات الدولة ووأدها لأحلام أولئك الشباب. وأوضح أن المواجهة مع تنظيم الدولة "داعش" تستنزف النظام العربي سواء في سورية أو العراق وغيرهما، وتفتح جميع الجبهات، نظرا لغياب البدائل، وهذا ما يخدم "داعش" ويجعله يصمد في معركته التي يخوضها هو أيضا على أكثر من صعيد، مشيرا إلى أن تغيير الخرائط ممكن لكنه محدود، سواء تعلق الأمر بالعراق أو اليمن، بحسب حالة كل دولة وواقعها، فالتقسيم ليس واقعا والخرائط القديمة ما تزال صامدة في بعض الدول، لكن المخيف في الأمر أنه لا نهاية قريبة للحروب الراهنة، ولكن لا شيء سيعود كما كان عليه من قبل، فالوعاء العربي قد انكسر، بسبب جموده وركاكته، ولن يفلح أحد في إعادة بنائه دون شراكة وبناء المؤسسات التي تقطع مع ممارسات الماضي. ولفت الغبرا إلى أن ما حدث في السنوات السابقة، كان صراع مشاريع، واليوم الكرة في ميدان العرب من أجل بلورة مشروع جاد للوصول إلى أفئدة الشباب الحالمة بالتغيير، مشروع يمتلك تحقيق الزخم الذي لن تستطيع "داعش" أو غيرها استنزافه. بدوره قال وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق، إنه لا يؤمن بفكرة نهاية التاريخ في السياسة، وهي الفكرة التي روج لها مفكرون على مدى عقدين من الزمن، كما أنه لا يؤمن بنهاية التاريخ. وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن يلوم خمس سنوات من عمر الربيع العربي وما جاءت به، معتبرا إياه تطورا طبيعيا حتميا متصلا غير منفصل، لا يمكن الانحناء له، أو الانفكاك منه. وتابع بقوله: "نحن نعيش دورة تاريخية حضارية لم تبدأ في عام 2011، ولا في عام 1948 إثر احتلال فلسطين، ولا بعد اتفاقية "سايكس بيكو"، بل نحن ندور في صراع معين له حيثياته السياسية والاقتصادية والثقافية، فـ"سايكس بيكو" كانت معلما أساسيا في هذه الدورة، والحروب القومية العربية والاستقلال العربي والإسلام السياسي كانت أيضا معالم هذه الدورة، ومحطات لا يمكن تغافلها لأنها حدثت. ونبه إلى أهمية التصالح مع الماضي، لكن ليس بالضرورة تمجيده، لأننا نسير في مسار جديد، نختلف في اسمه، لكنه ليس بداية التاريخ ولا نهايته. ونوه خنفر الى أننا وصلنا اليوم إلى محطة بات الشارع هو محورها، وهي محطة تبرز أن الانسان لم يعد كما كان في السابق، لأن هناك فكرا ورؤى جديدة تتشكل وشعورا غامرا لدى الفرد بأنه يمتلك السلطة، وكل واحد يحس أنه قادر على أن يعبر عن رأيه، في ظل تراجع الأشكال الهرمية في التعبير التي سيطرت على فكرنا السياسي والاجتماعي سابقا، وهذا يبرز أن التواصل الأفقي يمكن أن يؤتي أكله أكثر من الهياكل الهرمية، فالقديم ينهار ولابد من جديد يخلفه، ولا يجب أن نتمسك به ونبكي على أطلاله. وقال: "يجوز تذكر الماضي لكنه ليس نموذجا يجب استعادته والتاريخ يسري إلى الأمام، وعلى المفكرين والمثقفين التنبه لهذا الأمر، فالماضي يمكن أن يكون جميلا لكن هذا لا يبرر العمل على استعادته، فالقديم يجب أن يخرج من المعادلة ويحل محله الجديد"، مشيرا إلى أنه يجب علينا السير إلى المستقبل، ونخفف من آلام الانتقال، وهذا مسار طبيعي، حتى لا نفقد توازننا نحو المستقبل. وبشأن الأوضاع الحالية وما تعانيه المنطقة العربية من اضطراب، قال خنفر إن ما يحدث اليوم حالة طبيعية، والشرق الأوسط يعيش حراكا، لكنه لا يؤدي دوره الاستراتيجي، لأنه ضعيف، وجيناته ليست قادرة على تخيل المستقبل فكريا وثقافيا واجتماعيا، جينات ليس لديها خيال للمستقبل. ونبه خنفر إلى أنه لا يمكننا أن نتغير سياسيا ما لم نتغير فكريا، والقادم لم يكن بإيديولوجيا الماضي وصرامته، منوها بأنه سئل من قبل عن رأيه في الإصلاح، الذي اختار أن يطلق عليه اصطلاحا آخر هو "الهجرة"، أي — بحسب قوله — الهجرة بأدوات جديدة وفكر جديد، كلنا جميعا إسلاميون وقوميون ويساريون، ومصلحتنا تكمن في إرساء قيم مشتركة رحيبة وواسعة عنوانها "الانتماء إلى اللحظة والمستقبل". وحول ما تعنيه الدعوة للتصالح مع الماضي من إهدار للحقوق، قال وضاح خنفر إن التصالح مع الماضي يعني أن نضعه في مكانه، لأنه لا يمكن استعادته، ولا يمكن أن نبقى أسرى له، ومسار التاريخ عادة لا يبقى منغمسا في لحظة الدم، ضاربا الأمثلة التاريخية التي تمكنت من الاتفاق على أهمية التعايش والوصول إلى عقد اجتماعي جديد يضم الجميع. وألمح إلى أن من أروع الدروس المستفادة من الحرب العالمية الثانية رغم بشاعتها وحجم الدمار الذي أحدثته، أنه عقب الحرب بعام واحد تم إعلان خطة "مارشال" وهدفها الاستراتيجي إنشاء منظومة أوروبية موحدة في الوقت الذي كانت فيه عواصم أوروبية مدمرة بصورة شبه كاملة. وأكد أننا سوف نصل إلى قناعة أنه مهما تصارعنا فإننا لابد أن نتعايش معا في إطار نظام عملي ليس طائفيا أو إيديولوجيا أو قوميا. من جهة أخرى، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان: إن المنطقة العربية تعيش مرحلة اضطراب، لا يمكن معها وضع أي تصور للمستقبل، لأن مجريات الأحداث تمر بمعوقات عدة، منها استحالة بقاء الكيانات الوطنية، كما كانت، واستحالة بقاء المجتمعات على حالها، واستحالة الحفاظ على الأمن الداخلي وحالة الاستقرار. وأضاف: إننا أمام هذا الوضع الراهن عربيا، تطرح أسئلة حول التدخل الخارجي، وكيفية معالجة الانقسامات الداخلية، وأي ترتيبات أمنية أو عسكرية ممكنة، لم يعد المجتمع الدولي أصلا متحمسا لها، بسبب تداخلها مع قضايا الإرهاب، وكل هذا يجعلنا نشعر بمخاطر التقسيم والتفكيك لدولنا أكثر من أي وقت. أما إقليميا، فنرى أن تركيا تواجه تحديات مقابل حفظ مصالحها، في وقت تفرض فيه إيران إرادتها، أما داخليا، فالجهد العربي سواء في اليمن او سورية أظهر عجزا بينا. وقال بدرخان: إن المجتمع الدولي لم يجد طرقا لحل الأزمات المتفجرة في المنطقة، بل تركها تطول بعيدا عن بذل جهود نحو تحقيق التوافق، وفسح المجال للتطرف كما نرى في سورية وليبيا والعراق، وهذه الدول أبلغ مثال على تشخيص الراهن العربي. ونبه بدرخان أن العالم يتذرع بالإرهاب والتصدي لتنظيم الدولة "داعش" من أجل التدخل في الدول العربية بكل يسر، وبالتالي ومن هذا المنطق تستحق أطروحات التقسيم التأمل فيها، مشددا على أن بعض الدول العربية فقدت سلطة القرار داخلها، وما يجري بين الروس والأمريكان من تفاهمات حول مستقبل سورية لا يعتقد أنها ستكون في صالح الشعب السوري، والأمر نفسه في ليبيا حيث فرضت حكومة على الشعب الليبي، أما في العراق، فبين التواطؤ الإيراني — الأمريكي، وسيظهر هذا جليا في معركة الموصل المنتظرة أمام العالم أجمع. ولفت بدرخان إلى أن التدخل العربي في اليمن أوقف هيمنة إيران على قرار الشعب اليمني، لكن شبه التقسيم قد يكون محورا للتباحث بعد أن تضع الحرب أوزارها، وفي لبنان الذي تتجاذبه قوى دولية وإقليمية، لن يسلم من تداعيات ما يلحق بالجسم العربي. وأعاد التذكير بالقضية العربية الأولى، وهي القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه القضية لم تحقق من خلالها الدول العربية مصالحها سواء في حالتي السلم أو الحرب، فالظروف التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة يظهر أنها ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

594

| 22 مارس 2016

محليات alsharq
قطر تشارك في الاجتماع الوزاري لـ"التعاون العربي الهندي"

شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون العربي الهندي والذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة. مثل دولة قطر خلال الاجتماع سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية. ويمثل منتدى التعاون العربي الهندي الذي تم إنشاؤه عام 2008، إطارا للتعاون بين الدول العربية وجمهورية الهند في مختلف المجالات، وكذلك للتنسيق والتشاور بين الجانبين حول القضايا والأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

222

| 24 يناير 2016

عربي ودولي alsharq
باسم نعيم لـ"الشرق": استقرار الوضع المصري مصلحة فلسطينية استراتيجية

أكد القيادي في حركة حماس باسم نعيم، أن "حماس" حركة تحرر وطني فلسطيني ليس لها امتدادات تنظيمية خارج الساحة الفلسطينية، وأن خليفتها الفكرية والثقافية خلفية إسلامية تجمعها مع الكثير من التنظيمات الإسلامية في الدول العربية دون أن يكون لها أي ارتباط تنظيمي بالمعنى المباشر. وقال نعيم لـ"الشرق" :"من بدايات انطلاق حركة حماس قبل ثلاث عقود وهي تؤكد أنها حركة إسلامية تسعى لمواجهة ومحاربة الاحتلال الإسرائيلي وسلاحها موجه نحوه فقط، وليس لها شأن في التدخل بأي مشاكل داخلية في أي دولة عربية أو حتى دول أخرى، وليس لها امتدادات تنظيمية في أي قطر عربي وفي مقدمة ذلك جمهورية مصر العربية". وأوضح نعيم أن حركته عقدت قبل أشهر لقاءات مع القيادة المصرية خاصة مع جهاز المخابرات، لتجاوز الأزمة بين حركة حماس ومصر، مؤكداً أن ليس عند حركته ما تخفيه "وكل ما يتم ذكره في الاعلام محض افتراء، وهناك جهات معنية تريد أن تبقى العلاقة بين حماس ومصر متوترة وتحاول الاستفادة من التوتر بين الطرفين". وشدد على أن اللقاءات جاءت تأكيداً على اعتبار أن الأمن المصري هو مصلحة فلسطينية استراتيجية، وأن استقرار الوضع المصري هو مصلحة للشعب الفلسطيني، متابعاً :"وحماس جاهزة لتوضيح كل الملابسات التي يمكن أن تطرح حول تدخلاتها في الشأن المصري، وحاولت بشكل واضح وجلي أن تؤكد على أنها حركة إسلامية خرجت لصد العدو الصهيوني ودحره من الأراضي الفلسطينية، وليس لها علاقة بأي أعمال أو تحركات تمارس في الدول العربية وعلى رأس ذلك مصر". وفي سياق الوضع العام لقطاع غزة، قال القيادي نعيم :"القطاع يعاني من وضع كارثي ومأساوي على كل الصعد ولا يستطيع انسان أن يخفي ذلك, وفي الحقيقية تفاقم الأزمة ليس مرتبط فقط بمعبر رفح، بل بإغلاق المعابر الأخرى والحصار والضغوط التي يمارسها الاحتلال على العالم للضغط على الشعب الفلسطيني". ولفت إلى أن معبر رفح له دور أساسي لحركة الناس نحو الخارج "وبحكم العلاقة التي تربط قطاع غزة بمصر تاريخياً وعلى مستوى العلاقات القومية والدينية والجيرة, الكل يتطلع بضرورة توطيد العلاقات لما لها دور حقيقي في تسهيل حركة المواطنين وتخفيف معاناتهم, كما هو الحال في المعابر مع الدول الاخرى ولم نسمع يوماً إغلاق المعابر بحكم العلاقات الدولية". وأضاف :"ولا سيما أن مصر تاريخياً أشرفت على حكم قطاع غزة لحوالي عقدين وتعتبر غزة امتداد طبيعي للأمن القومي والاستراتيجية المصرية, ومعبر رفح يلعب دوراً هاماً وكبيراً, أما فيما يخص الأنفاق لم تكن يوماً هدفاً منشوداً لأي مواطن أو مسؤول فلسطيني سواء على المستوى الرسمي أو الفصائلي أو الأهلي, بل كانت حل للضرورة لشعب تحت الاحتلال يعاني من الحصار يسعى أن يصل إلى حياة كريمة لذلك لجئوا لهذه الآلية". وقال نعيم :"عام 2015 بدايته كانت فيها آمال كبيرة جداً ولكن نهايته كانت مخيبة للآمال, وكنا نأمل أن ينتهي الانقسام والحصار, وأن يكون موقف المجتمع الدولي أكثر قوة لصالح الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص قطاع غزة, وها نحن نودع عام 2015 وما زال الانقسام والحصار". ودعا إلى لم الشمل الفلسطيني والجلوس على طاولة واحدة للحوار وتقييم ما سبق في فترة العقدين الماضيين من بعد اتفاقية أوسلو وحتى هذه اللحظة "لنعرف إلى أين وصلنا وماذا حققنا, وأن تعرض كل الملفات على الطاولة المفاوضات والمقاومة الشعبية والمسلحة ونقيم, ودون ذلك لن تحقق القضية الفلسطينية أهدافها". وأكد أن القضية الفلسطينية ستشهد تغيراً على المستوي الداخلي والدولي والاقليمي في حال قيام مؤسسة فلسطينية واحدة شاملة يجتمع فيها الكل الفلسطيني تحت مظلتها "وستساهم نيل الشعب الفلسطيني مراده وثوابته وحقوقه".

486

| 31 ديسمبر 2015

علوم وتكنولوجيا alsharq
بالفيديو.. عالم مصري: "العرب مهددون بالانقراض"

كشف الباحث المصري في علوم الفضاء والتغير المناخي، عصام حجي، إن المواطنين العرب أصبحوا مهددين بالانقراض إذا لم ينظروا إلى أن قدرتهم في البقاء على الأرض مرهونة بقدرتهم على التأقلم مع مناخها المتغير، فإذا فقد المواطن العربي فهمه لهذه التغيرات فقد قدرته على التأقلم وأصبح كائنًا مهددًا بالانقراض. وأوضح حجي، أن الكوارث الطبيعية هي السبب الأول لهلاك الإنسان على كوكب الأرض وأن عدد قتلى الظواهر الطبيعية أكبر من قتلى الإرهاب. وأصاف حجي في حوار مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أمس الخميس: "العالم العربي أكثر المناطق تعرضًا للتغير المناخي، ومن أخطرها، لأن بيئته صحراء فقط".

545

| 11 ديسمبر 2015

تقارير وحوارات alsharq
بن طِفلة: تدخل إيران بشؤون العرب "مأساة".. والتعاون مع تركيا "حتمي"

* ما يجمعنا مع إيران أكبر مما يفرقنا "لكنهم يقولون ما لا يفعلون" * نثمِّن وندعم دعوة الشيخ تميم لحوار إيراني - خليجي * إيران تحارب العرب بأيدي العرب، وتخلق التشيع بأيدٍ شيعية سياسية عربية *إيران تعتبر دول الخليج كيانات لا تملك قرارها وتابعة لهيمنة أمريكا * السياسة الأمريكية المترددة هي سبب تدخل الروس في سوريا * الرئيس أوباما لا يملك سياسة أو رؤية محددة تجاه المنطقة * أمريكا تركت الحبل على الغارب للإيرانيين في سوريا، وقدمت لهم العراق على طبق من ذهب * غارات الطيران الروسي في غالبيتها عشوائية، وقتلت الكثير من المدنيين * "بوتين" تدخل في سوريا رداً على سياسة أمريكا وأوروبا في أوكرانيا * تركيا دولة فاعلة في المنطقة ومن مصلحتنا كعرب أن نتعاون معها في كافة المجالات * يجب تحييد الخلافات الحالية والشروع في تحديد الأطر لتعاون خليجي تركي مصري * نأمل أن تسهم جهود قادة مجلس التعاون في وضع إطار للتعاون البناء على كل الأصعدة * الدور الخليجي في سوريا ليس منسقاً بالشكل المطلوب * الكويت تعمل ضمن هدف موحد مع أشقائنا الخليجيين فيما بخص الشعب اليمني الشقيق د. سعد بن طفلة العجمي أجـرى الحــوار - محمــد الأخضــر دعا الدكتور سعد بن طفلة العجمي، وزير الإعلام الكويتي الأسبق، دول مجلس التعاون الخليجي إلى إزالة كل الصعوبات والعراقيل من أجل تفعيل تعاون خليجي من شأنه أن يعزز موقف الدول الأعضاء، في ظل التحديات والتغيرات الحاصلة في المنطقة. وأكد في حوار مع "بوابة الشرق" على أهمية العلاقات التركية الخليجية، واصفاً تركيا بالدولة المهمة والفاعلة في المنطقة، لما لها من ثقل اقتصادي، وعسكري، وجغرافي، وتاريخي، وثقافي، داعياً دول المنطقة إلى ضرورة تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية مع تركيا، ووضعها ضمن أولوياتها على كافة الأصعدة. وشدد على أهمية تكوين تحالف يضم ثالوث "خليجي تركي مصري" من أجل خلق توازن في ظل التغيرات الجيواستراتيجية والجيوسياسية في المنطقة، والتي نتجت عن ظهور عدة تحالفات، منها التحالف الروسي الإيراني مع النظام العراقي والنظام السوري، من جهة، وتحالف أمريكا وإيران من جهة أخرى من خلال الاتفاق النووي، بالإضافة إلى التدخلات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة في الشؤون الداخلية العربية، والتي أدت للأسف الشديد إلى دمار العراق وسوريا، ووضع لبنان على فوهة بركان، فضلاً عن الحريق الذي أحدثته إيران في اليمن. وثمَّن سعادته، دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لاستضافة حوار خليجي إيراني في الدوحة، بما يسهم في تحقيق النفع لدول مجلس التعاون الخليجي، إلا إنه شكك في صدق نوايا إيران، التي لطالما تعاملت مع دعوات الحوار السابقة بنظرة فوقية متغطرسة على حد قوله. وأشار إلى أن إيران تعتبر دول الخليج كيانات لا تملك قرارها وتابعة لهيمنة أمريكا، وهذا من شأنه أن يشكل أزمة في أي حوار حقيقي مع إيران، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ما يجمع دول الخليج مع إيران أكبر مما يفرقهم، لكن الإيرانيين يقولون ما لا يفعلون. وأرجع العجمي السبب في تدخل روسيا في سوريا إلى رغبة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في الرد بقوة بعد تدخل أمريكا وأوروبا في أوكرانيا، لافتاً إلى أن غارات الطيران الحربي الروسي ضد سوريا في غالبيتها عشوائية، وقتلت الكثير من المدنيين، حتى إنها طالت بعض المستشفيات كما تشير التقارير في حلب وحماة وحمص. ولفت العجمي إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يملك سياسة أو رؤية محددة تجاه المنطقة، وأن سياسة الإدارة الأمريكية المترددة، هي التي أوجدت الروس بشكل مباشر في الأزمة السورية، وتركت الحبل على الغارب للإيرانيين في سوريا، كما أنها قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران. وقال إن السبب في تراجع الثقل السياسي والأهمية الاستراتيجية لدول الخليج، إلى تراجع الأهمية الاستراتيجية للنفط على المدى المتوسط، وأيضا بسبب تغير سياسة أمريكا المتشددة في التدخل في شؤون المنطقة بشكل مباشر، كما فعلت سابقاً. وفيـما يلـي نــص الحــوار: ** تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا، حتى بدون غطاء دولي أو توافق أممي، هل من الممكن أن يتمدد التدخل الروسي ليشمل مناطق عربية أخرى كالعراق على سبيل المثال؟ أنا أرى العكس تماماً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أراد التدخل من أجل أهداف محددة، وهو لا يريد لهذا التدخل أن يطول، ولذلك نرى أن كثيرا من هذه الغارات الجوية التي يقوم بها الطيران الحربي الروسي هي في غالبيتها عشوائية، وقتلت الكثير من المدنيين، بل وبعض المستشفيات كما تشير التقارير في حلب وحماة وحمص، وهم لا يريدون الاستمرار في هذه المعركة طويلاً من أجل عيون بشار الأسد، لأن هكذا سيرى السوريون وشعوب المنطقة بأن روسيا وايران تحاربان الشعب السوري. لذلك تدخل "بوتين" في سوريا كي تكون ورقة من أجل أوكرانيا، فروسيا لم تنس سياسة أمريكا وأوروبا حين دخلوا عقر دارها وفي حديقتها الخلفية ممثلة في أوكرانيا التي هي دولة هويتها قريبة سلافية في الأساس وإلى وقت قريب كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي، ناهيك عن أنها أكبر دولة أوروبية بعد روسيا، وبلد بهذا الشكل لا يمكن أن تفرط به روسيا بأي حال من الأحوال وأن تتركه مرتعاً لأمريكا وحلفائها الأوربيين، لذلك كان على روسيا أن ترد بنفس القوة وبطريقة عملية وهي التدخل المباشر لحماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط وهو ما ترجمته لتدخل عسكري مباشر في سوريا. العجمي متحدثاً لـ"بوابة الشرق" **وكيف اختلف الوضع في سوريا؟ إذا قيّمنا الوضع في سوريا، نجد أنه تم تدويله بسبب وحشية النظام، وبسبب دخول قوة إقليمية بكل ثقلها في القضية وهي إيران، لكي تحارب العرب بأيدي العرب، بمعنى خلق التشيع السياسي العربي، بأيدٍ شيعية سياسية عربية، كما هو الحال في العراق من خلال الحشد الشعبي، أو في سوريا من خلال حزب الله أو فصائل عربية شيعية أخرى في سوريا وغيرها. ** في رأيكم، ماهي أوجه الاختلاف بين الدور الخليجي في سوريا، ومثيله في اليمن؟ ولماذا اختلفت آلية التدخل في حل أزمة البلدين؟ للأسف الشديد الدور الخليجي في سوريا ليس منسقاً بالشكل المطلوب، كما أن السياسة الخليجية لا تقوم على استراتيجية تدخل بشكل مباشر في الشؤون الداخلية في الدول، بينما في اليمن الوضع مختلف لأن هناك قراراً دولياً، ومبادرة وتحالفاً خليجياً، ودعوة رسمية من الحكومة الشرعية والرئيس الشرعي اليمني، وكل هذا شرعن تدخل التحالف الخليجي في اليمن، تحت غطاء دولي، ونحن في الكويت نعمل ضمن هدف موحد مع أشقائنا الخليجيين سواء في عاصفة الحزم أو في إعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق. التعاون القطري السعودي التركي ** وكيف تقيمون التنسيق والتعاون القطري السعودي مع تركيا، في الفترة الماضية، وهل يمكن أن نرى في الفترة المقبلة دوراً كويتياً ضمن تحالف خليجي تركي سعياً لمواجهة التحديات الحالية؟ حقيقة هذا سؤال مهم جداً، لأنه يستشرف ويستوعب التغيرات الجيواستراتيجية والجيوسياسية التي تتشكل في المنطقة حالياً، فإذا نظرنا إلى الوضع الحالي بعين محللة، نجد أن هناك تحالفاً بين كل من إيران وأمريكا والنظام في العراق وسوريا هناك تنسق معا لمحاربة داعش، كما نرى في المقابل تحالفاً خليجياً أمريكياً ضد داعش، ناهيك عن تحالف إيران على الجانب الآخر مع روسيا والنظام السوري والعراقي والذي ترجم من خلال العمليات العسكرية في سوريا والعراق، كما أننا لا بد أن نأخذ في الاعتبار الدعم الرئيسي الأمريكي لإسرائيل، ليس هذا فحسب بل إنه من ضمن الأهداف الروسية المعلنة دوما أهمية أمن واستقرار إسرائيل. وبالتالي في ظل هذه التحالفات المعقدة، يتأكد لنا بما لا يترك مجالاً للشك، أن هناك تغيرات جيواستراتيجية تجري في المنطقة اليوم، وهذه التغيرات والتي تشكلها مصالح كل طرف في التحالف، وحري بنا كدول في مجلس التعاون الخليجي أن نفكر في "ثالوث خليجي تركي مصري" وهو أمر لا غنى عنه من أجل خلق توازن في ظل هذه التشكيلات الجديدة والمعقدة، والتي أدت للأسف الشديد إلى دمار العراق وسوريا، ووضع لبنان على فوهة بركان، كما أن الحريق الذي أحدثته إيران في اليمن ليس ببعيد عن هذه التغيرات الجيواستراتيجية في المنطقة. ** بذكركم الدور المصري ضمن تحالف خليجي تركي، ماهي حظوظ نجاح هذا التحالف إذا ما تم الاتفاق عليه؟ حقيقة إذا نظرنا إلى حال مصر الآن، نجد أنها منشغلة بتبعات ثورتها، والكل يشعر بأن مصر منهكة في نفس الوقت بسبب أوضاعها الداخلية أيا كانت طبيعتها، ولا أريد أن أتدخل فيها الآن، ولكنني على المستوى الشخصي، أعتقد أن تشكيل تحالف بهدف تحقيق توازن إقليمي في القوى ويجابه هذه التحالفات السابق ذكرها، بدون مصر هو كلام بعيد عن الواقع، ولا يمكن للأمة أن تنهض بدون مصر الدولة المركزية ذات الثقل الهام في المنطقة، إذن لا بد من تحييد الخلافات الحالية، والشروع في تحديد الأطر لتعاون خليجي تركي مصري، عبر توحيد الرؤى والأهداف، تجاه القضايا الحيوية في سوريا والعراق وفلسطين واليمن، وغيرها. مجلس التعاون الخليجي والتحديات ** استشرافاً للمستقبل، هل تتوقعون أن يتم توحيد الرؤى الخليجية عبر اتفاق قوي ينحي جانباً أي اختلافات قديمة، فيما يخص القضايا التي تهدد المنطقة؟ في الآونة الأخيرة تقاربت الرؤى إلى حد كبير، حتى ان الاختلافات حول قضايا مهمة في المنطقة، لم تعد بنفس الحدة، التي كانت عليها قبل عام أو عامين، رغم أن الموقف من مصر ليس موحداً حتى الآن، والموقف في اليمن وسوريا ليس بنفس درجات الحماس، من أجل التدخل لإنهاء مأساة ومعاناة الشعب السوري، إلا أنني على يقين بأن تسهم جهود قادة دول مجلس التعاون الخليجي في وضع إطار للتعاون البناء على كل الأصعدة، وهذا حتمي في ظل التحديات التي تحيط بنا من كل جانب. ** تطورت العلاقات التركية الكويتية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وترجمت إلى تعاون مشترك في مجالات اقتصادية وعسكرية؟ حدثنا عن أهمية تركيا للعرب عموماً، وللكويت بشكل خاص؟ مما لا شك فيه أن الكويت تنظر إلى تركيا بوصفها دولة مهمة جداً وفاعلة في المنطقة، ولها ثقلها الاقتصادي، والعسكري، والجغرافي، والتاريخي والثقافي، وأعتقد أن كل دول المنطقة تأخذ في الاعتبار أهمية تعزيز التعاون مع تركيا، ووضعه ضمن أولوياتها على كل الأصعدة. وإذا تكلمنا واقعياً، نجد أن تركيا لها مصالح متعددة في المنطقة العربية ومنطقة الخليج العربي بالتحديد، ومن مصلحتنا كعرب أن يصل التنسيق مع تركيا في كافة المجالات إلى مراحل متقدمة، لأنها أصبحت شريكا لنا، ليس فقط في مجالات التعاون المشترك، ولكن بوصفها شريكة في القضايا المحورية التي تهم المنطقة كالقضية السورية والفلسطينية والعراقية على سبيل المثال، وإذا نظرنا إلى الوضع الحالي، نجد أن تركيا تستوعب الآن حوالي 2 مليون لاجئ سوري، وتحازي سوريا المحترقة بسبب نظامها، والعراق المدمر بسبب التدخل الإيراني الممنهج، وبالتالي التنسيق الكويتي أو الخليجي بشكل عام مع تركيا في رأيي هو مسألة حتمية وهامة جدا، ولا تحتمل التأخير. السياسة الأمريكية المترددة ** وما رأيكم في الانتقادات التي يطلقها البعض ضد السياسة الأمريكية في المنطقة، وهل توافقون على تحميلها تبعات ما آلت إليه الأوضاع الآن؟ أمريكا تتبع سياسة تخدم مصالحها فقط، ولا بد أن نأخذ هذا دوماً في الاعتبار، وهي دولة صديقة ومهمة، ويهمنا أن تتوافق مصالحنا مع مصالح أمريكا، من أجلنا نحن وليس من أجل أمريكا، وفي المقابل نجد أن الإدارة الأمريكية تتبع سياسة أنا أولاً، فإذا توافقت مصالحها مع مصالح دول الخليج، فلا بأس من ذلك، من وجهة نظرها، ساعد على ذلك تراجع الأهمية الاستراتيجية لدول الخليج، بسبب تراجع الأهمية الاستراتيجية للنفط على المدى المتوسط، وهذا واضح تماما. إضافة إلى أن الرئيس أوباما لا يملك سياسة أو رؤية محددة للمنطقة، ومن المؤكد أن هذه السياسة الأمريكية المترددة، هي التي أوجدت الروس بشكل مباشر في الأزمة السورية وتركت الحبل على الغارب لهم وللإيرانيين في العراق، بل إن أمريكا قدمت العراق على طبق من ذهب لإيران. ونحن كدول عربية خليجية، يجب ألا ننظر إلى هذه السياسة بوصفها خذلانا أمريكيا بقدر ما هو تغير في السياسة الامريكية، لتحصيل أكبر قدر من المكاسب، وهذا كما قلنا نتج عن تراجع الثقل السياسي والأهمية الاستراتيجية لدول الخليج، وأيضا نتيجة لأن أمريكا ترى أن الوضع الحالي أو ربما مصالحها الحالية في المنطقة لا تتطلب تلك السياسة المتشددة في التدخل في شؤون المنطقة بشكل مباشر، كما فعلت في أوقات سابقة. **وما السياسة التي يجب أن تتبعها دول الخليج للخروج من الوضع الحالي؟ واستعادة دورها الحيوي؟ نحن يجب ألا ننشغل بما يجب أن يكون عليه الآخر، لكن علينا أن ننشغل ونهتم بأنفسنا ومصالحنا، بمعنى أنه لا بد من إزالة كل الصعوبات والعراقيل من أجل تفعيل تعاون خليجي من شأنه أن يعزز موقفنا في ظل هذه التحديات والتغيرات التي تحيط بنا في المنطقة، بغض النظر عن الموقف الأمريكي، نحن لا نستطيع أن نراهن على أمريكا فقط لأنها أمريكا القوية، بل يجب أن نراهن على أن تتلاقى المصالح الأمريكية الخليجية، لكن إن تغيرت وتباينت هذه المصالح، فيجب أن تتغير مواقفنا، وهذه هي أبجديات السياسة. ** وهل ترون أن الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة 5+1 بقيادة أمريكا، كان سبباً في إطلاق "أذرع إيران الإعلامية" ضد المنطقة؟ إذا كان الاتفاق بحد ذاته يخدم السلام الإنساني، ويساعد على نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة، فهو لصالح الانسان بشكل عام، أما إذا كان هدفه غير ذلك، فهنا تكمن المشكلة والأزمة. والحقيقة أن السياسة الإيرانية في التدخل في الشؤون العربية تعتبر مأساة بكل المقاييس، وإلا فلينظر من يرى في إيران أنها نموذج "المخلص أو ولاية الفقيه" لينظر للدول التي تسير في كنف أو تحت الهيمنة الإيرانية، العراق مدمر، سوريا تحترق، لبنان بلا حكومة أو رئيس، وفي اليمن انقلب الحوثي على الشرعية، إذن لابد أن يُحكِّم الانسان عقله، ويحسب ما هي الفائدة التي جنتها شعوب الدول التي تورطت فيها إيران بسياستها المأساوية. **وكيف ترون دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لاستضافة حوار خليجي إيراني في الدوحة؟ أنا شخصياً من دعاة الحوار مع إيران، وقطر والكويت من دعاة الحوار مع إيران، ودعوة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في حد ذاتها لا يمكن الاختلاف عليها، ونثمنها وندعمها وهو ما أعلنته الكويت، لكن المشكلة تتمثل في مسألة أساسية، وهي أن التقية السياسية الإيرانية تجاهنا فيها غطرسة وفوقية، ولطالما دأب الساسة في إيران على قول الكلام المعسول، فليس هناك أعذب لسانا من الدبلوماسيين والساسة الإيرانيين حين تلتقيهم، هم يسمعونك كلاما جميلاً ودماثة خلق عجيبة وغريبة، لكن كما يقول المثل المصري "اسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك أتعجب"، وهذه هي المشكلة في موضوع الحوار مع ايران، فهي تنظر دائماً إلى الدول الخليجية بوصفها "دول لا تملك قرارها وتابعة لأمريكا"، وأنا أعتقد ان هذه الغطرسة تشكل أزمة في أي حوار حقيقي مع ايران، أقول دوما إن ما يجمعنا مع إيران أكبر مما يفرقنا.. لكن الإيرانيين يقولون ما لا يفعلون. ** وماهي محددات العلاقة بين الكويت وإيران؟ إذا نظرنا في العلاقة الكويتية الإيرانية، نجد أن الكويت من أقرب الدول في المنطقة علاقةً بإيران، وهناك تراث من التسامح والتعايش بين السنة والشيعة وهناك قبول للآخر، أوجد مساحات واسعة من الحرية الدستورية والديمقراطية التي خلقت هذه الأجواء من التسامح، ورفض التعدي على الآخر. لكن هناك على الجانب الآخر، تورطا لخلايا من حزب الله المدعوم من إيران في الكويت، وهناك شبكة تجسس إيرانية تم اكتشافها قبل سنوات قليلة، وأدينت أمام المحاكم الكويتية، كما أن هناك أزمات تخلقها إيران في الكويت بين الحين والآخر بعضها لأسباب داخلية إيرانية. وللأسف الشديد كل هذا من شأنه أن ينعكس على مصير دعوات الحوار التي تشكلت مؤخراً بدعوة صادقة من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر للحوار مع إيران. **وما مصير النزاع الإيراني الكويتي حول حقوق الكويت في حقل الدرة النفطي؟ إيران أكثر دولة ترفع شعارات المواقف الإسلامية الموحدة، لكنها ترفض أن تتعامل مع دول الخليج مجتمعة، بل إنها ترفض أن تتعامل مع دولتين خليجيتين معاً، وأي حوار بشأن ترسيم الحدود بين إيران والكويت والسعودية، ترفض إيران مباشرة الحوار الثنائي مع الطرفين في وقت واحد، حتى أنها لا تعترف بمجلس التعاون الخليجي، ولا تستقبل أمين عام مجلس التعاون الخليجي، ولا تقبل بأي حوار حتى على الجزر الإماراتية سواء كان حوارا ثنائيا أو جمعيا، أو حتى عرض النزاع أمام محكمة العدل الدولية أو إجراء حوار تحت اشراف دولي، وهذه سياسة لدى الإيرانيين فهم لا يريدون التعامل مع العرب جميعا، وإنما يريدون التعامل مع دويلات عربية صغيرة منفردة.

961

| 29 نوفمبر 2015

عربي ودولي alsharq
بن لحدان يترأس وفد قطر في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب

تشارك دولة قطر في الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء العدل العرب المقرر عقدها بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة يومي الخميس والجمعة المقبلين. ويترأس وفد دولة قطر في الاجتماع سعادة الدكتور حسن بن لحدان صقر المهندي وزير العدل. ويناقش المجلس في دورته الحالية عددا من الاتفاقيات العربية والتشريعات التي تهدف إلى تعزيز التعاون القانوني والعدلي بين الدول العربية ومنها المبادرة القطرية بإنشاء الشبكة العربية للخبراء العدليين التي أعدتها وزارة العدل في إطار سعيها لدعم العمل العربي المشترك في المجالات القانونية والعدلية. بالإضافة إلى إيجاد الحلول والآليات الحديثة والمبتكرة في مجال تبادل أفضل الحلول الفنية بين وزارات العدل والأنظمة العدلية والقضائية على مستوى الدول العربية من أجل تحقيق العدالة الناجزة. كما يناقش الوزراء الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وآلية تنفيذها والاتفاقية العربية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وشبكة التعاون القضائي العربي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومشروع البروتوكول العربي لمكافحة الاتجار بالبشر إلى جانب عدد من التقارير والقرارات ومشاريع القوانين ذات الصلة بتعزيز العمل العربي المشترك. ويشارك في الدورة الحالية لمجلس وزراء العدل العرب العديد من المنظمات العربية بصفة مراقب والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. ويسبق أعمال المجلس اجتماع تنسيقي لأصحاب المعالي والسعادة وزراء العدل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة دولة قطر واجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العدل العرب في دورته (57).

842

| 17 نوفمبر 2015

محليات alsharq
بالفيديو.. الأمير: لن نتسامح مع الفساد المالي والإداري.. وقطر لا تغير مبادئها

سمو الأمير في خطاب شامل أمام مجلس الشورى: * التأكيد على إقامة دولـــة القانـــون والمؤسســــات وتطويرهـــا وتنظيم السلطات الثلاث * الاقتصاد القطري حافظ على معدل نمو جيد خلال عام 2014 رغم انخفاض أسعار الطاقة * ميزانية العام القادم ستأخذ انخفاض أسعار النفط بعين الاعتبار * لن نتسامح مع الفساد المالي والإداري أو استغلال المنصب العام لأغراض خاصة * لكل مواطن حق في ثروات هذا البلد، ويجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه * الاقتصاد القطري حقق درجات عالية من الثقة في تقييم المؤسسات العالمية * تطوير البنية التحتية وتنويع الاقتصاد وتفعيل دور القطاع الخاص من أبرز أولوياتنا * معدل النمو بلغ في الناتج المحلي الإجمالي نحو 6,1% * زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي بنحو 11% * ترقية بورصة قطر من الأسواق المبتدئة إلى الأسواق الناشئة الثانوية * انخفاض أسعار الطاقة يدعو للحيطة والحذر وليس للخوف * نعمل جاهدين لإبقاء عملية التنمية في مسارها الصحيح * التنمية الصحيحة تحمينا من الآثار السلبية لتقلبات أسعار الطاقة * رؤية قطر الوطنية "2030" ، تهدف لتحويل قطر إلى دولة متقدمة * مراجعة شاملة لجميع الشركات الحكومية ووقف الدعم لعدد منها وخصخصة بعضها * من الضروري إزالة العقبات البيروقراطية من طريق الاستثمار * تدشين منطقتين صناعيتين خلال عامي 2014 و 2015 . * وضع استراتيجية لزيادة مساهمة الصناعة التحويلية في الناتج المحلي * لا بد أن تنتج قطر جزءً من غذائها على الأقل * على الشباب القطري التوجه إلى كافة الاختصاصات وأن يأخذ وطنه بعين الاعتبار * المواطنة ليست مجموعة من الامتيازات بل هي أولا انتماء للوطن * قطر تواصل جهودها فــي مختلــف الأطــر الخليجيــة والعربيــة والإسلامية والدولية * قطر ملتزمة بدعم الشعبين الفلسطيني والسوري في الدفاع عن حقه * الجميع يعرف أن قطر لا تغير مبادئها أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على أن الاقتصاد القطري حافظ على معدل نمو جيد خلال عام 2014، رغم انخفاض أسعار النفط وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الاقتصاد القطري يحظى بثقة المؤسسات المصرفية العالمية. وأشار سموه في افتتاح دور الانعقاد الرابع والأربعين لمجلس الشورى صباح اليوم، أن معدل النمو في النتاج المحلي الاجمالي بلغ 6.1% وهو معدل مشرف، وتظهر أهميته عند المقارنة مع مع معدلات الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفت إلى أن ميزانية العام القادم ستأخذ انخفاض أسعار النفط على مستوى العالم بعين الاعتبار. ولفت سموه إلى أن النمو الاقتصادي خلال الـ 15 عام الماضية ساهم في تحقيق قفزات في جميع المجالات، وأكد على ضرورة إبقاء التنمية في مسارها الصحيح لأنها تحمي من تقلبات أسعار الطاقة في المستقبل، مشيرا إلى أن رغم انخفاض أسعار الطاقة إلا ان المشروعات التنموية والعمرانية ستستمر في الفترة القادمة. وأكد سموه أن من أبرز أولوياته تطوير دولة القانون والمؤسسات، ولا تسامح مع الفساد المالي والإداري أو استغلال المنصب العام لأغراض خاصة. وقال سموه إن قطر مرت بمراحل أصعب من هذه المرحلة فيما يخص الاقتصاد القطري، ولكن المفتاح لعبورها هو أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه وطنهم، مؤكدا على أهمية دور الشباب في بناء الدولة وتطويرها. وأضاف سموه خلال كلمته امام المجلس أنه جرت مراجعة شاملة لجميع الشركات الحكومية ووقف الدعم لبعض الشركات وخصخصة بعضها. منوها ان من أبرز مؤشرات النمو الاقتصادي ترقية بورصة قطر إلى مستوى المؤسسات الناشئة. وفي الشأن الخليجي، أكد سموه على مواصلة دولة قطر مساعيها وجهودها في تعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على تطوير عمل المجلس، وتعزيز العلاقات الأخوية مع جميع الدول العربية. ولفت سموه إلى أن دولة قطر تدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ضد ممارسات الاحتلال والدفاع عن مقدسات الأمة العربية والاسلامية، مؤكدا على حق الشعب السوري في الدفاع عن حقه في حياة كريمة على أرضه ووطنه. وأكد سمو الأمير على التزام دولة قطر بدعم هذه القضايا العادلة وبمبادئها في دعم كل القضايا العربية، مشيراً إلى ان الجميع يعرف أن قطر "لا تغير مبادئها"، فقد تراجع وتقيم افعالها لكي تصصح الأخطاء إن وجدت. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير اليلاد المفدى: " بسم الله ، وعلى بركته تعالى ، أعلن افتتاح الدورة الرابعة والأربعين لمجلس الشورى . حضرات الأخوة الكرام أعضاء مجلس الشورى ، يسعدني أن أرحب بكم في افتتاح الدورة الجديدة لمجلسكم الموقر ، التي أثق بأنها ستكون كسابقاتها ، إضافة جديدة ومثمرة إلى العمل التشريعي ، الذي يتولى مسؤوليته مجلسكم الموقر ، في الإطار الذي وضعه الدستور. إن سياساتنا التشريعية ، كما تعلمون موجهة بالدرجة الأولى إلى تحقيق الأهداف التي أرساها دستورنا الدائم؛ وهي: المضي في إقامة دولـــة القانـــون والمؤسســــات وتطويرهـــا ، وتنظيم سلطات الدولة الثلاث، والحفاظ على المقومات الأساسية للأسرة والمجتمع وتعزيزها ، والموازنة الخلاقة بين احترام حقوق المواطن والصالح العام للمجتمع والوطن ، وتوفير أسباب الحياة الكريمة للمواطن القطري في حاضره ومستقبله. ولقد أصدرنا في السنوات الماضية ، بمساهماتكم القيمة ، وجهدكم الدؤوب ، العديد من التشريعات في تلك المجالات كافة ، وعلى الأخص فيما يتعلق بتنظيم أجهزة الدولة ، والصحة والتعليم ، وتنظيم النشاط الاقتصادي ، ورعاية الأسرة والمجتمع ، وغيرها ، وما زال أمامنا المزيد لنفعله ،لأن عزمنا على مواصلة تحقيق التقدم لبلدنا والرفاهية لشعبنا لا يقف عند حدّ. حضرات الأخوة ، وكما تعودت في كلمتي السنوية لمجلسكم الموقر ، فإنني سأتحدث اليكم بكل صراحة وموضوعية. فعلى الرغم من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، والانخفاض الحاد في أسعار النفط والغاز، حافظ الاقتصاد القطري على معدل نمو جيد خلال عام 2014 ، حيث بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة نحو 6,1%، وهو معدل مشرِّف. وتظهر أهميته عند المقارنة مع معدلات النمو في الدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث كان معدل النمو 2,4% ، ومع متوسط النمو في دول مجلس التعاون التي ننتمي إليها حيث بلغت نسبته 3,6% من مجمل الناتج المحلي. وما يسترعي الانتباه ، أنه في الوقت الذي انخفضت فيه مساهمة المكون الرئيسي للناتج المحلي الإجمالي ، وهو قطاع النفط والغاز، بمعدل 1,5% ، ازدادت مساهمة القطاع غير النفطي بنحو 11% . وقد واكب هذا النمو استمرار حصول الاقتصاد القطري على درجات عالية من الثقة من قبل مؤسسات التقييم العالمية . وحققت قطر مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية . كما قامت المؤسسة العالمية للتصنيف المالي بترقية بورصة قطر من الأسواق المبتدئة إلى الأسواق الناشئة الثانوية. السادة الأفاضل ، مع مشاعر الارتياح التي تثيرها هذه الإنجازات ، إلا أني لا أخفي عليكم ، أن هذا الانخفاض الكبير والمستمر في أسعار الطاقة يدعو للحيطة والحذر . وأؤكد هنا يدعو للحيطة والحذر وليس للخوف . والفرق مهم ، فالحذر واقعي ومفيد في السياسات العامة ، أما الخوف فغير واقعي ومضرّ، ولا يساعد على وضع السياسات الصحيحة، إذ يشيع مناخات تؤثر هي بذاتها سلبا على الاقتصاد والاستثمار، فيصبح مثل نبوءة كاذبة تحقق ذاتها. يجب أن يدفعنا الحذر إلى مصارحة بعضنا، وإلى التكاتف في مواجهة التحديات، وإلى اليقظة ورفض المسلكيْن المتطرفين: الفزع غير المبرَّر من جهة، وخداع الذات الذي يتمثل في تجميل الواقع لإرضاء النفوس، من جهة أخرى. سبق أن مررنا بما هو أصعب من هذه المرحلة حين لم يكن الاقتصاد القطري على هذه الدرجة من التركيب، ولم تكن صناعة الطاقة في بلادنا على هذه الدرجة من التطور. ولكن المفتاح لعبور هذه المرحلة بسلام هو أن يدرك كل منا أنه كما استفاد في مراحل النمو السريع وارتفاع أسعار النفط، فإن عليه أن يحمل أيضا معنا مهام المرحلة ومسؤولياتها وأعباءها. مشاركة كل حسب قدرته في حمل العبء أمر فيه إنصاف، وليست عند المواطن مشكلة في المساهمة، حين يشعر أنه ثمة إنصاف في الأمر. و"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفساً إِلَّا وُسْعَهَا"، صدق الله العظيم. وعلينا أن نعمل جاهدين لإبقاء عملية التنمية في مسارها الصحيح ، على الرغم من انخفاض أسعار النفط الحادة ، لأن التنمية الصحيحة هي التي ستحمينا من الآثار السلبية لتقلبات أسعار النفط والغاز في المستقبل، ومن مخاطر التطورات في الاقتصاد العالمي ، وقد تحوطنا لذلك في رؤية قطر الوطنية "2030" منذ العام 2008 ، وفي استراتيجية التنمية الوطنية للدولة 2011-2016 . وفي هذه المناسبة أؤكد أنه رغم انخفاض الأسعار في سوق الطاقة فإننا سوف نستمر في تنفيذ مشاريع تطوير البنى التحتية والتنمية البشرية. حضرات الأخوة أعضاء مجلس الشورى ، كما تعلمون ، فإن رؤية قطر الوطنية "2030" ، تهدف إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة ، قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل ، بالسعي إلى تطوير اقتصاد متنوع ، يتناقص اعتماده على الهيدروكربون ، ويتجه الاستثمار فيه نحو الاقتصاد المعرفي ، وتتزايد فيه أهمية القطاع الخاص. ولقد بلورت استراتيجية التنمية الوطنية 2011-2016، أولويات التنمية خلال هذه الفترة، والتي تتمثل في استدامة الازدهار الاقتصادي ، وتطوير البنية التحتية ، ورفع كفاءة إدارة الموارد الطبيعية، وتنويع الاقتصاد الوطني، وتفعيل دور القطاع الخاص ، وتعزيز التنمية البشرية وخاصة في مجالات التعليم والصحة وحماية البيئة . وقد بدأت الأعمال التحضيرية لإعداد استراتيجية التنمية الوطنية 2017-2022 . وهنا أود أن أشير عبركم للسادة الوزراء وجميع العاملين على استراتيجية التنمية الوطنية في جهاز الدولة وخارجه، أن العناوين التي ذكرتها هي أهداف ، يمكن الوصول إليها بخطة عمل واضحة مع مؤشرات ومعايير واضحة تقيس نجاح التنفيذ. ولذلك فإنني أؤكد على ضرورة سد الثغرات في إطار التخطيط ، وتحسين التنسيق على مستوى القطاع، وبين القطاعات المختلفة ، والتركيز على المخرجات والنتائج. النتائج الحقيقية الملموسة هي معيار نجاح الاستراتيجية. صحيح أن التصنيفات العالمية التي تنشرها الصحف من حين لآخر حول ترتيب قطر في هذا المجال أو ذاك مشجعة ومثيرة للتفاؤل، ولكن الأهم هو تقييمنا نحن للنتائج، وكم هي حقيقية وملموسة ومن حيث كفاءة وجدوى الانفاق الحكومي ، فإنه يجري إعداد الموازنة العامة للسنة المالية 2016 لتبدأ من أول يناير المقبل . وستأخذ ميزانية العام القادم انخفاض أسعار النفط بعين الاعتبار ، بحيث لا يؤدي إلى عجز كبير في الموازنة ، فهذا قد يلحق ضرراً يتجاوز ميزان المدفوعات إلى الاقتصاد الكلي . تحضرني في سياق مناقشة انخفاض أسعار النفط الآية الكريمة: " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم. فقد جلب ارتفاع أسعار النفط فوائد جمة لهذا البلد وشعبه ، ولكن لا أحد ينكر أن ظواهر سلبية رافقتها ، ومنها النزوع إلى الهدر في الصرف، وبعض الترهل الوظيفي في المؤسسات، وعدم المحاسبة على الأخطاء في حالات كثيرة ، لأن توفر المال قد يستخدم للتغطية على الفشل في بعض المؤسسات ، كما قد يؤدي إلى الاتكالية على الدولة في كل شيء ويقلل من دوافع الفرد للتطور والمبادرة . ويجب أن نحوِّل ضبط الإنفاق الاضطراري في هذه المرحلة إلى فرصة لمواجهة تلك السلبيات . ولا يجوز أن نفوت هذه الفرصة . سوف تركز هذه الموازنة على تحقيق الكفاءة في الانفاق الحكومي . كما أنها ستعمل على تعزيز النموّ والتوسع في القطاعات غير النفطية لتنويع الاقتصاد. ومن المتوقع أن يكون معدل التضخم للعام الحالي في حدود 2% ، وبالرغم من أن هذا المعدل يعتبر منخفضا ، فعلى الحكومة ألاّ تتوانى عن تشجيع المنافسة ، ومراقبة الأسعار في الوقت ذاته ، لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي. وفي مجال تعزيز القطاع الخاص والتنويع الاقتصادي ، وللحدّ من منافسة الدولة للقطاع الخاص ، فقد جرت مراجعة شاملة لجميع الشركات الحكومية . وبعد عرض هذه المراجعة على المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، وجهت بوقف الدعم لعدد من هذه الشركات ، وخصخصة بعضها ، وتحويل إدارة بعضها الآخر إلى القطاع الخاص ، وبعدم دخول المؤسسات والشركات الحكومية في منافسة مع القطاع الخاص ، وبتعزيز الفرص لهذا القطاع في تنفيذ المشاريع الحكومية . ولكن على القطاع الخاص في دولة قطر أن يتحمل مسؤولياته ، ويبادر ، وألا ينتظر أن تكون الدولة دولة رعاية . فدولة الرعاية تكون للمواطن غير المقتدر ، وللطفولة والشيخوخة ، هذا إضافة لكون قطر تحتل المرتبة الأولى عالميا في الإنفاق على دعم المنتجات للمستهلك ، ولكنها لا يفترض أن تكون دولة رعاية لمجال الأعمال . إنه مجال المبادرة الخاصة . على الدولة أن تدعم مجال الأعمال بواسطة تجهيز الظروف للاستثمار ، وإزالة الاختناقات البيروقراطية ، وإعداد البنية التحتية الحاضنة للمشاريع . أما البقية فإنها تتوقف على قطاع الأعمال نفسه. إضافة إلى ذلك ، يفترض أن يكون هذا القطاع أكثر من مجرد وسيط بين الدولة والشركات الخارجية . لا غنى عن الشركات الخارجية طبعا ، ولكننا نريد أن نرى مساهمة رأس المال المحلي ومبادراته واستعداده للمجازفة في تطوير الاقتصاد الوطني من أجل تحقيق الربح. تقوم الدولة بجهود حثيثة لتطوير المناطق الاقتصادية ، واللوجستية ، ومناطق التخزين ، وقد تم تدشين منطقتين صناعيتين خلال عامي 2014 و 2015 . وتستمر الحكومة بطرح المشاريع لزيادة مساحات التخزين وتخفيض التكاليف التشغيلية للمستثمرين . وهذا لا يحل المشكلة كلها، فيجب أيضا معالجة الارتفاع غير المبرر في أسعار العقارات أيضا . ويعرف الجميع أن التكاليف التشغيلية المرتفعة في المجالات كافة تصل في النهاية إلى الدولة وتضخّم ميزانيتها. وهذا لم يعد ممكنا. من الضروري إزالة العقبات البيروقراطية من طريق الاستثمار. ولا سيما بعض الإجراءات التي أصبحت مجرد عثرات تعيق العمل. وينطبق ذلك أيضا على بعض الازدواجية بين الوزارات، وكثرة التغييرات في الإجراءات والمعاملات والنماذج اللازمة والتراخيص، مما يربك المواطن والمستثمر المحلي والأجنبي. لن يقدم كثيرون على الاستثمار، إذا طُلِب من المستثمر كل يوم تعبئة نموذج جديد، وترخيص جديد؛ وإذا تغيرت الشروط عدة مرات خلال تقديم الطلب. لا بد من توحيد إجراءات الوزارات للمواطن والمستثمر من خلال نافذة خدمية واحدة قدر الإمكان . ويجب أن تجد هذه الفكرة طريقها إلى التطبيق بشكل شامل . لا يوجد استثمار بدون شروط طبعا. ولكن يجب أن تكون الشروط والإجراءات في بلادنا واضحة وغير معقدة ومستقرة. لقد وجهت الحكومة لوضع استراتيجية صناعية لزيادة مساهمة الصناعة التحويلية في الناتج المحلي الاجمالي ، ولا سيما تلك المعتمدة على المعرفة . ولا بد أن تنتج قطر جزءا من غذائها على الأقل . وآمل أن تجد هذه الخطط طريقها إلى التنفيذ. وأود هنا التوقف قليلا والتوجه للشباب القطري . لا يمكن للاقتصاد القطري الاستغناء عن الخبرات والعمالة الأجنبية ، هذا صحيح ، ولكن لا تبنى قطر من دونكم . وهي لا تبنى على عدد محدود من المهن والاختصاصات . فثمة قطاعات كاملة وحيوية للدولة من مجال الأمن والجيش والشرطة ، وحتى التخطيط والإدارة والهندسة والطب والبحث العلمي نحتاج فيها إلى شباب وشابات قطريين ، ويجب أن يتوجه الشباب القطري إلى الاختصاصات كافة ، وأن يأخذ وطنه بعين الاعتبار حين يتخذ قراراته. ليست المواطنة مجموعة من الامتيازات ، بل هي أولا وقبل كل شيء انتماء للوطن . ويترتب على هذا الانتماء منظومة من الحقوق والواجبات تجاه المجتمع والدولة . المواطنة مسؤولية أيضا . من حق المواطن أن يستفيد من ثروة بلاده . ولكن يفترض أن يسأل المواطن نفسه من حين لآخر ، ماذا أعطيت أنا لبلدي ومجتمعي ؟ وما هي أفضل السبل لأكون مفيدا ؟ وماذا أفعل لكي أساهم في ثروة بلادي الوطنية بحيث تستفيد الأجيال القادمة أيضا. هذا ما نعنيه حين نقول أن مصدر ثروة الدول الحقيقي هو الإنسان ، ومصدر فقرها الحقيقي هو الإنسان أيضا. وبهذا تتمايز الدول عن بعضها. كما أؤكد هنا أمامكم أنه إذا كان هذا متوقعاً من المواطن ، فإن المتوقع من المسؤول في وظيفة عمومية أضعافُ ذلك. ومن هذا المنطلق لن نتسامح مع الفساد المالي والإداري ، أو استغلال المنصب العام لأغراض خاصة ، أو التخلي عن المعايير المهنية لمصلحة شخصية . حضرات الأخوة أعضاء مجلس الشورى ، إن سعينا للتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط والغاز ، لا يعني أننا لن نولي هذا القطاع الاهتمام الكافي في الصيانة والتطوير ، فهذا القطاع هو الذي مكننا من تحقيق معدلات نموّ خلال خمسة عشر عاماً تعتبر من أعلى معدلات النمو في العالم ، وهذا النمو هو الذي ساعد على تحقيق قفزات نوعية في جميع المجالات الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، كما أنه سيظل لفترة طويلة مكوناً رئيسياً للناتج المحلي الإجمالي ، ومصدر ثروة تستخدم لتوسيع القاعدة الإنتاجية للأجيال القادمة. حضرات الأخوة ، في مجال السياسة الخارجية ، تواصل قطر عملها الجماعي والثنائي الفعّال، فــي مختلــف الأطــر الخليجيــة والعربيــة ، والإسلامية ، والدولية ، وأؤكد هنا على مواصلة جهودنا مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز تعاوننا على كافة المستويات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية، والأمنية ، وعلى تطوير آليات عمل المجلس ، حتى نستطيع مواجهة التحديات والتغيرات الإقليمية والعالمية ، وتحقيق مصالح شعوبنا . كما أننا حريصون أشد الحرص ، على تعزيز علاقاتنا الأخوية مع جميع الدول العربية الشقيقة؛ وهي أحوج ما تكون إلى توحيد صفوفها ومواقفها وتعميق تعاونها لمواجهة ما تتعرض له من تحديات ومخاطر. وبالقدر نفسه ، فإننا نولي اهتماما بالغاً للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين ، والالتزام بالشرعية الدولية وبناء علاقات ودية تحترم المصالح المشتركة مع دول العالم وتقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وفي هذه الأيام التي نشهد فيها انتفاضة الشعب الفلسطيني دفاعا عن نفسه من ممارسات الاحتلال ، وذودا عن مقدسات الأمة العربية والإسلامية كلها ، وصمود الشعب السوري الأسطوري في الدفاع عن حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرض وطنه ، أكرر التأكيد على التزامنا بهذه القضايا العادلة ، وبمبادئنا في القضايا العربية كافة. وقد أصبح الجميع يعرف أن قطر لا تغير مبادئها. قد نراجع أنفسنا ، ونقيم أفعالنا لكي نصحح أخطاءً إذا وقعت ، فجلَّ من لا يخطئ . ولكننا لا نغير مبادئنا. وفي الختام أتمنى لمداولاتكم النجاح والتوفيق في خدمة بلدكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1810

| 03 نوفمبر 2015

اقتصاد alsharq
قطر تشارك في تطوير قطاع النقل البحري ودعم منظومة التجارة العربية

شاركت دولة قطر في أعمال المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب الذي شهده اليوم الثلاثاء مقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بمنطقة أبو قير في محافظة الإسكندرية.ترأس الاجتماع الدكتور المهندس سعد الجيوشي وزير النقل المصري، وحضره السفير محمد بن إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية، والدكتورة دينا حسين مدير إدارة النقل والسياحة بالجامعة العربية، ووزراء وممثلو المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل لثماني دول عربية، هي بجانب قطر: مصر – السعودية – لبنان – الجزائر – فلسطين – الكويت – جزر القمر، وشارك فيه الدكتور إسماعيل عبد الغفار إسماعيل فرج رئيس الأكاديمية، وممثلو الاتحادات والمنظمات العربية. وتبدأ غدا الأربعاء بمقر الأكاديمية أعمال الدورة (28) لمجلس وزراء النقل العرب.من جانبه أكد سعد الجيوشي، وزير النقل المصري ورئيس المكتب التنفيذي لوزراء النقل العرب، خلال كلمته الافتتاحية، أن الآمال والطموحات لإنشاء شبكة متكاملة للنقل بين الدول العربية قد تجابهها بعض التحديات، أو تتعرض لبعض العقبات، خاصة على صعيد التمويل، موضحًا أنها مسألة تستلزم منا جميعا جهدا مشتركا لتدبير مصادر التمويل المناسبة، بل والبحث عن أفضل السبل لجذب الاستثمارات لقطاع يبدو وكأنه لم يحظ بنصيبه العادل من الاستثمارات الخارجية.بدوره قال الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية: إن الأكاديمية قامت بإعداد مجموعة من التقارير والدراسات التي كلفت بها من المكتب التنفيذي أو من الأمانة العامة للجامعة، مثل دراسة تطوير دور النقل البحري في دعم منظومة التجارة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية والتي سوف تقدم خلال المنتدى الاقتصادي للقمة العربية الأمريكية الجنوبية يوم 8 و9 نوفمبر القادم، تمهيدا لرفعها للقمة العربية لأمريكا الجنوبية المقرر عقدها خلال الفترة 10 ـ 11 نوفمبر القادم بالرياض.وأشار إلى تنظيم مجموعة من ورش العمل التي تصب في صميم مقررات وأهداف الجامعة العربية، ومن أهمها تنظيم ورشة عمل حول كيفية تطبيق مؤشرات الأداء في المنظمات العربية المتخصصة والتي تم رفع توصياتها إلى لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الأمين العام للجامعة العربية، منوها بالتنسيق الدائم مع كافة الاتحادات العربية النوعية ذات الصلة ومنظمات العمل العربي المشترك المعنية بالنقل.وفي ختام اجتماع المكتب التنفيذي، صرح وزير النقل المصري، أنه تمت مناقشة العديد من الموضوعات المختلفة في مجال النقل البري والبحري وذلك لرفعها إلى مجلس وزراء النقل العرب الذي يعقد اليوم الأربعاء، والتي تضمنت موضوعات هامة وذات أولوية على مستوى جميع الدول العربية، تهدف إلى تعزيز العمل العربي المشترك، بما يؤكد عمق العلاقات الأخوية المشتركة ويزيد من أوجه التعاون ويوطد أواصر المحبة ويخلق الكيان العربي الواحد.وأوضح الجيوشي، أن أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها في المكتب التنفيذي في مجال النقل البري تمثلت في بحث متطلبات تنفيذ مخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية وإنشاء مركز عربي لتدريب النقل واللوجيستيات، وفي مجال النقل البحري تمثلت في مناقشة خطة عمل الأكاديمية العربية لتفعيل دورها في المنظمة البحرية الدولية (IMO)، وكذلك مقترح إطار العمل لإعداد دراسة جدوى لتشغيل بعض أجزاء من الخطوط الملاحية، وكذلك مقترح إنشاء خارطة لتطوير النقل متعدد الوسائط في الوطن العربي، بالإضافة إلى دعم المنظومة اللوجستية والنقل متعدد الوسائط وتفعيل مشروع الربط البحري العربي بين الدول العربية.وأشار الوزير المصري، إلى أن هذه الموضوعات سيكون لها دور إيجابي في إزالة العوائق بين الدول العربية وتشجيع حركة التجارة والنقل العابر بين الدول العربية، لافتًا إلى أن مصر حريصة دائما على التعاون مع كافة الدول العربية في مجالات النقل المختلفة من أجل تحقيق منظومة نقل متكاملة ومتطورة تربط بين الدول العربية لخدمة المواطن العربي.

361

| 27 أكتوبر 2015

محليات alsharq
المعهد الدبلوماسي ينظم ندوة عن "السياسة الأوروبية تجاه قضايا المنطقة"

نظم المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية ندوة عن "السياسة الأوروبية تجاه قضايا المنطقة"، حضرها سعادة السيد محمد بن عبدالله الرميحي مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية، وحاضرت فيها الدكتورة أرجييت روزا، الخبيرة في الشؤون العربية والإيرانية ومديرة الشؤون العلمية في معهد الشؤون الخارجية والتجارة التابع لوزارة الخارجية والتجارة المجرية. وقالت الدكتورة روزا، خلال الندوة، إن هناك هياكل مهمة يتم من خلالها التواصل بين الأوروبيين والعرب، مشيرة إلى الحوار العربي - الأوروبي الذي انطلق منذ السبعينات من القرن الماضي، بين المجموعة الاقتصادية الأوروبية وجامعة الدول العربية، إضافة إلى مجموعة من العلاقات الثنائية التي تربط بين الأوروبيين والدول العربية، وتتميز خاصة بالتركيز على تطوير العلاقات الاقتصادية. وأوضحت أن الحوض المتوسطي، بمشرقه ومغربه، شكل إطارا تقليديا للتعاون الثنائي والمتعدد، إلا أن هذا الإطار لم يكن كافيا للتعامل مع عدد من النزاعات الموجودة أو الطارئة..وأكدت أن الاتصالات بين الجانبين العربي والأوروبي كانت دائما تدور حول ثلاثة محاور، هي: الجانب السياسي والأمني، والجانب الاقتصادي والمالي، والجانب الاجتماعي والثقافي. ولفتت الى أن توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي، نشأت عنه بعض المعضلات، لاسيما ما يهم تحديد الأقاليم، قائلة "ليس من الواضح مثلا أين تقف حدود المتوسطية، البعض يقولون إنها تمتد لتشمل الساحل الإفريقي، وفي الوقت نفسه يشير آخرون إلى أنه من الصعب فصل المغرب العربي عن مشرقه، الذي يشمل أيضا بلدان الخليج، وأصل المعضلة هو أن المصالح الاقتصادية والأمنية تتقاطع وتتشابك". وأضافت "وكما طرحت نهاية الحرب الباردة على الأوروبيين معضلات تتعلق بتحديد الجوار، طرح عليهم (الربيع العربي) أيضا معضلات أخرى، ينبغي معرفة كيفية التعامل معها، فإلى جانب التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، برزت قضايا مثل /الدمقرطة/ و /الأسلمة/، والهجرة". وتابعت "من الواضح أن هذه السياقات تحدث دون تدخل الاتحاد الأوروبي، وتطرح عليه تحديات من نوع جديد، فهذه أول مرة يجابه فيها الأوروبيون موجة من الهجرة الجماعية، التي لا تتصل بسوريا فقط، وإنما أيضا ببلدان أخرى". وأشارت إلى مساهمات ومبادرات الأوروبيين في محاولات تسوية عدد من النزاعات التي تمزق المنطقة، منها النزاع العربي - الإسرائيلي (مؤتمر مدريد للسلام)، والرباعية (الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا)، وحرب الخليج (1991)، والانقسام الأوروبي حول مسألة غزو العراق (2003)، والتدخل في ليبيا (الناتو)، ومجموعة أصدقاء سوريا، وغيرها. وأكدت على استعداد الأوروبيين دائما للتعاون مع العرب، وانفتاح /المجر/ تجاه الشرق، مضيفة أن ما تحتاجه بلادها من الخليج هو الطاقة والاستثمارات، وبالمقابل فالمجر مستعدة لتقديم ما يحتاجه الخليجيون في مجالات تكنولوجيات المياه والزراعة، وكل ما يهم الرعاية الصحية والطب والتدريب والتعليم، والسياحة.

315

| 21 أكتوبر 2015

عربي ودولي alsharq
بالصور.. هاشتاج "المسجد الأقصى" يجتاح تويتر

أثار خبر اقتحام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى والاشتباك مع المصليين فجر اليوم الأحد، ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عن بالغ غضبهم وحزنهم، وحملوا الحكام العرب والمسلمين مسؤولية تلك الواقعة. وحصل هاشتاج "المسجد_ الأقصى"، على المركز الأول في قائمة تويتر للهاشتاجات الأكثر تداولا، ونرصد لكم أبرز ما تم تداوله على مواقع التواصل حول هذه القضية.

2014

| 13 سبتمبر 2015

تقارير وحوارات alsharq
الطفل السوري إيلان.. فرَّ من الهدم والحرق ليحتضن البحر آلامه

"ترَكَنا واختار الجنّة موطناً"، بهذه الكلمات المؤثرة، نعى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الطفل السوري "إيلان" الذي جرفته مياه البحر الأبيض المتوسط على شواطئ تركيا، مع 11 جثة للاجئين آخرين، غرقوا جميعهم أثناء محاولتهم التوجه من شبه جزيرة بودروم التركية إلى إحدى الجزر اليونانية، عبر قاربين، بحسب مواقع محلية تركية. انتشرت صور الطفل والجثث الأخرى سريعاً على موقع "تويتر" الذي أفرد رواده تغريداتهم لنعيه تارة، وصب غضبهم على الأوضاع المأساوية التي يمر بها أبناء الشعب السوري تارة أخرى، بيد أن معظمهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن تغريداتهم ستذهب هباءً كما ذهبت مثيلاتها في ظروف غرق أو حرق أو هدم مشابهة لكارثة هذا الطفل السوري الغريق. جثة الطفل إيلان بعد أن جرفها الموج إلى الشاطىء الداعية السعودي "عائض القرني" غرد على حسابه الرسمي على "تويتر" قائلاً: غرق هذا الطفل السوري هارباً من الموت، شهادة على موت الضمير العالمي. وفي تغريدة أخرى، وجه الداعية الشكر للمستشارة الألمانية "ميركل "حيث قال: شكراً لـ "ميركل" و ألمانيا، لميركل باستضافة لاجئينا، تحية شاعر العُربْ المثالي.. "ولو أن النساء كمن عرفنا، لفضلت النساء على الرجالِ". صاحب الحساب، "بن أحمد" هاجم صمت دول العالم على ما يتعرض له الشعب السوري من ظلم فقال: في الحقيقة لم يغرق الاطفال السوريين وإنما غرق الضمير العالمي والعدل والإنسانية للأمم ذات القرار الفاعل. ونعى "جابر" غرق إيلان قائلاً: إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصومُ .. تخيل هذا خصم للطغاة. وأيدت "نحو الحرية" تغريدته فقالت: هذا الطفل سيكون حجة ع كل من خذل اللاجئين السوريين. بينما عبر "عبدالعزيز" عن غضبه من رد فعل العرب في مثل هذه الحالات فقال: كعادتنا نحن العرب سنحزن ونستنكر ونلقي اللوم على بعضنا ثم "سننسى"، لن نفعل غير هذا! حسبي الله ونعم الوكيل. انتشال جثة الطفل السوري "إيلان" وتحسّر "عبدالرحمن عبدالله" على صورة الطفل الغريق فغرّد: صورة مؤلمة هرب من جحيم النار وغرق في البحر، لا انسانيه ولا ضمير مات كل شيء وعجز الحرف عن التعبير. "رائدة البحرين" هي الأخرى قالت: لكم الله يا أطفال سوريا البراميل المتفجرة من أمامكم والبحر من خلفكم. "حمد" أحد رواد الموقع احتج قائلاً: التصرف الصحيح ليس في استقبال اللاجئين السورين بل في طرد بشار وإرجاعهم لبيوتهم هذا هو التصرف النبيل الذي يجب. واتفق معه "سلطان العبد" وأضاف: اذا لم يكن للعرب والمسلمين موقف حازم ضد بشار واعوانه بعد هذه الصورة فلن يحركهم أبداً أي موقف آخر. "فهد العبد الله" حذر من السكوت عن مثل هذه المآسي فقال: لم يبتلعه البحر ولم تأكله الأسماك، بل قذفه ليبقى شاهداً على الحال الذي وصلنا لها من جرم وخذلان. فيما هاجم "جراح الشامي" مجالس حقوق الإنسان وغيرها، لتهاونهم في إيجاد حل للاجئين السوريين فغرد: تحت قدميك تسقط مجالس حقوقهم، ويسقط الائتلاف، وتسقط تنظيماتهم، ويسقط تجار الدين وتجار الحروب. الطفل السوري "إيلان" الغريق على أحد شواطئ تركيا واستغاث "مهند الطحان" من الوضع في الداخل السوري وخارجه قائلاً: كنا ننقصف بكل صنوف القذائف داخل سوريا وهذه ليست المشكلة، الوضع معقّد داخل سوريا، طلعنا برا سوريا ومازال الموت يلاحقنا !! وأشعرت "مي أبو سنينه" للتعبير عن ألمها من الفاجعة فقالت: بالأمس كانوا ملوكا في منازلهم، واليوم هم في البلاد عُدانِ .. لمثلِ هذا يبكي القلب من كبدٍ، أن كان في القلب روحٌ وإيمانُ. "فايز الشمري" اختار الشعر للتعبير عن المأساة فقال: دع الناس في حالهم وارتحل.. مكانك في جوف طيرٍ هناك.. دع الأرض للموتِ واصعد.. إلى سماء الحياة تجدْ مبتغاكْ. جدير بالذكر أن الأسابيع الماضية شهدت تزايداً ملحوظاً في أعداد اللاجئين السوريين المتدفقين على الشواطئ الأوروبية عبر البحر، هرباً من الوضع المأساوي في الداخل السوري، عن طريق دفع أموال كثيرة للمهربين، للوصول عبر البحر من الشواطئ التركية الى جزيرة كوس اليونانية بزوارق صغيرة، فهذه النقطة هي الأقرب إلى السواحل الأوروبية.

9809

| 02 سبتمبر 2015

صحافة عالمية alsharq
مجلة عبرية: شعار إيران "الموت للعرب"

سخر الصحفي الإسرائيلي "شاؤول منشيه" من شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، الذي دائما ما ترفعه إيران وحلفاؤها بالمنطقة، وقال إن هذا الشعار لا يجب أن يقلق أحدا، حيث ترفعه طهران منذ أكثر من 30 عاما، ومازالت إسرائيل موجودة وكذلك أمريكا. "منشيه" الذي ينحدر من أصول عراقية كتب يقول: "أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن قلق بلاده من هذا الشعار، السؤال هو ما الجديد في الشعار، ألم يردد نظام آية الله في إيران على مدى 35 عاما على مسمع أتباعه هذا الشعار الخيالي، ولم تمت أمريكا أو إسرائيل". وأضاف في مقال بمجلة "مرآه" الإلكترونية: على أرض الواقع يموت تحديدا آخرون، فنظام الخامنئي يقتل الشعب اللبناني وتحديدا حزب الله، في سوريا، ويقتل الإيرانيون الآلاف من أبناء الشعب السوري، وكذلك السنة في العراق والسنة في اليمن". وتابع: "أعلن خامنئي مؤخرا أن "الموت لأمريكا وإسرائيل" هو رغبة الشعب الإيراني، لكن يدور الحديث عن كذب فج. معظم الشعب الإيراني يريد أشياء أخرى، يريد رفاهية، وازدهار، وحياة جيدة، ومثل كل الشعوب، أيضا الشعب في إيران يريد أن يرى الملايين من أطفاله يحملون حقائبهم صباحا ويذهبون للمدرسة بسلام، ويعودون لذويهم بسلام".

2378

| 09 أغسطس 2015

رياضة alsharq
تعادل مثير يحسم موقعة الشرق والعرب في بطولة الصحافة

باحت بطولة الصحافة الرمضانية الخامسة لسداسيات كرة القدم عن الكثير من أسرارها مع بداية اليوم الأول لانطلاقتها، وذلك بعد أن تمكن فريق الراية ب من الفوز على فريق الوطن أ حامل لقب البطولة الماضية بأربعة أهداف نظيفة، فيما أعلن فريق قطر تربيون عن نفسه مرشحا قويا على الصعود من المجموعة الرابعة بعد أن استطاع الفوز على فريق الشرق ب بأربعة أهداف نظيفة، فيما كانت أكثر المباريات إثارة وندية هي مواجهة الشرق أ والعرب ب، وذلك بعد أن انتهت بالتعادل الإيجابي 1/1. وتقام اليوم السبت في ثاني أيام البطولة 3 مواجهات قوية وهامة، حيث سيلعب تلفزيون قطر مع فريق الغلف تايمز 2.45 والراية أ مع الوطن ب 3:30، والمباراة الأخيرة تجمع فريق جريدة استاد الدوحة مع فريق الدوحة لحرية الإعلام 4:00 مساء. وأكد الزميل علي حسين عبدالله مدير البطولة الاتحاد القطري لكرة القدم وافق مشكورا على دعم ورعاية هذه البطولة تقديرا من الاتحاد للدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام القطرية في المساهمة وإبراز النهضة الشاملة التي تعيشها الدولة، ومتابعة كل الأحداث الرياضية وغيرها من الأنشطة التي تقام في قطر.

216

| 27 يونيو 2015

رياضة alsharq
اليوم 4 مواجهات قوية ترسم خارطة الطريق للتأهل ببطولة سوبر جرايد

شهدت صالة النادي العربي الرياضي مساء أمس الجمعة أربع مواجهات قوية في افتتاح بطولة سوبر جرايد الثالثة لسداسيات كرة القدم على كأس QNB للعام الثالث على التوالي والفرق المشاركة هي الراية والشرق والعرب والوطن ووكالة الأنباء القطرية وجريدة قطر تربيون الإنجليزية وتليفزيون قطر وقطر زهب "جريدة إلكترونية يومية"، وهي بطولة خاصة لرجال الصحافة والإعلام ويمنع فيها منعا باتا مشاركة أي لاعب لا يعمل بصفة رسمية دائمة في إحدى المؤسسات الإعلامية المشاركة في البطولة. الراية تتألق بخماسية في المباراة الأولى تمكن فريق الراية بقيادة المدرب الخبير عماد البرقاوي "أبوعادل" من قيادة فريقه لفوز كبير على فريق وكالة الأنباء القطرية بنتيجة 5/ 2 وذلك بعد أن استثمر تألق لاعبه العائد من الإصابة بقوة عندما سجل فريد عبدالباقي هاترك جميلا واستكمل هذا التألق زميله عبده شاكر الذي سجل هدفين في الشوط الثاني من المباراة فيما سجل هدفي وكالة الأنباء عصام حمدي وسيف يوسف. وللأمانة فإن أكبر لاعبي الفريق سنا كان أكثرهم تألقا ونشاطا وهو الكابتن القدير عبدالرحمن زكريا الذي وعد بأن يظهر فريق وكالة الأنباء بصورة مغايرة في المباريات المقبلة. أدار المباراة الحكم محمد مجدي وساعده الحكم أحمد المقدامي والحكم رجائي فتحي مسجلا وأسامة أبو حلاوة مراقبا. الوطن يحقق الأهم في المباراة الثانية التي جمعت الوطن حامل اللقب مع فريق قطرزهب تمكن فريق الوطن من تحقيق الأهم بقيادة مدربه جهاد الرابي وقائد الفريق عادل النجار وذلك بالفوز على قطرزهب 3 /1 وسجل الخطير محمد مطر أول الأهداف ثم سجل عادل النجار هدفين للوطن قبل أن يضيف لاعب قطرزهب عبدالله عزام هدف فريقه الوحيد, فيما أكد مدير تحرير قطرزهب الزميل عامر شميطلي أن المباراة القادمة اليوم لقطرزهب مع العرب هي الفرصة الأخيرة للمدرب علاء طه. أدار اللقاء الحكم محمد مجدي وساعده الحكم رجائي فتحي وأحمد المقدامي مسجلا وراقبها محمد مثنى الظاهري. الشرق يكشف تربيون في المباراة الثالثة لليوم الأول تمكن فريق جريدة الشرق بقيادة مدربه الرائع رائد جدوع من تحقيق فوز كبير وصريح على فريق قطر تربيون بخماسية نظيفة "5/0"، وذلك بعد أن سجل الشرق في الشوط الأول 4 أهداف لكن لم يتمكن في الشوط الثاني سوى إضافة هدف واحد بعد أن قام المدرب الخبير في بطولات الصحافة كمال عبدالله من تغيير خطة اللعب ومراكز اللاعبين وإغلاق المساحات على فريق الشرق. سجل أهداف الشرق خالد يوسف "هدفين" وهدف لكل من عصام محمد وسيد عبدالله ورائد جدوع. أدار المباراة رئيس لجنة الحكام الكابتن سامي صادق وعاونه محمد مجدي وأحمد المقدامي ومحمد مثنى مسجلا وأسامة أبوحلاوة نائب مدير البطولة مراقبا. العرب والتليفزيون حبايب أما المباراة الرابعة والأخيرة فكانت بين جريدة العرب وتليفزيون قطر، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1/1 بعد مباراة نارية متكافئة من الطرفين تخللها الكثير من الإثارة والتشويق حيث كانت بصمة الكابتن عيد فؤاد من العرب والكابتن أحمد قصاب الهاجري من التليفزيون واضحة تماما على الفريقين. سجل هدف التليفزيون عبدالله عبدالرزاق العمادي، وسجل هدف العرب أسامة عطية. أدار المباراة رئيس لجنة الحكام الكابتن سامي صادق، وعاونه محمد مجدي، وأحمد المقدامي، ومحمد مثنى مسجلا وراقبها علي حسين عبدالله مدير البطولة. منافسات اليوم الثاني وتقام اليوم السبت 4 مواجهات جديدة في اليوم الثاني للبطولة، حيث يلتقي فريق قطرزهب مع فريق جريدة العرب "2.30"، ثم الراية مع قطر تربيون"3.15" ثم الشرق مع وكالة الأنباء القطرية "4.00"، والمواجهة الرابعة والأخيرة بين تليفزيون قطر وجريدة الوطن "4.30" عصرا. العرب أول احتجاج وقد تقدم فريق جريدة العرب بأول احتجاج في البطولة وهو احتجاج من شقين الأول حول ضربة جزاء يطالب فيها الفريق في الثانية الأخيرة ولم يحتسبها حكم المباراة، والاحتجاج الثاني حول إمكانية مشاركة فريق التليفزيون بعدد من اللاعبين غير الموظفين في تليفزيون قطر، وحسب قانون البطولة فإنه يمنع تماما مشاركة أي لاعب غير إعلامي ولا يعمل فعليا ضمن المؤسسة التي يلعب في فريقها. وقد قامت اللجنة الفنية بعرض كل هذه الأمور على الزميل عبدالله غانم المهندي رئيس اللجنة المنظمة لبطولة سوبر جرايد والذي تباحث مع رؤساء اللجان العاملة في البطولة، وتقرر قبول احتجاج العرب شكلا ورفضه مضمونا حيث إن قرارات الحكم تقديرية ولم تكن هناك أخطاء متعمدة وعليه تم اعتماد نتيجة مباراة العرب والتليفزيون على ما انتهت عليه. كما أن الاحتجاج على فريق تليفزيون قطر لم يشفع بالقرائن والأدلة الثبوتية، وهو مجرد اتهام ضمني خاصة أن فريق العرب أيضا لم يقدم للجنة المنظمة صورة بطاقات لاعبي فريقه، فيما تعهد مدير تليفزيون قطر بتقديم كشف رسمي معتمد من إدارته بأسماء الفريق وهو كشف يعتد فيه بالنسبة للجنة المنظمة في حال تقديمه بشكل رسمي معتمد، كذلك فإن أي احتجاج رسمي يجب أن يكون مكتوبا ويسلم يدويا مرفقا بمبلغ 500 ريال قطري يتم إعادتها في حال قبول الاحتجاج الذي يمكن رفعه خلال أقل من 24 ساعة من موعد المباراة. كما أن اللجنة المنظمة تدرس حاليا التقرير المقدم من الزميل سامي صادق التوني رئيس لجنة الحكام حول مباريات اليوم الأول، وذلك لإصدار القرارات المناسبة حيالها.

311

| 20 يونيو 2015

تقارير وحوارات alsharq
"عادات وتقاليد" يرفضها مغردون حول العالم

تصدر هاشتاج #عادات_وتقاليد_ارفضها قائمة الموضوعات الأكثر انتشاراً على موقع التواصل الاجتماعي تويتر على مدار الساعات الماضية وفق احصائيات عالمية، وتناول الهاشتاج العديد من العادات والتقاليد المرفوضة من وجهة نظر البعض والمقبولة من آخرين، ونشرت مئات التغريدات على الهاشتاج الذي تفاعل معه عدد كبير من المغردين من مختلف الدول العربية على تويتر. ورأى مغردون أن المجتمع العربي يعج بالكثير من العادات والتقاليد الموروثة، والتي تراكمت عبر الزمن في أذهان شعوبه، وهي إما عادات متصلة بالشرع ولها سند في صحيح الدين فهي محمودة، وإما ان تكون عرفية تعارف عليها المجتمع متأسياً بالظروف المحلية المؤثرة في تكوين شخصية وهوية أفراده، ولطالما كانت هذه العادات العرفية مثاراً للجدل على مر العصور، فتارة يتهمها البعض بتقييد الحريات، وتارة يستخدمها آخرون في تحريم ما أحل الله، مثل حقوق الإناث في الميراث وغيرها من الأحكام الشرعية المثبتة في القرآن والسنة. وسلط المغردون من خلال الهاشتاج الضوء على مجموعة من العادات والتقاليد التي انتشرت وسادت في المجتمعات العربية والتي يرونها "من منظورهم الخاص" تمثل عائقاً لحرية الفرد في ممارسة حياته بصورة طبيعية بما لا يخالف تعاليم الدين المعروفة، وإليكم مجموعة من التغريدات التي انتشرت في الهاشتاج. غردت المذيعة السعودية أمنية الدعيق وقالت: خطأ الرجل مغفور وخطأ المرأة كارثة، الخطأ خطأ لـكلاهما. فاتحة باب الحوار مع مغردين أخرين حول نظرة المجتمع العربي لسلوكيات المراة العربية. واتفقت معها شهد الغامدي حيث قالت: أحد أسباب انحراف الشباب في مجتمعنا حملهم لفكرة (الرجال مايعيبه شيء) تربوا عليها فاعتقدوا أن الله أحل لهم ما يشاؤون..! وتفاعل معهما الإعلامي "عمر صيرفي" قائلاً: الولد قليل دين وأدب ولا هو قد المسئولية، الحل"زوجوه يعقل" وآخرتها فتاة بعمر الزهور مطلقة وأم لطفل !! أما خلف الحارثي، مُعلم من جدة قال: كل عادة حرمتْ حلالاً أو أحلت حراماً، كل عادة يكون سببُ فعلُنا لها أننا توارثناها أباً عن جد فقط !! وشارك فهد الشنيفي، أحد المهتمين بالتربية الخاصة والتوجيه الأسري قائلاً: عدم تزويج البنت الصغيرة قبل الكبيرة فالزواج والأرزاق والنصيب بيد الله وليست بالترتيب، الله يوفقها إذا جاها النصيب. كما شاركت إحدى المغردات تحت اسم "علياء" وقالت: هي كل تلك العادات التي ألبسوها ثوب الدين وجعلوها بذلك ديناً اتباعه فرض وتركه كفر. أمّا "آلاء شريفة" فقد استشهدت بالمقولة الشهيرة "لا تربوا أولادكم كما رباكم آباؤكم، فقد خلقوا لزمان غير زمانكم". وعن عادات المجتمع في الأعراس والمناسبات كتب سليمان الصقعبي: البذخ والإسراف في الزيجات وتكليف الأنفس مالا تطيق. وأرفق المغرد صوراً لولائم كبيرة أعدت لعدد محدود من الأشخاص في احدى الزيجات. واتفق معه حساب يحمل اسم "optimistic" حيث قال: الأسراف في إكرام الضيف لحد التبذير، وتحولها من عادة محمودة إلي عادة مكروهة. ونشر هو الآخر صورة لكمية كبيرة من الطعام ملقاه في مكب للنفايات. كما شارك محمد مصطفى بتغريدة: "اعمل الخير وارميه البحر" الجملة دي غلط المفروض إنك تعمل الخير لله عشان تأخذ الثواب. وتعجب عبدالرحيم أحمد من بعض الموروثات الخاطئة في المجتمع من وجهة نظره فكتب: البنت تدخل مجال طب أو تمريض فاسقة وممكن ماحد يتقدم لها من أقاربها واذا راح أحدهم بزوجته المستشفى يطلب طبيبة امرأة. وسلط صاحب الحساب "ماجد" الضوء على قضية هامة فقال: عزل الإناث من الميراث بما يخالف شرع الله واتباعاص للتقاليد .. حرام. وانتقد صاحب حساب بإسم "جنتل" عادات المجتمع في الضغط على الشاب او البنت للزواج من الأقارب فقال: زواج بنت العم او ولد العم، وغلاء المهور، بعضهم يتفاخرون بارتفاعه! لكن كان هناك من له وجهة نظر أخرى فيما يخص زواج الأقارب فقال المغرد "انسان": الكثيرون ينتقدون زواج الأقارب، الحمد لله متزوج بنت العم وبرضاها وعايشين ومبسوطين ولله الحمد والمنة .. التعميم مرفوض.

4833

| 26 مايو 2015

عربي ودولي alsharq
وزراء الإعلام العرب يعتمدون مقترح الإمارات حول "مكافحة التطرّف"

اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب المحور الفكري لدورته العادية السادسة والأربعين، والذي تقدمت به الإمارات العربية المتحدة حول "دور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرّف". وأكد المجلس في ختام أعماله اليوم الخميس، أهمية دور وسائل الإعلام العربية في نشر ثقافة التسامح ومكافحة التطرّف في إطار إستراتيجية إعلامية شاملة تتضمن توظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، لبناء رأي عام مساند لقيم التسامح نظريا وتطبيقيا على مستوى الأفراد والجماعات. وأكد المحور الفكري للدورة السادسة والأربعين لوزراء الإعلام العرب، أن التسامح من أبرز القيم التي تسهم في استدامة المجتمعات البشرية وازدهارها، وإعلاء قيم العيش المشترك، ومواجهة المصير الواحد على مستوى الجغرافيا أو الثقافة، بحيث يعمل الجميع لتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة في ظل تعددية تبني ولا تهدم. وأكد المحور الفكري للدورة الحالية لوزراء الإعلام أن نشر قيم التسامح ومكافحة التطرّف هي مهمة تقوم بها المؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية بمختلف أنواعها، إلا أن المسؤولية الكبرى في تحقيق هذه المهمة تقع على عاتق وسائل الإعلام بكل فئاتها، نظرا لقدرة الإعلام على الوصول إلى ملايين الناس والتأثير فيهم.

237

| 21 مايو 2015

عربي ودولي alsharq
"وزراء الإعلام": المصالح العربية لا تتحقق إلا بـ"التضامن والتفاهم"

أكد مدير عام المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، إبراهيم العابد، أن المصالح العربية لا تتحقق إلا بمزيد من التضامن والتفاهم، والعمل العربي المشترك، والموقف الموحد إزاء الأزمات التي تواجه الجميع، والإعداد للمستقبل برؤية تستند إلى تطوير مستمر للخطاب الإعلامي العربي، وآلياته ووسائله، داعيا إلى ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات التي تضمن القضاء على الإرهاب، واجتثاثه من جذوره. وأشار العابد، في كلمته اليوم الخميس، عقب تسلمه رئاسة أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب خلفا لوزير الدولة الأردني للإعلام الدكتور محمد المومني، إلى أن هذا لن يتحقق من منظور أمني فقط، بل أيضا من خلال منظور ثقافي ومعرفي، لبناء ذهنية عربية تستند إلى التسامح والتعددية، والتعايش المشترك، ومكافحة التطرّف والفكر الظلامي. كما أوضح أن الإعلام يشكل أحد أركان هذه المنظومة الثقافية والمعرفية المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف، من خلال نشر ثقافة التسامح والاحترام والتعددية، والحوار بين الأديان، ومحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية عبر كل الوسائل والآليات المتاحة والمبتكرة. ومن جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام بالأردن الدكتور محمد المومني، رئيس الدورة السابقة للمجلس، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، إن الإرهاب أصبح يمثل تحديًا للأمة برمتها وليس لبلد بعينه، وأن المعالجات الأمنية والعسكرية جزء هام في محاصرته والقضاء عليه، مشيرًا إلى أن هذا الجهد يتكامل مع دور الإعلام بقطاعيه الخاص والعام وبمختلف أشكاله في مواجهة هذا الخطر. وقال المومني "إن معركة أمتنا وديننا مع الإرهاب هي معركة طويلة، تتطلب مواجهة عسكرية وأمنية وفكرية، وأن الإعلام قادر على لعب دور حاسم في مواحهة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير في الرأي العام، مما يسهل تجفيف منابعه ومحاصرته تمهيدًا لتصفيته". كما أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي، أن مهمة الإعلام العربي التفاعل مع البعد الاستراتيجي والصحوة العربية الجديدة للمساهمة في تحقيق مقاصدها التي من ضمنها إيجاد مظلة أمنية عربية جماعية. وأشار العربي إلى أن أحد الأولويات حاليا تتمثل في نتائج القمة العربية التي انعقدت نهاية شهر مارس الماضي، في شرم الشيخ، والتي كان شعارها ومضمون مداولاتها الحفاظ على الأمن القومي من الأخطار التي تهدده، مثل الإرهاب الذي استشرى خطره بشكل غير مسبوق على مدى الخريطة الجغرافية للوطن العربي، حيث أكد القادة العرب على الإرادة السياسية المشتركة لاتخاذ المواقف الحازمة لاستعادة المبادرة والفعل العربي للموقف العربي.

254

| 21 مايو 2015

اقتصاد alsharq
غدا.. مناقشة التعاون الاقتصادي العربي التركي بالكويت

تستضيف الكويت يوم غد الاثنين، الاجتماع الثاني لوزراء الاقتصاد والتجارة والاستثمار العرب وتركيا، ويهدف إلى تسليط الضوء على واقع التعاون العربي التركي في شتى المجالات الاقتصادية. ويهدف الاجتماع إلى مناقشة أوجه التعاون في قطاعات الصناعة والسياحة والطاقة والمياه والأمن الغذائي، ودراسة مقترحات تشجيع التجارة البينية والاستثمار بين الدول العربية وتركيا. وسيحدد الاجتماع الذي يستمر يوما واحدا، المميزات وأوجه القصور والتحديات المستقبلية للاستثمارات العربية التركية المشتركة، وتوسيع دائرة التبادل التجاري، مع تسليط الضوء على القطاعات المتاحة للاستثمار العام والاستثمار الخاص في كلا الجانبين.. كما يعد فرصة مهمة لتبادل الأفكار حول زيادة حجم التبادلات التجارية، وتحديد أفضل الوسائل والسبل لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وتركيا، بما في ذلك تبادل الخبرات في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وسيتضمن اقتراحات وتوصيات عملية لتشجيع الاستثمارات المشتركة، ورفع مستوى التجارة العربية التركية، وسيعمل على تعزيز الحوار والتعاون المشترك في منصات التجارة العالمية.

357

| 19 أبريل 2015