رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. رجب: السيرة النبوية يقتدي بها من أراد النجاة

بإشراف إدارة الدعوة والتوجيه الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تواصل مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" سلسلة محاضرات الشمائل المحمدية التي يقدمها فضيلة الداعية الدكتور محمد رجب المستشار الشرعي في راف وعضو رابطة علماء المسلمين، بعد صلاة العشاء مساء كل جمعة بجامع " أبوبكر الصديق". ويتناول فيها بالشرح والتفصيل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأوصافه كما جاءت في كتاب الشمائل المحمدية للإمام الترمذي رحمه الله. وفي محاضرته الثانية التي قدمها مساء الجمعة الماضية، تحدث الدكتور محمد رجب عن مفهوم السيرة النبوية الحقيقي، مؤكدا أنها ليست مجرد حروب ومعارك ومواقف ونوازل، بل هي حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصفحات من هديه اليومي، ولابد أن ترسم لنا صورة متكاملة، والكل في حاجة إلى النظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، كإمام يقتدى به ومنارة للحق يستدل بها الحيران والتائه في ظلمات الدنيا ، فهو القدوة والرحمة المهداة، لكل من أراد الفوز والنجاة. وأوضح أننا في حاجة ماسة للاقتداء بسيرة وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى تلين قلوبنا ويأخذ هديه بناصيتنا إلى الله تعالى، حتى نعيد القلوب لتعظيم علام الغيوب بهدي المقتدى به النبي المحبوب، "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم". ونبه إلى أن خلق النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين التقدير الكوني والتقدير الشرعي، فالله سبحانه وتعالى جمع لرسوله محاسن الخلق قدرا وشرعا، حتى لا يصمه أحد بالنقص أو العيب في خلقته فلا يسمع منه الهدي، ولا يلتفت لدعوته، وهذه طبائع النفوس البشرية، تنفر ممن كان في خلقه عيب، ولكن الله برأه من كل عيب، حتى لا تكون هناك حجة للنفس في الإعراض عن دعوته وهديه صلى الله عليه وسلم. شرف الإسناد ولفت د. محمد رجب إلى شرف الإسناد، وأن هذه الشريعة الغراء الكاملة الخاتمة حفظها الله بالسند، فلا تجد ذلك في شريعة من الشرائع السابقة، ومدخل الحديث دائما الصحابي الجليل وهو بداية الإسناد والوصف للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومدخل الحديث الذي نحن بصدده هو أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الطبيعي أن تجد من يصف الإنسان خادمه الذي عرفه تمام المعرفة. وبدأ د. رجب بأول باب من أبواب الكتاب شارحا إياه وضابطا لكيفية ضبط النطق الصحيح للأسماء والحديث: قال الحافظ « والحافظ في اصطلاح المحدثين: من أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا واسنادا» أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي « ترمذ بلدة نسب اليها الامام الترمذي، وتوفي فيها سنة تسع وسبعين ومائتين وله سبعون سنة»، باب ما جاء في خلق «الخلق: بفتح الخاء وسكون اللام» رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد عن أنس بن مالك «هو أبو النضر أنس بن مالك الانصاري البخاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة 71 هـ» أنه سمعه يقول: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن «الظاهر الطول بين الناس والمتميز عنهم بفرط طوله» ولا بالقصير" بل كان إلى الطول أقرب، كما رواه البيهقى، ويوافقه خبر البراء. «كان ربعة وهو إلى الطول أقرب" . ثم استرسل الشيخ بوصف لون وجه النبي كما جاء في الرواية: ولا بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم «الأمهق: الشديد، والآدم: الأسمر» أي الشديد البياض الخالي عن الحمرة والنور كالجص، بل بياضه مشرب بحمرة كما في روايات أخر يأتي بعضها، وهذا هو المراد بما عند مسلم عن أنس: «كان أزهر اللون» ، وبما عنده أيضا: «كان أبيض مليح الوجه» . وأردف وصف شعره صلى الله عليه وسلم : " ولا بالجعد القطط ولا بالسّبط «الجعد: بفتح وسكون الشعر فيه التواء وانقباض، والقطط بفتحتين: على الأشهر ويجوز كسر ثانيه وهو شعر الزنجي الجعودة، والسبط بفتح فكسر: الشعر المسترسل، الذي ليس فيه تعقد ولا نتوء أصلا» يعني شعره كان متوسطا في نعومته واسترساله . وتلا ذلك بوصف زمن بعثته ومدتها كما جاء في الرواية: بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة" وهي سن النضوج العقلي والجسمي، حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة"، فأقام بمكة عشر سنين «وفي رواية أقام بها ثلاث عشرة فتحمل رواية العشر على أن الراوي حذف الكسر الزائد عن العشرة» وبالمدينة عشر سنين، وتوفاه الله على رأس ستين سنة «وفي رواية وهو ابن ثلاث وستين وهي أشهر واصح وتحمل رواية الستين على ان الراوي حذف الزائد على العشرات وهذه طريقة العرب في الحساب وأسلوبهم في تقريبه» وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء» «وهذا ان دل يدل على أن النبي لم يشب وإن كان الشيب شيء طبيعي لمن تقدم به العمر والشيب وقار لكنه عند البعض ضعف وانكسار وما ضعف النبي صلى الله عليه وسلم ابدا» . وختم درسه الثاني من سلسلة الشمائل المحمدية مبينا أن كل ما سبق من وصف يتماشى مع هيئة النبي الجاذبة في الخلق والخُلق، وما سبق من وصف دلالة على اعتناء الصحابة بوصف النبي صلى الله عليه وسلم وسوف تتابع رويتنا لوصف النبي في الحلقات القادمة ان شاء الله ليكون لنا القدوة والاسوة ولتتعلق قلوبنا بمحبته ومحبة هديه

1571

| 04 سبتمبر 2014