أعلن الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط، "أوبك"، عبدالله البدري، اليوم الثلاثاء، أن الأزمة في العراق لم تؤثر حاليا على حاجات سوق النفط وعزا الارتفاع الحالي لأسعار النفط في العالم إلى المضاربات. وقال البدري في ختام لقاء في بروكسل مع المفوض الأوروبي للطاقة، جونتر اوتينجر، "في الوقت الراهن حاجات السوق مؤمنة بشكل جيد جدا". وأضاف، "ليس هناك أي نقص في سوق النفط في أي ناحية من العالم، بالتأكيد هناك تمرد في العراق لكن ذلك لم يؤثر على منطقة الإنتاج". وبعد ارتفاع أسعار النفط الأسبوع الماضي إلى اكثر من 115 دولارا للبرميل بدأت هذه الأسعار تستقر لأن المعارك في العراق بين الجهاديين والقوات الحكومية لا تؤثر على صادرات النفط في البلاد. وقال المسؤول في أوبك "إننا مستعدون لمواجهة كافة السيناريوهات، إذا واجهت السوق مشكلة إننا مستعدون لتسويتها". ويملك العراق ثاني دولة منتجة للنفط في أوبك بعد السعودية، اكثر من 11% من الاحتياطي المثبت في العالم وينتج حاليا حوالي 3.4 مليون برميل يوميا. لكن القسم الأكبر من البنى التحتية النفطية في البلاد والحقول النفطية وأنابيب النفط التي يصدر من خلالها تقع في جنوب العراق وهي منطقة بقيت في منأى من المعارك التي بدأت في التاسع من يونيو جراء هجوم واسع للمتطرفين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

صرح علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة العراقية فوضت المالكي بوضع خطة عالية المستوى لتسليح الجيش العراقي بأسرع وقت لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وقال علي الموسوي، في تصريح للمركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي، "من أبرز الأسباب التي أخرت تسليح الجيش كل هذه المدة هو تأخير إقرار الموازنة الاتحادية فضلا عن أمور تتعلق بطبيعة العقود غير الواضحة مع الدول المجهزة للسلاح". وأضاف، "أن الأمريكان لا علاقة لهم إطلاقا بتشكيل الحكومة لان هذا الموضوع عراقي دستوري بحت ولا يمكن لأي جهة إقليمية أو دولية أن تؤثر على القرار السياسي أما بخصوص الولاية الثالثة فهذا الأمر يسمح به الدستور وفق نتائج الانتخابات التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات".

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن أول دفعة من المستشارين العسكريين الأميركيين البالغ عددهم الإجمالي 300 مستشار، انتشرت في بغداد لمساعدة الجيش العراقي في قتاله ضد المتطرفين الإسلاميين. وقال الأميرال جون كيربي للصحافيين: "بدأنا في نشر فرق التقييم الأولية"، مضيفا أن نحو 40 عسكريا "بدأوا مهمتهم الجديدة".

قال البيت الأبيض، إن الرئيس باراك أوباما اتصل برئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء، لبحث الوضع في أوكرانيا والعراق وقضايا أخرى. وعرض أوباما إرسال ما يصل إلى 300 مستشار عسكري أمريكي لدعم قوات الأمن العراقية في تصديها لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذين اجتاحوا مساحات واسعة في شمال البلاد كما أوفد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في جولة بالمنطقة لبحث سبل دعم حكومة بغداد.

قال وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، اليوم الثلاثاء، إن البرلمان العراقي سيعقد جلسة في الأول من يوليو المقبل، للبدء في تشكيل الحكومة. وقال كيري لوكالة أنباء أيه بي سي، إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، "قال إنه ملتزم بالعملية الدستورية، وإنه يريد أن ينعقد البرلمان في الأول من يوليو المقبل وإنه سيعمل على محاولة تشكيل حكومة وحدة يمكنها أن توحد العراق". وفي غضون الأيام السبعة المقبلة، سينعقد مجلس النواب العراقي لانتخاب رئيسا للبرلمان ورئيسا للدولة ورئيسا للوزراء. وأضاف كيري: "الأمر متروك للعراقيين في هذه الأيام القادمة لتفعيل هذا الخيار، ولكنه خيار أساسي، وشرط أساسي بصراحة لتحقيق النجاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا باسم داعش أو لمواجهة أي من التحديات الأخرى التي يواجهها العراق".

يدير تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" حربا الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي في موازاة الهجوم الواسع الذي يشنه على الأرض في العراق، تعكس القدرة الهائلة لهذه الجماعة على الدعاية والترويج لنشاطاتها وأفكارها. ويشن مسلحو "الدولة الإسلامية" وتنظيمات أخرى هجوما منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه، بينها مدن رئيسية. حملة مبكرة ومنذ الساعات الأولى لهذا الهجوم، أطلق التنظيم المتطرف حملة ترويج لتحركاته العسكرية على حساباته المتعددة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، حيث غزت تغريداته التي حملت أخبارا ومقاطع فيديو وصورا هذا الموقع وتناقلها الآلاف من مناصري التنظيم. وقال أرون زيلن الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يضع الجماعات المتمردة الأخرى في موقف حرج فقط، بل حتى الشركات التي تحاول بيع منتجات على الانترنت"، مضيفا "إنهم يتقنون ذلك بشكل كبير جدا". بث مقاطع وعند تراجع القوات العراقية في مواجهة مسلحي هذا التنظيم في مدينة الموصل، قام المشرفون على حسابات "الدولة الإسلامية" على موقع "تويتر" فورا بنشر صور تظهر سيطرة مسلحي التنظيم على آليات ومواقع عسكرية. وبعيد سقوط معظم أنحاء محافظة نينوى في أيديه، نشر عناصر التنظيم على حساباته صورا تظهر إزالة الحدود بين العراق وسوريا في غرب العراق، وقد جرى تداول هذه الصور بشكل كبير. كما نشر التنظيم مجموعة من الصور التي تظهر إعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين، وكتب تحت الصورة "تصفية المئات من قطعان الجيش الصفوي الفارين من المعارك بالزي المدني". وأظهرت صورة أخرى نحو 30 شخصا بالزي المدني مستلقين على الأرض وبقع الدماء واضحة فوق أيديهم ورؤوسهم، وذلك قرب راية التنظيم المتطرف. ونشر التنظيم أيضا صورا لعملية نقل عشرات المعتقلين في شاحنات صغيرة وكبيرة، وقد كتب تحتها "اعتقال المئات من قطعان الجيش الصفوي الفارين من المعارك بالزي المدني". حتى كأس العالم ويستغل القائمون على حسابات التنظيم في "تويتر" بطولة كأس العالم والتغريدات المرتبطة بها حيث يستخدمون كلمات وعبارات بينها "كأس العالم" و"البرازيل" في تغريدات خاصة بنشاطات التنظيم ما يعني أن كل من يبحث عن تغريدات بطولة كرة القدم سيمر إجباريا على نشاطات "الدولة الإسلامية". وبالنسبة إلى الجماعات المسلحة، فإن المعركة التي تخوضها على صفحات الإنترنت ويتلقاها الرأي العام قد تكون في بعض الأحيان أكثر أهمية من المعركة نفسها التي تدور على الأرض، حيث أن باستطاعة تلك الجماعات تحويل هزائمها إلى انتصارات وحشد المناصرين لقضاياها. ويقول زيلن: "لديهم خطط ذكية حقا، كل الجماعات الجهادية تتحلى بقدرة جيدة في هذا الإطار، ولكن الدولة الإسلامية في العراق والشام يسعى إلى التميز عن باقي الجماعات". في ليلة الحملة وعندما انطلق الهجوم الواسع ليلة التاسع من الشهر الحالي، بدا المغردون على موقع "تويتر" يتناقلون عناوين حسابات هذا التنظيم الجهادي الخاصة بكل محافظة عراقية، والتي أطلق على كل منها صفة ولاية. وإضافة إلى ذلك، غزت البيانات وأخبار معارك التنظيم وتقدمه في العراق المواقع الإسلامية، وكذلك المنتديات الجهادية مرفقة بصور ومقاطع فيديو. ويرى تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة أن "السيل المتواصل من المواد والجودة العالية التي تتحلى بها، توحي لمن يتابعون حسابات هذا التنظيم بأنه عبارة عن جماعة مجهزة تقنيا بطريقة عالية وتعمل بشكل منظم جدا". ويضيف: "لهذا السبب فان مواجهة هذه الحملة الدعائية يجب أن تحظى بـأهمية كبرى".

ارتفع النفط مجددا فوق 114 دولارا للبرميل اليوم، الثلاثاء، ليوقف مسارا نزوليا من أعلى مستوياته في تسعة أشهر يدعمه الصراع المحتدم في العراق وتعثر الإمدادات من ليبيا وتوقعات بانخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة. ولم تؤثر أعمال العنف على إمدادات النفط من مرافئ العراق الجنوبية وهي المنفذ لجميع صادرات البلاد تقريبا. وارتفع خام "برنت" 12 سنتا إلى 114.24 دولار للبرميل، بعدما تراجع من أعلى مستوياته في تسعة أشهر عند 115.71 دولار الذي سجله يوم الخميس الماضي، وسجل "برنت" أكبر تراجع يومي منذ 16 مايو، أمس الإثنين. وزاد الخام الأمريكي 15 سنتا إلى 106.32 دولار للبرميل. وفي ليبيا حيث تعرقل الاضطرابات إنتاج النفط تم إغلاق ميناء نفطي مجددا بعدما أعيد فتحه في مطلع الأسبوع. ويبلغ إنتاج البلاد نحو 270 ألف برميل يوميا وهو جزء بسيط من الإنتاج الذي بلغ 1.6مليون برميل يوميا قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2011. وبجانب المخاطر "الجيوسياسية" التي تهدد الإمدادات يركز المستثمرون هذا الأسبوع على مخزونات النفط في الولايات المتحدة.

أفاد مصدر عسكري أردني، بأن طائرات حربية مقاتلة تابعة للقوات المسلحة تنفذ منذ صباح، اليوم الثلاثاء، طلعات جوية قرب الحدود مع العراق، شرقاً، بعد سيطرة مسلحين عليها منذ، أمس الأول الأحد. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن "الطائرات الحربية تريد توجه رسالة للجماعات التي تقف على الجانب الآخر بأن اختراق الحدود أمر مستحيل". ولفت المصدر إلى أن القوات العسكرية، والطائرات جاهزة لـ"ردع أية عمليات تسلل من العراق إلى الأردن بالقوة المناسبة". يأتي ذلك في وقت رفعت فيه القوات العسكرية الأردنية، من تواجدها على طول الحدود مع العراق، حيث تتمركز راجمات الصواريخ، والمدافع ومختلف الآليات المقاتلة في أماكن مختلفة على طول الحدود، وفقاً للمصدر نفسه. وكانت مصادر عراقية وأردنية أعلنت، أمس الإثنين، عن سيطرة عشائر عراقية سنية على معبر "طربيل" الحدودي مع الأردن، بعد انسحاب الجيش العراقي بالكامل منه، في وقت أعلن فيه مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، على صفحة لهم في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الحدود العراقية الأردنية تحت سيطرتهم. ويخشى الأردنيون حدوث أي خرق في حدودهم مع العراق يكون من شأنه فتح منفذ لتسلل أفراد من الجماعات المتشددة لأراضيهم خاصة بعدما تردد عن تهديد "داعش".

قتلت القوات الأمنية العراقية اليوم الثلاثاء 19 عنصرا من تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين. وذكر مصدر أمني أن القوات الأمنية بمساندة طيران الجيش تمكنت من قتل 19 من عناصر تنظيم "داعش" في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد. وتخوض القوات الأمنية معارك ضد عناصر تنظيم "داعش" في بعض مناطق محافظة صلاح الدين لطرد عناصر التنظيم من المناطق التي توجد فيها. كما قتلت القوات الأمنية عددا من عناصر "داعش" باشتباكات عنيفة وقعت في شمال شرق بعقوبة. وأفاد مصدر أمني بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية وأبناء العشائر من جهة، ومسلحي تنظيم داعش من جهة أخرى، في قرى الجزيرة أطراف المقدادية شمال شرق بعقوبة.

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، أن أكثر من ألف شخص قتلوا في العراق بين 5 يونيو و22 من الشهر نفسه مع سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على أجزاء كبرى من شمال وغرب العراق. وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحفيين في جنيف، إن 1075 شخصا قتلوا على الأقل وأصيب 658 بجروح في البلاد، مشددا على أن هذه الأعداد "تعتبر عموما الحد الأدنى".

لقيت انتفاضة السنة بالعراق تأييدا حماسيا من جانب الكثير من عرب الخليج رغم عدم الارتياح على الصعيد الرسمي إزاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي تعتبره حكومات المنطقة جماعة إرهابية. وقوبل نجاح مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الخاطف في إخراج القوات الحكومية العراقية، من أجزاء بالبلاد، بسيل من عبارات الدفاع والتبرير على مواقع الإنترنت وفي الأحاديث الخاصة بالخليج. وتوحي تعبيرات التأييد القوية بأن حلفاء الولايات المتحدة كالسعودية والإمارات ربما يزدادون بعدا عن واشنطن التي تساند حكومة بغداد. ويرى كثيرون أن انهيار قوات الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة نذير بأفول نجم خصمهم الأكبر.. إيران. وهم يرون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أداة في يد إيران. خيوط رفيعة تسير حكومات الخليج على خيط رفيع فيما يتعلق بأمر العراق، فهي تهاجم المالكي وإيران باعتبارهما المسؤولين عن العنف وتبدي تأييدا قويا لحقوق السنة، وفي الوقت ذاته تشجب الدولة الإسلامية في العراق والشام وغيرها من الجماعات المتشددة التي ترفع شعار الجهاد. ومن المعتقد أن هناك آلاف السعوديين ومواطني دول خليجية أخرى بين الأعداد الكبيرة التي تقاتل مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات متشددة أخرى في سوريا والعراق، ما يزيد من مخاوف المسؤولين من أثر ذلك في الداخل. وفي الشهر الماضي قالت وزارة الداخلية السعودية إنها كشفت خلية متشددة مرتبطة بالقاعدة وبالدولة الإسلامية في العراق والشام كانت تخطط لتنفيذ هجمات داخل المملكة. غير أن انتقاد وسائل الإعلام للحكومتين الإيرانية والعراقية على مدى سنوات، إضافة إلى بعض التعليقات الطائفية العدائية من جانب دعاة معينين ربما ساهمت في تأجيج غضب السنة من الشيعة. ألم الإبادة ما من شك في أن تقدم السنة الذي بدأ قبل أسبوعين في العراق قد أجج المشاعر الطائفية بالشرق الأوسط. وتتهم الحكومة العراقية دولا خليجية بمساندة المتشددين من خلال تسليح وتأييد المقاتلين السنة في سوريا. بل إن الحكومة في بغداد حملت السعودية في الأسبوع الماضي مسؤولية دعم ما قالت إنه يصل إلى حد "الإبادة الجماعية" بالعراق. وتقول السعودية إن دعمها للمقاتلين السنة في سوريا لا يمتد إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يقاتل فصائل أخرى للمعارضة السورية تمدها السعودية بالسلاح والمال. ويتضح من خلال موقع للتواصل الاجتماعي يحلل بيانات المواقع الجغرافية على تويتر أن السعوديين يشكلون أكبر مجموعة للمتتبعين على حساب باللغة العربية مرتبط بجناح الإعلام التابع للدولة الإسلامية في العراق والشام ويمثلون ثاني أكبر مجموعة على حساب آخر. إلا أنه من الصعب استخلاص استنتاجات من هذه البيانات نظرا لوضع التنظيم غير القانوني بالسعودية وحاجته لإنشاء حسابات جديدة بعد إغلاق حساباته الحالية. ويشكل السعوديون أكبر مجموعة شرق أوسطية تستخدم تويتر بوجه عام. وترفع الدولة الإسلامية في العراق والشام رايتها السوداء في المدن العراقية التي تسيطر عليها ويلقى مقاتلوها تأييدا أيضا بين عشائر سنية وسياسيين أكثر اعتدالا غاضبين من حكم بغداد. ويقول كثيرون بالخليج إن من الخطأ وصف الانتفاضة السنية بأنها مشروع لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام.

قتل 19 شخصا على الأقل وأصيب 17 بجروح في غارات جوية شنتها القوات العراقية فجر اليوم الثلاثاء، على أحياء في مدينة بيجي (200 كلم شمال العراق) القريبة من أكبر مصافي النفط بالبلاد، وفقا لمصادر مسؤولة. وقال مسؤول محلي في بيجي لوكالة فرانس برس، إن "قصفا استهدف بعد الرابعة فجرا (01,00 تغ) أحياء متفرقة في مدينة بيجي أدى إلى مقتل 19 شخصا هم تسع نساء وعشرة أطفال وإصابة 17 آخرين بينهم نساء وأطفال".

أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أربيل، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم الواسع الذي يشنه مسلحون متطرفون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعا جديدا وعراقا جديدا". وقال بارزاني خلال استقباله كيري في مقر رئاسة الوزراء في أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، "في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعا جديدا وعراقا جديدا". ويجري كيري في زيارته التي لم يعلن عنها مسبقا إلى أربيل محادثات مع المسؤولين الأكراد، بعد يوم من زيارته بغداد ولقائه بعدد من المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وكيري أول وزير خارجية أمريكي يزور إقليم كردستان، منذ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس في العام 2006، حين كانت البلاد غارقة في حرب طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف.

قتل 7 عراقيين بينهم اثنان من أفراد الشرطة في اشتباكات مع مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، شمالي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي البلاد، فيما قتل 5 مدنيين في قصف للجيش على الفلوجة بالمحافظة، بحسب مصدرين أمني وطبي. وقال العقيد مؤيد حميش، آمر فوج شرطة محافظة الأنبار، للأناضول، إن "اشتباكات عنيفة اندلعت منذ أمس الإثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء بين قوة من الجيش وبمساندة الشرطة المحلية من جهة وعناصر "داعش" من جهة أخرى بمختلف الأسلحة في منطقة البوذياب شمالي الرمادي، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الشرطة، وتكيد عناصر داعش خسائر كبيرة لم يعرف حجمها". وأشار حميش إلى أن القوات الأمنية "أحكمت اليوم السيطرة على منقطة البوذياب، وأجبرت عناصر داعش على التراجع".

ركزت الصحف العالمية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على مجموعة من الأخبار والموضوعات ومن أبرزها نفي خالد مشعل أي علاقة لحماس باختطاف الإسرائيليين الثلاثة، وانخفاض شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب سياسته الحالية في العراق. يديعوت أحرونوت قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، إن الحركة الإسلامية لا تملك أي معلومات عن مصير الشباب الثلاثة المفقودين. ولم يؤكد مشعل ما إذا كانت حماس خلف عملية الخطف، وأضاف أنه في حال التأكد من أن مجموعة فلسطينية هي من تقف خلف عملية الاختطاف، فيجب أن نحييها على هذه الخطوة. وقال مشعل في مقابلة تلفزيونية إن "أيادي الخاطفين مباركة، خصوصا وأن المعتقلات الإسرائيلية لا زالت مليئة بالأسرى الفلسطينيين." ذا تلجراف يبدو أن الدعوة للجهاد وقتال "داعش" لا تقتصر على السياسيين ورجال الدين، بل امتدت إلى أهل المغنى، فقد أطلق المغني العراقي قاسم سلطان أغنية يدعو فيها لقتال المتشددين، مرتديا بذلة عسكرية، وتحيط به الدبابات والأسلحة. وقد أثارت هذه الدعوة حفيظة البعض في العراق، خصوصا أولئك الذين يتذكرون أغنية سابقة لسلطان يمتدح في الرئيس العراقي السابق صدام حسين إبان الهجوم الأمريكي على العراق. وتحمل الأغنيتين ذات التوجه الوطني والبطولي، وتمتدحان السيوف القوية للعراقيين التي تقف في وجه كل معتد. نيويورك تايمز أظهر استطلاع للرأي أن معظم الأمريكيين غير راضين عن سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بالعراق، برغم رضا بعضهم عن إرساله مستشارين عسكريين لمواجهة الخطر المتنامي لداعش. ويتخوف البعض من أن أي تدخل أمريكي في العراق قد يؤدي إلى حرب طويلة الأمد ستكلف الأمريكيين غاليا.

أظهر فيديو على موقع "يوتيوب" يقول صاحبه إنه لقوات المالكي، وهي تهرب من مواقعها عند السعدية في ديالى بمئات السيارات والآليات، مع غروب الشمس بعد سماعهم بتقدم الثوار إليها. وأحكم المسلحون العراقيون سيطرتهم على معابر العراق مع سوريا، ومنها انطلقوا شرقاً صوب العاصمة بغداد، فقد تمكّن المسلحون من السيطرة على قضاء تلعفر في الموصل بعد فرار ضابط برتبة لواء كلفه المالكي بتحرير المحافظة. وسيطر مسلحون من تنظيم "داعش" ومن عشائر الأنبار منذ أكثر من 10 أيام على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وغربه بينها مدن رئيسية، مثل الموصل وتكريت إضافة إلى مدينتين إضافيتين في محافظة الأنبار الغربية هما راوة وعنة القريبتان من القائم بعد تراجع قوات المالكي.

استمرت المعارك بين القوات الحكومية والمجموعات المسلحة المناهضة لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في مناطق عدة اليوم الثلاثاء، فيما تعزز القوات الإيرانية إجراءات المراقبة على حدودها مع الدولة العربية. وقال وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، في تصريحات لصحفيين، إنه "نتيجة للوضع الفريد في العراق وقربه من مناطقنا الغربية، فقد اتخذنا الاحتياطات اللازمة لتعزيز السيطرة والمراقبة والتحصينات بطول الحدود". تقدم داعش وتأتي هذه الإجراءات إثر تمكن المجموعات المسلحة مجددا من السيطرة على عدد من مناطق قضاء النخيب جنوب شرق مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، كما أكملوا سيطرتهم على مصفاة بيجي النفطية بمحافظة صلاح الدين. واستمر تقدم المجموعات المسلحة في غرب العراق وسط تراجع القوات الحكومية، حيث سيطرت على مناطق جديدة لتحافظ بذلك على زخم هجومها المتواصل منذ أكثر من 10 أيام. ومنذ أسبوعين، تشن مجموعات مسلحة مناوئة لحكومة المالكي هجمات في شمال البلاد ووسطها وغربها، سيطرت خلالها على مناطق واسعة، بينها مدن رئيسية مثل الموصل بمحافظة نينوى وتكريت في محافظة صلاح الدين. كما يسيطر المسلحون على مصفاة بيجي النفطية ومعبر القائم الواقع محافظة الأنبار، التي تتقاسم مع سوريا حدودا مشتركة بطول نحو 300 كلم، بينما تسيطر قوات البشمركة الكردية على ثالث المعابر الرسمية مع سوريا بنينوى. مطالبة أوروبية وفي أحدث ردود الفعل الدولية إزاء الانهيار الأمني بالعراق، طالب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ28 المجتمعون في لوكسمبورج، "فورا بتشكيل عاجل" لحكومة وحدة وطنية للتوصل إلى حل "للتدهور السريع" للوضع في هذا البلد. وبعد أن أكدوا دعمهم "للتصدي للإرهاب" وتمسكهم "الحازم بسيادة العراق ووحدة أراضيه"، أكد الوزراء أن "الرد من خلال قوات الأمن يجب أن يترافق مع حل سياسي دائم من جانب الحكومة العراقية". دعم أمريكي بدوره، تعهد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، من بغداد بأن تقدم بلاده دعما "مكثفا ومستمرا" للعراق في مواجهة "التهديد الوجودي" الذي يمثله هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ودعا كيري، في مؤتمر صحفي، قادة البلاد إلى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالا"، وقال "هذه لحظة القرار بالنسبة لقادة العراق .. العراق يواجه تهديدا وجوديا، وعلى قادة العراق ان يواجهوا هذا التهديد". وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة، التي سحبت قواتها من هذا العراق نهاية العام 2011، استعدادها لإرسال 300 عسكري بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف.

وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى كردستان العراقية اليوم الثلاثاء، لحث زعمائها على عدم الانسحاب من العملية السياسية في بغداد بعد أن سيطرت قوات الأمن الكردستانية على مدينة كركوك النفطية بشمال العراق. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية للصحفيين "زيارة وزير الخارجية سيتكون مهمة جدا من أجل الاجتماع مع القيادة الكردية وأيضا لتشجيعها على القيام بدور فعال جدا في عملية تشكيل هذه الحكومة بما في ذلك اختيار رئيس قوي جدا يمكن أن يمثل كلا من المصالح الكردية والمصالح العراقية أيضا".

قال مسؤول كبير، اليوم الإثنين، إن إيران كثفت إجراءات المراقبة على حدودها مع العراق كإجراء احترازي، تحسبا لامتداد عنف المتشددين الذين سيطروا على مساحات كبيرة في العراق. وقال وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، للصحفيين، "نتيجة للوضع الفريد في العراق وقربه من مناطقنا الغربية، فقد اتخذنا الاحتياطات اللازمة لتعزيز السيطرة والمراقبة والتحصينات بطول الحدود". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية، عن الوزير قوله "لكن لا يعترينا أي قلق في الوقت الراهن".

قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، اليوم الإثنين، إن الوقت حان ليتخذ الأكراد قرارا حول مصيرهم، فيما أعلن عن عدم نجاح الأكراد في إعادة بناء العراق بعدما عملوا على ذلك على مدى السنوات العشر الأخيرة. ونقلت وكالة أنباء "باسنيوز" عن بارازني قوله، في حوار على قناة "سي إن إن" الأمريكية مساء اليوم، إن "الأكراد عملوا خلال السنوات العشر الماضية بكل إمكانياتهم من أجل بناء عراق جديد وديمقراطي ولكن للآسف لم يكتب للتجربة النجاح". وتابع: "عقب الأحداث الأخيرة بات الوقت ملائما لكي يتخذ الأكراد قرارا حول مصيرهم". وردا على سؤال عما إذا كان الأكراد قد استعدوا للاستقلال، أجاب بارزاني: "سنلتزم بالقرار الذي سيتخذه الشعب الكردي". وبشأن موقفه من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال رئيس الإقليم :"يجب أن يترك المالكي منصب رئيس الوزراء". وفيما يتعلق بمدينة كركوك، أشار بارزاني إلى أن "الأكراد سيطروا على كركوك لأن المدينة كردية تاريخيا، مع استعدادهم لاحترام نتائج أي استفتاء للآراء حول هوية المدينة وإن أتت النتائج لغير صالح الأكراد".